الأصحاح الخامس عشر – وصايا للتقديس – سفر العدد – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر العدد – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الخامس عشر

وصايا للتقديس.

هذا الإصحاح يتوسط تذمر الشعب بسبب الجواسيس وتذمر آخر بقيادة قورح (ص16) وهو يكلمنا عن التقديس. ومعنى وجوده هنا أن نعمة الله تشملنا وتشمل العالم كله رغماً عن كل تعدياتنا "فهبات الله هى بلا ندامة" (رو 11). ولكن هذا لا يمنع التأديب.

وذبائح المحرقة والخطية تشير للمسيح الذى قدم نفسه ذبيحة، وتقدمة الدقيق تشير لحياة المسيح النقية، والسكيب يشير للفرح المتبادل بين الله وبيننا ويعنى من الناحية الأخرى تسليم المسيح نفسه كسكيب لآخر نقطة من دمه لأجل خلاصنا (2 تى 6: 4) ويشير لما يفرح الله بمن يسكب نفسه فى خدمة الله بل يسكب حياته لأجله. ولنلاحظ: -.

الذبائح = الدم يشير لغفران الخطية (ذبيحة الخطية) والرضا عن البشر (المحرقة).

الدقيق = يشير لحياة المسيح التى قام بها من الأموات وأعطاها لنا نحيا بها أبديا.

الخمر = يشير للفرح، فرح الله بعودتنا له، وفرحنا نحن بمحبته وفدائه.

وهذا الإصحاح يأتى هنا بعد القرار الصادر بالتوهان فى البرية ليرفع الله روح شعبه المعنوية، ويبعث فيهم الرجاء من جديد ولا يفكروا فى سقطات الماضى ومرارته فييأسوا، بل يستعدوا للمكاسب الروحية المقبلة والتمتع بوعود الله الأمينة، فالله وعدهم بالأرض وهو لا يرجع فى وعوده "أفلعل عدم أمانتنا يبطل أمانة الله" (رو3: 3) وقطعا فالإجابة لا. وإن كان عصيانهم هو سر إنكسارهم الحالى والماضى فإن عبادتهم الروحية هى العلاج (ذبيحة المسيح تدخلنا الأرض). وهنا يكلمهم عن العبادة مرة أخرى كعلاقة بينهم وبينه.

العدد 1

أية (1): -

"1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:".

العدد 2

أية (2): -

"2«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى جِئْتُمْ إِلَى أَرْضِ مَسْكَنِكُمُ الَّتِي أَنَا أُعْطِيكُمْ،".

متى جئتم إلى أرض مسكنكم = الله يكلم الآن شعب هُزِم أمام الكنعانيين وإنكسر (كما إنكسر الإنسان أمام الشيطان). وكما حُكِمَ على الشعب بأن يتوه فى البرية 40 سنة ها نحن فى برية هذا العالم وسنموت فيها. لكن هذه الآية معزية جداً فهى وعد ثمين بأن الشعب سيصل بالتأكيد لأرض مسكنه ونحن لنا وعد بأن نرث مع المسيح. فنحن أسلمنا للباطل جزئياً وعلى رجاء (رو8: 20). وهذه الوعود بالدخول للأرض حتى لا يصيب اليأس الشعب لذلك كان الكلام للشعب وليس لموسى وهرون = كلم بنى إسرائيل وقل لهم. نرى فى هذه الآية أمانة الله. "فعدم أمانتنا لا يبطل أمانة الله". هو وَعَد وسينفذ.

العدد 3

أية (3): -

"3 وَعَمِلْتُمْ وَقُودًا لِلرَّبِّ، مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً، وَفَاءً لِنَذْرٍ أَوْ نَافِلَةً أَوْ فِي أَعْيَادِكُمْ، لِعَمَلِ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ مِنَ الْبَقَرِ أَوْ مِنَ الْغَنَمِ،".

وعملتم وقوداً للرب: - حقاً نحن فى برية هذا العالم فى فترة التيه لكن علينا أن نتمسك بالذبيحة. ونجد الله هنا يتناسى خطأهم الماضى سريعاً. ولكنه يوصى بالتمسك بالوصايا وبالذبائح. ومن ناحية الطقس كانت ذبيحة الخطية تقدم قبل المحرقة ولكن تُذكر المحرقة أولاً فهى تخص الله. ذبيحة الخطية هى توبة وإعتراف الخاطئ، وندامته وتمسكه بدم المسيح الغافر، وبالمحرقة يرضى الله عن مقدم الذبيحة، وهذه تشير للعودة للثبات فى المسيح فيرضى الله علينا ونحسب كاملين فى المسيح. ومن يفهم هذا ويفهم محبة الآب وعمل المسيح الفدائى الذى أعادنا لأحضان الآب السماوى يعطى لله ما يملك بل يعطى نفسه لله، يشعر من إنفتحت عيناه بمحبة المسيح العجيبة فيقول لنفسه ماذا أقدم لك يا رب؟ حتى لو قدمت نفسى وما أملك فهو لا شئ بجانب ما فعلته لأجلى. وكيف عبَّر الوحى عن هذا؟ يقول عنه عملتم... نافلة = وهذه التقدمة إختيارية لم ينص عليها الناموس، وتعبر عما سبق، وهذه المشاعر المتبادلة يشتمَّها الله رائحة سرور.

الأعداد 4-11

الأيات (4 - 12): -

"4يُقَرِّبُ الَّذِي قَرَّبَ قُرْبَانَهُ لِلرَّبِّ تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيق، عُشْرًا مَلْتُوتًا بِرُبْعِ الْهِينِ مِنَ الزَّيْتِ، 5 وَخَمْرًا لِلسَّكِيبِ رُبْعَ الْهِينِ. تَعْمَلُ عَلَى الْمُحْرَقَةِ أَوِ الذَّبِيحَةِ لِلْخَرُوفِ الْوَاحِدِ. 6لكِنْ لِلْكَبْشِ تَعْمَلُ تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيق عُشْرَيْنِ مَلْتُوتَيْنِ بِثُلْثِ الْهِينِ مِنَ الزَّيْتِ، 7 وَخَمْرًا لِلسَّكِيبِ ثُلْثَ الْهِينِ تُقَرِّبُ لِرَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. 8 وَإِذَا عَمِلْتَ ابْنَ بَقَرٍ مُحْرَقَةً أَوْ ذَبِيحَةً وَفَاءً لِنَذْرٍ أَوْ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ، 9تُقَرِّبُ عَلَى ابْنِ الْبَقَرِ تَقْدِمَةً مِنْ دَقِيق ثَلاَثَةَ أَعْشَارٍ مَلْتُوتَةً بِنِصْفِ الْهِينِ مِنَ الزَّيْتِ، 10 وَخَمْرًا تُقَرِّبُ لِلسَّكِيبِ نِصْفَ الْهِينِ وَقُودَ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. 11هكَذَا يُعْمَلُ لِلثَّوْرِ الْوَاحِدِ أَوْ لِلْكَبْشِ الْوَاحِدِ أَوْ لِلشَّاةِ مِنَ الضَّأْنِ أَوْ مِنَ الْمَعْزِ. 12كَالْعَدَدِ الَّذِي تَعْمَلُونَ هكَذَا تَعْمَلُونَ لِكُلِّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ.".

مع الخروف يقدم 10 / 1 دقيق ملتوت بـ 4 / 1 هين زيت + 4 / 1 هين خمر.

مع الكبش يقدم 10 / 2 دقيق ملتوت بـ 3 / 1 هين زيت + 3 / 1 هين خمر.

مع الثور يقدم 10 / 3 دقيق ملتوت بـ 2 / 1 هين زيت + 2 / 1 هين خمر.

العشر هو عشر الإيفة والإيفة = 299,22 لتر. والهين يُكال به السوائل = 831,3 لتر.

كانت التقدمة تقرَّب كعلامة على أنهم يقرون بأن قوتهم ومحاصيلهم مصدرها الرب وأنهم يكرمونه بها وتقديم السكيب يشير إلى:

  1. هم يكرمون الرب من كرومهم التى أعطاها لهم الله.
  2. الخمر يشير للفرح. فرحهم بعبادة الرب وفرح الرب بعبادتهم وقرابينهم.
  3. يشير السكيب لدم المسيح الذى سفكه على عود الصليب والذى أعطاه لتلاميذه ليشربوه.
  4. يشير لسفك الشهداء دمائهم لأجل المسيح (فى 17: 2) + (2تى 6: 4). ويشير لسكب خدام المسيح أنفسهم وحياتهم وقوتهم وقلوبهم فى خدمة الرب ولأجل مجده.
  5. نلاحظ فى الذبائح أنها تبدأ بالخروف، إشارة للمسيح "حمل الله الذى يحمل خطية العالم" (يو1: 29). ويقدم معه 1 / 10 دقيق، فإذا فهمنا أن رقم 10 يمثل الكمال التشريعى، ولا خلاص إلا بتنفيذ كل وصايا الناموس (لا18: 5)، نفهم أنه لا يوجد سوى 1 (حمل واحد) يحمل خطايانا ولا وسيلة لغفران الخطايا والخلاص سوى بالمسيح، ونحن فيه نحسب كاملين فنحيا (الدقيق). ومن يثبتنا فى حياة المسيح هو الروح القدس (الزيت). والروح القدس هو لكل العالم 4. وهذا معنى رقم 1 / 4 هين زيت. وبقدر الإمتلاء من الروح يكون الفرح 1 / 4 هين خمر. ولذلك سنجد مكيال الزيت ومكيال الخمر متساويين أيضا فى حالة الكبش والثور. فالفرح ثمرة من ثمار الإمتلاء بالروح القدس (غل5: 22).
  6. الكبش = سيد القوم وقائدهم والمنظور له فيهم (القواميس العربية). أى أن القطيع كله يوجه نظره للكبش إلى أين يذهب فيذهبون وراءه، ويشير هذا للمسيح القائد ورأس الجسد الواحد، والذى "جعل الإثنين واحدا" (أف2: 14 – 16) وهذا معنى رقم 2 مع الكبش. والمسيح القائد سيقود جسده الواحد للسماء فهو الطريق وكل من هو ثابت فى الجسد الواحد فله حياة ويحسب كاملا هذا معنى الرقم 2 / 10. ومكيال الزيت هنا هو 1 / 3. ورقم 3 يتكلم عن القيامة والحياة والروح القدس هو الروح المحيى. فى الحالة السابقة رأينا الروح القدس متاح لكل العالم (4)، لكن هنا نجد أنه فقط لمن هو فى الجسد الواحد جسد المسيح.
  7. الثور = المسيح حامل همومنا وأثقالنا. بل كل من يحمل نيره يجد الحمل خفيف "لأن نيرى هين وحملى خفيف" (مت11: 30) (النير هو القضيب الخشبى الذى يربط ثورين مع بعضهما ليجرا الساقية)، والمعنى أن من يقرر أن ينفذ الوصايا فهو قد ربط نفسه مع المسيح لذلك سيجد الأمر سهلا، إذ أن المسيح حقيقة هو الذى يعين، لذلك قال الرب "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يو15: 5). ولذلك يقول بولس الرسول "لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة" (عب12: 1). والسهولة راجعة لقبولنا الإرتباط بنير مع المسيح. وبنفس الفكر نجد كل من هو ثابت فى المسيح حين يجتاز فى تجربة مؤلمة حزينة يجد عزاء الروح القدس، فالمسيح قد حمل أحزاننا. وإذا كنا سنرتبط بالمسيح، سنكون قادرين على حفظ الوصايا، وبهذا نقوم من موت الخطية فتكون لنا حياة (الدقيق). وهذه هى القيامة الأولى، ويرمز لها الرقم 3. وهذا معنى الرقم 3 / 10 الذى نجده مع ذبيحة الثور. ومكيال الزيت هنا (1 / 2) ورقم 2 يتكلم عن الإنشقاق الذى حدث بسبب الخطية (قايين وهابيل)، لكنه أيضا يتكلم عن التجسد فبالمسيح حدث التصالح، وصار الإثنين واحدا (أف2: 14، 16). وما هى كيفية التصالح غير المحبة وهى أولى ثمار الروح القدس، وهذا معنى وجود رقم 1 / 2 هنا. الروح القدس هو الذى يربط أعضاء الكنيسة فى الجسد الواحد بمفاصل هى المحبة (أف4: 15، 16 + كو2: 19 + نش7: 1) والصنَّاع فى الآية (نش7: 1) هو الروح القدس ودوائر الفخذين هما مفاصل الجسد.
  8. وبهذا نرى ماذا قدم المسيح لنا (هو حمل خطايانا، وملك علينا ليقودنا كجسد واحد هو جسده، حاملا كل أحزاننا وألامنا.
  9. فى التقدمات الثور أغلى من الكبش والكبش أغلى من الخروف والمعنى كلما إزدادت قيمة العطية، فهذا يعنى مزيدا من بذل مقدم العطية وكلما إزداد العطاء والبذل نمتلئ من الروح، وهذا معنى زيادة كمية الزيت مع كل حالة. ومع الإمتلاء من الروح تزداد ثبات حياة المسيح فينا = (زيادة كمية الدقيق)، ويزداد فرح الله بمن يبذل وفرح من يبذل نفسه (الخمر). لاحظ أن من يثبتنا فى الله فنحيا هو الروح القدس (2كو1: 21، 22).

العدد 12

أية (12): -

"12كَالْعَدَدِ الَّذِي تَعْمَلُونَ هكَذَا تَعْمَلُونَ لِكُلِّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَدَدِهِنَّ.".

كالعدد الذى تعملون = أى تضرب كميات الدقيق والزيت والخمر فى عدد الذبائح. والزيت يشير للروح القدس. وعجن الدقيق بالزيت يشير للإتحاد الأقنومى بين المسيح والروح القدس. والسكيب مع العجين يشير للمسيح الذى سكب نفسه، أى حياته على الأرض لأجل تلاميذه. فهو ساكن السماء, جال يصنع خيراً دون أن يجد لنفسه أين يسند رأسه مهاناً من الجميع ومرفوضاً. والحيوان الذبيح (ثور / كبش / خروف) يشير أنه فى النهاية قُدِّم ذبيحة. ومن يتناول جسد المسيح فالروح القدس يعطيه حياة المسيح ويعطيه أن يتصور المسيح فيه ويصل إلى أن يسكب نفسه من أجل المسيح كما سكب المسيح نفسه لأجلنا ويعطيه أن يفرح بالمسيح.

ونحن حين نقدم للرب نقرب له المسيح الذى أعطاه هو لنا فليس عندنا ما هو أثمن لنقدمه ولاحظ أن الله طلب منهم الدقيق حين يدخلون الأرض فهم فى البرية لا يوجد لديهم دقيق.

الأعداد 13-16

الأيات (13 - 16): -

"13كُلُّ وَطَنِيٍّ يَعْمَلُ هذِهِ هكَذَا، لِتَقْرِيبِ وَقُودِ رَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ. 14 وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكُمْ غَرِيبٌ، أَوْ كَانَ أَحَدٌ فِي وَسَطِكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ وَعَمِلَ وَقُودَ رَائِحَةِ سُرُورٍ لِلرَّبِّ، فَكَمَا تَفْعَلُونَ كَذلِكَ يَفْعَلُ. 15أَيَّتُهَا الْجَمَاعَةُ، لَكُمْ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ عِنْدَكُمْ فَرِيضَةٌ وَاحِدَةٌ دَهْرِيَّةٌ فِي أَجْيَالِكُمْ. مَثَلُكُمْ يَكُونُ مَثَلَ الْغَرِيبِ أَمَامَ الرَّبِّ. 16شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ وَحُكْمٌ وَاحِدٌ يَكُونُ لَكُمْ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ عِنْدَكُمْ».".

الغريب = هو من إنتمى لشعب الله وتهود وإختتن (خر 49: 12) لكن لا يُذكر هنا هذا الشرط. والمعنى أنه بينما حُكم على اليهود بالتيه (ص14، 13) قُبِلَ الأمم، والكنيسة الآن تضم الكل معاً اليهود والأمم الذين آمنوا والكل يشترك فى نفس الذبيحة.

الأعداد 17-21

الأيات (17 - 21): -

"17 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 18«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: مَتَى دَخَلْتُمُ الأَرْضَ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا، 19فَعِنْدَمَا تَأْكُلُونَ مِنْ خُبْزِ الأَرْضِ تَرْفَعُونَ رَفِيعَةً لِلرَّبِّ. 20أَوَّلَ عَجِينِكُمْ تَرْفَعُونَ قُرْصًا رَفِيعَةً، كَرَفِيعَةِ الْبَيْدَرِ هكَذَا تَرْفَعُونَهُ. 21مِنْ أَوَّلِ عَجِينِكُمْ تُعْطُونَ لِلرَّبِّ رَفِيعَةً فِي أَجْيَالِكُمْ.".

هذه شريعة البكور فحينما يأخذ الله نصيبه يُبارك فى الباقى. ونرى هنا أنه يجب أن يقدم باكورة من أوائل المحصول المدروس فى البيدر ومن أوائل الخبز المخبوز.

الأعداد 22-26

الأيات (22 - 26): -

"22« وَإِذَا سَهَوْتُمْ وَلَمْ تَعْمَلُوا جَمِيعَ هذِهِ الْوَصَايَا الَّتِي كَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ مُوسَى، 23جَمِيعَ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى، مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي أَمَرَ فِيهِ الرَّبُّ فَصَاعِدًا فِي أَجْيَالِكُمْ، 24فَإِنْ عُمِلَ خُفْيَةً عَنْ أَعْيُنِ الْجَمَاعَةِ سَهْوًا، يَعْمَلُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ ثَوْرًا وَاحِدًا ابْنَ بَقَرٍ مُحْرَقَةً لِرَائِحَةِ سَرُورٍ لِلرَّبِّ، مَعَ تَقْدِمَتِهِ وَسَكِيبِهِ كَالْعَادَةِ، وَتَيْسًا وَاحِدًا مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 25فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَيُصْفَحُ عَنْهُمْ لأَنَّهُ كَانَ سَهْوًا. فَإِذَا أَتَوْا بِقُرْبَانِهِمْ وَقُودًا لِلرَّبِّ، وَبِذَبِيحَةِ خَطِيَّتِهِمْ أَمَامَ الرَّبِّ لأَجْلِ سَهْوِهِمْ، 26يُصْفَحُ عَنْ كُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَالْغَرِيبِ النَّازِلِ بَيْنَهُمْ، لأَنَّهُ حَدَثَ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ بِسَهْوٍ.".

هنا ذبائح السهو لو أخطأت كل الجماعة وتترجم كلمة سهو فى ترجمات أخرى بجهل. وهذا يشير لقداسة الله المطلقة فهو لا يطيق الخطية حتى لو بسهو. والسهو ينتج عن عدم السهر واللامبالاة وعدم التدقيق، ولكن علينا أن نقدر قيمة حياة القداسة والوجود فى حضرة الله وبهذا لا ننسى وصاياه فنخسر الشركة مع الله.

الأعداد 27-29

الأيات (27 - 29): -

"27« وَإِنْ أَخْطَأَتْ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ سَهْوًا، تُقَرِّبْ عَنْزًا حَوْلِيَّةً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ، 28فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنِ النَّفْسِ الَّتِي سَهَتْ عِنْدَمَا أَخْطَأَتْ بِسَهْوٍ أَمَامَ الرَّبِّ لِلتَّكْفِيرِ عَنْهَا، فَيُصْفَحُ عَنْهَا. 29لِلْوَطَنِيِّ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ بَيْنَهُمْ تَكُونُ شَرِيعَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْعَامِلِ بِسَهْوٍ.".

هذه ذبيحة خطية السهو لفرد (2بط 1: 3) فالله قدوس ويريدنا أن نكون قديسين. والخطايا الناشئة عن سهو لها حل بالذبيحة.

الأعداد 30-36

الأيات (30 - 36): -

"30 وَأَمَّا النَّفْسُ الَّتِي تَعْمَلُ بِيَدٍ رَفِيعَةٍ مِنَ الْوَطَنِيِّينَ أَوْ مِنَ الْغُرَبَاءِ فَهِيَ تَزْدَرِي بِالرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا، 31لأَنَّهَا احْتَقَرَتْ كَلاَمَ الرَّبِّ وَنَقَضَتْ وَصِيَّتَهُ. قَطْعًا تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ. ذَنْبُهَا عَلَيْهَا».

32 وَلَمَّا كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَجَدُوا رَجُلاً يَحْتَطِبُ حَطَبًا فِي يَوْمِ السَّبْتِ. 33فَقَدَّمَهُ الَّذِينَ وَجَدُوهُ يَحْتَطِبُ حَطَبًا إِلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ الْجَمَاعَةِ. 34فَوَضَعُوهُ فِي الْمَحْرَسِ لأَنَّهُ لَمْ يُعْلَنْ مَاذَا يُفْعَلُ بِهِ. 35فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «قَتْلاً يُقْتَلُ الرَّجُلُ. يَرْجُمُهُ بِحِجَارَةٍ كُلُّ الْجَمَاعَةِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ». 36فَأَخْرَجَهُ كُلُّ الْجَمَاعَةِ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ، فَمَاتَ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى. ".

النفس التى تضعف وترتكب خطية تجد فى ذبيحة المسيح علاجاً لها أما من يرتكب خطيته بيدٍ رفيعة = أى ترتكب الخطية عمداً وبلا خوف وبتحدى مثل هذه النفس تُقطع من شعبها = بصدور حكم من الجماعة ضدها أو بفرز هذه النفس بعيداً عن الجماعة وترك هذه النفس لله يحاسبها. إذاً ليست كل خطية للموت، إنما فقط ما هو بتعمد وما هو بعصيان علنى. وخطايا السهو تمحى بالدم.

وكتطبيق على هذا ذُكرت قصة كاسر السبت وهذا رُجِمَ. ولاحظ أنه كان يحتطب، والحطب يُستخدم فى إشعال النار. وعجيب هو الإنسان الذى يترك الراحة التى يعدها الله لهُ ويختار لنفسه نار الدينونة "فما يزرعه الإنسان فإياه يحصد". وقسوة العقاب هنا حتى يرتدع الجميع (مثل حادثة حنانيا وسفيرة).

الأعداد 37-41

الأيات (37 - 41): -

"37 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 38«كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: أَنْ يَصْنَعُوا لَهُمْ أَهْدَابًا فِي أَذْيَالِ ثِيَابِهِمْ فِي أَجْيَالِهِمْ، وَيَجْعَلُوا عَلَى هُدْبِ الذَّيْلِ عِصَابَةً مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ. 39فَتَكُونُ لَكُمْ هُدْبًا، فَتَرَوْنَهَا وَتَذْكُرُونَ كُلَّ وَصَايَا الرَّبِّ وَتَعْمَلُونَهَا، وَلاَ تَطُوفُونَ وَرَاءَ قُلُوبِكُمْ وَأَعْيُنِكُمُ الَّتِي أَنْتُمْ فَاسِقُونَ وَرَاءَهَا، 40لِكَيْ تَذْكُرُوا وَتَعْمَلُوا كُلَّ وَصَايَايَ، وَتَكُونُوا مُقَدَّسِينَ لإِلهِكُمْ. 41أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لِيَكُونَ لَكُمْ إِلهًا. أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ».".

كان رداء اليهود الخارجى مربعاً وبه فتحة فى وسطه ليدخل من الرأس وكانت توضع عليه أهداب = شُرَّابات أو شراشيب مثل التى تعلق فى الستائر أو فى نهاية المسبحة. وعلى هدب الذيل توضع عصابة اسمانجونية فهدب الذيل يصل إلى التراب. ووضع عصابة اسمانجونية عليه يذكرنا بالسماويات حتى إن كنا نعيش بالجسد (الثوب على الأرض) فحين ينظر الإنسان لأسفل يرى اللون الإسمانجونى السماوى فيذكر السماويات ويذكر وصية الله.

عصابة (إسمانجونية).

شرّابات (أهداب) تلامس الأرض.

وتسمى الأهداب فى (تث 12: 22) الجدليم أو الجدائل فهى خيوط مجدولة. أما الفريسيين فكانوا يطيلون أهداب ثيابهم ليظهروا شدة محافظتهم على الوصايا والشريعة كرامة لهم (مت 5: 22). وكان عامّة اليهود يعتقدون فى قداسة تلك الأهداب لهذا لمست المرأة هدب ثوب السيد المسيح (مت20: 9). فإن كان الله يطلب وضع أهداب لنذكر الوصية والإلتزام بها ونذكر السماويات. فلماذا يعيب البعض على الكنيسة الأرثوذكسية حين تضع صور القديسيين، ليذكر الشعب أنهم بقداستهم هم الآن فى السماء "ينظروا نهاية سيرتهم..". الله يعلم أن طبيعة الإنسان هى النسيان وهذه العصائب للتذكرة.

تطوفون وراء قلوبكم = أى تطلبون إدراك ما تشتهيه قلوبكم من المحظورات. الله يعلم أن طبيعة الإنسان هى النسيان وهذه العصائب للتذكرة.

ملحوظة على ص 15: -.

كان الشعب الآن فى قادش (عدد 26: 13) فى برية فاران وهى غالباً قادش برنيع وأمامهم أيام للوصول لأرض الميعاد. وبخطيتهم تاهوا لأكثر من 38 سنة وكان هذا الإصحاح بداية رحلة التيه ونهايتها فى (14: 20) حين بدأت الرحلة بالسير إلى كنعان.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السادس عشر – اغتصاب الكهنوت - سفر العدد - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الرابع عشر – شهوة الرجوع إلى العبودية - سفر العدد - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر العدد الأصحاح 15
تفاسير سفر العدد الأصحاح 15