الأصحاح الرابع والعشرون – سفر الخروج – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الخروج – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الرابع والعشرون

العدد 1

آية (1): -

"1 وَقَالَ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَى الرَّبِّ أَنْتَ وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو، وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، وَاسْجُدُوا مِنْ بَعِيدٍ.".

وقال لموسى = هذه تكملة لـ (21: 20) ودخل بينها بعض الشرائع. وكان موسى لا يزال على الجبل بعد أن أخذ ناموس العهد وبعد ذلك نزل إلى الشعب وقص عليهم كلمات الناموس وختم العهد بدم الذبيحة ثم عاد إلى الجبل مع هرون وناداب وأبيهو والسبعين شيخاً. والسبعين شيخاً يمثلون رؤساء الشعب في مصر.

العدد 2

آية (2): -

"2 وَيَقْتَرِبُ مُوسَى وَحْدَهُ إِلَى الرَّبِّ، وَهُمْ لاَ يَقْتَرِبُونَ. وَأَمَّا الشَّعْبُ فَلاَ يَصْعَدْ مَعَهُ».".

في العهد القديم موسى يقترب وحده. أما في العهد الجديد فهناك دعوة لكل فرد أن يقترب. بل المسيح يقول "تعالوا إلىَّ يا جميع المتعبين..." + "اقتربوا إلى الله فيقترب إليكم" (يع8: 4).

العدد 3

آية (3): -

"3فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ وَجَمِيعِ الأَحْكَامِ، فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ وَقَالُوا: «كُلُّ الأَقْوَالِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ نَفْعَلُ».".

جميل أن يتلقى موسى الوصايا من الله ويشرحها للشعب ويقبلها الشعب بكل رضى. هذا هو دور الخدام أن يسمعوا من الله ويعلموا الشعب. وهذا دور الشعب أن يسمع ويستجيب. ولكن الشعب لم يعرف صعوبة الوصية وصعوبة طاعتها.

العدد 4

آية (4): -

"4فَكَتَبَ مُوسَى جَمِيعَ أَقْوَالِ الرَّبِّ. وَبَكَّرَ فِي الصَّبَاحِ وَبَنَى مَذْبَحًا فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ، وَاثْنَيْ عَشَرَ عَمُودًا لأَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ.".

المذبح علامة أو رمز لحضور الله والاثنى عشر عموداً رمزاً لحضور الـ 12 سبطاً فالـ 12 سبط سيدخلون الآن في عهد مع الله. هذا ما يتضح في آية (7).

العدد 5

آية (5): -

"5 وَأَرْسَلَ فِتْيَانَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَأَصْعَدُوا مُحْرَقَاتٍ، وَذَبَحُوا ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ مِنَ الثِّيرَانِ.".

الشعب بكل فئاته وأعماره يشترك في العهد. وجميل أن نرى الشباب بحيويتهم وقدرتهم ونشاطهم يقدمون الذبائح فالفتيان لهم دور كما أن الشيوخ كانوا مع موسى، الكل في شركة وفي عهد مع الله. وفي الكنيسة لا يمكن أن يقام قداس بدون شعب ويلزم اشتراك الشعب علانية مع الكهنة في الخدمة. الكاهن يصلي عن الشعب والشعب يصلي عن الكاهن ويصلوا لأجل البطريرك والأساقفة. وكان لكل يهودي أن يذبح أما رش الدم فللكهنة فقط.

الأعداد 6-8

الآيات (6 - 8): -

"6فَأَخَذَ مُوسَى نِصْفَ الدَّمِ وَوَضَعَهُ فِي الطُّسُوسِ. وَنِصْفَ الدَّمِ رَشَّهُ عَلَى الْمَذْبَحِ. 7 وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ». 8 وَأَخَذَ مُوسَى الدَّمَ وَرَشَّ عَلَى الشَّعْبِ وَقَالَ: «هُوَذَا دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي قَطَعَهُ الرَّبُّ مَعَكُمْ عَلَى جَمِيعِ هذِهِ الأَقْوَالِ».".

رش الدم نصفه على المذبح ونصفه على الشعب معناه ارتباط الله مع الشعب في هذا العهد، ويعني وحدة الشعب مع الله، وأن كلاهما إرتبط بالعهد. رش الدم على المذبح يعني أن الله دخل في عهد مع الشعب ليحفظهم ويحميهم. ورش الدم على الشعب يعني تقديس الشعب ليدخلوا في عهد مع الله وأنهم ملتزمين بالوصايا. وحيث أن الشعب طبيعته خاطئة ولا يستطيع تنفيذ العهد صار الشعب يتقرب لله عن طريق دم الذبائح لتكفر عنهم وبذلك صار هذا العهد رمزاً للعهد الجديد بدم المسيح. لذلك كان الدم المرشوش هو الوسيلة التي رأوا بها مجد الله (آية17). ولذلك نلاحظ هنا في آية (1) اسجدوا من بعيد، أما العهد الجديد فنسمع القول إقتربوا. وسبب ذلك دم المسيح الذي قربنا إلى الله لذلك قيل عن الذبائح في العهد القديم من أراد أن يقرب ذبيحة (لا2: 1، 3، 10، 14.. الخ).

آية (7) كتاب العهد = التوراة والوصايا العشر والتشريعات (إصحاحات 21 - 23).

تأمل في آية (5): الله يطلب محرقات الحب وذبائح السلامة منك في أيام شبابك لذلك يقول الكتاب "أذكر خالقك في أيام شبابك" (جا1: 12) وكان لكل إسرائيل أن يذبح التقدمة (كهنوت عام) وأما إيقاد النار فهو للكهنة (كهنوت خاص). وبالنسبة لنا فالمسيحيين كلهم كهنة بالمفهوم العام يقدمون ذبائح الشكر وذبائح التسبيح ويقدمون أنفسهم ذبائح حية ويصلبون أهوائهم مع شهواتهم أما الكهنة فعملهم هو تقديم ذبيحة الإفخارستيا.

العدد 9

آية (9): -

"9ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ،".

العدد 10

آية (10): -

"10 وَرَأَوْا إِلهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ رِجْلَيْهِ شِبْهُ صَنْعَةٍ مِنَ الْعَقِيقِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ، وَكَذَاتِ السَّمَاءِ فِي النَّقَاوَةِ.".

ظهر لهم الرب في صورة إنسان لأنه يقول.. تحت رجليه. هم رأوا الله بلا رعب بل في محبة وجمال. وكانوا كضيوف على مائدته (آية 11) فرأوا الله وأكلوا وشربوا والعقيق الأزرق الشفاف يشير لقداسة الله (قداسة الله أي إرتفاعه وتساميه عن الارضيات كما رأينا من قبل) وأن من يسود عليهم الله (من هم تحت رجليه) يجب أن تكون لهم الطبيعة السماوية والفكر السماوي فلا شركة للنور مع الظلمة. هذه الرؤيا كانت تشير من بعيد للتجسد حيث يأتي المسيح السماوي ويتجسد ويعطينا أن نأكل أمامه (التناول). فالتناول يعطي أن تنفتح عيوننا ونعرف الله ونحيا "من يأكلني يحيا بي + هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحي..".

العدد 11

آية (11): -

"11 وَلكِنَّهُ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَى أَشْرَافِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوا وَشَرِبُوا.".

لم يمد يده إلى أشراف إسرائيل = أي لم يقتلهم فإنه لا أحد يرى الله ويعيش وكان هذا إعلان من إعلانات الله (الأقنوم الثاني) الذي تجسد ليعطينا حياة لا لنموت. فرأوا الله وأكلوا وشربوا = تفهم أنها رمز للإفخارستيا جسد المسيح الذي نأكله لنحيا، وقد نفهمها أن الله يهتم بأكلنا وشربنا وملبسنا، فإن أكلنا أو شربنا فنحن في حضرة الله نشكره على كل خيراته.

الأعداد 12-14

الآيات (12 - 14): -

"12 وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اصْعَدْ إِلَيَّ إِلَى الْجَبَلِ، وَكُنْ هُنَاكَ، فَأُعْطِيَكَ لَوْحَيِ الْحِجَارَةِ وَالشَّرِيعَةِ وَالْوَصِيَّةِ الَّتِي كَتَبْتُهَا لِتَعْلِيمِهِمْ». 13فَقَامَ مُوسَى وَيَشُوعُ خَادِمُهُ. وَصَعِدَ مُوسَى إِلَى جَبَلِ اللهِ. 14 وَأَمَّا الشُّيُوخُ فَقَالَ لَهُمُ: «اجْلِسُوا لَنَا ههُنَا حَتَّى نَرْجعَ إِلَيْكُمْ. وَهُوَذَا هَارُونُ وَحُورُ مَعَكُمْ. فَمَنْ كَانَ صَاحِبَ دَعْوَى فَلْيَتَقَدَّمْ إِلَيْهِمَا».".

بعد الأكل نزل الجميع ولم يمكث سوى موسى ويشوع. وذهب الشيوخ ليحكموا لإسرائيل. وهوذا هرون وحور معكم = كان هرون وحور معاً يسندان يدي موسى على الجبل. والآن هرون وحور يحكمان. هرون يمثل الكهنوت وحور من سبط يهوذا، سبط الملك بل حور هو جد بصلئيل بن أوري الذي أعطاه الله حكمة لبناء خيمة الاجتماع. فهرون وحور معاً يمثلان الكهنوت والحكمة اللتان أعطاهما الله لكنيسته لتدبيرها بعد أن صعد هو بالجسد (رمز لذلك صعود موسى للجبل).

العدد 15

آية (15): -

"15فَصَعِدَ مُوسَى إِلَى الْجَبَلِ، فَغَطَّى السَّحَابُ الْجَبَلَ،".

موسى دخل إلى قلب السحاب ليعلن له الله سر المسيح الذي كان مخفياً في رموز وأبعاد وأجزاء خيمة الاجتماع وفي طقوسها والمواد المستخدمة فيها.

العدد 16

آية (16): -

"16 وَحَلَّ مَجْدُ الرَّبِّ عَلَى جَبَلِ سِينَاءَ، وَغَطَّاهُ السَّحَابُ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ دُعِيَ مُوسَى مِنْ وَسَطِ السَّحَابِ.".

مكث موسى 6 أيام للإستعداد للقاء الله، ولقد إستراح الله في اليوم السابع بعد أن خلق العالم في ستة أيام. وفي اليوم السابع دُعِىَ موسى ليوجد في حضرة الرب ومن هذا نفهم أن الراحة الحقيقية هي أن نكون في حضرة الرب وفي دخول موسى وحده للسحاب صار رمزاً للمسيح الذي دخل وحده إلى الأمجاد.

تأمل: كم كانت خسارة موسى ستكون جسيمة لو أنه قال لنفسه في اليوم السادس لقد دعاني الرب وحتى الآن لم أراه وها أنا على الجبل وحدي فلأنزل ولكنه لم يفعل وفضل أن ينتظر الرب، لذلك يقول الكتاب "إنتظر الرب".

العدد 17

آية (17): -

"17 وَكَانَ مَنْظَرُ مَجْدِ الرَّبِّ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.".

العدد 18

آية (18): -

"18 وَدَخَلَ مُوسَى فِي وَسَطِ السَّحَابِ وَصَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ. وَكَانَ مُوسَى فِي الْجَبَلِ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً.".

صام موسى 40 يوماً ولكنه كان خلالها مستمتعاً شبعاناً من رؤية مجد الله، فموسى لم يأكل طوال هذه الأربعين يوماً. والمسيح صام 40 يوماً وهكذا إيليا لذلك يمكن أن ننظر لهذه الأربعين يوماً كأنها تشير لفترة حياتنا على الأرض فإذا قضيناها بروح الصوم والصلاة تصير لنا شهوات مقدسة للإنطلاق إلى السماويات حاسبين أن العالم وما فيه ما هو إلا نفاية.

وحين نسمع أن نينوى كان لها فرصة 40 يوماً وإن لم تقدم توبة يقلبها الله. نفهم أيضاً أن رقم 40 يشير لحياتنا إن لم نحياها بروح التوبة ستكون نهايتها سيئة بعيداً عن الله.

الإصحاحات 25 – 40.

خيمة الاجتماع.

مقدمة عن أسفار موسى الخمسة.

تسمى أسفار موسى الخمسة باليونانية pentateuch أي الأسفار الخمسة. وهي تمثل الجزء الأول من الكتاب المقدس في العهد القديم الذي ينقسم لثلاث وحدات:

أولاً: - الناموس أو التوراة: ويحوي أسفار موسى الخمسة.

ثانياً: - الأنبياء: وينقسم إلى قسمين. الأنبياء الأولين والأنبياء المتأخرين والقسم الأول يضم يشوع والقضاة حتى الملوك. ويضم القسم الثاني إشعياء وإرمياء وحزقيال والإثنى عشر نبياً الصغار.

ثالثاً: - الكتوبيم: ومعناها الكتب وهذا بدوره ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

  1. ‌كتب شعرية مثل المزامير والأمثال وأيوب.
  2. كتب ميحيلوت مثل النشيد وراعوث والمراثي والجامعة وإستير.
  3. كتب تاريخية غير نبوية مثل دانيال وعزرا ونحميا وأخبار الأيام.

وبهذا تظهر أسفار موسى الخمسة كوحدة تسمى الناموس وهي تمثل وحدة تاريخية مترابطة معاً. تبدأ بخلق العالم من أجل الإنسان ثم خلق الإنسان نفسه وإذ سقط هيأ له الله الخلاص. فإختار الله إبراهيم ونسله خلال إسحق ويعقوب وفي مصر بدأت البذرة الأولى للشعب الذي هيأه الله ليتحقق من خلاله الخلاص للبشرية كلها. ثم أقيم موسى كأول قائد لهذا الشعب وليخرج الشعب من عبودية فرعون، وبموسى تمتعوا بالعهد عند جبل سيناء، وأخيراً وقف بهم عند الشاطئ الشرقي للأردن ليسلمهم في يد قائد جديد هو يشوع، كأنه بالناموس يسلمنا ليسوع قائد الحياة وواهب الميراث.

سفر التكوين:

يبدأ السفر بـ "في البدء خلق الله السموات والأرض.. وروح الله يرف ليعطي حياة. وهذه البداية تعطينا فكرة أن الله يريد أن يعطي حياة للبشر، بل نرى أن الله خلق الإنسان على صورته وأعطاه سلطان على كل الخليقة. فالإنسان كان كسفير لله على الأرض يحمل سلطاناً وسيادة على كل ما على الأرض وما تحتها وما في البحار وما في الجو، ليس له سيد من كل الخليقة، بل هو سيد الخليقة الأرضية. وكان هذا مجداً للإنسان وإعلاناً عن إرادة الله من ناحية الإنسان ثم يعرض لنا سفر التكوين قصة السقوط، والسقوط معناه إنفصال الإنسان عن الله فلا شركة للنور مع الظلمة، وكان هذا معناه الموت، فالله هو مصدر الحياة. ولذلك ينتهي سفر التكوين بهذه النهاية" ثم مات يوسف.. فحنطوه وَوُضِعَ في تابوت في مصر. حقاً كما يقول القداس الغريغوري "أنا إختطفت لي قضية الموت" ولاحظ أن الله لم يكن يريد الموت للإنسان. ولاحظ أيضاً أن يوسف مات في أرض مصر وهي تشير لمكان العبودية. إذاً بعد أن كان الإنسان على صورة الله، فقد السلطان والحرية وصورة المجد التي كان عليها من قبل، فالله خلق آدم على صورته حراً وله سلطان، ولكن التحنيط يعطي رجاء الخلاص فهو إشارة لحياة أخرى.

خطة الله لخلاص الإنسان.

  1. الوعد الإلهي: منذ سقط آدم والله أعطاه وعداً بالخلاص "نسل المرأة يسحق رأس الحية" ثم نجد وعود الله لإبراهيم ونرى تجدد الوعد في نسله.
  2. الاختيار: ظهر الوعد الإلهي متجلياً في الاختيار. فلا فضل لآدم في اختياره كإنسان يحمل السيادة على الأرض كلها. ولا فضل لإبراهيم ولا للشعب حتى يختارهم الله كرجال له يخرج منهم المخلص الذي يخلص العالم.
  3. العهود: كانت العهود أساسية في المجتمعات الشرقية، كالعهد الذي أقيم بين إبراهيم وأبيمالك وبين يعقوب وحميه (تك23: 21 + 44: 31). ونجد أن الله قد رفع شأن الإنسان ودخل معه في عهود مثل قوس قزح (تك9) ثم مع إبراهيم (تك15). ثم أعطى الله علامة في جسد كل ذكر أي الختان (تك9: 17 - 14) ثم ختم الله العهود بدم الذبائح الحيوانية إشارة إلى العهد الذي يسجله الآب على الصليب بدم إبنه.
  4. الشريعة: إرتبطت في سيناء الشريعة والذبائح، فلا إنفصال بين الوصية والعبادة.

سفر التكوين يقدم لنا الله كأب حنون يرعى أولاده ويدبر أمورهم المادية والروحية فهو الذي أسس لهم الأرض وما عليها ليحيوا ويشبعوا، وهو الذي يهيئ لهم الخلاص. أي أنه خلق للإنسان الأرض المادية والسماء المادية لينطلق به إلى السماء الجديدة والأرض الجديدة. وهذا السفر يعرض لنا العلاقة بين الله والبشر. ونرى في هذا السفر الله كصديق للبشر يتمشى في الجنة ليلتقي بالإنسان. ونراه يأكل مع عبده إبراهيم، ونراه يصارع مع يعقوب. ورأينا في هذا السفر أهمية الذبائح وهي عبادة، وكيف أن العبادة هي سر مصالحة مع الله. ونرى في هذا السفر العداوة المستمرة بيننا وبين الشيطان (15: 3). ونرى الله يتعامل مع كل إنسان في ضعفه محاولاً أن يرفعه.

سفر الخروج:

انتهي سفر التكوين والشعب في مصر رمزاً لعبوديته كنتيجة مباشرة للخطية ثم جاء سفر الخروج يعلن بطريقة رمزية عن خلاص الله المجاني. فقدم لنا خروج الشعب من أرض العبودية بيد الله القوية منطلقاً نحو حرية مجد أولاد الله وجاءت القصة كلها كرمز حتى يظهر الله عمل الشيطان، ورمزه هنا فرعون الذي استعبد الشعب، حقاً هو كان يشبعهم "سمك ولحم وكرات.." وهذا رمز للملذات الجسدية التي يعطيها عدو الخير لنا حتى ننشغل بها، ولكن فرعون هذا لم يكن يعطي مجاناً، فهو كان يسخر الشعب في عبودية قاسية بل يقتل أبكارهم وهذا بالضبط ما أراد الله لنا أن نعرفه عن إبليس أنه "كان قتالاً للناس" وأن الله وحده هو الذي يعطي بسخاء ولا يعير.

والسفر كله ينطق بالفداء. وإن الدم ينقذ. والعبور في البحر إشارة إلى المعمودية والمن إشارة للمسيح الذي أعطانا جسده ودمه لنحيا. والماء الذي خرج من الصخرة إشارة للروح القدس الذي أُعطِىَ للكنيسة. وتسبحة مريم وموسى هي صورة للكنيسة التي إمتلأت بالروح فإنطلقت تسبح وهي فرحة بحريتها ولاحظ في (8: 3) "فنزلت لأنقذهم" التي فيها إشارة واضحة للتجسد. وفي السحابة وعمود النار نرى المسيح وسط شعبه دائماً كسر إستنارتهم وكقائد لهم. ونرى محاولات إبليس أن يُذَكِّر الشعب بقدور اللحم (أي لذة الخطية) ولا يجعله يذكر العبودية ولسعات سياطها "هذا ما تسميه الكنيسة" تذكار الشر الملبس الموت "ونلاحظ في هذا السفر محاولات الشيطان في عرضه أنصاف حلول على موسى، نقصد فرعون رمز الشيطان. ونرى في ردود موسى عليه الطريق التي يرضاها الله في حوارنا مع عدو الخير، أن لا أنصاف حلول بل ننطلق نحن ونساؤنا وأولادنا ومواشينا أي كل ما لنا لمسيرة 3 أيام لنعبد الرب. إذاً المقصود أن نترك أرض الخطية والعبودية تماماً ولا نقبل بأقل من هذا.

هذا السفر يعلن أن الله لا يريدنا عبيداً بل أحراراً. ولكن هناك شرط هو: -.

الوصايا العشر: فليس لنا استمرارية في حياة الحرية إلا بالالتزام بالوصايا. بل أن هذه الوصايا هي شروط العهد مع الله، إن إلتزم بها الشعب يكون لهم بركات وإن خالفوها تنصب عليهم اللعنات وهذا يبدو بصورة واضحة في (لا26 + تث28).

وبعد الحرية وبعد أن خرج الشعب من أرض العبودية يعطيهم الله بركة عظيمة جداً هي خيمة الاجتماع ليحل الله وسطهم ويسكن بينهم.

إذاً فسفر الخروج يختتم بأمرين. إستلام الشريعة وخيمة الاجتماع. وكأن العبور وهو إنطلاق إلى الحرية خلال الاتحاد مع الله والوجود الدائم معه إنما يتحقق خلال كلمة الله أو الوصية والعبادة (الخيمة). فالوصية هي القائد للنفس للدخول إلى السماويات. والعبادة هي عبور للشركة مع السمائيين في ليتورجياتهم. العبادة هي غاية العبور "إطلق شعبي ليعبدونني" خلالها نتعرف على قانون السماء (الوصية) ونتدرب على السكنى مع الله (الخيمة السماوية).

إذاً نرى الإنسان في سفر التكوين سرعان ما فقد علاقته بالله فخسر سر حياته، ثم يأتي سفر الخروج ليعلن خلاص الإنسان بخروجه من عبودية إبليس، فرعون الحقيقي، لينطلق نحو كنعان الأبدية، خلال برية هذا العالم.

سفر اللاويين:

بعد عبور الشعب نجد هنا الله القدوس يلتصق بشعبه خلال الحياة المقدسة التي ننعم بها خلال السيد المسيح الذبيح والكاهن في نفس الوقت. هذا السفر هو سفر القداسة التي بدونها لا نعاين الله ولا نقدر على الاتحاد معه. هذه القداسة هي عطية الله توهب لنا خلال ذبيحة السيد المسيح الفريدة والتي كانت الذبائح الحيوانية في هذا السفر رمزاً لها. هنا نرى للقداسة شقين:

الأول: دم المسيح وتعبر عنه الذبائح. وقد قام المسيح بهذا العمل وحده.

الثاني: جهاد الإنسان حتى يصير قديس ويتم هذا بأن يترفع الإنسان عن الأرضيات ولا يتلامس مع دنس هذا العالم.

هو سفر الكهنوت والطقوس والشريعة والتطهيرات، هو سفر العبادة، حتى تحيا الجماعة مقدسة في الله القدوس. والكهنة واللاويين هم أداة إلهية للخدمة، لخدمة الجماعة الذين هم أعضاء فيها يعملون لحساب الجماعة وليس لحساب أنفسهم.

سفر الخروج أظهر الله كإله مهوب لا يستطيع الشعب أن يقترب إليه أما هنا فنجد الله يسكن وسط شعبه ليحملوا سماته فيهم أي القداسة.

إذا كان سفر اللاويين يهتم بالإعلان عن دور الكهنة فسفر التثنية يهتم بالأكثر بأن يقدم ملخصاً وشرحاً للشريعة للاستعمال الشعبي العام.

ملخص هذا السفر "إني أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأني أنا قدوس" (44: 11). إذاً في هذا السفر نعرف كيفية الاقتراب من الله.

سفر العدد:

هو سفر الجولان في البرية ورحلات الشعب فيها، بل تيهان الشعب في البرية، حتى وصولهم إلى موآب وإشرافهم على أرض الموعد. في هذا السفر نرى عمل الله مع الإنسان لتهيئته لدخول أرض الموعد. هو سفر الجهاد في هذه الحياة بعد أن حصلنا على الحرية والولادة الجديدة والعبور بالمعمودية، هو الجهاد المصحوب بالنعمة الإلهية، ونرى فيه الله مصاحباً شعبه كسحابة وكعمود نار. ولم يجعلهم يعتازوا شيئاً لمدة 40 سنة.

ولكننا في مقابل محبة الله نرى من الإنسان تذمر وقلة إيمان وعناد دائم وفي مقابل هذا نرى تأديب الله، ليس إنتقام بل تأديب حتى يضمن لنا الله الوصول لأرض الميعاد. هذا السفر يبرز بشاعة الخطية وأنها تدان دائماً ويسقط مرتكبها تحت التأديب حتى لو كان نبياً مثل موسى. ولكننا نرى الشفاء خلال الحية النحاسية رمز الصليب. ونرى أيضاً قوة الشفاعة ممثلة في صلاة موسى ونرى أن الرحلة تستلزم النظام الكهنوتي وبتر المعتدين عليه (قورح وداثان...).

نرى في هذا السفر سقطات الشعب وإنتصاراتهم رمزاً لحياتنا في غربة هذا العالم.

سفر التثنية:

يشرح فيه موسى للشعب عمل الله معهم ونعمته في اختيارهم والحفاظ عليهم. والمسيح في حربه مع إبليس إقتبس ردوده عليه من هذا السفر. هنا نرى بركات الإقتراب من الله.

سفر يشوع:

هو دخول يشوع مع الشعب إلى أرض الموعد رمز لدخولنا مع المسيح يسوعنا الأرض السماوية أورشليم السماوية في نهاية هذا العالم. وعبور الأردن هنا رمز للموت في نهاية رحلتنا أما عبور البحر الأحمر فهو رمز للمعمودية (1كو1: 10، 2).

الخط العام:

التكوين: الله يعطي حياة ← الخطية والسقوط ← موت وعبودية ← وعد بالخلاص.

الخروج: العبور للحرية بواسطة الدم ← المعمودية في البحر ← التناول من المن ← بهذا يكون الله وسط شعبه (خيمة الإجتماع) ← شرط الإلتزام بالوصية.

اللاويين: دم المسيح يقدس (الذبائح رمز) ← الجهاد لنكون قديسين.

العدد: رحلة غربتنا في هذا العالم ← سقوط وقيام.

التثنية: نعمة الله في الحفاظ على شعبه واهتمامه بكل صغيرة وكبيرة.

يشوع: نهاية الرحلة ← نهاية حياتنا على الأرض = عبور الأردن ← أورشليم (كنعان السماوية) ورمزها دخول كنعان الأرضية.

السحابة.

كانت السحابة تقود الشعب في البرية. وهي كانت عمود سحاب نهاراً (تظلل عليهم من حر الشمس) وعمود نار ليلاً (يضئ لهم الظلام). هي كانت تقودهم فطريقهم كان غامضاً في صحراء لم يعرفوها من قبل، ولكن الذي يقودهم هو الله "فالرب راعيَّ فلا يعوزني شئ.. في مراعٍ خضر يربضني" وكانت السحابة في بعض الأحيان تقودهم ضد رغباتهم، وهكذا يصنع معنا الروح القدس إذ يدفعنا لطرق لا نريدها.

كان أول ذكر للسحابة في (خر20: 13 - 22) "وكان الرب يسير أمامهم" ثم نجد أن السحابة قادتهم لما يبدو أنه مأزق، قادتهم لمواجهة مع فرعون من ناحية والبحر من الناحية الأخرى. وتصوَّر الشعب لفترة أن هناك خطأ في القيادة، ولكن وجدوا أن الله قادهم إلى هذا المكان ليغرق جيش فرعون. وهكذا فالله يقودنا لمواجهات مع الشيطان حتى نهزمه. ولاحظ أن عمود السحاب وقف بينهم وبين فرعون فالله يقودنا للمعركة ولكنه هو الذي يحارب ونحن نصمت (راجع إصحاح 14).

والمرة الثانية التي نسمع فيها عن السحابة كانت في (خر10: 16) وبعدها نسمع عن المن إشارة للمسيح خبز الحياة الذي يرافقنا في رحلتنا.

والمرة الثالثة في (خر33) حين ظهر الله لموسى وحده في خيمته بعد أن أخطأ الشعب.

والمرة الرابعة في (خر40) بعد إقامة الخيمة وقد تكرر هذا في الهيكل (1مل10: 8، 11).

واخر ذكر للسحابة في (عد42: 16) في حادثة قورح وداثان.

ولكن في سفر العدد مثلاً (48: 33، 49) نسمع أنهم إرتحلوا ونزلوا... وفي هذا إشارة ضمنية للسحابة، فهم لا يتحركوا إلا تبعاً للسحابة.

وبعد ذلك لم نعد نسمع عن السحابة فقد أوصلتهم لأرض الميعاد (أرض كنعان) والسحاب كما رأينا كان ليحجب مجد الله أيضاً حتى لا يموتوا، ولكن في السماء سننظر مجد الله بوجه مكشوف (2كو18: 3) ولكن هنا على الأرض لابد أن يوجد لكل مجد غطاء (أش5: 4).

الخط العام للإصحاحات الخمسة عشر الأخيرة من سفر الخروج (25 - 40).

  • إنتهى الإصحاح (24) بقوله "فصعد موسى إلى الجبل فغطى السحاب الجبل. وحل مجد الرب على جبل سيناء.. وكان منظر مجد الرب كنارٍ أكلة.. ودخل موسى في وسط السحاب".
  • الإصحاحات (25 - 27) مواصفات الخيمة.
  • الإصحاح (28) ملابس الكهنوت.
  • الإصحاح (29) طقس تكريس الكهنة.
  • الإصحاح (30) بقية مواصفات الخيمة + مواصفات البخور ودهن المسحة.
  • الإصحاح (31) الله يعطي موهبة لبصلئيل للعمل + شريعة السبت.
  • الإصحاح (32) خطية العجل الذهبي.
  • الإصحاح (33) شفاعة موسى عن الشعب وحواره مع الله.
  • الإصحاح (34) موسى يحصل على لوحين جديدين ويرى مجد الله.
  • الإصحاحات (35 - 40) تنفيذ الخيمة وفيها إعادة للمواصفات السابقة.

من هذا الخط نرى أن موسى صعد إلى الجبل وقدم الله له صورة أو رؤيا جديدة هي المقدس السماوي الذي ليس من صنع إنسان وقال له الله "بحسب جميع ما أنا أريك من مثال المسكن ومثال جميع آنيته هكذا تصنعون" (خر9: 25). ولذلك أطلق الرسول بولس على الخيمة "شبه السماويات" (عب5: 8) إذاً الخيمة كانت هي المقدس السماوي، وكلمة مقدس تعني مكاناً مفرزاً، فيه يسكن الله مع الناس، خليقته المحبوبة لديه. وقد طلب الله من موسى أن يصنع مثال ما رأى، صورة لهذا المقدس حتى تكون هذه الخيمة ظل السماويات وسط الشعب الذين عند سفح الجبل ليسكن الله في وسطهم، وليهيأهم للدخول إلى المقدس السماوي. بمعنى آخر جاءت خيمة الاجتماع ظلاً لصورة السماء عينها حتى يجتاز الشعب إلى العهد الجديد فيدخلون صورة السماء أو عربونها وأخيراً ينطلقون في الحياة الأبدية إلى كمال المسكن السماوي.

وخيمة الاجتماع هي نبوة من خشب وأقمشة، من ذهب وفضة وهي تشير إلى جسد المسيح. ولإهتمام الله بها يفرد لها هذه الخمسة عشر إصحاحاً بينما نجد أن الخليقة كلها أفرد لها إصحاحاً واحداً (تك1) وإصحاح عن الإنسان (تك2) بل أظهر لموسى مسكناً ليقيم مثالاً له راجع (خر9: 25 + أع44: 7 + عب5: 8، 23: 9) وهذا يعني أن موسى رأي نموذجاً حقيقياً ليصنع مثله. فهي ليست للزينة بل هي رمز يعلن حقيقة واقعية وإشارة تتنبأ بحقيقة روحية مقبلة. هي رمز للكنيسة جسد المسيح، لذلك نجد الخيمة غارقة في الدماء إشارة لجسد المسيح المخضب بالدماء.

ملحوظة: كلمة حسب ما أنا أريك تشير لأهمية الطقس وترتيبات الكنيسة.

ونجد في (إصحاح 25) أن الله يبدأ بوصف التابوت ثم المائدة ثم المنارة فنجد هنا أن الرب يريد أن يعلن ذاته للإنسان فهو سيد الأرض كلها ومجده محجوب خلف حجاب (الحجاب هو رمز لجسد المسيح (عب19: 10) أي أن المسيح أخلى ذاته وأخذ شكل عبد وهو في ناسوته لم يظهر مجد لاهوته، أي أن جسده أخفى مجده).

ثم يعلن لنا في المائدة أنه يريد أن يدخل في علاقة شركة مع الإنسان. ويعلن لنا في المنارة أنه يريد أن يعلن لنا ذاته بنور وقوة الروح القدس هذه خطة الله قبل الخطية. والله لم يبدأ بتحديد أبعاد الخيمة من الخارج ومواد بنائها، هذا حسب المنطق البشري الذي يفترض بأن يشرح لنا الأبعاد من الخارج أولاً ثم تفاصيل الداخل وأقسامه لكن الله أراد أن يبدأ بالكلام عن أقدس الأمور وعن أقدس موضع يبدأ بالتابوت الذي هو سر حلول الله وسط شعبه ثم المائدة سر شبع الشعب بالله ثم المنارة سر الإستنارة. وإذا عرفنا أن مواصفات الخيمة جاءت بعد أن أعطى الرب الوصايا نعرف أن هذه الأشياء هي التي تساعدنا على تنفيذ الوصايا. الله يساعدني إذا سكن في داخلي. ومن يقدم له القلب يصير هذا القلب سماء لله يسكن فيه "عند هذا أسكن المتواضع القلب والمنسحق" (إش15: 57) والذبيحة لله روح منسحق. الله أراد إعلان مجده لنا ولكن الخطية عطلت هذا.. فما هو الحل؟

ثم يأتي (إصحاح26) ليحدثنا عن الشقق والأغطية والألواح وهذه تشير للمسيح وكنيسته و(إصحاح27) يحدثنا عن مذبح المحرقة (الصليب).

في إصحاح (26) يقدم لنا مواصفات المسيح كإنسان ثم يقودنا في إصحاح (27) لنهاية حياة المسيح على الأرض أي الصليب (مذبح المحرقة) أو مذبح النحاس المكان الذي يلتقي فيه الإله القدوس مع الإنسان.

وفي (إصحاح30) نجده يحدثنا عن مذبح البخور ومواصفات البخور ودهن المسحة وهذا يشير للصلاة ولذلك نجده قبل أن يذكر مذبح البخور يشير للكهنوت في (إصحاحي28، 29) فمع الكهنة نقترب لمذبح البخور ولكن لا إقتراب قبل المرور على مذبح المحرقة، لا عبادة بلا صليب، ولا عبادة قانونية بدون كهنوت لذلك إعترض الإصحاحين (28، 29) شرح مواصفات الخيمة. إذاً مذبح البخور لا يذكر إلا بعد أن إقترب الإنسان لله بالصليب، مذبح المحرقة، وبعد تنظيم الكهنوت ولاحظ أن مذبح المحرقة يظهر فيه إدانة الخطية بحسب عدل الله أما مذبح البخور فيصعد منه رائحة قبول المسيح إلى عرش الله وبالتالي قبول الله لنا.

(إصحاح 31) هنا الله يملأ بصلئيل من روح الله أي أعطاه مواهب للعمل. فالله يقدس العمل. وقد قيل فى خلقة الجنة وخلقة الإنسان فى سفر التكوين "أن كل شجر البرية لم يكن بعد في الأرض.. ولا كان إنسان ليعمل الأرض" ثم حين خلق الله الإنسان في جنة عدن قيل ليعملها ويحفظها "فالله خلق الإنسان ليعمل، وزوده بالمواهب والطاقات اللازمة ليعمل. بل هو يشترك مع الإنسان في العمل." فليس الزارع شئ ولا الساقي شئ، الله الذي ينمي ". والكنيسة تصلي" إشترك يا رب في العمل مع عبيدك في كل عمل صالح "أوشية المسافرين.

ولكن لاحظ أنه بعد أن يذكر الوحي أن الله زود بصلئيل بالمواهب ليعمل يشدد الكتاب على حفظ وصية السبت وذلك حتى لا ينكب الإنسان على العمل في الأرض وينسى السماء مكان الراحة الحقيقية فعليه أن يهتم بالعبادة في السبت ويذكر الله ويذكر أبديته فهو إن ربح العالم كله بالعمل وخسر أبديته وخسر نفسه فلن ينتفع شيئاً لذلك يقول كل من صنع عملاً في يوم السبت يقتل قتلاً (خر15: 31) إذن علينا أن نعمل، والله يقدس العمل ويعطينا النجاح كما صنع مع يوسف، ولكن يجب أن تكون عيوننا على السماء. والله كما ملأ بصلئيل قادر أن يملأ الطبيب والعامل والطالب، فالعمل عمله. ولكن هناك من يستعمل مواهبه ووزناته في الخطية.

(إصحاح32) هنا مرة أخرى يسقط الإنسان وينفصل عن الله فبينما نجد الله يخطط ليحل وسط شعبه ويكون مجداً لهم وفي شركة معهم وسر إستنارتهم ويملأهم حكمة وبركة ويكون نورهم وفرحهم. نجد قصة سقوط آدم تتكرر ثانية. وكما سقط آدم فإنفصل عن الله، سقط الشعب وإختار عبادة العجل الذهبي أي إله حسب قلوبهم وشهواتهم، فهم قاموا للأكل واللعب أي ممارسة شهواتهم. وهنا نرى فكر الله الصالح وفكر الإنسان الشرير الذي يقوده دائماً للموت دون أن يدري أو وهو يعلم. والخطية تسببت في تكديرهم "اللعب = رقص خليع".

ونلاحظ هنا أن موسى كليم الله هو رمز للمسيح كلمة الله، فحين عَرَّض الشعب نفسه للموت نجد الله يقول لموسى (7: 32) إذهب إنزل لأنه قد فسد شعبك. لو فهمنا أن القول لموسى فهذا يعنى حزن الله حتى أنه لم يقل شعبي بل قال شعبك. ولو فهمنا أن موسى رمز للمسيح يكون المعني أن الآب يقول للمسيح إذهب إنزل أي تجسد لأن شعبك فسد، فأعطه حياة حتى لا يموت. ومما يؤيد هذا الآية (30) في قول موسى "أصعد الآن إلى الرب لعلي أكفر خطيتكم" ولاحظ قول الله "أتركني ليحمي غضبي عليهم وأفنيهم فأصيرك شعباً عظيماً" لماذا يقول الله هذا وهل يغير الله قراره بعد شفاعة موسى؟ هنا الله يدفع موسى ليتشفع عن شعبه، هو يعلم قلبه ولكنه يريد أن يعلمه (ويعلمنا) أن يصلي عن شعبه (وأن نصلي لبعضنا البعض) وفي هذا درسين [1] قبول الله للشفاعة [2] لو فهمنا أن موسى هو رمز للمسيح، يكون المعنى أن الخطية جلبت الموت والفناء ولكن الله بواسطة عمل المسيح جعله شعباً عظيماً هو جسده (جسد المسيح هو شعبه).

(إصحاح 33) هنا نجد تناقضاً واضحاً أو فرقاً واضحاً بين موقف موسى القديس والشعب الساقط، نعرف منه نتيجة الخطية. فقد أقام موسى خيمته كخيمة إجتماع مصغرة خارج المحلة كأن الله لا يريد أن يقيم وسط هذا الشعب الخاطئ. هذه أكبر خسارة للشعب في مقابل تلذذه ببعض الرقصات الخليعة. وفي المقابل نجد أن موسى يكلم الرب وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه. كانت هذه هي إرادة الله مع كل شعبه أولاد آدم ولكن كم هي بشعة الخطية.

ثم نجد طلب موسى أن يرى الله والله يقول له لا يراني الإنسان ويعيش لأن هناك خطية ولكن هناك طريقة أن يختبأ في الصخرة (المسيح) وهكذا حدث. فلن نرى مجد الله إلا بالمسيح ونحن ثابتين فيه "إثبتوا فيَّ وأنا فيكم".

(إصحاح34) نجد هنا وجه موسى يلمع فقد رأي جزء من مجد الله. وهنا يثور سؤال هل كان هذا وضع آدم قبل السقوط؟ إحتمال أكيد أن تكون الإجابة نعم فالله أيضاً كان يكلمه في الجنة.

في تلخيص لما سبق نجد أن الله أراد وكان يخطط لأن يحل وسط شعبه مجداً ونوراً وشركة لهم. ولكن الخطية منعت هذا بينما أن موسى لم يحرم من هذا المجد لقداسته.

(إصحاحات 35 - 40) هي إعادة لما سبق وصفه وشرحه في الإصحاحات السابقة التي وصفت بالإسهاب تفاصيل خيمة الاجتماع. ولكن لماذا التكرار؟ لا يوجد تكرار في الكتاب المقدس دونما داعٍ. وهنا كرر الوحي تفاصيل الخيمة كأنه يريد أن يقول أن خطة الله أن يسكن وسط شعبه مجداً لهم، لن تعوقها الخطية. وكل ما أراده الله في محبته للإنسان سيتحقق تماماً ولكننا نقف أمام آية واحدة "خذوا من عندكم تقدمة للرب كل من قلبه سموح فليأت بتقدمة الرب.." (5: 35). إذاً قصد الله سيتم لو كرسنا القلب لله، لو أطعنا الله طاعة كاملة اختيارية هذا معنى كلمة سموح. أيضاً لو قدمنا المرائي لله (أنظر المرحضة). ومرة أخرى فموسى كممثل للمسيح نجده في (35 - 40) يؤدي ما يريده الآب بينما في (25 - 30) نرى إرادة الآب أن يحل وسط شعبه.

  • من كان يصدق أن هذه الخيمة البسيطة المسقوفة بجلود تخس وشعر معزى المقامة على عصى وأوتدة، المحمولة على الظهور والأكتاف تحوى في ظاهرها وفي باطنها سر الكنيسة وخلاص العالم.
  • وفي الواقع لن تستطيع فهم كل ما يخص الخيمة التي صنعت لتكون مثال للسماويات وهذا ما قاله بولس الرسول (عب5: 9) وموسى نفسه إحتاج أن يرى نموذج ليفهم بالرغم من وضوح التفاصيل.

أفرايم

أقيمت الخيمة في اليوم الأول من السنة الثانية من خروجهم. وإشتغل الصناع في عملها 9 أشهر وتم تدشينها بعد ذلك. وكانت تنصب مدة السفر في البرية وسط المحلة وتحيط بها خيام الكهنة واللاويين على شكل صليب صغير ثم خيام بقية الأسباط حواليهم على شكل صليب كبير (عد2: 2 - 34 + 38: 3) فالله تصالح مع.

شعبه وحل بينهم عن طريق صليبه.

كانت الخيمة تنظر للغرب أعلاناً أن الإنسان بالخطية أدار وجهه عكس الشرق مكان الجنة.

  • وفي اليوم الذي أكملت فيه الخيمة أظهر الله ذاته في سحابة غطتها وملأتها. وبعد ذلك كانت السحابة تسير أمامهم في رحلاتهم. وإذا وقف العمود فوق الخيمة ينزل الشعب وإذا إنتقل نقلت الخيمة وتبع الجمهور السحابة. وفي الليل تتحول السحابة لعمود نار يسير أمامهم. ومن أعجب ما حدث حين تابع فرعون الشعب دخل عمود السحاب بين جيش فرعون والسحاب فكان بالنسبة لفرعون وجنوده ضباب وظلام وكان بالنسبة لشعب الرب ناراً من الجهة الأخرى، تضئ بالليل لهم (خر19: 14، 20 + 35: 40 - 38 + عد15: 9 - 23).
  • في حركتهم كان الشعب كله يتحرك نحو أرض الميعاد أي إلى الشرق. كما نصلي نحن الآن نحو الشرق منتظرين مجيء المسيح شمس البر. نحيا بهذه الروح متحركين تجاه السماء متوقعين مجيئه قائلين آمين تعال أيها الرب يسوع. وكانت حركتهم والتابوت في وسطهم، الله في وسطهم والله أمامهم يقود المسيرة. هذه هي حركة الكنيسة الآن والجسد والدم في وسطها والروح القدس يملأها ويقودها. وهذا هو إحساس الكنيسة ونحن نصلي القداس أن هناك شركة بين الأرضيين والسمائيين، هي كنيسة واحدة، جسد واحد يجمعه جسد المسيح ودمه.

الله يقود شعبه

الحركة نحو الشرق.

عمود السحاب.

يهوذا ويساكر وزبولون.

بني جرشون يحملون باب الخيمة وباب القدس والأغطية.

بنو مراري يحملون ألواح القدس والعوارض وأعمدة السور.

رأوبين وشمعون وجاد.

رؤ1: 2

الله في الوسط

بنو قهات يحملون التابوت.

والمنارة ومذبح المحرقة والبخور والمرحضة.

باقي الستة أسباط.

  • بعد مدة الأربعين سنة في البرية إستقرت الخيمة في الجلجال ثم نقلت لشيلوه (يش19: 4 + يش1: 18) وبقيت هناك ما بين 300 - 400سنة ثم نقلت إلى نوب (1صم1: 21 - 9) وفي أيام داود نقلت إلى جبعون (1أي29: 21) وكانت هناك في بدء حكم سليمان (2أي13: 3) حتى بنى الهيكل على نمطها.
  • لاحظ أن الخيمة عبرت نهر الأردن أي نهر الموت بعد أن إنتظروا 3 أيام (إشارة لدفن المسيح 3 أيام) ثم خرجت الخيمة من النهر كما قام المسيح في ثالث يوم بعد أن شق الموت (النهر).

بين الهيكل والخيمة.

الخيمة تشير للغربة والإرتحال في البرية والهيكل يشير للاستقرار النهائي لذلك يقول معلمنا بولس الرسول في (2كو5) "إن نقض بيت خيمتنا الأرضي فلنا في السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد أبدي" فبينما الخيمة تشير للجسد الذي نحيا به على الأرض الآن وهذا ينتهي بالموت (نقض) يشير البيت أو الهيكل للجسد الذي نقوم به من الأموات على شكل جسد الرب الذي قام به. لذلك فبينما نجد تفاصيل كثيرة ودقيقة لكل شئ في الخيمة نجد تفاصيل مبهمة وغامضة عن الهيكل فالخيمة تشير للكنيسة الآن على الأرض والهيكل يشير للكنيسة في السماء، وهذه لا نعرف عنها الكثير. ولذلك أيضاً فقد كانت أرضية الخيمة من رمال الصحراء كانت أرضيات الهيكل ذهب وفي هذا فهو يشبه أورشليم السماوية (رؤ18: 21). أما أن أرضية الهيكل ذهب فهذا يشير للمجد السماوي وكون أرضية الخيمة تراب فلكي يذكر كل من يدخلها أنه مازال على الأرض. وهذا يفهم من (عد17: 5). ولذلك حين وضع التابوت في الهيكل جذبت عصوا التابوت رمز الاستقرار مع العلم بأن العصوين ما كان أحد يحركهم طوال ارتحال الخيمة مع الشعب تعبيراً عن ارتحال الله مع شعبه في تنقلاتهم وحروبهم. (راجع مز8: 135) وراجع أيضاً (رؤ15: 11 - 19).

راجع (1مل6: 8 - 8) في موضوع جذب العصي إشارة للراحة.

ولنتصور الآن وضع من يدخل الخيمة وينظر حوله ليرى الذهب والشقق من فوق وينظر لأسفل فيرى التراب. هذا تصوير لكل من يتأمل السماويات وهو داخل الكنيسة فيشتاق قلبه لذلك اليوم الذي يرى فيه الذهب تحت قدميه في السماء.

خيمة الاجتماع هي خيمة يجتمع فيها الله مع شعبه.

1 - من حيث كونها خيمة.

قلنا أن الخيمة تشير لجسدنا الحالي الذي به نعيش في هذا العالم في أيام غربتنا على الأرض. وتشير الخيمة كما قلنا لجسد المسيح الذي حل به وسطنا، لذلك ففي إنجيل معلمنا يوحنا يقول "والكلمة صار جسداً وحل[3] بيننا" لذلك تأتي كلمة حل بمعنى إتخذ له خيمة وخيَّم به وسطنا، أي صارت له خيمة كخيامنا. وبعد ما قام المسيح من الأموات إتخذ جسداً نورانياً ممجداً سنقوم نحن على صورته أيضاً.

والكتاب تكلم عن جسد المسيح بإعتباره هيكل (يو19: 2 - 22). وهنا هيكل تأتي بمعنى الخيمة أي قابل للنقض والهدم بدليل قوله "انقضوا هذا الهيكل" أما الجسد الذي قام به من الأموات فهو غير قابل للنقض مرة أخرى. ولأن الكنيسة ككل والمؤمن كفرد هم جسد المسيح قيل "أنتم هيكل الله" (1كو16: 3، 17).

2 - هي خيمة للاجتماع.

راجع (أم23: 8 - 31) نجده وقد لخصه معلمنا يوحنا في قوله "في البدء كان الكلمة.. به كان كل شئ" (يو1: 1 - 4). وبينما كان الإبن موضع لذة الآب "كنت كل يومٍ لذته" فالآب يحب الإبن والإبن يحب الآب، كان الآب أيضاً في محبته يعد العدة ليخلق الإنسان، وكان يهيئ السموات والأرض حتى يأتي الإنسان فيجد كل شئ معداً (تك1، 2) وهذا لخصته الآية (أم31: 8) ولذاتي مع بنى آدم.

وبعد أن خلق الله آدم نجده يتكلم مع آدم ويبحث عن راحته ويأتي له بحيوانات البرية ليرى ماذا يدعوها حتى بعد السقوط نجد الرب ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار. الله كان يجد لذته في أن يأتي كل يوم ويجتمع بآدم ويتكلم معه ويشترك معه في العمل. وكم كانت قاسية على الله هذه المرة الأخيرة حين أتى ليتكلم مع آدم فوجده يهرب ويختبئ منه.

  1. بل نجد الله في محبته يأتي ليكلم قايين بعد أن خالفه وقدم من ثمار الأرض وبدأ ينمو في قلبه إحساس الغضب تجاه أخيه، نجد الله يأتي لقايين محذراً ثم يأتي له بعد أن قتل أخوه ليدفعه للإعتراف والتوبة.
  2. ونجد الله بعد ذلك يأتي لإبراهيم ويأكل معه ولا يخفي عليه شيئاً فهو صديقه.
  3. ثم يطلب من موسى أن يقيم خيمة ليجتمع مع شعبه ويقيم في وسطهم.
  4. ثم يطلب بناء هيكل في أورشليم وحين ينهدم هذا الهيكل إبان فترة السبي يطلب أن يقام هيكلاً ثانياً.
  5. كل هذا كان رمز لحلوله بالجسد وسطنا بهيكل جسده.
  6. ثم أتى الروح القدس وسكن في الكنيسة في كل شخص. والروح القدس يأتي ويسكن في هدوء. لذلك يشدد الله على أن لا يُسمع صوت منحت ولا معول في الهيكل (1مل7: 6). على أن هناك تأمل آخر فأحجار الهيكل هي المؤمنين (1بط5: 2) وهي تُعِّد الإنسان بالتجارب هنا على الأرض (المعاول) فكانت الأحجار تنحت في الجبل بعيداً عن الهيكل. أما الهيكل فلا توجد فيه معاول ولا نحت رمزاً لأن السماء بلا ألم أو تجارب.
  7. ثم نسمع عن أورشليم السماوية وأنها مسكن الله مع الناس (رؤ3: 21) إذاً فالله يريد هذا منذ البدء أن يسكن ويقيم وسطنا ونحن الذين نطرده من وسطنا ويعود ويقرع ويدخل ثم نطرده ثانية وهو لا يكل ولا ييأس فهو يحب البشر. ويا ليتنا نعرف أن الخطية هي التي تطرده خارجاً فلا شركة للنور مع الظلمة.
  8. والله قطعاً لا يريد أن يسكن في مباني حجرية بل في قلوبنا وهو الذي يقول يا إبني اعطني قلبك. وهو القائل "في الموضع المرتفع المقدس أسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح (إش15: 57). هذه القلوب هي التي تفرح الله حقيقة وليس الذهب والفضة والستائر الملونة.

ملخص معنى خيمة الإجتماع.

خيمة الإجتماع = خيمة إشارة لجسد المسيح الذى تجسد ليجتمع بنا، ويوحدنا فيه.

ولكن وسط من يقيم الله؟ من هم الذين أقيمت الخيمة وسطهم؟

  1. المفديين بدم الخروف.
  2. المؤمنين بفاعلية هذا الدم. فمن لم يرش خيمته بالدم مات بكره.
  3. القديسين "قدس لي كل بكر" (خر1: 13 + 1كو20: 6) إذاً علينا أن نتقدس فقد إشترانا الله (ومعنى كلمة نتقدس أى نتخصص ونتكرس لله).
  4. نترك أرض مصر، أرض العبودية ويكون لنا العالم أرض برية وأرض غربة والله سيكون لنا عموداً من سحاب وعموداً من نار هو يقودنا وينصرنا حتى لو لاحقتنا جيوش الأبالسة (فرعون) فهو سيحمينا ويخلصنا ويغرقهم.
  5. الذين إجتازوا البحر، أي المعمودية. والمعمودية هي موت وقيامة مع المسيح أي علينا أن نحيا كأموات عن الخطية فنختبر قوة قيامة المسيح فينا.
  6. في حالة حركة مستمرة نحو أرض الميعاد ناظرين ناحية الشرق متوقعين ظهور المسيح بفرح كل حين "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق.. (كو3: 1).
  7. نحيا حياة التسبيح مع مريم، مسبحين كل حين وشاكرين الرب على عمله معنا.
  8. نحيا على المن، مشتركين دائماً في مائدة الرب.
  9. لا نفكر في الغد وما يحمله لنا المستقبل من مفاجآت وراجع قول موسى "ثيابك لم تبلَ عليك ورجلك لم تتورم هذه الأربعين سنة" (تث4: 8) فمن يدبر السمويات لن يصعب عليه تدبير أمور الأرضيات.
  10. حفظ الوصايا "اللوحين".
  11. حتى لو حدثت خطية مثل "العجل الذهبي" فالله يقبل التوبة.
  12. أن نعمل في العالم بما أعطاه الله لنا من مواهب وطاقات وعيوننا على السماء ونعطى الرب حقه من العبادة، وهذه العبادة لا يحتاجها الله فهو لا يحتاج لعبوديتي، بل أنا المحتاج لربوبيته، العبادة تعطيني أن لا أنفصل عن السماء فأصير أرضي ترابي مائت. وعلينا أن نجاهد في هذه العبادة ما دمنا على هذه الأرض.

جسد المسيح من الروح القدس والقديسة العذراء مريم.

(القداس الباسيلي).

كيف تم التعبير عن هذا في خيمة الاجتماع؟

لاحظ في (خر5: 35) كل من قلبه سموح فليأت بتقدمة الرب ذهباً وفضة..

(خر5: 35) خذوا من عندكم تقدمة للرب.

(خر8: 25) فيصنعون لي مقدساً لأسكن في وسطهم.

(خر9: 25) بحسب جميع ما أنا أريك من مثال المسكن.

(خر3: 31، 5) وملأته من روح الله بالحكمة.. ليعمل في كل صنعة.

من هذه الآيات نجد أن البشر هم الذين قدموا مواد صناعة الخيمة. والبشرية قدمت في شخص العذراء المستودع الذي تجسد منه الرب يسوع. والقلب السموح هنا هو قلب العذراء وأحشائها الطاهرة التي استسلمت لمشيئة الرب "ها أنا أمة الرب ليكن لي كقولك" إذاً هذه هي تقدمة البشرية.

ثم يأتي دور بصلئيل المملوء من روح الله، هذا الصانع الماهر الذي جَسَّم الخيمة، هو إشارة للصانع الماهر (الروح القدس) الذي جسد المسيح في بطن العذراء.

وكانت الخيمة بحسب مثال المسكن. وهذا ما رأيناه في المسيح "من رآني فقد رأى الآب" ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب (يو14: 1). الله لم يره أحد قط، الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر (يو18: 1). أنا مجدتك على الأرض (يو4: 17) فالمسيح هو بهاء مجد الله ورسم جوهره (عب3: 1).

الفرق بين مجموعتي الإصحاحات (25 - 30، 35 - 40).

  1. نجد في المجموعة الأولى (25 - 30) أن الكتاب يذكر التابوت والمائدة والمنارة قبل ذكر الشقق والألواح. والعكس في المجموعة الثانية (35 – 40). وما بينهم خطية الشعب (إصحاح 32). والمعنى أن الله كان يريد أن يعلن نفسه ويحل وسط شعبه، ويكون سر إستنارتهم ويكون في شركة معهم لذلك بدأت (إصحاحات 25 – 30) بذكر التابوت والمائدة والمنارة أولا. لكن الخطية منعت هذا (إصحاح 32). ولكن فى (الإصحاحات 35 – 40) نرى المسيح (ورمزه الشقق) قد جاء ليغطينا فنصبح مقبولين فيه. الآب يراه هو ولا يرانا، أو هو يرانا فيه. إذاً المعنى أننا في المسيح سنحصل على ما كان لنا من قبل. لذلك نجد أن المجموعة الثانية تبدأ بذكر الشقق والعوارض رمز التجسد وأننا صرنا فى المسيح، ثم يأتى ذكر التابوت والمائدة والمنارة، وهذه الثلاثة تشير لإرادة الله أن يكون فى وسطنا (التابوت) ويدخل معنا فى شركة (المائدة) ويعطينا إستنارة بالروح القدس (المنارة). ولتكمل الصورة نجد الله يقبل شفاعة موسى (خر32: 7 – 14).
  2. في المجموعة الثانية تقدم مذبح البخور في ترتيب ذكره على مذبح المحرقة والسبب أيضاً أن مذبح البخور يشير لشفاعة المسيح الكفارية المستمرة عنا فبالرغم من أن المسيح قدم نفسه على الصليب مرة (مذبح المحرقة) إلا أننا بسبب خطايانا المستمرة نحن في احتياج مستمر لشفاعته الكفارية، وظهوره المستمر عنا أمام الآب لنظل مقبولين أما الآب.

ترتيب ذكر القطع.

  1. يبدأ بتابوت العهد رمزا لعرش الله الذي يجلس عليه كسيد للأرض كلها يحكمها ويضبطها ثم يأتى ذكر المائدة والمنارة، فبالمائدة يعلن إرادته فى الشركة مع البشر، وبالمنارة يعلن إرادته فى أن تستنير عيوننا فنراه ونعرفه. ثم يأتى ذكر مذبح المحرقة حيث يتقابل الله مع الخاطئ على أساس دم المسيح. إذاً الله على عرشه وراء الحجاب يظهر أنه في عدله وحقه وقداسته لا يمكن أن يتقابل مع الخاطئ. ولكن هناك طريق هو مذبح المحرقة حيث يتقابل معه وفي مذبح المحرقة يقال "الرحمة والحق تلاقيا. البر والسلام تلاثما" (مز10: 85). ولكن كون أن الله يعلن عن مذبح المحرقة فى المجموعة الأولى فهذا يدل على أن فكرة الفداء كانت فى خطة الآب أزليا، وأعلنها صراحة حينما قال للحية "هو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه".

وكما قلنا سابقاً فالمائدة والمنارة يأتيان بعد التابوت مباشرة ففيهما يعلن الله رغبته ومحبته للبشر. بعد ذلك يأتي مذبح البخور ونرى فيه شفاعة المسيح الكفارية المستمرة عن الخطاة، هو رئيس كهنتنا الحقيقي، الذي يشفع فينا بدم ذبيحته. لذلك يأتي ذكر الكهنة وملابسهم وتكريسهم وسط المذبحين (مذبح المحرقة ومذبح البخور) ليقدم لنا المسيح رئيس كهنتنا الذي يشفع فينا. فبينما مذبح المحرقة يركز على ذبيحة المسيح الكفارية على الصليب، يركز مذبح البخور على شفاعة المسيح الدائمة عنا أمام الآب (عب9: 12، 24). والشفاعة مؤسسة على الذبيحة. وأخيراً تأتي المرحضة التي تمثل هنا عمل الروح القدس في تطهيرنا من خطايانا باستمرار، وغفران خطايانا وتطهيرنا بدم المسيح (رؤ14: 7) خلال الأسرار الكنسية. هنا نرى المسيح كرئيس كهنة يقترب بنا للآب.

إننا نحاول أن نتأمل في هذه الخيمة العجيبة لنفهم ولكننا بقدر ما نحاول نجد أننا غير قادرين أن نرى الحقيقة بوضوح كمن لا يستطيع أن ينظر لنور الشمس ولكن هي إرادة الله أن نحاول وهو في محبته يكشف لنا كل يوم أسرار محبته العجيبة لنا.

أسماء الخيمة.

خيمة الاجتماع: لأن الله يجتمع فيها مع شعبه (خر7: 23) ليؤكد رعايته للشعب وحفظه لعهده معهم ولذته في أن يجتمع بهم ويقيم بينهم.

بيت الرب: (خر26: 34 + يش24: 6). إذاً هو ليس مجرد موضع لقاء لكنه المكان الذي يقدمه الشعب لله كتقدمة، فيتقبله الله الذي لا يسكن في بيوت ويجعله مكاناً له. ومن ثم فحين يدخل أولاده فيه يكونون كمن يدخلون السماوات مسكن الله.

المسكن: (خر1: 26) فالله كان سيسكن وسطهم. وكان هذا قصد الله أن يشعر الشعب بأنه في وسطهم وبأن حضوره مقدس. وفي تقديم الذبائح باستمرار يشعرون أنهم لا يمكن أن يقتربوا إلا بدم الذبائح ووساطة رئيس الكهنة. ويطلق المسكن على القدس وقدس الأقداس (شاملة الألواح والشقق) وتطلق الخيمة على شقق شعر الماعز وأغطية جلود الكباش وأغطية التخس.

مسكن الشهادة: (خر21: 38) أو خيمة الشهادة (أع44: 7) ففيها تابوت العهد الذي يحوي لوحي الشهادة داخله إعلاناً عن الحق الذي في الله. وكسر لوحي الشهادة دليل على أن الإنسان لم يستطع أن يحافظ على الحق. وقد يكون كسر موسى للوحي الشهادة ضيقاً منه، من الشعب الذي كسر الوصية أو حتى لا تشهد هذه الألواح على الشعب. ولكن الله يعود ويصنع لوحا شهادة جديدان. وكما كسر الإنسان جسده بالخطية وإنشق عن الله ومات، صنع له الله جسداً جديداً. إذاً الخيمة هي شهادة عملية للعهد الذي أقامه الله مع شعبه. أنه سيحل في وسطهم. وهذه الألواح نقشها بإصبعه على لوحي الشهادة. وإذا فهمنا أن إصبع الله إشارة للروح القدس وأن نحت اللوحين هو عمل موسى نعود مرة أخرى لمفهوم أن هناك تقدمة من البشر وعمل للروح القدس. قبل فداء المسيح كانت قلوبنا حجرية فإستلزمت ألواح حجرية تنقش عليها الوصايا. وبعد الفداء وحلول الروح القدس حول الروح القدس قلوبنا الحجرية التى قدمناها له إلى قلوب لحمية بأن سكب محبة الله فيها، وبهذا نقشت الوصايا على قلوبنا اللحمية بالروح القدس. (خر19: 11 + إر33: 31 + رو5: 5 + يو23: 14).

بيت الغطاء: هو غطاء تابوت العهد. ويمثل عرش الله. ويرش عليه دم الكفارة، فيغفر الله.

المواد المستخدمة في المسكن.

تقدمات المسكن.

(خر2: 25) من كل من يحثه قلبه تأخذون تقدمتي.

(خر5: 35) كل من قلبه سمح أي بقدر ما تسمح محبتهم تأخذون هذه المواد.

هذه المواد التي نساهم بها في المبنى الذي سيصير في ملكية الله وفيه يجتمع الله بنا.

ونلاحظ أن هذه الخيمة الصغيرة تكلفت ملايين عديدة فكمية الذهب فيها ضخمة هذا عدا الفضة وباقي المواد. ولكن هذا لأنها ترمز لشخص المسيح الذي لا يقدر بمال. وأنها لكرامة أن نشترك في بناء بيت الرب، وأنه لعار أن لا نشترك. إن عشنا بالتقوى أي أعطينا القلب للرب فهو سيجد له مسكناً، وإن عشنا في عدم تقوى وبغير أمانة لن يجد الرب مكاناً يسكن فيه. والآن لنضع عيوننا على اليوم الأخير... هل سيجد الله له مكان في قلبي؟ هل حين يأتي المسيح سيجد هذا القلب له، أم أن رئيس هذا العالم يكون محتلاً للقلب، وبذلك أحرم من يسوع الملك الحقيقي. إن وجد الشيطان مكاناً له يمتلكه داخلي سيطالب به. أما الرب فلو وجد القلب له فهو يدافع عنه ويعطيه نصيباً وميراثاً سماوياً. لذلك قال المسيح الذى كان بلا خطية "رئيس هذا العالم يأتى وليس له فىَّ شئ".

من أين حصل الشعب على كل هذه المعادن:

  1. هم وارثي إبراهيم وإسحق ويعقوب الأغنياء (تك35: 24 + 2: 13).
  2. من المصريين (خر2: 11، 3 + 35: 12، 36) وهذا تطبيقاً للنبوة (تك14: 15).
  3. من عماليق (خر13: 17).

ولنلاحظ أن المصريين وعماليق قد أعطاهم الله، لكنهم أساءوا إستعمال عطاياه فأخذت منهم "من له سيعطى ويزاد ومن ليس له فالذي عنده سيؤخذ منه" (مت12: 13). أما الشعب الذي قدم مما عنده فأخذ ما لا يقدر بثمن. لقد أخذ إقامة الله في وسطه. وقارن مع (يو23: 14) "إن أحبنى أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" إذاً من يعطى القلب لله ويحبه سيتحول هذا القلب لمنزل لله.

ملحوظات:

  1. لم يكن للخيمة أقفال فالباب مفتوح دائماً ولكل واحد. هذا حتى الآن. أما ما نجده في (رؤ8: 15) فمخيف "وإمتلأ الهيكل دخاناً من مجد الله ومن قدرته ولم يكن أحد يقدر أن يدخل الهيكل حتى كملت سبع ضربات السبعة الملائكة. إذاً علينا أن لا نقسي قلوبنا إن سمعنا صوته" (عب7: 4).
  2. هناك تدرج في إستخدام المعادن.

ففي الدار الخارجية فضة ونحاس.

وفي القدس ذهب وفضة.

وفي قدس الأقداس ذهب فقط.

فكلما دخلنا للأعماق نكتشف الأمجاد الإلهية.

1 - الذهب.

أول ذكر للذهب في الكتاب المقدس كان في الجنة (تك11: 2) فكان في أرضها ذهب وهو ذهب جيد وآخر مرة يذكر فيها الذهب في (رؤ18: 21، 21) فأورشليم السماوية كلها ذهب وطرقاتها ذهب. والمعنى أن ما كان في الجنة وفقدناه سنحصل عليه ثانية في السماء. الذهب يشير لمجد الله والسماويات. وحيث أن آدم كان يتمتع بمجد الله في الجنة قيل أن ذهب تلك الأرض جيد. فالذهب إشارة للسمويات حيث أنه لا يصدأ.

وكلمة ذهب جاءت في العهد القديم 350مرة واستخدم الذهب ليس للنقود بل للزينة والحلي (تك22: 24) واستخدم رمزاً للثروة (تك2: 13) فهو يعيش طويلاً ولا يفقد بريقه. وللأسف استخدم في عبادة الأوثان (إش19: 40). وهذا معناه أننا حولنا عطايا الله لنستخدمها في الخطية. أو حولنا مجد الله الذي فينا لغير الله.

وحينما نجد آيات مثل "ذهبكم وفضتكم قد صدئا" (يع3: 5 + 1بط7: 1، 18، 19 + 1بط3: 3، 4) هنا نجد أن الذهب شئ فاسد بجانب دم المسيح فالأشياء الإلهية يشير لها الكتاب هنا أنها أثمن من الذهب (مز10: 19 + أم10: 8) ولكن في هذه الآيات أي نوع من الذهب يتكلم عنه؟ هو الذهب الذي إشتهاه البشر فصنعوا منه عجلاً ذهبياً عبدوه. هو شهواتهم أو هو المال الذي عبدوه. وهكذا صنع يربعام ملك إسرائيل عجل ذهبي ليعبده الشعب؟ ونبوخذ نصر صنع تمثال ذهب. هكذا عكس الذهب السماوي الذي يشير لمجد الله. فعطية الله صالحة لكن إستخدام الإنسان يفسدها بأن يخضعها للشر وتتحول موضوعاً لشهواته.

إذاً الذهب يشير لمجد الله لذلك كان القدس وقدس الأقداس ذهبيين وكان الهيكل كله ذهباً رمزاً لأورشليم السماوية (حتى أرضية الهيكل كانت ذهباً) (1مل30: 6) وفي (رؤ15: 21) نجد قياس المدينة بقصبة ذهب والمعنى أن من يدخل هذه المدينة لابد أن يكون له مقاييس سماوية.

وكان الذهب يصنع على شكل صفائح رقيقة وتقطع بعض هذه الصفائح على شكل أسلاك رفيعة. فالصفائح تغشى بها أجزاء الخيمة والأسلاك توشى بها ملابس رئيس الكهنة. والخلاصة أن الذهب يشير لمجد الله أي لطبيعته الإلهية.

2 - الفضة.

أول مرة يرد ذكر الفضة في الكتاب المقدس في (تك2: 13) كإعلان عن غنى إبراهيم وكانت الفضة تستخدم كنقود، فإخوة يوسف باعوه بعشرين من الفضة. ثم نسمع عن فضة الكفارة (خر11: 30 - 16). فالفدية تدفع من الفضة. وبذلك نفهم أن هناك ثمن دفع كفدية ليشتريني المسيح ويحررني (1بط18: 1 + 1كو20: 6) وتشير الفضة أيضاً لكلمة الله لنقاوتها ولونها الأبيض (مز6: 12) "كلمة الله كالفضة". وقد تشير لكلمة الله المكتوبة أو كلام الكرازة.

وإذا كانت الفضة تشير للفداء فقيمة الفداء في أن من مات عني هو الله. إذاً الفضة تشير إلى الله الذي إشتراني. وفي لونها الأبيض تشير لقداسته الإلهية فهو بدمه نقاني "تغسلني فأبيض أكثر من الثلج".

إذاً الفضة تشير لكلمة الله المكتوبة، وللثمن الذى دفعه كلمة الله ليشترينا.

وما قيل عن الذهب يقال هنا أيضاً فإذا إستخدم الإنسان الفضة استخداماً سيئاً وعبد المال نسمع كلاماً صعباً عن الفضة. إذاً الكلام الصعب يشير لإستخدام الإنسان السيئ.

3 - النحاس.

أول مرة ذكر فيها النحاس كانت في (تك22: 4). ولكن ذكر الذهب أولاً في (تك11: 2) فمجد الله أولاً. وقد ذكر الذهب قبل السقوط. أما النحاس فذكر بعد السقوط وذكر مع عائلة قايين. والنحاس يوجد في أماكن كثيرة من العالم وقد يوجد مختلطاً بالشوائب غالباً لذلك يحتاج للتنقية والتنقية تحتاج للنار. وهو معدن لونه أحمر وهو لين فيسهل طرقه وتشكيله في شكل أواني أو ألواح تغطى أشياء أخرى مثل مذبح المحرقة. وهو يفوق الذهب والفضة في المتانة.

وكلمة نحاس مشتقة من كلمة قبرص حيث كان الرومان يستوردونه (نحاس copper وقبرص cyprus) وفي العبرية هناك صلة بين كلمة نحاس nehosheth وحية nehash) وسماها حزقيا نحشتان وغالباً فهذا الإسم ناتج من دمج الكلمتان حية ونحاس.

وللنحاس في الكتاب المقدس إستعمالات كثيرة بعضها جيد وبعضها شرير. فمثلاً (تث9: 8) "من تلاله يخرج نحاساً" هذا يشير للأرض أنها جيدة لا تثمر غلة فقط بل معادن. ويشير لسحق العدو. (مي13: 4).

ولكننا نجد أن النحاس يستعمل في السلاسل التي يقيد بها الأسرى (شمشون وصدقيا قض21: 16 + 2مل7: 25). والأسوار المنيعة تصنع أبوابها من نحاس (1مل13: 4 + إش2: 45 + مز16: 107). ورداء جليات كان نحاس ولكن هذا الأخير ثبت ضعفه أمام إيمان داود. وبهذا يشير النحاس لقوة الدفاع (إر18: 1 + 20: 15) وفي (تث23: 28 + لا19: 26) نسمع عن أن السماء نحاس، هذا من اللعنات لو أخطأوا.

والخلاصة فالنحاس يعني = متانة – قوة – عدم إثمار – عبودية وخضوع – حماية. ولتطبيق هذا على طبيعة الله فهذا يعني عدم تغير صفاته وقوته والخضوع له مع عدم الإمكانية من الهروب من أحكامه كديان في حالة الخطية أو التمتع بحمايته في حالة الالتجاء إليه فيصير سوراً لنا.

أما في تطبيق هذا على الإنسان الخاطئ فيشير النحاس للعناد وقساوة القلب (إش4: 48). وهنا النحاس يشير للوقاحة والتمرد وقارن مع حزقيال (8: 3، 9).

وهنا نفهم لماذا كانت الحية نحاسية فالنحاس علامة مميزة للشيطان. وحيث أن النحاس استخدم في الأحكام القضائية (سلاسل نحاسية) وفي السجون. إذاً هو يعني أن أحكام الله وقضائه هي أحكام قوية لا تتغير. وعلى الصليب كان قضاء الله على الخطية وبعده قُيِّد الشيطان بسلاسل (رؤ1: 20 - 3) 1000سنة. وقداسة الله وكماله تستوجب دينونة الخطية إدانة مطلقة. وهذا أدى أن يرفع هو كالحية النحاسية. فهو صار خطية لأجلنا (يو14: 3 + 2كو21: 5) فهو حمل حكم الله الذي لا يتغير ضد الخطية ليأتي بالحياة والشفاء لمن يلجأ إليه. وعلى الصليب صارت السماء نحاساً للمسيح "إلهي إلهي لماذا تركتني" ولكن تم القضاء فيه لكن بهذا إنفتحت السموات لي أنا لتمطر وينسكب الروح القدس على الكنيسة. إذاً على الصليب نرى دينونة الخطية ومحبة الله. فالله لن يكون الله القدوس إلا لو دان الخطية. إذاً فالنحاس يحدثنا عن ألوهية المسيح من حيث دينونته للخطية وعدله وقداسته.

وهو يشير للصلابة (أي12: 6 + رؤ15: 1) فالمسيح رجلاه نحاسيتان بهما يطأ أعداؤه. وبهما ندك كل أشواك هذه الحياة وكل خطية. واستعمال النحاس في مذبح النحاس يشير لإدانة الخطية واستعماله في المرحضة يشير لإدانة النجاسة. ونجد أن كل من هو في المسيح لا شئ من الدينونة عليه (رو1: 8) هذا يبدو هنا واضحاً جداً، فكل ما هو خارج الخيمة نحاس أما ما داخل الخيمة فهو ذهب أي مجد وفرح. وبينما المسيح رجلاه من نحاس نجد يداه ذهب فعطاياه لأولاده سماوية (نش14: 5)،.

ولنلاحظ في مذبح المحرقة النحاسي اشتعال النار عليه دائماً رمزاً للدينونة الإلهية فهذه النار نزلت من السماء وإلهنا نار آكلة. وحينما ننظر للمذبح النحاسي والنار مشتعلة عليه هذا يذكرنا بأن أساس عرش الله هو البر والقضاء. هنا على هذا المذبح نجد الرحمة والعدل. ثم في المرحضة بعد المذبح مباشرة نجد النتيجة المباشرة لما حدث على المذبح، أي التطهير والغسيل أي الغفران.

4 - خشب السنط acacia wood.

هو خشب ناشف قوي. لا يُسَوِّس فهو بذلك يرمز لجسد المسيح من حيث:

  1. أنه لا يفسد "لن تدع تقيك يرى فساداً" (مز10: 16).
  2. الخشب من ثمار الأرض والمسيح إتخذ له جسداً من الأرض.
  3. هو خشب أي نبت: والمسيح نبت قدامه كفرخ (إش2: 53) ويخرج قضيب من جزع يسى (إش1: 11) وينبت غصن من أصوله.

والسنط إستخدم هنا بينما إستخدم سليمان الأرز، لأن السنط ينمو في الصحراء (1مل15: 6، 31) وراجع (إش19: 41، 20). إذاً الله قادر أن يحول الصحراء إلى جنة. والصحراء الخربة كانت هي العالم قبل المسيح الذي نبت فيه كغصن سنط والشجر أيضاً يذكر بالبذر الذي يدفن ثم يظهر كشجرة.

ونفهم أن البرية أو الصحراء الخربة هي إسرائيل. أو كرسي داود الذي خرب ثم خرج المسيح كغصن من هذه البرية. وكانت إسرائيل كقبور مبيضة (مت27: 23) هم جسد بلا روح، كقبور ملآنة عظاماً. لذلك كان المسيح حين جاء مثل جذع حي خرج من أرض ناشفة.

وهذا الشجر يخرج منه الصمغ ويستخدم كدواء ومقويات ومنشطات. وخشب السنط كما ذكرنا يعيش لفترات طويلة دون أن يفسد.

خشب مغشى بالذهب.

هذا إشارة لأن طبيعة المسيح واحدة من طبيعتين، ناسوتية (خشب) ولاهوتية (ذهب) وهما بلا إختلاط ولا إمتزاج ولا تغيير. وكان الذهب مختبئ داخل المسكن لا يراه سوى الكهنة فمجد سيدنا ومخلصنا الإلهي مختبئ داخل حجاب جسده لا يدركه إلا من يدخل للعمق. ولاحظ أن المسيح وهو على الأرض كان لاهوته مختبئ في ناسوته أما الآن فقد ظهر مجده بعد القيامة والصعود.

خشب مغشى بالنحاس.

نفس المفهوم السابق لكن يظهر هنا جانب الدينونة والعدل والقضاء لا المجد.

5 - البوص الكتان المبروم fine linen thread.

لونه أبيض نقي إشارة للطهارة والنقاوة الكاملة (رؤ5: 3 + 13: 7، 14) وكان هو لباس الكهنة ولباس رئيس الكهنة يوم الكفارة. وكلمة مبروم أي أن خيوطه مبرومة أي مجدولة من عدة خيوط. وهو يشير لنقاوة المسيح الكاملة وأنه بلا خطية. وقوله مبروماً يشير لقمع الجسد وضبطه. ويكون كل جهاد لقمع الجسد والتحكم فيه في المسيح يسوع هو تقدمة لبيت الرب.

إذاً هو يشير للمسيح بالجسد، في حياته النقية على الأرض. وأننا فيه نتبرر.

6 - القرمز scarlet يسمى قرمز دودي.

هذا اللون يحصل عليه من نوع من الدود يسمى الدودي توجد عالقة بأوراق الشجر، وهي تتوالد عليها. وكانوا يأخذون هذا الدود ويغلونه في الماء ويعصرونه. وهذا يشير لدم المسيح المسفوك فلون القرمز هو لون الدم. وكان ملوك إسرائيل يلبسون رداءً قرمزياً، لذلك ففي إنجيل متى الذي يخاطب اليهود نجد أن الجند حين أرادوا أن يهزأوا بالمسيح ألبسوه رداء قرمزياً. وفي مزمور (6: 22) أما أنا فدودة لا إنسان صورة واضحة للمسيح الملك الذي مات وعصر دمه لأجلنا فالدودة هنا هي المقصود بها التي يأخذون منها اللون القرمزي وتسمى هذه الدودة (دودة القرمز) وسنلاحظ أن الألوان المستخدمة هنا تأتي بموت دودة أو أي مخلوق، إشارة للمسيح الذي مات عنا وراجع (يش18: 2 + 2صم24: 1 + عد6: 19). لهذا علينا أن نمات النهار كله.

7 - أرجوان purple.

هو لباس ملوك الأمم لذلك فمرقس الذي كتب إنجليه للأمم ذكر أن الجند ألبسوا المسيح ثوب أرجوان، ولعل الجنود كانوا يغيرون لون الرداء أو هو رداء به ألوان مختلفة لأن لوقا قال أنه كان لباساً لامعاً ومتى رأى فيه اللون القرمزي لون ملوك اليهود فمتى يكلم اليهود ومرقس رأي فيه اللون الأرجواني لون ملوك الأمم فهو يكلم الرومان. وغالباً فقول متى رداءً قرمزياً وقول مرقس رداءً أرجواني وقول يوحنا لباساً لامعاً القصد منه أنهم ألبسوه رداءً ملوكياً للسخرية منه كملك لليهود. وكل إنجيلي إستخدم الوصف الذي يتناسب مع من يكتب لهم.

وهذا اللون يشير لملك المسيح. وهو لون أحمر يميل للبنفسجي. يؤخذ من نوع معين من الأصداف بعد سحقها (موت أيضاً). والمسيح هو ملك علينا بمحبته التي ظهرت في موته. (راجع قض26: 8 + لو16) (ملابس الرجل الغني).

ولنلاحظ أنه طالما أن المسيح يملك علىَّ، إذاً كل ما هو لي هو له.

8 - إسمانجوني Blue.

هو لون سماوي أزرق. يشير للمسيح بكونه سماوي، آتياً من السماء (راجع يو13: 3). والكلمة فارسية تنقسم لشقين (أسمان + جوني) وأسمان تعني سماء وجوني معناها لون. إذاً الكلمة تعني ما لونه كالسماء. وهذا اللون أيضاً يؤخذ من الأصداف. هو يعلن جمال المسيح السماوي. وكما لا ندرك أعماق السماء ولكن نتمتع بجمالها، هكذا يمكننا أن نتمتع بالسماويات وجمالها دون أن ندرك أعماقها (راجع خر10: 24).

9 - شعر المعزى Goats hair.

هو الغطاء الخارجي للحيوان. إذاً هو نقطة تلامسه مع العالم الخارجي أو هو نقطة الإنفصال عنه. وهو يحمي الحيوان من الحر والبرد والمطر فهو يشير للإنفصال. ولذلك النذير كان يطلق شعره كمن إنفصل عن كل نجاسة ويكون مقدساً (عد5: 6) ولو حدث وتنجس فكان عليه أن يحلق شعره كرمز لأنه فقد هذا الانفصال. وإحدى علامات البرص أن الشعر يغير لونه أو يسقط (لا30: 13 - 42) والمقصود أن الانفصال لم يحدث عن عالم الخطية وبقوة فهذا يعتبر نجاسة.

وهذا ما كان يميز أنبياء العهد القديم، إنفصالهم عن الشر المحيط (1صم11: 1) + شمشون يطلق شعره كسر لقوته + إعتزال النبي (إر17: 15 + زك4: 13).

وظيفة الأنبياء: لم تكن أساساً أن يتنبأوا بالمستقبل بل أن يحدثوا الشعب عن الله، بعد أن فشل الكهنة والشعب في التعرف على الله. فمثلاً صموئيل أرسله الله بعد فشل عالي الكاهن. (راجع عب1: 1) فالله أرسل المسيح بعد أن فشلت كل محاولاته السابقة. وكان عمل النبي أيضاً أن يكشف خطايا الشعب ويدعوهم للتوبة (إش1: 58). وكان النبي أيضاً يتنبأ عن خراب الأمم ثم رجوع إسرائيل. كذلك كان يوحنا المعمدان أعظم من الجميع (مت9: 11) مع أن كل عمله كان الدعوة للتوبة (مر15: 1). إلا أن أهم عمل للأنبياء أنهم أعلنوا فساد البشر ووبخوهم، ولكنهم أعلنوا أن الحل آتٍ بالمسيح.

والمسيح قام بنفس العمل بعد سجن يوحنا المعمدان ووبخ السيد المرائين والفريسيين وكانت شهادته الدائمة في توبيخ الرياء هي ثوب الأنبياء الذي يرتديه. وكان ثوب الشعر يستعمل أيضاً في المسوح وهذه تستعمل في أوقات الحزن، إذاً فثوب الشعر يشير أيضاً لحزن المسيح على خطايا الشعب ودموعه ورثاؤه على أورشليم (لو34: 3).

إذاً ثوب الشعر يشير للمسيح في إنفصاله عن الخطية كنذير حقيقي (عب26: 7) ويشير له كنبي. فصفات الأنبياء قد تجمعت فيه وهي توبيخ الخطية وروح الحزن والرثاء. وشعر المعزى يشير أيضاً للخطية والخداع. (قصة رفقة ويعقوب، ثم أن أولاد يعقوب خدعوا أباهم في قصة يوسف بأنهم ذبحوا معزى كما أن رفقة قد ذبحت معزى (تك16: 27 + 31: 37) ولاحظ أنهم لم يذبحوا خروفاً. وميكال صنعت نفس الشئ مع شاول لتحمي داود. لذلك فالمعزى تشير للخطية والغش والخداع قارن مع (مت32: 25). ولون الماعز الأسود يشير للخطية، لذلك كانت ذبيحة الخطية من الماعز، وهذا ما كان يستخدم يوم الكفارة (لا16) ولاحظ أن كلمة خطية = كلمة ذبيحة خطية في العبرية (قارن مع 2كو21: 5) والخلاصة أن شقق شعر الماعز في الخيمة تشير للمسيح كحامل لخطايانا وهو الذي بلا خطية هي تشير للمسيح الذي رفع خطايا البشرية وأظهر الخطية أنها خاطئة جداً وسوداء. والفرق بين غطاء شعر الماعز وغطاء الجلود أن شعر الماعز هو شعر حيوان حي لم يذبح بعد، إذاً هو يشير للمسيح في عمله وحياته وكذبيحة لم تقدم بعد أما الأغطية الخارجية فتشير لعمل الفداء.

بين القرمز وشعر المعزى.

رأينا القرمز يشير للملك. وقارن مع (رؤ3: 17، 4). فالمرأة هنا تشير للعالم الخاطئ، بابل أم الزواني، وهي هنا تلبس القرمز والأرجوان والذهب وغيرهم. كل هذا هنا يشير لملك العالم ومجد العالم وهذا يوفره رئيس هذا العالم لمن هم يسجدون له. بينما الكنيسة عروس المسيح الآن في المسوح وسيأتي الوقت الذي يذهب عن بابل مجدها ويظهر المجد العتيد أن يستعلن فينا. هذه الصورة ظهرت في شاول الملك بعد أن رفضه الله ومسح داود ملكاً لكن ظل شاول لفترة ظاهراً أمام الشعب كأنه الملك الحقيقي وداود نراه هارباً من وجهه حتى جاء الوقت الذي ظهر فيه داود في مجد كملك حقيقي.

ولاحظ أن المسيح كدودة دخل تحت الألام ليعصر وليحمل عنا خطايانا.

لذلك يقول في (إش18: 1) "إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج وإن كانت حمراء كالدودي تصير كالصوف" ونحن علينا أن نحتمل معه الآن بعض الألم وإن كنا نتألم معه سنتمجد معه أيضاً (رو17: 8، 18).

10 - جلود كباش محمرة Rams skin dyed red.

محمرة أي مصبوغة باللون الأحمر. فكانت الكباش تذبح ثم تسلخ. ثم تصبغ جلودها. والله أعطى إبراهيم كبشاً ممسكاً بقرنيه في غابة ليقدمه ذبيحة. والغابة تعنى هنا أيكة أو شجرة كبيرة وهي تشير لشعب إسرائيل، هذا الذي أعده الله ليكون كرمة تعطى عنباً جيداً (إش5 + مز8: 80 - 11) فتحولت لشجرة مملوءة شوكاً. فجاء لهم المسيح في شكل كبش، في طاعة حتى الصليب. ولكن في قوة فالقرون ترمز للقوة والسلطة الملوكية التي للمخلص (مز10: 92 + مت37: 27). والكبش كان يستخدم كثيراً كذبيحة (لا18: 8 + 2: 9 + 3: 16، 5، 9 + 18: 9 + عد14: 6 + 88: 7) وهو عادة ذبيحة الإثم (لا16: 5 + 6: 6 + 21: 19). ويستخدم في تكريس الكهنة. الكبش هنا صورة للمسيح الذي قدم نفسه في طاعة كاملة عن شعبه. ولاحظ في طقس تكريس الكهنة (خر15: 29 - 26) أنه تمسح أذانهم وأصابع أياديهم وأرجلهم فتتكرس حواسهم وطاقاتهم لله. وهكذا كان المسيح رئيس كهنتنا في كل دقائق وجزئيات حياته لله "ينبغي أن أكون فيما لأبي" + "طعامي أن أصنع مشيئة الذي أرسلني" وفي (مز6: 114، 7) حتى يصوِّر المرنم طاعة الطبيعة بإعجاز أمام الله صوَّر الجبال كأنها كباش، فالكباش رمز للطاعة. فأمام الله الكل يخضع حتى الجبال القوية.

وبالخطية إنتهت براءة الإنسان فشعر بعريه. فمعصية الإنسان لله دمرت جمال وبراءة الخلقة الأولى ولحق بها الفساد والموت، فحل بالإنسان الخجل من طبيعته، ولذلك إختبأ حتى من الله الذي يحبه، وحاول أن يستر نفسه بأقمصة من ورق التين التي هي محاولات الإنسان البشرية ليخلص نفسه من الهلاك بدون دم المسيح، وهذه المحاولات أو أقمصة ورق التين لن تستطيع أن تحميهم من العين الإلهية القادرة أن تعرف كل شئ (إش6: 64) ولكن شكراً لله الذي صنع القميص الذي يرضيه ليسترنا ويغطينا. فهو صنع لآدم وحواء أقمصة من جلد. فالمسيح ككبش فداء لم يقدم ذاته فقط كذبيحة بل تعرى (مقابل هذا نرى الذبيحة تسلخ من جلدها) ليكسينا. وهكذا لبس الابن الضال الحلة الأولى (إر6: 23 + 1كو30: 1).

وكان جلد بعض الذبائح يعطي للكهنة إشارة لنفس المعنى أن المسيح الذبيحة يسترنا. وفي عدم شق ثوب المسيح بعد الصلب (يو23: 9، 24) مفهوم أن الثوب يشير للكنيسة التي يسترها المسيح ولا يريد لها إلا أن تكون كنيسة واحدة لا تنشق.

وكون الجلود محمرة فهذا إشارة للون الدم فالذي يغطى ويستر هو دم المسيح. الله يريد أن يكون كل شئ مصبوغ بالدم وباللون الأحمر. فبدون سفك دم لا تحدث مغفرة. (راجع شريعة البقرة الحمراء (عد19 + إش63).

ولنرى طاعة المسيح وثباته بلا تردد لتأدية هذه المهمة (راجع لو31: 9، 51).

11 - جلود التخس Badger skin.

التخس هي حيوانات برمائية مثل كلب البحر أو عجل البحر. وكلمة تخس هي نقل للكلمة العبرية "تحش" أي الحيوان المأخوذ منه هذا الجلد. وهذا الجلد متين جداً. وتصنع منه الأحذية الراقية (حز16 حذاء عروس المسيح) وكلمة تخس استعملت هنا وفي حزقيال 16 فقط.

وهذه الحيوانات تعيش في البر والبحر، وجلدها هذا يحميها من الوسط الغريب الذي تحيا فيه. وهكذا المخلص السماوي الذي من السماء وعاش على الأرض، هو من مكان النور والفرح وجاء ليعيش في جو غريب عليه، وفعلاً هاجمه عدو الخير ليسقطه في خطايا العالم ولكنه لم يقبل أي إغراء ولا حتى كل ممالك العالم.

إذاً جلد التخس يمثل الحماية الكاملة في وسط جو مخالف للطبيعة بل جو معادي.

ومرة أخرى كيف يتم الحصول على الجلد؟ الإجابة مرة أخرى بالموت. إذاً هنا نفس ستموت لتعطيني الحماية من العالم وخطيته.

رأينا في جلود الكباش المحمرة، الفداء والستر ونرى في جلود التخس الحماية والعزل، ولكن الله لا يعطي هذه الحماية لأي إنسان إن لم يجاهد "لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية" (عب4: 12).

ولاحظ استخدام هذه الجلود في صنع الأحذية (حز16). وإذا لاحظنا أن الابن الضال أعطوه حذاء، فماذا تعنى هذه الأحذية؟ الحذاء يستعمل عند خروج الإنسان للعمل فيحمي قدمه من الجروح حينما تتلامس مع الأرض وأشواكها والمعنى حفظ الإنسان في حياته وأثناء خدمته. أنظر للمسيح الذي سار إلى سوخار من أجل خلاص نفس. ولذلك نخلع الحذاء في حضرة الله فلا دنس ولا خوف في حضرته. هذا بالإضافة لخلع أى إتصال بالعالم لينشغل الفكر بالله فقط.

وهذه الجلود لونها قاتم لأن الحياة مع المسيح تبدو غير جذابة "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه" (إش2: 53) لكن كل مجد إبنة الملك من داخل.

12 - حجارة جزع وحجارة ترصيع.

في (تك12: 2) نجد في أرض الجنة ذهب جيد والمقل وحجر الجزع.

وحجر الجزع حجر كريم ثمين جداً. وهو شفاف بلوري ترى فيه عدة ألوان مرتبة في خطوط متوازية.

والمقل هو صمغ عربي أو هندي أو أفريقي ذو رائحة لطيفة وتشير الكلمة أيضاً إلى أنها تعنى الدر في المعنى العبراني الأصلي. وحجارة الترصيع هي حجارة كريمة من كل الأنواع.

كل هذا رمز لقيمة المؤمنين عند الله فهم عنده كحجارة كريمة. وقد رأينا في (تك2) ذكر الذهب في الجنة والمعنى أن الله خلق الإنسان وأعطاه مجداً، فهذا الإنسان عند الله ثمين جداً. وتنوع ألوان الحجارة تشير إلى أن كل واحد له لونه أو جماله الخاص عند الله. ولكل عضو مكانه عند الله والكل في تناسق وتكامل. وكثير من الأحجار الكريمة المذكورة لا نعرفها ولكن المهم أن لكل واحد جماله وصفاته الخاصة، هكذا أبناء الله في عين الله. وهناك محاولات وتأملات كثيرة لدراسة كل نوع ومحاولة تطبيقه على كل سبط وأصحاب هذه المحاولات يؤكدون أن هناك ارتباط بين نوع الحجر والصفة المميزة لكل سبط.

أطياب دهن المسحة.

"وكلم الرب موسى قائلاً. وأنت تأخذ لك أفخر الأطياب. مراً قاطراً.. وقرفة عطرة.. وقصب الذريرة.. وسليخة.. ومن زيت الزيتون.. وتصنعه دهناً مقدساً للمسحة".

1 - المر القاطر Myrrh.

هو مادة صمغية تسيل من جذع الشجرة الخاصة بها وهناك طريقتين للحصول عليه: -.

أ‌ - يسيل طبيعياً أي يقطر من تلقاء ذاته (هذا سبب تسميته قاطر). وهذا يجمع ويكون نقياً جداً وحينما يجمد يكون لونه أحمر صافياً وحينما ينكسر، ينكسر في نقط بيضاء. وهذا هو النوع الفاخر، النقي والخالص، الذي يقطر من تلقاء ذاته.

ب‌ - الطريقة الثانية هي بجرح الشجرة أي بشرطها بسكين.

وكان المصريين يستعملونه في التحنيط والتكفين أما اليهود فإستعملوه في التكفين وهو مادة زكية الرائحة جداً لكنها مرة جداً وكانت تستعمل كعطر وكدواء لتخفيف الألم وتسكينه (مر23: 15).

وهو حين يقطر من تلقاء ذاته يشير للمسيح لقبوله الألام بإرادته حتى الموت وحين يقطر بجرح الشجرة يشير لطعن المسيح بواسطة البشر. وفي الحالتين يخرج رائحة طيبة. وطعم المر اللاذع يشير لألام المسيح الرهيبة وكونها حقيقية (عب3: 12). بل كون وجوده في عالم كله مضاد لله فهذا في حد ذاته مرارة له.

تأمل فى نش5: 2 – 5: - المسيح مازال يعرض لنا يداه تقطران مراً، وحينما رأت العروس يداه المجروحة، وفهمت مرارة مشاعره من أنها تتكاسل بالرغم من ألامه وجروحه التى كانت لأجلها، أنت أحشائها عليه حينما رأت أثار جروحه، فتغصبت (تغصبها هذا يُصوِّره الوحى أن يداها تقطران مراً). وقامت لتفتح له قلبها، فإشتم عريسها رائحة هذا التغصب (المر) الجميلة، فهذا كان إعلاناً عن محبتها له. والمسيح دائما يذكرنا بألامه حتى يرق قلبنا له. بل هو رفض أن يشرب المر والخمر من يد صالبيه حتى يشرب كأس الألم حتى آخرها. فالمر والخمر يعملان على تسكين الآلام وهو رفض هذا. هو قبل مرارة الألم ليرفعها عني. هذا معنى أن مياه مارة (مرة) صارت حلوة بالخشب (أي الصليب) (خر23: 15) وفي قبوله الألم المر خرجت رائحة طيبة أمام الآب (الطاعة) والحب (أمامنا) فليس حب أعظم من هذا.

كنيسة سميرنا تعنى المر هي كنيسة تفعل ما فعله مخلصها، فهي تقبل المر لأجله فكانت لها رائحة طيبة ولم يسمع ملاكها تأنيباً من الرب من نوع "لكن عندي عليك.." والمرأة الخاطئة التي سكبت الطيب على قدمي المخلص هي نوع من هؤلاء الذين بفرح يكسرون آنيتهن الخزفية أي أجسادهم ويقبلون الآلام فتفوح رائحتهم الزكية أمثال الشهداء والرهبان والنساك والذين يحتملون ألام أعداء المسيح والكنيسة عبر العصور فمن أذاقوا الرب مراً في حياته مازالوا يذيقون كنيسته المر حتى الآن وإلى آخر يوم. (راجع را 20: 1 + إر19: 2) لترى أن ترك الرب مر (هنا في مذاقه).

وكان المر هدية المجوس وهذا إشارة لموته وتحقق هذا في (يو39: 19) (في تكفين الرب).

2 - قرفة عطرة Sweat cinnamon.

هذه لها رائحة عطرة وطعم مرغوب لطيف وتعطى نكهة طيبة للمأكولات وتستخدم في العقاقير الطيبة كمنبه ومنعش. وشجرة القرفة خضراء دائماً ليس لها وقت تذبل فيه. والمسيح كان ناضراً دائماً كشجرة مغروسة عند مجاري المياه (مز1) ونحصل على القرفة بنزع قشور شجيراتها وبالتالي تموت الشجيرة وهنا مرة أخرى نرى صورة الموت بل والسلخ (سلخ الذبيحة يناظرها هنا سلخ الشجيرات) حتى تخرج الرائحة. والمسيح أيضاً منبه ومنعش بسيرة حياته ومحبته كنموذج يحتذى وأيضاً بنعمته العاملة فينا، هو ينبه القلب الخائر. وهو كدواء شافي لنا.

وقد يكون معنى قرفة بالعبرية مشتق من كلمتين Kinna & min وهي التي جاءت منها كلمة Cinna mon. وكلمة Kinna تعنى غيور وكلمة min تعني هيئة أو مظهر خارجي. ولو طبقنا هذا المفهوم على المسيح نجده في (يو17: 2) يطرد التجار من بيت أبيه كتطبيق للآية غيرة بيتك أكلتني وراجع أيضاً (نش6: 8).

3 - قصب الذريرة Sweat calamus.

هو نبات ينمو في الأرض الموحلة والمستنقعات. وهو نبات مشهور باستقامته وكلمة قصب تفيد الاستقامة. وبسحق النبات نحصل على المادة ذات الرائحة العطرية. ويسمى قصب الذريرة فمنه نحصل على الذرائر، وذرائر تعنى أطياب. مرة أخرى نرى صورة المسيح الذي نما في وسط هذا العالم الموحل بالخطية لكنه نما مستقيماً. وبسحقه وألامه خرجت الرائحة الطيبة. وكلمة قصب وردت في كلمة قصبة القياس (خر3: 40) + (إش3: 42) وهذه تنطبق بكمال الرب يسوع وإستقامته المطلقة وأنه يقيس أرواح البشر ويقيمهم بموازينه ولكنه قصبة مرضوضة لا يقصف بل هو يعالج ويشجع ويعطى من نعمته ويطيل أناته (يو11: 8) "ولا أنا أدينك أيضاً".

4 - سليخة Cassia.

هي مشتقة من كلمة سلخ فكانت قشور هذا النبات تسلخ لنحصل منه على هذه المادة ورائحتها نفاذة أكثر من القرفة وتستعمل أيضاً كدواء ولإعطاء نكهة. وهذه الكلمة وردت هنا وفي (حز19: 27) فقط في حديثه عن تجارة صور رمز لتجارة عدو الخير. وكأن المعنى أن العالم يتاجر بصفات المسيح وهكذا الشيطان يحاول أن يسرق من كمالاته ويتاجر بها. ونلاحظ كيفية إستخدام العالم لكلمة محبة، فهم يقولون الآن عن الزنا التعبير الآتى to make love.

5 - الزيت Oil.

الزيت زيت زيتون. وكان العبرانيون يستخدمون الزيت في:

  1. الطعام: أرملة صرفة صيدا (1مل12: 17). وكانوا يصنعون الخبز بالزيت.
  2. الإضاءة: مثل العذارى + (أم18: 31).
  3. مسح الأجساد: داود إغتسل وإدهن بعد أن مات إبنه (2صم20: 12) وكانوا يستعملون الزيت بعد تعطيره بالعطور الشرقية في إحتفالاتهم دليلاً على الفرح (مز5: 23) وعدم إستخدامه دليل الحزن (مت17: 6).
  4. معالجة الجروح: (إش6: 1 + لو34: 10) (السامري الصالح).

وكان هناك استخدامات مقدسة (أي خاصة بالعبادة) مناظرة لهذه:

  1. تقدمة الدقيق يسكب عليها زيت (لا2).
  2. المنارة تستخدم الزيت (داخل الخيمة).
  3. مسح الملوك ورؤساء الكهنة وبعض الأنبياء وتدشين الأماكن.
  4. مسح المرضى بالزيت (مر13: 6).

المسح.

كان الملوك يمسحون وقد ذكر الكتاب مسح شاول وداود بواسطة صموئيل النبي ومسح ياهو بن نمشى ملكاً على إسرائيل بواسطة إيليا. ومسح هرون رئيساً للكهنة بواسطة موسى. ومسح إليشع نبياً بواسطة إيليا (1مل16: 19).

وكان مسح هرون مختلفاً عن مسح الكهنة العاديين. ولكن كان لابد من مسحهم بالزيت فهم مكرسون ومخصصون للخدمة ولا عمل آخر لهم سواها راجع (خر13: 40، 14 + لا12: 8 (لرئيس الكهنة) + لا30: 8 (للكهنة بنى هرون).

وكانت الأماكن أيضاً تدشن بالزيت أي تقدس وتخصص وتفرز وتكرس لله (تك18: 28 + 13: 31) (الله يؤكد على عمل التكريس للأماكن) [هذا أول استخدام للزيت]. وآنية وأدوات الخيمة كانت تمسح بالزيت أي تخصص لله (خر9: 40) لذلك كان استعمال بيلشاصر (دا2: 5 - 4) في آخر يوم له، لآنية بيت الرب إعتداء على الله إستوجب معه نبوة دانيال المخيفة "وزنت فوجدت ناقصاً" ومات في نفس الليلة. وإذا كان معنى التكريس هو تخصيص الشئ لله فهذا ما تم بالكامل في المسيح، وهذا تم يوم حل عليه الروح القدس مثل حمامة (مت16: 4) وسفر الأعمال أطلق على حلول الروح القدس على المسيح أنه مسح "مسحه الله بالروح القدس" (أع38: 10) ولذلك سمى المسيح أي الممسوح.

وفي (1صم13: 16) في قصة مسح صموئيل لداود. والآية نبوة كاملة عن ما حدث مع المسيح "فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه في وسط إخوته. وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم وصاعداً" (إذاً فالمسح بالزيت رمز بل هو سر حلول الروح القدس. (الذي على مثاله تستخدم الكنيسة الآن سر الميرون).

والأشخاص بالمسحة يأخذون هبة من الروح القدس لابد أن يستخدموها في تقديم العبادة لله والشهادة لله أمام الناس. ولنرى عمل الروح راجع (لو14: 4، 15) "ورجع يسوع بقوة الروح إلى الجليل.. وكان يُعلِّم في مجامعهم ممجداً من الجميع" ولاحظ القوة والمجد والنور الذي صار له بعد حلول الروح القدس وكيف تحول هذا لكرازة (مز2: 2 + 50: 18 + 9: 84 + دا 25: 9، 26). وأكمل لوقا الإنجيلي شرحه لعمل الروح بأن أورد قصة دخول المسيح للمجمع وقراءته لسفر إشعياء حيث يعلن عمل مسح الروح (لو16: 4 - 22). ولاحظ قوله في (لو14: 4) "وخرج خبر عنه" هو نور كان يشع في كل مكان. (في15: 2 + مز17: 132 + 1مل36: 11 + 2صم17: 21) وهذا ما حدث مع التلاميذ فقد حل الروح عليهم (أع3: 2) فإنطلقوا يتكلمون بألسنة وبقوة جعلت الكثيرين يؤمنون. وبهذه القوة صنعوا معجزات مثل معلمهم.

إذاً الزيت رمز للروح القدس والمسح يكون بواسطته وهذا يعطى قوة وطاقة للشهادة والإضاءة والكرازة "لكي يرى الناس أعمالكم..".

وكان يخلط الزيت بمقادير معينة من العطور السابق ذكرها، وحينما يمسح الشخص أو المكان بالزيت تفيح منه رائحة هذه العطور. وإذا فهمنا أن الزيت يشير للروح القدس والعطور السابقة أنها تشير للمسيح نفهم الآتي:

  1. أن الروح القدس هو العطّار "عطر عطارة صنعة العطّار" (خر25: 30) الذي يمزج كل هذا، بل هو الذي كون جسد المسيح في بطن العذراء = صنعة العطاّر. ونعود مرة أخرى لنفهم أن الروح القدس صنع الجسد من تقدمة العذراء أي جسدها أو بطنها، وكما تسميها التسبحة عجينة البشرية (تسبحة يوم الخميس).
  2. بالمسح تفوح الرائحة. فحين يمسح الشخص تفوح رائحة العطور. هذا هو عمل الروح القدس أن ينشر رائحة المسيح الزكية "لأننا رائحة المسيح الزكية" (2كو2: 15) + "ذاك يمجدني لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" (يو14: 16). بل هو يحولنا إلى صورة المسيح عينها (2كو18: 3) فتخرج منا رائحة المسيح. هذا معنى وضع هذه المواد مع الزيت. أن الروح القدس يظهر لنا شخص المسيح في كماله وحبه وفداؤه، في مجده وجلاله، في تواضعه ووداعته.

وهذا الزيت لا يستعمل لأي إنسان فهو إشارة للمسيح الذي ليس مثله. وكونه يستخدم مع الملوك ورؤساء الكهنة فلأنهم رمز للمسيح الملك ورئيس الكهنة. لذلك يسمى إكليل دُهن مسحة (لا 12: 21) فهو يشير للمقام الكهنوتي والملوكي السامي للمسيح (طقس ملكي صادق).

البخور المقدس.

"وقال الرب لموسى خذ لك أعطاراً ميعة وأظفاراً وقنة عطرة ولباناً نقياً تكون أجزاء متساوية. فتصنعها بخوراً عطراً صنعة العطاّر مملحاً نقياً مقدساً".

البخور ليس القصد منه إيجاد رائحة طيبة في الخيمة، لكنه حمل مفهوماً لاهوتياً يمس حياتنا في الله، ولذلك حدد الله نوع البخور وكمياته وموعد إيقاده ومن الذين يقومون بهذا العمل فحرم إستخدامه بذات النسب خارج الخيمة أو إيقاده بيد غريبة ولنلاحظ:

  1. البخور العطر يعبر عن كمالات المسيح التي لا تحد وكل أجزاء البخور متساوية فكل صفاته متساوية (رحمة وعدل..) ولكن كل منها يظهر في الوقت المناسب.
  2. تحريم استخدامه خارج الخيمة يشير أنه لا يوجد، ولم ولن يوجد من هو كامل مثل المسيح، ولن يعرف هذه الصفات الكاملة إلا الله فهي لا تقدم لسواه.
  3. كان البخور يحرق بالكامل على المذبح وفي هذا فهو يتشابه مع ذبيحة المحرقة، كلاهما رائحة سرور للرب، فهو يحرق كما إشتعلت نيران الغضب الإلهي في المسيح على الصليب وكانت طاعة المسيح والحب الذي ظهر هو الرائحة العطرة.
  4. لأن البخور ذبيحة فلا يقدمه سوى كاهن. والكاهن هو رمز للمسيح رئيس الكهنة الحقيقي الذي قدم ذبيحة نفسه بإرادته. إذاً المسيح هو البخور الذي يحترق وهو الكاهن الذي يقدم البخور.
  5. الكنيسة عروس المسيح يقال عنها في سفر النشيد "من هذه الطالعة من البرية كأعمدة من دخان معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر" وفي (ملاخي10: 1) نجد نبوة عن أن كنيسة المسيح (الأمم) ستقدم بخوراً. وفي (رؤ3: 8، 4 + رؤ8: 5) نجد الـ 24 قسيسا السمائيين يقدمون هذا البخور الذى هو صلوات القديسين = يرفعون صلواتنا ويقدمونها لله بعد تنقيتها فى نار المجمرة. هنا نرى صلوات الكنيسة المجاهدة أي نحن، تجتمع مع صلوات السمائيين وتقدم أمام الله. فالكنيسة المتألمة هنا على الأرض وبينما هي في ألامها تقدم تسابيحها لهي كأعمدة من دخان معطرة بالمر واللبان. والمر واللبان إشارة للألام (المر) واللبان (الصلاة) وكم هي عطرة رائحة صلوات المتألِّم أمام الله فهو هنا يتشبه بالمسيح. وهنا حينما يلتحم عمل المسيح الذبيحة مع صلواتنا يشتمها الله رائحة رضا.
  6. حينما نبخِّر أمام أيقونة القديسين فنحن نعبر عن أشياء كثيرة منها:

[1] كيف صارت صلاتهم مقبولة أمام الرب كرائحة البخور العطر.

[2] شركة الصلاة بين الكنيستين المجاهدة والظافرة (رؤ4: 8).

[3] توسل أن يذكرونا ويرفعوا صلواتنا أمام الجالس على العرش في السماء.

[4] الطواف بالبخور حول المذبح وتقديمه للأيقونات وأجساد القديسين والشعب، هنا نجمع صلوات الجميع كصوت واحد يحمله البخور المقدس وترفعه الملائكة المنوطة بالخدمة مع صلوات وتشفعات العذراء مريم.

[5] حينما يشم الشعب رائحة البخور يذكر أنه يجب أن تكون له فضائل وأن يقدم نفسه ذبيحة حتى يكون رائحة طيبة أمام الله.

[6] حينما يرى المصلي البخور صاعداً لفوق عليه أن يصلي فهذه الصلوات ترفع أمام عرش النعمة. وعليه أن يذكر أن صلاته يجب أن تكون من النوع الذي يرتفع لأعلى مثل البخور (أي في حب وصلاة من أجل الجميع) فهناك صلوات لا ترتفع لفوق إن اتسمت بالكراهية والأنانية.

  1. هناك بخور غريب أي ليس بالنسب المحددة والطريقة المحددة أو الذي يقدم بطريقة غير شرعية (أي ليس بيد كاهن، وليس بالطريقة المحددة في الخيمة. وهذا يشير للصلوات التي لا يقبلها الله مثل صلوات قلب حقود أو مملوء شر ويشير أيضاً لمن يخالف طريق العبادة الذي حدده الله.
  2. كان الكهنة فقط يشمون رائحة البخور. والمؤمنين الآن الذين لهم الكهنوت العام يشمون رائحة المسيح الزكية. فالبخور كان يقدم لله (فلا أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلإ الابن) ولكن كان الكهنة في تقديمهم للبخور يشتمون الرائحة الزكية. هكذا المؤمنون في صلواتهم وعبادتهم يتعرفون على صفات المسيح ويشتمون رائحته الزكية. فنحن نشترك مع الآب في التلذذ بإبنه.
  3. يذكر المؤمنون صلاة داود "لتستقم صلاتي كالبخور قدامك".
  4. الله أمر موسى باستخدام البخور ولم يوجد ما أبطل هذا التقليد ويكفينا نبوة (ملاخي10: 1) فهي تشير لتقديم البخور في كنيسة الأمم وهذا يعني الكنيسة الحالية وليست كنيسة اليهود وهذه الكنيسة التي للأمم لم تعرف إلا بعد المسيح.

تركيب البخور:

كان البخور العطر يتركب من أجزاء متساوية من 4 أصناف من الأعطار مصنوعة معاً بخوراً عطراً صنعة العطار، مملحاً نقياً مقدساً. ولا يشار لمقدار الملح فيه فكلمة مملحاً المستخدمة قد تعنى مخلوطاً أو تعنى إضافة ملح حقيقي، والملح يعني عدم الفساد في طبيعة السيد المسيح الإنسانية.

والمواد المستخدمة هي مواد صمغية خارجة من نباتات عطرية وهي بذلك الخلاصة المركزة المشتملة على كل خواص النبات والممثلة لكل مزاياه. وقد تكررت كلمة عطرة وعطار وأعطار فكلمة واحدة لا تشير بالكامل لرائحة المسيح الزكية. وكما ذكرنا سابقاً فالعطار هو الروح القدس الذي يمزج هذه الأعطار (هذا ما صنعه الروح القدس في بطن العذراء).

1 - ميعة Stacte.

Stacte هي الكلمة اليونانية التي استخدمتها الترجمة السبعينية أما الكلمة العبرية المناظرة فهي nataph ومعناها ما يقطر. فهي مادة صمغية تستحلب أو تسيل أو تفرز من شجيراتها. وقد تكون هي المر أو مادة أخرى تسمى الإصطرك تنبت شجيراتها في سوريا وعموماً هي مادة صمغية عطرية تعبِّر عن الرائحة المركزة للنبات. وقد استخدمت نفس الكلمة في (قض4: 5 + أي27: 36 + عا13: 9 + أي22: 29 + نش11: 4) وتفسير الأخيرة نجده في (لو22: 4). فقد كانت كل كلمة خرجت من فم المسيح لها رائحة زكية. هي كلمات حق أبدي كان على استعداد أن يموت من أجله. ونلاحظ أن المادة العطرة كانت تقطر من الشجرة عند طعنها. والسيد قبل أن يطعنوه بالحربة طعنوه بسخريتهم واستهزائهم به وكراهيتهم وفي كل هذا لم يصدر عنه سوى كلمات الحب والحق. وكانت قطرات دمه التي سالت على الأرض رائحة زكية أمام الآب تعنى ليس كإرادتي بل إرادتك بل عرقه سال كقطرات دم. إذاً الميعة تعبر عن كل ما فاض من قلب المسيح في حياته وآلامه.

2 - أظفار Onycha.

هذه هي التسمية اليونانية بحسب الترجمة السبعينية أما العبرية فهي تعنى قشر سمك أو صدف. فهذه المادة تؤخذ من أسماك صدفية أو حيوانات بحرية صدفية تعيش في البحر الأحمر وتتغذى بنباتات عطرية تنمو بجانب المياه وتنتج المادة العطرية من طحن هذه الأصداف. وهذا يقودنا إلى المسيح في موته وألامه، ففي حياته كان طعامه أن يعمل مشيئة الذي أرسله (يو34: 4) وفي آلامه سُرَّ الآب أن يسحقه بالحزن (إش10: 53). وكون أن هذه الأصداف تعيش في البحر فهذا يذكرنا بشعب إسرائيل الذي خاف من دخول البحر أما السيد فهو دخل إلى أعماق البحر، بحر الموت ودفن في القبر وذهبت نفسه للجحيم لكي تطلق من هناك نفوس الأبرار وفي موته فاحت رائحته العطرية (يو11: 18 + خر11: 14) والأظفار كانت تستخدم كعطر وكدواء وهكذا المسيح كان فيه شفاء لنا.

3 - قنة عطرة Galbanum.

هي مادة صمغية مرة المذاق ونفاذة الرائحة تستعمل لتثبيت العطور وتقويتها وتعطى قوة واستمرارية ومتانة لباقي مركبات البخور. ولرائحتها النفاذة صفة هامة أنها لها قوة على طرد الأفاعي والحشرات السامة.

والكلمة في أصلها تنقسم لقسمين، الجزء الأول بمعنى خلاصة النبات أو الجزء الحيوي فيه SAP أو FATNESS والجزء الثاني المضاف له بمعنى مرثاة. هذا يشير لأحزان المسيح التي احتملها فكان رجل أحزان. أما الدسم فيشير لطاقة عزيمة المسيح في تنفيذ وطاعة إرادة الآب "طعامي أن أصنع مشيئة الذي أرسلني" (يو34: 4) وكل أحزان المسيح لم تجعله يتذمر ويتمرد بل كان جائعاً لأن يتمم مشيئة الآب ويطيعها وهذا ما أعطى لحياته رائحة طيبة. وعزيمة المسيح كانت عزيمة لا تلين وهذا واضح أنه حتى العواطف البشرية مثل عواطف بطرس حين أراد منعه من الصليب، هو طرد هذه العواطف، فالعواطف البشرية التي تثنينا عن الشهادة للمسيح أو الأفكار الشيطانية التي تطلب أن نتعاطف مع أنفسنا ضد إرادة الله، هذه قد طردتها الرائحة النفاذة التي للقنة العطرة. كما طردت كبرياء الفريسيين وعقلياتهم الضحلة وريائهم. هذه الرائحة هي رائحة تواضع المسيح، كما أن عدم رغبته في الدنيويات كان له رائحة نفاذة ضد من هو متعلق بهذه الدنيويات. ورائحة ألامه على الصليب هي رائحة نفاذة طاردة لكل من لا يرق قلبه لألامه ويتوب.

والقنة العطرة تستخدم أيضاً كدواء وهذا عمل المسيح مع المؤمنين.

4 - لبان نقي Frankincense.

أصل الكلمة مشتق من أصل يعني أبيض ومن نفس الأصل إشتقت كلمة لبنان فجبال لبنان قممها بيضاء. وهي مادة صمغية لونها أبيض. وأيضاً فلون البخور المتصاعد عند حريقه أبيض. واللبان يأتي من شجرة تنمو على الصخور وهكذا المسيح كان كنبت في أرض يابسة. وقد يسيل اللبان من الجروح التي تجرح بها الشجرة. وهي مادة نافعة كدواء وكترياق ضد السم (الشيطان) بجانب إستخدامه كبخور. (زك6: 13 + يو34: 19 + إش5: 53) وكان اللبان يوضع فوق تقدمة الدقيق (لا1: 2) ويقدم كله للمذبح. وكان يوضع على خبز الوجوه. واللبان هو المستخدم كبخور الآن.

وبإختصار:

الميعة: تشير لرائحة المسيح في كلماته وتصرفاته وأفعاله في حياته وحتى الموت.

الأظفار: تشير لأنه سحق حتى الموت ولم يخرج منه سوى طاعة وحب رائحة عطرة.

القنة: تشير لطاقته المقدسة التي لم يكن لها سوى هدف واحد وكانت توبخ وتطرد كل ما هو شرير.

اللبان: يشير لنقاوته وتكريسه الكامل لله.

ونلاحظ أنه استخدم مع الزيت أربعة أنواع من العطارة لتظهر رائحة المسيح ومع البخور استخدم أربعة أصناف لنفس السبب. ولنا مثال آخر فالأناجيل أربعة وبها تظهر رائحة المسيح الزكية لكل العالم.

وكون الأربعة مواد متساوية فيشير هذا إلى أن صفات المسيح متساوية وكلها كاملة وليس كالبشر فنحن نجد في البشر أن إنساناً قد يتصف بالعدل ولكن يكون هذا على حساب الرحمة فالبشر ناقصون والكاملين منهم نسبياً نجد لديهم صفة جميلة يتصفون بها وهذه تغطى نواحي نقص أخرى يعانون منها ولنأخذ مثالاً لو زادت القنة (وهي ذات رائحة نفاذة ومنفرة) على حساب الميعة (التي تشير لعذوبة كلمات المسيح) لفقد وداعته وتواضعه ولإتسم بالعنف الشديد في مقاومة الخطاة. ولو زادت الميعة عن القنة نجده غير قادر على تعنيف الخطاة ودعوتهم للتوبة "ولا أنا أدينك.. إذهبي ولا تخطئى" = قنة + ميعة بتساوي. ولو زادت الأظفار (سحق حتى الموت) لكان مات قبل الصليب (يو1: 13) وكم من مرة أرادوا أن يضعوا عليه اليد ليقتلوه وكان يختفي عنهم (يو59: 8 + 20: 8 + 44: 7).

تأمل من واقع طقس القداس.

في القداس الباسيلي وعند عبارة "تجسد وتأنس" يضع الكاهن يد بخور (أي ملء ملعقة من البخور) في المجمرة المشتعلة إشارة لأن المسيح في تجسده وتأنسه كان رائحة طيبة للآب وللبشر.

وقبل أن يمسك بالقربان بين يديه يضع يديه فوق البخور كمن يقول "أنا لا أستحق من أجل خطاياي لكن طهرني فيك يا رب حتى أتمم هذا السر" وبعد ذلك يأخذ من البخور ويضع على القربان والكأس إشارة لأن المسيح كان رائحة طيبة ليس فقط في حياته بل حتى في موته وتقديم نفسه ذبيحة عنا. وأن الذي تجسد هو نفسه الذي يقدم لنا جسده نأكله كذبيحة.

الأعداد في الكتاب المقدس.

أعمال الله كاملة في قوتها والتخطيط لها وتنفيذها. والله وضع قوانين للطبيعة وهو وراء تنفيذ هذه القوانين. والأرقام في الكتاب المقدس خاضعة لخطة معينة، ولها هي أيضاً تخطيط وقوانين تحكمها، ولكل رقم معنى ودلالة فالله لا يختار الأرقام عشوائياً.

أمثلة:

  1. رقم (7) الله استراح في اليوم السابع. ويعتبر الله اليوم السابع يوماً مقدساً. ونجد أن الشهر السابع هو شهر مقدس والسنة السابعة هي الأخرى تسمى السبتية وفيها تستريح الأرض. ثم تأتي سنة اليوبيل بعد 7×7 = 49سنة. أي في السنة الخمسين.
  2. تقسيم الأوقات في العهد القديم. فهو ينقسم لفترات كل منها 490سنة أي 7 × 70 سنة.

الأولى من إبراهيم حتى الخروج.

الثانية من الخروج حتى بناء الهيكل.

الثالثة من بناء الهيكل حتى عودة نحميا.

الرابعة من عودة نحميا حتى مجيء المسيح.

  1. المسيح بدأ خدمته بعد 1500سنة من خروج الشعب من أرض مصر وهي تعادل 30 يوبيل = 30×50 والكتاب المقدس يسمى اليوبيل السنة المقبولة (إش2: 61).
  2. ألوان الطيف (7). ومن السبعة ألوان ينتج اللون الأبيض.
  3. كلمة المن وردت 14 مرة في العهد القديم = 2×7.
  4. اسم بطرس ورد 245مرة = 27×5 ويعقوب ورد اسمه 21 مرة = 3 × 7 ويوحنا 49مرة = 7×7. ويكثر ورود رقم (7) خاصة في سفر الرؤيا.

حساب رقم الإسم أو الكلمة GEMATRIA.

استعمال الأرقام العربية أي 123456 …….

أو الأرقام الهندية أي 1، 2، 3، 4، …….

هو طريقة حديثة للتعبير عن الأرقام. لكن قبل أن تستعمل الطريقة الحديثة كان لكل شعب طريقته. فاليونانيين والعبرانيين إستخدموا الحروف الأبجدية للتعبير عن الأرقام، وللتمييز بين الرقم والحرف توضع شرطة فوق الحرف فيصبح رقم مثلاً a b g هي حروف.

ولكن إذا وضعت شرطة فوق الحرف يصبح رقما.

أما الرومان فكان لهم طريقتهم في كتابة الأرقام.

I = 1 II = 2 V = 5 X = 10 L = 50 C = 100 D = 500 XL = 40.

وكان للشعوب التي تستخدم أبجديتها كأرقام طريقة معروفة بها يحسب كل واحد رقم إسمه، وهذا بجمع الأرقام المناظرة للحروف في الاسم أو الكلمة.

أمثلة: - a d e l.

= 1 + 4 + 5 + 30 = 40.

رقم اسم عادل باليونانية = 40.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.

إيسوس.

10 + 8 + 200 + 70 + 400 + 200 = 888.

رقم إيسوس (يسوع) = 888.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.

ب ن ى هـ أ ل هـ ى م أبناء الله.

= 40 + 10 + 5 + 30 + 1 + 5 + 10 + 50 + 2 = 153.

وبنفس الطريقة يحسب رقم الوحش (رؤ18: 13) فيكون 666 ومن هنا فحين يظهر هذا الوحش سيكون إسمه دلالة عليه. وكثيرين من أعداء المسيح حسبت أسماءهم فكانت 666 مثل دقلديانوس.

(1).

هو رقم الوحدة والأولوية (المنصب الرئاسي). ويشير لعدم الإنقسام، فهو لا ينقسم. ويشير بهذا لعدم الإعتماد على آخر، فهو المصدر للآخرين. لذلك فهو يشير للألوهية (نؤمن بإله واحد). الكل في احتياج إليه، لا يوجد ثانٍ يتفق معه أو يختلف معه (الرب إلهك إله واحد). ولهذا فلا يوجد آلهة سوى الله، وهذه أيضاً هي الوصية الأولى.

ورقم (1) يشير أيضاً للأقنوم الأول أي الآب.

(2).

رقم (1) يبعد كل اختلاف ويشير للسيادة. ولكن العكس هنا. فرقم (2) يشير لأن هناك إختلاف وأن هناك آخر. هناك اثنين قد يتفقان وقد يختلفان والخلاف قد يكون للصالح أو للشر. لذلك فرقم (2) يعتمد على النص، أي قد يشير للخير أو للشر. وهو أول رقم يمكن تقسيمه. ويشير لسقوط الإنسان فهو يعني الانفصال عن الله ومقاومته. وبالنسبة لله فهذا الرقم يشير للتجسد فهو سلامنا الذي جعل الاثنين واحداً (أف14: 2 - 16) فهذا ما أراده الله بتجسده (يو20: 17 - 23).

لذلك فرقم (2) يشير للأقنوم الثاني أي المسيح الله المتجسد.

(3).

أول رقم له خواص هندسية، فخطين مستقيمين لا يحيطوا أي مساحة. كذلك أي سطحين لا يكونان جسماً. ويلزم ثلاثة أبعاد (طول وعرض وارتفاع) لتكوين جسد. إذاً رقم (3) يشير لما هو حقيقي وكامل ومجسم وواقعي ومتين وكلي وجوهري. لذلك فرقم (3) هو رقم من الأرقام الكاملة ويشير للكمال الإلهي. والله مثلث الأقانيم. والملائكة تسبح قائلة "قدوس قدوس قدوس". فالله هو الحقيقي أما الإنسان فلا شئ ورقم (3) يشير للأقنوم الثالث أي الروح القدس.

ورقم (3) هو رقم القيامة، فالمسيح قام في اليوم الثالث، ويونان خرج من جوف الحوت بعد ثلاثة أيام، وفي اليوم الثالث للخليقة ظهرت الحياة والثمر والبذور. ومن يقوم مع المسيح يكون له ثمار، والروح القدس الأقنوم الثالث هو الذي يروي أجسادنا فتثمر، وهو الروح المحيي والمسيح أقام (3) أشخاص من الموت.

رقم (1) الآب يحيي ويعطي حياة للخليقة ويخلق الإنسان ← حياة.

رقم (2) الإنسان ينفصل فيموت فيتجسد الإبن ليتحد بالإنسان ← موت.

رقم (3) الروح القدس يعطي حياة ويقيم الإنسان من موته ← حياة.

3 صفات تنسب للنور والله نور.

  1. أشعة الحرارة (تحت الحمراء): هذه نشعر بها لكنها لا تُرى. وهذه تشير للآب (يو18: 1 + 1يو12: 4) فنحن لا نرى الآب لكن نشعر بمحبته فالله محبة (1يو8: 4، 16) ومن يشعر بمحبة الآب لا يستطيع إلا أن يسلك في محبة (أف2: 5 + 1يو19: 3).
  2. أشعة الضوء (المرئية): هذه نراها لكن لا نشعر بها. هذه تشير للمسيح الذي أنار لنا طريق معرفة الآب وأعلنه لنا. والمسيح قال عن نفسه "أنا نور العالم. والله نور (1يو5: 1) وعلينا أن نسلك في النور (أف8: 5).
  3. الأشعة التي لها قدرة على إحداث تأثيرات كيماوية (فوق البنفسجية): هذه لا ترى ولا نشعر بها ولكن وجودها نشعر به من التفاعلات الكيماوية التي تحدثها. وهذه تعلن عن عمل الروح القدس وأعماله العجيبة في الكنيسة وفي المؤمنين (يو8: 3).

الأرقام التي تتكرر (3) مرات:

(444) هو رقم كلمة دمشق (بالعبرية) وهي أقدم مدن العالم ورقم 4 هو رقم العالم.

(666) هو رقم إنسان وهو رقم نقص. وهم رقم الحكمة البشرية الناقصة.

(888) هو رقم اسم يسوع فرقم 8 يشير للأبدية.

(999) هو رقم القضاء. وهو رقم الجملة tee orgeemou أي غضبي. ونجد هذا الرقم يتكرر كثيراً في قصة سدوم وعمورة.

(4).

4 = 3 + 1 (3 هو رقم الكمال الإلهي).

ما يلي رقم (3) هو استعلان عمل الله (رو20: 1).

إذاً رقم (4) يشير للعالم خلقة الله. فالله يعرف بواسطة الأشياء المرئية. لذلك يبدأ الوحي الكتاب المقدس بقوله "في البدء خلق.." فالخليقة هي الشيء التالي. ويصير رقم العالم هو رقم (4)، أو هو رقم المادة. وفي اليوم الرابع خلق الله الشمس والقمر، وفيه إنتهت خلقة المادة، وإبتداءً من اليوم الخامس بدأت خلقة الأحياء في الماء والأرض والسماء.

ورقم (4) هو رقم الجهات الأصلية (شمال وجنوب وشرق وغرب).

ورقم (4) هو أقسام اليوم (صبح وظهر ومساء وليل).

ورقم (4) هو أقسام السنة (شتاء وربيع وصيف وخريف).

والجنة كان يسقيها (4) أنهار. والكاروبيم لهم (4) وجوه إذاً عملهم خاص بالخليقة (يشفعون في الخليقة / ينفذون أوامر الله في الضربات ضد الأشرارفى العالم). وبنفس المفهوم نجد تمثال دانيال (4) أجزاء إشارة لكل الممالك التي تقاوم عمل الله، وهذا نهايته الفناء. أما من يتشبه بالكاروبيم فيكون مكاناً لراحة الله ويتحول كمركبة كاروبيمية.

فالله (3) كان موجوداً منذ الأزل، ثم أوجد كياناً آخر يحيا معه، هو الخليقة لذلك يرمز للخليقة برقم (4).

(5).

5 = 4 + 1 فرقم (4) يشير لإعلان أن الله ظاهر في خليقته ومعلن وبهذا يكون رقم (5) هو إعلان آخر عن عطايا الله لخليقته، هو نعمة الله وخلاصه للإنسان حين سقط، هي إعلان عن نعمة الله الدائمة والمتجددة للخليقة. (4) يشير للعالم الضعيف الساقط الفاني.

(5) تشير للقوة الإلهية التي أضيفت فأكلمت هذا الضعف.

إبرام.

إبراهيم.

أ ب ر ه م.

فالله اختار إبرام وفاض عليه بنعمته وغير إسمه لإبراهيم. والفرق بين اسم إبرام وإسم إبراهيم هو حرف ه = ويناظر رقم (5) فيكون رقم (5) هو إضافة النعمة وسكبها على إبراهيم فهو المختار ليأتي منه المسيح مصدر كل نعمة. وبنفس المفهوم نجد أن المسيح يطعم (5000) من 5 خبزات. هذا هو عمل النعمة. ولكن لنلاحظ أن الإنسان له (5) حواس، (5) أصابع في كل يد (اليد إشارة للعمل)، (5) أصابع في كل رجل (الرجل إشارة للاتجاهات التي يسير فيها الإنسان)، فلو قدس الإنسان حواسه وإتجاهاته وأعماله أي يخصصها لمجد الله، وهذه هي مسئولية الإنسان وقراره الحر، تنسكب عليه النعمة، فلا نعمة لمن لا يستحق، ولا نعمة لمن لا يقدر المسئولية. لذلك وجدنا هناك (5) عذارى حكيمات و(5) جاهلات. (الزيت متاح لكل فرد لكن ملء المصابيح هي مسئوليتي). ومن يمتلئ من النعمة يحيا حياة سماوية، لذلك أشبع السيد المسيح 5000 = 5×1000 (1000 رقم السمائيين). دخول المسيح لحياتي يشبعها ويحولها لحياة سماوية. لكن نكرر على مسئوليتي فالمسيح يفيض من نعمته على من يستحق، من يتحمل مسئوليته ويقدس حواسه لذلك نلاحظ أن المسيح لم يفض بنعمته ويشبع الجموع إلا بعد أن قدموا له شئ.. هو كل ما عندهم (الخمس خبزات وهذا ما نسميه الجهاد، في مقابل الجهاد تنسكب النعمة.

ولذلك نجد رقم (5) يسود خيمة الاجتماع.

الدار الخارجية 100 × 50 ذراع محيطها = 100 + 50 + 50 + 100.

الأعمدة الخارجية 20 + 10 + 10 + 20 = 60 = 5 × 12 وهذه تعني أن النعمة متاحة لكل شعب الله.

المذبح النحاس 5 × 5 ذراع.

مكونات الزيت 500 + 250 + 250 + 500.

= 5 (100 + 50 + 50 + 100) = 5 (نفس أبعاد الخيمة) والخيمة تشير لشعب الله المتمتع بنعمته.

(6).

6 = 4 + 2 إذاً هو خليقة الله حينما تكون في تضاد مع الله.

6 = 7 – 1 وإذا كان رقم 7 هو رقم الكمال. إذاً 6 هو رقم النقص.

6 = 5 + 1 إذا كان رقم 5 هو رقم النعمة وكمال عطايا الله للإنسان، فكل زيادة عليها تعتبر إفساد لعمل الله.

إذاً رقم 6 هو رقم عدم الكمال أو النقص، هو رقم الإنسان المحروم من الله، أو بدون الله، وبدون عمل المسيح. والإنسان خلق في اليوم السادس وبذلك طبع عليه رقم (6). وهو يعمل 6 أيام واليوم السابع له علاقة بسيادة الله، فهو يوم الراحة، ولذلك رقم (6) يشير للعمل إذا انفصل عن الله وأصبح بعيداً عن الراحة مع الله. رقم (6) يشير لكمال الخليقة كعمل من أعمال الله، فالله أتم عمله في 6 أيام. لكن هذه الخليقة بدون الله تصبح ناقصة، فهو يشير لكمال العالمية. والله أكمل عمل الفداء للإنسان في اليوم السادس والساعة السادسة. وعرس قانا الجليل كان به 6 أجران ماء. وحينما أضيفت لهم نعمة المسيح تحولوا لخمر رمز الفرح.

والوحش رقمه 666 رمز لكمال شره. فتكرار رقم (6) 3 مرات إثبات لكيانه ووجوده في كمال شره.

(7).

هو رقم الكمال الروحي، ويحتل مكاناً بارزاً في أعمال الله، وقد ورد الرقم 7 أكثر من أي رقم آخر. فرقم 7 ومضاعفاته ورد في العهد القديم 287مرة = 7×41. وقوله السابع Seventh ورد 98مرة = 7×14. وكلمة 7 أضعاف وردت 7 مرات وبذلك يصبح الإجمالي 287 + 98 + 7 = 392 = 8× 7×7 ورقم 70 أتي 56مرة = 7×8.

أصل الكلمة العبري Shevah واصلها Savah أي يشبع أو يمتلئ. فالله في اليوم السادس أتم الخلقة وأشبع العالم ولم يعد ينقصه شئ وفي هذا اليوم إستراح الله لأن كل شئ كان قد تم خلقه حسناً وكاملاً، ولا يمكن أن يضاف شئ لما خلقه الله (تفسير أن الله إستراح في اليوم السابع أن الخلاص تم بالصليب للبشرية الساقطة خلال اليوم السابع الذي مازلنا فيه حتى المجيء الثاني لنبدأ في الأبدية في اليوم الثامن الذي لن ينتهي) المقصود إذاً أنه خلال اليوم السابع كان كل عمل الله كاملاً لا ينقصه شيء. وكلمة Shavath معناها يتوقف / يستريح / يكف عن العمل.

وكلمة Shabbath أو Sabbath هو يوم الراحة ومنها كلمة سبت في العربية. وبهذا أصبح الأسبوع 7 أيام ويكون اليوم الثامن تكرار للأول وسفر الرؤيا يتكرر فيه هذا الرقم كثيراً 7 كنائس / منائر / سبع ختوم.... وإيليا استراح بظهور الغمامة بعد صلاته السابعة، ونعمان السرياني بعد أن إغتسل 7 مرات استراح من مرضه، وأسوار أريحا سقطت بعد الدورة السابعة في اليوم السابع. وأول إنسان صعد للسماء كان أخنوخ السابع من آدم. وأعياد اليهود 7 والأعياد السيدية الكبرى في الكنيسة القبطية7. والأعياد السيدية الصغرى 7 وأسرار الكنيسة 7 وأصوامها 7 وصلوات الأجبية 7.

7 = 6 + 1 (الإنسان الناقص لو أضيف له عمل الله يكمل) قوتي في الضعف تكمل.

(8).

في العبرية 8 = شيمونة وأصل الكلمة يُسَمِّنْ to make fat إذاً هو رقم يشير للوفرة.

الأسبوع ينتهى يوم السبت فيكون يوم الأحد هو الأول في أسبوع جديد. والله خلق البشرية فى 6 أيام وها نحن نحيا الآن فى اليوم السابع، وبنهاية اليوم السابع يبدأ اليوم الثامن للخليقة وهو بلا نهاية، وفيه يكون لنا حياة أبدية. ولذلك يصبح رقم 8 معبرا عن الحياة الأبدية بعد نهاية هذه المرحلة الزمنية التي نحياها الآن في اليوم السابع. والمسيح قام في اليوم الثامن أي في بداية الأسبوع الجديد، منذ دخل أورشليم يوم أحد الشعانين.

والكتاب المقدس ذكر 8 معجزات إقامة من الموت، هؤلاء قاموا وبدأوا حياة جديدة.

السيد المسيح أقام 3 (ابن أرملة نايين - ابنة يايرس - لعازر).

وبطرس أقام (طابيثا) وبولس أقام (أفتيخوس).

والعهد القديم به 3 معجزات إقامة (إيليا أقام ابن أرملة صرفة صيدا) وإليشع أقام ابن الشونمية. وعظام إليشع أقامت ميت.

وبداية عهد جديد مع الله في العهد القديم كان بالختان في اليوم الثامن.

وبداية العالم الجديد الذي بدأ حياة جديدة بعد الطوفان كان بثمان أنفس.

وقدس أقداس الهيكل = 20×20×20 = 8 × 1000 فقدس أقداس الهيكل يشير للسماء. بينما قدس أقداس الخيمة = 10×10×10 = 1×1000 فهو إشارة للسمائيات على الأرض. وأسماء المسيح فيها مضاعفات رقم8 (الحساب بحسب الحروف اليونانية).

يسوع (إيسوس) = 888. المسيح (خريستوس) = 8×185.

الرب (كيريوس) = 800 = 8×100. مخلص (سوتير) = 8 × 8 × 22.

المسيا = 656 = 8×82.

فإذا كان رقم 8 هو رقم الحياة الأبدية فى اليوم الثامن، ورقم 8 يعبر عن إسم يسوع كما رأينا، فنفهم أن يسوع هو الحياة الأبدية.

ما بين الرقم 3 والرقم 8.

آدم خلقه الله فى اليوم السادس ومات فى اليوم السادس للخليقة، ليقوم فى اليوم الثامن ليحيا أبديا فى المسيح الذى فدانا. وكأن آدم سيقوم فى اليوم الثالث لموته. وبنفس الطريقة مات المسيح على الصليب يوم الجمعة وقام فى اليوم الثالث لصلبه أى الأحد. وبهذا نجد تطابق بين رقمى 3، 8. فرقم 3 يشير للقيامة، فالمسيح قام فى يوم الأحد وكان يوم الأحد هو اليوم 8 لدخوله لأورشليم ليحيا أبديا ونحيا فيه أبديا. وبهذا نفهم قول المسيح أنا هو القيامة والحياة (يو11: 25). القيامة (3) = نقوم فيه من الموت، والحياة (8) = أى نحيا فيه أبديا. نقوم لنحيا هذه المرة بدون موت.

(9).

هو آخر الأرقام لذلك يشير للنهاية أو خاتمة أمرٍ ما. وله علاقة برقم 6.

6 = 3 + 3 (رقم الإنسان).

9 = 3×3 (هو يمثل نهاية الإنسان) وفي نهاية الإنسان سيظهر حصيلة أعماله، لذلك هو يشير للدينونة والقضاء ونهاية كل شئ، حين يأتي إبن الإنسان ليدين العالم.

666 = 9×74.

كلمة دان بمعنى قضاء = 54 = 9×6.

كلمة غضبي = 999.

كلمة آمين = حقاً = 99 وهي تختم وتنهي كلماته.

مجموع حروف العبرية ال22 = 4995 = 5×999 (مختومة بالنعمة والدينونة) أو بالمسئولية والدينونة. ومجموع حروف اليونانية = 3999.

9 = 3×3 وإذا فهمنا أن رقم 3 هو رقم الكمال الإلهي، وبالتالي فإن مربع الرقم 3 هو تشديد على كمال الله، وكمال الله يظهر في قداسته وعدم قبوله للخطية ودينونتها. وهناك مكعب آخر 10×10×10 يظهر فيه المجد الإلهي.

(10).

هو أحد الأرقام الكاملة ويشير لكمال الترتيب الإلهي، يشير لكمال السعادة والبر حين تلتصق الخليقة (يعبر عنها برقم 7) مع الله (يعبر عنه برقم 3) 10 = 7 + 3. فالوصايا عشر فهي تحتوي لكل ما هو ضروري وكامل ويكمل الإنسان. فرقم 7 يمثل الإنسان الكامل 7 = 3 + 4 (3يمثل النفس المخلوقة على صورة الله) + 4 (الجسد المأخوذ من تراب العالم) والإنسان ملتزم بتقديم عشوره لله كإعتراف أن الكل من الله. وخيمة الاجتماع يتكرر فيها رقم 10 كثيراً، (ومضاعفاته). والعشر عذارى يمثلون البشرية.

(11).

رقم 10 كان يمثل كمال البر والسعادة حين تلتصق الخليقة بالله، ويشير لإرضاء الله في الوصايا العشر. ورقم (12) يشير لكمال سيادة الله.

11 = 12 - 1 إذاً هو يشير لأن سيادة الله غير كاملة (عب8: 2).

11 = 10 + 1 هذا يشير للتعدي على وصايا الله، وأن الخاطئ يطلب ما هو خارج حدود البر. رقم 11 هو رقم غير كامل يشير لعدم الترتيب فأصحاب الساعة الحادية عشرة أمضوا عمرهم بعيداً عن الله.

عمر المسيح على الأرض = 33 سنة = 3×11 فهو الكامل الذي حمل خطايانا وصار خطية لأجلنا.

(12).

هو رقم كامل يشير لكمال السيادة. فنجد عدد الأسباط التي تكون منها شعب الله 12 سبطاً. والسيد المسيح كان له 12 تلميذاً.

12 = 3 (رقم الله مثلث الأقانيم) × 4 (رقم العالم).

12 = 3×4 أي من يملك عليهم الله من شعوب الأرض، من هم لله.

أبعاد أورشليم السماوية = 12000 ولها 12 أساس، 12 باب وعدد المختومين = 144000 = 12×12×1000.

(13).

هو رقم مكروه عند كثير من الناس دون أن يعرفوا لذلك سبب، إلا أننا نكتشف السبب من الكتاب المقدس. فأول ذكر لرقم (13) في الكتاب المقدس كان في (تك4: 14) فلقد استعبدوا لكدر لعومر 12 سنة، وفي السنة الثالثة عشر عصوا عليه. فهو رقم عصيان وتمرد. وفي كل مرة يأتي رقم (13) أو مضاعفاته يصاحبه تمرد أو إرتداد أو فساد أو عيب أو إنحلال.

مجموعة أسماء عائلة آدم = 8×396.

مجموعة أسماء نوح وسام ويافث = 888 وبإضافة حام الملعون = 8×9×13.

مجموعة أسماء عائلة قايين = 13×9×19.

يتكرر رقم 8 في عائلات شعب الله، ورقم (13) في عائلات الأشرار فرقم 13 يدخل في عائلة لامك من نسل قايين. كلمة لعنة أناثيما = 13×42 وتكررت 6 مرات.

والكتاب يذكر 13 مجاعة. ووادي ابن هنوم (جهنم) يذكر 13 مرة.

(14).

14 = 7×2 إذاً هو مقياس مضاعف للكمال الروحي. ولذلك كانت سلسلة متى للأنساب، 3 مجموعات وكل مجموعة منها 14 جيل.

تطبيق من سلسلة أنساب المسيح.

نلاحظ أن المجموعة الثالثة في سلسلة أنساب متى والتي تبدأ بيكنيا تشمل 14 إسماً إذا بدأنا بيكنيا الذي تنتهي به المجموعة الثانية. وإذا لم نضع يكنيا في المجموعة الثالثة يصير رقم المسيح 13 في المجموعة الثالثة فهذا الذي لم يصنع خطية صار خطية لأجلنا.

وفي سلسلة لوقا نجد 77 إسماً. والمسيح يأتي فيها رقم 77.

77 = 7×11 فالمسيح الإنسان الكامل صار خطية لأجلنا، فرقم 11 هو رقم يشير للخطية.

أما رقم 14 في سلسلة أنساب متى = 2×7 (2 رقم التجسد) 7 رقم الإنسان الكامل.

راجع التفصيلات في كتاب الميلاد والعماد.

(15).

هي مضاعفات رقمي 5، 3 أي النعمة والكمال الإلهي. إذاً فرقم 15 يشير إلى الأعمال المعمولة بطاقة النعمة الإلهية. ولذلك نجد حزقيا الملك قد زاد عمره 15 سنة. وزيادة عمره هو إشارة لقيامة المسيح بقوة لاهوته المعبر عنها برقم 15.

رقم 10 هو = ى ورقم 5 هو = ه إذاً 15 = ياه وهما معاً ينطقان ياه وهو اسم الله يهوه. لذلك كان اليهود لا يستعملون هذا الاسم لخوفهم من أن يدنسوه فيتعرضوا لعقاب الله. ولذلك غيروا حروف رقم 15 بحرفين آخرين هما ت + ف = 9 + 6 = 15.

15 = 7 + 8 = إذاً يشير الرقم لطاقة الحياة، طاقة النعمة الإلهية التي أقامت المسيح الإنسان الكامل (7).

(30).

30 = 5×6 كمال النعمة في الإنسان.

وكان الكاهن يبدأ عمله في سن الثلاثين، وهكذا بدأ يوحنا المعمدان والمسيح وداود في سن الثلاثين، وهكذا يوسف في سن 30 حكم مصر. 30 = 3×10 يشير لدرجة عليا في كمال النظام الإلهي ويشير لسن النضج الذي يبدأ فيه الإنسان في خدمة الله.

(40).

هو رقم هام يتكرر كثيراً ويشير لفترة إختبار أو تجربة أو عقاب كتأديب، وليس عقاب كدينونة مثل رقم 9. هو يشير لتأديب أبناء العهد، أما 9 فهو يشير لدينونة الأعداء المقاومين لله. ويشير رقم 40 لفترة عمرنا على الأرض حيث يؤدبنا الله بنعمته.

الطوفان استمر 40 يوماً. والشعب في البرية 40 سنة. أصوام موسى وإيليا والمسيح كانت 40 يوماً. وإنذار أهل نينوى كان بأن الخراب سيقع بعد 40 يوماً إن لم يتوبوا. إذاً هو رقم يشير لفترة اختبار يعقبها بركات لمن يقبل التأديب أو عقاب ودينونة لمن يرفض.

(42).

هو رقم متعلق بضد المسيح الذي سيبقى 42شهراً (رؤ2: 11 + 5: 13) 42 = 7 (رقم كمال) × 6 (مقاومة الله) = كمال مقاومة الله.

(50).

هو رقم اليوبيل أي سنة العتق والحرية في العهد القديم. إذاً هو يشير للخلاص والراحة = 7×7 + 1 فيشير لبداية الأسبوع الثامن بعد كمال إتمام الزمان.

ورقم 50 هو يوم حلول الروح القدس على التلاميذ في العهد الجديد.

(100).

مثال الخروف الضال يشير لأن الله له قطيع 100خروف، إذا ضل منهم واحد، يذهب وراءه الراعي الصالح حتى يجده. فرقم 100 يشير لقطيع المسيح، القطيع الصغير، وهؤلاء تركوا كل شئ لأجل المسيح، فلهم 100ضعف. (لو1: 15 - 7 + يو12: 17، 39: 6 + مت29: 19).

(153).

هذا الرقم ورد في معجزة صيد السمك في (يو11: 21)، والمسيح كان قد قال لبطرس سأجعلك صياد للناس، لذلك نفهم أن هذه المعجزة تشير إلى المؤمنين الذي سيؤمنون بكرازة الرسل. والشبكة تشير للكنيسة التي تحتوي هذا العدد من المؤمنين، ورقم 153 يشير لصفات المؤمنين 153 = 3 + 50 + 100.

3 = هم مؤمنين بالله مثلث الأقانيم، وقاموا من الأموات بالإيمان والتوبة.

50 = هم معمدين حلَّ عليهم الروح القدس وحصلوا على العتق من إبليس.

100 = هم قطيع الله الذي لن يهلك منه أحد، لكن على القطيع أن يترك محبة العالم.

كلمة أبناء الله بالعبرية = 153 وباليونانية = 153×7×3.

كلمة خليقة الله = 8×153 كلمة سمك = 8×153.

كلمة شبكة = 8×153.

(666).

هم رقم اسم الوحش، وحينما سيظهر سيكون رقم اسمه 666. والله أعطانا هذا الرقم لنستدل منه على هذا الشخص حين يظهر.

رقم 6 هو رقم الكمال الإنساني العالمي الدنيوي. وبذلك يكون رقم 66 هو تعبير مشدد عن نفس الحقيقة، 666 هو تعبير أكثر تركيز، بل هو ثالوث الكمال الإنساني. هو كمال اللاكمال، أو كمال النقص، كمال العيب؟ هو أوج الكبرياء الإنساني، وإنفصاله عن الله ومقاومته للمسيح. وهذا ما سيتحقق في شخص ضد المسيح في آخر الأزمنة، والتي بدأت من الآن بظهور عبادة الشيطان في كل أنحاء العالم ورقمهم المقدس هو 666 ووصل الأمر لأن عرافة الرئيس الأمريكي الأسبق ريجان نصحته بأن يختار رقم 666 لبيته الجديد الذي يسكن فيه بعد ترك البيت الأبيض.

(½).

أول مرة نسمع فيها رقم ½ في الكتاب المقدس كانت حينما قدم عبد إبراهيم خزامة ذهب وزنها ½ شاقل لرفقة ليخطبها لإسحق إبن سيده. وعبد إبراهيم أو رئيس بيته يشير إلى الروح القدس الذي أرسله الإبن وحيد الجنس، وهنا هو إسحق الإبن الوحيد الذي على حسب الوعد، والروح القدس جاءنا ليحملنا من أرضنا إلى أرضه، أي يحملنا إلى سمواته لنوجد مع العريس السماوي إلى الأبد وكان المهر الذي دفعه الابن ليس ½ شاقل ذهب بل دمه وما نحصل عليه الآن هو عربون ما سوف نحصل عليه في السماء. ما نحصل عليه الآن هو بالإيمان والرجاء ولكن ما سنحصل عليه في السماء فهو مجد لا يوصف.

ثم نسمع عن رقم ½ في (خر13: 30) "كل واحد يعطي فدية نفسه للرب لئلا يصير فيهم وبأ عندما تعدهم. هذا ما يعطيه كل من اجتاز إلى المعدودين نصف الشاقل بشاقل القدس" إذاً هو رقم فدية. ويشير لفداء المسيح أو دمه الذي اشتراني به.

وفي (1مل7: 10) نسمع قول ملكة سبأ لسليمان حين رأت مجده وحكمته بعد أن كانت قد سمعت عنه فجاءت لزيارته "فقالت للملك صحيحاً كان الخبر الذي سمعته في أرضي عن أمورك وعن حكمتك. ولم أصدق الأخبار حتى جئت وأبصرت عيناي فهوذا النصف لم أخبر به" هذا سيكون لسان حالنا في السماء حين نرى مجد الله فنقول صحيحاً كان الخبر الذي سمعناه وصحيحاً كان العربون الذي نلناه وصحيحاً كان ما آمنا به أن نراه، وقد رأيناه. ولم يكن ما عرفناه إلا النصف أي شيئاً بسيطاً من الحقيقة.

نلخص ما سبق في أن رقم 1 / 2 يُعبِّر عن خطبة المسيح لنا "خطبتكم لأقدم عذراء.." وأنه دفع مهراً هو فداؤه بدمه وصاحب هذا خيرات روحية وزمنية كعربون لما سوف نراه ونفرح به في المجد.

(1000).

هو رقم يعبر عن السماويات فالملائكة ألوف ألوف وربوات ربوات (مز 68: 17).

1000 = 10×10×10 ورقم 10 = اشارة لحفظ الوصايا. وحينما يتكرر الرقم 3 مرات فهذا اشارة لكمال حفظ الوصايا. ففى السماء لا خطية. "لا يدخلها شئ دنس".

(رؤ21: 27).

تطبيق على الأرقام من واقع خيمة الاجتماع.

تابوت العهد

أبعاد قدس الأقداس = 10 × 10 × 10 ذراع3.

= 1000 ذراع3 (ذراع مكعب).

رقم 1000 هو رقم سماوي ولكنه يعبر عن السماويات كما نحياها على الأرض. فالخيمة تشير للسماء على الأرض كقول المزمور (18: 9) "طأطأ السموات ونزل" وهكذا قال بولس الرسول "الذي أقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات" بينما بولس كان مازال على الأرض.

وقال أيضا "أن مصارعتنا ليست مع لحم ودم بل مع الرؤساء.. مع أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف2: 6 + 6: 12).

ولذلك فالخيمة أرضها ترابية لأننا مازلنا على الأرض.

أما الهيكل فلأنه يرمز للسماء نجد أبعاد قدس الأقداس 20×20×20 = 8×1000 ورقم 8 يشير للحياة الأبدية.

لذلك فالهيكل يشير للسماويات كما نحياها في الحياة الأبدية.

ولذلك نجد أن أرضية الهيكل من ذهب (1مل30: 6 + رؤ18: 21) (الذهب رمز لمجد السماء). وأبعاد القدس = 10 × 10 × 20 = 2 × 1000 ذراع3.

ورقم 2 كما رأينا يشير لأنه حدث اختلاف مع الله وأصبح البشر في تضاد بل وعداوة مع الله وتحطمت الوحدة (وهذا يعنى عدم طاعة الله فصار الإنسان يعمل ما يريده هو وليس ما يريده الله). وبالتجسد جعل المسيح الاثنين واحداً فرقم 2 يشير للتجسد، وأن المسيح جمع في طبيعته الواحدة طبيعتين، الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتية. لذلك فقدس الأقداس كان يشير للسماء وأمجاد السماء قبل التجسد. أما القدس فيشير للسماويات بعد التجسد، ولطبيعة المسيح الواحدة التي من طبيعتين. وبعد الفداء وحدنا المسيح فى جسده وصار كعريس يتحد بعروسه، وكما رأينا قبلا أن رقم ½ يشير لخطبة العروس.

أبعاد قدس الأقداس = 10 × 10 × 10 = 1 × 1 × 1 × 1000.

هذا يشير للسماء ولله متساوي الكمالات.

أبعاد القدس = 20 × 10 × 10 = 2 × 1 × 1 × 1000.

نلاحظ أن أبعاد القدس = 20 × 10 × 10.

وتكون النسبة = 2 × 1 × 1.

ودخول رقم 2 فى النسبة يشير للمسيح، فكما رأينا أن رقم 2 يشير للتجسد. وبهذا تصبح النسبة 2×1×1 وهى تشير للقدس، هى أيضا تشير لجسد المسيح. فالمسيح إتخذ بعداً جديداً بالتجسد.

أبعاد القطع داخل الخيمة.

تابوت العهد = ½ 2 × ½ 1 × ½ 1 ذراع مذبح البخور = 1×1×2 ذراع.

غطاء التابوت = ½ 2 × ½ 1 ذراع المائدة = 2 × 1 × ½ 1 ذراع.

ولو تصورنا حذف رقم الـ ½ من أبعاد القطع لصارت الأبعاد كالتالي.

تابوت العهد = 2 × 1 × 1 الله متساوي الكمالات ويعبر عن هذا التساوي.

بالأبعاد 1×1×1.

مذبح البخور = 2 × 1 × 1 وبالتجسد صار هناك بعداً جديداً يعبر.

المائدة = 2 × 1 × 1 عنه بـــ 2×1×1.

فكل ما يشير للمسيح الإله المتساوي الكمالات (1×1×1).

وبعد التجسد صار للمسيح المتأنس هذا البعد الذى يشير له (2×1×1). فرقم 2 يشير للمسيح الذى جعل الإثنين واحدا.

نلاحظ مما سبق أن 2 × 1 × 1 هى نسبة تشير للمسيح بالجسد، وكما سنرى أن القدس وتابوت العهد والمائدة ومذبح البخور كلهم يشيروا للمسيح بالجسد. لذلك فكل القطع لها نفس نسب القدس. وفي بعض الأحيان يضاف لها ½ فما معنى هذا؟

رقم ½ كما رأينا من قبل يُعبِّر عن خطبة المسيح لنا "خطبتكم لأقدم عذراء.." وأنه دفع مهراً هو فداؤه بدمه وصاحب هذا خيرات روحية وزمنية كعربون لما سوف نراه ونفرح به في المجد.

وبإضافة رقم ½ للقطع.

ويصبح تابوت العهد: ½2 × ½1 × ½1 إشارة لدخول الكنيسة عروس المسيح للسماء بعد المجئ الثانى، فالتابوت يوضع فى قدس الأقداس الذى يشير للسماء. وذلك بحسب وعد المسيح وكتطبيق للآية "أنا ذاهب لأعد لكم مكاناً وحيث أكون أنا تكونون أنتم" فنحن فيه (هذا معنى دخول رقم ½ فى التابوت). وهناك سنرى مجده وسنراه بالعيان. هذا يشير للمجد الحقيقي الذي لنا في المسيح والذي سنحصل عليه في السماء بالعيان.

المائدة: 2×1× ½1 وهى تمثل المسيح في شركة مع شعبه وعروسه الكنيسة هنا على الأرض. والمسيح ممثل هنا بالنسبة1×1×2 والكنيسة ممثلة برقم ½. وهذا يعني أننا في مجد غير منظور، نحصل عليه بالإيمان إذ صرنا فى المسيح.

فالله يطلب من الشعب أن يقدم له خبزاً يوضع على المائدة سخناً ثم يأكله الكهنة بعد أسبوع ويقدم غيره، فمن هو هذا الخبز سوى المسيح الذي من عند الله. يقدمه الكهنة على المذبح ثم يأكلونه. هذا هو المسيح الذي دخل في شركة مع البشر، الخبز النازل من السماء لنأكله ونحيا به (يو6: 58).

والمائدة لها بعد واحد به رقم ½، أما التابوت فعلى الثلاث أبعاد نجد رقم ½. فما نراه وما حصلنا عليه هنا هو مجرد عربون وعلى مستوى واحد وهو الإيمان ونحصل عليه فى سر الإفخارستيا (المائدة). أما هناك فما نحصل عليه فعلي ثلاثة أبعاد أي مجسم ومنظور (التابوت). أما ما نحصل عليه هنا فبالإيمان فقط دون أن نرى شئ.

مذبح البخور: 2×1×1 وهو يمثل المسيح الواقف أمام عرش الله كشفيع كفارى وحيد عن البشر لذلك لا نسمع عن رقم ½ هنا فلا دور لنا في شفاعة المسيح عنا. ولا نسمع عن رقم ½ فى المرحضة أيضا التى تمثل عمل الروح القدس.

وسنأتي لشرح كل قطعة على حدة فى الإصحاحات التالية.

يقول الرب لملاك كنيسة لاودكية "من يغلب فسأعطيه أن يجلس معى فى عرشى كما غلبت أنا أيضا وجلست مع أبى فى عرشه" (رؤ3: 21). فهل هناك عرش للآب وعرش للإبن؟ حاشا. فالآب والإبن واحد. لكن عرش الآب هو تعبير عن مجد الآب (غطاء التابوت). وجلوس الإبن عن يمين الآب = الإبن بناسوته صار له نفس مجد الآب الذى هو نفس مجد لاهوت الإبن الأزلى. ويصبح تعبير عرش الإبن الذى نجلس فيه = يكون لنا الجسد الممجد إذ ينعكس علينا مجد الإبن وكل واحد بحسب درجته وحسب تعبه وجهاده على الأرض (مثل الأمناء لو19: 21 – 27) + "نجما يمتاز عن نجم فى المجد" (وراجع تفسير يو17: 5 + رؤ3: 21 + 1كو15: 41).

والآن لنرى ماذا تعنى أبعاد الغطاء ولماذا دخل رقم ½ هنا: -.

غطاء تابوت العهد: ½2 × ½1 وهو يمثل الله على عرشه في مجده وفي سمائه وحوله ملائكته يحكم ويقضي، هو الجالس على الشاروبيم.

خلق الله الملائكة أولا وكانوا أرواحا فقط وسقط بعضهم وصاروا شياطين. وكان الملائكة على صورة الله، فكان القديس يوحنا اللاهوتى فى سفر الرؤيا يخطئ ويسجد للملاك إذ كان يظن أنه المسيح (رؤ22: 8، 9). وبسقوط الشيطان خسر صورته النورانية.

ثم خلق الله الإنسان من جسد وروح. وسقط الإنسان وإنفصل عن الله إذ دنس الإنسان نفسه جسدا (بخطايا كالزنا مثلا) وروحا (بخطايا كالكبرياء مثلا).

ولأن الله يحب كل خليقته تجسد المسيح ليفدى الإنسان، ولكن الله لم يفعل نفس الشئ مع الشيطان لأن طبيعة الملائكة لا يوجد فيها تردد، الملاك يأخذ قراره ولا يتراجع فيه. أما الإنسان فهو يخطئ ويندم ويتوب وذلك لضعف جسده. وكان التجسد وبه يتحد الله بطبيعتنا الجسدية المائتة فيعطيها حياة ويقدس الجسد.

فمن يؤمن ويمارس التوبة وباقى أسرار الكنيسة يظل ثابتا فى المسيح، وهذا يعبر عنه الرقم ½ الذى يشير لثبات العروس (الكنيسة) فى عريسها (المسيح)، أما من يُصِّر على الخطية فهو يظل منفصلا عن الله. ومن هو ثابت فى المسيح يكون له نصيب أن يأخذه المسيح فيه إلى أمجاد السماء، وهذا رأيناه فى تابوت العهد. فنحن سندخل السماء بأجسادنا التى تقدست فى المسيح، ولكنها ستكون أجساد ممجدة وثابتة فى المسيح.

ولنلاحظ الآيات التالية: -.

"ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب فىَّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا... أنا فيهم وأنت فىَّ ليكونوا مُكَمَّلين إلى واحد" (يو17: 21 – 23).

"من إلتصق بزانية هو جسد واحد... وأما من التصق بالرب فهو روح واحد" (1كو6: 16، 17).

"وتصنع كروبين من ذهب. صنعة خراطة تصنعهما على طرفى الغطاء" (خر25: 18). (خراطة المقصود بها أن كتلة الذهب التى يصنع منها الغطاء، تكون كتلة واحدة ثم تُبْرَد بالأدوات كالإزميل والمبرد لتشكيل الغطاء والكاروبين فوقه. فهم لم يصنعوا الغطاء وحده والكاروبين وحدهما ثم تم قاموا بتركيب الكاروبين فوق الغطاء).

هذه الآيات تشير لأن الله يريد الوحدة، هو خلق الملائكة فى وحدة معه (الكاروبيم والغطاء قطعة واحدة)، ولكن الخليقة لأنها على صورة الله، والله حر، كانت الملائكة حرة أن تستمر فى وحدة مع الله أو تنفصل عنه، ولقد فعلها الشيطان وإنفصل، والله حزن لذلك (وراجع إش14، حز28) تجد أن الله يرفع مرثاة على هذا الملاك الساقط.

وهكذا كان الإنسان فى وحدة مع الله إذ أن حياته هى نفخة من الله. وسقط الإنسان وإنفصل عن الله ومات، فكيف تعود الوحدة بين الله والإنسان، والله روح والإنسان روح وجسد؟ لذلك تجسد إبن الله ليتحد بجسدنا ويقدسه فيمكن للجسد حينئذ أن يدخل السماء.

وبحسب قانون الحرية إذ قد خلقنا الله أحرارا، فمن يريد أن يسلك بحسب شهواته ويدنس جسده ينفصل عن الله كما فعل الشيطان.

أما من يستجيب للسيد المسيح الذى قال "إثبتوا فىَّ وأنا فيكم" ويجاهد لكى يثبت فى المسيح، يحمله المسيح إلى حضن الآب، ويصير مع الرب روح واحد. وهذا معنى وجود رقم ½ فى غطاء تابوت العهد.

فى غطاء تابوت العهد نرى الوحدة بين الله وملائكته. وفى التابوت نجد المسيح الذى إتحد بجسدنا ليحملنا إلى حضن الآب وتعود صورة الوحدة التى أرادها الله للخليقة منذ البدء. وهذا ما كان المسيح يصلى من أجله فى صلاته الشفاعية "ليكونوا هم أيضا واحدا فينا" (يو17: 21).

هذه الوحدة مع الله "واحدا فينا" هى المقصودة بوجود الرقم ½ فى غطاء التابوت.

وتابوت العهد بهذا نرى فيه ما كان الله يريده منذ البدء أن يخلق الملائكة ويخلق البشر والكل يكونوا واحدا فيه. وراجع قول القديس بولس الرسول فى (أف1: 10 + 3: 15) "لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شئ فى المسيح ما فى السموات وما على الأرض فى ذاك" + "الذى منه تسمى كل عشيرة فى السموات وعلى الأرض". ويقول بولس الرسول أيضا "وإياه جعل رأسا فوق كل شئ للكنيسة. التى هى جسده ملء الذى يملأ الكل فى الكل" (أف1: 22، 23). فالمسيح صار رأسا للملائكة والبشر، هو جمع الكل فيه وحمل الكل إلى حضن الآب. وهذه هى صورة الوحدة التى أرادها الله "كى يكون الله الكل فى الكل" (1كو15: 28).

فمن قَبِلَ الخضوع للرب عن حب يصير واحدا معه فى الروح سواء من الملائكة الذين إستمروا فى محبتهم لله والخضوع له، أو من البشر الذين أخطأوا وندموا وتابوا وعادوا فهؤلاء سينعمون بحضن الآب وبقبلته كما فرح بها الإبن الضال حين عاد.

يقول ربنا يسوع المسيح أن من يحبه يحفظ كلامه أى يطيع وصاياه عن حب. ومن يفعل يحبه الآب، ويقول الرب يسوع لمن يفعل هذا "وإليه نأتى وعنده نصنع منزلا" (يو14: 23). وقطعا لا يوجد الآن من يطيع طاعة كاملة، ومن يقول أنه لا يخطئ يضل نفسه (1يو1: 8). ولكن الروح القدس يسكب محبة الله فى قلوبنا (رو5: 5) فيساعدنا على أن نطيع. وسوف نظل فى هذا الجهاد بمعونة النعمة طوال حياتنا على الأرض وإلى أن نصل للسماء. وهناك فى السماء سيكون الحب كاملا والطاعة كاملة وهناك يسكن الله معنا وفينا للأبد "هوذا مسكن الله مع الناس".

أما من رفض وتمرد وقاوم الله فهؤلاء سيخضعون أيضا ولكن لن يكون لهم علاقة بهذه الوحدة ولا حضن الآب فهم إختاروا أن يكونوا فى حالة عداوة مع الله.

فمن يخضع الآن عن طاعة وحب فله حضن الآب، أما من يتمرد ويعاند فسيسمع "أضع أعداءك موطئا لقدميك" (مز110: 1).


[3] لاحظ أن كلمة المحلة تترجم المعسكر أو المخيم.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الخامس والعشرون - سفر الخروج - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثالث والعشرون - سفر الخروج - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر الخروج الأصحاح 24
تفاسير سفر الخروج الأصحاح 24