الإصحاح الثالث عشر – سفر التكوين – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر التكوين – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الثالث عشر

العدد 1

أية (1): -

"1فَصَعِدَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَكُلُّ مَا كَانَ لَهُ، وَلُوطٌ مَعَهُ إِلَى الْجَنُوبِ.".

إلي الجنوب: أي جنوب أرض فلسطين. وصعود إبراهيم من أرض مصر يشير لقيام كل خاطئ من سقطته وعدم إستسلامه (مي 8: 7). ودائما نعود محملين بالبركات.

الأعداد 2-5

الأيات (2 - 5): -

"2 وَكَانَ أَبْرَامُ غَنِيًّا جِدًّا فِي الْمَوَاشِي وَالْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ. 3 وَسَارَ فِي رِحْلاَتِهِ مِنَ الْجَنُوبِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ، إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَتْ خَيْمَتُهُ فِيهِ فِي الْبَدَاءَةِ، بَيْنَ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ، 4إِلَى مَكَانِ الْمَذْبَحِ الَّذِي عَمِلَهُ هُنَاكَ أَوَّلاً. وَدَعَا هُنَاكَ أَبْرَامُ بِاسْمِ الرَّبِّ. 5 وَلُوطٌ السَّائِرُ مَعَ أَبْرَامَ، كَانَ لَهُ أَيْضًا غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَخِيَامٌ.

إلي بيت أيل: الله أعاده إلي المكان الذي كان فيه في البداية والله لا يستريح إلا بهذا.

وعودته لبيت إيل: -.

  1. تعيد له الذكريات الأولي الحلوة مع الله وهذا مفيد جداً.
  2. ربما عودته لبيت إيل كانت لتقديم الشكر لله علي عودته هو وسارة سالمين.
  3. هو عاد إلي مذبحه القديم.

غنياً جداً: هو خرج من التجربة منتفعاً وغنياً جداً وهكذا أولاد الله لا يتوقفوا في نموهم المستمر والدخول إلي الغني الروحي حتي لو تعرضوا لضعفات أو سقطات. وكون إبراهيم كان غنياً جداً هذا يعطي رجاء للأغنياء. فالأغنياء لا تكون السماء مغلقة أمامهم إذا لم يتكلوا علي أموالهم وإذا لم تكن أموالهم قد سببت لهم كبرياء. أو أن حب أموالهم دخل إلي قلوبهم وأربك فكرهم. الفارق بين إبرام ولوط هنا أن أبرام كان له ذهباً وفضة = والذهب يشير للسماويات أو الحياة السماوية والفضة تشير إلي كلمة الله. فكأن إبرام كان يحيا حياة سماوية متمتعاً بكلمة الله أو الوصية كسر غني داخلي. فغناه الحقيقي كان داخله وليس خارجه. أما لوط فيمثل الإنسان المتدين الذي له معرفة نظرية بالله ويصاحب من هم في الكنيسة ولكن قلبه مع العالم (غنم وبقر وخيام). وما يكشف كلاهما (قلب إبراهيم وقلب لوط) هو التجارب (النار هي التي تمتحن القش أو الذهب). وهذا ما سنراه بعد ذلك.

الأعداد 6-13

الأيات (6 - 13): -

"6 وَلَمْ تَحْتَمِلْهُمَا الأَرْضُ أَنْ يَسْكُنَا مَعًا، إِذْ كَانَتْ أَمْلاَكُهُمَا كَثِيرَةً، فَلَمْ يَقْدِرَا أَنْ يَسْكُنَا مَعًا. 7فَحَدَثَتْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنَ رُعَاةِ مَوَاشِي أَبْرَامَ وَرُعَاةِ مَوَاشِي لُوطٍ. وَكَانَ الْكَنْعَانِيُّونَ وَالْفَرِزِّيُّونَ حِينَئِذٍ سَاكِنِينَ فِي الأَرْضِ. 8فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ: «لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ، لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ. 9أَلَيْسَتْ كُلُّ الأَرْضِ أَمَامَكَ؟ اعْتَزِلْ عَنِّي. إِنْ ذَهَبْتَ شِمَالاً فَأَنَا يَمِينًا، وَإِنْ يَمِينًا فَأَنَا شِمَالاً». 10فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ أَنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ، قَبْلَمَا أَخْرَبَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، كَجَنَّةِ الرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْرَ. حِينَمَا تَجِيءُ إِلَى صُوغَرَ. 11فَاخْتَارَ لُوطٌ لِنَفْسِهِ كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ، وَارْتَحَلَ لُوطٌ شَرْقًا. فَاعْتَزَلَ الْوَاحِدُ عَنِ الآخَرِ. 12أَبْرَامُ سَكَنَ فِي أَرْضِ كَنْعَانَ، وَلُوطٌ سَكَنَ فِي مُدُنِ الدَّائِرَةِ، وَنَقَلَ خِيَامَهُ إِلَى سَدُومَ. 13 وَكَانَ أَهْلُ سَدُومَ أَشْرَارًا وَخُطَاةً لَدَى الرَّبِّ جِدًّا.".

كانت التجربة التي كشفت قلبيهما هي المشاجرة بين الرعاة فماذا اختار الإثنين: -.

لوط إختار ما يرفع ذاته ويلذذه ولم يهتم بأن يكون جيرانه من الأشرار: فكان أهل سدوم أشراراً وخطاة لدي الرب جداً. أما إبراهيم الذي تجرد من كل شئ فقد ترك لوط يختار لنفسه معتمداً علي الله الذي يختار له، فكان نصيبه سلام قلبي داخلي بل هو إمتلك في نسله كل الأرض (مت 40: 5). لوط سار مع إبراهيم في رحلة الخروج من أور لكن بقلب مغلق حمل في داخله محبة العالم لكن في خارجه كان يبدو رفيقاً لرجل الإيمان. ودعوة إبرام للوط أن يعتزلا كانت من أجل السلام بينهما فيبدو أن لوط لم ينهر رجاله بل ناصرهم وأيدهم وعند الإختيار كان المفروض أن لوط يترك لإبرام الأكبر والأقوي إيماناً أن يختار لكن إذ بأدب وتواضع وإنكار ذات طلب منه إبرام أن يختار. لم يرد ان يخسر الفرصة فإختار أحسن الأرض. فهذه التجربة كشفت عن قلب إبرام المتغرب عن العالم وقلب لوط المادي. ولقد احترقت كل سدوم وعمورة وذهبت إمراة لوط وفسدت إبنتيه. هذا هو مصير محبة العالم ولكن لا يمكن لنا أن ننكر أنه كانت هناك جوانب طيبة في لوط (2بط 6: 2 - 8) ولقد أثبتت الأثار فعلاً خصوبة أرض سدوم أيام إبراهيم وعجيب أن يكون سكانها بهذا الشر فحين يتنعم الإنسان جداً ينجذب للشر جداً، لذلك تكثر كنيستنا من أصوامها.

وكان الكنعانيون والفرزيون حينئذ ساكنين في الأرض = بنفس المفهوم السابق. والسؤال هل كان يليق هذا الخلاف بين الإخوة أمام هؤلاء. والسؤال موجه لكل منا. هل يصح أن نتخاصم مع إخوتنا ويشمت فينا الشياطين. لأننا نحن أخوان: إبرام عينه كانت علي الله أما لوط فإنغلق علي أنانيته. حينما تجيء إلي صوغر: جاءت في بعض الترجمات صوعن وهي في مصر علي ضفاف النيل فإن كانت هكذا يكون المعني أن الأرض جيدة كأرض مصر. وإذا كانت صوغر فهي بلدة تبعد عن سدوم عدة كيلومترات ذهب لوط لها قبل الحريق ويكون المعني أنه إمتلك في الأرض ما بين سدوم وصوغر.

الأعداد 14-17

الأيات (14 - 17): -

"14 وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ، بَعْدَ اعْتِزَالِ لُوطٍ عَنْهُ: «ارْفَعْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أَنْتَ فِيهِ شِمَالاً وَجَنُوبًا وَشَرْقًا وَغَرْبًا، 15لأَنَّ جَمِيعَ الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ تَرَى لَكَ أُعْطِيهَا وَلِنَسْلِكَ إِلَى الأَبَدِ. 16 وَأَجْعَلُ نَسْلَكَ كَتُرَابِ الأَرْضِ، حَتَّى إِذَا اسْتَطَاعَ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّ تُرَابَ الأَرْضِ فَنَسْلُكَ أَيْضًا يُعَدُّ. 17قُمِ امْشِ فِي الأَرْضِ طُولَهَا وَعَرْضَهَا، لأَنِّي لَكَ أُعْطِيهَا».".

نجد هنا بركة الله لإبرام الذي تنازل عن حقه في الإختيار فأعطاه الله الأرض كلها هو ترك قسم فأخذ الكل. ومن إختار لنفسه وسط الأشرار خسر كل شئ. التجارب تزيد المؤمنين قوة وبركة وتكشف أعمال المرائين وتفضحها. وقد يكون النظر للإتجاهات الأربعة إشارة للصليب الذي به سيملك المسيح الخارج من نسل إبرام علي كل الشعوب وقوله قم إمش: يشير لقيامة المسيح، ولشعبه الذي يعمل ولا يتراخ بل يمشي دائماً في اتجاه السماء.

أجعل نسلك كتراب الأرض: قال له الله هذا في النهار أما وهو يكلمه في المساء فيقول كنجوم السماء (5: 15). عموما فابراهيم أب للمؤمنين كلهم يهوداً وأمم. واليهود يشار لهم بنجوم السماء (هم كانوا قبل ان يأتي المسيح شمس البر)، وأب للمؤمنين بالمسيح من الأمم، ويشار لهم هنا برمل البحار، الذي يمكن رؤيته في نور الشمس.

العدد 18

أية (18): -

"18فَنَقَلَ أَبْرَامُ خِيَامَهُ وَأَتَى وَأَقَامَ عِنْدَ بَلُّوطَاتِ مَمْرَا الَّتِي فِي حَبْرُونَ، وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ.".

بلوطات ممرا: ممرا كان رجلا أموريا كان إبرام ضيفاً عنده ثم إتحد معه بعد ذلك.

بني مذبحاً للرب: كأنه يقول للرب أنت نصيبي وإن تركني أقربائي "معك لا أريد شيئاً علي الأرض" فهو في الله يمتلك كل شئ. وعند بلوطات ممرا تقابل مع الله وإستضافه مع الملاكين. وعاش في شركة مع الله. حياته كانت رحيل مستمر نحو شركة أعمق مع الله. وأما لوط فكان رحيله إلي سدوم حيث الهلاك وخسارة كل شئ.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الرابع عشر - سفر التكوين - القمص أنطونيوس فكري

الإصحاح الثاني عشر - سفر التكوين - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر التكوين الأصحاح 13
تفاسير سفر التكوين الأصحاح 13