الأصحاح الرابع والعشرون – سفر الخروج – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الخروج – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالعِشْرُونَ

العهد مع الله وصعود موسى الجبل.

(1) دعوة موسى لصعود الجبل (ع1، 2).

(2) دم العهد (ع3 - 8).

(3) رؤية الله (ع9 - 11).

(4) صعود موسى الجبل (ع12 - 18).

(1) دعوة موسى لصعود الجبل (ع1، 2):

1 وَقَالَ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَى الرَّبِّ أَنْتَ وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ وَاسْجُدُوا مِنْ بَعِيدٍ. 2 وَيَقْتَرِبُ مُوسَى وَحْدَهُ إِلَى الرَّبِّ وَهُمْ لاَ يَقْتَرِبُونَ. وَأَمَّا الشَّعْبُ فَلاَ يَصْعَدْ مَعَهُ».

العدد 1

ع1:

صعد موسى للمرة الأولى عندما دعاه الله لاستلام الوصايا والشريعة (خر 19)، وبعد أن سمع الوصايا العشر نزل إلى الشعب ليخبرهم فوجدهم مرتعدين من منظر الجبل المدخن (خر 20: 18 - 20)، فطمأنهم وصعد ليسمع أحكام الشريعة التي ذكرت في (خر 21 - 23). ويدعوه الله مرة أخرى ليأخذ رسم خيمة الاجتماع وفى هذه المرة يدعو معه هارون وابنيه ناداب وأبيهو وسبعين من شيوخ إسرائيل الذين هم بمثابة رؤسائهم وقضاتهم وذك لأنه سيأخذ رسم خيمة الاجتماع والتي ستحتاج لعمل هارون الكهنوتى هو وبنيه.

وطلب منهم أن يسجدوا عند سفح الجبل وعلى بعد منه، لقداسة الجبل حيث أن الله حلَّ عليه بالدخان والضباب والنار، ليكونوا ممثلين للشعب في الخضوع لله كما نسجد الآن في الكنيسة أمام الهيكل لأن فيه يحل المسيح بجسده ودمه.

ناداب وأبيهو: ابنا هارون وقد تقدما مع أبيهما وعمهما ورأيا ولكنهما أخطآ فيما بعد بتقديم نار غريبة أمام الله فماتا مع أن وضعهما كان يؤهلهما للتقدم في الكهنوت والإلتصاق بالله (لا10: 1).

† إستغل الفرصة الآن لترتبط بالكنيسة وأسرارها وإن كان لك فرصة للخدمة فلا تتركها، واثبت في اتضاع أمام الله في كل وصاياه وتعاليم الكنيسة لأن التهاون كان سببًا في هلاك الكثيرين الذين كانوا قريبين إلى الله مثل ناداب وأبيهو الكاهنين ويهوذا الإسخريوطى تلميذ المسيح.

العدد 2

ع2:

تترك هذه المجموعة الشعب وتقترب نحو الجبل، أما الذي سيصعد الجبل ويتقدم إلى الله فهو موسى فقط لأجل نقاوته وقداسته.

(2) دم العهد (ع3 - 8):

3 فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ وَجَمِيعِ الأَحْكَامِ فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ: «كُلُّ الأَقْوَالِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ نَفْعَلُ». 4 فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ. وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحًا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ وَاثْنَيْ عَشَرَ عَمُودًا لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ. 5 وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الثِّيرَانِ. 6 فَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي الطُّسُوسِ. وَنِصْفَ الدَّمِ رَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 7 وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ. فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ». 8 وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الأَقْوَالِ».

العدد 3

ع3:

أخبر موسى الشعب المجتمع بما سمعه من الله سواء الوصايا العشر أو الناموس (خر 20 - 23)، فأعلن الشعب خضوعه واستعداده لطاعة أوامر الله.

العدد 4

ع4:

كتب موسى الوصايا العشر والناموس قدر ما تذكر بنعمة الله، وفيما بعد أخذ الوصايا العشر مكتوبة بيد الله على لوحين، وتعبيرًا عن شكره لله بنى مذبحًا أسفل الجبل واثنى عشر عمودًا حوله يمثلون أسباط بني إسرائيل الاثنى عشر ليعلن أن خلاص كل الشعب يعتمد على الذبيحة المقدمة التي ترمز للمسيح المصلوب.

العدد 5

ع5:

محرقات: ذبائح تحرق كلها على المذبح إرضاءً لله.

ذبائح سلامة: ذبائح تذبح ويقدم جزء منها على المذبح والباقى يأكل منه الشعب.

أمر موسى بعض الشباب بتقديم ذبائح لله من الثيران شكرًا على وصاياه التي وهبها لهم إذ لم يكن قد حدّد بعد سبط لاوى للخدمة وهارون للكهنوت.

† استغل وقتك أيام شبابك وفى الوقت الذي تستطيع أن تقدم لله عبادة فيه فقد تأتى أوقات يضعف جسدك أو تعطلك مشاغل الحياة فرصيدك من العمل الروحي يذكرك بالله ويعيدك إليه فتلهج وتكرر كلام الله الذي عشته سابقًا معه وتتمتع كل أيامك به. وأيام الشباب ليست فقط في عمر معين بل في كل وقت تستطيع أن تعمل فيه مهما كان عمرك ما دام الله قد أعطاك قوة لتعمل.

العدد 6

ع6:

عند ذبح الثيران أمر موسى فجمعوا دماء في طسوس أي (طشوت) وهي أوانى متسعة وضع فيها نصف الدم، أما النصف الآخر من الدم فرشه على المذبح إعلانًا منه أن هذا الدم هو الذي يرضى به الله عنهم وهو يرمز لدم المسيح الفادى.

العدد 7

ع7:

كتاب العهد: وصايا الله وشريعته هي عهد بينه وبين شعبه إذا حفظوها باركهم في كل حياتهم.

قرأ موسى الوصايا والناموس التي كتبها في كتاب ولما سمع الشعب كلام الله أكدوا ثانية استعدادهم لطاعته.

العدد 8

ع8:

رش موسى الدم الذي في الطسوس على الشعب ليقدسهم به، إذ هو رمز لدم المسيح المخلص والذي نناله اليوم في أسرار الكنيسة، ويسميه دم العهد لأنه عهد بين الله وشعبه إن أطاعوا وصاياه يكون لهم إلهًا ويحفظهم ويخلصهم من كل شر.

←.

(3) رؤية الله (ع9 - 11):

9 ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ 10 وَرَأُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ. 11 وَلَكِنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأُوا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.

العدد 9

ع9:

نفَّذ موسى كلام الله المذكور في (ع1، 2) وصعد على الجبل فاقترب هو وهارون وناداب وأبيهو والسبعون شيخًا إلى أسفل الجبل.

العدد 10

ع10:

ذات السماء: مثل السماء نفسها.

عندما اقتربوا من الجبل ظهر الله عليه بشكل لعله شكل إنسان وتحت قدميه رأوا شيئًا عظيمًا لم يستطيعوا أن يحددوه فقالوا عنه أنه "شبه صنعه" أي شيء مصنوع بيد الله، فهو يشبه سحاب ولكن لونه أزرق فاتح ونقى مثل العقيق الأزرق الشفاف وهو أحد الأحجار الكريمة الغالية وكان لونه بلون السماء النقية. وقد يكون ظهر بشكل نور عظيم أو أي منظر مهوب وأسفله صنعة من العقيق. ومعنى هذا أن الله قد ظهر شيء من مجده وبهائه ولكنهم بالطبع لم يروا الله نفسه كما قال "الإنسان لا يرانى ويعيش" (حز33: 20).

العدد 11

ع11:

أشراف إسرائيل: هارون وابناه وشيوخ الشعب.

وكل من يقترب إلى الجبل المقدس يموت لأجل عظمة الله ولكن "لم يمد الله يده" أي لم يضرّ الشعب عندما اقتربوا من الجبل لأن الله هو الذي قدّسهم ورعاهم.

وقد فرحوا جميعًا برؤية الله وتعبيرًا عن فرحهم جلسوا ليأكلوا من الطعام الذي أخذوه معهم وهي ذبائح السلامة التي قدمها الفتيان بيد موسى (ع5).

† عندما تتمتع برؤية الله في صلواتك وتأملاتك، تتحول حياتك إلى بركة فتستطيع أن تعمل كل شيء بقداسة سواء الأكل أو الشرب أو النوم أو التسلية لأن كل شيء طاهر للطاهرين.

(4) صعود موسى الجبل (ع12 - 18):

12 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى الْجَبَلِ وَكُنْ هُنَاكَ فَأُعْطِيَكَ لَوْحَيِ الْحِجَارَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي كَتَبْتُهَا لِتَعْلِيمِهِمْ». 13 فَقَامَ مُوسَى وَيَشُوعُ خَادِمُهُ. وَصَعِدَ مُوسَى إِلَى جَبَلِ اللهِ. 14 وَأَمَّا الشُّيُوخُ فَقَالَ لَهُمُ: «اجْلِسُوا لَنَا هَهُنَا حَتَّى نَرْجِعَ إِلَيْكُمْ. وَهُوَذَا هَارُونُ وَحُورُ مَعَكُمْ. فَمَنْ كَانَ صَاحِبَ دَعْوَى فَلْيَتَقَدَّمْ إِلَيْهِمَا». 15 فَصَعِدَ مُوسَى إِلَى الْجَبَلِ فَغَطَّى السَّحَابُ الْجَبَلَ 16 وَحَلَّ مَجْدُ الرَّبِّ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ وَغَطَّاهُ السَّحَابُ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابِعِ دُعِيَ مُوسَى مِنْ وَسَطِ السَّحَابِ. 17 وَكَانَ مَنْظَرُ مَجْدِ الرَّبِّ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 18 وَدَخَلَ مُوسَى فِي وَسَطِ السَّحَابِ وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ. وَكَانَ مُوسَى فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً.

العدد 12

ع12:

أمر الله موسى أن يتقدم ليصعد الجبل حتى يعطيه الوصايا العشر المكتوبة على لوحين من حجر وكذلك الناموس الذي كتبه الله بنفسه. فمع أن موسى كتب الوصايا والناموس بعد نزوله من الجبل ولكن الله يكتبها له بنفسه لعله يكون قد سقط منه أي شيء منها سهوًا.

العدد 13

ع13:

جبل الله: هو جبل سيناء.

تقدم موسى صاعدًا الجبل وتبعه يشوع تلميذه الخاص، فقد حرص موسى على تلمذة آخرين مثل يشوع وكذلك الرؤساء شيوخ إسرائيل ليقودوا الشعب خاصة وأن يشوع احتاج إلى تلمذة خاصة لأنه سيقود الشعب بعد موسى.

† إهتم أن تعطى كل ما تعرفه لآخرين وتتلمذهم حتى يعطوا هم أيضًا وهكذا...، فلا تكون أنانيًا بل مهتمًا بتعليم الكل ليس فقط عن طريقك بل أيضًا عن طريق من تلمذتهم.

العدد 14

ع14:

أما الشيوخ السبعون فقال لهم يكفيكم الإقتراب من سفح الجبل ورؤية الله في شكل العقيق. وقبل أن يودعهم قال لهم إن حدث خلاف بينكم في شيء فارجعوا إلى هارون وحور وهو تلميذ أيضًا لموسى كان يسند يده عندما كان يصلى حتى يتغلبوا على عماليق (خر 17: 12)، وهو جد بصلئيل الذي قاد العاملين في إقامة وعمل خيمة الإجتماع (خر 35: 30، 31)، ويرى بعض علماء الكتاب المقدس أنه زوج مريم أخت موسى. ويقوم السبعون شيخًا بالقضاء لبنى إسرائيل في قضاياهم المختلفة.

الأعداد 15-16

ع15 - 16:

تقدم موسى ومعه تلميذه يشوع ليصعدا الجبل وهنا رأوا الجبل وقد تغطى بالسحاب دليلًا على حضور الله، لأن السحاب يشير إلى السماء، فالله يسمو عن عقولنا وفكرنا. وظل هذا السحاب مغطيًا الجبل ستة أيام وكلما رفع موسى ويشوع عيونهما وجدا سحابًا كثيفًا يغطى الجبل. وقد تركهما الله هذه المدة ليشعرا بمخافته، وبعد ستة أيام دعا الله موسى ليدخل وسط السحاب.

العدد 17

ع17:

كانت قمة الجبل تبدو كأنها مغطاة بالنار فوق السحاب إعلانًا أيضًا عن حضور الله الذي هو نار آكلة تسحق كل شر.

وكان كل شعب إسرائيل يرى هذا المنظر العجيب من بعيد حتى يخافوا الله ويتقدسوا.

العدد 18

ع18:

ترك موسى يشوع تلميذه في وسط الجبل وصعد نحو القمة واختفى وسط السحاب ليقابل الله ويبقى معه أربعين يومًا يتمتع فيها بالحديث معه ويعرف منه رسم خيمة الإجتماع ويستلم لوحى الوصية والشريعة، أي أنه في هذه المرة لم يصعد لفترة قصيرة كما في المرات السابقة بل ظل 40 يومًا. وقد صعد مرة أخرى وظل 40 يومًا أخرى (خر34: 28) ليستلم لوحى الشريعة بعد كسر اللوحين الأولين. وكان صومه بمعونة إلهية لأن الإنسان العادي لا يحتمل الصوم 40 يومًا وهكذا صام إيليا أيضًا بمعونة الله (1 مل19: 11) وكانا هذان رمزًا لصوم المسيح عنا أربعين يومًا وأربعين ليلة (مت3).

وكما صام موسى 40 يومًا فاستلم كلمة الله مكتوبة في اللوحين والشريعة، هكذا المسيح أيضًا بعد صومه 40 يومًا قدّم بشارته على الأرض ثم موته على الصليب أي أنه هو كلمة الله فدانا لنحيا به.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الخامس والعشرون - سفر الخروج - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الثالث والعشرون - سفر الخروج - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر الخروج الأصحاح 24
تفاسير سفر الخروج الأصحاح 24