الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ – سفر أعمال الرسل – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر أعمال الرسل – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ

بقية الرحلة الأولى.

(1) فى أيقونية (ع1 - 7):

1 وَحَدَثَ فِى إِيقُونِيَةَ أَنَّهُمَا دَخَلاَ مَعًا إِلَى مَجْمَعِ الْيَهُودِ، وَتَكَلَّمَا حَتَّى آمَنَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْيَهُودِ وَالْيُونَانِيِّينَ. 2 وَلَكِنَّ الْيَهُودَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِينَ، غَرُّوا وَأَفْسَدُوا نُفُوسَ الأُمَمِ عَلَى الإِخْوَةِ. 3فَأَقَامَا زَمَانًا طَوِيلاً يُجَاهِرَانِ بِالرَّبِّ، الَّذِى كَانَ يَشْهَدُ لِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، وَيُعْطِى أَنْ تُجْرَى آيَاتٌ وَعَجَائِبُ عَلَى أَيْدِيهِمَا. 4فَانْشَقَّ جُمْهُورُ الْمَدِينَةِ، فَكَانَ بَعْضُهُمْ مَعَ الْيَهُودِ، وَبَعْضُهُمْ مَعَ الرَّسُولَيْنِ. 5فَلَمَّا حَصَلَ مِنَ الأُمَمِ وَالْيَهُودِ مَعَ رُؤَسَائِهِمْ هُجُومٌ، لِيبْغُوا عَلَيْهِمَا وَيَرْجُمُوهُمَا، 6شَعَرَا بِهِ، فَهَرَبَا إِلَى مَدِينَتَىْ لِيكَأُونِيَّةَ: لِسْتِرَةَ وَدَرْبَةَ، وَإِلَى الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ. 7 وَكَانَا هُنَاكَ يُبَشِّرَانِ.

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

اليونانيين: الذين يحضرون مجمع اليهود وسمعوا الرسولين فآمنوا بالمسيح.

غروا وأفسدوا: أثاروهم ضد الرسولين وتعاليمهما بأنها تقاوم ديانتهم وتحدث اضطرابا فى المدينة.

الأمم: اليونانيين الوثنيين فى المدينة الذين لا يحضرون مجمع اليهود ومتمسكين بوثنيتهم، ومن أجل الشر اتحد اليهود الأشرار مع الوثنيين فى معاداة الرسولين حتى يكونوا قوة لمقاومة التبشير بالمسيح.

الإخوة: المسيحيين الذين آمنوا سواء من اليهود أو اليونانيين، وقد تضايق جداً اليهود الرافضون للإيمان أن يهودا مثلهم آمنوا بالمسيح، ويدعون اليونانيين الذين آمنوا بالمسيح إخوة، لأنهم بهذا يشعرون أنهم فقدوا تميزهم كشعب الله المختار، إذ كانوا يحتقرون الأمم.

فى مدينة إيقونية، بدأت الكرازة فى مجمع اليهود كالعادة، وآمن يهود ودخلاء كثيرون، الأمر الذى أثار من لم يؤمنوا من اليهود فأخذوا يخدعون الأمم بكلام فاسد، ويدفعونهم إلى مقاومة الذين آمنوا.

العدد 3

ع3:

يجاهران: لم يخف الرسولان من مقاومة اليهود الرافضين الإيمان بالمسيح، واستمرا يبشران اليهود والأمم بشجاعة.

يشهد لكلمة نعمته عن طريق: 1 - البراهين المقنعة فى كلام الرسولين.

2 - انضمام كثيرين للإيمان.

3 - عمل معجزات مختلفة مثل شفاء المرضى وإخراج الشياطين.

آيات وعجائب على أيديهما: معجزات لتثبيت إيمان من آمنوا ولجذب آخرين للإيمان، والثقة بكلام الله على فم الرسولين.

العدد 4

ع4:

حدث انقسام بين شعب المدينة، إذ كان بعضهم فى صف اليهود والبعض الآخر فى صف الرسولين.

العدد 5

ع5:

الأمم واليهود مع رؤسائهم: اتحد اليهود غير المؤمنين مع الأمم المتمسكين بوثنيتهم تحت قيادة رؤساء اليهود ورؤساء الأمم.

هجوم: تدبير مؤامرة للهجوم والقبض على الرسولين.

يبغوا عليهما: يظلمونهما ويتهمونهما أنهما أشرار، وقد هيجا المدينة ويبشران بأفكار خاطئة وهى دعوتهما أن يسوع هو الله.

يرجموهما: كانت نيتهم الحكم عليهما بالإعدام رجماً.

الأعداد 6-7

ع6 - 7:

فهربا: ليس خوفاً، ولكن للاستمرار فى التبشير وكسب النفوس للمسيح.

ليكأونية: ولاية أو مقاطعة فى آسيا الصغرى أى تركيا الحالية.

لسترة: مدينة كبيرة فى جنوب ليكأونية على بعد حوالى 40 ميل من أيقونية.

دربة: مدينة كبيرة فى ليكأونية على بعد حوالى 25 ميل من لسترة.

الكورة المحيطة: واضح أن الرسولين فى سفرهما إلى لسترة، ومنها إلى دربة، بشرا فى البلاد التى مرا بها.

 جميل بالإنسان ألا تعطله السلبيات، بل يجاهد دائما فى ما هو إيجابى. فإن أُغلِقَ أمامك باب لا تتضايق، بل إبحث عن الباب المفتوح واستمر فى خدمتك وأمانتك فى عملك ومحبة من حولك.

(2) فى لسترة (ع8 - 20):

8 وَكَانَ يَجْلِسُ فِى لِسْتِرَةَ رَجُلٌ عَاجِزُ الرِّجْلَيْنِ، مُقْعَدٌ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ، وَلَمْ يَمْشِ قَطُّ. 9هَذَا كَانَ يَسْمَعُ بُولُسَ يَتَكَلَّمُ، فَشَخَصَ إِلَيْهِ، وَإِذْ رَأَى أَنَّ لَهُ إِيمَانًا لِيشْفَى، 10قَالَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «قُمْ عَلَى رِجْلَيْكَ مُنْتَصِبًا. » فَوَثَبَ، وَصَارَ يَمْشِى. 11فَالْجُمُوعُ لَمَّا رَأَوْا مَا فَعَلَ بُولُسُ، رَفَعُوا صَوْتَهُمْ بِلُغَةِ لِيكَأُونِيَّةَ قَائِلِينَ: «إِنَّ الآلِهَةَ تَشَبَّهُوا بِالنَّاسِ وَنَزَلُوا إِلَيْنَا. » 12فَكَانُوا يَدْعُونَ بَرْنَابَا "زَفْسَ"، وَبُولُسَ "هَرْمَسَ" إِذْ كَانَ هُوَ الْمُتَقَدِّمَ فِى الْكَلاَمِ. 13فَأَتَى كَاهِنُ زَفْسَ، الَّذِى كَانَ قُدَّامَ الْمَدِينَةِ، بِثِيرَانٍ وَأَكَالِيلَ عِنْدَ الأَبْوَابِ مَعَ الْجُمُوعِ، وَكَانَ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَ. 14فَلَمَّا سَمِعَ الرَّسُولاَنِ بَرْنَابَا وَبُولُسُ، مَزَّقَا ثِيَابَهُمَا، وَانْدَفَعَا إِلَى الْجَمْعِ صَارِخَيْنِ 15 وَقَائِلَيْنِ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ، لِمَاذَا تَفْعَلُونَ هَذَا؟ نَحْنُ أَيْضًا بَشَرٌ تَحْتَ آلاَمٍ مِثْلُكُمْ، نُبَشِّرُكُمْ أَنْ تَرْجِعُوا مِنْ هَذِهِ الأَبَاطِيلِ إِلَى الإِلَهِ الْحَىِّ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، 16الَّذِى فِى الأَجْيَالِ الْمَاضِيَةِ، تَرَكَ جَمِيعَ الأُمَمِ يَسْلُكُونَ فِى طُرُقِهِمْ، 17مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلاَ شَاهِدٍ، وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْرًا: يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَارًا، وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً، وَيَمْلأُ قُلُوبَنَا طَعَامًا وَسُرُورًا. » 18 وَبِقَوْلِهِمَا هَذَا، كَفَّا الْجُمُوعَ بِالْجَهْدِ عَنْ أَنْ يَذْبَحُوا لَهُمَا. 19ثُمَّ أَتَى يَهُودٌ مِنْ أَنْطَاكِيَةَ وَإِيقُونِيَةَ، وَأَقْنَعُوا الْجُمُوعَ، فَرَجَمُوا بُولُسَ وَجَرُّوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ، ظَانِّينَ أَنَّهُ قَـدْ مـَاتَ. 20 وَلَكِنْ، إِذْ أَحَاطَ بِهِ التَّلاَمِيذُ، قَامَ وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ. وَفِى الْغَدِ، خَرَجَ مَعَ بَرْنَابَا إِلَى دَرْبَةَ.

العدد 8

ع8:

لم يمشى قط: يظهر هذا عجزه المسـتديم منذ سنين طويلة، وعدم وجود علاج طبى ينفعه.

فى مدينة لسترة كان هناك إنسان مقعد منذ ولادته.

العدد 9

ع9:

يسمع بولس يتكلم: يبدو أنهم كانوا يضعون هذا المقعد فى أحد الأسواق، فاتخذ بولس هذا المكان حيث تجمع الكثيرون ليعظ فيه، واهتم هذا المقعد، الذى جلس ليستعطى، بوعظ بولس وأنصت له.

إذ رأى أن له إيمانا: ظهر على وجهه علامات الاقتناع بكلام بولس، بالإضافة إلى موهبة الروح القدس فى سر الكهنوت التى ساعدت بولس أن يفهم ويعرف استعداده وإيمانه.

العدد 10

ع10:

بصوت عظيم: يظهر سلطان بولس فى الشفاء، ولينبه كل الحاضرين إلى المعجزة ليؤمنوا.

وثب: قفز، وهذا يبين حصوله على قوة فى عضلاته تمكنه ليس فقط من المشى بل القفز أيضا، وهذا يظهر قوة المعجزة.

نادى بولس المقعد أن يقوم على رجليه، فوثب وشفى فورًا.

الأعداد 11-12

ع11 - 12:

ما فعل بولس: أمره، بسلطان، للمقعد أن يقوم فقام فى الحال.

رفعوا صوتهم: هللوا بصوت مرتفع ومجدوا الآلهة.

لغة ليكأونية: لغتهم المحلية، وفى نفس الوقت كانوا يعرفون اللغة اليونانية التى يعظ بها بولس لأنها اللغة المنتشرة فى العالم كله، ولكن الإنسان عندما ينفعل يتكلم بتلقائية بلغته الأصلية مهما كان يجيد اللغة الأجنبية.

انبهر جموع السامعين ونطقوا باللغة المحلية التى لم يفهمها الرسولان، وهذا يؤكد أن الروح القدس لم يعطهما موهبة التكلم بالألسنة أو الترجمة فى هذا الموقف، لأنهما كانا يتكلمان باللغة اليونانية وقالوا أن بولس وبرنابا هما الإلهان هرمس وزفس. وكان هرمس هو إله الفصاحة اليونانى ورمزه الكوكب عطارد، وزفس هو إله الآلهة ورمزه المشترى، وكان فى اعتقادهم أن هرمس هو المترجم والمتكلم عن زفس، لذا ظنوا أن بولس هو هرمس لأنه يعظ ويتكلم أكثر من برنابا، برنابا هو زفس إله الآلهة والمتقدم عن كل الآلهة.

العدد 13

ع13:

قدام المدينة: حيث يقام تمثال أو معبد للآلهة.

الأبواب: أبواب المدينة بالقرب من معبد الآلهة.

الجموع: هذا يبين أن شعب المدينة كان كله أو على الأقل معظمه من الوثنيين.

جاء كاهن زفس بالثيران، وهى أعظم الذبائح والأكاليل التى تستخدم فى عبادة الأوثان ليقدمها إليهما.

العدد 14

ع14:

سمع: لم يفهم الرسولان فى البداية كلام الجمع لأنه بلغة غريبة عنهما، ولكن لما رأيا تحرُك الجموع نحو أبواب المدينة وإعدادهم الثيران والأكاليل، سألا عما يحدث فأخبروهما باعتقادهم أنهما الآلهة زفس وهرمس ويريدون أن يقدموا لهما العبادة والإكرام اللائق بهما.

مزقا ثيابهما: عادة يهودية وموجودة أيضا عند بعض الشعوب مثلما فى صعيد مصر تعبيرا عن الحزن الشديد أو الضيق.

صارخين: كان لابد أن يصرخا لأن الجمع كان يتكلم بل ويصرخ، فاضطرا للصراخ حتى يسمعوهما.

العدد 15

ع15:

لماذا تفعلون هذا: يوبخانهم على محاولة تقديم العبادة لهما.

تحت آلام مثلكم: معرضين للجوع والعطش والمرض وبالتالى لسنا آلهة، لأن الآلهة لا تتعرض لمتاعب البشر كما يعتقد الوثنيون.

الأباطيل: العبادات الوثنية.

الحى: ليس مثل الأصنام الجامدة التى لا تتكلم ولا تتحرك.

أعلن الرسولان للجموع أنهما بشر مثلهم، ويبشرانهم بعبادة الله الواحد الخالق وليس هذه الآلهة الباطلة المتعددة.

العدد 16

ع16:

الأجيال الماضية: من بدء الخليقة إلى تجسد المسيح.

ترك: أطال أناته على شعوب العالم.

طرقهم: العبادات الوثنية الخاطئة والتى لم يرجعوا عنها مع أنها أتعبتهم كثيرًا.

ترك الله الأمم، منذ خلق العالم إلى مجىء المسيح، يسلكون فى طرقهم واختار له اليهود فقط شعبًا.

العدد 17

ع17:

لم يترك نفسه بلا شاهد: الله يعلن نفسه لليهود عن طريق كلامه مع الأنبياء، ولكن يظهر نفسه للعالم كله عن طريق الضمير وهو صوت الله داخل كل إنسان، وعن طريق خيراته التى يهبها للعالم كله فهى كلها تشهد بوجوده ومحبته.

أمطارًا: تروى الإنسان والحيوان والنباتات فتتعمر الصحارى وتظهر محبة الله.

أزمنة مثمرة: ظروف جوية تساعد على نمو النباتات، فتعطى ثمارًا يأكلها الإنسان والحيوان.

طعامًا وسرورًا: عندما يجد الإنسان طعامه، يفرح ويتمتع به وعليه حينئذ أن يشكر الله الذى أعطاه احتياجاته المادية وفرَّح قلبه.

العدد 18

ع18:

بقولهما هذا: بإعلانهما أنهما بشر وأن الله أعلى بكثير مما يظنون وأنه صانع الخيرات مع البشر.

استطاع الرسولان بصعوبة أن يمنعا الجموع عن تقديم الذبائح لهما.

العدد 19

ع19:

يهود من أنطاكية وأيقونية: الذين رفضوا الإيمان بالمسيح وطردوا بولس وبرنابا من مدنهم.

أقنعوا الجموع: أن بولس وبرنابا يتكلمان بتعاليم خاطئة ويسبان الآلهة لأنهم قالوا أن عبادتها باطلة، بل ويدعون أن إنساناً يسمى يسوع هو الله ولعلهم نسبوا معجزة إقامة المقعد إلى علاقة الرسولين ببعلزبول كما اتهموا المسيح قبلاً.

رجموا بولس: ضربوه بالحجارة حتى سقط على الأرض مجروحا وفاقد الوعى.

جروه خارج المدينة: لتأكل الوحوش جثته كاحتقار وتنكيل به.

وصل يهود من أنطاكية بيسيدية وأيقونية وحركوا الجموع، فرجموا بولس وجروه إلى خارج المدينة بعد أن ظنوا أنه قد مات، حتى لا يدفن فى المدينة ويشتهر بجسده كمعلم عظيم.

العدد 20

ع20:

التلاميذ: الذين آمنوا من لستره، وصاروا تلاميذ للمسيح.

قام: يبدو أنه كان فاقد الوعى من عنف الرجم ثم أفاق، ولعل الله يكون قد أعطاه قوة وشفاء فاستطاع أن يقف ويمشى.

فى الغد: اليوم التالى مباشرة، فلم يشعر به الأشرار الذين ظنوا أنهم قتلوه، وقد خرج سريعا من لسترة لعدم وجود فرصة للخدمة فيها حينذاك، واتجه إلى مكان جديد ليبشر فيه.

برنابا: يظهر مما سبق أن برنابا لم يصبه أذى لصمته، أما بولس فلكثرة دفاعه وتبشيره تعرض للموت.

عندما أحاط المسيحيون ببولس وجدوه حياً، فقام وجاء مع برنابا إلى دربه. ونلاحظ أن بولس قد واجه الرجم الذى كان يفرح بإتمامه للمسيحيين، مثل استفانوس، الذى كان شاهداً على رجمه قبل أن يؤمن.

 إن آراء الناس متقلبة، فلا تتعلق بها؛ فبعدما أكرموا الرسولين قاموا عليهما ليقتلوهما. اهتم برأى الله فيك حتى لو اعترض الناس، ولا ترضى الآخرين على حساب الله بل تمسك بكلامه مهما كانت الضغوط عليك.

(3) فى دربة ثم العودة إلى أنطاكية (ع21 - 28):

21فَبَشَّرَا فِى تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَتَلْمَذَا كَثِيرِينَ، ثُمَّ رَجَعَا إِلَى لِسْتِرَةَ وَإِيقُونِيَةَ وَأَنْطَاكِيَةَ 22يُشَدِّدَانِ أَنْفُسَ التَّلاَمِيذِ، وَيَعِظَانِهِمْ أَنْ يَثْبُتُوا فِى الإِيمَانِ، وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِى أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُـوتَ اللهِ. 23 وَانْتَخَبَا لَهُمْ قُسُوسًا فِى كُلِّ كَنِيسَةٍ، ثُمَّ صَلَّيَا بِأَصْوَامٍ، وَاسْتَوْدَعَاهُمْ لِلرَّبِّ الَّذِى كَانُوا قَدْ آمَنُوا بِهِ. 24 وَلَمَّا اجْتَازَا فِى بِيسِيدِيَّةَ، أَتَيَا إِلَى بَمْفِيلِيَّةَ، 25 وَتَكَلَّمَا بِالْكَلِمَةِ فِى بَرْجَةَ، ثُمَّ نَزَلاَ إِلَى أَتَّالِيَةَ، 26 وَمِنْ هُنَاكَ سَافَرَا فِى الْبَحْرِ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ، حَيْثُ كَانَا قَدْ أُسْلِمَا إِلَى نِعْمَةِ اللهِ لِلْعَمَلِ الَّذِى أَكْمَلاَهُ. 27 وَلَمَّا حَضَرَا وَجَمَعَا الْكَنِيسَةَ، أَخْبَرَا بِكُلِّ مَا صَنَعَ اللهُ مَعَهُـمَا، وَأَنَّهُ فَتَـحَ لِلأُمَـمِ بَابَ الإِيمَانِ. 28 وَأَقَامَا هُنَاكَ زَمَانًا لَيْسَ بِقَلِيلٍ مَعَ التَّلاَمِيذِ.

العدد 21

ع21:

تلك المدينة: هى دربة ولم يتبعه الذين قاوموه فى لسترة.

تلمذا كثيرين: لم تذكر مقاومة الخدمة فى هذه المدينة، فآمن كثيرون وصاروا تلاميذاً للمسيح.

رجعا إلى لستره وأيقونية وأنطاكية: تظهر شجاعة بولس وبرنابا فى رجوعهما للبلاد التى طردوهما منها بل حاولوا قتلهما، ولكن غالبا لم يبشرا جهرًا وسط الجموع بل اجتمعوا بالمؤمنين وثبتوهم فى الإيمان.

بدأ الرسولان البشارة فى دربة، وآمن كثيرون ثم عادا إلى لسترة وأيقونية وأنطاكية.

العدد 22

ع22:

يشددان: يشجعان المؤمنين لأجل كثرة مضايقة الأشرار المحيطين بهم.

بضيقات كثيرة: هى دليل محبة الإنسان لله وتمسكه به وعدم تعلقه بالعالم.

ملكوت الله: الملكوت السماوى.

أخذ الرسولان يثبتان إيمان التلاميذ ويوضحان لهم أهمية احتمال الضيقات لنوال الخلاص.

العدد 23

ع23:

صليا بأصوام: يظهر هنا أهمية الصوم والصلاة فى اختيار الكهنة واعدادهم للخدمة. ولم يختار الرسولان قسوسا عند بدء تبشيرهما فى هذه المدن إما لأنهما قد طردا ولم يكن لهما وقت لرسامة كهنة، أو قد يكونا قد أجلا سيامة الكهنة إلى أن تنمو الكنيسة ولو قليلا، ويظهر فيها من هو مستحق لهذه الرتبة من جهة استعداده الروحى وتحمله لمسئولية الخدمة.

استودعاهم: اعتبرا هذه الكنائس وديعة وضعاها فى يد الله الذى يثقون به أنه يحفظهم وينميهم.

عين الرسولان قسوسًا (ومعناها من السريانية قاشيشو أى شيوخ)، وكان الشعب ينتخبهم ثم يرشمهم الرسل، ونظما الخدمة فى الكنائس وصليا وصاما معهم، ثم تركوهم فى رعاية الله.

الأعداد 24-25

ع24 - 25:

بيسيدية: بعدما ثبتَّا المؤمنين فى أنطاكية عاصمة بيسيدية، مرا فى مقاطعة بيسيدية ولعلهما بشرا فى بعض هذه البلاد.

بيمفيلية: مقاطعة فى آسيا الصغرى بجوار بيسيدية.

تكلما بالكلمة فى برجة: يبدو أنهما لم يبشرا فى برجة، وهى مدينة كبيرة فى مقاطعة بيمفيلية، عندما زاراها فى المرة السابقة (ص13: 13) ولكن الآن بشرا فيها بالمسيح.

أتاليا: ميناء فى آسيا الصغرى ذهب إليه الرسولان للسفر منه إلى أنطاكية سورية.

اجتاز الرسولان فى بيسيدية حتى بمفيلية وبشرا فى برجة، ثم جاءا إلى ميناء أتالية.

العدد 26

ع26:

أسلما: أرسلتهما الكنيسة للتبشير، ووضعتهما فى يد الله الذى بارك رحلتهما وأنجحها.

العمل الذى أكملاه: التبشير فى المدن التى مروا بها أثناء رحلتهما.

سافر الرسولان بحرًا عائدين إلى أنطاكية سوريا حيث كانا قد بدآ رحلتهما بنعمة الله.

العدد 27

ع27:

عندما وصلا إلى أنطاكية، جمعا المؤمنين وحكوا لهم عمل الله معهما فى الرحلة، وأن الله قد دعا كثيرين من الأمم للإيمان.

العدد 28

ع28:

بعد الرحلة الأولى التى استغرقت حوالى ثلاث سنوات والتى بدأت عام 45م، أقاما سنتين بأنطاكية مع المؤمنين كما كانا قبل الرحلة، أى خدما سنتين فى كنيسة أنطاكية بسورية.

 عندما يجد الإنسان أنه قد أكمل ما طلبه الرب منه، فإنه يسعد سعادة عظيمة ويشكر الله على ما تممه له وبواسطته. فاهتم يا أخى أن تكمل كل خدمة ومسئولية تعطى لك لأنها من الله وتعطى عنها حساباً أمامه وحينئذ يساعدك ويفرح قلبك.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

تفاسير سفر أعمال الرسل - الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ
تفاسير سفر أعمال الرسل - الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ