الأصحاح السادس والأربعون – سفر التكوين – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر التكوين – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السادس والأربعون

الأعداد 1-4

الأيات (1 - 4): -

"1فَارْتَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ وَأَتَى إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ، وَذَبَحَ ذَبَائِحَ لإِلهِ أَبِيهِ إِسْحَاقَ. 2فَكَلَّمَ اللهُ إِسْرَائِيلَ فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَقَالَ: «يَعْقُوبُ، يَعْقُوبُ! ». فَقَالَ: «هأَنَذَا». 3فَقَالَ: «أَنَا اللهُ، إِلهُ أَبِيكَ. لاَ تَخَفْ مِنَ النُّزُولِ إِلَى مِصْرَ، لأَنِّي أَجْعَلُكَ أُمَّةً عَظِيمَةً هُنَاكَ. 4أَنَا أَنْزِلُ مَعَكَ إِلَى مِصْرَ، وَأَنَا أُصْعِدُكَ أَيْضًا. وَيَضَعُ يُوسُفُ يَدَهُ عَلَى عَيْنَيْكَ».".

بقدر إشتياق يعقوب أن يري إبنه يوسف إلا أنه لم ينزل إلي مصر إلا بعد أن استشار الله فهو يعلم أن الله إختار لهم كنعان أرضاً لهم وهو يعلم أيضاً أن الله قد رفض نزول إسحق إلي مصر في مجاعة مماثلة ولم يكن الله سعيداً بنزول إبراهيم إلي مصر أيضاً بسبب مجاعة. وقد ذهب يعقوب إلي بئر سبع المكان المقدس الذي ظهر الله فيها لإبراهيم ثم لإسحق.

خصوصاً أن بئر سبع في الطريق إلي مصر. ولقد نزل يعقوب إلي مصر وسنه 130 سنة بعد حوالي 215 سنة من الوعد لإبراهيم 1: 12 - 4 في السنة 2298 للعالم وقبل المسيح بـ 1706 سنة. ولقد نزل بعد أن طمأنه الله من جهة نزوله إلي مصر. وكانت هذه الرؤيا هي الرؤيا الأخيرة ليعقوب ولم يظهر الله لأحد فيما بعد إلا لموسي في العليقة. فهو ظهر ليعقوب لآخر مرة عند النزول إلي مصر وظهر لموسي بعد ذلك عند الخروج من مصر. وإذا كانت مصر تمثل أرض العبودية وفرعون يمثل الشيطان فقول الله لا تخف… أنا أنزل معك = قوله لنا لا تخافوا من الصراع مع الشيطان فأنا معكم. أنا نزلت إليكم لأصارع معكم فبدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً. وأنا أصعد معك أيضاً = هذه إذاً صورة لنزول الله إلي هذا العالم ونموه في الأمة العظيمة أي في الكنيسة التي تضم الأمم وصعوده إلي الآب. ولماذا ناداه الله يعقوب يعقوب ولم يناديه إسرائيل؟ يعقوب هنا يمثل آدم الأول الذي نزل إلي العالم كما نزل يعقوب إلي مصر. وآدم نزل إلي العالم في معركة مع إبليس. ولكن نزل الله معه ليسحق الله رأس الحية تحت قدميه واهباً إياه الغلبة والنصرة، ليصعد معه رافعاً إياه من الجحيم إلي فردوسه السماوي. وقول المسيح للص اليمين "اليوم تكون معي في الفردوس" هذا القول موجه لنا جميعاً نحن الذين نزل المسيح ليصعدنا معه.

لأني أجعلك أمة عظيمة هناك = وحقاً لقد بارك الله الشعب في مصر فصاروا ما بين 2 - 3 مليون نسمة وكان لهم خشية عند المصريين. لقد صاروا أمة عظيمة ثم صعد بهم من مصر. ويضع يوسف يديه علي عينيك = هي عادة سائدة أن يغمض أعز الأقرباء عيني المتوفي. ولقد نال يعقوب هذه المواعيد عند بئر سبع (البئر تشير للمعمودية).

الأعداد 5-7

الأيات (5 - 7): -

"5فَقَامَ يَعْقُوبُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ، وَحَمَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَعْقُوبَ أَبَاهُمْ وَأَوْلاَدَهُمْ وَنِسَاءَهُمْ فِي الْعَجَلاَتِ الَّتِي أَرْسَلَ فِرْعَوْنُ لِحَمْلِهِ. 6 وَأَخَذُوا مَوَاشِيَهُمْ وَمُقْتَنَاهُمُ الَّذِي اقْتَنَوْا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ. يَعْقُوبُ وَكُلُّ نَسْلِهِ مَعَهُ. 7بَنُوهُ وَبَنُو بَنِيهِ مَعَهُ، وَبَنَاتُهُ وَبَنَاتُ بَنِيهِ وَكُلُّ نَسْلِهِ، جَاءَ بِهِمْ مَعَهُ إِلَى مِصْرَ.".

الأعداد 8-27

الأيات (8 - 27): -

"8 وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مِصْرَ: يَعْقُوبُ وَبَنُوهُ. بِكْرُ يَعْقُوبَ رَأُوبَيْنُ. 9 وَبَنُو رَأُوبَيْنَ: حَنُوكُ وَفَلُّو وَحَصْرُونُ وَكَرْمِي. 10 وَبَنُو شِمْعُونَ: يَمُوئِيلُ وَيَامِينُ وَأُوهَدُ وَيَاكِينُ وَصُوحَرُ وَشَأُولُ ابْنُ الْكَنْعَانِيَّةِ. 11 وَبَنُو لاَوِي: جِرْشُونُ وَقَهَاتُ وَمَرَارِي. 12 وَبَنُو يَهُوذَا: عِيرٌ وَأُونَانُ وَشِيلَةُ وَفَارَصُ وَزَارَحُ. وَأَمَّا عِيرٌ وَأُونَانُ فَمَاتَا فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. وَكَانَ ابْنَا فَارَصَ: حَصْرُونَ وَحَامُولَ. 13 وَبَنُو يَسَّاكَرَ: تُولاَعُ وَفَوَّةُ وَيُوبُ وَشِمْرُونُ. 14 وَبَنُو زَبُولُونَ: سَارَدُ وَإِيلُونُ وَيَاحَلْئِيلُ. 15هؤُلاَءِ بَنُو لَيْئَةَ الَّذِينَ وَلَدَتْهُمْ لِيَعْقُوبَ فِي فَدَّانَ أَرَامَ مَعَ دِينَةَ ابْنَتِهِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ ثَلاَثٌ وَثَلاَثُونَ.

16 وَبَنُو جَادَ: صِفْيُونُ وَحَجِّي وَشُونِي وَأَصْبُونُ وَعِيرِي وَأَرُودِي وَأَرْئِيلِي. 17 وَبَنُو أَشِيرَ: يِمْنَةُ وَيِشْوَةُ وَيِشْوِي وَبَرِيعَةُ، وَسَارَحُ هِيَ أُخْتُهُمْ. وَابْنَا بَرِيعَةَ: حَابِرُ وَمَلْكِيئِيلُ. 18هؤُلاَءِ بَنُو زِلْفَةَ الَّتِي أَعْطَاهَا لاَبَانُ لِلَيْئَةَ ابْنَتِهِ، فَوَلَدَتْ هؤُلاَءِ لِيَعْقُوبَ، سِتَّ عَشَرَةَ نَفْسًا.

19اِبْنَا رَاحِيلَ امْرَأَةِ يَعْقُوبَ: يُوسُفُ وَبَنْيَامِينُ. 20 وَوُلِدَ لِيُوسُفَ فِي أَرْضِ مِصْرَ: مَنَسَّى وَأَفْرَايِمُ، اللَّذَانِ وَلَدَتْهُمَا لَهُ أَسْنَاتُ بِنْتُ فُوطِي فَارَعَ كَاهِنِ أُونٍ. 21 وَبَنُو بَنْيَامِينَ: بَالَعُ وَبَاكَرُ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا وَنَعْمَانُ وَإِيحِي وَرُوشُ وَمُفِّيمُ وَحُفِّيمُ وَأَرْدُ. 22هؤُلاَءِ بَنُو رَاحِيلَ الَّذِينَ وُلِدُوا لِيَعْقُوبَ. جَمِيعُ النُّفُوسِ أَرْبَعَ عَشَرَةَ.

23 وَابْنُ دَانَ: حُوشِيمُ. 24 وَبَنُو نَفْتَالِي: يَاحَصْئِيلُ وَجُونِي وَيِصْرُ وَشِلِّيمُ. 25هؤُلاَءِ بَنُو بِلْهَةَ الَّتِي أَعْطَاهَا لاَبَانُ لِرَاحِيلَ ابْنَتِهِ. فَوَلَدَتْ هؤُلاَءِ لِيَعْقُوبَ. جَمِيعُ الأَنْفُسِ سَبْعٌ.

26جَمِيعُ النُّفُوسِ لِيَعْقُوبَ الَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ، الْخَارِجَةِ مِنْ صُلْبِهِ، مَا عَدَا نِسَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ، جَمِيعُ النُّفُوسِ سِتٌّ وَسِتُّونَ نَفْسًا. 27 وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ. ".

أعداد بني إسرائيل حسب النسخة العبرية التي بين أيدينا.

رأوبين وأولاده = 5 شمعون وأولاده = 7 لاوي وأولاده = 4.

يهوذا وإبنه شيلة + فارص وإبنيه حصرون وحامول + زارح = 6.

يساكر وأولاده = 5 زبولون وأولاده = 4 يعقوب ودينة = 2.

المجموعة الأولي أي يعقوب مع أولاد ليئة = 33 نفس.

بنو زلفة جاد وأولاده وأشير وأولاده = 16 نفس وهذه هي المجموعة الثانية.

أولاد راحيل يوسف وأولاده = 3 وبنيامين وأولاده = 11 المجموعة الثالثة = 14 نفس.

أولاد بلهة دان وإبنه = 2 نفتالي وأولاده = 5 المجموعة الرابعة = 7 أنفس.

فيكون جميع الأنفس 33 + 16 + 14 + 7 = 70 نفس.

ويكون عدد الأنفس بدون يعقوب ويوسف وإبنيه = 66 نفس لأن يوسف وإبنيه كانوا في مصر ولم ينزلوا إليها مع يعقوب. ولذلك يقال جميع الأنفس ليعقوب التي أتت إلي مصر ست وستون نفساً (أية 26).

وقد وردت هذه القوائم، قوائم الأسباط في1 أي 4 - 8 + عد 26 مع بعض الإختلافات وهذه الإختلافات راجعة للأسباب الأتية.

* يوجد للشخص الواحد عدة أسماء، أو قد ينطق الإسم الواحد بعدة طرق.

* في بعض الأحيان يطلق علي الأحفاد بنون. وربما أضيفت أسماء بعض الأحفاد الذين ولدوا في مصر خلال فترة حياة يعقوب في مصر وهي 17 سنة. ومثال لهذا أولاد فارص فهؤلاء غالباً ولدوا في مصر.

* ربما أسقطت بعض الأسماء لموتهم أو شرورهم أو لأنهم لم يتركوا أولاداً.

+ وقد ذكر القديس الشهيد إسطفانوس أن عدد عشيرة يعقوب 75 نفس!!

(راجع أع 14: 7) وهناك تفسيرين لهذا:

  1. ورد في السبعينية أن هناك 5 أحفاد ليوسف وأضيفت أسماءهم في الآية 20 في هذا الإصحاح مع أولاد يوسف. وهم ماكير من منسي وجلعاد بن ماكير وسوتلام وتام أبناء إفرايم وأدوم ابن سوتلام. وإسطفانوس حين كان يتكلم كانت عينه علي النسخة السبعينية، فأضاف الخمسة أحفاد إلي الـ 70 نفساً ليصبحوا 75 نفس.
  2. هناك طوائف لا تعترف بالنسخة السبعينية وهؤلاء لهم تصور آخر لحل المشكلة فهم يضيفوا علي الـ 66 نفس عدد زوجات الإخوة وهم 9 (لأن زوجة يهوذا ذكر أنها ماتت في ص 38. وغالباً فشمعون زوجته ماتت لأنه أنجب شاول من كنعانية فيصبح العدد 66 + 9 = 75. لكن هذا الحل واضح فيه أنه غير منطقي ويكون الحل الأول هو المعقول خصوصاً وأن كنيستنا تعتمد النسخة السبعينية، بل أن كتاب العهد الجديد الإنجيليين والرسل إعتمدوها وكانت إقتباساتهم من النسخة السبعينية.

الأعداد 28-30

الأيات (28 - 30): -

"28فَأَرْسَلَ يَهُوذَا أَمَامَهُ إِلَى يُوسُفَ لِيُرِيَ الطَّرِيقَ أَمَامَهُ إِلَى جَاسَانَ، ثُمَّ جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَاسَانَ. 29فَشَدَّ يُوسُفُ مَرْكَبَتَهُ وَصَعِدَ لاسْتِقْبَالِ إِسْرَائِيلَ أَبِيهِ إِلَى جَاسَانَ. وَلَمَّا ظَهَرَ لَهُ وَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَبَكَى عَلَى عُنُقِهِ زَمَانًا. 30فَقَالَ إِسْرَائِيلُ لِيُوسُفَ: «أَمُوتُ الآنَ بَعْدَ مَا رَأَيْتُ وَجْهَكَ أَنَّكَ حَيٌّ بَعْدُ».".

أرسل يعقوب إبنه يهوذا إلي يوسف لكي يدلهم علي الطريق إلي جاسان، ويدبر لهم أمر نزولهم فيها. فإن كان يعقوب يمثل الكنيسة ويهوذا هو جد المسيح بالجسد. فيكون المعني أن المسيح هو الذي يقود الكنيسة في أرض غربتها. بل هو الطريق لها.

أموت الآن بعد ما رأيت وجهك = لأن رؤياك هي كل ما كنت أتمني من السعادة في هذا العالم ولم يبقي لي في الحياة أي فرح آخر أكثر من هذا. وكل نفس تتقابل مع المسيح تقول مع بولس "لي إشتهاء أن أنطلق" وتقول مع سمعان الشيخ "الآن يا سيدي إطلق عبدك بسلام".

الأعداد 31-34

الأيات (31 - 34): -

"31ثُمَّ قَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ وَلِبَيْتِ أَبِيهِ: «أَصْعَدُ وَأُخْبِرُ فِرْعَوْنَ وَأَقُولُ لَهُ: إِخْوَتِي وَبَيْتُ أَبِي الَّذِينَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ جَاءُوا إِلَيَّ. 32 وَالرِّجَالُ رُعَاةُ غَنَمٍ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَهْلَ مَوَاشٍ، وَقَدْ جَاءُوا بِغَنَمِهِمْ وَبَقَرِهِمْ وَكُلِّ مَا لَهُمْ. 33فَيَكُونُ إِذَا دَعَاكُمْ فِرْعَوْنُ وَقَالَ: مَا صِنَاعَتُكُمْ؟ 34أَنْ تَقُولُوا: عَبِيدُكَ أَهْلُ مَوَاشٍ مُنْذُ صِبَانَا إِلَى الآنَ، نَحْنُ وَآبَاؤُنَا جَمِيعًا. لِكَيْ تَسْكُنُوا فِي أَرْضِ جَاسَانَ. لأَنَّ كُلَّ رَاعِي غَنَمٍ رِجْسٌ لِلْمِصْرِيِّينَ».".

لماذا أختيرت جاسان لسكن بني أسرائيل؟

  1. ليكونوا في شمال شرق مصر، أقرب ما يمكن لأرض كنعان. كأن الله أرشد يوسف لهذا ليكون الشعب طوال مدة غربتهم التي طالت لأكثر من 200 سنة لهم القلب المهيأ للرحيل إلي كنعان فالله أعطاهم كنعان ميراثاً.
  2. كانوا في جاسان منعزلين عن المصريين. فلا يتعرضون لإزدرائهم ومضايقاتهم. فشعب مصر شعب وثني يقدس الأغنام، وبعض الحيوانات التي يذبحها الشعب. بالإضافة لكراهية المصريين للهكسوس والغرباء، لذلك كانوا يعتبرون رعاية الغنم رجس.
  3. هذه الأرض صالحة لهم فهي أرض مراع وهم رعاة.
  4. بإعتزالهم في جاسان لن يتأثروا بالعبادات الوثنية بقدر المستطاع.
  5. كثافة المصريين في أرض جاسان قليلة فهي أرض مراعٍ.
  6. بهذه الطريقة لن يذوبوا ويختلطوا بالعائلات المصرية فيختلط النسل المقدس مع الشعب الوثني ويتزاوجوا معهم.
  7. حتي يمارسوا شعائرهم الدينية (بما فيها الذبائح) بحرية ودون مضايقات.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السابع والأربعون - سفر التكوين - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الخامس والأربعون - سفر التكوين - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر التكوين الأصحاح 46
تفاسير سفر التكوين الأصحاح 46