الأصحاح السادس عشر – اغتصاب الكهنوت – سفر العدد – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر العدد – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السادس عشر

إغتصاب الكهنوت.

رأينا فى الإصحاح السابق أمانة الله فى وعوده، وها نحن نرى هنا تمرد البشر ضد نظام وضعه الله. ورأينا سابقاً تذمر الشعب لكن ها نحن نرى تذمر اللاويين والرؤساء وغالباً فهذه الفتنة مركبة فقورح هو لاوى من القهاتيين. أما داثان وأبيرام فهم أولاد اليآب بن فلو بن رأوبين (عد 5: 26 - 9) وكان قورح وهو لاوى يطلب كهنوتاً، ويبدو أن قورح كان زعيماً ذو مكانة وشخصية مؤثرة فهو إستطاع أن يؤثر على 250 رئيس للجماعة، وهذا يوضح أن الشيطان يعمل جاهداً على إستغلال الكفاءات الكبيرة وذوى المواهب. وطلب قورح مع جماعته الـ 250 لاوى أن يكونوا كهنة. أما داثان وأبيرام وهما من سبط رأوبين فغالباً غاروا من سبط يهوذا لأنه فى المقدمة وهم يعتبرون أنفسهم أولاد رأوبين البكر وهم أحق بالرئاسة فهم يطلبون سلطة زمنية. وكان القهاتيين مجاورين للرأوبينيين فإتحدت المجموعتان فى تحدى سلطة موسى الدينية والمدنية.

وقد حدث بعد ذلك أن غضب الله حينما قدَّم شاول الملك ذبيحة، ثم غضب على عزيا الملك وضربه لنفس السبب. المهم أننا أمام حالة طمع فى مناصب أعلى ومواهب أعلى فقورح كان لهُ عمل لكنه طمع فى عمل موسى وهرون. ونحن كخدام لله علينا أن نكون أمناء فى القليل الذى أعطاه لنا الله، دون أن نحسد الآخرين ونطمع فى خدمتهم. فلكلٍ دوره وخدمته ولا يجب أن يطمع فى دور الآخر. وخطورة الحسد أنه يؤدى للعمى الروحى والذهنى، فقد رأى هؤلاء الحاسدين أن موسى الحليم أنه متسلط ومرتفع. والـ 250 قد يكونوا من أسباط إسرائيل وكلهم من الرؤساء الطالبين أن يكون الكهنوت لهم. أو أن يكون الكهنوت فى كل أسرة كما كان من قبل (نظام البطاركة) حين كان رب كل أسرة هو كاهنها. وذلك يفسر وجود مجامر معهم. وربما مارسوا بها الكهنوت قبل أن يحدد الله سبطاً وأسرة بعينها هى أسرة هرون للكهنوت.

وربما مارسوا الكهنوت فعلاً كل فى بيته قبل هذه الثورة العامة الرافضة لنظام الله.

ولنلاحظ أن عامة الشعب تذمروا بسبب بطونهم (لحم / بصل...) أما الرؤساء فهم يضربون بضربة أمَّر وهى الكبرياء ولهذا تُعرف الكبرياء بأنها الصعود إلى أسفل.

العدد 1

أية (1): -

"1 وَأَخَذَ قُورَحُ بْنُ يِصْهَارَ بْنِ قَهَاتَ بْنِ لاَوِي، وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ ابْنَا أَلِيآبَ، وَأُونُ بْنُ فَالَتَ، بَنُو رَأُوبَيْنَ،".

يذكر هنا إسم أون بن فالت ولا يذكر بعد ذلك فربما قدم توبة.

العدد 2

أية (2): -

"2يُقَاوِمُونَ مُوسَى مَعَ أُنَاسٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ رُؤَسَاءِ الْجَمَاعَةِ مَدْعُوِّينَ لِلاجْتِمَاعِ ذَوِي اسْمٍ.".

من بنى إسرائيل = هذا ما يجعلنا نفهم أن الثورة كانت تشمل رؤساء من كل الأسباط تأثروا بثورة قورح وداثان وأبيرام. مدعوين للإجتماع = تعنى منتخبين.

العدد 3

أية (3): -

"3فَاجْتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالُوا لَهُمَا: «كَفَاكُمَا! إِنَّ كُلَّ الْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا مُقَدَّسَةٌ وَفِي وَسَطِهَا الرَّبُّ. فَمَا بَالُكُمَا تَرْتَفِعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ الرَّبِّ؟ ».".

هذا الكلام يشبه من يقول الآن "كلنا ملوك وكهنة فلماذا يرتفع الكهنة علينا".

وهؤلاء لم يفهموا أن الكهنوت والخدمة عموماً إتضاع وليس إرتفاع فالخادم الحقيقى مُتضع يبحث عن الخدمة ويلجأ لله فى الصلاة، لا يشغله منصب ولا رئاسة. وإن أُختير للرئاسة يفهم أنها مسئولية سيدينه الله عليها وليست منصباً يتباهى به. أما الخادم المُزيَّف فيطلب مجد نفسه ويكون هذا بذراع بشرى كما حدث هنا. أما الخادم الحقيقى فهو يلجأ لله ليحكم لهُ فى الظلم الواقع عليه. الخادم الحقيقى متضع والخادم المزيف متكبر.

العدد 4

أية (4): -

"4فَلَمَّا سَمِعَ مُوسَى سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ.".

هنا يظهر موسى كخادم حقيقى فهو سقط على وجهه أمام الله ليحكم لهُ.

الأعداد 5-6

الأيات (5 - 6): -

"5ثُمَّ كَلَّمَ قُورَحَ وَجَمِيعَ قَوْمِهِ قَائِلاً: «غَدًا يُعْلِنُ الرَّبُّ مَنْ هُوَ لَهُ، وَمَنِ الْمُقَدَّسُ حَتَّى يُقَرِّبَهُ إِلَيْهِ. فَالَّذِي يَخْتَارُهُ يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِ. 6اِفْعَلُوا هذَا: خُذُوا لَكُمْ مَجَامِرَ. قُورَحُ وَكُلُّ جَمَاعَتِهِ.".

المقدس = أى الذى إختاره الله ليتفرغ لخدمته.

العدد 7

أية (7): -

"7 وَاجْعَلُوا فِيهَا نَارًا، وَضَعُوا عَلَيْهَا بَخُورًا أَمَامَ الرَّبِّ غَدًا. فَالرَّجُلُ الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ هُوَ الْمُقَدَّسُ. كَفَاكُمْ يَا بَنِي لاَوِي! ».".

كفاكم يا بنى لاوى = هذه رد على قولهم لموسى وهرون (3) كفاكما.

الأعداد 8-9

أية (8 - 9): -

"8 وَقَالَ مُوسَى لِقُورَحَ: «اسْمَعُوا يَا بَنِي لاَوِي. 9أَقَلِيلٌ عَلَيْكُمْ أَنَّ إِلهَ إِسْرَائِيلَ أَفْرَزَكُمْ مِنْ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ لِيُقَرِّبَكُمْ إِلَيْهِ لِكَيْ تَعْمَلُوا خِدْمَةَ مَسْكَنِ الرَّبِّ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ الْجَمَاعَةِ لِخِدْمَتِهَا؟".

إذاً لكل واحد خدمته وعليه أن يقوم بها بأمانة.

العدد 10

أية (10): -

"10فَقَرَّبَكَ وَجَمِيعَ إِخْوَتِكَ بَنِي لاَوِي مَعَكَ، وَتَطْلُبُونَ أَيْضًا كَهَنُوتًا!".

العدد 11

أية (11): -

"11إِذَنْ أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَتِكَ مُتَّفِقُونَ عَلَى الرَّبِّ. وَأَمَّا هَارُونُ فَمَا هُوَ حَتَّى تَتَذَمَّرُوا عَلَيْهِ؟ »".

نرى هنا عدة صفات يجب أن تتوفر للكاهن: - 1) الكهنوت لا يُطلب بل يُختار من الله (عب5: 4) وهذا يُفهم من آية 10. 2) أن لا يشعر الكاهن أنه بهذه الوظيفة ينتفخ على أحد، ولاحظ قول موسى "أما هرون فما هو". 3) الخادم الأمين فى خدمته الذى يبحث عن مجد الله لا يهتم حينما يقول الحق، فالتذمر من الشعب ليس هو ضد الخادم بل ضد الله الذى هو يطبق شريعته.

العدد 12

أية (12): -

"12فَأَرْسَلَ مُوسَى لِيَدْعُوَ دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ ابْنَيْ أَلِيآبَ. فَقَالاَ: «لاَ نَصْعَدُ!".

داثان وأبيرام فى كبريائهما رفضا أن يذهبا ليقابلا موسى.

العدد 13

أية (13): -

"13أَقَلِيلٌ أَنَّكَ أَصْعَدْتَنَا مِنْ أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً لِتُمِيتَنَا فِي الْبَرِّيَّةِ حَتَّى تَتَرَأَسَ عَلَيْنَا تَرَّؤُسًا؟".

أصعدتنا من أرض تفيض لبناً وعسلاً = يقصدون مصر وهم هنا يسخرون من أن الرب وصف أرض الميعاد بأنها تفيض لبناً وعسلاً. فهم يصفون أرض العبودية بأوصاف أرض الميعاد، بينما أن مصر مشهورة بالبصل والثوم. وهؤلاء ظنوا أنهم سيبقون فى البرية إلى الأبد.

العدد 14

أية (14): -

"14كَذلِكَ لَمْ تَأْتِ بِنَا إِلَى أَرْضٍ تَفِيضُ لَبَنًا وَعَسَلاً، وَلاَ أَعْطَيْتَنَا نَصِيبَ حُقُول وَكُرُومٍ. هَلْ تَقْلَعُ أَعْيُنَ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ؟ لاَ نَصْعَدُ! ».".

هل تقلع أعين هؤلاء القوم = لها عدة معانى: - 1) أنه بعد أن أحضرتنا لهذا القفر لم يبق لك أن تفعل سوى هذا. 2) أنك جعلت القوم كالعميان يسيرون وراءك كيفما شئت. 3) أن لهذا الشعب عيوناً ولا تستطيع أن تستمر يا موسي في خداعهم بأن هذه البرية القاحلة التي أتيت بنا اليها هي تفيض لبنا وعسلا، وهذا هو الرأى الأرجح.

العدد 15

أية (15): -

"15فَاغْتَاظَ مُوسَى جِدًّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: «لاَ تَلْتَفِتْ إِلَى تَقْدِمَتِهِمَا. حِمَارًا وَاحِدًا لَمْ آخُذْ مِنْهُمْ، وَلاَ أَسَأْتُ إِلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ».".

موسى هنا فى غيظه يظهر كمدافع عن الكهنوت كنظام إلهى يحاولون إغتصابه. وقوله لا تلتفت إلى تقدمتهما = إشارة لحادثة رفض قرابين قايين، وموسى هو كاتب القصة ودليل أن موسى لم يغتاظ لأجل كرامته أنه عاد وتشفع لهم.

الأعداد 16-19

الأيات (16 - 19): -

"16 وَقَالَ مُوسَى لِقُورَحَ: «كُنْ أَنْتَ وَكُلُّ جَمَاعَتِكَ أَمَامَ الرَّبِّ، أَنْتَ وَهُمْ وَهَارُونُ غَدًا، 17 وَخُذُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ، وَاجْعَلُوا فِيهَا بَخُورًا، وَقَدِّمُوا أَمَامَ الرَّبِّ كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ. مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ مِجْمَرَةً. وَأَنْتَ وَهَارُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ». 18فَأَخَذُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتَهُ وَجَعَلُوا فِيهَا نَارًا وَوَضَعُوا عَلَيْهَا بَخُورًا، وَوَقَفُوا لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ مَعَ مُوسَى وَهَارُونَ. 19 وَجَمَعَ عَلَيْهِمَا قُورَحُ كُلَّ الْجَمَاعَةِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ، فَتَرَاءَى مَجْدُ الرَّبِّ لِكُلِّ الْجَمَاعَةِ.".

قورح يجمع كل الجماعة ليساندوه. وهذه غباوة فهل يقووا على الله.

الأعداد 20-25

الأيات (20 - 25): -

"20 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلاً: 21«افْتَرِزَا مِنْ بَيْنِ هذِهِ الْجَمَاعَةِ فَإِنِّي أُفْنِيهِمْ فِي لَحْظَةٍ». 22فَخَرَّا عَلَى وَجْهَيْهِمَا وَقَالاَ: «اللّهُمَّ، إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ الْبَشَرِ، هَلْ يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلَى كُلِّ الْجَمَاعَةِ؟ » 23فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً:

24«كَلِّمِ الْجَمَاعَةَ قَائِلاً: اطْلَعُوا مِنْ حَوَالَيْ مَسْكَنِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ». 25فَقَامَ مُوسَى وَذَهَبَ إِلَى دَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَذَهَبَ وَرَاءَهُ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ. ".

حينما عَلِمَ موسى بنيّة الله فى ضرب المتمردين ذهب هو لداثان وأبيرام اللذان سبقا فرفضا هما الذهاب لموسى. وهذا من تواضع موسى ومحبته.

الأعداد 26-29

الأيات (26 - 29): -

"26فَكَلَّمَ الْجَمَاعَةَ قَائِلاً: «اعْتَزِلُوا عَنْ خِيَامِ هؤُلاَءِ الْقَوْمِ الْبُغَاةِ، وَلاَ تَمَسُّوا شَيْئًا مِمَّا لَهُمْ لِئَلاَّ تَهْلِكُوا بِجَمِيعِ خَطَايَاهُمْ». 27فَطَلَعُوا مِنْ حَوَالَيْ مَسْكَنِ قُورَحَ وَدَاثَانَ وَأَبِيرَامَ، وَخَرَجَ دَاثَانُ وَأَبِيرَامُ وَوَقَفَا فِي بَابِ خَيْمَتَيْهِمَا مَعَ نِسَائِهِمَا وَبَنِيهِمَا وَأَطْفَالِهِمَا. 28فَقَالَ مُوسَى: «بِهذَا تَعْلَمُونَ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي لأَعْمَلَ كُلَّ هذِهِ الأَعْمَالِ، وَأَنَّهَا لَيْسَتْ مِنْ نَفْسِي. 29إِنْ مَاتَ هؤُلاَءِ كَمَوْتِ كُلِّ إِنْسَانٍ، وَأَصَابَتْهُمْ مَصِيبَةُ كُلِّ إِنْسَانٍ، فَلَيْسَ الرَّبُّ قَدْ أَرْسَلَنِي.".

وهنا يعطيهم فرصة أخيرة إعتزلوا = حين نعتزل الأشرار وشرهم ننجو من مصيرهم.

العدد 30

أية (30): -

"30 وَلكِنْ إِنِ ابْتَدَعَ الرَّبُّ بِدْعَةً وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ وَكُلَّ مَا لَهُمْ، فَهَبَطُوا أَحْيَاءً إِلَى الْهَاوِيَةِ، تَعْلَمُونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْقَوْمَ قَدِ ازْدَرَوْا بِالرَّبِّ».".

هبطوا أحياء إلى الهاوية = الهاوية هنا تشير إلى المكان الذى سيدفنون فيه تحت الأرض حين تنفتح الأرض وتبتلعهم فتصير هذه الهوة التى حدثت قبراً لهم. ولكن الهاوية هنا لا تشير للجحيم. فهو قال وكل ما لهم. والمنازل والأمتعة لا تذهب للجحيم.

قد إزدروا بالرب = فمن يعتدى على نظام وضعه الله يزدرى بالله.

الأعداد 31-35

الأيات (31 - 35): -

"31فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ التَّكَلُّمِ بِكُلِّ هذَا الْكَلاَمِ، انْشَقَّتِ الأَرْضُ الَّتِي تَحْتَهُمْ، 32 وَفَتَحَتِ الأَرْضُ فَاهَا وَابْتَلَعَتْهُمْ وَبُيُوتَهُمْ وَكُلَّ مَنْ كَانَ لِقُورَحَ مَعَ كُلِّ الأَمْوَالِ، 33فَنَزَلُوا هُمْ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُمْ أَحْيَاءً إِلَى الْهَاوِيَةِ، وَانْطَبَقَتْ عَلَيْهِمِ الأَرْضُ، فَبَادُوا مِنْ بَيْنِ الْجَمَاعَةِ. 34 وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ هَرَبُوا مِنْ صَوْتِهِمْ، لأَنَّهُمْ قَالُوا: «لَعَلَّ الأَرْضَ تَبْتَلِعُنَا. 35 وَخَرَجَتْ نَارٌ مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ وَأَكَلَتِ الْمِئَتَيْنِ وَالْخَمْسِينَ رَجُلاً الَّذِينَ قَرَّبُوا الْبَخُورَ.".

النار أكلت قورح وكل من بخر بإستخدام المجمرة ولكن فى آية (آية32) قوله كل من كان لقورح = يعنى كل من سار وراء فتنة قورح.

فنحن هنا أمام عقوبتين النار أكلت من إغتصب الكهنوت، والأرض فتحت فاها لمن دخله الكبرياء، النار كانت لقورح. وفتحت الأرض فاها لداثان وأبيرام وأولادهم وكل مالهم.

ويبدو أن قورح خلال هذه الفتنة كانت لهُ إقامة وسكن عند داثان وأبيرام بدون زوجته وأولاده فأولاد قورح لم يهلكوا فى هذه الفتنة فهم بالتأكيد أبرياء ورفضوا خطية أبيهم قورح. بل كان من أولادهم مغنين فى الهيكل ولهم مزامير (راجع 11: 26) لكن أولاد داثان وأبيرام ماتوا مع أبائهم. الله وحده يعلم القلوب ويعرف من يُضْرَبْ ومن ينجو من العقاب. وهذا رد آخر على تحمل الأبناء لذنوب أبائهم (راجع تث 6: 11 + مز 18، 17: 106 + حز18) ولاحظ هلاك كل واحد بالعنصر الذى أخطأ به. فقورح قدم ناراً فى مجمرته فإحترق بنار. وداثان وأبيرام إرتفعا بقلبيهما فى كبرياء فسقطوا تحت الأرض وشابهوا الشياطين، فالشياطين هم من يهبطوا تحت الأرض وخطيتهم الأولى هى الكبرياء. والعكس فمزامير أولاد قورح كلها فرح فهم لم يقاوموا كأبيهم.

الأعداد 36-37

أية (36 - 37): -

"36ثُمَّ كَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 37«قُلْ لأَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الْكَاهِنِ أَنْ يَرْفَعَ الْمَجَامِرَ مِنَ الْحَرِيقِ، وَاذْرِ النَّارَ هُنَاكَ فَإِنَّهُنَّ قَدْ تَقَدَّسْنَ.".

الله يكلف العازار بجمع المجامر ولم يكلف هارون، فهارون لا يجب أن يتنجس بلمسه الموتى. ولاحظ أن الله يعتبر أنه حتى هذه المجامر لأنه قد قُدِّم فيها بخور لإسمه فهى قد تقدست.

العدد 38

أية (38): -

"38مَجَامِرَ هؤُلاَءِ الْمُخْطِئِينَ ضِدَّ نُفُوسِهِمْ، فَلْيَعْمَلُوهَا صَفَائِحَ مَطْرُوقَةً غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ، لأَنَّهُمْ قَدْ قَدَّمُوهَا أَمَامَ الرَّبِّ فَتَقَدَّسَتْ. فَتَكُونُ عَلاَمَةً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ».".

المجامر كانت تذكارات لعقوبات الرب كما كان قسط المن تذكاراً لإحساناته.

لذلك يقول بولس الرسول "أنظروا لنهاية سيرتهم" (عب 7: 13). صارت قصة قورح وداثان وأبيرام عبرة حتى أن بنات صلفحاد قالوا نحن لسنا من أولادهم.

الأعداد 39-40

الأيات (39 - 40): -

"39فَأَخَذَ أَلِعَازَارُ الْكَاهِنُ مَجَامِرَ النُّحَاسِ الَّتِي قَدَّمَهَا الْمُحْتَرِقُونَ، وَطَرَقُوهَا غِشَاءً لِلْمَذْبَحِ، 40تَذْكَارًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، لِكَيْ لاَ يَقْتَرِبَ رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ لَيْسَ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ لِيُبَخِّرَ بَخُورًا أَمَامَ الرَّبِّ، فَيَكُونَ مِثْلَ قُورَحَ وَجَمَاعَتِهِ، كَمَا كَلَّمَهُ الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى.".

العدد 41

أية (41): -

"41فَتَذَمَّرَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْغَدِ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ قَائِلِينَ: «أَنْتُمَا قَدْ قَتَلْتُمَا شَعْبَ الرَّبِّ».".

الجماعة كلها تتذمر على موتهم ممّا يكشف عن مدى تأثيرهم. والعجيب أنهم لم يرتدعوا فطبيعة الإنسان أنه دائم التذمر.

الأعداد 42-45

الأيات (42 - 45): -

"42 وَلَمَّا اجْتَمَعَتِ الْجَمَاعَةُ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ انْصَرَفَا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَإِذَا هِيَ قَدْ غَطَّتْهَا السَّحَابَةُ وَتَرَاءَى مَجْدُ الرَّبِّ. 43فَجَاءَ مُوسَى وَهَارُونُ إِلَى قُدَّامِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 44فَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 45«اِطْلَعَا مِنْ وَسَطِ هذِهِ الْجَمَاعَةِ، فَإِنِّي أُفْنِيهِمْ بِلَحْظَةٍ». فَخَرَّا عَلَى وَجْهَيْهِمَا.".

الأعداد 46-48

الأيات (46 - 48): -

"46ثُمَّ قَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «خُذِ الْمِجْمَرَةَ وَاجْعَلْ فِيهَا نَارًا مِنْ عَلَى الْمَذْبَحِ، وَضَعْ بَخُورًا، وَاذْهَبْ بِهَا مُسْرِعًا إِلَى الْجَمَاعَةِ وَكَفِّرْ عَنْهُمْ، لأَنَّ السَّخَطَ قَدْ خَرَجَ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. قَدِ ابْتَدَأَ الْوَبَأُ». 47فَأَخَذَ هَارُونُ كَمَا قَالَ مُوسَى، وَرَكَضَ إِلَى وَسَطِ الْجَمَاعَةِ، وَإِذَا الْوَبَأُ قَدِ ابْتَدَأَ فِي الشَّعْبِ. فَوَضَعَ الْبَخُورَ وَكَفَّرَ عَنِ الشَّعْبِ. 48 وَوَقَفَ بَيْنَ الْمَوْتَى وَالأَحْيَاءِ فَامْتَنَعَ الْوَبَأُ.".

موسى يشفع فى شعبه. وهرون يُبخِّر بسرعة وسط الجماعة ليتوقف الوبأ. ونرى هنا أن مجد الرب قد ظهر بنفس الطريقة التى ظهر بها سابقاً يوم تكريس هرون (لا23: 9).

وهو يظهر هنا ليثبته فى عمله أمام هؤلاء المتذمرين. وهنا هرون وقف رمزاً للمسيح حين وقف بين الأحياء والأموات. وها هم المتذمرين قد إتهموا موسى وهرون بأنهم يريدون قتلهم وإحتقروا كهنوت هرون ولكن هنا نجد هرون هو الذى أنقذهم بكهنوته.

الأعداد 49-50

الأيات (49 - 50): -

"49فَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفًا وَسَبْعَ مِئَةٍ، عَدَا الَّذِينَ مَاتُوا بِسَبَبِ قُورَحَ. 50ثُمَّ رَجَعَ هَارُونُ إِلَى مُوسَى إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ وَالْوَبَأُ قَدِ امْتَنَعَ.".

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السابع عشر – عصا هرون - سفر العدد - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الخامس عشر – وصايا للتقديس - سفر العدد - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر العدد الأصحاح 16
تفاسير سفر العدد الأصحاح 16