الأصحاح السابع عشر – تفسير رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السابع عشر

أجل الوحى الحديث عن معركة هرمجدون التى سمعنا عنها فى نهاية الإصحاح السابق، ليعود ويحدثنا عنها فى نهاية الإصحاح التاسع عشر. أما فى هذا الإصحاح فيحدثناعن توقيت ظهور الوحش ثم فى الإصحاح الثامن عشر يحدثنا عن خراب مملكة الشر فى العالم، لإظهار غلبة المسيح على أعدائه وهى نهاية محتومة. وفى بداية إصحاح (19) نرى تهليل السمائيين بغلبة المسيح وظهور مجده وقداسته وعدله وإنتصاره، وفرح شعبه معه فى السماء.

العدد 1

أية (1): -

"1ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ مَعَهُمُ السَّبْعَةُ الْجَامَاتُ وَتَكَلَّمَ مَعِي قَائِلاً لِي: «هَلُمَّ فَأُرِيَكَ دَيْنُونَةَ الزَّانِيَةِ الْعَظِيمَةِ الْجَالِسَةِ عَلَى الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ،".

ثُمَّ جَاءَ وَاحِدٌ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَلاَئِكَةِ = هؤلاء الذين يسكبون جامات الغضب. هذا أتى ليوحنا ليريه أن الاشرار المكنى عنهم بالزانية العظيمة، هم يستحقون هذه الضربات. ويسميها هنا بالزَّانِيَةِ = لأنها تنحرف بالناس بعيدا عن الله. ويسميها الْعَظِيمَةِ = من فرط قوة تأثيرها على الناس. والكتاب يسمى عبادة الأصنام زنا روحى. الْجَالِسَةِ عَلَى الْمِيَاهِ الْكَثِيرَةِ = من (آية 15) نفهم أن المياه الكثيره هى شعوب وجموع وأمم وألسنة بخيراتها التى وهبها لها الله لتمجده، فإستخدمت الخيرات لتستمتع بها بعيدا عن الله، بل إستخدمتها هذه الزانية فى الشر، وهذا ما نسميه فى الروحيات العالم، فالله خلق العالم لنستخدمه، فصار:

  1. إلها نتعبد له كالمال والجنس.
  2. صار إستخدامنا له فى الشر.

العدد 2

أية (2): -

"2الَّتِي زَنَى مَعَهَا مُلُوكُ الأَرْضِ، وَسَكِرَ سُكَّانُ الأَرْضِ مِنْ خَمْرِ زِنَاهَا».".

الَّتِي زَنَى مَعَهَا مُلُوكُ الأَرْضِ = ربما يعنى بملوك الأرض، الملوك فعلا، فهم أكثر إنغماسا فى الملذات، ولكن غالبا فالمقصود بمُلُوكُ الأَرْضِ = الناس الاشرار الذين يستمتعون بالخطايا المحرمة. وقارن هذا بأولاد الله الذين أسماهم ملوكا وكهنة (رؤ6: 1) فملوك الأرض هؤلاء إمتلكوا ملذات وشهوات العالم الخاطئة وظنوا أنهم إمتلكوا كل شىء، وفى الحقيقة هم إمتلكوا أوهام فالعالم باطل الأباطيل...

أما أولاد الله الملوك الحقيقيين هم إمتلكوا إرادتهم وإمتلكوا وعودا مؤكدة بميراث سماوى، ولإيمانهم بهذا الميراث تحكموا فى شهواتهم فما عادت هذه الشهوات تستعبدهم فصاروا ملوكا أحرارا، بل هم ككهنة قدموا أجسادهم ذبيحة حية وصلبوا أهوائهم فحصلوا على الحرية الحقيقية التى للملوك، وما عادوا عبيدا لملذات وشهوات الأرض. هم كملوك ما عاد يسيطر عليهم شىء من شهواتهم. سَكِرَ سُكَّانُ الأَرْضِ مِنْ خَمْرِ زِنَاهَا = فالخطية كالخمر ينتشى بها الإنسان للحظات ثم يكتشف أنها دمرت حياته.

العدد 3

آية (3): -

"3فَمَضَى بِي بِالرُّوحِ إِلَى بَرِّيَّةٍ، فَرَأَيْتُ امْرَأَةً جَالِسَةً عَلَى وَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ مَمْلُوءٍ أَسْمَاءَ تَجْدِيفٍ، لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ وَعَشَرَةُ قُرُونٍ.".

فَمَضَى بِي بِالرُّوحِ إِلَى بَرِّيَّةٍ = هنا يحدثنا عن مملكة الشر فى العالم ويصورها كإمرأة موجودة فى برية أى قحط روحى وجفاف وخراب، فالعالم مهما بدا أنه حافل بالملذات والخيرات إلا أنه برية قاحلة لا يُشبع النفس أو يرويها.

وقارن مع (رؤ1: 12) تجد أن عروس المسيح أى الكنيسة مشبهة هى الأخرى بإمرأة. وحين رآها القديس يوحنا قال "ظهرت آية عظيمة فى السماء إمرأة متسربلة بالشمس".

جَالِسَةً عَلَى وَحْشٍ قِرْمِزِيٍّ = الكنيسة كانت متسربلة بالرب يسوع، هو نورها ولها سماته، هى قد لبست الرب يسوع. وهى تحيا فى السماء. أما مملكة الشر فهى جالسة على الشيطان، يوجهها ويحملها ويدعمها وهو العامل فيها. وهو قرمزى، لأن الشيطان كان قتالا للناس منذ البدء (يو44: 8). مَمْلُوءٍ أَسْمَاءَ تَجْدِيفٍ = فهو يدعى الألوهية، وهو مقاوم لله ويسب ويجدف على الله.

لَهُ سَبْعَةُ رُؤُوسٍ = هى سبعة ممالك كبيرة فى التاريخ، قاومت الله.

وَعَشَرَةُ قُرُونٍ = هم 10 ملوك يأتون فى آخر الزمان ليؤيدوا الوحش (ضد المسيح).

العدد 4

آية (4): -

"4 وَالْمَرْأَةُ كَانَتْ مُتَسَرْبِلَةً بِأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ، وَمُتَحَلِّيَةً بِذَهَبٍ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ وَلُؤْلُؤٍ، وَمَعَهَا كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِهَا مَمْلُوَّةٌ رَجَاسَاتٍ وَنَجَاسَاتِ زِنَاهَا،".

الأُرْجُوانٍ وَالقِرْمِزٍ والذَهَبٍ = هو لباس الملوك. فعروس الوحش تتزين لتخدع البسطاء وتجذبهم إلى سمومها، تتزين بالزمنيات فهى بلا جمال حقيقى، عكس الكنيسة التى تتزين بالرب يسوع نفسه (فهى متسربلة بالشمس).

مَعَهَا كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي يَدِهَا = تروى منه أتباعها ماء مالحا من يشرب منه يعطش، هى تقدم الملذات لتابعيها ولكنها لا تستطيع أن ترويهم. كَأْسٌ مِنْ ذَهَبٍ = الذهب هنا هو الغنى المادى، فالشيطان هو رئيس هذا العالم يعطيه لمن يسجد له. هو محاولة للشر أن يتزين إذ له صورة قبيحة. بينما أن الذهب يستخدم فى أماكن أخرى للإشارة للسماويات كما سنرى فى وصف أورشليم السمائية. وهكذا فى كل التشبيهات ففى (آية9) من هذا الإصحاح نجد أن الممالك القوية التى يحركها الشيطان لتقاوم الله مشبهة بجبال، بينما فى (مز125) نجد أن الجبل رمز للمؤمن المتوكل على الرب. فإذا إستخدم الجبل للإشارة للمؤمن فهذا يشير لتمسكه بإيمانه والثبات عليه، وأنه يحيا فى السماويات. أما فى حالة الشيطان فالجبل يشير للكبرياء فى علوه ويشير ثباته للعناد. وهكذا الأسد، فالمسيح فى حمايته لشعبه يشار له بالأسد (رؤ5: 6). أما الشيطان فيشار له بالأسد فى إفتراسه للمؤمنين (1بط5: 8). إذاً علينا أن ندرس المكان والمناسبة الذى يستخدم فيها التشبيه.

مثال: - أغنى بلاد العالم نجد فيها الجنس مباح تماما، ولكننا نجد بها أعلى نسبة للإنتحار والأمراض النفسية. فالإنسان ليس جسدا ونفس فقط. بل الإنسان له روح وهى نفخة من الله وبهذا فهو لا يرتاح راحة حقيقية سوى بمعرفته لله وبُعده عن الخطية. فهؤلاء نسوا أن فيهم روح وظنوا أن فى إشباع أجسادهم الكفاية، لكنهم لم يشبعوا أو يرتووا، بل إنتحروا. وعلى العكس نرى رهبانا تركوا العالم وعاشوا فى البرارى دون طعام أو شراب ودون عواطف بشرية ودون ملذات حسية، لكنهم فى قمة الفرح، مملوئين سلاما، فالروح مرتوية بالله.

العدد 5

آية (5): -

"5 وَعَلَى جَبْهَتِهَا اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «سِرٌّ. بَابِلُ الْعَظِيمَةُ أُمُّ الزَّوَانِي وَرَجَاسَاتِ الأَرْضِ».".

وَعَلَى جَبْهَتِهَا سِرٌّ بَابِلُ = كانت العاهرات فى المجتمع الرومانى يحملن أسمائهن مكتوبة على جباههن كنوع من الدعاية لأنفسهن. وفى هذا منتهى الوقاحة وهذا ما نراه الآن فما عاد الأشرار يخجلون من زناهم ولا من شذوذهم الجنسى بل يفتخرون به. وقوله سِرٌّ أى أن إسم بابل هو إسم رمزى لمملكة الشر فى العالم، المعاندة لله، فكما أن الكنيسة تدعى أورشليم أو صهيون بكونها مدينة الرب، هكذا صارت بابل رمزا لمدينة إبليس ورمزا للزنا الروحى والعناد مع الله.

هناك عريسين وعروستين: -.

العروس الأولى هى الكنيسة وعريسها هو الرب يسوع تلتحف به.

العروس الثانية هى بابل = مملكة الشر وعريسها الذى يحملها هو إبليس.

أُمُّ الزَّوَانِي = أى ينبوع الرذائل.

العدد 6

آية (6): -

"6 وَرَأَيْتُ الْمَرْأَةَ سَكْرَى مِنْ دَمِ الْقِدِّيسِينَ وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ. فَتَعَجَّبْتُ لَمَّا رَأَيْتُهَا تَعَجُّبًا عَظِيمًا!".

المرأة إضطهدت شعب الله وقتلتهم وفرحت بدمهم = سكرى... وهذا بطريقتين:

  1. من كانوا قديسيين وأغوتهم فسقطوا وهلكوا، وصارت مسئولة عن دمائهم، وهى الآن سكرى أى فرحة من دمائهم أى بسقوطهم = من دم القديسين.
  2. قتل وإضطهاد القديسيين = وَمِنْ دَمِ شُهَدَاءِ يَسُوعَ.

تَعَجَّبْتُ =.

  1. من طول أناة الله على هذه المرأة الشريرة بابل.
  2. ممن أُغووا بغوايتها وهم عالمين بنهايتهم المؤلمة.

الأعداد 7-8

الآيات (7 - 8): -

"7ثُمَّ قَالَ لِي الْمَلاَكُ: «لِمَاذَا تَعَجَّبْتَ؟ أَنَا أَقُولُ لَكَ سِرَّ الْمَرْأَةِ وَالْوَحْشِ الْحَامِلِ لَهَا، الَّذِي لَهُ السَّبْعَةُ الرُّؤُوسِ وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونِ: 8الْوَحْشُ الَّذِي رَأَيْتَ، كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ مِنَ الْهَاوِيَةِ وَيَمْضِيَ إِلَى الْهَلاَكِ. وَسَيَتَعَجَّبُ السَّاكِنُونَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، حِينَمَا يَرَوْنَ الْوَحْشَ أَنَّهُ كَانَ وَلَيْسَ الآنَ، مَعَ أَنَّهُ كَائِنٌ.".

الْوَحْشِ = هو الشيطان.

كَانَ = كان له سلطان على البشر، وكان يشتكى عليهم ويأسرهم، ويأخذ نفوسهم للجحيم عند موتهم.

وَلَيْسَ الآنَ = فالمسيح بصليبه قيده ألف سنة (رؤ2: 20) وما عاد له سلطان علينا بعد أن حررنا المسيح بفدائه (لو17: 10 - 19) + (كو15، 14: 2). إذاً المؤمن الآن صار له سلطان على إبليس، وليس لإبليس سلطان عليه وَهُوَ عَتِيدٌ أَنْ يَصْعَدَ مِنَ الجحيم = فى نهاية الألف سنة لابد أن يُحَّل إبليس زمانا يسيرا (رؤ3: 20) وسيكون هذا فى مدة ضد المسيح والنبى الكذاب.

وَيَمْضِيَ إِلَى الْهَلاَكِ = حين يطرح فى البحيرة المتقدة بالنار (رؤ10: 20).

سَيَتَعَجَّبُ = أولاد الله لهم سلطان على إبليس وعلى شهواتهم ويحتقرون ملذات هذا العالم. وهذا الموقف سيجعل الآخرين = الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً فِي سِفْرِ الْحَيَاةِ = هؤلاء سيتعجبون من هذا السلطان، فمن لا يعرف سر الصليب سيتعجب من سلطان أولاد الله.

العدد 9

آية (9): -

"9هُنَا الذِّهْنُ الَّذِي لَهُ حِكْمَةٌ! اَلسَّبْعَةُ الرُّؤُوسِ هِيَ سَبْعَةُ جِبَال عَلَيْهَا الْمَرْأَةُ جَالِسَةً.".

اَلسَّبْعَةُ الرُّؤُوسِ هِيَ سَبْعَةُ جِبَال = هذه السبعة رؤوس هى سبعة ممالك قوية عبر التاريخ، إضطهدت شعب الله. لكن رقم 7 هو رقم كامل. والمعنى أنه ربما نستطيع أن نحدد أسماء سبع ممالك فعلا قامت بإضطهاد شعب الله. ولكن المعنى أن شعب الله دائما مضطهد عبر العصور وفى كل مكان... "فجميع الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى فى المسيح يسوع يضطهدون" (2 تى 12: 3).

عَلَيْهَا الْمَرْأَةُ جَالِسَةً = أى أن هذه الممالك دعمت الشر وإضطهدت شعب الله. وسمعنا أن هناك شيطان كان مخصصا لملك فارس ليغويه على الشر (دا13: 10).

وكان إسمه رئيس مملكة فارس. ولا حظ قوته فهو قاوم جبرائيل الملاك 21 يوما إلى أن أتى ميخائيل لمعاونته. وتشبيه الممالك بالجبال كان لأنها راسخة وقوية كالجبال، ولكن يأتى عليها وقت وتنهار ليأتى غيرها مكانها.

العدد 10

آية (10): -

"10 وَسَبْعَةُ مُلُوكٍ: خَمْسَةٌ سَقَطُوا، وَوَاحِدٌ مَوْجُودٌ، وَالآخَرُ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ. وَمَتَى أَتَى يَنْبَغِي أَنْ يَبْقَى قَلِيلاً.".

سبعة ملوك خمسة سقطوا وواحد موجود = الممالك هى: -.

  1. مصر: - التى أذلت شعب الله وقال ملكها فرعون "من هو الرب لأسمع له.
  2. أشور: - التى سبت عشرة أسباط سنة 722 ق. م.
  3. بابل: - التى سبت يهوذا سنة 586 ق. م. ودمرت هيكل الرب وأورشليم.
  4. فارس: - التى عطَّل بعض ملوكها بناء الهيكل.
  5. اليونان: - أشهر ملوكها الذى إضطهد شعب الله إضطهادا عنيفا ودنس الهيكل وذبح خنزيرة عليه كان هو أنطيوخس إبيفانيوس.

ووقت الرؤيا التى رآها يوحنا اللاهوتى كان هؤلاء الملوك الخمسة قد سقطوا فهذه الرؤيا كانت فى أيام الدولة الرومانية التى قامت على أنقاض الدولة اليونانية، كما قامت كل دولة من الدول الخمسة السابقة على أنقاض من كان موجودا قبلها.

  1. الرومان: - هؤلاء من قيل عنهم وواحد موجود فالرؤيا كانت أيامهم.

والرومان كان لهم 10 ملوك إضطهدوا المسيحية بعنف.

  1. والآخر لم يأتى بعد ومتى أتى ينبغى أن يبقى قليلا = على أنقاض المملكة الرومانية قام ملك آخر، غالبا هو حكم الملوك الآريوسيين الذين أنكروا ألوهية السيد المسيح وإضطهدوا الكنيسة إضطهادا عنيفا، وهذا الإضطهاد سيستمر فترة طويلة. وهو مستمر للآن فى هرطقات مثل شهود يهوه والأدفنتست (هؤلاء المسيح فى نظرهم ليس هو يهوه).

العدد 11

آية (11): -

"11 وَالْوَحْشُ الَّذِي كَانَ وَلَيْسَ الآنَ فَهُوَ ثَامِنٌ، وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ، وَيَمْضِي إِلَى الْهَلاَكِ.".

المملكة الثامنة هى مملكة الوحش الذى يدعمه إبليس = الَّذِي كَانَ وَلَيْسَ الآنَ وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ = الوحش سوف يعطيه الشيطان الَّذِي كَانَ وَلَيْسَ الآنَ كل قدرته وعرشه بعد أن يُحَّلْ من سجنه (رؤ13: 2 + رؤ20: 3). الشيطان كان له سلطان وقَيَّدَه المسيح بصليبه = وليس الآن، ولكنه سيحل فى نهاية الزمان ويعطى كل سلطانه للوحش، والشيطان سيحرك الوحش كما كان يحرك السبعة. ولكن ذكره وحده فيه إشارة إلى أن إضطهاده للكنيسة سيكون أعنف وبصورة لم تحدث مع السبع الممالك الأخرى.

وَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ = هو خارج من إحدى هذه الممالك العالمية، أى البحر. وهو لذلك مُسَمَّى وحش البحر.

العدد 12

آية (12): -

"12 وَالْعَشَرَةُ الْقُرُونِ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ عَشَرَةُ مُلُوكٍ لَمْ يَأْخُذُوا مُلْكًا بَعْدُ، لكِنَّهُمْ يَأْخُذُونَ سُلْطَانَهُمْ كَمُلُوكٍ سَاعَةً وَاحِدَةً مَعَ الْوَحْشِ.".

سيقوم عَشَرَةُ مُلُوكٍ أيام الوحش ليدعموه.

سَاعَةً وَاحِدَةً = أى مدة قليلة، فلقد إقتربت الأيام.

العدد 13

آية (13): -

"13هؤُلاَءِ لَهُمْ رَأْيٌ وَاحِدٌ، وَيُعْطُونَ الْوَحْشَ قُدْرَتَهُمْ وَسُلْطَانَهُمْ.".

لَهُمْ رَأْيٌ وَاحِدٌ = أى يعقدون حلفا مشتركا سياسيا وعسكريا.

وَيُعْطُونَ الْوَحْشَ قُدْرَتَهُمْ = يساندون الوحش عسكريا، ويقاوم الجميع الكنيسة.

العدد 14

آية (14): -

"14هؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْخَرُوفَ، وَالْخَرُوفُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ».".

من المؤكد أن النصرة ستكون للمسيح ولكنيسته، فالمسيح يحارب لأجلها ولن يتركها للنهاية... ولكن كيف يغلب الحمل هؤلاء المتحالفين ضد كنيسته؟.

هذا ما سيشرحه فى الآيات القادمة.

الأعداد 15-18

الآيات (15 - 18): -

"15ثُمَّ قَالَ لِيَ: «الْمِيَاهُ الَّتِي رَأَيْتَ حَيْثُ الزَّانِيَةُ جَالِسَةٌ، هِيَ شُعُوبٌ وَجُمُوعٌ وَأُمَمٌ وَأَلْسِنَةٌ. 16 وَأَمَّا الْعَشَرَةُ الْقُرُونِ الَّتِي رَأَيْتَ عَلَى الْوَحْشِ فَهؤُلاَءِ سَيُبْغِضُونَ الزَّانِيَةَ، وَسَيَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانَةً، وَيَأْكُلُونَ لَحْمَهَا وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ. 17لأَنَّ اللهَ وَضَعَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يَصْنَعُوا رَأْيَهُ، وَأَنْ يَصْنَعُوا رَأْيًا وَاحِدًا، وَيُعْطُوا الْوَحْشَ مُلْكَهُمْ حَتَّى تُكْمَلَ أَقْوَالُ اللهِ. 18 وَالْمَرْأَةُ الَّتِي رَأَيْتَ هِيَ الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ الَّتِي لَهَا مُلْكٌ عَلَى مُلُوكِ الأَرْضِ».".

هؤلاء الملوك العشرة تصوروا أن تحالفهم مع ضد المسيح سيكون سببا فى زيادة غناهم ومجدهم ولكنهم سيدخلون حروبا مدمرة تخرب مدنهم. سَيَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانَةً = ولاحظ أن هذا بسماح من الله ضابط الكل. اللهَ وَضَعَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يَصْنَعُوا رَأْيَهُ = الله سيترك الشر يفسد نفسه بنفسه. يَأْكُلُونَ لَحْمَهَا وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ = إشارة لشدة التدمير الذى سيحل بهذه الممالك. ولاحظ أن كل ما يفعلونه سيكون لحساب المسيح وكنيسته، حتى وإن كانوا يفعلونه بدوافع شخصية. ونجد فى هذا تطبيقا لما قيل فى (رؤ12: 16) "فأعانت الأرض المرأة". وَيُعْطُوا الْوَحْشَ مُلْكَهُمْ = هم تضامنوا مع الوحش وسخروا له كل قدراتهم العسكرية. وكان تضامنهم مع الوحش سبب خرابهم.

الْمَدِينَةُ الْعَظِيمَةُ =.

  1. قد تكون بابل مملكة الشر فى العالم.
  2. وقد تكون أورشليم التى بوجود الوحش فيها خضع لها ملوك العالم = لَهَا مُلْكٌ عَلَى مُلُوكِ الأَرْضِ.

مقارنة:

قيل عن المرأة المتسربلة بالشمس أن المرأة هربت إلى البرية حيث لها موضع معد من الله لكى يعولوها. ويقصد بالبرية أنه مكان معلوم ومعد من الله. أما هذه المرأة الشريرة بابل فهى فى برية وبدون (ال) التعريف، فالمقصود بها كل مكان فى هذا العالم يحيا فى الخطية. والخطية خراب ودمار وتيه كما سنرى فى الإصحاح القادم.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثامن عشر - تفسير رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح السادس عشر - تفسير رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير رؤيا يوحنا اللاهوتي الأصحاح 17
تفاسير رؤيا يوحنا اللاهوتي الأصحاح 17