الأصحاح الخامس عشر – سفر القضاة – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر القضاة – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الخَامِسُ عَشَرَ

شمشون ينتقم من الفلسطينيين لتزويجهم امرأته لغيره.

(1) غضب شمشون لزواج امرأته بآخر (ع1 - 8).

(2) الفلسطينيون يحاولون القبض على شمشون (ع9 - 13).

(3) شمشون يقتل ألف رجل فلسطيني بلحى حمار (ع14 - 20).

(1) غضب شمشون لزواج امرأته بآخر (ع1 - 8):

1 وَكَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ فِي أَيَّامِ حَصَادِ الْحِنْطَةِ أَنَّ شَمْشُونَ افْتَقَدَ امْرَأَتَهُ بِجَدْيِ مِعْزىً. 2 وَقَالَ: «أَدْخُلُ إِلَى امْرَأَتِي إِلَى حُجْرَتِهَا». وَلَكِنَّ أَبَاهَا لَمْ يَدَعْهُ أَنْ يَدْخُلَ. وَقَالَ أَبُوهَا: «إِنِّي قُلْتُ إِنَّكَ قَدْ كَرِهْتَهَا فَأَعْطَيْتُهَا لِصَاحِبِكَ. أَلَيْسَتْ أُخْتُهَا الصَّغِيرَةُ أَحْسَنَ مِنْهَا؟ فَلْتَكُنْ لَكَ عِوَضًا عَنْهَا». 3 فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «إِنِّي بَرِيءٌ الآنَ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ إِذَا عَمِلْتُ بِهِمْ شَرًّا». 4 وَذَهَبَ شَمْشُونُ وَأَمْسَكَ ثَلاَثَ مِئَةِ ابْنِ آوَى, وَأَخَذَ مَشَاعِلَ وَجَعَلَ ذَنَبًا إِلَى ذَنَبٍ, وَوَضَعَ مَشْعَلًا بَيْنَ كُلِّ ذَنَبَيْنِ فِي الْوَسَطِ, 5 ثُمَّ أَضْرَمَ الْمَشَاعِلَ نَارًا وَأَطْلَقَهَا بَيْنَ زُرُوعِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ, فَأَحْرَقَ الأَكْدَاسَ وَالّزَرْعَ وَكُرُومَ الّزَيْتُونِ. 6 فَقَالَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ: «مَنْ فَعَلَ هَذَا؟ » فَقَالُوا: «شَمْشُونُ صِهْرُ التِّمْنِيِّ, لأَنَّهُ أَخَذَ امْرَأَتَهُ وَأَعْطَاهَا لِصَاحِبِهِ». فَصَعِدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَأَحْرَقُوهَا وَأَبَاهَا بِالنَّارِ. 7 فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: « وَلَوْ فَعَلْتُمْ هَذَا فَإِنِّي أَنْتَقِمُ مِنْكُمْ, وَبَعْدُ أَكُفُّ». 8 وَضَرَبَهُمْ سَاقًا عَلَى فَخْذٍ ضَرْبًا عَظِيمًا. ثُمَّ نَزَلَ وَأَقَامَ فِي شَقِّ صَخْرَةِ عِيطَمَ.

العدد 1

ع1:

افتقد امرأته: أراد أن يزور زوجته.

بعد فترة ما من تركه زوجته وعودته إلى بيت أبيه وكانت حدة غضبه من موضوع اللغز قد هدأت، قرّر أن يزور زوجته ربما ليصالحها وحمل معه جديًا كهدية شائعة في تلك الأيام. وكان ذلك في أيام حصاد القمح أي أيام الربيع.

العدد 2

ع2:

أراد شمشون أن ينفرد بزوجته في الحجرة المخصصة لها ولكن أباها منعه وأخبره أنها لم تعد زوجة له، إذ أنه حين تركها بعد غضبه ومضى ظنوا أنه لم يعد يريدها زوجة، وقد تقدم لطلب يدها أحد رفقائه وزوجوها له بالفعل. ورغبة في استرضاء شمشون عرض عليه أبوها أن يتزوج أختها الصغرى ممتدحًا إياها بأنها أفضل منها.

العدد 3

ع3:

أثار هذا الأمر غضب شمشون من جديد بشدة، وقال لهم أنه الآن لا لوم عليه إذا عاقب الفلسطينيين نظير ما أساءوا به إليه، فالخطأ لم يكن خطأ الأب وحده بل شاركه فيه شعبه الذي كان بإمكانهم أن يمنعوا والد الفتاة من هذا التصرف.

الأعداد 4-5

ع4 - 5:

مشاعل: مواد يمكن إشعالها مثل القماش.

ابن آوى: حيوان يعيش في فلسطين حجمه وسط بين الذئب والثعلب.

أحرق الأكداس: الأكداس هي أكوام الحبوب الموجودة في الأجران وهي مساحات واسعة بجوار الحقول.

أخذ شمشون ثلاثمائة حيوان يسمى ابن آوى، وربط كل ذيلين معًا وربط في الذيول مشاعل ثم أشعلها وأطلقها بين مزارع الفلسطينيين، فالحيوانات المشتعل ذيلها بالنار أخذت تجرى في جنون بسرعة فأحرقت أكوام الحبوب وشجر العنب وبساتين الزيتون وكل المزروعات.

العدد 6

ع6:

التمنى: حمو شمشون الذي من مدينة تمنة.

سأل الفلسطينيون بعضهم بعضًا عمن عساه أن يكون قد فعل هذا، فعرفوا أنه شمشون، وقد فعلها لأن نسيبه قد زوج امرأته لصاحبه. فاغتاظ الفلسطينيون من جهة شمشون غيظًا شديدًا لأنه تسبب في خسائر جسيمة لهم، فأمسكوا حما شمشون وأحرقوه هو وابنته وكل بيته انتقامًا منهم وترضية لشمشون حتى يكف عن إيذائهم.

العدد 7

ع7:

لم يخف غضب شمشون بعد حرق المرأة وأبيها، ولم يرضَ كما كان غرض الفلسطينيين بإحراقها، بل توعد الفلسطينيين بمزيد من أعمال الانتقام منهم بما يتلاءم مع ما ارتكبوه في حقه من إساءة ثم بعد ذلك يكف عنهم.

العدد 8

ع8:

ضربهم ساقًا على فخذ: أي حقق انتصارًا عظيمًا عليهم.

شق: كهف.

عيطم: كلمة عبرية معناها مأوى الوحوش وتقع شرق صرعة على بعد 4 كم.

أحرز شمشون انتصارًا عظيمًا عليهم وقتل عددًا كبير منهم، فكانت مذبحة عظيمة، ثم ذهب ليختبئ في كهف.

إعلم أن الله عادل وسيعاقبك على خطاياك، إن لم تتب عنها، وعقاب الخطية هو موت، فاسرع إلى التوبة لتنال غفران الله ومراحمه.

←.

(2) الفلسطينيون يحاولون القبض على شمشون (ع9 - 13):

9 وَصَعِدَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَنَزَلُوا فِي يَهُوذَا وَتَفَرَّقُوا فِي لَحْيٍ. 10 فَسَأَلَهُمْ رِجَالُ يَهُوذَا: «لِمَاذَا صَعِدْتُمْ عَلَيْنَا؟ » فَقَالُوا: «صَعِدْنَا لِنُوثِقَ شَمْشُونَ لِنَفْعَلَ بِهِ كَمَا فَعَلَ بِنَا». 11 فَنَزَلَ ثَلاَثَةُ آلاَفِ رَجُلٍ مِنْ يَهُوذَا إِلَى شَقِّ صَخْرَةِ عِيطَمَ, وَقَالُوا لِشَمْشُونَ: «أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مُتَسَلِّطُونَ عَلَيْنَا؟ فَمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا؟ » فَقَالَ لَهُمْ: «كَمَا فَعَلُوا بِي هَكَذَا فَعَلْتُ بِهِمْ». 12 فَقَالُوا لَهُ: «نَزَلْنَا لِنُوثِقَكَ وَنُسَلِّمَكَ إِلَى يَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». فَقَالَ لَهُمْ شَمْشُونُ: «احْلِفُوا لِي أَنَّكُمْ أَنْتُمْ لاَ تَقَعُونَ عَلَيَّ». 13 فَأَجَابُوهُ: «كَلاَّ. وَلَكِنَّنَا نُوثِقُكَ وَنُسَلِّمُكَ إِلَى يَدِهِمْ, وَقَتْلًا لاَ نَقْتُلُكَ». فَأَوْثَقُوهُ بِحَبْلَيْنِ جَدِيدَيْنِ وَأَصْعَدُوهُ مِنَ الصَّخْرَةِ.

العدد 9

ع9:

صعد: يسكن الفلسطينيون جنوب سبط يهوذا فصعودهم معناه تحركهم نحو الشمال.

لحى: مكان مرتفع سمى هكذا بعد انتصار شمشون على الفلسطينيين بلحى حمار أي فك حمار.

دخلت أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى أرض يهوذا وتفرقوا في مكان قريب من صرعة - موطن شمشون - لكي يقبضوا عليه وينتقموا منه.

العدد 10

ع10:

لماذا صعدتم إلينا: لماذا دخلتم أراضينا.

سأل بنو يهوذا الفلسطينيين عن سبب مجيئهم إلى أراضيهم فلا يوجد حاليًا سبب لمحاربتهم، فهم خاضعون للعبودية ولم يعلنوا عصيانًا ولم يثوروا عليهم أو يحاربوهم. فأجاب الفلسطينيون أنهم جاءوا للبحث عن شمشون لكي ينتقموا منه لأنه أحرق مزارعهم ومحاصيلهم وقتل أعدادًا كبيرة منهم.

العدد 11

ع11:

كان بنو يهوذا يعرفون مكان اختفاء شمشون، فذهب إليه في صخرة عيطم ثلاثة آلاف رجل منهم وعاتبوه على استفزازه للفلسطينيين الذين يسيطرون عليهم ولا يستطيعون مجابهتهم. فكان رده عليهم أنه لم يبدأ بالشر تجاههم ولكنهم هم الذين بدأوا بالإساءة إليه فكان ما فعله بهم ردًا للإساءة التي أساءوا بها إليه.

العدد 12

ع12:

أراد بنو يهوذا أن يتقوا شر الفلسطينيين المتحفزين ضدهم بأن يسلموا لهم شمشون، وأخبروه بما نووا أن يفعلوه وهو أن يقبضوا عليه ويسلموه للفلسطينيين مقيدًا. فوافقهم شمشون بشرط ألا يؤذونه هم أو يقتلوه، وطلب منهم أن يقسموا بذلك.

ولعل بني إسرائيل قد شعروا أن يموت واحد، وهو شمشون، عن الشعب كله المعرض لهجمات الفلسطينيين. وبهذا يرمزون للأمة اليهودية التي سلمت المسيح للرومان ليموت ليس عن الأمة بل عن العالم كله كما تنبأ قيافا رئيس الكهنة (يو11: 50).

العدد 13

ع13:

حبلين جديدين: أى في كمال المتانة والقوة.

وعدوه بأنهم لن يقتلوه ولكنهم سيقيدوه بالحبال ويسلموه للفلسطينيين، ثم ربطوه بحبلين جديدين وأخرجوه من الكهف ليسلموه ليد الأعداء.

لا تجعل الخوف يحركك لخيانة الله والإساءة إلى خدامه، مثلما فعل سبط يهوذا بتسليم شمشون، بل عندما يحاربك الخوف أطلب معونة الله فيحميك أنت وخدام الله.

(3) شمشون يقتل ألف رجل فلسطيني بلحى حمار (ع14 - 20):

14 وَلَمَّا جَاءَ إِلَى لَحْيٍ صَاحَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ لِلِقَائِهِ. فَحَلَّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ, فَكَانَ الْحَبْلاَنِ اللَّذَانِ عَلَى ذِرَاعَيْهِ كَكَتَّانٍ أُحْرِقَ بِالنَّارِ, فَانْحَلَّ الْوِثَاقُ عَنْ يَدَيْهِ. 15 وَوَجَدَ فَكَّ حِمَارٍ طَرِيًّا, فَأَخَذَهُ وَضَرَبَ بِهِ أَلْفَ رَجُلٍ. 16 فَقَالَ شَمْشُونُ: «بفَكِّ حِمَارٍ كُومَةً كُومَتَيْنِ. بِفَكِّ حِمَارٍ قَتَلْتُ أَلْفَ رَجُلٍ». 17 وَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكَلاَمِ رَمَى الْفَكَّ مِنْ يَدِهِ, وَدَعَا ذَلِكَ الْمَكَانَ «رَمَتَ لَحْيٍ». 18 ثُمَّ عَطِشَ جِدًّا فَدَعَا الرَّبَّ: «إِنَّكَ قَدْ جَعَلْتَ بِيَدِ عَبْدِكَ هَذَا الْخَلاَصَ الْعَظِيمَ, وَالآنَ أَمُوتُ مِنَ الْعَطَشِ وَأَسْقُطُ بِيَدِ الْغُلْفِ». 19 فَشَقَّ اللَّهُ الجَوْفَ الَّذِي فِي لَحْيٍ, فَخَرَجَ مِنْهَا مَاءٌ, فَشَرِبَ وَرَجَعَتْ رُوحُهُ فَانْتَعَشَ. لِذَلِكَ دَعَا اسْمَهُ «عَيْنَ هَقُّورِي» الَّتِي فِي لَحْيٍ إِلَى هَذَا الْيَوْمِ. 20 وَقَضَى لإِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ عِشْرِينَ سَنَةً.

العدد 14

ع14:

جاءوا به وهو مربوط بالحبال إلى بلدة لحى حيث كان الفلسطينيون منتظرين، فما أن رأوه حتى رفعوا أصواتهم ابتهاجًا وهم يتقدمون نحوه للنيل منه. ومرة أخرى يهبه الله قوة جبارة، فقطع الحبال المتينة المربوط بها والتي صارت أمام قوته شيئًا واهيًا ضعيفًا مثل الكتان المحروق.

العدد 15

ع15:

لحى حمار: فك حمار.

لم يكن بيد شمشون سلاح من أي نوع، ولكنه نظر حوله فوجد فك حمار مات حديثًا فكان فكًا طريًا مرنًا لا ينكسر بسهولة كالجاف، فأمسك به وضرب به الفلسطينيين فقتل منهم ألف رجل وهرب الباقون.

العدد 16

ع16:

بلحى حمار كومة كومتين: كومت جثثهم أكوامًا بلحى حمار.

نظر شمشون إلى الجثث المتراكمة على بعضها وأخذ يقول أنه بفك حمار حول العدو إلى أكوام من القتلى فقد قتل ألف رجل وكومهم كومتين.

العدد 17

ع17:

كان الكلام الذي قاله شمشون بمثابة تسبحة نصرة، وما أن فرغ من ترديدها حتى ألقى فك الحمار من يده ودعا المكان الذي رماه فيه "رمت لحى" وهو باللغة العبرية يعنى مرمى الفك بالعربية.

العدد 18

ع18:

تعب شمشون من ضرب الفلسطينيين وأرهق من مصارعتهم فعطش عطشًا شديدًا حتى شعر أنه كاد يموت من عطشه. فلجأ إلى الرب وصلى إليه قائلًا: أنت صنعت بيدى هذا الانتصار العظيم، وهذا اعتراف من شمشون أن القوة من الله وليس منه، فهل ترضى أن أموت من العطش الآن وأسقط في يد الغلف أي الفلسطينيين غير المختونين.

العدد 19

ع19:

شق الله الكفة التي في لحى: الكفة هي بقعة مقعرة في الأرض أي حفرة أخرج الله منها مياهًا كثيرة بمعجزة إلهية.

عين هقورى: كلمة عبرية تعنى "ينبوع الداعى" حيث أن شمشون دعا الرب في هذا المكان عندما عطش (خريطة 12←).

إذ اعترف شمشون بأن النصر الذي تحقق هو من الله، استجاب الله لصلاته وأخرج له ماء من عين جافة وهي ينبوع ماء يجف في فصل الصيف، أوجد الله فيه الماء في وقت لا يوجد فيه. شرب شمشون وانتعشت روحه بعد أن كاد يموت عطشًا. وتذكارًا لاستجابة الله لصلاته سمى المكان "عين هقورى" وصارت العين عينًا دائمة الجريان إلى عصر كتابة السفر.

العدد 20

ع20:

قضى شمشون لإسرائيل في الأيام التي كان فيها الفلسطينيون متسلطين على بني إسرائيل، وكانت مدة قضائه عشرين سنة، وإن كان لم يخلص شعبه خلاصًا قاطعًا إلا أنه كان مصدر خشية وقلق لأعدائهم فكسر من حدة استبدادهم بشعبه.

ما دام الله معك لا تنزعج من قوة الشياطين أو أعدائك مهما كثروا، ولا تخشاهم مهما ضعفت إمكانياتك فالله هو قوتك ونصرتك.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السادس عشر - سفر القضاة - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الرابع عشر - سفر القضاة - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر القضاة الأصحاح 15
تفاسير سفر القضاة الأصحاح 15