الأصحاح التاسع عشر – فريضة البقرة الحمراء – سفر العدد – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر العدد – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح التاسع عشر

فريضة البقرة الحمراء.

يأتى هذا الإصحاح بعد سلسلة من ضعفات شعب الله (خوف من أرض الموعد – عدم إيمان وتذمر – إعتراض على قيادة موسى – إغتصاب للكهنوت...) هنا يظهر فشل الإنسان مع أن الله سبق وقال عنهم "إسرائيل إبنى البكر" وهذا يشبه ظهور الإنسان العتيق فينا، أى ظهور ضعفاتنا وخطايا تعلقنا بنجاسات هذا العالم خلال رحلة حياتنا على الأرض، بعد أن حصلنا على البنوة بالمعمودية.

والبقرة الحمراء هى ذبيحة خطية، وقد ذُكرت ذبائح الخطية وكل الذبائح فى سفر اللاويين، وكان متصوراً أن يذكر سفر اللاويين أيضاً هذه الفريضة، فريضة البقرة الحمراء ضمن الذبائح لكنه ذكرها هنا فى سفر العدد وبعد أن ظهرت ضعفات الشعب، ليعلن الله أن هناك علاج لضعفاتى التى ستظهر خلال رحلة حياتى، فرحلة الأربعين عاما فى البرية تمثل رحلة حياة غربتنا على الأرض.

كانت شكوى اللاويين فى (عد13: 17) أن كل من إقترب من مسكن الرب يموت (13: 17). ورأينا فى (ص18) أنه يمكن الإقتراب خلال الكهنوت اللاوى. وهنا يكشف عن الحاجة للتقديس الذى بدونه لا يقدر أحد أن يعاين الله (عب12: 14). فالبقرة الحمراء هذه ليست للتكفير عن الخطايا بل للتطهير من النجاسة أو للقداسة. ودم المسيح يكفر عن خطايانا ويطهرنا من نجاساتنا.

ماذا تعنى كلمة التقديس.

"إنى أنا الرب إلهكم فتتقدسون وتكونون قديسين لأنى أنا قدوس. ولا تنجسوا أنفسكم بدبيب يدب على الأرض" (لا11: 44).

يقال عن الله أنه قدوس، وهى كلمة لا تقال سوى عن الله فقط. وقدوس فى اليونانية أجيوس.... وتعنى لغويا أ = لا، وجى = أرض، وجيوس = أرضى. فتصبح أجيوس = اللا أرضى أى السماوى المرتفع عن الأرضيات، ويناظرها قول القديس يعقوب عن الله أنه غير مُجَرَّب بالشرور (يع1: 13). بينما يقال عن البشر قديس وتشير الكلمة لمن يسعى لأن ينشغل بالسماويات تاركاً الإهتمام بالأرضيات، وكلما تسامى الإنسان عن الماديات تزداد درجة قداسته. وفى العبرية تعنى "قدس للرب" أن هذا الشئ أو هذا الشخص هو مخصص أو مكرس للرب. وبهذا يتكامل المعنى اليونانى مع العبرى، ويكون الإنسان القديس هو من يبتعد عن نجاسات الأرض متساميا عنها، طالبا السماويات مكرسا نفسه لله.

ولخص القديس بولس الرسول هذا فى (كو3: 1 – 5) "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض.... فأميتوا أعضاءكم التى على الأرض الزنا النجاسة الهوى.....".

والدبيب كالثعابين والسحالى... تسعى على بطونها فتأكل من تراب الأرض. ويكون معنى الآية (لا11: 44) أن إلهنا وأبونا السماوى قدوس متسامى عن نجاسات الأرض فعلينا نحن أبنائه أن نتشبه به ولا نسعى وراء شهوات الأرض. ونفس المعنى نجده فى (كو3: 1 – 5).

وبهذا نفهم أن فريضة البقرة الحمراء تشير لتقديسنا كلما تلامسنا مع نجاسة الأرضيات خلال رحلة حياة غربتنا على الأرض.

ونجد طقوس أو فرائض الذبائح فى ثلاث أماكن فى الكتاب المقدس وكل منها لهُ غرض: -.

  1. خروف الفصح.... سفر الخروج سفر الحرية من عبودية فرعون..... دم المسيح يعطينا الحرية من عبودية إبليس.
  2. ذبائح المحرقة وتقدمة الدقيق / وذبائح الخطية والإثم والسلامة..... سفر اللاويين وهو سفر القداسة.... دم المسيح يكفر عن خطايانا ويضعنا على أول درجات سلم القداسة، وهذا ما فعله السيد المسيح بتقديم نفسه ذبيحة فهو قد أرضى قلب الله بطاعته ونحن فيه نُحسب طائعين وغفر خطايانا وأعطانا حياته لنسلك بالبر.
  3. البقرة الحمراء..... سفر العدد وهو سفر التوهان فى البرية حتى عبور نهر الأردن (الذى يشير لموتنا بالجسد)...... دم المسيح يقدسنا خلال رحلة حياتنا ليعطينا معونة أن نرتقى على سلم القداسة بأن نقف كأموات أمام نجاسات العام طالبين السماويات، وهذا يستلزم جهادنا.

فنحن لا يمكننا أن نقترب لمسكن الرب أو نتمتع بالشركة معه والثبوت فيه إلا من خلال ذبيحة الصليب والدخول فى حياة التقديس. ففى هذا الطقس (البقرة الحمراء) يُعِّد الكاهن الرماد من حرق البقرة، ويستخدم الرماد فى إعداد مياه التقديس أو كما يسميها ماء النجاسة، لأن هذا الماء يطهر من النجاسة وينقل الإنسان من حالة الدنس إلى حالة القداسة.

وكان رماد البقرة الناتج من حرقها وسحق نواتج الحريق يحفظ منه جزء فى كل مدينة لعمل التطهيرات اللازمة لكل من تنجس وليسهل للشعب الحصول عليه. ويقول علماء اليهود أنه لم تقدم سوى بقرة حمراء واحدة أيام موسى وإحتفظوا برمادها حتى أيام السبى حين قدموا بقرة أخرى إحتفظوا برمادها حتى أيام المسيح (البقرة الثانية قُدمت بعد العودة من السبى).

وحتى لو كان هذا التاريخ أو التقليد اليهودى صحيح أو غير صحيح، فالكتاب لم يذكر هذه الفريضة للبقرة الحمراء سوى فى هذا المكان وهذا إشارة للمسيح الذى قُدِّم ذبيحة مرة واحدة وعن كل العالم. فلم يكن كل من يخطىء يقدم بقرة حمراء بل كان فى بقرة حمراء واحدة الكفاية. وهذه كما لم يذكر الكتاب سوى مرة واحدة أن موسى ضرب الصخرة فأخرجت ماء، لأن المسيح صُلِبَ مرة واحدة لينسكب الروح على الكنيسة.

وكانوا يضعون من هذا الرماد ذرات قليلة على الماء، لكنه محفوظ عندهم فى كل مكان وهذا يشير إلى أسرار الكنيسة المحفوظة والموجودة دائماً والتى تستمد قوتها من ذبيحة المسيح الواحدة والبقرة الحمراء نادرة جداً وكان اليهود يقولون لو وجدت بالبقرة شعرتان سود أو بيض تُرفض البقرة. وهذا إشارة لأن المسيح لا يوجد مثيل لهُ. وهى كانت حمراء فالمسيح أخذ جسده من الأرض وثيابه حمراء من دم نفسه ومن دم أعدائه. وكانت البقرة الحمراء تقدم من مال الجماعة وليس لحساب شخص واحد فهى للجميع. بل أيضاً فالجميع، جميع اليهود قدموه للصليب. وحرق البقرة يشير للألام النفسية والجسدية التى إحتملها المسيح (إش1: 63 - 3). إذاً هى إشارة للمسيح الذى إجتاز معصرة الغضب الإلهى وحده.

مفاعيل الأسرار الكنسية.

المعمودية: - هى موت ودفن ثم قيامة مع المسيح (راجع رو6: 1 – 14).

الميرون: - سكنى الروح القدس فينا الذى يبكت على الخطية ويعين ضعفاتنا (يو16: 8 + رو8: 26).

التوبة والإعتراف: - هو قرار بتغيير مسار الحياة بالموت عن الخطايا المحبوبة والإعتراف بها للكاهن، وبصلاة التحليل ينقل الروح القدس خطايانا إلى المسيح الذى يقدم نفسه ذبيحة على المذبح فى سر الإفخارستيا.

الإفخارستيا: - الذى يعطى غفرانا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه.

ويكون رماد البقرة الحمراء إشارة لجسد المسيح الذى مات على الصليب والماء فى فريضة البقرة الحمراء إشارة للروح القدس الذى يعمل على أن يعين الإنسان، على أن يظل الإنسان العتيق الذى مات فى المعمودية ميتاً أو رماداً ولا يرتد للنجاسة مرة أخرى. أى أن يظل جسده مدفونا مع المسيح خلال رحلة غربة حياته على الأرض، فيطلب السماويات، وبهذا يتقدس ويرتقى درجات على سلم القداسة مبتعدا عن نجاسات هذا العالم ساعيا لأن يحيا حياة سماوية.

ولكن الروح القدس لا يعمل وحده دون إرادة الإنسان وهذا يتطلب جهاد الإنسان فى أن يعتبر نفسه ميتا أمام الخطية (أي يعتبر نفسه رماداً) والجهاد يعنى التغصب على فعل هذا فنربح الحياة والملكوت الذى قال عنه رب المجد "أنه يُغصب" (مت11: 12) والروح يعين من يفعل (رو8: 26، 13)، ومن يفعل تظهر فيه حياة المسيح. ولنسمع ماذا يقول الكتاب فى هذا: -.

  • قدموا أجسادكم ذبيحة حية... (رو12: 1).
  • إحسبوا أنفسكم أمواتا عن الخطية.... (رو6: 11).
  • أميتوا أعضاءكم التى على الأرض الزنا النجاسة.... (كو3: 5).
  • ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون... (رو8: 13).
  • الروح يعين ضعفاتنا... (رو8: 26).
  • حاملين فى الجسد كل حين إماتة الرب يسوع لكى تظهر حيوة يسوع فى جسدنا المائت (2كو4: 10).
  • والإماتة هى قبول الإنسان أن يموت مع المسيح بإرادته وأن يقف أمام الخطية كميت بحريته الشخصية. حينئذ يجد معونة من الروح القدس (الماء) ليظل الإنسان العتيق فيه ميتا ومدفونا مع المسيح وهذا بدأ بالمعمودية (رماد البقرة الحمراء) وحينئذ تظهر حياة المسيح الأبدية فيه فيسلك فى بر اللله (2كو5: 21)، وبهذا يتقدس أي يتخصص ويتكرس لله، ويتطهر من نجاسة الخطية.
  • فى المعمودية نموت وندفن مع المسيح، ولكن المعمودية لا ولن تلغى حريتنا فنحن خلقنا على صورة الله أحراراً. ولكن بعد المعمودية يعود الإنسان ويحتك بالنجاسات التى فى العالم فيوقظ الإنسان العتيق الذى فيه. وليظل فى حياة القداسة عليه أن يتخذ قراره بالموت عن ملذات العالم النجسة وهذا ما نسميه الإماتة. لذلك فقرار الإماتة هو قرارى أنا وحينئذ تظل حياة المسيح ثابتة فىَّ وأقول مع بولس الرسول "مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فىَّ" (غل2: 20). وكلمة صلبت فى هذه الآية هى قرارى بالموت الإختيارى عن نجاسة العالم. ولذلك يقول بولس الرسول "ثمار الروح القدس محبة فرح.... ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غل5 22: 24). إذاً الروح القدس يعمل ويعين من يقبل أن يصلب أهواء وشهوات جسده ويقف كميت أمام الخطية والنجاسة فيعينه الروح على أن يتحول لرماد، وهذا هو ما يسمى بعمل النعمة.

العدد 1

أية (1): -

"1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلاً:".

العدد 2

أية (2): -

"2«هذِهِ فَرِيضَةُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ قَائِلاً: كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَأْخُذُوا إِلَيْكَ بَقَرَةً حَمْرَاءَ صَحِيحَةً لاَ عَيْبَ فِيهَا، وَلَمْ يَعْلُ عَلَيْهَا نِيرٌ،".

لا عيب فيها = فالمسيح وحده كان بلا خطية. لم يعل عليها نير = لم يسقط تحت نير خطية، والسيد المسيح قال "من منكم يبكتنى على خطية" (يو8: 46). فهذا الذى هو بلا عيب حين يحترق فهو لا يحترق لخطيته بل من أجل الآخرين، فداءً عنهم.

ولاحظ أن البقرة هى أنثى وهذا يشير أنه إتخذ له جسداً من بشريتنا وهو جسد كامل حقيقى بل صارت الكنيسة هى جسد المسيح "أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه" (أف5: 30).

العدد 3

أية (3): -

"3فَتُعْطُونَهَا لأَلِعَازَارَ الْكَاهِنِ، فَتُخْرَجُ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ وَتُذْبَحُ قُدَّامَهُ.".

إلى خارج المحلة = كما صُلِب المسيح خارج أورشليم. وخارج المحلة يوجد البُرص فهو صار خطية لأجلنا. (عب1: 8 - 4 + 11: 9 - 24، 23 + 12: 10 + عب 12: 13 - 14 + 2كو5: 21).

تعطونها لألعازار = لماذا لم يعطونها لهرون؟

  1. هرون كرئيس للكهنة لا يخرج إلى خارج المحلة.
  2. فى آية 7 من قدمها يصير نجساً إلى المساء ولو قام هرون بذلك يتنجس وقتياً فيمتنع عمله كرئيس كهنة فترة نجاسته.

ج - ربما أشار هذا لأن الكهنوت الهارونى سيتم إستبداله بكهنوت آخر.

د - المسيح ذُبح خارج أورشليم وكان فى نفس اللحظة يدخل لقدس الأقداس وهنا يشرحها الطقس بأن العازار والبقرة خارج المحلة وهرون داخل المحلة. فالمسيح كرئيس كهنة لا ينفصل عن أبيه ولا يترك بلاهوته سمواته ولكنه على الصليب خارج المحلة لأجلنا يكفر عن خطايانا، وهو فى حضن أبيه ليضمنا إلى بره.

وتذبح قدامه = فكهنة اليهود نسل هرون هم الذين قدموا المسيح للصليب وذُبح قدامهم وبهذا تنجسوا.

العدد 4

أية (4): -

"4 وَيَأْخُذُ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ مِنْ دَمِهَا بِإِصْبِعِهِ وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِهَا إِلَى جِهَةِ وَجْهِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ سَبْعَ مَرَّاتٍ.".

رقم 7 رقم كامل. وخيمة الإجتماع ترمز للكنيسة. وهذا يعنى أن المسيح قدَّس كنيسته تقديساً كاملاً. ورقم 7 يشير لكل أيام الأسبوع فالمسيح قدس كنيسته كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر. ويوحنا رأى المسيح حملاً كأنه مذبوح لأن دمه مازال يقدس كنيسته ويكفر عنها. فالدم لا تنقطع فاعليته. بل هذا يعطى رجاء للخاطىء أن دم المسيح وبره أعظم من خطيتى. وهو يطهر من كل خطية.

العدد 5

أية (5): -

"5 وَتُحْرَقُ الْبَقَرَةُ أَمَامَ عَيْنَيْهِ. يُحْرَقُ جِلْدُهَا وَلَحْمُهَا وَدَمُهَا مَعَ فَرْثِهَا.".

تُحرق = النار هى نار دينونة الله التى نزلت على المسيح بدلاً منى. هو قبل الدينونة عنى. فرثها = بقايا الطعام الذى فى جوفها. الحرق لكل شىء إشارة لأن جسد المسيح كان كاملاً وليس خيالياً.

العدد 6

أية (6): -

"6 وَيَأْخُذُ الْكَاهِنُ خَشَبَ أَرْزٍ وَزُوفَا وَقِرْمِزًا وَيَطْرَحُهُنَّ فِي وَسَطِ حَرِيقِ الْبَقَرَةِ،".

الأرز هو أعلى نبات والزوفا هو أصغر نبات "وتكلم سليمان عن الأشجار من الأرز إلى الزوفا النابت فى الحائط" (1مل4: 33). فالصليب هو رفض للعالم بكل مجده وكبرياؤه (الأرز). وحتى لأصغر ما فيه (الزوفا) "صُلب العالم لى وأنا للعالم".

أما القرمز فيشير للخطية "إن كانت خطاياكم كالقرمز.." ويشير للدم. فنجد المعنى أن خطايانا إحترقت حين إحترق اللون القرمزى، نجد فى الرماد حريق القرمز. إذاً رماد القرمز يشير لأن خطيتى قد إحترقت.

+ والأرز والزوفا والقرمز كانا يستخدمان فى طقس تطهير الأبرص بنفس المفهوم.

+ وقد يشير خشب الأرز للصليب والزوفا للغسل "تنضح علىَّ بزوفاك" والقرمز للدم.

+ وقد يشير إلى أننى يجب أن أحرق كبريائى (الأرز) مع صغر نفسى (الزوفا) مع كل مجد العالم وشهوته وبريقه (القرمز) فقد كان القرمز رداء ملوك اليهود والأرجوان لملوك الأمم.

+ والأرز لأنه يُعمِّر طويلاً جداً يشير لدوام فاعلية الدم، ولأن جسد المسيح لم يرى فساداً.

الأعداد 7-10

الأيات (7 - 10): -

"7ثُمَّ يَغْسِلُ الْكَاهِنُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ يَدْخُلُ الْمَحَلَّةَ. وَيَكُونُ الْكَاهِنُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 8 وَالَّذِي أَحْرَقَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ بِمَاءٍ وَيَرْحَضُ جَسَدَهُ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. 9 وَيَجْمَعُ رَجُلٌ طَاهِرٌ رَمَادَ الْبَقَرَةِ وَيَضَعُهُ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ فِي مَكَانٍ طَاهِرٍ، فَتَكُونُ لِجَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي حِفْظٍ، مَاءَ نَجَاسَةٍ. إِنَّهَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. 10 وَالَّذِي جَمَعَ رَمَادَ الْبَقَرَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. فَتَكُونُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ وَلِلْغَرِيبِ النَّازِلِ فِي وَسَطِهِمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً.".

كل من إقترب منها يتنجس أما رمادها فيقدس (الكاهن – والذى أحرقها والذى جمع رمادها) الكل يتنجس. فكل من إقترب من الصليب يشعر بنجاسته، وإحتياجه للتطهير. أما اليهود فقد أعلنوا من خلال تفاسيرهم أنهم غير قادرين على فهم هذه الفريضة وقالوا حتى سليمان لم يستطع تفسيرها. كيف أن من يقدمون هذه الذبيحة يتنجسون بينما هى تطهير لمن تنجس: -.

  1. المسيح صار خطية لأجلنا ليقدسنا، هو لم يخطىء ولكنه صار حاملاً لخطايانا. والعجيب..... أن نيقوديموس ويوسف الرامى حين كفنوا المسيح وبحسب هذه الشريعة فقد تنجسوا إذ تلامسوا مع ميت. ولهذا قال بولس الرسول أن "المسيح صار خطية لأجلنا" (2كو5: 21). فبحسب هذه الشريعة فنيقوديموس قد تنجس إذ تلامس مع جسد المسيح الميت، ولكن كان التلامس مع جسد المسيح يقدس. وهذا هو التفسير لما عجز سليمان عن تفسيره، فما كان ممكنا لأحد فهم هذا اللغز قبل صليب المسيح.
  2. اليهود تنجسوا بصلبهم المسيح ولكن عملهم كان لتطهير البشرية بدم المسيح.
  3. ذبيحة المسيح حملت خطايا العالم كله وهى سر تطهير الكل اليهود والأمم = الغريب = أى لكل مؤمن.

كم تحملت لأجلنا يا رب!!

الأعداد 11-19

الأيات (11 - 19): -

"11«مَنْ مَسَّ مَيْتًا مَيْتَةَ إِنْسَانٍ مَا، يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 12يَتَطَهَّرُ بِهِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ يَكُونُ طَاهِرًا. وَإِنْ لَمْ يَتَطَهَّرْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ لاَ يَكُونُ طَاهِرًا. 13كُلُّ مَنْ مَسَّ مَيْتًا مَيْتَةَ إِنْسَانٍ قَدْ مَاتَ وَلَمْ يَتَطَهَّرْ، يُنَجِّسُ مَسْكَنَ الرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ إِسْرَائِيلَ. لأَنَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهَا تَكُونُ نَجِسَةً. نَجَاسَتُهَا لَمْ تَزَلْ فِيهَا. 14«هذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ: إِذَا مَاتَ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةٍ، فَكُلُّ مَنْ دَخَلَ الْخَيْمَةَ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ فِي الْخَيْمَةِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 15 وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ لَيْسَ عَلَيْهِ سِدَادٌ بِعِصَابَةٍ فَإِنَّهُ نَجِسٌ. 16 وَكُلُّ مَنْ مَسَّ عَلَى وَجْهِ الصَّحْرَاءِ قَتِيلاً بِالسَّيْفِ أَوْ مَيْتًا أَوْ عَظْمَ إِنْسَانٍ أَوْ قَبْرًا، يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 17فَيَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ مَاءً حَيًّا فِي إِنَاءٍ. 18 وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ زُوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي الْمَاءِ وَيَنْضِحُهُ عَلَى الْخَيْمَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الأَمْتِعَةِ وَعَلَى الأَنْفُسِ الَّذِينَ كَانُوا هُنَاكَ، وَعَلَى الَّذِي مَسَّ الْعَظْمَ أَوِ الْقَتِيلَ أَوِ الْمَيْتَ أَوِ الْقَبْرَ. 19يَنْضِحُ الطَّاهِرُ عَلَى النَّجِسِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ وَالْيَوْمِ السَّابعِ. وَيُطَهِّرُهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ، فَيَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَرْحَضُ بِمَاءٍ، فَيَكُونُ طَاهِرًا فِي الْمَسَاءِ.".

موت الجسد فى العهد القديم كان رمزاً للخطية القاتلة للنفس فالخطية نشأ عنها موت، فالخطية هى إنفصال عن الله القدوس والله هو الحياة. لهذا إن لمس أحد ميتاً يصير نجساً. وهو يصير نجساً لمدة سبعة أيام رمزاً لعدم التطهير من الخطية كل أيام غربتنا ما لم يتدخل هذا الرماد والماء. والتطهير يتم فى اليوم الثالث بواسطة ماء النجاسة المحتوى على الرماد. والمعنى أن تطهيرنا يتم بمياه المعمودية التى أخذت قوتها من ذبيحة المسيح وخلال القيامة مع المسيح (اليوم الثالث)، فالمعمودية هى موت مع المسيح وهذا يعطى غفرانا للخطايا. وهى أيضا قيامة مع المسيح وإتحاد به فتكون لنا حياته فنسلك فى بره. ومن لا يتم تطهيره فى اليوم الثالث لن يطهر فى اليوم السابع أى حتى بعد أن تنتهى فترة حياته على الأرض. ومن يتطهر فى اليوم الثالث تظل فاعلية التطهير العمر كله وحتى عبورنا للحياة الأخرى بل إن من لا يتطهر تُقطع تلك نفس من الشعب (لا ينتمى للكنيسة عروس المسيح).

ولاحظ أن يستمر طاهراً من تقدس فى اليوم الثامن أى يوم القيامة. ففاعليتها أبدية فمن بدأ تطهيره بالقيامة الأولى (اليوم الثالث) يكمل تطهيره بالقيامة الثانية (اليوم الثامن) فحسب الطقس اليهودى ينتهى طقس التطهير بنهاية اليوم السابع الذى يعتبر بداية اليوم الثامن. وخلال فترة حياتنا (الأيام السبعة يحتاج كل من يلمس ميتاً أن يتطهر وهذا يتم بماء النجاسة).

الأيات (14 - 15): -

"14«هذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ: إِذَا مَاتَ إِنْسَانٌ فِي خَيْمَةٍ، فَكُلُّ مَنْ دَخَلَ الْخَيْمَةَ، وَكُلُّ مَنْ كَانَ فِي الْخَيْمَةِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 15 وَكُلُّ إِنَاءٍ مَفْتُوحٍ لَيْسَ عَلَيْهِ سِدَادٌ بِعِصَابَةٍ فَإِنَّهُ نَجِسٌ.".

نرى بشاعة الخطية فإن الموت ينجس كل من دخل للخيمة بل كل إناء مفتوح يتنجس. وهذه لها مفهوم طبى صحى فالميت قد يكون مريض بمرض معدى وكل من لمسه أو الأوانى المستعملة يجب أن تتطهر. والآنية المفتوحة تشير أيضاً للحواس المفتوحة وهذه تنجس الجسم إذا إنفتحت على خطايا العالم "ضع يا رب حافظاً لفمى وباباً حصيناً لشفتىَّ ولا تُمل قلبى إلى الشر". ولنرى حالات متعددة للموت.

  1. من مات داخل خيمة... هذا يشير لمرض تسلل خفية فأدى لضعف ورقاد وشيخوخة روحية وهذا يأتى كثمرة للإهمال والفتور الروحى (الثعالب الصغيرة).
  2. من يقتل بالسيف فى الصحراء.... يمثل من هاجمته الخطية بعنف وفى لحظات أسقطته. وهو فى حيويته ونشاطه.

ج - العظام اليابسة......... هذه تشير لمن عاش فى الخطية زماناً طويلاً حتى أنتن.

أية (17): -

"17فَيَأْخُذُونَ لِلنَّجِسِ مِنْ غُبَارِ حَرِيقِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ مَاءً حَيًّا فِي إِنَاءٍ.".

التطهير يتم بالماء + الغبار. الماء يشير للمعمودية. والماء الحى = أى ماء جارى إشارة لعمل الروح القدس المستمر مع المؤمن المعمد والممسوح بزيت الميرون ليجدد طبيعته، ويعمل على معونته فى قرار الإماتة أى جهاده فى أن يقف أمام خطايا العالم ونجاساته كميت، وهذا كما أن الماء الجارى فى النهر يجرف ويكنس مجرى النهر من القاذورات التى فيه فينظفه وينقيه، وهذا ما يعمله الروح القدس فى قلب الإنسان "قلبا نقيا إخلق فىَّ يا الله وروحا مستقيما جدد فى داخلى" (مز51: 10). وكان اليهود يسمون الماء الجارى ماءً حياً (وراجع يو4: 10). ولعمل الروح القدس هذا فى المؤمن فهو يثبته فى المسيح ويطهره طوال رحلة حياته من نجاسات العالم التى تتسرب إليه نقول عن الروح القدس الروح المحيى. فالروح يعمل دائما على معونة الإنسان على الموت والقيامة مع المسيح، الموت بالإنسان العتيق والحياة بحياة المسيح التى أخذناها بالإتحاد مع المسيح فى المعمودية. والغبار يشير لما أعطى الماء قوة على الولادة الجديدة. ولكن الرماد يشير لشىء آخر وهو عمل التوبة والموت عن العالم بكبريائه (الأرز) ومجده (القرمز) وضعفاته (الزوفا) فالمعمودية هى بداية وتكمل بالتوبة المستمرة. وحياة التوبة هى عمل مشترك مع الله "توبنى يا رب فأتوب" فالله يدعو ويعين، وعلىَّ أنا أن أستجيب (إر31: 18). ويشرح هذا القديس بولس الرسول فيقول "إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد" (رو8: 13).

والإيمان هو الزوفا الذى به نُطهر ضمائرنا. فمن إعترف وتاب، عليه أن يؤمن أن خطيته قد غُفِرَتْ. والخطية نفسها ليست قاتلة فمن لمس ميتاً لا تقطع تلك النفس من شعبها بل من أهمل فى التطهير أى من رفض التوبة تُقطع تلك النفس من شعبها (آية12) لأنه أصبح مجرماً فى حق الله والناموس. هذه الشريعة تُعطى رجاء لكل من لمس ميتاً (صنع خطية) فى أن هناك طريقاً للتقديس.

وكل هذا يشرح فكرة مفاعيل البقرة الحمراء.

أية (18): -

"18 وَيَأْخُذُ رَجُلٌ طَاهِرٌ زُوفَا وَيَغْمِسُهَا فِي الْمَاءِ وَيَنْضِحُهُ عَلَى الْخَيْمَةِ، وَعَلَى جَمِيعِ الأَمْتِعَةِ وَعَلَى الأَنْفُسِ الَّذِينَ كَانُوا هُنَاكَ، وَعَلَى الَّذِي مَسَّ الْعَظْمَ أَوِ الْقَتِيلَ أَوِ الْمَيْتَ أَوِ الْقَبْرَ.".

لا يوجد رجل طاهر إلا واحد وهو المسيح الذى طهرنا من خطايانا. وهذه الآية تنبيه لكل خادم ليحيا طاهراً.

ملحوظة: - لم يعد للموت نجاسته فى العهد الجديد فقط إبتلعت وذهبت شوكته.

الأعداد 20-21

الأيات (20 - 21): -

"20 وَأَمَّا الإِنْسَانُ الَّذِي يَتَنَجَّسُ وَلاَ يَتَطَهَّرُ، فَتُبَادُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ لأَنَّهُ نَجَّسَ مَقْدِسَ الرَّبِّ. مَاءُ النَّجَاسَةِ لَمْ يُرَشَّ عَلَيْهِ. إِنَّهُ نَجِسٌ. 21فَتَكُونُ لَهُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً. وَالَّذِي رَشَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ، وَالَّذِي مَسَّ مَاءَ النَّجَاسَةِ يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ.".

من مس ماء النجاسة يكون نجسا إلى المساء = فمن يقترب من الصليب ويدرك عظم الثمن العجيب الذى دفعه المسيح بسبب خطايانا يدرك كم كان نجسا حين فعل الخطية وأنه محتاج للتطهير.

العدد 22

أية (22): -

"22 وَكُلُّ مَا مَسَّهُ النَّجِسُ يَتَنَجَّسُ، وَالنَّفْسُ الَّتِي تَمَسُّ تَكُونُ نَجِسَةً إِلَى الْمَسَاءِ».".

كل ما مسه النجس يتنجس = أى أن أى شىء يلمسه الشخص المتنجس بسبب الميت يكون هذا الشىء نجساً. وإذا كانت نفس تكون نجسة إلى المساء.

والآن بعد أن شرح الكتاب كل الذبائح فلنرى كيف أن: -.

الذبائح تشير لعمل الصليب.

خروف الفصح: - دم المسيح يحرر من عبودية إبليس وينجى الأبكار من الموت (نحن فى المسيح صرنا كنيسة أبكار عب12: 23).

ذبيحة المحرقة: - تشير للطاعة الكاملة، ونحن، لمن هو ثابت فى المسيح نحسب كاملين وبلا لوم (أف1: 3 + كو1: 28). ولذلك كان الله فى ذبيحة المحرقة يتنسم رائحة السرور (لا1: 9). لأنه كان يرى فى ذبيحة المسيح أن أولاده يصيروا طائعين كاملين، ولماذا يُسَّر الله بطاعة الإنسان؟ أولا: - لأن الطاعة علامة حب وثقة الإنسان فى الله فيطيع وصاياه... ثانيا: - لأن من يطيع وصايا الله فهذا يخلص، فوصايا الله هدفها تحرر الإنسان من عبودية إبليس وبالتالى خلاص نفسه. وقيل عن المسيح "أنه أطاع حتى الموت موت الصليب" (فى2: 8). وصار الله يحسب من هو فى المسيح كاملا. ثالثا: - فى معمودية المسيح قال الآب "هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت" فالآب فرح بعوتنا فى المسيح كأبناء كانوا ضالين.

تقدمة الدقيق: - نحن نحيا فى بر (لون الدقيق الأبيض) بحياة المسيح فينا (غل2: 20 + فى1: 21 + 2كو5: 21).

ذبيحة الخطية: - دم المسيح يطهرنا من الخطية الأصلية أو الجدية.

ذبيحة الإثم: - دم المسيح يطهرنا من خطايانا الناتجة عن فساد طبيعتنا بسبب الخطية الجدية التى ولدنا بها "بالخطية ولدتنى أمى".

ذبيحة السلامة: - تشير للإفخارستيا التى هى نفسها ذبيحة الصليب وإمتداد لها.

البقرة الحمراء: - تقديس الروح القدس لنا خلال رحلة غربة حياتنا على الأرض بأن يعطى معونة لأن نموت عن شهوات الجسد بل عن العالم طالبين السماويات.

كبش الملء: - هذا خاص بالكهنة وبهذه الذبيحة كان الله يملأهم ليكهنوا له، وكان الله يملأهم نعمة ليقوموا بخدمتهم ويعلموا الشعب "فمن فم الكاهن تؤخذ الشريعة" (ملا2: 7) وهذا ما يحدث مع الكاهن المسيحى.

ونلاحظ أن شريعة كبش الملء وردت فى الإصحاح 29 من سفر الخروج = سفر التحرر من عبودية فرعون، وفرعون هو رمز للشيطان والخطية اللذان يستعبدان الإنسان. وهذا لأن الله يملأ الكاهن حتى يقوم بدوره فى خدمة الأسرار وفى التعليم وهذا يساعد الشعب فى أن يتحرر من خطاياه.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح العشرون – ماء مريبة - سفر العدد - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثامن عشر – مسئولية الكهنة وحقوقهم - سفر العدد - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر العدد الأصحاح 19
تفاسير سفر العدد الأصحاح 19