أسئلة متنوعة جزء 2 26 04 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

س 1: هل السيد المسيح له روح أنسانية و كيف نرد على من يدعى عدم وجود روح انسانية له؟

ج: قامت هرطقة قديما اسمها هرطقة سابيليوس و كان يقول ان السيد المسيح لا يحتاج لروح أنسانية لانه حى باللاهوت و حكمت الكنيسة بأن هذا القول هرطقة لان اذا كان السيد المسيح ليس له روح بشرية لا يكون ناسوته ناسوتا كاملا ولا تكون له نفس طبيعتنا البشرية. فهو شابهنا فى كل شىء و أخذ طبيعتنا تماما جسدا و نفسا و روحا و غير ذلك لا يكون من نسل أدم و حواء و لا يكون له طبيعة بشرية و نحن نقول اننا نؤمن انه كامل فى لاهوته و كامل فى ناسوته و هذا الرد على من يقول انه غير محتاج لروح بشرية و انه يكون حى باللاهوت فمعنى ذلك انه ليس انسان كامل و تكون “انه شابهنا فى كل شىء ما خلا الخطية” تكون غير منطبقة.

س 2: قال أحد الاباء الكهنة فى أحدى الكنائس انه يفضل ان الشخص يتناول فى الكنيسة التى بها أب أعترافه, فأذا كان أب الاعتراف ليس فى كنيسة معينة او أحد الرهبان فكيف أنفذ هذا الكلام فى حين ان هذه أقرب كنيسة الى منزلى و أخاف على التقدم للتناول منه لئلا يحرجنى؟

ج: هو الانسان ممكن يتناول فى اى كنيسة طبعا و غير مقيد انه يتناول فى الكنيسة التى بها أب أعترافه و الكلام الذى يقوله الاباء الكهنة هذا رأى شخصى و تفضيل شخصى منه, لكن ليس قانون كنسى او نظام كنسى. انت من حقك تتناول فى اى كنيسة تعجبك. لا يقدر الكاهن ان يقول ان اى شخص يتناول منه لابد ان يكون بيعترف لديه يكفى انه يكون معترف, اذا دخلت تتناول منه و رفض قول له انا باخد بركة منك يا قدس أبونا فى المناولة من ايدك فسيحرج منك.

س 3: قرأت انه كان من دفعة قداستكم فى الاكليريكية الاستاذ يحى محفوظ فمن هو هذا فهل ترهبن ام رسم قسا و بأى اسم و فى اى مكان؟

ج: الاستاذ يحى محفوظ الذى كان زميلى فى الاكليريكية كان معيدا فى كلية العلوم و غالبا حاليا يكون أستاذ او رئيس قسم و أحيل للمعاش و الذى أعرفه انه لم يرشم كاهن. الوحيد الذى تكرس فى الكهنوت و الرهبنة فى دفعتى هو بصراحة انا. فيحى محفوظ استمر كأستاذ بكلية العلوم و سليمان نسيم مازال كما تروا انه فى معهد الدراسات القبطية لم يترهبن او رشم قسيس و جرانت خليل أخو نيافة الانبا دوماديوس مازال جرانت خليل و محفوظ اندراوس ربنا ينيح نفسه عمل بوزارة التربية و التعليم و أحيل الى المعاش و انا استفدت به انه يكون وكيل الكلية الاكليريكية فى أسكندرية و تنيح فلم يتكرس اى منهم للرهبنة او للكهنوت للاسف.

س 4: هل فى علم الله السابق ان هذا الطفل سيصير راهبا او متزوجا ام اعمال الانسان هى التى تجعل الله يعرف ما يصير اليه مستقبلا؟

ج: بالنسبة لله لا يوجد شىء اسمه ماضى و حاضر و مستقبل فتلك الحدود الزمنية لدينا نحن لكن الله منذ الازل لديه صورة الكون كله و ما سيحدث لنهاية الدهور, فمثلا الذى سيحدث سنة 2000 م شايفه الله قبل خلقه العالم بالنسبة لنا مستقبل بالنسبة له ماضى لانه شافه من قبل حدوثه و كله امام الله ماضى, مثل مرة تكلمت على ماضى فى بيتين من الشعر قلت فيهما الاتى:

ما حياتى غير امس عابر .. هى امس كلما طال الامد

ان يومى هو امس فى غد .. وغدى يصبح امس بعد غد

بالنسبة لربنا كله أمامه واضح يرى غدا و بعده الى اخر الدهور و عارف الانسان ماذا يكون و لكن الانسان هيكون (راهب- متزوج – جيد – سىء) سيكون هكذا بأرادته الخاصة و بكامل حريته فمعرفة الله لا تعنى اطلاقا تدخل الله فى حرية الانسان. مثلما قلت لكم من قبل ان مدرس يعرف ان تلميذ سيسقط فهو لم يسقطه او حكم عليه بالفشل و لكن عارف من مستواه الفكرى و العلمى و عارف ان أخر سينجح بالمثل ليس هو من ينجحه او حكم عليه بالنجاح بل من مستواه الفكرى و العلمى. فالله يعرف دون التدخل فى حرية الانسان, هكذا نفسر عبارة ” أحببت يعقوب وأبغضت عيسو” رومية 9: 13 هذا قبل ان يولدا و قبل ان يفعلا خيرا او شرا فربنا شاف يعقوب ماذا سيكون بكامل حريته و عيسو ماذا يصير بكامل حريته فأحب ما سيكون من عيسو بحريته و أبغض ما يكون من عيسو بحريته.

س 5: هل يوجد فى التقليد ان أدم دفن فى الجلجثة؟

ج: نعم يوجد فى التقليد ما يفيد بذلك فكلمة جلجثة تعنى جمجمة. موجودة بالكتب القديمة تلك المعلومة.

س 6: كيف نتعامل مع بعض الكهنة و الرهبان اذا أكتشفنا انهم مشلوحون و يعملوا فى النصب و السحر؟ ما مدى سلطان الكنيسة عليهم؟ هل ممكن أبلاغ الشرطة؟

ج: واضح جدا, لا تتعامل معاهم ولا تقبل منهم عمل كهنوتى ولا تدعوهم للدخول فى بيتك و ان استطعت تمنع الناس عنهم أمنع. أحد هولاء الكهنة المشلوحين اعلنا عن شلحة فى الاهرام فرفع علينا قضية فى المحكمة.

الذى يشلح يفعل ما يشاء (يألف كتاب ضد البطريرك – يشتم – يزور الببيوت يهاجم الكنيسة – يمر على الناس انه لا يجد طعام له و لاسرته او يعمل اى شىء) نحن نحتملهم.

المهم الشرطة ما سوف تفعله لو تعرضت لاعتداء ممكن تشتكى فيجوز انهم لا يخافون من الكنيسة لكن يخافون من البوليس.

س 7: السيد المسيح كامل فى لاهوته و كامل فى ناسوته فهل يقصد بكمال الناسوت انه نفس و جسد و روح؟ ما الفرق بين روحه القدوس و روحه الانسانية؟

ج: طبعا تلك احد النواحى انه له جسد و نفس  و روح و ايضا من ضمن كمال الناسوت انه ينمو فى مراحل النمو العادية من طفولة الى صبى الى شباب الى رجولة و لذلك كان يقول “وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح، ممتلئا حكمة” لوقا 2: 40

روحه الانسانية من نسل أدم و حواء و روحه القدوس إلهية هى الاقنوم الثالث.

س 8: ما هى طبيعة الجسد الذى قام بها السيد المسيح و اذا كان جسد نورانى فكيف ظهر فيه اثار المسامير و ما طبيعة الجسد الذى سوف نقوم به؟ بعد القيامة ظهر السيد المسيح للتلاميذ عده مرات فهل صعد للسماء قبل الاربعين يوما و اين كان يوجد؟

ج: الجسد الذى قام به السيد المسيح هو الجسد الذى ولد به السيد المسيح و عاش به طوال فترة تجسده ” الجسد الذى ولد من السيدة العذراء”.

السيد المسيح قام بجسد ممجد و طبعا طبيعة الجسد الممجد لا يأكل ولا يشرب ولا يتعب الى أخره و لكن السيد المسيح بعد قيامته كان يأكل و يشرب, القصة ان السيد المسيح قام بجسد ممجد و لكنه اخفى جزء من هذا المجد لكى يؤمن الناس انه قد قام اى ان بعض أمور استثنائية قد حدثت لاثبات انه قام بمعنى ان القيامة فى معناها هى قيامة الجسد و نحن فى سر المعمودية فى طقس جحد الشيطان نقول “نؤمن بقيامة الجسد” لان الروح هى حية حية لكن الذى يفقد حياته هو الجسد بانفصاله عن الروح فبقيامة الجسد يأخذ الجسد حياة لم تكن له, لكن لو كان مجرد روح يكون الجسد لم يقوم. التلاميذ وقعوا فى هذه المشكلة حينما ظنوا انه روح او خيال فلو ثبت هذا الاعتقاد لديهم ان الذى ظهر لهم هو روح سيكون جسد السيد المسيح لم يقوم من الاموات فتكون القيامة ضاعت فلابد ان يثبت لهم السيد المسيح ان الجسد قام, هم لا يفهموا وجود جسد نورانى فلو تسألهم هذا جسد نورانى ام جسد روحانى هيقولوا لا ده روح فقط و الجسد لم يقوم. لذلك قال لاقديس يعقوب السروجى “ان السيد المسيح قبل صلبه كان يثبت للناس لاهوته بمعجزات و أيات متنوعة و أما بعد قيامته أراد ان يثبت ناسوته” لكى يثبت ناسوته أرانا أمرين لن يكونوا فى الجسد الممجد بالقيامة حاجة منهم انه أكل معاهم طبعا الاكل هذا وضع شاذ وليس وضعا طبيعبا للجسد الممجد و لكن أراد به السيد المسيح ان يثبت ناسوته بأن الجسد قام فعلا و ثانى شىء انه قال ” جسوني وانظروا، فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي” لوقا 24: 39 اذا جسوه و وجدوا اللحم و العظام و بينما الكتاب يقول ” إن لحما ودما لا يقدران أن يرثا ملكوت الله” كورنثوس الاولى 15: 50 اى ان الجسد الممجد ليس الجسد المادى الذى به لحم و عظام و الجسد المادى يحتاج للمادة لكى يعيش بها فيحتاج لاكل و شرب و قيام الجسد كله, فتكون جسونى و اللحم و العظم و الاكل أمامهم كانت أشياء شاذة لا تتفق مع الجسد الروحى أراد بها المسيح أثبات القيامة و بعد ان تثبت القيامة يسلك معهم بالجسد الروحانى. فنتيجة لجهل التلاميذ و عدم أيمانهم و عدم معرفتهم بجسد القيامة و عدم تصديقهم للقيامة الا اذا جسوا و وضعوا صوابعهم مكان المسامير فاستبقى السيد المسيح كل هذا و قال لتوما هات يدك و المس و شوف و كل هذه أوضاع أستثنائية لاثبات قيامة الجسد تنازل السيد المسيح مع ضعفهم الى ان يصلوا الى النضوج الروحى الذى يعرفوا بيه مجد جسد القيامة.

طبعا أول ما صعد كان صعود بالجسد الممجد و أكبر دليل على ذلك هو ان جسد الصعود جسد يقاوم الجاذبية الارضية و يصعد لفوق بينما المادة بثقلها هى أثقل من الهواء فتنزل لتحت. فيكون الجسد الممجد ظهر فى الصعود

و نقول هل الجسد الممجد صار قبل الصعود ام بعد القيامة؟؟ لا هو بعد القيامة بس النواحى الشاذة التى قلتها لكم, بالخروج من المغلق اى ان السيد المسيح خرج من القبر و هو مغلق و الحجر ازاحه الملاك عن باب القبر لكى تثبت رؤية القبر الفارغ و بالتالى حقيقة القيامة و للسماح للنساء برؤية القبر الفارغ و ليوحنا و بطرس يروا القبر الفارغ و للاعلان للعالم ان القبر فارغ ولا يوجد به جسد السيد المسيح و لكن المسيح خرج من القبر و هو مغلق تماما كما الخروج من رحم العذراء و بتوليتها مختومة تماما كما خرج من الاكفان و هى مغلقة عليه فالاكفان كانت حول الجسد كله و كمية كبيرة جدا من الطيب حوالى 100 رطل مع الاقمشة كتله واحدة مثبته لا يمكن انسان يخرج منها الا اذا اتكسرت او اتفتحت باله حادة. فكون ان السيد المسيح خرج من الاكفان و هى مغلقة على جسده دون ان تفتح و يخرج منها فهذا دليل على ان خرج من المغلق. فيكون خرج من القبر المغلق و من الاكفان المغلقة عليه ودخل و خرج من الغرفة المغلقة و كل هذا خاصة بجسد ممجد روحانى. ايضا فى اوقات يروه و اوقات اخرى لا يروه و عدم معرفتهم بمكانه  وفى تلك الفترة لا يأكل او يشرب طبعا و أيضا لو تعاملوا معه بجسد ممجد ما كانوا يستطيعوا ان يتعاملوا بمعنى ان القديس يوحنا الحبيب فى سفر الرؤيا رائه فى شىء من مجده كان وجهه يضىء كالشمس فى قوتها و عيناه كلهيب نار و شعره كالثلج و رجلاه كالنحاس المحمى بالنار و يقول ” فلما رأيته سقطت عند رجليه كميت ” رؤيا 1: 17 هذا هو نفس الشخص الذى كان يتكىء فى حضنه أنبهر من المجد الجبار و لم يستطيع ان يحتمل فنحن ما نستطيع اطلاقا رؤيه الجسد الممجد.

القديس بولس الرسول حينما رأى السيد المسيح فى شىء من نور مجده حصل غشاوة على عينيه ولم يرى و كانت كالقشور فلم يحتمل النور الموجود وهذا شىء من الجسد الممجد. فالمسيح لو ظهر هكذا امام التلاميذ ما كانوا يحتملون فأخفى شيئا من مجد ناسوته و لا أقول من مجد لاهوته.

كان يرينا الجسد الممجد و كيف يكون كما بظهوره مع التلاميذ على جبل التجلى كنور و ضياء لا يحتمله احد لدرجه ان بطرس قال “نصنع ثلاث مظال” و هذا جزء بسيط فمن يحتمل. كلنا نتكلم عن الجسد الممجد و من فينا يستطيع ان يحتمل الجسد الممجد.

الجسد الممجد ليس طبيعة أخرى أنما هو نفس الطبيعة و أضيف اليها مجد. مثل عندما تأتى بحديد محمى بالنار فهو له نفس طبيعة الحديد لكن أضيفت اليه حرارة شديدة تعمل وهج و نور, فالحديد هو الحديد لكن أضيفت له الحرارة و الضوء.

سأريكم نوع أخر من تجلى الجسد الثلاثة فتية فى أتون النار موجودين فى أتون النار و لكن لا يستطيع ان يؤذيهم, فالجسد هو الجسد و الطبيعة نفس الطببيعة  و لكن أخذت لون من المجد وهو انها لا يمكن ان تؤذى بواسطة النار. فصاروا يتمشون فى النار دون ان يكون لها تأثير او أضرار بهم, هكذا المسيح جسده نفس الجسد ولكن أخذ لون من التجلى و لكن لان التلاميذ ما كانوا يحتملون فالسيد المسيح أخفى أشياء من طبيعته القائمة من الاموات بل حتى فى قيامنه كان يخفى حتى طبيعته الجسدية العادية. فأى أنسان يرى شخص قائم من الموت يرتعب فلم يظهر لهم حتى انه نفس المسيح العادى فما بالك بالممجد. فتلميذى عمواس أخفى عنهم حقيقته و كذلك مريم المجدلية و قال لها ” قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل، وهناك يرونني” متى 28: 10 ليعدهم نفسيا و فكريا للمفاجأة. الجسد الممجد للسيد المسيح كيف سنراه؟ سنراه عندما نأخذ جسدنا الممجد. فنقوم بأجساد ممجدة تستطيع ان ترى الجسد الممجد, فطبيعتنا تأخذ شيئا من المجد لكى تستطيع ان ترى شيئا من المجد الذى للسيد المسيح فى مجده فنمتلى شيئا فشيئا و كلما ننمو فى النعمة فى الملكوت و كلما نتعود على الطبيعة الممجدة حينئذ يظهر لنا الرب شيئا من ذاته أكثر و شيئا من مجده أكثر و متى نراه فى كل مجده فهذه هى الابدية. لو أرانا السيد المسيح كل مجده ما كنا نستطيع فطبيعتنا لا تحتمل فنحن أضعف من ان نحتمل هذه الرؤية لا أقصد مجد اللاهوت و لكن حتى مجد الناسوت: تقول لى نحن سوف نصير جسد ممجد؟ صحيح, لكن بولس الرسول عندما تكلم عن الاجساد الممجدة قال” نجما يمتاز عن نجم في المجد” كورنثوس الاولى 15: 41 ليست كل الاجساد الممجدة تكون فى بهاء واحد ولا فى جمال واحد ولا فى أشراق واحد, لهذا من الاشياء الجميلة فى ميامر الشيخ الروحانى ان الشيخ الروحانى فى مره يرسل رسالة لاحد القديسين فى أيامه فقال له انت رجل مريض و قربت أيامك فليت نقدر نشوفك و انت بالجسد لئلا اذا انتقلت و دخلت فى مجدك لا تصبح لدينا القدرة اننا نشوفك ولا نقترب اليك و حاليا نحن فى الارض القمح مخلوط مع الزوان و الشرير مع البار فنرى بعض لكن فى الملكوت جايز تكون فى درجة انا مقدرش اشوفها و لكن انا لا أريد ان أتمادى فى هذا الامر لاننا سنرى الملائكة و أنبياء و قديسين و نرى ربنا نفسه و لكن ليس بنفس الملىء لكل واحد فكل شخص يرى بحسب ما عنده من طاقات روحية.

الأرواح جـ5 04 05 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

تاريخ الكنيسة جـ8 19 04 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث
محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث