إنبثاق الروح القدس 27 10 1987 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

أعتقاد الكنيسة القبطية هى ان الروح القدس منبثق من الاب وهذا هو المكتوب فى قانون الايمان وكان ممكن ان نكتفى بهذا او نضيف اليه قول السيد المسيح ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي” يوحنا 15: 26 فقال من عند الاب ينبثق و لم يقول من الاب و الابن. لكن الاخوة الكاثوليك أضافوا عبارة “والابن” لتكون ينبثق من الاب و الابن. بينما فى القانون السابع من قوانين مجمع أفسس المسكونى نص على أنه “لا يجوز أضافة اى شىء لقانون الايمان” ولكن الذى حدث أن هذه الاضافة “والابن” أصبحت عقيدة فى الكنيسة الكاثوليكية منذ بداية القرن الحادى عشر ومع ان البروتستانت أختلفوا مع الكنيسة الكاثوليكية فى أشياء كثيرة الا ان تلك العبارة أستمرت معهم أيضا.

قانون الايمان ضد هذا الامر و قانون الايمان ضد هذا الامر وأضافة حديثة فى القرن الحادى عشر ونرى ما يعتمدوا عليه و نرد عليه.

للاسف ان هذا الموضوع قد نشأ مبكرا عن هذا الامر قيل انه بدأ فى مجمع توليدو بأسبانيا سنة 589 م وهذا المجمع لم يحضره أساقفة الشرق ولم يوافقوا عليه ومات هذا الموضوع ثم بعض باباوات روما رفضوا هذه الاضافة ومن أشهرهم “ليو الثالث” كتب قانون الايمان القديم النيقاوى على لوحين باللغة اللاتينية و اللغة اليونانية وقال لا أستطيع ان اغير فى تعليم أبائى و رفض و أستقر الامر فى هذه العقيدة فى عهد بنديكتوس الثامن فى سنة 1014 م وكان من نتائجه ان الروم الارثوذكس أنشققوا واصبحوا مختلفين مع الكنيسة الكاثوليكية الى يومنا هذا لانهم لم يقبلوا أضافة ان “الروح القدس منبثق من الاب و الابن”.

بل أتذكر حينما حضر هنا أحد البارزين فى مؤسسة Pro Oriente بالنمسا – مؤسسة أسسها الكاردينال Franz König لتحسين العلاقات بين الروم الكاثوليك  وبين الكنائس الارثوذكسية الشرقية الخلقدونية و الكنائس الارثوذكسية غير الخلقدونية – و القى عليكم محاضرة وانا قلت له عن الاختلافات و جاءت أنبثاق الروح القدس من الاب و الابن أن أحد الاباء الكاثوليك اليونانيين قال ونحن أيضا كاثوليك نرفض هذا الامر وكان الاب عيد او الاب مظلوم لا أتذكر من الذى تكلم. اذا حتى الكاثوليك ال Greek لا يقبلوا هذه الاضافة  وعملت اشكالات و أنشقاقات و مشاكل وما الذى استفادوه من كل هذا لا أعرف؟؟ الكتاب لا يقول هذا. بدأت بعد ذلك عدة صياغات فى الموضوع: صياغة صريحة تقول ان الروح القدس منبثق من الاب و الابن و صياغة معدلة تقول منبثق من الاب بالابن و صياغة ثالثة تقول منبثق من الاب و يمنح بواسطة الابن كمحاولات و ظلت تلك المحاولات غير مقبولة من الارثوذكس.

ما الاثباتات التى يضعها الكاثوليك فى هذا الامر ونحاول ان نناقشها:

* الاثبات الاول قول المسيح فى ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي” يوحنا 15: 26 فكون انه قال أرسله أنا اليكم اذا يفكروا انه منبثق من الابن.

* ” لكني أقول لكم الحق : إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم” يوحنا 16: 7 فقالوا هنا المسيح يقول أرسله اليكم.

* ثم قالوا ان السيد المسيح نفخ فى وجوه التلاميذ ” ولما قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس” يوحنا 20: 22 اذا هو الذى يعطى الروح القدس اذا الروح القدس منبثق منه.

* أنه فى “كل ما للآب هو لي ” يوحنا 16: 15 و مادام للاب ان يبثق الروح القدس يكون للابن له ان ينبثق الروح القدس منه.

* كذلك فى ” ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم” يوحنا 16: 14 وبما انه يمجده و ياخذ مما لى اذا هو منبثق منه.

* كون انه يسميه روح الحق فى (يوحنا 14: 17 و يوحنا 15: 26 و يوحنا 16: 13) و السيد المسيح تسمى بالحق اذا هذا روحه هو و مادام هو روحه اذا منبثق منه.

*الرأى الاخير الذى لا يستحق مناقشة من الاساس أنهم يأخذوا أية “كل شيء به كان” يوحنا 1: 3 وبما ان كل شىء به كان اذا الروح القدس به كان و يكون منبثق منه و كأن يعتبروا الروح القدس مخلوق!!

الرد على تلك النقاط:

النقطة الاولى ان السيد المسيح يقول “سأرسله أنا إليكم” هنا يبدو وجود خلط خطير بين الارسال و الانبثاق, فالروح القدس منبثق من الاب منذ الازل لان الله موجود منذ الازل (الاب – الابن – الروح القدس) و الابن مولود من الاب منذ الازل و الروح القدس منبثق من الاب منذ الازل. اما كون ان السيد المسيح يرسل اليهم الروح القدس فى يوم الخمسين فهذا أرسال محدد بزمن معين هو يوم عيد البنتكسطى ولا علاقة له بالوجود الازلى الذى هو قبل كل الدهور وقبل الزمان و قبل الخليقة و قبل الرسل و قبل العنصرة. فكل الايات الخاصة بالارسال هى خارجة عن الموضوع تماما ده مثل عندما تقول مثلا “ان فى ملىء الزمان أرسل الاب أبنه مولودا من امرأة” فهو هنا أرسله فى ملىء الزمان لكن الابن موجود فى الاب منذ الازل فهذه ليس لها علاقة أبدا. فهنا خلط بين الارسال و الانبثاق و مع ذلك لو أكملنا الاية فى ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي” يوحنا 15: 26  بمعنى هو ينبثق من الاب و أنا أرسله اليكم فى اليوم الخمسين, أرسله اليكم اى يعمل معكم عمل وليس لسه سيوجد او لسه سينبثق او لسه سيخرج من الاب. أيضا هناك تعبير جميل جدا هنا ” ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم” فهو يقول سأرسله بصيغة المستقبل فهل الروح القدس لم يكن أنبثق بعد؟؟؟؟ لكن عندما تكلم عن الاب قال ” الذي من عند الآب ينبثق” لا تكلم عنه فى الماضى انه أنبثق فى الماضى ولا تكلم عن المستقبل انه سينبثق فى المستقبل أنما تكلم بأسلوب الحاضر لان الانبثاق له ديمومة اى دائم موجود فى الماضى و الحاضر و المستقبل. لان الذى يقول انه سيرسله يوم الخمسين ما الروح القدس موجود من قبل الخليقة؟ ” كانت الأرض خربة وخالية، وعلى وجه الغمر ظلمة، وروح الله يرف على وجه المياه” تكوين 1: 2 اذا روح الله كان موجودا من قبل ان يقول الله “وقال الله: «ليكن نور»، فكان نور” تكوين 1: 3 فهو منذ الازل. روح الله الذى كان يحل على الانبياء او الناطق فى الانبياء ما هو موجود منذ قبل الخمسين؟ وقبل العنصرة و قبل هذا الارسال؟ وجود الروح القدس منبثقا من الاب أمر أزلى فوق الزمن وقبل الزمن ولا علاقة له بالزمن و ليس انه سيرسله يوم الخمسين هذا يدل على عدم فهم خطير بين الارسال و الانبثاق. مع ذلك نجد قديسا مثل القديس يوحنا ذهبى الفم و كذلك كيرلس الكبيريقول ان الذى أرسله الابن هو مواهب الروح لان الروح القدس بلاهوته  موجود فى كل مكان فلا يرسل من مكان لمكان!! لكن بمعنى ستعمل فيكم مواهبه او قوته ولذلك فى “فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي” لوقا 24: 49 وفى ” لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم” أعمال 1: 8 اذا الروح القدس حل بقوته و بمواهبه و بعمله لان الحلول الاقنومى لم يتم أطلاقا الا فى بطن السيدة العذراء, فكلمة حلول أقنومى بالنسبة للبشر تعتبر هرطقة. لذلك القديس يوحنا ذهبى الفم فى مناقشة لهذا الامر يقول “هناك فرق بين القوة الممنوحة و الروح المانح” فأنتم ستأخذون قوة متى حل الروح القدس عليكم و مواهب الروح تحل عليكم. القديس أمبروسيوس فى مناقشته للارسال قال تعبير جميل جدا أخر ” الابن أرسل للروح القدس و الروح القدس بيرسل الابن, ثم أتى “السيد الرب أرسلني وروحه” أشعياء 48: 16 ليستدل على هذا وفى” روح السيد الرب علي، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب” أشعياء 61: 1″ فالعمل المتبادل بين الابن و الروح القدس لا يعنى ان الروح القدس منبثق من الابن. فى وقت العماد حل الروح القدس على السيد المسيح (الابن). عملية الارسال من وقت لاخر تدخل فى حدود الزمان و فى  حدود معينة, أما العلاقة بين الاقانيم الثلاثة فهى علاقة أزلية قبل البشريية و قبل الكون و قبل الخليقة.

سؤال: هل يوجد تميز بين الاب و الابن اننا نقدر ان نقول ان الروح القدس منبثق من الاب فقط؟؟

كيف لا يوجد تمييز بين الاب و الابن!! سأقول لك مثل  المشهور الذى نقوله فى مسئلة الثالوث نقول (مثل النار والكتاب يقول ” لأن الرب إلهك هو نار آكلة”” تثنية 4: 24 فالنار تتولد منها حرارة و ينبثق منها نور, اذا النور و الحرارة هما الاثنين خارجين من النار. فالاب هو المصدر يخرج منه العقل الكلى الذى يدير الكون و يخرج منه الروح الكلى الذى يعطى الحياة للكون, كلاهما العقل و الروح خارجان من ذات الاب. هذا هو الفهم الصحيح الذى نفهمه للثالوث. لكن لا نقدران نقول منبثق من الاب و الابن فروح الله منبثق من عقل الله و من ذات الله!!! كلام لا يعقل حتى من الفهم اللاهوتى لا يمر).

* فى المعمودية انت تولد ميلاد جديدا بالروح القدس ولا علاقة لها بالاقنوم فأنت لم تثبت فى الاقنوم. أنت لو أتحدت بأقنوم الروح القدس اذا لا يمكن ان تخطىء اطلاقا, لانك صرت متحدا باللاهوت. لو أتحدت باللاهوت أتحادا أقنوميا تصير قادر على كل شىء و تكون موجود فى كل مكان وهذا مستحيل!!! أنما الروح القدس يعمل فى الاسرار المقدسة و يعطى مغفرة و يعطى ولادة جديدة و يعطى كهنوت و يعطى أتحاد فى الزواج و يعطى شفاء للمرضى فهذا ما يحدث لكن أتحاد أقنومى ان الانسان أتحد باللاهوت أقنوميا يكون صار اله و نحن لم نصير الهة.

* الروح القدس فى العذراء لم يتحد بها هى أقنوميا لكنه أتحد بأبنها أقنوميا, فالاتحاد الاقنومى بداخلها مع الابن وليس مع العذراء. الاقنوم نفسه كان بداخل العذراء يخلق جسد من العذراء بدون زرع بشر و متحد بالابن لكن لا يعنى انه العذراء أتحدت بالروح القدس, لكن هنا كيف صنع جسد للسيد المسيح بدون رجل؟؟ فالروح القدس أوجد جسدا. الروح القدس بلاهوته و أقنومه أوجد جسدا.

النقطة الثانية الاية التى تقول “كل ما للآب هو لي ” يوحنا 16: 15 ليس معناها الصفات الاقنومية, انما بمعنى الصفات الالهية الجوهرية. أى ان الاب له الازلية فيكون الابن له الازلية, الاب موجود فى كل مكان الازلية فيكون الابن موجود فى كل مكان, الاب قادر على كل شىء فيكون الابن قادر على كل شىء. بمعنى ان كل الصفات اللاهوتية التى للاب هى للابن, لكن لو كانت كل الصفات الاقنومية يكون الابن صار ألاب فيكون زال التمايز الاقنومى فنكون دخلنا فى هرطقة سابيليوس الذى قال (لا يوجد فرق بين الاب و الابن و الروح القدس, الله مره يكون أب و مرة أبن و مرة روح قدس). فكل ما للاب هو لى من جهة الصفات الالهية الخاصة باللهمثل أزلى – غير محدود – غير متغير – بسيط – قادر على كل شىء تلك النقط الموجودة باللاهوت النظرى ولكن ليس معناها الصفات الاقنومية. الصفات الاقنومية متميزة فالال مثلا هو الذى يلد الابن و هو الذى يبثق الروح القدس و لا نقدر ان نقول ان الابن له الولادة و له بثق الروح القدس, فالابن هو اللوغوس لا نقدر ان نقول ان الروح القدس صارت لوغوس و الاب صار لوغوس!! فكل أقنوم له صفاته المتميزة التى تجعل هذا أب و هذا أبن و هذا روح قدس. فكل ما للاب هو لى لا تعنى ان له أقنومية الاب, فيكون تمايز الاقانيم ضاع ونكون وقعنا فى هرطقة سابيليوس. كما ان لو أعتبر ان كل ما للاب هو لى و الاب ينبثق منه الروح القدس و يكون الابن  ينبثق منه الروح القدس يكون فى هذه الحالة كأنه جعل الاب و الابن فى درجة عليا و الروح القدس غير مساوى فيكون أقل منهماو هنا يدخل فى هرطقة مقدونيوس التى تنكر لاهوت الروح القدس. اذا لم نؤمن بالتمايز الاقنومى اذا نؤمن بالتوحيد بدون التثليث مادام كله واحد مثل بعضه فلماذا نقول أب و أبن و روح قدس؟ لان لكل أقنوم له خواص أقنومية تميزة. أيضا اذا قال ان كل ما للاب هو لى اذا نقول كل ما للاب هو للروح القدس أيضا, الاب له الازلية و الروح القدس له الازلية, الاب قادر على كل شىؤ و الروح القدس قادر على كل شىء, الاب فى كل مكان و الروح القدس فى كل مكان, الاب غير متغير و الروح القدس غير متغير فالصفات الالهية هى هى بالاقانيم الثلاثة.

* روحنا ليست هى روح الله و لذلك ممكن ان روحنا ان تخطىء و نحن نقول فى القداس “طهر نفوسنا و أجسادنا و أرواحنا” فاذا كانت أرواحنا هى أرواح الله فيطهرها لماذا وهل تحتاج لتطهير؟ فى الاجبية أيضا نقول “نجنا من دنس الجسد و الروح” فلو روحنا هى روح الله هيكون بها دنس؟ لو كانت روحنا هى روح الله فالبشر الذين سيلقوا فى جهنم فهل روح الله تحرق!!

* المسيح قال ” متى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي” يوحنا 15: 26 وفى وقت أخر قال “وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد” يوحنا 14: 16 فحتى فى الارسال الاب الذى يرسل بطلب من الابن.

النقطة الثالثة يقولون ان السيد المسيح نفخ فى التلاميذ وقال ” ولما قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس” يوحنا 20: 22 أيضا نفس الوضع نقول انه نفخ فى تلاميذه فى حدود الزمان قبل يوم الاربعين و قبل يوم العنصرة لكن ليس معناها أنبثق الروح القدس منه عندما نفخ فى وجوه تلاميذه, عندما نفخ فى وجوه تلاميذه أعطاهم سلطان الكهنوت و أعطاهم سلطان المغفرة هذا ما أخذه التلاميذ و لكن الروح القدس موجود قبل ان ينفخ فى تلاميذه و ينطبق هنا نفس الكلام الذى قيل عن الارسال. أيضا هو لم يعطيهم أقنوم الروح القدس بل أعطاهم سلطان من الروح القدس و أعطاهم سلطان المغفرة و سلطان الحل و الربط و سلطان الكهنوت و لو كان أعطاهم نفس الروح فماذا أخذوا اذا فى يوم الخمسين؟ فهنا أعطاهم سلطان الكهنوت و كل ما أعطاه لهم ليس له علاقة بأنبثاق الروح القدس منذ الازل فكلها مسئلة مواهب و لا تنسوا أيضا انه كما أعطاهم الروح القدس يوم الخمسين أعطى الرسل ان يعطوا الروح القدس للاخرين, فكان بوضع أيديهم يحل الروح القدس على الناس , فهل هنا يعطوا الاقنوم؟؟!! يعطوا عمل ومواهب الروح القدس وهذا واضح فى أيمان السامرة فى أعمال 8 و أيمان أفسس فى أعمال 19 فلم يكونوا يعرفوا عن الروح القدس فلما وضعوا ايديهم حل الروح القدس عليهم. كما قال القديس يوحنا ذهبى الفم “أحيانا تسمى الموهبة روحا” مثلما موجود فى “يحل عليه روح الرب ، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب” أشعياء 11: 2 فسمى الحكمة روحا و المعرفة روحا. على كل الحالات لابد ان نعرف ان الانبثاق أزلى و نفخة المسيح فى التلاميذ تمت فى حدود الزمان و أعطائه للروح القدس للتلاميذ فى حدود الزمان و أرساله للروح القدس ليحل عليهم فى حدود الزمان فتلك النقطة تحل أشياء كثيرة.

النقطة الرابعة هى روح الحق والابن هو الحق اذا هو ينبثق من الابن, نقزل ان روح الحق هو نفسه الاب و هو روح الابن و هو أقنوم الروح فى الثالوث القدوس فلا علاقة لها بأنه يكون منبثق من الابن. صحيح ان الابن سمى بالحق و قيل “تعرفون الحق، والحق يحرركم” يوحنا 8: 32 وفى “أنا هو الطريق والحق والحياة” يوحنا 14: 6 ولا نستطيع ان ننكر ان الروح القدس هو روح الابن كما هو روح الاب و لكن رغم انه روح الابن الا انه ليس الابن مصدره, هو أقنوم الروح فى الثالوث القدوس.

النقطة الخامسة ” ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم” يوحنا 16: 14 فمون الشهادة متبادلة بين الاقانيم الثلاثة ولا تدل على الانبثاق, فالاب شهد للابن وقت العماد  و وقت التجلى بحسب “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت” متى 3: 17 وفى متى 17: 5 وفى مرقس 9: 7 وفى لوقا 9: 35 وفى بطرس الثانية 1: 17 و الروح القدس شهد للمسيح عندما حل عليه وقت العماد و التمجيد متبادل بين  الاقانيم الثلاثة ولا يدل ان هذا أكبر او ان هذا أصغر. فأن قال ذاك يمجدنى فهل تعنى انه منبثق منى؟؟!! غير ممكن لانه قال “مجدني أنت أيها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم” يوحنا 17: 5 فكون ان الاب يمجده فهل معناه انه أقل منه او منبثق منه؟؟!! مستحيل وقال “أيها الآب مجد اسمك. فجاء صوت من السماء: مجدت، وأمجد أيضا” يوحنا 12: 28 فهل هنا تعنى انه أقل؟ شهادة كل أقنوم للاخر لا تعنى الانبثاق.

لابد ان نعرف ان الاقانيم الثلاثة أقانيم متساوية ولا يوجد أقنوم أكبر و أقنوم أصغر. عبارة يأخذ مما لى ويخبركم لها عدة معانى:

لان أقنوم الابن هو أقنوم المعرفة وهو أقنوم العقل فيأخذ مما لى و يخبركم.

يأخذ مما لى و يخبركم: اى يأخذ الكلام الذى قلته لكم و يذكركم به.

يأخذ مما لى و يخبركم: فى المغفرة يأخذ من أستحقاقات دم المسيح و يخبركم ان خطاياكم قد غفرت.

يأخذ مما لى وقت العماد و يخبركم بأنكم نلتم ولادة جديدة.

هذا لاجل العمل الذى عمله السيد المسيح و ايضا قال بعض الاباء ان السيد المسيح  قد مدح فى الروح القدس مديح كبير جدا فلئلا يظن التلاميذ انه أعظم منه كما قال ” لأن أبي أعظم مني” يوحنا 14: 28 لذلك قال هذا يمجدنى و يأخذ مما لى و يخبركم, و حتى عبارة يأخذ مما لى و يخبركم تعنى ان الروح القدس ليس روح غريب بل هو روحه هو, اى لن أرسل لكم روح غريب. كما قال القديس يوحنا ذهبى الفم “ان المسيح قال يأخذ مما لى و لم يقول يأخذ منى” فمما لى و ما لى أخذته من الاب فيكون يأخذ من الاب. أيضا تعطينا فكرة عن قدسية كلام الرسل و وحيه, لان الرسل الروح القدس أعطاهم فالناس الاجانب يميزون بين كلام الروح القدس و كلام المسيح فقال لهم لا ان كلام الرسل الذى الروح القدس أعطاهم هو نفسه كلامى فأخذ مما لى و أعطاكم.

كل شىء به كان تلك لا تحتاج لرد لانه بيقولوا ان الروح القدس هكذا مخلوق بينما هو هنا يتكلم عن الخليقة.

الأجبية 03 11 1987 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

28ـ كونوا لطفاء 9ـ11ـ2011 2011 - عظات يوم الأربعاء فيديو - البابا شنودة الثالث

محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث
محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث