الأصحاح الرابع – سفر القضاة – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر القضاة – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ

دبورة وباراق.

(1) اتفاق دبورة وباراق (ع1 - 9).

(2) الانتصار على سيسرا (ع10 - 16).

(3) ياعيل تقتل سيسرا (ع17 - 24).

(1) اتفاق دبورة وباراق (ع1 - 9):

1 وَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ بَعْدَ مَوْتِ إِهُودَ, 2 فَبَاعَهُمُ الرَّبُّ بِيَدِ يَابِينَ مَلِكِ كَنْعَانَ الَّذِي مَلَكَ فِي حَاصُورَ. وَرَئِيسُ جَيْشِهِ سِيسَرَا. وَهُوَ سَاكِنٌ فِي حَرُوشَةِ الأُمَمِ. 3 فَصَرَخَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى الرَّبِّ, لأَنَّهُ كَانَ لَهُ تِسْعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ مِنْ حَدِيدٍ, وَهُوَ ضَايَقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِشِدَّةٍ, عِشْرِينَ سَنَةً. 4 وَدَبُورَةُ امْرَأَةٌ نَبِيَّةٌ زَوْجَةُ لَفِيدُوتَ, هِيَ قَاضِيَةُ إِسْرَائِيلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. 5 وَهِيَ جَالِسَةٌ تَحْتَ نَخْلَةِ دَبُورَةَ بَيْنَ الرَّامَةِ وَبَيْتِ إِيلَ فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ. وَكَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَصْعَدُونَ إِلَيْهَا لِلْقَضَاءِ. 6 فَأَرْسَلَتْ وَدَعَتْ بَارَاقَ بْنَ أَبِينُوعَمَ مِنْ قَادِشِ نَفْتَالِي, وَقَالَتْ لَهُ: «أَلَمْ يَأْمُرِ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: اذْهَبْ وَازْحَفْ إِلَى جَبَلِ تَابُورَ, وَخُذْ مَعَكَ عَشَرَةَ آلاَفِ رَجُلٍ مِنْ بَنِي نَفْتَالِي وَمِنْ بَنِي زَبُولُونَ, 7 فَأَجْذِبَ إِلَيْكَ إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ سِيسَرَا رَئِيسَ جَيْشِ يَابِينَ بِمَرْكَبَاتِهِ وَجُمْهُورِهِ وَأَدْفَعَهُ لِيَدِكَ؟ » 8 فَقَالَ لَهَا بَارَاقُ: «إِنْ ذَهَبْتِ مَعِي أَذْهَبْ, وَإِنْ لَمْ تَذْهَبِي مَعِي فَلاَ أَذْهَبُ». 9 فَقَالَتْ: «إِنِّي أَذْهَبُ مَعَكَ, غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يَكُونُ لَكَ فَخْرٌ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي أَنْتَ سَائِرٌ فِيهَا. لأَنَّ الرَّبَّ يَبِيعُ سِيسَرَا بِيَدِ امْرَأَةٍ». فَقَامَتْ دَبُورَةُ وَذَهَبَتْ مَعَ بَارَاقَ إِلَى قَادِشَ.

العدد 1

ع1:

حدثنا آخر الأصحاح السابق عن قاضٍ آخر هو شمجر بن عناة، ولكن في بداية هذا الاصحاح يعود فيحدثنا عن إهود بن جيرا السابق ذكره قبل شمجر. وتفسير ذلك أن كلا القاضيين كانا متزامنين، كل منهما يقضى لمنطقة معينة غير منطقة الآخر، وأن شمجر مات قبل إهود. فبعد موت إهود عاد بنو إسرائيل إلى شرورهم كما هي عادتهم بعد موت القاضى.

العدد 2

ع2:

باعهم الرب: سلمهم الرب ليد أعدائهم.

حروشة الأمم: خليط الأمم، ودعيت البلدة هكذا لأن أممًا كثيرة كانت تسكنها (خريطة 11←).

سلمهم الرب ليد ملك وثني آخر هو يابين ملك الكنعانيين، الذي كان مقيمًا في عاصمة مملكته حاصور بشمال فلسطين (وكان يشوع قد استولى عليها ولكن الكنعانيين عادوا واستردوها). ويابين هذا غير الملك يابين الذي كان موجودًا أيام يشوع (يش11). وكان قائد جيوشه "سيسرا" يعسكر بجنوده في مدينة "حروشة الأمم".

العدد 3

ع3:

كان هذا الملك قاسيًا لا يرحم، فعامل بنى إسرائيل بعنف وقسوة مدة عشرين عامًا، وكان جيشه مسلحًا بتسعمائة مركبة حربية من الحديد مما كان يخيف بني إسرائيل من القيام بأية محاولة للتصدى له. ولعل سيسرا كان ينتقم لهزيمة الكنعانيين الأولى على يد يشوع (يش11).

العدد 4

ع4:

دبورة: معنى اسمها نحلة وبالفعل كانت نشيطة كالنحلة.

كانت القاضية للشعب في ذلك الوقت نبية، وكانت زوجة لرجل اسمه لفيدوت. وكونها نبية معناه أنها كانت تتلقى رسائل روحية من الله تعلم بها الشعب بالإضافة إلى معرفتها بالشريعة وقضاءها للشعب بمقتضاها.

العدد 5

ع5:

الرامة: المقصود مدينة الرامة التابعة لسبط بنيامين وهي تبعد 8 كم عن أورشليم.

بيت إيل: تقع في منتصف المسافة بين أورشليم ونابلس (خريطة 11←).

صعدوا: كانت دبورة تجلس على مكان مرتفع فكانوا يصعدون إليها.

كانت دبورة القاضية مقيمة في بيت تحت نخلة سميت باسمها، وكانت تجلس خارجها لتستقبل الوافدين إليها من الشعب لتحكم بينهم. وموقع إقامتها هذا كان في الأرض الجبلية التي كانت نصيبا لسبط أفرايم في وسط فلسطين. وكانت النخلة والبيت في هذه الأرض التي تقع بين الرامة وبين إيل.

سميت النخلة التي كانت دبورة النبيه تجلس تحتها للقضاء بنخلة دبورة تخليدًا لذكراها. هكذا نحن أيضًا نطلق أسماء القديسين على الكنائس تذكارًا لسيرتهم وإيمانهم وخدمتهم للرب.

العدد 6

ع6:

قادش نفتالى: يوجد مدن كثيرة باسم قادش، وقادش هذه تقع في سبط نفتالى (خريطة 12).

ألم يأمر الرب إله إسرائيل: أي أمر الرب...

إزحف: تقدم بهدوء بطئ ثم إهجم على الكنعانيين.

جبل تابور: هو جبل الطور حاليًا ويقع جنوب شرق الناصرة بنحو 9 كم.

من بنى نفتالى وبنى زبولون: كان السبطان متجاورين وقريبين من مدينة حاصور التي يسكن فيها ملك كنعان فيسهل تجمعها للحرب.

أرسل الله رسالة لدبورة النبية لاستدعاء رجلًا اسمه "باراق بن أبينوعم" من مدينة قادش، وأخبرته بأن الرب أمر أن يتجه إلى جبل تابور وأن يجند معه عشرة آلاف رجلًا (لأن الرب يعلم أن الحرب تحتاج إلى هذا العدد). وحدد السبطين الذين يجند منهما هذا العدد وهما سبطا نفتالى وزبولون، لأن نصيبى السبطين يقع بالقرب من مركز إقامة أعدائهم.

العدد 7

ع7:

نهر قيشون: نهر ينبع من جبل تابور يمر بسهل عكا ويصب بالقرب من حيفا، وعلى شاطئه قتل إيليا النبي كهنة البعل (1 مل18: 40).

أجذب إليك: يسمح الله فيندفع سيسرا ليهاجم بني إسرائيل فينتصر عليهم باراق ويغرق الكثيرون منهم في نهر قيشون.

يوعز الرب إلى سيسرا أن يتحرك بجيوشه نحو جيش باراق لمواجهته ومحاربته فيتجه إلى البقعة الواسعة التي يسير فيها نهر قيشون، فيكسر الرب سيسرا ويغرق كثيرون من جنوده في النهر وينتصر عليه باراق.

العدد 8

ع8:

تمسك باراق بضرورة أن تصحبه في معركته دبورة النبية، فهو يقدر مركزها الروحي وبصحبتها يثق أن الله سيعاونه، كذلك لتشير عليه بالأمور الواجب قيامه بها وهو يحارب سيسرا، وأيضًا يتشجع رجاله بوجودها في وسطهم.

العدد 9

ع9:

أبلغته دبورة باستعدادها للذهاب معه تشجيعًا له ولكنها أبلغته أن صحبتها له تحرمه من الفخر الكامل بالنصر الذي قد يُنسَب إليها. وفى الوقت نفسه تنبأت بأن الذي سيحسم المعركة (بقتل سيسرا) ستكون امرأة وهي ياعيل كما سيأتى في (ع21).

لم يبالى باراق بمن يكون الفخر له، ولم تبالى دبورة بمشقة الطريق، فخرجت لمصاحبته بالمعركة.

† فرح الله بتعاون دبورة وباراق. فما أجمل أن تتعاون مع مَن حولك لتحقيق النجاح المطلوب ولا تبالى أن ينسب المجد لك، بل ليته ينسب للآخرين لتحتفظ باتضاعك ولا يحاربك إبليس بالمديح.

(2) الانتصار على سيسرا (ع10 - 16):

10 وَدَعَا بَارَاقُ زَبُولُونَ وَنَفْتَالِيَ إِلَى قَادِشَ, وَصَعِدَ وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلاَفِ رَجُلٍ. وَصَعِدَتْ دَبُورَةُ مَعَهُ. 11 وَحَابِرُ الْقِينِيُّ انْفَرَدَ مِنْ قَايِنَ مِنْ بَنِي حُوبَابَ حَمِي مُوسَى وَخَيَّمَ حَتَّى إِلَى بَلُّوطَةٍ فِي صَعْنَايِمَ الَّتِي عِنْدَ قَادِشَ. 12 وَأَخْبَرُوا سِيسَرَا بِأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ بَارَاقُ بْنُ أَبِينُوعَمَ إِلَى جَبَلِ تَابُورَ. 13 فَدَعَا سِيسَرَا جَمِيعَ مَرْكَبَاتِهِ, تِسْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ مِنْ حَدِيدٍ, وَجَمِيعَ الشَّعْبِ الَّذِي مَعَهُ مِنْ حَرُوشَةِ الأُمَمِ إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ. 14 فَقَالَتْ دَبُورَةُ لِبَارَاقَ: «قُمْ, لأَنَّ هَذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي دَفَعَ فِيهِ الرَّبُّ سِيسَرَا لِيَدِكَ. أَلَمْ يَخْرُجِ الرَّبُّ قُدَّامَكَ؟ » فَنَزَلَ بَارَاقُ مِنْ جَبَلِ تَابُورَ وَوَرَاءَهُ عَشَرَةُ آلاَفِ رَجُلٍ. 15 فَأَزْعَجَ الرَّبُّ سِيسَرَا وَكُلَّ الْمَرْكَبَاتِ وَكُلَّ الْجَيْشِ بِحَدِّ السَّيْفِ أَمَامَ بَارَاقَ. فَنَزَلَ سِيسَرَا عَنِ الْمَرْكَبَةِ وَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ. 16 وَتَبِعَ بَارَاقُ الْمَرْكَبَاتِ وَالْجَيْشَ إِلَى حَرُوشَةِ الأُمَمِ. وَسَقَطَ كُلُّ جَيْشِ سِيسَرَا بِحَدِّ السَّيْفِ. لَمْ يَبْقَ وَلاَ وَاحِدٌ.

العدد 10

ع10:

دعا باراق كل من سبطى زبولون ونفتالى، فقد كان هو نفسه من سبط نفتالى أما زبولون فكان السبط المجاور له في الأرض. فجاء إلي رجال الحرب من السبطين، وكان عددهم عشرةآلاف كما أمره الرب، وصعدوا جميعًا إلى جبل تابور المجاور لمدينة قادش في الجليل، ورافقتهم دبورة النبية التي كان صعودها معهم عامل قوى في رفع معنوياتهم وتشجيعهم.

† صعدت دبورة معهم. ما أعظم الدرس الذي نأخذه من تصرف هذه المرأة صاحبة القلب العظيم، فهي لم تحمل بين جنبيها روح الكبرياء والسيطرة بل روح الحب والوداعة، لم تصدر أوامر بعظمة وغطرسة بل شاركت بالمؤازرة والتعضيد، لم تحتج بأنوثتها - وربما كِبَر سنها - بل تقدمت الرجال تملأهم بالحماس والقوة والبركة.

العدد 11

ع11:

حابر القيني: هو من بنى حوباب حمى موسى.

بنى حوباب: جزء من القينيين.

قادش: مدينة في الجليل.

سبق أن علمنا في (قض 1: 16) أن القينيين أقاموا خيامهم في برية يهوذا. وهنا يذكر الوحى أن حابر القينى انفصل عنهم، ربما لضيق المراعى وقلة عيون الماء، وذهب بخيامه حتى وصل إلى أشجار البلوط في إحدى ضواحى صعنايم في وسط نفتالى عند مدينة قادش. وكان الموقع الذي أقام فيه حابر قريبًا من أرض المعركة التي ستقع بين باراق وسيسرا.

العدد 12

ع12:

جبل تابور: جبل في أرض الجليل.

أتت الاستطلاعات التي قام بها رجال سيسرا، الذين بثهم في أنحاء الأرض لينقلوا إليه ما يحدث، بأن باراق صعد بجيشه إلى جبل تابور استعدادًا للحرب.

العدد 13

ع13:

حروشة الأمم: بلد في شمال فلسطين يسكنه خليط من الأمم (خريطة 11).

جمع سيسرا مركباته الحربية وجنّد جيشًا من المنطقة التي كان يعسكر فيها والتي تقع بين حروشة الأمم وبين نهر قيشون، واستعد بهم لمحاربة بني إسرائيل بقيادة دبورة وباراق.

العدد 14

ع14:

ألم يخرج الرب قدامك: تعنى أن الرب سائر قدامك يقود جيوشك ويحقق لك النصر.

قالت دبورة لباراق إنهض وانزل لملاقاة سيسرا، مبشرة إياه بأن الله سيسلم الكنعانيين ليده وينتصر عليهم في هذا اليوم، مؤكدة له أن الرب سائر قدامه يتقدم جيوشه. وكان باراق مؤمنًا بوعد الله فنفذ ما دعته إليه دبورة ونزل من جبل تابور ومعه رجاله العشرة آلاف.

† حقق الرب وعده لباراق على لسان دبورة النبية بأنه سينتصر على سيسرا. ليتنا نتشبث بمواعيد الرب الصادقة ونؤمن إيمانًا كاملًا بكل ما وعد به أحباءه وهو الذي قال "لا أترككم يتامى"، "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر"، "لا أهملك ولا أتركك"، "فى العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم"، تعالوا إلى أيها المتعبين وثقيلى الأحمال وأنا أريحكم ".

فلنتخذ من هذه الوعود زادًا للطريق نسير فيه مطمئنين بوجود الرب معنا في كل حين يسند خطواتنا ويقيمنا من عثراتنا ويقودنا إلى حياة أبدية سعيدة.

العدد 15

ع15:

هنا تدخلت العناية الإلهية فارتبك سيسرا وأزعجته قوة وشجاعة باراق ورجاله الذين أعملوا سيوفهم في جنود سيسرا فقتلوا الكثيرين منهم. وازداد خوف سيسرا فنزل عن مركبته ليتجنب التعرف عليه من قبل باراق وجنوده وليتمكن من الهرب بسرعة أكبر مما يتاح له لو ظل في مركبته ويستطيع التخفى وراء الجبال أو في الغابات بين الأشجار.

العدد 16

ع16:

تراجع جيش سيسرا وفروا من أمام باراق وجيشه، فتبعهم باراق ولاحقهم إلى حروشة الأمم حيث كان معسكرهم الرئيسى ومقر قائدهم سيسرا، فقُتِلوا جميعًا بسيف باراق ورجاله ولم يبقَ منهم فرد واحد على قيد الحياة.

←.

(3) ياعيل تقتل سيسرا (ع17 - 24):

17 وَأَمَّا سِيسَرَا فَهَرَبَ عَلَى رِجْلَيْهِ إِلَى خَيْمَةِ يَاعِيلَ امْرَأَةِ حَابِرَ الْقِينِيِّ, لأَنَّهُ كَانَ صُلْحٌ بَيْنَ يَابِينَ مَلِكِ حَاصُورَ وَبَيْتِ حَابِرَ الْقِينِيِّ. 18 فَخَرَجَتْ يَاعِيلُ لاِسْتِقْبَالِ سِيسَرَا وَقَالَتْ لَهُ: «مِلْ يَا سَيِّدِي, مِلْ إِلَيَّ. لاَ تَخَفْ». فَمَالَ إِلَيْهَا إِلَى الْخَيْمَةِ وَغَطَّتْهُ بِاللِّحَافِ. 19 فَقَالَ لَهَا: «اسْقِينِي قَلِيلَ مَاءٍ لأَنِّي قَدْ عَطِشْتُ». فَفَتَحَتْ وطب اللَّبَنِ وَأَسْقَتْهُ ثُمَّ غَطَّتْهُ. 20 فَقَالَ لَهَا: «قِفِي بِبَابِ الْخَيْمَةِ, وَيَكُونُ إِذَا جَاءَ أَحَدٌ وَسَأَلَكِ: أَهُنَا رَجُلٌ؟ أَنَّكِ تَقُولِينَ لاَ. 21 فَأَخَذَتْ يَاعِيلُ امْرَأَةُ حَابِرَ وَتَدَ الْخَيْمَةِ جعلت الميتدة فِي يَدِهَا, وقارت إِلَيْهِ وَضَرَبَتِ الْوَتَدَ فِي صُدْغِهِ فَنَفَذَ إِلَى الأَرْضِ وَهُوَ مُتَثَقِّلٌ فِي النَّوْمِ وَمُتْعَبٌ فَمَاتَ. 22 وَإِذَا بِبَارَاقَ يُطَارِدُ سِيسَرَا, فَخَرَجَتْ يَاعِيلُ لاِسْتِقْبَالِهِ وَقَالَتْ لَهُ: «تَعَالَ فَأُرِيَكَ الرَّجُلَ الَّذِي أَنْتَ طَالِبُهُ». فَجَاءَ إِلَيْهَا وَإِذَا سِيسَرَا سَاقِطٌ مَيِّتًا وَالْوَتَدُ فِي صُدْغِهِ. 23 فَأَذَلَّ اللَّهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَابِينَ مَلِكَ كَنْعَانَ أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 24 وَأَخَذَتْ يَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَتَزَايَدُ وَتَقْسُو عَلَى يَابِينَ مَلِكِ كَنْعَانَ حَتَّى قَرَضُوا يَابِينَ مَلِكَ كَنْعَانَ.

العدد 17

ع17:

قرر سيسرا، وهو في حالة الذعر والارتباك الذي أصابه، أن يهرب إلى خيام حابر القينى الموجودة بالقرب من ساحة المعركة، والتجأ إلى خيمة ياعيل امرأة حابر ظنًا منه أنه سيكون في مأمن، فلن يخطر ببال مطارديه أنه لجأ إلى امرأة.

وكانت ياعيل في الخيمة وحدها، لعل زوجها كان منشغلًا في أعماله، وكان من حق المرأة أن تستضيف الذي في ضيقة لتنقذه وتساعده.

العدد 18

ع18:

سمعت ياعيل شخصًا يجرى نحو خيمتها، فخرجت ورأت أنه سيسرا رئيس جيش الكنعانيين والذي كان بينه وبين عشيرة زوجها صلح. فرحبت به لتضيفه في خيمتها، فدخل إليها وكان متعبًا جدًا من الجرى بالإضافة إلى تعبه النفسى الشديد بسبب هزيمته، فرتبت له مكانًا للنوم وغطته باللحاف ليستريح وينام.

العدد 19

ع19:

وطب اللبن: الوطب هو قربة من الجلد يوضع فيها اللبن فيختمر مما ساعد على استغراق سيسرا في النوم عندما شربه.

طلب منها أن تعطيه ماءً ليشرب، ففتحت قربة اللبن وشرب منها ولما انتهى عادت وغطته باللحاف.

العدد 20

ع20:

بعد أن اطمأن سيسرا إلى ياعيل، وكان هذا بتدبير الله، أنه طلب منها أن تقف في باب الخيمة حتى إذا رأت أحد مطارديه وسألها عن وجود رجل عندها أنها تجيب بالنفى فيخجل أن يدخل ليفتش الخيمة لأنها وحدها بها. وهذا يظهر أنه مازال في قلق وخوف أن يدركه أعداؤه.

العدد 21

ع21:

وتد: ساق خشبية مدببة في آخرها، تثبت بالأرض وتربط به حبال الخيمة عند إقامتها.

الميتدة: آلة يدوية تشبه الشاكوش وتستخدم لضرب الوتد في الأرض.

قارت إليه: سارت نحوه بهدوء.

صدغ: خد.

فيما كان سيسرا مستغرقًا في نومه، أخذت ياعيل وتد الخيمة المدبب في يدها والميتدة في يدها الأخرى وسارت بهدوء نحو سيسرا، ووضعت الوتد فوق صدغ سيسرا وضربت عليه بالميتدة فاخترق رأس سيسرا حتى وصل إلى الأرض وثبتت رأسه في الأرض، ولاستغراقه في النوم، لم ينتبه ليقاومها ومات.

ورغم أن عشيرة القينيين كانت في صلح مع يابين ملك كنعان، لكن ياعيل وزوجها كانا في نفس الوقت على علاقة قوية ببني إسرائيل، إذ سكنوا بجوار سبط يهوذا. وكان يثرون حمو موسى من القينيين، أي كانت هناك صلة قوية ومحبة بين شعب الله والقينيين، فلما رأى القينيون ظلم واستعباد يابين لبنى إسرائيل سنوات كثيرة تضايقوا منهم وتعاطفوا مع إخوتهم اليهود وزاد هذا التعاطف في قلب ياعيل بنعمة الله فصارت ضد ظلم الكنعانيين الذين يمثلهم سيسرا رئيس جيوشهم، وزاد إيمانها بصلاح بني إسرائيل عندما قوى الله شعبه وانتصروا على سيسرا، فتحركت لتساعدهم وتقتل رئيس جيوش الأعداء الظالم.

† لا تتعاظم وتتباهى بقوتك مهما كانت كبيرة لأن الله هو الذي أعطاها لك، ولا تظلم غيرك لئلا ينزع الله قوتك ويذلك أمام الآخرين حتى تتوب وترجع إليه. فالله أعطاك مواهبك وقدراتك لتشكره وتمجده وتستخدمها لإسعاد من حولك.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الخامس - سفر القضاة - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الثالث - سفر القضاة - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر القضاة الأصحاح 4
تفاسير سفر القضاة الأصحاح 4