الأَصْحَاحُ الخَامِسُ عَشَرَ – سفر أعمال الرسل – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر أعمال الرسل – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الخَامِسُ عَشَرَ

مجمع أورشليم وبداية الرحلة الثانية.

(1) المؤمنون من الأمم والختان أ (ع 1 - 5):

1 وَانْحَدَرَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ، وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ الإِخْوَةَ أَنَّهُ: «إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا حَسَبَ عَادَةِ مُوسَى، لاَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَخْلُصُوا. » 2فَلَمَّا حَصَلَ لِبُولُسَ وَبَرْنَابَا مُنَازَعَةٌ وَمُبَاحَثَةٌ لَيْسَتْ بِقَلِيلَةٍ مَعَهُمْ، رَتَّبُوا أَنْ يَصْعَدَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا وَأُنَاسٌ آخَرُونَ مِنْهُمْ إِلَى الرُّسُلِ وَالْمَشَايِخِ، إِلَى أُورُشَلِيمَ، مِنْ أَجْلِ هَذِهِ الْمَسْئَلَةِ. 3فَهَؤُلاَءِ، بَعْدَ مَا شَيَّعَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ، اجْتَازُوا فِى فِينِيقِيَةَ وَالسَّامِرَةِ يُخْبِرُونَهُمْ بِرُجُوعِ الأُمَمِ، وَكَانُوا يُسَبِّبُونَ سُرُورًا عَظِيمًا لِجَمِيعِ الإِخْوَةِ. 4 وَلَمَّا حَضَرُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ، قَبِلَتْهُمُ الْكَنِيسَةُ وَالرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ، فَأَخْبَرُوهُمْ بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُمْ. 5 وَلَكِنْ، قَامَ أُنَاسٌ مِنَ الَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا مِنْ مَذْهَبِ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا: «إِنَّهُ يَنْبَغِى أَنْ يُخْتَنُوا، وَيُوصَوْا بِأَنْ يَحْفَظُوا نَامُوسَ مُوسَى. ».

العدد 1

ع1:

من اليهودية: حيث أورشليم مركز العبادة اليهودية، فالذين آمنوا بالمسيح هناك يشعرون بمسئوليتهم عن رعاية باقى الكنائس فى العالم لأن المسيح صلب فى أورشليم، ولأنهم مازالوا متمسكين بالشريعة الموسوية التى عاشوها طوال حياتهم وعاجزين عن إدراك أنها كانت رمزا وتمهيداً للمسيحية.

جاء بعض المسيحيين من أصل يهودى، والذين لم يقتنعوا برؤيا بطرس وعماد كرنيليوس، وأصبحوا بعد ذلك جذوراً للبدعة الإبيونية التى ظهرت فى نهاية القرن الأول وتسلسل منها الآن الأدفنتست أو السبتيين، هؤلاء جاءوا من أورشليم إلى أنطاكية يعلمون المسيحيين الذين من أصل أممى أنه يجب أن يختتنوا ويحفظوا الطقوس اليهودية كلها حتى ينالوا الخلاص.

العدد 2

ع2:

منازعة ومباحثه: احتد النقاش بين بولس وبرنابا من ناحية، وبين المسيحيين من أصل يهودى الآتين من اليهودية من ناحية أخرى، ولم يصلوا إلى اتفاق واحد.

رتبوا: اتفق المجتمعون من الحزبين على الرجوع إلى رئاسة الكنيسة الممثلة فى الرسل، الذين جعلوا مركزهم أورشليم ويخرجون منها للتبشير ثم يعودون إليها. وهذا ما ذكر فى (غل2: 1 - 9) أن بولس صعد إلى أورشليم بموجب إعلان إلهى، أى أن الله أمره أن يذهب إلى أورشليم ليأخذ قرارًا من مجمع الرسل فى هذا الأمر، ووافق المجتمعون على ذلك.

أناس آخرون: مندوبون عن كنيسة أنطاكية.

المشايخ: القسوس أى الكهنة المعاونين للرسل. وهنا يظهر أن رئاسة الكنيسة هى مجمع الرسل والكهنة الذى هو الآن مجمع الأساقفة المسمى بالمجمع المقدس.

قاوم بولس وبرنابا الآتين من اليهودية كثيرًا، ثم رتبوا أن يصعدا مع بعض مسيحى أنطاكية إلى الرسل والقسوس فى أورشليم لبحث هذا الأمر.

العدد 3

ع3:

سرورًا عظيما: لم يكن المسيحيون فى لبنان (فينيقية) والجزء الشمالى من بلاد اليهود (السامرة) متعصبين للشريعة الموسوية، لأنهم تهاونوا منذ زمان عن التمسك بها، ففرحوا بإيمان الأمم دون تهودهم.

خرج بولس وبرنابا مرسلين رسمياً من كنيسة أنطاكية إلى أورشليم واجتازوا فى فينيقية والسامرة، وأخبروا بإيمان الأمم وانضمامهم للكنيسة ففرح المؤمنون بذلك.

العدد 4

ع4:

وصل الرسولان ومن معهما إلى أورشليم فرحبت بهم كنيستها كوفد رسمى من كنيسة أنطاكية، وقصوا على الجميع أخبار الرحلة الأولى وكيف آمن الكثيرون من الأمم وتعمدوا وصاروا مسيحيين، وكانت هذه الأخبار قبل انعقاد المجمع وتمهيدًا له.

العدد 5

ع5:

حضر كثيرون من المسيحيين الذين كانوا فى الأصل فريسيين، أى متمسكين بالشريعة الموسوية، وبدأوا يقاومون كلام بولس ومن معه عن إيمان الأمم، ونادوا بأهمية الختان والناموس ليخلص المؤمنون من أصل أممى.

 هنا نرى سعة قلب الكنيسة، فهى لا ترفض رأيا إلا بعد مناقشة وصلاة واقتناع بالصواب وبدون تعسف، وهذا هو الأسلوب السليم فى قيادة الكنيسة حتى يقتنع الكل وتعطى فرصة للمبتدعين أن يتوبوا.

ليتك تطبق هذا فى بيتك حتى تكسب كل أفراد أسرتك، واحترم آراء أبنائك حتى لو كانوا صغاراً، واقنعهم بالصواب بطول أناة.

(2) خطاب بطرس أ (ع 6 - 12):

6فَاجْتَمَعَ الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ لِينْظُرُوا فِى هَذَا الأَمْرِ. 7فَبَعْدَ مَا حَصَلَتْ مُبَاحَثَةٌ كَثِيرَةٌ، قَامَ بُطْرُسُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنْذُ أَيَّامٍ قَدِيمَةٍ، اخْتَارَ اللهُ بَيْنَنَا، أَنَّهُ بِفَمِى، يَسْمَعُ الأُمَمُ كَلِمَةَ الإِنْجِيلِ وَيُؤْمِنُونَ. 8 وَاللَّهُ الْعَارِفُ الْقُلُوبَ، شَهِدَ لَهُمْ، مُعْطِيًا لَهُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ كَمَا لَنَا أَيْضًا. 9 وَلَمْ يُمَيِّزْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ بِشَىْءٍ، إِذْ طَهَّرَ بِالإِيمَانِ قُلُوبَهُمْ. 10فَالآنَ، لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ اللهَ بِوَضْعِ نِيرٍ عَلَى عُنُقِ التَّلاَمِيذِ، لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلاَ نَحْنُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟ 11لَكِنْ، بِنِعْمَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، نُؤْمِنُ أَنْ نَخْلُصَ كَمَا أُولَئِكَ أَيْضًا. » 12فَسَكَتَ الْجُمْهُورُ كُلُّهُ. وَكَانُوا يَسْمَعُونَ بَرْنَابَا وَبُولُسَ يُحَدِّثَانِ بِجَمِيعِ مَا صَنَعَ اللهُ مِنَ الآيَاتِ وَالْعَجَائِبِ فِى الأُمَمِ بِوَاسِطَتِهِمْ.

العدد 6

ع6:

الرسل والمشايخ: سواء الموجودين فى أورشليم، أو أتوا من بلاد اليهودية المجاورة وكونوا بهذا أول مجمع فى تاريخ الكنيسة عام 50م.

انعقد مجمع من الرسل والكهنة، وحدثت بينهم مناقشات كثيرة حول ضرورة الختان والناموس للمؤمنين من عدمه.

العدد 7

ع7:

مباحثة كبيرة: فى بداية المجمع، استمر النقاش مدة طويلة، بين بولس ومن معه وبين المسيحيين من أصل يهودى، على أهمية الختان والناموس فى الخلاص.

أيام قديمة: منذ حوالى 10 سنوات، حين بشر كرنيليوس فى قيصرية.

قام بطرس بعرض وجهة نظره، إذ أنه كان أول من كرز للأمم بإعلان إلهى عندما بشَّر كرنيليوس ومن معه.

العدد 8

ع8:

العارف القلوب: الذى يعلم استعداد قلوب البشر للإيمان.

شهد لهم: بكرازة بطرس.

معطيا لهم الروح القدس: الذى ظهرت مواهبه فى تكلمهم بالألسنة، فنالوا نفس قوة الروح القدس التى نالها المسيحيون من أصل يهودى.

شرح بطرس كيف حل الروح القدس على الأمم قبل أن يعتمدوا، لتظهر موافقة الله على معموديتهم دون ختان أو حفظ لوصايا الناموس.

العدد 9

ع9:

إن إيمان الأمم بالمسيح قد طهر قلوبهم دون فرق بينهم وبين المؤمنين من اليهود.

العدد 10

ع10:

تجربون الله: نضع شروطا للخلاص لم يضعها الله، فقد اشترط الإيمان والمعمودية والحياة فى الكنيسة ولم يطلب الختان والناموس من المسيحيين.

إن كان الله قد قبل الأمم، فكيف نطلب منهم دليلا على إيمانهم وهو الختان وحفظ الناموس، فنحن بهذا نجرب الله خاصة أن اليهود عجزوا عن حفظ الناموس كله، فكيف نطالب الأمم بذلك.

العدد 11

ع11:

نعمة الرب يسوع: التى تعطى الإيمان والأسرار المقدسة.

نخلص: نحن المسيحيين من أصل يهودى.

أولئك: المسيحيين من أصل أممى.

إن نعمة الله هى المخلصة للكل بالإيمان.

العدد 12

ع12:

سكت السامعون دليلاً على موافقتهم، وبدأ بولس وبرنابا يوضحان المعجزات التى تمت مع الأمم بواسطتهما فى رحلتهما.

 شجع البعيدين عن الله ليرتبطوا بالكنيسة، مظهراً محبة الله للكل وخاصة الخطاة. لا تطالبهم بأمور كثيرة، وأعطِ فرصة لتحرك محبتهم أولاً نحو الله.

(3) خطاب يعقوب أ (ع 13 - 21):

13 وَبَعْدَ مَا سَكَتَا، أَجَابَ يَعْقُوبُ قَائِلاً: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، اسْمَعُونِى. 14سِمْعَانُ قَدْ أَخْبَرَ كَيْفَ افْتَقَدَ اللهُ أَوَّلاً الأُمَمَ، لِيأْخُذَ مِنْهُمْ شَعْبًا عَلَى اسْمِهِ. 15 وَهَذَا، تُوافِقُهُ أَقْوَالُ الأَنْبِيَاءِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: 16 "سَأَرْجِعُ بَعْدَ هَذَا وَأَبْنِى أَيْضًا خَيْمَةَ دَاوُدَ السَّاقِطَةَ، وَأَبْنِى أَيْضًا رَدْمَهَا وَأُقِيمُهَا ثَانِيَـةً، 17لِكَىْ يَطْلُبَ الْبَاقُونَ مِنَ النَّاسِ الرَّبَّ، وَجَمِيعُ الأُمَمِ الَّذِينَ دُعِى اسْمِىَ عَلَيْهِمْ"، يَقُولُ الرَّبُّ الصَّانِعُ هَذَا كُلَّهُ. 18مَعْلُومَةٌ عِنْدَ الرَّبِّ مُنْذُ الأَزَلِ جَمِيعُ أَعْمَالِهِ. 19لِذَلِكَ، أَنَا أَرَى أَنْ لاَ يُثَقَّلَ عَلَى الرَّاجِعِينَ إِلَى اللهِ مِنَ الأُمَمِ، 20بَلْ يُرْسَلْ إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ نَجَاسَاتِ الأَصْنَامِ وَالزِّنَا وَالْمَخْنُوقِ وَالدَّمِ. 21لأَنَّ مُوسَى، مُنْذُ أَجْيَالٍ قَدِيمَةٍ، لَهُ فِى كُلِّ مَدِينَةٍ مَنْ يَكْرِزُ بِهِ، إِذْ يُقْرَأُ فِى الْمَجَامِعِ كُلَّ سَبْتٍ. ».

العدد 13

ع13:

يعقوب: هو يعقوب بن حلفى أحد الإثنى عشر رسولاً، ابن خالة المسيح وأسقف أورشليم، وكاتب رسالة يعقوب والمسمى البار وهو رئيس مجمع أورشليم.

تحدث القديس يعقوب، وطلب إصغاء الجميع.

العدد 14

ع14:

أوضح يعقوب الرسول أن الله قد قبل الأمم فى الإيمان على يد بطرس عندما عمد كرنيليوس ومن معه، ثم أكد قبوله لهم على يد بولس وبرنابا عندما بشرا وأسسا كنائس بين الأمم.

الأعداد 15-18

ع15 - 18:

بعد هذا: بعد انحراف العبادة اليهودية فى الانشغال بالحرف لا الروح، بل أهمل اليهود وانشغلوا بشهواتهم، فتعرضت الأمة اليهودية للسبى وهدم الهيكل.

خيمة داود الساقطة: يقصد خيمة الاجتماع، أى العبادة اليهودية التى انحرفت وسقطت فى نظر الله.

ردمها: تهدمت هذه العبادة ولكن الله يعيدها ويكملها من خلال العبادة المسيحية.

الباقون من الناس: غير اليهود الساكنين حولهم.

الأمم الذين دعى اسمى عليهم: كل البشر مخلوقون على صورة الله ومثاله وهم أبناء الله ويدعوهم فى ملء الزمان للإيمان بالمسيح.

الصانع هذا كله: الذى خلق البشر واختار اليهود شعبا خاصًا له، ثم تجسد وتمم الفداء ويقبل اليهود والأمم فى الإيمان بالمسيح.

معلومة عند الرب: كل ما سبق هو فى تدبير الله منذ الأزل أن يفدى كل البشر ويقبلهم فى الإيمان به.

أعلن يعقوب أن قبول الأمم قد تنبأ به الأنبياء كما فى (عا9: 11، 12)، أن الله سيعيد بناء الكنيسة اليهودية التى ضلت، ثم يقبل الأمم أيضا لأن الله للكل ويدعو الكل فهو خالقهم وهذه خطته الأزلية.

العدد 19

ع19:

يثقل: يُطَالَب المسيحيون من أصل أممى أن يتمموا الشريعة الموسوية لكى ما يخلصوا.

الراجعين إلى الله: التاركين عبادة الأوثان ليؤمنوا بالمسيح.

أعلن يعقوب أن رأيه هو عدم مطالبة المسيحيين من أصل أممى بالختان والناموس.

العدد 20

ع20:

الدم: منعت الشريعة الموسوية شرب الدم (تث12: 16)، وكذلك المسيحية لأن الدم يمثل حياة الإنسان، فمن يشرب دماً كأنه يسفك دم غيره ويستهين بحياته، وقد كان هذا يحدث فعلاً عندما يقتل إنسان آخر ويشرب من دمه انتقاما منه، وما زال حتى الآن نجد الواحد يهدد الآخر بقوله (سأشرب من دمك).

اكتفى يعقوب أن يطالب المسيحيين من أصل أممى بالامتناع عن الاحتفالات بولائم أعياد الأصنام النجسة وعدم ممارسة الزنا الذى كان جزءًا من عبادة الأصنام، وعدم أكل الحيوانات المخنوقة لأن دمها ما زال فيها، وكذلك عدم شرب الدم وهما من محرمات الشريعة.

العدد 21

ع21:

موسى: يقصد أسفار موسى الخمسة التى تنهى عن الزنا وشرب الدم.

أجيال قديمة: منذ مئات السنين.

كل مدينة: المدن التى هاجر إليها اليهود وكذلك فى مدن اليهودية، أقاموا مجامع تقرأ فيها الأسفار المقدسة.

كل سبت: يوم الراحة الذى يخصص للعبادة وحضور المجامع.

من المعروف فى العالم كله عن طريق مجامع اليهود أن الناموس يمنع أكل المخنوق والدم، فيجب على المسيحيين من أصل أممى أن يلتزموا بعدم أكل أو شرب الدم وكذلك عدم الزنا، مثل أخوتهم من أصل يهودى، فهذا ضرورى لكل المسيحيين، فالدم مثير للشهوة والزنا خطية صعبة.

 إبعد عن مخالطة الأشرار حتى لا تشترك فى خطاياهم، وافتح قلبك بالحب للكل فى علاقات عامة، مصليا لأجلهم وملتزما بسلوك حسن فتكون قدوة للجميع.

(4) إبلاغ قرارات المجمع أ (ع 22 - 35):

22حِينَئِذٍ، رَأَى الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ مَعَ كُلِّ الْكَنِيسَةِ، أَنْ يَخْتَارُوا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، فَيُرْسِلُوهُمَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا: يَهُوذَا الْمُلَقَّبَ بَرْسَابَا، وَسِيلاَ، رَجُلَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِى الإِخْوَةِ. 23 وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ هَكَذَا: «اَلرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ وَالإِخْوَةُ يُهْدُونَ سَلاَمًا إِلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مِنَ الأُمَمِ فِى أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ: 24إِذْ قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاسًا خَارِجِينَ مِنْ عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَالٍ، مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ، وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا النَّامُوسَ، الَّذِينَ نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ، 25رَأَيْنَا، وَقَدْ صِرْنَا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ وَنُرْسِلَهُمَا إِلَيْكُمْ مَعَ حَبِيبَيْنَا بَرْنَابَا وَبُولُسَ، 26رَجُلَيْنِ قَدْ بَذَلاَ نَفْسَيْهِمَا لأَجْلِ اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 27فَقَدْ أَرْسَلْنَا يَهُوذَا وَسِيلاَ، وَهُمَا يُخْبِرَانِكُمْ بِنَفْسِ الأُمُورِ شِفَاهًا. 28لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ غَيْرَ هَذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ: 29أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ، وَعَنِ الدَّمِ، وَالْمَخْنُوقِ، وَالزِّنَا، الَّتِى إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا، فَنِعِمَّا تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ. ».

30فَهَؤُلاَءِ لَمَّا أُطْلِقُوا، جَاءُوا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، وَجَمَعُوا الْجُمْهُورَ وَدَفَعُوا الرِّسَالَةَ. 31فَلَمَّا قَرَأُوهَا، فَرِحُوا لِسَبَبِ التَّعْزِيَةِ. 32 وَيَهُوذَا وَسِيلاَ، إِذْ كَانَا هُمَا أَيْضًا نَبِيَّيْنِ، وَعَظَا الإِخْوَةَ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ وَشَدَّدَاهُمْ. 33ثُمَّ بَعْدَ مَا صَرَفَا زَمَانًا، أُطْلِقَا بِسَلاَمٍ مِنَ الإِخْوَةِ إِلَى الرُّسُلِ. 34 وَلَكِنَّ سِيلاَ رَأَى أَنْ يَلْبَثَ هُنَاكَ. 35أَمَّا بُولُسُ وَبَرْنَابَا، فَأَقَامَا فِى أَنْطَاكِيَةَ يُعَلِّمَانِ وَيُبَشِّرَانِ مَعَ آخَرِينَ كَثِيرِينَ أَيْضًا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ.

العدد 22

ع22:

رجلين منهم: لتأكيد قرارات المجمع، فلم يكتفوا بإرسال خطاب حتى لا يشك البعض أنه مزور بيد بولس وبرنابا.

برسابا: أى ابن سابا.

سيلا: الذى يسمى أيضا سلوانس.

حكم الرسل والكهنة وكل مجمع أورشليم بإرسال مندوبين مع بولس وبرنابا إلى أنطاكية ليمثلا كنيسة أورشليم، وهما يهوذا الملقب ابن سابا وسيلا الذى صار رفيق لبولس الرسول فى رحلته الثانية، وهما من المؤمنين المعروفين.

العدد 23

ع23:

أعطى المجمع للمندوبين المرسلين إلى كنائس سوريا وتركيا خطاباً يحمل قرارات المجمع، وبدأه بإرسال السلام.

العدد 24

ع24:

مقلبين أنفسكم: شككوا المؤمنين وأحدثوا اضطراباً فى نفوسهم.

بيَّن المجمع أن المسيحيين من أصل يهودى، الذين ذهبوا من أورشليم إلى أنطاكية ونادوا بضرورة الختان وحفظ الناموس للمؤمنين من أصل أممى، هؤلاء لم ترسلهم الكنيسة فى أورشليم.

الأعداد 25-27

ع25 - 27:

بنفس واحدة: بعد الحوار واختلاف الآراء، اتفقوا على رأى واحد.

حبيبنا: إظهار مدى ثقة ومحبة الرسل لبولس وبرنابا وبالتالى فى تعليمهما.

اجتمع رأى الكل على إرسال رسولين مع برنابا وبولس، اللذان يصفهما الرسل بأنهما قد تعرضا للموت من أجل البشارة بالمسيح، وسيخبرانهم بقرار المجمع شفاهياً أيضاً.

الأعداد 28-29

ع28 - 29:

ما ذبح للأصنام: ليس فقط اللحوم، بل كل ما يتصل بهذه الولائم من مفاسد.

نعماً تفعلون: التصرف السليم الممدوح أمام الله.

أعلن يعقوب قرار المجمع الناتج من اجتماع الروح القدس والرسل والكهنة قادة الكنيسة، فيبين أن الله هو الذى يقود الكنيسة عن طريق الصلاة ويرشدها فى كل أمورها. وكان القرار بعدم مطالبتهم بشىء إلا الامتناع عن أكل ما ذبح للأصنام وشرب الدم وأكل المخنوق والزنا.

العدد 30

ع30:

وصل المندوبون برسالة المجمع إلى أنطاكية، فجمعوا أعضاء الكنيسة وسلموهم الرسالة.

العدد 31

ع31:

عندما قُرِأَت الرسالة، فرح المؤمنون وتعزوا بها إذ تأكدوا أن إيمانهم سليم وغير محتاجين للختان والناموس، وانتهى الجدال والصدام بالكنيسة وزال الحاجز بين المسيحيين من أصل يهودى وأممى ورأوا تعضيد وفرح الكنيسة الأم فى أورشليم بهم، فكان هذا تشجيعًا على انتشار الكنيسة بين الأمم فى العالم كله.

العدد 32

ع32:

نبيين: النبوة فى العهد الجديد معناها الإخبار بالمستقبل الذى هو ملكوت السموات، أى الوعظ وتعليم الاستعداد للحياة الأبدية.

بدأ يهوذا وسيلا بوعظ الشعب بأنطاكية وتشجيعهم على الحياة الروحية وتثبيتهم فى الإيمان.

العدد 33

ع33:

بعد أن أكمل يهوذا وسيلا مهمتهما فى أنطاكية، شيعتهم الكنيسة بسلام ليعودا إلى الرسل فى أورشليم.

العدد 34

ع34:

يبدو أن بعض المؤمنين تمسكوا بسيلا ليبقى معهم، فلم يرجع مع يهوذا إلى أورشليم واستمر يخدم فى كنيسة أنطاكية.

العدد 35

ع35:

استمر بولس وبرنابا يكملان خدمتهما فى كنيسة أنطاكية التى بدآها قبل الذهاب إلى أورشليم ومجمعها، وكان معهما كثير من الخدام الذين يبشرون فى أنطاكية وما حولها من بلاد.

الروح القدس الواحد يقود الكنيسة من خلال أساقفتها وكهنتها. فليتك تلتزم بفكر الكنيسة وليس بآرائك الشخصية، وإن تحيرت فى شىء إرجع إلى آباء الكنيسة وخدامها لكى تعيش بالروح الواحد وتتفرغ للنمو فى محبة الله.

(5) بداية الرحلة الثانية أ (ع 36 - 41):

36ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ، قَالَ بُولُسُ لِبَرْنَابَا: «لِنَرْجِعْ وَنَفْتَقِدْ إِخْوَتَنَا فِى كُلِّ مَدِينَةٍ نَادَيْنَا فِيهَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ كَيْفَ هُمْ. » 37فَأَشَارَ بَرْنَابَا أَنْ يَأْخُذَا مَعَهُمَا أَيْضًا يُوحَنَّا الَّذِى يُدْعَى مَرْقُسَ. 38 وَأَمَّا بُولُسُ، فَكَانَ يَسْتَحْسِنُ أَنَّ الَّذِى فَارَقَهُمَا مِنْ بَمْفِيلِيَّةَ وَلَمْ يَذْهَبْ مَعَهُمَا لِلْعَمَلِ، لاَ يَأْخُذَانِهِ مَعَهُمَا. 39فَحَصَلَ بَيْنَهُمَا مُشَاجَرَةٌ حَتَّى فَارَقَ أَحَدُهُمَا الآخَرَ. وَبَرْنَابَا أَخَذَ مَرْقُسَ، وَسَافَرَ فِى الْبَحْرِ إِلَى قُبْرُسَ. 40 وَأَمَّا بُولُسُ فَاخْتَارَ سِيلاَ، وَخَرَجَ مُسْتَوْدَعًا مِنَ الإِخْوَةِ إِلَى نِعْمَةِ اللهِ. 41فَاجْتَازَ فِى سُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ يُشَدِّدُ الْكَنَائِسَ.

العدد 36

ع36:

بعد أيام: يظن أنها حوالى سنة قضاها بولس وبرنابا فى خدمة كنيسة أنطاكية بعد مجمع أورشليم، أى بدأوا الرحلة الثانية حوالى عام 51م.

بعد حوالى سنة، اقترح بولس على برنابا أن يقوما برحلة ثانية لافتقاد من بشروهم فى الرحلة الأولى، وللاطمئنان على أحوالهم. وهذا يشير إلى أهمية الإفتقاد لمتابعة أثر كلمة الله.

العدد 37

ع37:

كان برنابا يرى أن يأخذا مرقس ابن أخته معهما فى الرحلة التبشيرية الثانية كما فى الأولى.

العدد 38

ع38:

لم يوافق بولس، لأن مرقس لم يكمل معهما الرحلة الأولى، بل عاد من مقاطعة بمفيلية إلى أورشليم.

العدد 39

ع39:

نتيجة لاختلاف بولس وبرنابا (الذى كان بدون كراهية أو بغض، إذ أن بولس قد مدح برنابا فى (1كو9: 6)، ومدح مرقس فى (2تى 4: 11 وكو 4: 10 - 11)، ذهب كل منهما يبشر مع رفيق آخر. وهكذا تشكلت فرقتان للتبشير بدلاً من فرقة واحدة، وسافر برنابا مع مرقس لافتقاد قبرص موطن برنابا الأصلى، وهناك بشرا حتى قُتِلَ برنابا ضرباً بالعصى.

الأعداد 40-41

ع40 - 41:

مستودعا من الأخوة إلى نعمة الله: ودعوه بصلوات، ليحفظه الله أثناء رحلته التبشيرية.

ذهب بولس مع سيلا للخدمة فى سوريا وتركيا (كيليكية).

 إن حدث خلاف فى الرأى مع من حولك، فلا تفقد سلامك، واحرص أن تكون النتيجة إيجابية يرضى الله عنها حتى لو كانت مختلفة عن تفكيرك وتدبيرك، فالله يحول كل شئ للخير للذين يحبونه.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

تفاسير سفر أعمال الرسل - الأَصْحَاحُ الخَامِسُ عَشَرَ
تفاسير سفر أعمال الرسل - الأَصْحَاحُ الخَامِسُ عَشَرَ