الأرواح جـ2 02 02 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

س 1: فى الموعظة على الجبل قال السيد له المجد ” طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات” متى 5: 3 و أيضا ” طوبى للمطرودين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السماوات” متى 5: 10 فهل المساكين بالروح يتساوون مع المطرودين لاجل البر ؟

ج: كل منهم يدخل ملكوت السموات و لكن ملكوت السموات بها درجات و الله يعرف قلب و ظروف كل واحد.

 

س 2: ” من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟ .. لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات” رومية 8: 35-38 فهل الملائكة او الرؤساء او القوات يمكن ان تفصلنا عن محبة المسيح؟ ولماذا قال معلمنا بولس الرسول هذا؟

ج:أحيانا بولس الرسول يفترض أشياء لا وجود لها و لكن يتكلم من أجل المعنى, مثل عندما يقول ” إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما “غلاطية 1: 8 فمن غير المعقول أن يبشرهم ملاك من السماء بغير ما بشرناكم به و لكن يفترض شىء انه حتى لو حصل هذا الامر فأيضا يكون محروم, أو يقول مثلا ” كنت أود لو أكون أنا نفسي محروما من المسيح لأجل إخوتي أنسبائي حسب الجسد” رومية 9: 3 فغير معقول حرم بولس الرسول سينقظ أنسبائه و أخوته حسب الجسد فهو يعبر عن محبته انه يقول معنديش مانع انى أكون هكذا لو كانت توصلهم و مثل ما موسى النبى يقول ” إلا فامحني من كتابك الذي كتبت” خروج 32: 32 فغير معقول انه يطلب منه انه يمحى أسمه و لكن نوع من الدالة يكلم به ربنا. فهنا يقول لا يوجد ما يفصلنا شىء عن محبة المسيح ولا حتى هؤلاء هذه نقطة, نقطة أخرى أن أحيانا الملائكة و الرؤساء تطلق على الملائكة الذين سقطوا.

س 3: ” كانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه” تكوين 1: 2 كيف كانت ظلمة و روح الله الذى هو نور يرف على وجه المياة؟

ج: انت تريد ان تتكلم عن روح الله كنور مادى ام نور روحى تلك نقطة. يقال أن الارض كانت جزء من المجموعة الشمسية و عندما أنفصلت عن الشمس أخذت مدة طويلة حتى بردت و كانت تحيط بها المياة, فكانت المياة مع الحرارة الشديدة تكون ضباب شديد فيكون ظلمة. ألى أن بردت القشرة الارضية بالتدريج كان البخر يقل بالتدريج و الضباب يقل بالتدريج فكان نور. هذا رأى من أهل العلم. كيف تكون الظلمة مع روح الله و لهذا الله قال ” قال الله: ليكن نور، فكان نور” تكوين 1: 3 و لكن ممكن ان روح الله يرف على أى مكان و تكون به ظلمة من نواحى متعددة فليس شرط ان تكون الحكاية مادية. الله موجود فى كل مكان و توجد أماكن مظلمة حتى من الناحية المادية فهل ننكر أن الله موجود فى كل مكان! موجود و فى كل الوقت يكزن فى نصف الكرة الارضية منير و النصف الاخر مظلم و الله محيط بكل الكرة الارضية. لكن وجود الله خذه من الناحية الروحية وليس المادية و الظلمة نفسها لها فائدتها لان لولا الظلمة لما عرف الناس يناموا او يهدئوا فلا تفهم الظلمة بمعنى الشر. لو كان الله و هو مالىء الكل يجعل الكل النور لن توجد قوانين طبيعية ولا ليل ولا نهار ولا صيف ولا شتاء و هذا غير مفيد للطبيعة.

س 4: ما هى الشروط لتى لابد ان تتوفر فى من يريد ان يدخل الدير و كيف يعرف انه يصلح لهذه الحياة و ما الاجراءات التى يتبعها للدخول للدير؟

ج: الشروط انه يكون شخص بتاع ربنا و زاهد فى الدنيا و يريد ان يعيش مع ربنا على طول و انه يقدر ان يحيا حياة الرهبنة. أما كيف يعرف فطبعا لازم ان يختبر حياته فى الاول و يأخذ مشورة أب اعترافه و يدخل الدير فى فترة أختبار و لذلك نحن ننصح كثيرين ممن يكونون موظفيين قبل ان يستقيلوا من وظيفتهم سواء ولاد او بنات ان يأخذون سنة أجازة بدون مرتب فاذا لم يصلح للرهبنة يرجع لوظيفته لانه كان فى أجازة لان يجوز شخص لا يصلح للرهبنة اما لا تصلح له او ان الدير لا يعجبه حاله فيبحث عن وظيفته فلا يجدها, فالافضل ان يأخذ أجازة سنة بدون مرتب فاذا صلح للرهبنة يستقيل.

س 5: ما رأى قداستكم فى شريط ظهور السيدة العذراء فى يوغوسلافيا؟

ج: رأى أنها دعاية كاثوليكية. غير معقول ان العذراء تقعد تتكلم عن المطهر و بعض الاشياء الكاثوليكى بهذا الشكل!!

س 6: ما موقف الكنيسة الان من حركة التكريس التى كانت فى الماضى من أمثال الانبا بيمن و غيره؟ ما دور الكنيسة فى أحياء التكريس و أعادته كما كان و هل حلت الرهبنة مكان التكريس؟ ما شروط التكريس و كيف تتم اذا كانت الرغبة لدى الشباب و الخدام و أين يكون؟

ج: فى الحقيقة زمان كان هناك بعض المكرسين مثل الانبا بيمن كان مكرس وهو كمال حبيب و مثل الانبا موسى أيضا كان مكرس. الان وسط الاحتياج الى كهنة غالبية الراغبين فى التكريس يتم رشامتهم قسوس على طول,لا نجد ناس يكونوا مكرسين فترة طويلة ثم تتم رشامتهم ولو اننا نحتاج الى هذا النوع و مع ذلك لا يوجد أحد طلب ان يكون مجرد مكرس  لم يحدث هذا, لو طلب شخص هذا سنكرسه و عندنا أيضا بعض الشبان مكرسين. لا لم تحل الرهبنة مكان التكريس, التكريس يكون بتكريس شباب او فتيات او رهبان او قسوس وهؤلاء ثلاث حاجات من التكريس – شاب مكرس او شاب راهب او شاب قسيس – و الذى يريد ان يتكرس هو أحد نوعين أما هو يطلب التكريس او كنيسته تطلب انه يكرس, يجوز انه يريد ان يتكرس و كنيسته لا تشعر بوجوده او بخدمته و أقوى خدمة هى الخدمة التى تطلبها الكنيسة بأنها ترى شخص له خدمة قوية  فتطلب ان وقته كله يكون لربنا.

س 7: ما رأيكم فى كتب أبراشية المنيا و أبو قرقاص مثل كتاب “ما أجمله و ليس سواه”؟

ج: لم أقرائه.

س 8: قلتم غبطتكم ان جورج حبيب بباوى علم بجواز مناولة المرأة الطامث و النفساء و ما الى ذلك مع ان هذا تعليم ورد فى الدسقولية أعداد الكتور وليم سليمان؟ ما هى العقوبة التى وقعت عليه و التعاليم التى نادى بها؟

ج: لم أراها فى الدسقولية التى نشرها دكتور وليم و لكن سوف أراها. أما من جهة جورج حبيب بباوى فمسألة المرأة الطامث مسألة بسيط جدا جدا جدا الى جوار الاشياء التى نادى بها فما نشر فى مجلة الهدى قال فيه بالحرف الواحد “أن نقطة التلاقى بين لوثر والاباء هى رفض الاستحالة الجوهرية  وهو رفض صحيح” أى انه أنكر الاستحالة. قال أن الاستحالة للخبز و الخمر ترتبط بالسلطة الكهنوتية فلذلك أيضا رفض السلطة الكهنوتية و قال بالحرف الواحد “أنه لا يوجد سوى كاهن واحد فى السماء و على الارض هو يسوع المسيح” أى لا يوجد كهنوت نهائيا. رفض رئاسة الكهنوت لانه رفض الكهنوت قال أيضا الكنيسة جسد واحد له رأس واحد هو يسوع المسيح و لا يوجد رأس منظور ولا غير منظور. قال أيضا ان القداسات القديمة لا تقول ان هذا الخبز هو جسد المسيح الطاهر بل تقول هو مثال جسد المسيح كلمة تيبوس باليونانية!! أى أننا نسجد لمثال جسد المسيح, فهل نقول “الذى هو كائن معنا على هذه المائدة عمانوئيل إلهنا، حمل الله الذي يحمل خطية العالم كله. ” من صلوات القسمة المقدسة في القداس الإلهى أم نقول “شبه او مثال عمانوئيل إلهنا”؟ كل هذا تدور حول نقطة واحدة و هى الافخارستيا. قال أيضا أن أسرار الكنيسة ليست سبعة و أنما توجد أسرار أخرى ولا نعرف لها عدد و لم يوجد رقم سبعة الا فى مجمع ترنت بالقرن السادس عشر و كل هذه الامور فى مقالة واحدة بمجلة الهدى و فى نفس العدد نشر له قبول معمودية البروتستانت و أشاد بهذا كاتب المجلة. قبول معمودية البروتستانت و هم ليس لديهم كهنوت يعنى قبول معمودية بلا كهنوت و البروتستانت لا يؤمنون بفاعلية المعمودية فكيف نقبل معمودية لا فاعلية لها فى نظرنا؟ كل ما ينسب للمعمودية ينسبونه للايمان. فى تسجيلاته الصوتية التى كانت موجودة فى طنطا أنكر كثير من الاشياء فقال بالحرف الواحد تقريبا “لا علاقة أطلاقا بين الصليب و غفران الخطايا” كما أنكر مبدأ الكفارة و قال ان الكفارة مسألة وجدت فى كتابات ساويرس بن المقفع و كتابات ابن العسال و فى كتابات أنسلم رئيس أساقفة كانتربرى فى القرن الحادى عشر بينما هى موجودة فى الكتاب المقدس فى ” وهو كفارة لخطايانا . ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كل العالم أيضا” رسالة يوحنا الاولى 2: 2 و فى ” في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا الله، بل أنه هو أحبنا، وأرسل ابنه كفارة لخطايانا” رسالة يوحنا الاولى 4: 10 و فى “متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح”  رومية 3: 24 و أنكر هو الكفارة و قال لا علاقة بين الصليب و غفران الخطايا و قال أن الصليب مجرد حب!! فهل هو حب بمعنى الطبطبة ام ان المسيح أحب الناس فبذل ذاته عنهم و حمل خطاياهم و غفر الخطايا بدمه و دفع الثمن. كما له أشياء كثيرة جدا جدا منها كلامه عن الاعتراف و المغفرة و الزواج و عن أسرار الكنيسة و الكهنوت و حتى التثليث له فيه عقيدة غريبة جدا و الصوم و الكنيسة كلها و ليس مجرد المرأة الطامث لان لو كانت هذا فقط كنا نطمس تلك القصة على أخرها و لكن هناك عشرات المسائل, الله يعلم ما يحصل. و أنا حتى الان لم أعاقب جورج حبيب بباوى بأى عقوبة سوى منعه من التدريس لان تدريسه خطر.

الأرواح ج 2

سأكلمكم عن الارواح, أول شىء أحب أن أقوله عن الارواح هو أن هناك أشياء كثيرة ليست فى متناول معرفتنا و أشياء كثيرة نحن لا نعرفها و الانسان المتواضع يقول لا أعرف, أما أن ندعى اننا نعلم عن كل شىء فهذا يدخل تحت نطاق الاية التى تقول ” فإني أقول بالنعمة المعطاة لي، لكل من هو بينكم: أن لا يرتئي فوق ما ينبغي أن يرتئي، بل يرتئي إلى التعقل، كما قسم الله لكل واحد مقدارا من الإيمان” رومية 12: 3 فهناك أمور كثيرة لم يتعرض لها الكتاب المقدس و خير لنا أن نقف منها موقف الصمت.

نقطة أخرى أحب أن أقولها ينبغى أن تكون معلوماتنا عن الارواح مرجعها أما الى الكتاب و التفسير السليم للكتاب او ما أخذناه عن الاباء القديسين الاول معتمدين أيضا على التسليم الرسولى.

لكن أنتشر علم الارواح منذ عشرات السنوات و أخذ مجالا و البعض قرأوه و أعتنقوه و البعض يقول كيف نرفض علم الارواح وهو علم يدرس فى الجامعات, اليس هذا لونا من الجهل؟ أنا أرد على ذلك و أقول ليكن علم الارواح فى حدوده كعلم أما أن يتطرق الى الدين و يذكر أيات من الكتاب المقدس و يفسرها كما يشاء فهذا ما لا نقبله. أن كانوا لا يريدون لرجال الدين ان يتدخلوا فى علم الارواح فأيضا المطلوب من رجال علم الارواح الا يتدخلوا فى تفسير أيات الدين. كل الايات التى تسمعونها من بعض رجال الدين فى علم الارواح كلها بدون أستثناء مكتوبة فى كتب رؤوف عبيد و كتب على عبد الجليل راضى و كتب عبد العزيز جادو و غيرهم من الكتاب و موجودة أيضا فى كتب العلماء الاجانب الذين أخذ عنهم كل هولاء كلها بدون أستثناء و كل الادلة بدون أستثناء من كتب علماء الارواح. فنحن لا نريد علم الارواح ان يزحف داخل الدين بل ليكن له نطاقه داخل رجال العلم ولا يدخل فى الدين و يتكلم عن تفسير أيات الكتاب المقدس هذا أمر لا نقبله و ما يفسره هولاء ينقله أخرون داخل الكنيسة فلا نقبل بهذا و نمسكها واحدة واحدة.

علماء الارواح دخلوا فى مسائل كثيرة و منها تحضير الارواح و أيضا تحضير الارواح أدخلوه الى الدين, مثل قصة صموئيل و سوف نناقشها فى وقت لها. علم الارواح أيضا دخل فى العلاج عن طريق علم الارواح و أحيانا عن طريق وسيط روحى له صفات معينة. الكتاب المقدس واضح جدا فى مسألة تحضير الارواح كما هو فى سفر التثنية ” متى دخلت الأرض التي يعطيك الرب إلهك، لا تتعلم أن تفعل مثل رجس أولئك الأمم. لا يوجد فيك من يجيز ابنه أو ابنته في النار، ولا من يعرف عرافة، ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر، ولا من يرقي رقية، ولا من يسأل جانا أو تابعة، ولا من يستشير الموتى. لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب. وبسبب هذه الأرجاس، الرب إلهك طاردهم من أمامك. تكون كاملا لدى الرب إلهك. إن هؤلاء الأمم الذين تخلفهم يسمعون للعائفين والعرافين. وأما أنت فلم يسمح لك الرب إلهك هكذا.” تثنية 18: 9-14 فوضع أستشاره الموتى ضمن رجس الامم و وضعها ضمن الاعمال مثل السحر و العرافة, أن بسببها طردهم الله. بعد ذلك فى تحضير الارواح لابد ان نضع أمامنا أثبات شخصية الروح التى تتكلم اذا تكلمت روح؟ فكيف تعلم هذه روح بشرية أم روح شيطانية؟؟ أفرض شخص قال أنا سوف أحضر روح جدك و تكلم جده فكيف تعرف ان هذا جدك او شيطان أخذ شكل جدك و صوته؟ لو ظهر لك روح بأى شكل من الاشكال و قال لك على أمور قد حدثت, او أتى لك بأمر مخفى فالشياطين تعلم الامور التى حدثت و ممكن تعرف الامر المخفى و ممكن ان تعرف الاسرار. اذا كيف تعرف انها روح بشرية أم روح شيطان؟؟

فى الروح الانسانية نسئل السؤال الاتى: البشر الذين أنتقلوا من عالمنا هذا أما أبرار أما أشرار. فأرواح الابرار فى مستوى عالى لا نستطيع ان ننزلهم من الفردوس لكى نشركهم فى تفاهات الارض, كل الاسئلة التى نسئل عنها تفاهات. فهل يستطيع أنسان عادى أن يستحضر روح نبى عظيم من تىنبياء؟؟! هل يستطيع ان يستحضر روح

انسان بار بالفردوس أنحل من رباطات الدنيا و هو يريد ان يعيده لرباطات الدنيا مرة أخرى؟ أستراح من أتعاب العالم وأنت تريده ان يدخل فى أتعاب العالم مرة أخرى؟ تلك فيما يخص الابرار.

أما الاشرار فموجودين بالجحيم, فكيف تستطيع ان تستحضر روحا من الجحيم بأنك تعطيه أجازة من الجحيم ليأتى على الارض يتقابل مع معارفة و أصدقائه و أحبائه و يقضى وقت معهم فى تفاهاتهم. الغنى فى قصة لعازر لم يستطع ان يطلب هذا الطلب و حتى عندما طلب ان لعازر يذهب رفض أبونا أبراهيم. فلا الغنى قدر ان ينزل و لا لعازر نزل!! فكيف أناس يقدرون ان يقولون رأينا فلان و كلمنا فلان و خصوصا ان بعض هذه الامور تستغل أستخداما رديئا فى نشر أفكار معينة و عقائد معينة. واضح جدا أن الشيطان يقدر أن يأخذ اى شخصية, قصص أن الشياطين تأخذ شكل شخصيات فى بستان الرهبان تجدوا كلام كثير و الكتاب المقدس يقول ان الشيطان يستطيع  ان يتشكل فى هيئة ملاك من نور, كثيرا ما خدع البعض من شياطين ظهروا فى هيئة قديسين, قصة الانبا غاليون السائح من هذا النوع واضحة جدا.

نقرأ فى سفر الجامعة ” فيرجع التراب إلى الأرض كما كان، وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها” الجامعة 12: 7 فأول مسئلة يقولونها هى تحضير الارواح و العلاج الروحى و ثانى نقطة يقولونها هى تناسخ الارواح و ثم يقولون عن الارواح المتلاكئة و المتمردة, كما لو كانت هذه الارواح بأمكانها ان تتمرد على الله او ترفض الذهاب الى المكان الذى عليها ان تذهب اليه؟ فيقول لك روح لا تريد ان تذهب الى مستقرها. فهل هذا بيدها و تلك الروح حرة تذهب او لا تذهب؟ تقول الروح لله لا لن أذهب سأبقى هنا! المهم ان علماء الروح يقولون ما يريدون فى هذا و نحن قد تكلمنا عن هذا المرة السابقة, أريد ان أقول هذه النقطة كيف تدخل فى الدين و تطورها شيئا فشيئا.

أولا قيل أن الروح تبقى ثلاثة أيام و ترحل فى اليوم الثالث, تحوم ثلاثة أيام حول الجثة و تنصرف فى اليوم الثالث و ممكن ان لا تنصرف فيأتى الكاهن ليصلى عليها صلاة صرف الروح فتخرج الروح بصلاة الكاهن, يخرجها كما تُخرج الارواح النجسة بالقوة! و أصبح طقس الثالث فى الكنيسة فى نظر البعض ان هذا المقصود به. بل قيل أيضا فى هذا المجال ان هذه الارواح ممكن ان تتقمص فى أشباح و تزعج الناس, قيل أيضا أنها تتقمص فى أشباح فى الظلام و لذلك فى غرفة الميت يوقدون النور لان النور يمنع الروح من التجسد و يشتتها! لا أعرف حتى الان معنى ان النور يمنع الروح و يشتتها! كثيرا ما ظهر ملائكة للناس فى النهار و النور لم يشتتهم. كان ممكن الرد على هذا الامر بمثال بسيط ان روح اللص اليمين ذهبت الى الفردوس فى نفس اليوم حيث قال له السيد المسيح ” الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس” لوقا 23: 43

و اليوم أى لم تأخذ وقت أبدا لانهم فى الساعة الحادية عشر أنزلوا الاجساد و المسيح كان مات و اللصين قسروا سيقانهم ” فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه” يوحنا 19: 32 لكى يموتا سريعا و كان هذا فى أخر اليوم, قد قال له السيد المسيح اليوم تكون معى. فيكون اللص لم يبقى ثلاثة أيام يحوم حول جسده. فقيل للرد على هذا هو ان اللص من الابرار فأرواح الابرار تذهب الى الفردوس مباشرة و أرواح الاشرار تكون أرواح متمردة و متلكئة فيأتى الكاهن فى اليوم الثالث و يخرجها بالقوة. أذا معنى ذلك ان الكاهن ما أن أتى للمنزل ليصلى الثالث يحمل هذا أعتراف ضمنيا ان الروح الموجود هى روح متمردة و متلكئة و سيخرجها من المنزل بالقوة, فى هذا لا توجد تعزية لاهل الميت أننا نقول لهم ان روح الميت لم تذهب للفردوس و هو روح متلكىء و سنخرجه بالقوة. ما أسهل على أهل الميت فى ان يقولوا ان الميت كان رجل طيب و ذهب الى الفردوس مثل اللص اليمين. كما يوجد تناقض بين الصلاة التى نصليها يوم الجناز و ما يحدث فى اليوم الثالث فيوم الجناز نقول ” أفتح لها يا رب باب الرحمة… ولتحملها ملائكة النور إلى الحياة… ولتتكئ في أحضان آبائنا القديسين إبراهيم واسحق ويعقوب” و فى يوم الثالث نخرجه كما نخرج الارواح الشريرة!! أذا عرفن الكنيسة تصلى الثالث بالنسبة لجميع المؤمنين فجميع المؤمنين دخلين فى الارواح المتمردة!! كيف يكون هذا؟ فنكون لم نختار نحن الاشرار و طردناهم و لكن كل المؤمنين نصلى لهم الثالث فهل الكل متمردون؟! أيضا الطقس الموجود لا يوجد به أخرج ايها الروح النجس أطلاقا. قوانين الكنيسة تطلب منا ان نصلى على الميت فى اليوم الثالث لانه فى اليوم الثالث قام المسيح من الاموات, فالوضع السليم ان الكاهن يذهب الى أهل الميت و يقول لهم لا تحزنوا فالميت سيقوم مثلما قام المسيح فى اليوم الثالث فيتعزون ان ميتهم سيقوم و فصل الانجيل الذى يقرأ هو فصلا على القيامة و الايات المختلفة عن غفران الخطايا لئلا واحد يقول انه أخطأ و حزين على هذا فيقول له أيات مغفرة الخطايا و أن كان أهل الميت لا يذهبون الى الكنيسة و البعض من أهل الريف يعتبرون الذهاب الى الكنيسة فرح, فالكنيسة تأتى اليهم و تدعوهم للمجىء, أن كان البعض يعتبرون ان الاكل فرح و يكون ليس لهم نفس للأكل بالنسبة لميتهم فالكنيسة تكسر معهم خبزا و تأكل معهم. فيكون الكلام معقول.

أننا فى اليوم الثالث نعزى أهل الميت و نخبرهم ان ميتهم سيقوم كما قام المسيح فى اليوم الثالث و نأكل معهم خبزا و ندعوهم للذهاب الى الكنيسة و نخفف من روح الحزن, و الا اذا كانت الصلاة نتيجة للارواح المتمردة تكون بها أهانة لاهل الميت و حزن لهم, فكأن ليس كافى ان الميت مات لا هو مات و متمرد أيضا و متلكىء و سنخرجه كما نخرج الارواح النجسة. هذا كلام غير معقول. هنا و قدم أقتراح أخر أن: بعض الارواح تكون خائفة فصلاة الكاهن لها تكون دافعة لكى لا تخاف! فأقول اذا كانت روح بارة تخاف من ماذا؟ فيقول الكتاب فى مثل لعازر و الغنى “فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم” لوقا 16: 22 و الملائكة تكون فرحة بالروح البارة التى تموت و تحملها ملائكة النور الى الحياة. ممكن الخوف ان يمنعه الله, فالمسيح كان يقول “لا تخافوا” ( متى 10: 28 – متى 10: 31 – متى 14: 27 – متى 17: 7  –  مرقس 6: 50 – لوقا 2: 10 – لوقا 12: 4 – لوقا 12: 7 –  يوحنا 6: 20) لا تحتاج لرفع بخور و صلوات كاهن لتمنع الخوف. أيضا الروح لن تسير لوحدها لكى تكون لا تعرف الطريق او تخاف و لكنها تؤخذ بمجرد خروجها من الجسد, اذا كانت الروح تحتاج لقوة دافعة فى رحلة الموت فلماذا ينتظر الكاهن ثلاثة أيام؟

أذا كانت الروح متلكئة فهل الكاهن عارف اين وصلت و وقفت و تلكائت؟!

الارواح فى الموت تخرج و تذهب لخالقها, فماذا عن أرواح الاحياء؟ هناك من يقول ان أرواح الاحياء تخرج منه و تذهب لمكان أخر و أصعب كلمة سمعتها هنا عن من يقول عن أرواح التوأم تدخل فى القطط و قرأت فيها تفاصيل عجيبة جدا!! لماذا القطط بالتحديد؟! سمعت كلاما عجيبا ان روح التوأم – لماذا التوأم بالتحديد – تدخل فى قطة و هو نائم ثم تتجول فى مكان و تدخل فى بيت و يظل نائم فلو حبست فى بيت النائم لا يقوم!!! حتى تأتى أمه و تجده لا يقوم فتقول للناس اذا كانت قطة دخلت عندهم, ثم يخرجوا القطة فالنائم يصحى!! اذا ضربت القطة النائم يحس بالألم و اذا جرحت يجرح هو. أنا لا أعرف كيف أجيب عن ذلك فهى قصص مثل العفاريت و الخرافات لكن هل يمكن ان يوجد مثل هذا الامر فى أى مصدر دينى معين يوافق على ذلك؟ كلام غير معقول و لا توجد أية فى الكتاب المقدس تقول هذا.

نقطة أخرى عند خروج الروح من الجسد فيكون الجسد ميت, فهل و الروح خارجة هل ممكن ان تتحلل أنسجته و أعضائه و خلاياه؟ أول خلايا تتحلل هى خلايا المخ, فعند عودة الروح يكون مركز النطق ضاع او مركز الذاكرة ضاع او مركز الحركة ضاع!! ما الحكمة الالهية للروح ان يحدث لها هذا؟

قصة دائما تذكر فى هذا المجال و هى قصة لاجئون وهى موجودة فى مرقس 5 و لوقا 8 فهناك من قال ان مثل ما أرواح الشياطين دخلت فى الخنازير فتكون روح الانسان ممكن ان تدخل فى خنازير او قطط او اى حيوان! أريد أن أقول ان هناك فرق كبير بين روح الانسان و روح الشيطان و أتذكر ان السنة الماضية ألقيت عليكم محاضرة طويلة فى الفرق بينهما. فما يقال عن الشيطان لا يمكن ابدا ان يقال عن أنسان, فأرواح الشياطين تدخل فى الانسان فهل أرواح بشر تدخل فى أنسان؟ هل روح البشر عندما تدخل فى القطة تكون القطة تقدر ان تتكلم لدخول روح عاقل و ناطق بها؟

فى قصة لاجئون كما وردت فى لوقا 8 “فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها، فأذن لهم” لوقا 8: 32 اذا حتى الشياطينبكل ما لهم من قوة و من صفات طبيعية لانهم كانوا ملائكة و لهم كل صفات الملائكة الطبيعية و ليست الصفات الروحية – فالملاك الذى سقط فقد قداسته و لكن لم يفقد طبيعته – على الرغم من كل هذا لم يدخلوا فى الخنازير بأرادتهم او بقدرتهم أنما طلبوا أذنا فالمسيح أذن لهم و اذا لم يأذن لهم ما كانوا يقدرون ان يدخلوا فيهم. فهل الروح التى تخرج لتدخل قطة تأخذ أذن و المسيح أعطاها هذا الاذن؟! هنا ليست طبيعتهم و لكن أخذوا أذن و أعطوا هذا الاذن لحكمة معينة من الله, فكون ان الامر يحتاج لاذن من الله فلا تكون مسئلة طبيعية تنطبق كقاعدة عامة على كل الناس. فقصة لاجئون فيها الامران: الامر الاول ان هذه شياطين و ليست بشر و ما ينتطبق على الششياطين لا ينطبق على البشر, الامر الثانى هو ان بها أذن من ربنا و المسئلة التى بها أذن لا تدخل فى الحكم الطبيعى للناس. ينطبق هذا الامر أيضا على الارواح التى يقولون أنها بعد موتها تدخل فى أجساد أخرى هل تأخذ أذن؟

كون ان الارواح تتقمص أشباحا و تزعج الناس أمر أيضا كيف يثبت لاهوتيا؟ أن الروح بعد خروجها من الجسد تتقمص أشباحا و تزعج الناس, فهل هناك أية تثبت هذا الموضوع؟ هل توجد أيات تثبت ان الروح تتقمص أشباح فى الظلام و اذا وجد نور تتشتت؟ ما مصلحة الروح ان تتقمص و تزعج الناس؟ اذا كان الروح فى البيت و أهل البيت قرائب و أحبابها فلماذا تتقمص لهم و تزعجهم؟ فما الحكمة و الهدف و المصلحة من كل ما سبق؟

خلصنا من اليوم الثالث أعطيت الروح عند بعض الناس فرصة لاربعين يوما تبقى مثل المسيح ما صعد فى اليوم الاربعين! ثم أعطيت فرصة الى مدى الحياة. قيل ان الروح تتمم ثم تقدر ان تخرج و تتجول, كيف تتجول و قد أنتهت فترة أختبارها على الارض و أنتهت, كيف تعيش على الارض مرة أخرى و تجول فيها و كيف تدخل كما يقولون فى شجر و فى بحر و فى أنسان و فى حيوان؟! قيل أيضا ان أرواح بشرية نجسة تكون أرواح زانية و تريد ان تكمل زناها بعد الموت فتدخل فى جسد زانى و تتزوج به و عن طريقه تخطىء!! يقولون ان الروح بعد أن تخرج من الجسد “أعمالها تتبعها”, نحن نقول نعم ولكن أعمالها تتبعها تخيفها و ليس تتبعها تكملها!! فالقاتل يرى أمامه جريمته و المنظر المفزع للجريمة و يجد كل خطاياه تتبعه فيكون خائف كيف يذهب الى مصيره الابدى و كل أعماله تلك تتبعه. تتبعه اى تزعجه و اى تذكره بأثمه و تكون خطيته أمامه فى كل حين تجلب له الخوف و الاضطراب و القلق و الانزعاج على مصيره الابدى و ليس انها تتبعه فيكمل فى الخطية! فهل ليست كفاياة الخطية حتى مات ثم بعد موته أيضا يكمل!! لا يوجد فى الكتاب المقدس أطلاقا اى قصة عن روح بعد ان توفى كانت تجول لتصنع شرا فى الارض و تزيد شرا على شرها, نحن نسمع فى قصة الغنى و لعازر أنا الغنى كان خائف على أقاربه و يطلب لهم خيرا أنهم لا يقعوا فيما وقع فيه. فكم بالاولى الذى بعد ان يموت يريد ان يكمل الشر الذى كان يصنعه. يقال ان الروح النجس ان النجاسة غير معناها العام ان يكون معناها خطيئة الزنى او الشهوة بوجه خاص و الشيطان ليس له جسد فتكون تلك معناها خطية الزنى!! من قال هذا الكلام, الكتاب المقدس قال “نجسوا سبوتي” حزقيال 20: 13 فهل السبوت لها جسد او زنى و لكن كون انها لم تقدس السبت تكون نجست السبوت و الناس الذى يقول عنهم ” نجَّسوا هيكل قدسك ” مزمور 79: 1 اى قدموا عليه ذبيحة غير طاهرة فهل الهيكل يزنى هو أيضا!! الكلمة الخاطئة قيل انها تنجس فى ” ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان” متى 15: 11 اذا الكلمة الخاطئة أعتبرت نجاسة فليس ضرورى ان النجاسة مرتبطة بالزنى و لكن الخطية عموما نجاسة. فلا يمكن ان نتصور ان روح الانسان بعد ان يموت تبحث لكى تكمل شرا أخر و لا يوجد مثال واحد فى الكتاب المقدس يوحى بهذا. بل قيل ان الناس بينما يقتربون من الموت يتوبون وهم يخافون على مصيرهم و ليس بعد ان يحدث الموت يرتكبوا خطيئة أخرى, ما هى الامكانيات التى تعطى للروح لكى تخطىء بعد الموت. الشيطان ماذال يخطىء لان فترته لم تنتهى و لكن الانسان فترة أختباره تنتهى عند الموت و أريد أن أكرر لكم أيضا الاية التى قلتها من قبل ” كما وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة” عبرانيين 9: 27 فالموت مرة و لا يعود ثانيا ثم بعد ذلك الدينونة. البعض الذين يعتمدون على الكتاب المقدس يأتوا أيليا و يوحنا بأن يوحنا أخذ روح أيليا كما لو كانت أعادة تجسد لأيليا فى جسد يوحنا و يأتوا بقصة المولود أعمى عن ” من أخطأ: هذا أم أبواه” يوحنا 9: 2 و يأتوا بمسئلة الروح النجس فى ” متى خرج الروح النجس من الإنسان، يجتاز في أماكن ليس فيها ماء يطلب راحة، وإذ لا يجد يقول: أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه. فيأتي ويجده مكنوسا مزينا. ثم يذهب ويأخذ سبعة أرواح أخر أشر منه، فتدخل وتسكن هناك، فتصير أواخر ذلك الإنسان أشر من أوائله ” لوقا 11: 24-26 فيقولون ان الروح النجس هو روح أنسان و انه خرج من الجسد؟ ما بيت الروح هو الجسد الذى مات فيرجع الى بيته يجده أكله الدود, فهل تدخل السبع أرواح فى الدود؟!

الأرواح جـ3 09 02 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

الأرواح جـ1 26 01 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث
محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث