الأصحاح الخامس والعشرون – سفر الخروج – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الخروج – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الخَامِسُ وَالعِشْرُونَ

عطايا للخيمة والتابوت والمائدة والمنارة.

أعطى الله لموسى على الجبل تفاصيل إقامة خيمة الإجتماع، وسميت هكذا لأن الله يجتمع فيها مع شعبه (يش19: 51). ودعيت أيضًا خيمة الشهادة (عد9: 15) لأن فيها لوحى الوصايا التي تشهد لله وسط شعبه ولأن الخيمة تشهد أن الله هو إله هذا الشعب ويعيش وسطهم. وسميت أيضًا المسكن لأن الله يسكن وسط شعبه (2 صم7: 6)، وكذلك دعيت بيت الرب (قض19: 18) إذ تقدم فيه العبادة له. وسميت أيضًا الهيكل (1 صم1: 9) لأن فيها يحل الله. وهي تتكون من المسكن الذى يشمل القدس وقدس الأقداس الذي تقام حوائطه الثلاثة من الألواح الخشبية، ويغطى بالأقمشة فتصير سقفًا له وتتدل على جانبيه وعلى مؤخرته، أما بابه فيعمل من ستارة، ويحجز بين القدس وقدس الأقداس ستارة أيضًا. ويوجد داخل قدس الأقداس تابوت العهد وهو أهم شيء في الخيمة لذا يبدأ بالكلام عنه في هذا الأصحاح. وداخل القدس توجد ثلاثة أشياء هي: مائدة خبز الوجوه وهي على يمين الداخل إلى القدس وفى الوسط مذبح البخور، أما على اليسار فتوجد المنارة. وحول المسكن توجد الدار الخارجية وهي فناء يحيط بالمسكن من جميع الجوانب وأمام المسكن توجد المرحضة وقبلها المذبح النحاسى.

ويحيط بالخيمة سور مصنوع من ألواح الخشب المغطاة بستائر ومثبتة في الأرض بقواعد وأوتاد. وباب الخيمة يوجد في الناحية الشرقية وهو عبارة عن ستارة معلقة على ألواح خشبية مثل باب القدس وقدس الأقداس وعند اجتيازه والدخول إلى الدار الخارجية تجد المذبح النحاسى يليه المرحضة ثم باب القدس وبعده باب قدس الأقداس الذي يوجد في الناحية الغربية. ويسمح بدخول قدس الأقداس لرئيس الكهنة فقط مرة واحدة في السنة في عيد الكفارة أما القدس فيدخله الكهنة فقط كل يوم، والدار الخارجية المحيطة بالقدس وقدس الأقداس وفيها المرحضة والمذبح النحاسى فيسمح لليهود فقط بدخولها، أما غير اليهود فيقفون خارج الخيمة.

وقد ظلت خيمة الاجتماع مدة 480 سنة، الأربعين سنة الأولى كانت في برية سيناء تنتقل حسبما يقود الله الشعب بعمود السحاب وعمود النار (خر40: 36 - 38)، ثم في أرض كنعان أقامها يشوع في الجلجال (يش4: 19) ثم نقلها إلى شيلوه (يش18: 1) حيث استقرت هناك مدة 400 سنة. ونقلها شاول الملك إلى نوب (1 صم21: 1 - 9) وبعد ذلك نقلها داود إلى جبعون (1 أى21: 9، 2 أى1: 3) واستمرت هناك حتى بنى سليمان الهيكل بدلًا منها بشكل أكبر ووضع أدواتها غالبًا في إحدى الحجرات الجانبية (1 مل6: 1).

وكان حزن الشعب شديدًا عندما أخذ الأعداء تابوت عهد الله أيام صموئيل النبي وظلوا في ضعف حتى أعاده الله أيام داود (2 صم6: 17) الذي فرح به جدًا هو وكل الشعب.

(1) تقديم الشعب للعطايا (ع1 - 9).

(2) التابوت (ع10 - 16).

(3) غطاء التابوت (ع17 - 22).

(4) مائدة خبز الوجوه (ع23 - 30).

(5) المنارة (ع31 - 40).

(1) تقديم الشعب للعطايا (ع1 - 9):

1 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا لِي تَقْدِمَةً. مِنْ كُلِّ مَنْ يَحِثُّهُ قَلْبُهُ تَأْخُذُونَ تَقْدِمَتِي. 3 وَهَذِهِ هِيَ التَّقْدِمَةُ الَّتِي تَأْخُذُونَهَا مِنْهُمْ: ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ وَنُحَاسٌ 4 وَأَسْمَانْجُونِيٌّ وَأُرْجُوَانٌ وَقِرْمِزٌ وَبُوصٌ وَشَعْرُ مِعْزَى 5 وَجُلُودُ كِبَاشٍ مُحَمَّرَةٌ وَجُلُودُ تُخَسٍ وَخَشَبُ سَنْطٍ 6 وَزَيْتٌ لِلْمَنَارَةِ وَأَطْيَابٌ لِدُهْنِ الْمَسْحَةِ وَلِلْبَخُورِ الْعَطِرِ 7 وَحِجَارَةُ جَزْعٍ وَحِجَارَةُ تَرْصِيعٍ لِلرِّدَاءِ وَالصُّدْرَةِ. 8 فَيَصْنَعُونَ لِي مَقْدِسًا لأَسْكُنَ فِي وَسَطِهِمْ. 9 بِحَسَبِ جَمِيعِ مَا أَنَا أُرِيكَ مِنْ مِثَالِ الْمَسْكَنِ وَمِثَالِ جَمِيعِ آنِيَتِهِ هَكَذَا تَصْنَعُونَ.

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

أمر الله موسى بجمع عطايا من الشعب لتأسيس خيمة الإجتماع وذلك ليظهر كل واحد مدى اهتمامه بمحبة الله فتزداد عطاياهم بمقدار محبتهم له. وهذه العطايا قدموها مما أخذوه من المصريين عند خروجهم من أرض مصر.

العدد 3

ع3:

حدّد الله أنواع العطايا المطلوبة، وهذا ما يجب على كل من يدير مشروعًا أن يحدد المطلوب له، وبدأ بالمعادن المطلوبة وهي تحمل معانى روحية رمزية وهي:

الذهب: ويرمز للإيمان بالله.

الفضة: وترمز لكلمة الله.

النحاس: ويرمز للاحتمال.

العدد 4

ع4:

يستكمل المواد المطلوبة فيطلب أنواعًا من الأقمشة ومستلزماتها:

أسمانجونى: قماش لونه أزرق فاتح يرمز للسماء.

أرجوان: قماش لونه أحمر يميل إلى البنفسجى وهو لبس الملوك ويرمز لمُلك المسيح.

قرمز: قماش لونه أحمر داكن يرمز لدم المسيح.

شعر معزى: يستخدم في عمل الأقمشة والخيام ويرمز للموت عن العالم.

بوص: أى كتان يستخدم في عمل الأقمشة ويلبسه الكهنة وهو يرمز للنقاوة.

العدد 5

ع5:

جلود كباش محمرة: يستخدم في تغطية الخيمة ومصبوغ باللون الأحمر وهو يرمز للموت عن العالم.

جلود تخس: التخس حيوان بحرى جلده سميك وهو يشمل كلب البحر والدولفين وفرس البحر ويستخدم كغطاء خارجي للخيمة لأن لونه وشكله غير جميل، ويرمز للموت عن العالم.

خشب السنط: خشب قوى لا يسوس يستخدم في عمل الأساس المتين ويرمز للنقاوة والاحتمال.

هذه هي أغطية الخيمة وأعمدتها إلى تصنع من الخشب فهي تمثل الحماية الخارجية فينبغى أن تكون قوية (أنظر شكل 1).

العدد 6

ع6:

يضيف مواد تستهلك أثناء الخدمة بخيمة الإجتماع وهي:

زيت: للإنارة في المنارة وهو زيت الزيتون النقى ويرمز للروح القدس.

أطياب: روائح طيبة تضاف ويعمل منها المسحة وسيرد ذكرها بالتفصيل في (خر 30: 21 - 38) ويدهن به الكهنة والملوك والخيمة ومشتملاتها وترمز للروح القدس الذي يفيح رائحة طيبة.

العدد 7

ع7:

يضيف مواد للزينة وهي:

حجارة كريمة: وهي حجارة جزع أو أنواع مختلفة تزين بها صدرة رئيس الكهنة، وترمز لكرامة الكهنوت وعظمة كل نفس في نظر الله اذ يرمز كل حجر لسبط.

الأعداد 8-9

ع8 - 9:

الصدرة: كان يلبسها رئيس الكهنة على صدره (خر 28: 15 - 30).

المسكن: حيث يسكن الله وسط شعبه ويسمى خيمة الاجتماع لأن فيها يجتمع الله مع شعبه.

محبة الله تدفعه أن يسكن في وسط شعبه لأنه يريد أن يرتبط بهم ويلتفون حوله دائمًا فيتقدسوا وتكون خيمة الاجتماع مكانًا لتقديس الشعب وتنقيته من كل شر. وهذه الخيمة يصنعها موسى على المثال الذي سيريه الله له على الجبل والذي سيأتى ذكره الآن بعد هذه الآيات، فالكنيسة هى صورة السماء على الأرض.

† إهتم أن يكون لله مكان داخلك وترجع إليه في كل أمورك بالصلاة وتقدم له أحسن وقتك وإمكانياتك لتتمتع بعمله فيك.

(2) التابوت (ع10 - 16):

10«فَيَصْنَعُونَ تَابُوتًا مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ وَعَرْضُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ وَارْتِفَاعُهُ ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ. 11 وَتُغَشِّيهِ بِذَهَبٍ نَقِيٍّ. مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ تُغَشِّيهِ. وَتَصْنَعُ عَلَيْهِ إِكْلِيلًا مِنْ ذَهَبٍ حَوَالَيْهِ. 12 وَتَسْبِكُ لَهُ أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ وَتَجْعَلُهَا عَلَى قَوَائِمِهِ الأَرْبَعِ. عَلَى جَانِبِهِ الْوَاحِدِ حَلْقَتَانِ وَعَلَى جَانِبِهِ الثَّانِي حَلْقَتَانِ. 13 وَتَصْنَعُ عَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ وَتُغَشِّيهِمَا بِذَهَبٍ. 14 وَتُدْخِلُ الْعَصَوَيْنِ فِي الْحَلَقَاتِ عَلَى جَانِبَيِ التَّابُوتِ لِيُحْمَلَ التَّابُوتُ بِهِمَا. 15 تَبْقَى الْعَصَوَانِ فِي حَلَقَاتِ التَّابُوتِ. لاَ تُنْزَعَانِ مِنْهَا. 16 وَتَضَعُ فِي التَّابُوتِ الشَّهَادَةَ الَّتِي أُعْطِيكَ.

العدد 10

ع10:

تابوتًا: يسمى أيضًا تابوت العهد إذ يوضع فيه لوحا الشريعة اللذان هما عهد الله مع شعبه، ويسمى أيضًا تابوت الشهادة إذ يشهد الله لنفسه بهذه الوصايا أمام شعبه. ويوضع التابوت في قدس الأقداس.

بدأ بالحديث عن تابوت العهد وهو يشير إلى حضرة الله فهو أهم شيء في الخيمة. ويصنع من خشب السنط المتين الذي لا يسوس رمزًا للنقاوة والخلود. ويعطى مقاساته بالذراع وهو يساوى حوالى 50 سم. فيكون طوله متر وربع وعرضه 75 سم. وارتفاعه 75 سم. (شكل 1، 2).

العدد 11

ع11:

يغطى التابوت بالذهب من الداخل والخارج. والذهب يرمز إلى اللاهوت والسماء، فبهاء اللاهوت من داخله وخارجه لذا اهتم أن يُغَشَّى التابوت من الداخل مع أن أحدًا لن يراه. والإكليل الذي حول التابوت يرمز للمجد والغرض من صنعه الزينة وأيضًا لتثبيت الغطاء في مكانه.

العدد 12

ع12:

تسبك: تصهر الذهب وتصبه في قوالب ليكون بالشكل المطلوب.

يصنع أيضًا للتابوت أربعة قوائم أى أربعة أعمدة في كل جانب يقف عليها التابوت، ويعمل عليها أربع حلقات من الذهب اثنان من كل جانب لتدخل فيها العصا التي سيُحمَل بها التابوت.

الأعداد 13-15

ع13 - 15:

يصنع أيضًا عصوان من خشب السنط المتين وتغشى بالذهب وتوضع في الحلقات، واحدة في جانب التابوت والأخرى في الجانب الآخر، وتبقى فيها دائمًا ليحمل بها اللاويون التابوت عند نقله من مكان لآخر أثناء ارتحالهم في البرية، لأن التابوت يكون مغطى دائمًا ولا يلمسه أحد من أجل قداسته فيحمله اللاويون من العصوين فقط، لذا لا تنزع العصوان من التابوت أبدًا. والعصوان يرمزان للكهنوت الذي بمعونته نتصل بالله.

وقد استغنوا عنهما في هيكل سليمان إذ لم يكن هناك حاجة لنقل التابوت من مكان لمكان.

العدد 16

ع16:

أهم شيء يوضع في التابوت هو لوحا الشريعة أى لوحى العهد المكتوبة على لوحين من الحجر، وسيوضع معهما أيضًا قسط المن وعصا هارون (عب9: 4)، والعصا ترمز للرعاية الإلهية والكهنوت.

لوحى الشهادة: لأن بهما يشهد الله على شعبه كلامه الذي ينبغى أن يعيشوا به وعاشوا به يشهدون بحياتهم للعالم كله أنهم شعب الله.

† ليكن داخل قلبك كلمة الله ولا يوجد سواها فهي التي تحرك حياتك وتغير سلوكك فلا ينشغل قلبك بهموم العالم أو مادياته.

←.

(3) غطاء التابوت (ع17 - 22):

17« وَتَصْنَعُ غِطَاءً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ طُولُهُ ذِرَاعَانِ وَنِصْفٌ وَعَرْضُهُ ذِرَاعُ وَنِصْفٌ 18 وَتَصْنَعُ كَرُوبَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ. صَنْعَةَ خِرَاطَةٍ تَصْنَعُهُمَا عَلَى طَرَفَيِ الْغِطَاءِ. 19 فَاصْنَعْ كَرُوبًا وَاحِدًا عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَا وَكَرُوبًا آخَرَ عَلَى الطَّرَفِ مِنْ هُنَاكَ. مِنَ الْغِطَاءِ تَصْنَعُونَ الْكَرُوبَيْنِ عَلَى طَرَفَيْهِ. 20 وَيَكُونُ الْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا إِلَى فَوْقُ مُظَلِّلَيْنِ بِأَجْنِحَتِهِمَا عَلَى الْغِطَاءِ وَوَجْهَاهُمَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى الآخَرِ. نَحْوَ الْغِطَاءِ يَكُونُ وَجْهَا الْكَرُوبَيْنِ. 21 وَتَجْعَلُ الْغِطَاءَ عَلَى التَّابُوتِ مِنْ فَوْقُ. وَفِي التَّابُوتِ تَضَعُ الشَّهَادَةَ الَّتِي أُعْطِيكَ. 22 وَأَنَا أَجْتَمِعُ بِكَ هُنَاكَ وَأَتَكَلَّمُ مَعَكَ مِنْ عَلَى الْغِطَاءِ مِنْ بَيْنِ الْكَرُوبَيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى تَابُوتِ الشَّهَادَةِ بِكُلِّ مَا أُوصِيكَ بِهِ إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ.

العدد 17

ع17:

الغطاء هو غطاء التابوت ويصنع من الذهب النقى، وهو يسمى كرسى الرحمة أو العرش، ويرمز لرحمة الله إذ يرش عليه الدم كل سنة فيراه العدل الإلهي المتمثل في الكرويين فيصفح عن البشر، وهذا الدم إشارة إلى دم المسيح. وهو بمقاس التابوت أي طوله متر وربع وعرضه 75 سم. ويوضع على التابوت ويحده ويحوطه من جميع الجوانب الإكليل المحيط بالتابوت. حتى لا يتحرك الغطاء، فالإكليل يعمل كحاجز يحفظ الغطاء في مكانه فلا يسقط من فوق التابوت ويصنع الغطاء من الذهب النقى لأنه يرمز للمسيح الذي غطانا وكفَّر عنا بدمه ويرمز أيضًا للعذراء التي يظلل عليها الملائكة لأن المسيح في بطنها.

الأعداد 18-20

ع18 - 20:

خراطة: سباكة.

طلب منه أن يصنع ملاكين من رتبة الكروبيم أي الشاروبيم وهي ترمز للعدل الإلهي. وتصنع كلها من الذهب قطعة واحدة مع الغطاء ورأس كل واحد مقابل الآخر وينظر نحو الغطاء، ويمد كل ملاك جناحيه نحو الآخر فيلتقيان بأطرافهما. وشكل الملاك غالبًا شكل إنسان وهما ينظران نحو الغطاء على الدم الذي سيُرَشّ عليه، فإذ يرى العدل الإلهي الدم، الذي يشير إلى دم المسيح أي الرحمة الإلهية، يصفح عن الإنسان. والأجنحة مرتفعة إلى فوق لتعلن أنهما من السماء.

والكروبيم رتبة ملائكية كبيرة ترمز للمعرفة الكثيرة إذ أنها مملوءة عيونًا وهي تمثل:

حضرة الله.

العدل الإلهي إذا وضعت على باب جنة عدن لمنع رجوع الإنسان (تك3: 24).

تسبيح الله.

الأعداد 21-22

ع21 - 22:

أعلن الله أنه سيتكلم مع شعبه من فوق الغطاء، لأن التابوت يرمز للمسيح والخشب إلى جسده والذهب إلى لاهوته. والله سيتكلم من بين الملائكة التي ترمز إلى عدله وفى نفس الوقت من فوق كرسى الرحمة الذي يرش عليه الدم سيمتزج عدله برحمته عند كلامه مع الشعب.

ومما سبق نرى أن التابوت والغطاء يرمزان للمسيح فيما يلي:

حضور الله وسط شعبه.

الخشب يرمز للناسوت والذهب إلى اللاهوت، فالتابوت يرمز للمسيح الإله المتأنس.

يحوى التابوت لوحى الشريعة أي كلمة الله والمسيح هو كلمة الله.

يحوى التابوت قسط المن والمسيح هو المن النازل من السماء ليعطى نفسه غذاءً لشعبه أي جسده ودمه الأقدسين.

يحوى التابوت عصا هارون التي أفرخت والتي ترمز للمسيح المتأنس الذي أعطانا الحياة من الموت.

والغطاء الذي يرش عليه الدم يرمز للمسيح الذي وفَّى بدمه ديوننا أمام العدل الإلهي.

وكل هذه الرموز أي التابوت وما فيه وما عليه يرمز أيضًا للعذراء مريم كما يظهر من تداكية يوم الأحد.

† إنتهز فرصة العمر لتتمتع برحمة الله بتوبتك ورجوعك إليه فتنجو من قصاص عدله.

(4) مائدة خبز الوجوه (ع23 - 30):

23« وَتَصْنَعُ مَائِدَةً مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ طُولُهَا ذِرَاعَانِ وَعَرْضُهَا ذِرَاعٌ وَارْتِفَاعُهَا ذِرَاعٌ وَنِصْفٌ. 24 وَتُغَشِّيهَا بِذَهَبٍ نَقِيٍّ. وَتَصْنَعُ لَهَا إِكْلِيلًا مِنْ ذَهَبٍ حَوَالَيْهَا. 25 وَتَصْنَعُ لَهَا حَاجِبًا بِعَرْضِ شِبْرٍ حَوَالَيْهَا. وَتَصْنَعُ لِحَاجِبِهَا إِكْلِيلًا مِنْ ذَهَبٍ حَوَالَيْهَا. 26 وَتَصْنَعُ لَهَا أَرْبَعَ حَلَقَاتٍ مِنْ ذَهَبٍ وَتَجْعَلُ الْحَلَقَاتِ عَلَى الزَّوَايَا الأَرْبَعِ الَّتِي لِقَوَائِمِهَا الأَرْبَعِ. 27 عِنْدَ الْحَاجِبِ تَكُونُ الْحَلَقَاتُ بُيُوتًا لِعَصَوَيْنِ لِحَمْلِ الْمَائِدَةِ. 28 وَتَصْنَعُ الْعَصَوَيْنِ مِنْ خَشَبِ السَّنْطِ وَتُغَشِّيهِمَا بِذَهَبٍ فَتُحْمَلُ بِهِمَا الْمَائِدَةُ. 29 وَتَصْنَعُ صِحَافَهَا وَصُحُونَهَا وَكَأْسَاتِهَا وَجَامَاتِهَا الَّتِي يُسْكَبُ بِهَا. مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ تَصْنَعُهَا. 30 وَتَجْعَلُ عَلَى الْمَائِدَةِ خُبْزَ الْوُجُوهِ أَمَامِي دَائِمًا.

العدد 23

ع23:

هذه المائدة تصنع أيضًا من خشب السنط المتين وتوضع على اليمين عند دخول الكاهن القدس وطولها ذراعان أي حوالي مترًا وعرضها ذراع أي حوالي 50 سم وارتفاعها ذراع ونصف أي حوالي 75 سم (شكل 3).

العدد 24

ع24:

تُغَشَّى أيضًا بالذهب ويعمل لها إكليل يحيط بها وليحفظ الخبز حتى لا يسقط من عليه.

العدد 25

ع25:

الحاجب عبارة عن حزام يربط القوائم معًا ويثبتها ويكون أسفل سطح المائدة لوضع الأوانى عليه. ولهذا الحاجب إكليل أي شفة تحجز الأوانى التي عليه حتى لا تسقط، وهو على مسافة شبر أسفل سطح المائدة أي بعرض شبر وهذ الشبر غالبًا يساوى قبضة اليد أي حوالي 10 سم وهو ممتد خارجها بمسافة شبر أيضًا.

الأعداد 26-28

ع26 - 28:

تصنع أربع حلقات على الحاجب وهو المحيط الخارجي للمائدة، وتصنع عصوان من خشب السنط مغطاة بالذهب توضع في الحلقات لحمل المائدة أثناء الإرتحال في رحلة الصحراء إشارة إلى غربة العالم.

العدد 29

ع29:

يذكر الأوانى المستخدمة لخدمة المائدة وهي:

الصحاف: أطباق يُنقَل بها الخبز إلى المائدة.

الصحون: وهي أطباق صغيرة يوضع بها البخور.

الكأسات والجامات: يوضع فيها الخمر.

وتصنع هذه الأدوات جميعًا من الذهب النقى.

العدد 30

ع30:

يوضع 12 خبزة بعدد أسباط بني إسرائيل الاثنى عشر في صفين على المائدة في كل صف 6 خبزات ولمدة أسبوع ثم تغير وتوضع بدلًا منها والقديمة يأكلها الكهنة فقط، وترمز للمسيح شبعنا وللنعمة الخاصة المعطاة للكهنة. ويسمى خبز الوجوه لأنه يوضع أمام وجه الله ففيه بركة خاصة. وكان يوضع عليها لبان وملح، واللبان يرمز لكهنوت المسيح والملح للعهد الذي قطعه معنا بفدائنا على الصليب لنحيا له.

† ليتك تهتم أن تتغذى بكلمة الله ويكون قلبك مكشوفًا أمامه في صلوات كثيرة فتنال بركته.

(5) المنارة (ع31 - 40):

31« وَتَصْنَعُ مَنَارَةً مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ. عَمَلَ الْخِرَاطَةِ تُصْنَعُ الْمَنَارَةُ قَاعِدَتُهَا وَسَاقُهَا. تَكُونُ كَأْسَاتُهَا وَعُجَرُهَا وَأَزْهَارُهَا مِنْهَا. 32 وَسِتُّ شُعَبٍ خَارِجَةٌ مِنْ جَانِبَيْهَا. مِنْ جَانِبِهَا الْوَاحِدِ ثَلاَثُ شُعَبِ مَنَارَةٍ. وَمِنْ جَانِبِهَا الثَّانِي ثَلاَثُ شُعَبِ مَنَارَةٍ. 33 فِي الشُّعْبَةِ الْوَاحِدَةِ ثَلاَثُ كَأْسَاتٍ لَوْزِيَّةٍ بِعُجْرَةٍ وَزَهْرٍ. وَفِي الشُّعْبَةِ الثَّانِيَةِ ثَلاَثُ كَأْسَاتٍ لَوْزِيَّةٍ بِعُجْرَةٍ وَزَهْرٍ. وَهَكَذَا إِلَى السِّتِّ الشُّعَبِ الْخَارِجَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ. 34 وَفِي الْمَنَارَةِ أَرْبَعُ كَأْسَاتٍ لَوْزِيَّةٍ بِعُجَرِهَا وَأَزْهَارِهَا. 35 وَتَحْتَ الشُّعْبَتَيْنِ مِنْهَا عُجْرَةٌ وَتَحْتَ الشُّعْبَتَيْنِ مِنْهَا عُجْرَةٌ وَتَحْتَ الشُّعْبَتَيْنِ مِنْهَا عُجْرَةٌ إِلَى السِّتِّ الشُّعَبِ الْخَارِجَةِ مِنَ الْمَنَارَةِ. 36 تَكُونُ عُجَرُهَا وَشُعَبُهَا مِنْهَا. جَمِيعُهَا خِرَاطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ. 37 وَتَصْنَعُ سُرُجَهَا سَبْعَةً. فَتُصْعَدُ سُرُجُهَا لِتُضِيءَ إِلَى مُقَابِلِهَا. 38 وَمَلاَقِطُهَا وَمَنَافِضُهَا مِنْ ذَهَبٍ نَقِيٍّ. 39 مِنْ وَزْنَةِ ذَهَبٍ نَقِيٍّ تُصْنَعُ مَعَ جَمِيعِ هَذِهِ الأَوَانِي. 40 وَانْظُرْ فَاصْنَعْهَا عَلَى مِثَالِهَا الَّذِي أُظْهِرَ لَكَ فِي الْجَبَلِ.

العدد 31

ع31:

المنارة هي عبارة عن ثلاثة أجزاء: قاعدة وساق وست شعب، وتصنع من كتلة ذهب واحدة تطرق حتى تصير بشكل هذه المنارة لأن الروح القدس جوهر واحد لا يتجزأ. وتوضع المنارة على اليسار عند دخول الكاهن القدس وهي مصدر الإنارة الوحيد داخله (شكل 4).

العدد 32

ع32:

تحتوى المنارة على سبعة شعب: الساق الرأسية وثلاث شعب من كل جانب من جوانب الساق. وعدد سبعة يرمز للروح القدس الذي يعمل في أسرار الكنيسة السبعة.

العدد 33

ع33:

يوجد بكل شعبة كأس تشبه كأس الزهرة وتحته عجرة أى عقدة أو رمانة. وتوجد كأس في أعلى الشعبة داخلها زهرة أي مثل الأوراق الخضراء التي يوجد من داخلها وفى أعلاها الأوراق الملونة للزهرة. وتوجد كأسان على الشعبة، كل كأس تحتها رمانة، فالثلاثة كئوس متوالية، واحدة على الثلث الأول والثانية على قمة الثلث الثاني والثالثة على قمة الشعبة وهي التي يوجد بها الزيت والسرج.

وقد عملت هذه الزينة في كل شعبة، رمان وكئوس وأزهار، لتعلن أن الله هو مصدر الحياة لشعبه. وهذه الحياة تظهر في أزهار وثمار النباتات أي الكئوس والأزهار والرمانات. وعدد ثلاثة يرمز للثالوث القدوس.

العدد 34

ع34:

الساق الوسطى بين الست شعب فيوجد على طولها أربع كئوس بأزهارها، فالأولى في قمة الربع الأول والثانية عند قمة المنتصف والثالثة عند قمة الثلاثة أرباع والرابعة عند قمة الساق. وعدد أربعة يرمز إلى أرجاء المسكونة الأربعة، أي أن الروح القدس هو أحد الأقانيم الثلاثة الذي ينير العالم كله بأركانه الأربعة. فالله بأقانيمه الثلاثة هو مصدر النور والحياة لكل إنسان.

العدد 35

ع35:

كل شعبتين عند خروجهما من الساق توجد تحتهما عجرة أي رمانة صغيرة، أي يوجد عند خروج الشعب ثلاث رمانات كل رمانة يخرج منها شعبتان. وهكذا يمتزج عمل الإنارة بالحياة التي ترمز إليها الرمانة لأن الرمانة هي ثمرة من نبات حي، فالروح القدس هو مصدر النور والحياة لكل إنسان.

العدد 36

ع36:

تصنع المنارة كما ذكرنا من كتلة واحدة من ذهب نقى، لأن الروح القدس هو مصدر النقاوة للعالم كله. والذهب يرمز إلى اللاهوت والسماء مسكن الله الذي يعطينا الروح القدس.

العدد 37

ع37:

يجعل السرج على طرف كل كأس أي الفتايل تتجه نحو الساق الوسطى، فهكذا يكون نورها مجمعًا أكثر هذا ما يسميه تضئ مقابلها، أي أن عمل الروح القدس المتعدد في شكل السبعة أسرار له غرض واحد يتجمع في خلاص الإنسان والتصاقه بالله.

الأعداد 38-39

ع38 - 39:

الملقاط: يشبه الملقاط المعروف الآن ويستخدم في ضبط الفتايل ووضعها أو رفعها.

وزنة: تساوى 44 كجم ذهب.

المنافض: أوانى تشبه طفاية السجاير الآن، وهي أطباق صغيرة توضع فيها الفتايل الجديدة أو التي تم استخدامها (شكل 4).

كل المنارة وأدواتها تصنع من الذهب النقى الذي يرمز لنقاوة عمل الروح القدس وتصنع من نفس الكتلة الواحدة كما ذكرنا ومقدارها وزنة.

العدد 40

ع40:

كل هذه التفاصيل رآها موسى على الجبل كما أظهرها له الله.

† الله هو مصدر الإستنارة والإرشاد في كل جوانب حياتك بعمله المتعدد الوجوه. فاطلب إرشاده واخضع له حتى لو تعارض مع عقلك أو عواطفك.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السادس والعشرون - سفر الخروج - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الرابع والعشرون - سفر الخروج - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر الخروج الأصحاح 25
تفاسير سفر الخروج الأصحاح 25