الأصحاح التاسع والأربعون – سفر التكوين – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر التكوين – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح التاسع والأربعون

العدد 1

أية (1): -

"1 وَدَعَا يَعْقُوبُ بَنِيهِ وَقَالَ: «اجْتَمِعُوا لأُنْبِئَكُمْ بِمَا يُصِيبُكُمْ فِي آخِرِ الأَيَّامِ.".

آخر الأيام = هو تعبير كتابي يشير للمستقبل بوجه عام. وقد يشير لنهاية الأيام أو لنهاية العالم وقد يشير لأيام كنيسة المسيح وبهذا يعني نهاية أيام اليهود كشعب لله.

العدد 2

أية (2): -

"2اجْتَمِعُوا وَاسْمَعُوا يَا بَنِي يَعْقُوبَ، وَاصْغَوْا إِلَى إِسْرَائِيلَ أَبِيكُمْ:".

يعقوب يجمع أولاده لينبئهم بما يحدث لهم. ولقد رأي بروح النبوة المسيح الخارج من سبط يهوذا ورأي الكنيسة الخارجة من الشعب القديم.

الأعداد 3-4

الأيات (3 - 4): -

"3رَأُوبَيْنُ، أَنْتَ بِكْرِي، قُوَّتِي وَأَوَّلُ قُدْرَتِي، فَضْلُ الرِّفْعَةِ وَفَضْلُ الْعِزِّ. 4فَائِرًا كَالْمَاءِ لاَ تَتَفَضَّلُ، لأَنَّكَ صَعِدْتَ عَلَى مَضْجَعِ أَبِيكَ. حِينَئِذٍ دَنَّسْتَهُ. عَلَى فِرَاشِي صَعِدَ.".

رأوبين:

أنت بكري قوتي = كان البنون يعدون قوة الأباء ولأنه البكر فهو أول قدرته وقوته.

وأول قدرتي = هو نتيجة قوة الإنسان. ولكن ما هي نتيجة قوة الإنسان الساقط سوي الشهوة التي أفقدت أبوينا آدم وحواء بساطتهما وها هي تفقد رأوبين بكوريته.

فضل الرفعة = أي أفضلها لأنه أولها فهو البكر.

فائراً كالماء = أصل الكلمة "فعل قباحة" وفعل فجور بإنغماس في اللذات والشهوات والماء يفور ولكنه يهبط سريعاً للدلالة علي شدة هياج إنفعالاته.

لا تتفضل = هذا جزاء كل من يسير وراء شهواته، هو يفقد كرامته.

كان يعقوب يعتز ببكره ويدعوه قوته وأول قدرته، نال أفضل رفعة وعز. ولكنه سار وراء شهوته. ولم ينس له أبوه ما فعله مع بلهة حتي وهو علي سرير موته. ولهذا فقد بكوريته لينالها إبنا يوسف. والبكورية الروحية أخذها يهوذا.

هنا رأوبين يمثل سقوط آدم وحواء، آدم الذي كان بكراً للخليقة وسقط وخسر بركته. ويمثل الشعب اليهودي قبل المسيح الذي حسب بكراً في معرفة الله، لكنه بالجحود فقد بكوريته وقوته الروحية ورفعته وعزه وحسبوا دنسين بصلبهم المسيح وإضطهادهم لكنيسته. بل في الأيام الأخيرة عن طريق ضد المسيح الذي يسيرون وراءه سيهاجمون الكنيسة مضجع الله أبيهم (فالكنيسة عروس الله) بقصد إفسادها.

الأعداد 5-7

الأيات (5 - 7): -

"5شِمْعُونُ وَلاَوِي أَخَوَانِ، آلاَتُ ظُلْمٍ سُيُوفُهُمَا. 6فِي مَجْلِسِهِمَا لاَ تَدْخُلُ نَفْسِي. بِمَجْمَعِهِمَا لاَ تَتَّحِدُ كَرَامَتِي. لأَنَّهُمَا فِي غَضَبِهِمَا قَتَلاَ إِنْسَانًا، وَفِي رِضَاهُمَا عَرْقَبَا ثَوْرًا. 7مَلْعُونٌ غَضَبُهُمَا فَإِنَّهُ شَدِيدٌ، وَسَخَطُهُمَا فَإِنَّهُ قَاسٍ. أُقَسِّمُهُمَا فِي يَعْقُوبَ، وَأُفَرِّقُهُمَا فِي إِسْرَائِيلَ.".

شمعون ولاوي:

هنا نري وجه آخر لسقوط البشرية قبل المسيح. فرأوبين يمثل الفساد والشهوة. بينما شمعون ولاوي يمثلان القسوة والظلم. وإذا مثل رأوبين آدم فهما يمثلهما قايين سافك الدم.

أخوان = أي متشابهان في قسوتهما وتخطيطهما الماكر للقتل.

في مجلسهما لا تدخل نفسي = لا أشترك في مؤامرتهما الرديئة.

بمجمعهما لا تتحد كرامتي = أي أن إتفاقهما علي الشر لا يتفق مع كرامتي. لذلك فأفعالنا الشريرة لا تتفق مع كرامة أبينا السماوي. وفي رضاهما عرقبا ثوراً = قمة الشر في الإنسان أن يفعل الشر وهو راضي أي يفرح بشره وهو يخطط لشره، يخطط بهدوء وسرور. وهذا ما فعله شعب اليهود في المسيح. وهكذا كان شاول الطرسوسي مع إسطفانوس "وكان شاول راضياً بقتله" أع 1: 8. وكلمة ثور تستخدم للرجال العظماء عند العبرانيين فكلمة ثور قريبة جداً من كلمة أمير (مزمور 12: 22).

ملعون غضبهما فإنه شديد = شمعون ولاوي أخوان أي متشابهان في السمات، أخذ كل منهما سيفه وأتي كلاهما إلي شكيم حيث قتلا كل ذكر ولم يراعيا العدل فيما يصنعون فسببا تعباً لأبيهما. ولاوي جاء منه الكهنة وشمعون جاء منهم الكتبة وهؤلاء وأولئك هم الذين دبروا بمكر قتل المسيح. وكان الكتبة والكهنة أخوان في هذا. قتلا إنساناً فالمسيح هو إبن الإنسان وعرقباه كثور: فهو أتي ليقدم نفسه كذبيحة (كثور). ولقد كان غضبهما شديداً علي المسيح كما كان غضبهما شديد علي شكيم وغالباً أيضاً علي يوسف فهم كانوا أكثر قسوة عليه من باقي الإخوة لذلك إحتجز يوسف شمعون.

أقسمهما في يعقوب = لاوي تم توزيعه في كل إسرائيل. وشمعون لم يعين له نصيباً مستقلاً بل كانوا في داخل نصيب يهوذا (يش 1: 19) بل في أسوا أماكن في نصيب يهوذا. ولم يذكر شمعون في بركة موسي. ثم تشتتوا في أماكن أخري كونوا فيها قبائل شمعونية (1 أي 39: 4…). أما لاوي فلأن أولاده وقفوا وقفة مقدسة نجد أن الله قد إستخدم تفريقهم وسط إسرائيل للبركة وكان الرب نصيبهم. وهم كلاويين وكهنة تفرقوا ليعلموا الشعب الشريعة.

الأعداد 8-12

الأيات (8 - 12): -

"8يَهُوذَا، إِيَّاكَ يَحْمَدُ إِخْوَتُكَ، يَدُكَ عَلَى قَفَا أَعْدَائِكَ، يَسْجُدُ لَكَ بَنُو أَبِيكَ. 9يَهُوذَا جَرْوُ أَسَدٍ، مِنْ فَرِيسَةٍ صَعِدْتَ يَا ابْنِي، جَثَا وَرَبَضَ كَأَسَدٍ وَكَلَبْوَةٍ. مَنْ يُنْهِضُهُ؟ 10لاَ يَزُولُ قَضِيبٌ مِنْ يَهُوذَا وَمُشْتَرِعٌ مِنْ بَيْنِ رِجْلَيْهِ حَتَّى يَأْتِيَ شِيلُونُ وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ. 11رَابِطًا بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ، وَبِالْجَفْنَةِ ابْنَ أَتَانِهِ، غَسَلَ بِالْخَمْرِ لِبَاسَهُ، وَبِدَمِ الْعِنَبِ ثَوْبَهُ. 12مُسْوَدُّ الْعَيْنَيْنِ مِنَ الْخَمْرِ، وَمُبْيَضُّ الأَسْنَانِ مِنَ اللَّبَنِ.".

يهوذا:

رأينا فيما سبق الفساد والشهوة والظلم والقسوة ونري هنا مجئ المسيح. فيهوذا هو أبو المسيح بالجسد. لقد نال يهوذا نصيب الأسد في البركة إذ رأي يعقوب السيد المسيح الملك والكاهن يأتي من نسله.

يهوذا إياك يحمد إخوتك = يهوذا يعني يحمد. ومن هو يهوذا هذا الذي يحمده إخوته ويرفعونه ويسبحونه إلا السيد المسيح نفسه الخارج من سبط يهوذا.

يدك علي قفا أعدائك = لقد تم هذا مع داود النبي في حروبه وإنتصاراته. وبالنسبة للمسيح فهو وضع بصليبه، يده علي قفا إبليس عدوه فحطمه وحرر البشرية من سلطانه.

ويسجد لك بنو أبيك = داود كملك حرر الأرض سجد له الجميع. والمسيح تجثو له كل ركبة في 10: 2. ويسجدون هنا تكون بمعني يعبدون. وقوله بنو أبيك أي كل أسباط أي أولاد يعقوب يسجدون للسبط الملوكي الذي خرج منه داود. وبالنسبة للمسيح فقد قال عن الآب "أبي وأبيكم" فقد صرنا فيه أبناء للآب.

يهوذا جرو أسد… كأسد وكلبوة = كان يهوذا قد إختار لخاتمه شعاراً هو صورة أسد. والتطور هنا يبدأ بجرو أسد ثم أسد ثم لبؤة. ويقال أن جرو الأسد يشير لكالب الذي نما وصار أسداً في أيام داود. ومن نسل داود خرج ملوك شرسين شبهوا هنا باللبؤة التي هي أكثر شراسة من الأسد. وإذا نظرنا لهذه النبوة علي أنها عن المسيح نقول أن جرو أسد تشير لولادة المسيح كإبن. والأسد يشير للملك ولقد ملك المسيح علي الصليب لذلك يقول جثا وربض كأسد: لقد رأي يعقوب في يهوذا المسيح الخارج من نسله ودعاه بالأسد الذي خرج من حرب الصليب غالباً أعدائه الروحيين. لقد جثا أي سُمِّر في ضعف أو في ما يشبه الضعف ونام علي الصليب ولكنه كان كأسد يربض متحفزاً للمعركة فهو سلم نفسه بإرادته ليقاتل في ضراوة (يو 18: 10).

وكلبوة = هنا إشارة للكنيسة عروس الأسد التي يجب أن تصلب معه وتحمل الصليب فتصير تلميذة له، يصلب لها العالم وتصلب هي للعالم.

من ينهضه = بمعني أنه ليس هناك إنساناً يقيمه بل يقوم هو من نفسه يو 19: 2.

من فريسة صعدت: هو كان أسداً في حربه، ولكن ماذا كانت صورته أمام الناس سوي فريسة مستسلمة، كشاة سيقت للذبح، صعد إلي صليبه في إستسلام لصالبيه.

لا يزول قضيب من يهوذا = القضيب هو صولجان الملك. والملوك تناسلوا من داود.

ومشترع من بين رجليه = مشترع أي مشرع للقوانين. ومن بين رجليه أي من نسله.

حتي يأتي شيلون = شيلون من نفس مصدر سلوام أي مرسل من الله يو 7: 9 + لو 18: 4 + يو 36: 5 - 38. وفي إش 5: 8 كلمة شيلوه من نفس المصدر وقد ترجمتها السبعينية سلوام. (وقد فُتِحت عيني الأعمي في سلوام وقارن مع مسود العينين من الخمر). ومعني هذه الآية أن المسيح سيأتي بعد أن يزول الملك عن يهوذا ولا يعود ليهوذا الحق في أن يشرع ويحكم ويقضي. وهذا تم في أثناء الحكم الروماني حين قال اليهود "ليس لنا ملك سوي قيصر. والإكتتاب الذي قام به وأمر به أغسطس قيصر شمل اليهودية فهي إذاً كانت خاضعة لحكمه (لو 2، 1: 2). وكون اليهود لم يعد لهم سلطاناً ليحكموا يتضح من الآية يو 31: 18. فاليهود إذاً كانوا خاضعين تحت الحكم الروماني، لا سلطان لهم علي القضاء أو التنفيذ وكان ملكهم أو واليهم هيرودس أدومياً. وتكون هذه النبوة آية 10 تشير لأن:

  1. الملك سيكون في يهوذا (القضيب والتشريع).
  2. شيلون أي المسيح المرسل سيأتي من نسل يهوذا. وقد إتفق علي أن شيلون هو المسيح وإتفق علي هذا اليهود والمسيحيين. وإتفق أن الكلمة تشير أيضاً للراحة والسلام. وأن فترة المسيح ستكون فترة سلام وهذا ما حدث فإن فترة وجود المسيح علي الأرض كانت فترة بلا حروب في الدولة الرومانية، وأغلقت الهياكل الوثنية التي تفتح فقط في أيام الحروب، وفتحت هياكل السلام وتفتح في أوقات السلام.
  3. يستمر يهوذا في الحكم حتي يأتي المسيح. والمسيح سيأتي بعد أن ينتقل القضيب لشعب اخر. رابطاً بالكرمة جحشه، وبالجفنة إبن أتانه = الكرمة والجفنة مترادفان، ومعناهما شجرة العنب. وقد جاءت الجفنة في الإنجليزية الكرمة المختارة. والمعني المباشر للآية أنها تعبير عن الرخاء والثروة التي سيتمتع بها السبط فمن كثرة الأشجار والخصب، لن يجد الرجل مكاناً يربط فيه جحشه سوي الكرمة. والكرمة شجرة ضعيفة، فيكون معني أن يربط الرجل جحشه أنها ستكون قوية حتي تحتمل. ولكن الكرمة هي بالمفهوم الرمزي إشارة لشعب إسرائيل ثم صارت تشير للكنيسة (مز 8: 80 + هو 1: 10 + إش 1: 5 - 7 + إر 21: 2 + مت 33: 21 + يو 1: 15) إذاً الكرمة هي شعب الله في العهد القديم والعهد الجديد. ولاحظ أن المسيح يوم دخوله إلي أورشليم طلب جحشاً (هذا إستعمله وركبه الناس من قبل) وإبن أتان (هذا لم يركبه أحد من قبل) وقد ركب إبن الأتان. ورأي الأباء أن الجحش يشير لليهود وإبن الأتان يشير للأمم وقد ربط المسيح كلاهما بكرمته فهو الكرمة وكلنا الأغصان. وهو الذي جعل الإثنين واحداً ولاحظ أنه ربط إبن الأتان رمز الكنيسة بالجفنة أي الكرمة المختارة.

غسل بالخمر لباسه وبدم العنب ثوبه = من وفرة الخيرات يصير الخمر كالماء فيغسلون به الثياب ولكن الثوب يشير للكنيسة (كما أشار ثوب يوسف الملون للكنيسة متعددة المواهب) وكون الثوب يغسل بالخمر بل ويقول دم العنب فهذه نبوة واضحة بأن الكنيسة تطهرت بدم المسيح رؤ 14: 7 + 1 يو 7: 1. والخمر هو إشارة لكأس دم الرب الذي يعطي لغفران الخطايا.

مسود العينين من الخمر ومبيض الأسنان من اللبن = مسود العينين مترجمة لامع العينان أي عيناه جميلتان ولامعتان. والخمر إشارة للوفرة والخير الكثير وكذلك اللبن والمعني أن الخيرات الكثيرة (كروم ولبن) أعطته عينين قويتين وحدة بصر وأسنان قوية وروحياً فالمسيح أعطانا فرحاً روحياً كثمرة من ثمار روحه القدوس (غل 22: 5 + يو 22: 16) والروح القدس الذي يعطي فرحاً للقلب يعطي أيضاً إستنارة ووضوح رؤيا. ويعطي تعليم يو 26: 14 + عب 11، 10: 8. بل الأقوياء يحصلوا علي الطعام القوي ويحولونه إلي لبن يعطونه للصغار 1كو 2: 3 + 1 بط 2: 2. فالروح القدس يعطي الطعام القوي للبالغين وهؤلاء يعطون غذاء الضعفاء 2 تي 2: 2. وراجع إش 1: 55. والروح القدس يستخدم كلمة الله كغذاء يشبع به النفوس. وهو يعطي بسخاء.

العدد 13

أية (13): -

"13زَبُولُونُ، عِنْدَ سَاحِلِ الْبَحْرِ يَسْكُنُ، وَهُوَ عِنْدَ سَاحِلِ السُّفُنِ، وَجَانِبُهُ عِنْدَ صَيْدُونَ.".

زبولون:

زبولون تعني مسكن. فبعد أن رأينا العالم قبل المسيح في فساد وقسوة ورأينا المسيح آتيا من يهوذا بالجسد. نري الآن سكن الجميع في الكنيسة يهوداً وأمماً. فسبط زبولون سكن بجانب البحر وهم جاوروا الفينيقيين تجار البحر وجاءوا منهم بتجارتهم وباعوا لهم. فيكون زبولون تجاراً. وهذا يشير للكرازة خصوصاً أن البحر يشير للأمم والنهر يشير لليهود. ويكون سكن زبولون (اليهود). بجانب البحر (الأمم) إشارة للكنيسة الواحدة من كلاهما. وصيدون هي صيدا علي البحر المتوسط. (لقد عرف العالم المسيحية من الشعب اليهودي الذي آمن).

الأعداد 14-15

الأيات (14 - 15): -

"14يَسَّاكَرُ، حِمَارٌ جَسِيمٌ رَابِضٌ بَيْنَ الْحَظَائِرِ. 15فَرَأَى الْمَحَلَّ أَنَّهُ حَسَنٌ، وَالأَرْضَ أَنَّهَا نَزِهَةٌ، فَأَحْنَى كَتِفَهُ لِلْحِمْلِ وَصَارَ لِلْجِزْيَةِ عَبْدًا.".

يساكر:

يساكر حمار جسيم = غالباً فإن يساكر إختار الحمار شعاراً لخاتمه. وحمار جسيم أي ضخم وقوي وبالإنجليزية Strong donkey. فقد إشتغل هذا السبط بالفلاحة وكان دأبهم الصبر. وكانت أرضهم خصبة فإكتفوا بالزراعة ولم ينشغلوا بالسياسة. وكانوا معرضين لدفع الضرائب. وتشبيه يساكر بحمار يشير لعمله الشاق فهو حمل حملين.

1) عمله الشاق في الزراعة 2) الجزية.

وماذا كانت مكافأتهم؟ أرضهم الخصبة وزراعتهم الناجحة.

وحظائرهم كثيرة أي أغنامهم كثيرة = رابض بين الحظائر… والأرض نزهة. ونزهة أي مبهجة بخصبها ودسمها. وهم لم يهتموا بالضرائب لأن أرضهم خصبة.

وما أجمل هذا التشبيه عن الكنيسة والذي أتي في مكانه. فبعد أن سمعنا عن مجئ المسيح من سبط يهوذا وسكن اليهود والأمم معاً نسمع أن أرضهم دسمة إشارة للكنيسة التي هي جسد المسيح وتتغذي علي جسده ودمه. وأن الكنيسة مخصبة ورعاياها يزيدون جداً (حظائر كثيرة للرعاية). لقد أدرك خدام الله أن الأرض نزهة ففي السماء مالم تره عين ولم تسمع به أذن وعلي الأرض رأوا عمل المسيح في كنيسته فإهتموا بكرازتهم وعملهم في حقل المسيح دون أن يهتموا بأي ألام تفرض عليهم. وهذا ما قاله بولس الرسول "إذ كنت حراً من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين 1كو 19: 9 + 2 كو 15: 12.

الأعداد 16-18

الأيات (16 - 18): -

"16دَانُ، يَدِينُ شَعْبَهُ كَأَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. 17يَكُونُ دَانُ حَيَّةً عَلَى الطَّرِيقِ، أُفْعُوانًا عَلَى السَّبِيلِ، يَلْسَعُ عَقِبَيِ الْفَرَسِ فَيَسْقُطُ رَاكِبُهُ إِلَى الْوَرَاءِ. 18لِخَلاَصِكَ انْتَظَرْتُ يَا رَبُّ.".

دان:

دان كان سبط مقاتل وقد عرفت ذرية دان بالمكر والدهاء قض 18، 17. ولقد خرج منه شمشون الجبار. فكانوا كحية تلسع خيول أعدائهم فيسقط أعدائهم من على خيولهم = يسقط راكبه إلى الوراء. ولكن الخلاص من عند الرب، لذلك قال يعقوب لخلاصك انتظرت يا رب.

ولكن من الناحية النبوية يفسر كلام يعقوب بمعنى آخر. فلقد رأينا فيما سبق الكنيسة المثمرة وخدامها. ورأينا خدامها كيف يتألمون فمن أين تأتي هذه الألام؟ لابد أنها تأتي بحيل إبليس الحية القديمة. لذلك كان دان حية علي الطريق. هو دائما يثير المشاكل في طريق الله وخدامه. وهذه الحرب بين إبليس والكنيسة تصل لذروتها في نهاية الأيام حين يطلق إبليس من سجنه ويعمل بقوته مع ضد المسيح. وكان سبط دان هم أول من أدخل العبادة الوثنية في إسرائيل بوضعهم تمثال ميخا في مدينة دان. وبسبب هذا حذف إسم دان من المختومين في الرؤيا (رؤ 7). وهذا قد يكون بسبب وثنية سبط دان إلا أن كثير من الأباء رأوا أن نبوة يعقوب هذه مع حذف إسم دان من رؤيا 7 راجع إلي أن ضد المسيح سيأتي من سبط دان. لكن يمكننا القول أن المعنى... أن الشيطان الحية القديمة بدأ حربه ضد الإنسان منذ البدء حين أسقط آدم وحواء، وسيظل يحارب الكنيسة ويحاول تعطيل عمل الله حتى نهاية الأيام، وستكون هذه الحرب على أشدها أيام الوحش أو من يسمى ضد المسيح (رؤ13). ولكن قطعا فالمسيح هو الغالب "هؤلاء سيحاربون الخروف والخروف يغلبهم" (رؤ6: 2 + رؤ19: 19 – 21 + رؤ17: 14)، ومن يتبع المسيح سيغلب "وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم" (رؤ12: 11). بل أن الله يرى كل محاولات الحية ومن يتبعها ويضحك ويستهزئ بهم (مز2: 1 – 5)، فهو يعرف أن كل ما يصنعونه هو قادر أن يحوله لمجد إسمه ولخير أولاده، فهو يخرج من الجافى حلاوة. ومعنى إسم دان = يقضى (تك30: 6). والمعنى أن الله يرى أعمال الشيطان الشريرة وسيدينه وسيقضى بعدل. وهناك من سيرفض حيل الحية وهناك من سيتبع الشيطان إذ قد إنخدع من شهوته، والله يرى ويقضى. ولكن هل الله يترك أولاده وحدهم فى هذه المعركة؟ قطعا لا يتركهم فهو القائل "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يو15: 5). لكن هذه المعونة هى لمن يريد ويترك القيادة للمسيح. فنحن فى معاركنا مع الشيطان ما نحن سوى فرس والمسيح هو الذى يقود هذا الفرس. وصورة المسيح الذى يقود الفرس نراها حين فُتِحَ الختم الأول إذ نرى المسيح جالسا على فرس أبيض (رؤ6: 1، 2) والفرس أبيض لأن المسيح برر المؤمنين به بدمه (رؤ7: 14)، ومرة ثانية المسيح يقود من يريد فهو القائل "كم مرة أردت... وأنتم لم تريدوا" (مت23: 37). ومن يترك القيادة للمسيح ويسلم له تسليما كاملا فالمسيح يغلب به وفيه. فالمسيح هو الذى "خرج غالبا ولكى يغلب" (رؤ6: 2). أما من ينقاد وينخدع من شهوته تلسعه الحية فلا يعود المسيح يقوده إذ قد رفض هو المسيح. وهذا ما نراه فى الأختام الثلاثة الباقية (رؤ6) إذ كان الشيطان هو الذى يقود الثلاثة أحصنة (الخيول) الباقية الأحمر والأسود والباهت (الأخضر)، وواضح أنه يقود للموت سواء بالإستشهاد (الحصان الأحمر) أو بالهرطقات (الحصانين الأسود والباهت (الأخضر)، وهذا معنى قول يعقوب هنا عن الشيطان الحية أنه أُفْعُوانًا عَلَى السَّبِيلِ، يَلْسَعُ عَقِبَيِ الْفَرَسِ فَيَسْقُطُ رَاكِبُهُ إِلَى الْوَرَاءِ. أما من يثبت فى المسيح ويسلك ليس بحسب الجسد بل بحسب الروح فلا دينونة عليه (رو8: 1). ولاحظ أن كلمة دينونة فى هذه الآية هى بمعنى يقضى = دان. وهذا نراه أيضا فى (رؤ6) فمن كان حصانا أبيض قاده المسيح فهو فى السماء لابسا ثيابا بيض أى مبررا، ومن رفض قيادة المسيح وكان حصانا أسود أو باهت نجده مرعوبا من قضاء المسيح الديان ويقول للجبال "أسقطى علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش" (رؤ6: 16).

وبسبب الألام الكثيرة التي سيوقعها ضد المسيح بالكنيسة صرخ يعقوب لخلاصك إنتظرت يارب فالمسيح سيأتي مباشرة عقب هذه الأحداث، فلا خلاص حقيقي لكل إرتداد سوي بالمسيح. وهذه الآية هي إيمان بعمل المسيح المخلص.

دان يدين شعبه كأحد أسباط إسرائيل = قد يكون المعنى أن ضد المسيح سيخرج من هذا السبط، ويكون ضد المسيح هذا سبب دينونة لإسرائيل واليهود الذي سينقادون وراءه. أو يكون المعنى أن الحية أى الشيطان الذى يعمل الآن فى خداع الشعب اليهودى، فينكرون المسيح حتى الآن، فهذا سيكون سببا لدينونتهم والقضاء عليهم.

ولاحظ أن إسم دان جاء وسط الأسباط فى نبوة يعقوب هذه عن أبناءه ومستقبلهم، وكما رأينا وسنرى أنها نبوة عن الكنيسة أيضا، وما رأيناه هنا عن أن الحرب ضد الكنيسة مستمرة، فلقد رأينا شيئا شبيها بذلك فى (عز2: 13) فلقد وُجِدَ رقم الوحش 666 مع الراجعين من السبى. فالحرب لن تكف عن الكنيسة.

العدد 19

أية (19): -

"19جَادُ، يَزْحَمُهُ جَيْشٌ، وَلكِنَّهُ يَزْحَمُ مُؤَخَّرَهُ.".

جاد:

كان نصيب سبط جاد شرق الأردن كطلبه. وهذا جعلهم معرضين للقتال من الأعداء من حولهم بصفة مستمرة (أمثال أرام والعمونيين والأموريين) إلا أنهم كانوا يحاربون أعداءهم دائماً ولا يسكتون وكانوا محاربين أقوياء (1 أي 8: 12 - 14) لهم وجوه الأسود. إذاً جاد كان في حرب مستمرة: يزحمه جيش. ولكنه سرعان ما يضرب مؤخرة جيوش أعدائه ويسترد غنائمه: ولكنه يزحم مؤخره في الإنجليزية هو سيتغلب وينتصر أخيراً. إذاً فجاد يمثل الكنيسة التي هي في حرب مستمرة ولكنها ستنتصر أخيراً فهي مرهبة كجيش بألوية.

العدد 20

أية (20): -

"20أَشِيرُ، خُبْزُهُ سَمِينٌ وَهُوَ يُعْطِي لَذَّاتِ مُلُوكٍ.".

أشير:

خبزه سمين وهو يعطي لذات ملوك = تنبأ يعقوب عن أشير بكثرة الخيرات. وقال عنه موسي في نبوته أنه يغمس في الزيت قدمه تث 24: 33. وفعلاً تحققت النبوتان فقد تمتع سبط أشير بأرض خصبة غنية بأشجار الزيتون التي يستخرج منها الزيت. وكانت غلات أرضه وفيرة فقيل أن خبزه سمين. ويصدر من خيراته للملوك ولباقي الأسباط. هذا يشير لشبع أولاد الله ولفيض النعمة في حياة المجاهدين الروحيين. مع جاد رأينا الجهاد، فهل الجهاد وحده يكفى للخلاص؟ قطعا لا، لذلك نسمع هنا عن الزيت والذى يرمز للروح القدس الذى يعطى المجاهد نعمة وقوة تسنده فى جهاده.

العدد 21

أية (21): -

"21نَفْتَالِي، أَيِّلَةٌ مُسَيَّبَةٌ يُعْطِي أَقْوَالاً حَسَنَةً.".

نفتالي:

أيلة: أنثي الأيل. وهي مسيبة = أي كانت ممسوكة ثم جاء من حررها وسيبها حرة وهنا نفتالي يشبه في محبته للحرية بأيلة منطلقة في برية مفتوحة تتحرك في خفة وسرعة أينما أرادت. ولكن حرية هذا السبط لم تكن فرصة للإنحلال والشر، بل إلتزم بعلاقات طيبة مع بقية الأسباط فكانت كلماته = أقوالا حسنة. وهذه صورة رائعة للكنيسة التي حررها المسيح "إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحراراً. والذي حرره المسيح يسبح ويشهد للمسيح أي يعطي أقوالاً حسنة. هنا نرى ثمار الروح القدس والنعمة التى يفيض بها على من يجاهد، فهنا نرى الحرية الحقيقية، هنا يصل المؤمن لترك خطيته بكامل حريته فالروح القدس يقنعه بذلك (إر20: 7). والحرية يحصل عليها المؤمن بعمل النعمة وتعنى أنه بإقتناعه يرفض خداع الخطية، فاهما أن الحزن على الأرض والهلاك الأبدى نهاية طريق ملذات الخطية، وهو يترك طريق الخطية بكامل حريته وليس عن ضغط أو خوف من عقاب.

الأعداد 22-26

الأيات (22 - 26): -

"22يُوسُفُ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ. 23فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. 24 وَلكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ، 25مِنْ إِلهِ أَبِيكَ الَّذِي يُعِينُكَ، وَمِنَ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الَّذِي يُبَارِكُكَ، تَأْتِي بَرَكَاتُ السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَبَرَكَاتُ الْغَمْرِ الرَّابِضِ تَحْتُ. بَرَكَاتُ الثَّدْيَيْنِ وَالرَّحِمِ. 26بَرَكَاتُ أَبِيكَ فَاقَتْ عَلَى بَرَكَاتِ أَبَوَيَّ. إِلَى مُنْيَةِ الآكَامِ الدَّهْرِيَّةِ تَكُونُ عَلَى رَأْسِ يُوسُفَ، وَعَلَى قِمَّةِ نَذِيرِ إِخْوَتِهِ.".

يوسف:

نال يوسف مدحا أكثر من إخوته فقد كان أميناً مع الله ومحباً للجميع أيا كان موقعه. ولقد كان مثمراً: غصن شجرة مثمرة. وهذه أعلي درجات النمو أن يكون الإنسان الروحي مثمراً مهما أصابته سهام العدو (إخوته ثم زوجة فوطيفار ثم فوطيفار نفسه) فمررته ورمته وإضطهدته أرباب السهام. ويعقوب كرر مرتين أن يوسف كان غصن شجرة مثمرة. فهو رغماً عن الإضطهادات التي واجهته ثبت ونما وزاد ونال من ثماره الجميع، فهى ثمار محبته لله وللجميع. وهنا يوسف يشير للمسيح الذي إضطهدوه ولكن تمتع بخلاصه الجميع حتي من إضطهدوه. ثم قال يعقوب أغصان قد إرتفعت فوق حائط = كان غصن وصار أغصان، إذاً هو نمو وزيادة، وهكذا الكنيسة جسد المسيح. فالمسيح هو الغصن (إش 1: 11 + إر 5: 23 + زك 8: 3) ولماذا كرر قوله غصن مرتين؟ فرقم 2 يشير للتجسد الذي جعل به الإثنين واحداً وصار المسيح الكرمة ونحن الأغصان. فالأغصان إشارة للكنيسة جسد المسيح يو 5: 15 وهذه الكنيسة مسنودة علي حائط، هو المسيح الصخرة الحقيقية. فالكروم تحتاج لحائط قوي يسندها فهي ضعيفة في ذاتها إن لم يسندها أحد. وهذه هي بركات المسيح لكنيسته المضطهدة. وهذا الغصن علي عين = عين الماء هو إشارة للروح القدس الذي يروي الكنيسة فتثمر. وبالرغم من الإضطهاد ليوسف (أو للمسيح أو للكنيسة) ثبتت بمتانة قوسه، وتشددت سواعد يديه بمساعدة من الله من يدي عزيز يعقوب. فالله هو عزيز يعقوب أي إلهه المحبوب لديه، الراعي والصخر المعين له. ويعقوب يطلب لإبنه المحبوب كل البركات. بركات السماء من فوق = أي مطر وندي. وبركات الغمر الرابض تحت = أي الأنهار والينابيع. وبركات الثديين والرحم = أي كثرة النسل وصحة وبركة للأطفال من لبن الثديين. بركات أبيك لك فاقت علي بركات أبوي = أي أكثر من البركات التي أعطاها أبوي يعقوب ليعقوب. هذه البركات رمز للبركات الروحية التي يعطيها الله لكنيسته وهي تزيد بكثير عن البركات المادية التي حصل عليها شعب الله في العهد القديم. إلي منية الأكام الدهرية = الأكام هي التلال العالية. والدهرية أي إلي مدي الدهر. والمعني فلتحل هذه البركات عليك وأمنيتي أن تستمر لك طالما كانت الأكام باقية وطالما هي باقية إلي الأبد. إذاً فالبركات لك تكون إلي الأبد. وهذه هي بركات المسيح التي صارت للكنيسة وتستمر حتي تزول السماء والأرض.

وعلي قمة نذير إخوته = إخوة يوسف أبعدوه عنهم لكنه كان قد أفرز وتكرس وتخصص لله فالنذير يعتزل إخوته وكل الناس. ومن تكرس لله يستحق كل هذه البركات له. وقمة نذير إخوته في الإنجليزية علي تاج رأس نذير إخوته.

مع نفتالى وجدنا الحرية كثمرة للروح القدس، وهنا نرى ثمار كثيرة، فالروح القدس له ثمار كثيرة.

العدد 27

أية (27): -

"27بَنْيَامِينُ ذِئْبٌ يَفْتَرِسُ. فِي الصَّبَاحِ يَأْكُلُ غَنِيمَةً، وَعِنْدَ الْمَسَاءِ يُقَسِّمُ نَهْبًا».".

بنيامين:

إذا فهمنا أن كل ما مر من نبوات لأولاد يعقوب يشير للكنيسة المجاهدة جسد المسيح والألام التي تقع عليها والجهاد المفروض عليها، فنجد أن نهاية الأمر أن تجلس الكنيسة بعد طول جهاد عن يمين الآب، فبنيامين تعني إبن اليمين، واليمين هو مكان الخراف، بينما اليسار مكان الجداء. وبركة موسي لبنيامين تشير لنفس الشئ في تث 12: 33 حبيب الرب يسكن لديه آمناً. فبعد طول جهاد نسكن عند الرب في أورشليم السماوية مسكن الله مع الناس رؤ 3: 21.

بنيامين ذئب مفترس = إشارة لشجاعة السبط في الحروب قض 16: 20. وتشير لشجاعة الكنيسة المجاهدة التي هي مرهبة كجيش بألوية. وقيل هي نبوة عن شاول الطرسوسي الذي خرج كذئب في الصباح ليفترس المسيحيين المؤمنين ويقتلهم كمضطهد للكنيسة وبعد إيمانه آمن علي يده الكثيرين فقسم نهباً = أي المؤمنين الذي آمنوا بكرازته.

الأعداد 28-33

الأيات (28 - 33): -

"28جَمِيعُ هؤُلاَءِ هُمْ أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ الاثْنَا عَشَرَ. وَهذَا مَا كَلَّمَهُمْ بِهِ أَبُوهُمْ وَبَارَكَهُمْ. كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ بَرَكَتِهِ بَارَكَهُمْ. 29 وَأَوْصَاهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا أَنْضَمُّ إِلَى قَوْمِي. اِدْفِنُونِي عِنْدَ آبَائِي فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ. 30فِي الْمَغَارَةِ الَّتِي فِي حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ، الَّتِي أَمَامَ مَمْرَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِّ مُلْكَ قَبْرٍ. 31هُنَاكَ دَفَنُوا إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ امْرَأَتَهُ. هُنَاكَ دَفَنُوا إِسْحَاقَ وَرِفْقَةَ امْرَأَتَهُ، وَهُنَاكَ دَفَنْتُ لَيْئَةَ. 32شِرَاءُ الْحَقْلِ وَالْمَغَارَةِ الَّتِي فِيهِ كَانَ مِنْ بَنِي حِثَّ». 33 وَلَمَّا فَرَغَ يَعْقُوبُ مِنْ تَوْصِيَةِ بَنِيهِ ضَمَّ رِجْلَيْهِ إِلَى السَّرِيرِ، وَأَسْلَمَ الرُّوحَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ.".

عند يعقوب نجد الموت أهم من الحياة. فالحياة جعلته حبيس مصر أرض العبودية. أما الموت فمركبة تحمله إلي كنعان، ويضمه إلي أبائه وإله أبائه. فهو حين يوصي أولاده بدفنه في أرض أبائه، ينظر إلي ما وراء الحياة، إلي خارج مصر. هو يوفد جسده الميت ليمتلك الميراث علي الرجاء. لذلك يوصي أولاده ويوصي يوسف بأن ينقلوا جسده إلي كنعان (30: 47 + 29: 49). فتبقي أيضاً قلوب أولاده متعلقة بكنعان.

ملخص علاقة النبوات بالكنيسة.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الخمسون - سفر التكوين - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثامن والأربعون - سفر التكوين - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر التكوين الأصحاح 49
تفاسير سفر التكوين الأصحاح 49