الأصحاح الخامس والعشرون – سفر أخبار الأيام الأول – القمص تادرس يعقوب ملطي

هذا الفصل هو جزء من كتاب: 13- تفسير سفر أخبار الأيام الأول – القمص تادرس يعقوب ملطي.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأصحاح الخامس والعشرون

إفراز الجيش وعمل قرعة الحراسة.

بعدما انتهى داود من تنظيم فرق اللاويين الذين يقفون بين يدي الكهنة في خدمة الهيكل، نرى في الأصحاح الحالي وضعه طريقة لهؤلاء الذين تعينوا ليهتموا بخدمة التسبيح والموسيقى في الهيكل:

1. الأشخاص المفرزون آساف وهامان ويدوثون (عدد 1)، وابناؤهم (عدد 2، 6)، والخبيرين (عدد 7).

2. النظام الذي يخدمون به ترتب بالقرعة (عدد 8، 31).

* وأفرز داود رؤساء الجيش للخدمة بني آساف وهيمان ويدوثون المتنبئين بالعيدان والرباب والصنوج... "(1أيام 25: 1، 7). نلاحظ:

1. التسبيح لله هنا دُعى تَنَبُؤا (عدد 1، 3)، واستخدام هذا التعبير الكريم، أيّ التنبؤ، لوصف خدمة الكورال في القدس إنما هو تحزير ضد اعتبار هذه الخدمة كهواية، حقًا أنه ليس جميع من دخلوا هذه الخدمة تشرفوا برؤى الله أو بالتنبؤ بأشياء سوف تحدث فيما بعد، وقد قبل عن هامان أنه رائي الملك بكلام الله (عدد 5)، ولكن المزامير التي كانوا يسبحون بها قد وُضعت من الانبياء والكثير منها بها تنبؤات والغرض منها كان لبناء الكنيسة وتمجيد الله، والتسبيح في عهد صموئيل النبي قد لُقّب بالتنبؤ (1صم 10: 5؛ 19: 20) وربما هذا ما عناه بولس الرسول بما سما نبوة (1كو 11: 4؛ 14: 24).

ب. التسبيح هنا دُعى خدمة والاشخاص المستخدمين له دُعوا في (عدد 1) رجال عمل (خبراء)، فإنه عمل عظيم ومُسرّ جدًا أن يُدعى الإنسان لتسبيح الله، فما هي السماء إلاَّ ذلك؟ وهذا دليل على انه يجب أن يكون هذا عملنا ونوجه كل ما بداخلنا له.

ج. لقد استخدمت هنا آلات موسيقية مختلفة تتناسب مع الخدمة: عيدان، رباب، صنوج (عدد 1، 6) وواحد لرفع القرن (عدد 5).

إننا لا ندعو لإعادة استخدام مثل هذه الآلات في عبادة الله، ولكن يجب على أولئك الذين يستخدمونها لترفيه ذواتهم ألاَّ يكون في ذلك أيّ شيء مخلِّ بالآداب أو أيّ شيء دنس بأن يتذكروا أنها في وقت سابق كانت مقدسة وأن الذين استخدموها في الحياة العادية قد دينوا كما ذكر عاموس النبي: "الهاذرون مع صوت الرباب المخترعون لأنفسهم آلات الغناء كداود" (عا 6: 5).

د. إن تكريم وتمجيد الله كان هو الغرض الأساس في استخدام كل هذه الموسيقى بالهيكل سواء كانت آلية أو صوتية، وكان المغنون لأجل الحمد والتسبيح للرب (عدد 3)، وكانوا متعلمين الغناء للرب (عدد 7) أيّ لأجل الغناء في بيت الرب (عدد 6)، وهذا يتفق مع تكرار التسبيح في كنيسة الإنجيل أيّ للترنيم والترتيل في القلب للرب بجانب التسبيح بالصوت (أف 5: 19).

ه. إن أمر الملك قد روعى في (عدد 2) وكذلك في (عدد 6)، ففي هذه الأمور تصرف داود حقًا كنبي، لذا فاهتمامه بترتيب وتنظيم الخدمة الإلهية القديمة والحديثة كان مثًلا حسنًا لكل ذي سلطة أن يستخدمها لنشر العبادة وتعاليم السيد المسيح، فياليتهم يكونوا خدامًا لله بالحق.

و. الآباء أشرفوا على هذه الخدمة آساف وهيمان ويدوثون (عدد 1)، والابناء كانوا تحت يد آبائهم (عدد 2 - 3 - 6)، وهذا يعطي مثًلا حسنًا للآباء ليدربوا أبناءهم، وفي الواقع لكل الكبار لكي يعلّموا الصغار خدمة الله وبالاخص التسبيح لاسمه القدوس، فليس هناك جزء من أعمالنا أهم أو أكرم لينقل للاجيال اللاحقة، وأيضًا للصغار لكي يخضعوا للكبار ويسترشدون بهم لأن عندهم الخبرة والحنكة للتعليم، ومن المحتمل أن آساف وهيمان ويروثان قد تربوا على يد صموئيل واستلموا تعليمهم في مدارس الانبياء التي أسسها وكان يرأسها، فقد كانوا حينذاك تلاميذ والآن أصبحوا معلمين. هؤلاء الذين سيصبحون ذوي شأن يجب أن يبدأو مبكرًا ليكون لهم وقتٌ كافٍ لاعداد أنفسهم. هذا العمل الجليل لتسبيح الله أحياه صموئيل ولكنه لم يعش ليكون مكّمًلا بهذا المقدار، فسليمان يكمل ما بدأه داود كما كمل داود ما بدأه صموئيل، فياليت الكل يعملون قدر استطاعتهم لخدمة الله والكنيسة حتى ولو لم يستطيعوا أن يصلوا للقدر الذي يرغبونه فبعد رحيلهم يقدر الله أن يقيم من الحجارة من يستطيعوا استكمال البناء على ما اسسوه.

ز. كان هناك أيضًا آخرون بجانب أبناء هؤلاء الرجال العظام الذين دعوا اخوتهم (ربما لاشتياقهم للدخول في فرقهم الخاصة) والذين تعلموا تسبيح الرب، وكانوا خبيرين في ذلك (عدد 7) وكانوا كلهم من اللاويين وأصبح عددهم الآن 288:

  1. كان هذا عددًا كافيًا للقيام بخدمة بيت الله لأنهم كانوا خبيرين في العمل الذي دعوا له. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). عندما كان داود الملك منغمسًا في الاشعار الإلهية والتسبيح فإن كثيرين من الذين كان عندهم استعداد قد تبعوا ودرسوا في ذاك المجال، فالذين يهتمون بهذه الأمور يقدمون خدمة جليلة للكنيسة.

2. ومع ذلك كان هذا عددًا صغيرًا إذا قورن بالأربعة آلاف الذين عينهم داود لتسبيح الرب (1أيام 23: 5)، فأين ذهب الباقون ربما قُسّم الباقون إلى فرق وتبعوا أولئك، أو ربما كان أولئك لأجل غناء بيت الرب (عدد 6) وكل من يعبد في البيت يمكنه الاشتراك معهم والبقية وُزعوا وانتشروا في المملكة ليشرفوا على أعمال حسنة للشعب في هذا المجال، فالذبائح حسب شريعة موسى كانت تقدم في مكان واحد فقط ولكن مزامير داود يمكن أن يُسبّح بها في كل مكان (1تي 2: 8).

* "وألقوا قرع الحراسة الصغير كما الكبير المعلم مع التلميذ..." (1أيام 25: 8، 19).

ذُكِرَ أربعة وعشرون شخصًا في بداية هذا الأصحاح وهم أبناء ثلاثة رجال عظام آساف وهيمان ويدوثون، إيثان كان الثالث (أصحاح 6: 44) ولكن من المحتمل أنه مات قبل استكمال التنظيم وحلّ يدوثون مكانه (أو ربما إيثان ويدوثون كانا اسمان لنفس الشخص)، وقد دبرت العناية الإلهية أن يكون لآساف أربعة أبناء وليدوثون ستة أبناء (وقد ذكر خمسة فقط في عدد 3 ولكن يُفترض أن شمعي المذكور في عدد 17 هو الخامس)، وليهمان أربعة عشر ابنًا فيكون مجموع الذين افرزوا 24 (عدد 2، 4) الذين كانوا مؤهلين للخدمة ودعوا لها، ولكن السؤال كان بأيّ ترتيب يجب أن يخدموا؟ وهذا تُعيّن بإلقاء القرع لمنع التنافس على الأولوية التي هي خطية تصيب بسهولة الكثيرين.

  1. القرعة كانت تلقى بدون تحيز ليضعوهم في 24 مجموعة، على نفس المستوى الصغير كالكبير والمدرس كالتلميذ دون اعتبار للسن أو المنزلة أو الدرجة التي حصلوا عليها في مدارس الموسيقى، ولكن الكل تُرك لتدبير الله (عدد 8)، فالعظيم والوضيع والمدرس والتلميذ الكل متساويين أمام الله الذي لا يأخذ بقانون الأولوية والتمييز (انظر مت 20: 23).
  1. لقد دبر الله القرعة كما شاء ربما معطيًا اعتبارًا لمزايا الشخص وهي أهم من اعتبار السن أو أولوية الميلاد، فالله رفع البعض وأحيانًا فضّل الصغير على الكبير.

ج. ليتنا نمجد ونسبح الله بقلب واحد وفم واحد كما كانت هذه الفرق تفعل.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

اَلأَصْحَاحُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ - سفر أخبار الأيام الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي

اَلأَصْحَاحُ الرَّابِعُ وَالْعِشْرُونَ - سفر أخبار الأيام الأول - القمص تادرس يعقوب ملطي

تفاسير أخبار الأيام الأول الأصحاح 25
تفاسير أخبار الأيام الأول الأصحاح 25