الأصحاح الخمسون – سفر التكوين – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر التكوين – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الخمسون

لماذا أصر يعقوب على أن يدفن في كنعان؟

  1. ليدرك أولاده قيامة الأجساد فها هو ينضم لأبائه إعلاناً أنه يأتي يوم يتقابل فيه الجميع.
  2. لذلك عاشوا كغرباء حارمين أجسادهم من الترف فهم ينتظرون جسداً ممجداً في يوم الرب.
  3. أراد يعقوب أن يؤكد لأولاده أنه وإن عاش في مصر لكن قلبه متعلق بهناك حيث وعد الرب.
  4. طلبه أن يدفن مع أبائه إعلاناً عن وحدة إيمانهم.

الأعداد 1-2

الأيات (1 - 2): -

"1فَوَقَعَ يُوسُفُ عَلَى وَجْهِ أَبِيهِ وَبَكَى عَلَيْهِ وَقَبَّلَهُ. 2 وَأَمَرَ يُوسُفُ عَبِيدَهُ الأَطِبَّاءَ أَنْ يُحَنِّطُوا أَبَاهُ. فَحَنَّطَ الأَطِبَّاءُ إِسْرَائِيلَ.".

العدد 3

أية (3): -

"3 وَكَمُلَ لَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا، لأَنَّهُ هكَذَا تَكْمُلُ أَيَّامُ الْمُحَنَّطِينَ. وَبَكَى عَلَيْهِ الْمِصْرِيُّونَ سَبْعِينَ يَوْمًا.".

كان لابد من تحنيط جسد يعقوب ليتمكنوا من نقله إلي كنعان فلا يفسد في الطريق وهذا إعلان عن أن أجسادنا تظل محفوظة بطريقة ما حتي نقوم بأجساد نورانية. وعن عملية التحنيط قال هيرودوتس أنها تستمر 40 يوماً خلالها تفتح البطن وتزال الأحشاء وتوضع مواد كيماوية وروائح. ثم بعد ذلك توضع الجثة في الملح 30 يوماً. وبعد ذلك تلف بكتان مصمغ. وطوال السبعين يوماً تكون مناحة للعائلة يخرجون للشوارع وقد سودوا وجوههم.

العدد 4

أية (4): -

"4 وَبَعْدَ مَا مَضَتْ أَيَّامُ بُكَائِهِ كَلَّمَ يُوسُفُ بَيْتَ فِرْعَوْنَ قَائِلاً: «إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عُيُونِكُمْ، فَتَكَلَّمُوا فِي مَسَامِعِ فِرْعَوْنَ قَائِلِينَ:".

كلم يوسف بيت فرعون = إذ لم يكن ممكناً أن يكلم فرعون وهو حزين وبلحيته التي يطلقها لأجل حزنه علي ميته (راجع إس 2: 4).

الأعداد 5-6

الأيات (5 - 6): -

"5أَبِي اسْتَحْلَفَنِي قَائِلاً: هَا أَنَا أَمُوتُ. فِي قَبْرِيَ الَّذِي حَفَرْتُ لِنَفْسِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ هُنَاكَ تَدْفِنُنِي، فَالآنَ أَصْعَدُ لأَدْفِنَ أَبِي وَأَرْجِعُ». 6فَقَالَ فِرْعَوْنُ: «اصْعَدْ وَادْفِنْ أَبَاكَ كَمَا اسْتَحْلَفَكَ».".

الأعداد 7-9

الأيات (7 - 9): -

"7فَصَعِدَ يُوسُفُ لِيَدْفِنَ أَبَاهُ، وَصَعِدَ مَعَهُ جَمِيعُ عَبِيدِ فِرْعَوْنَ، شُيُوخُ بَيْتِهِ وَجَمِيعُ شُيُوخِ أَرْضِ مِصْرَ، 8 وَكُلُّ بَيْتِ يُوسُفَ وَإِخْوَتُهُ وَبَيْتُ أَبِيهِ، غَيْرَ أَنَّهُمْ تَرَكُوا أَوْلاَدَهُمْ وَغَنَمَهُمْ وَبَقَرَهُمْ فِي أَرْضِ جَاسَانَ. 9 وَصَعِدَ مَعَهُ مَرْكَبَاتٌ وَفُرْسَانٌ، فَكَانَ الْجَيْشُ كَثِيرًا جِدًّا.".

هو موكب صعود لا نزول. إذ حمل رمزاً لإرتفاع الكنيسة نحو أورشليم العليا، كنعان الحقيقية، لتوجد مع عريسها إلي الأبد. وضم الموكب يوسف فهو قائد الموكب الحقيقي (2كو 14: 2) والمسيح هو قائد موكبنا. والموكب إنطلق من أرض مصر (أرض العبودية) رمز العالم الذي نتركه لننطلق للسماء. وهذا الموكب ضم عدداً غفيراً. فالذين يذهبون للسماء كثيرين.

العدد 10

أية (10): -

"10فَأَتَوْا إِلَى بَيْدَرِ أَطَادَ الَّذِي فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ وَنَاحُوا هُنَاكَ نَوْحًا عَظِيمًا وَشَدِيدًا جِدًّا، وَصَنَعَ لأَبِيهِ مَنَاحَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ.".

بيدر أطاد = أطاد هو نوع من الشوك والشوك يشير للألام التي وجدها يعقوب في حياته، بل وألام كل البشر. فالشوك كان نتيجة للخطية. وناحوا نوحاً عظيماً = فالنوح هنا إشارة لنوح الجنس البشري علي أثار الخطية وأصعبها الموت لذلك بكي المسيح علي قبر لعازر.

العدد 11

أية (11): -

"11فَلَمَّا رَأَى أَهْلُ الْبِلاَدِ الْكَنْعَانِيُّونَ الْمَنَاحَةَ فِي بَيْدَرِ أَطَادَ قَالُوا: «هذِهِ مَنَاحَةٌ ثَقِيلَةٌ لِلْمِصْرِيِّينَ». لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهُ «آبَلَ مِصْرَايِمَ». الَّذِي فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ.".

أبل مصرايم = أي مناحة مصر. وعلينا أن نبكي خطايانا في هذا العالم.

العدد 12

أية (12): -

"12 وَفَعَلَ لَهُ بَنُوهُ هكَذَا كَمَا أَوْصَاهُمْ:".

العدد 13

أية (13): -

"13حَمَلَهُ بَنُوهُ إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ وَدَفَنُوهُ فِي مَغَارَةِ حَقْلِ الْمَكْفِيلَةِ، الَّتِي اشْتَرَاهَا إِبْرَاهِيمُ مَعَ الْحَقْلِ مُلْكَ قَبْرٍ مِنْ عِفْرُونَ الْحِثِّيِ أَمَامَ مَمْرَا.".

لم نسمع أنهم عملوا مناحة في كنعان فهي رمز للسماء حيث يمسح الله كل دمعة من عيوننا رؤ 4: 21.

الأعداد 14-21

الأيات (14 - 21): -

"14ثُمَّ رَجَعَ يُوسُفُ إِلَى مِصْرَ هُوَ وَإِخْوَتُهُ وَجَمِيعُ الَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ لِدَفْنِ أَبِيهِ بَعْدَ مَا دَفَنَ أَبَاهُ. 15 وَلَمَّا رَأَى إِخْوَةُ يُوسُفَ أَنَّ أَبَاهُمْ قَدْ مَاتَ، قَالُوا: «لَعَلَّ يُوسُفَ يَضْطَهِدُنَا وَيَرُدُّ عَلَيْنَا جَمِيعَ الشَّرِّ الَّذِي صَنَعْنَا بِهِ». 16فَأَوَصَوْا إِلَى يُوسُفَ قَائِلِينَ: «أَبُوكَ أَوْصَى قَبْلَ مَوْتِهِ قَائِلاً: 17هكَذَا تَقُولُونَ لِيُوسُفَ: آهِ! اصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ إِخْوَتِكَ وَخَطِيَّتِهِمْ، فَإِنَّهُمْ صَنَعُوا بِكَ شَرًّا. فَالآنَ اصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ عَبِيدِ إِلهِ أَبِيكَ». فَبَكَى يُوسُفُ حِينَ كَلَّمُوهُ. 18 وَأَتَى إِخْوَتُهُ أَيْضًا وَوَقَعُوا أَمَامَهُ وَقَالُوا: «هَا نَحْنُ عَبِيدُكَ». 19فَقَالَ لَهُمْ يُوسُفُ: «لاَ تَخَافُوا. لأَنَّهُ هَلْ أَنَا مَكَانَ اللهِ؟ 20أَنْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرًّا، أَمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْرًا، لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ، لِيُحْيِيَ شَعْبًا كَثِيرًا. 21فَالآنَ لاَ تَخَافُوا. أَنَا أَعُولُكُمْ وَأَوْلاَدَكُمْ». فَعَزَّاهُمْ وَطَيَّبَ قُلُوبَهُمْ.".

عظيم هو يوسف في محبته وغفرانه. نحن لم نجد في حياة يوسف رؤي ولا ملائكة… لكننا نجده مثالا حياً للمحبة وطاعة الله. وخوف إخوته ناشئ عن خطاياهم فالمحبة تطرح الخوف إلي خارج. ولم يحتمل قلب يوسف المحب تذلل إخوته فبكي وقال هل أنا مكان الله: أي لأنتقم.

ولعل رجوع إخوة يوسف له أخيراً إشارة لرجوع اليهود للمسيح في آخر الأيام.

أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيراً = الله هو ضابط الكل الذي يخرج من الجافي حلاوة.

أنا أعولكم وفي (24) الله سيفتقدكم = والمعني أن الله يعولهم بإستخدام يوسف كأداة.

الأعداد 22-23

الأيات (22 - 23): -

"22 وَسَكَنَ يُوسُفُ فِي مِصْرَ هُوَ وَبَيْتُ أَبِيهِ، وَعَاشَ يُوسُفُ مِئَةً وَعَشَرَ سِنِينَ. 23 وَرَأَى يُوسُفُ لأَفْرَايِمَ أَوْلاَدَ الْجِيلِ الثَّالِثِ. وَأَوْلاَدُ مَاكِيرَ بْنِ مَنَسَّى أَيْضًا وُلِدُوا عَلَى رُكْبَتَيْ يُوسُفَ.".

العدد 24

أية (24): -

"24 وَقَالَ يُوسُفُ لإِخْوَتِهِ: «أَنَا أَمُوتُ، وَلكِنَّ اللهَ سَيَفْتَقِدُكُمْ وَيُصْعِدُكُمْ مِنْ هذِهِ الأَرْضِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ».".

الله سيفتقدكم ويصعدكم = قالها غالباً بالإيمان والثقة في مواعيد الله عب 22: 11.

العدد 25

أية (25): -

"25 وَاسْتَحْلَفَ يُوسُفُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: «اللهُ سَيَفْتَقِدُكُمْ فَتُصْعِدُونَ عِظَامِي مِنْ هُنَا».".

العدد 26

أية (26): -

"26ثُمَّ مَاتَ يُوسُفُ وَهُوَ ابْنُ مِئَةٍ وَعَشَرِ سِنِينَ، فَحَنَّطُوهُ وَوُضِعَ فِي تَابُوتٍ فِي مِصْرَ.".

بدأ سفر التكوين بخلقة الحياة وإنتهي بالموت والدفن وهذه هي نتيجة الخطية. والآن صار الشعب في عبودية في أرض مصر مشتاقين للخلاص وهذا ما سنراه في سفر الخروج.

ملحوظة1: لم نسمع عن خيمة ولا مذبح مع يوسف فهو يمثل حياة المجد وليس حياة الغربة حياة المجد بعد الألام.

ملحوظة 2: هنا نسمع عن التحنيط ومعناه فى مفهوم المصريين أن هناك حياة أخرى بعد الموت. وكون الكتاب المقدس ينهى سفر التكوين بالإشارة إلى التحنيط فهو بهذا يشير ضمنياً إلى أن هناك قيامة بعد الموت.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح التاسع والأربعون - سفر التكوين - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر التكوين الأصحاح 50
تفاسير سفر التكوين الأصحاح 50