الأرواح جـ3 09 02 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

س 1: رفع زوج دعوة طلاق على زوجته و ذلك للفرقة أكثر من ثلاث سنوات و كانا قد تزوجا بالكنيسة القبطية الارثوذكسية: قال أحد المحامين أذا أستطاعت الزوجة أحضار شهادة من الكنيسة الكاثوليكية فأن دعواه سترفض على أساس لا طلاق على الاطلاق فى الكاثلكة فهل هذا صحيح؟

ج: طبعا اذا كان أحد الزوجين كاثوليكى فالمحكمة ترفض دعوى الطلاق. لكن هناك مبدأ قانونى يقول “أن لا يعتد بتغير المذهب بعد رفع الدعوة” اى ان المفروض أثناء تقديم الدعوة يكون أحدهم كاثوليكى و الاخر أرثوذكسى لترفض الدعوى, لكن لو غير المذهب بعد رفع الدعوى لا تصلح. طرق التحايل على هذا الامر هو أن تقدم لهم شهادة بتاريخ مسبق لرفع الدعوى. لكن طبعا مكتوب فى عقد الزواج بينهم انهم الاثنين أرثوذكس و أنا طبعا لا أوافق على اللعب.

س 2: اذا كان المسيح ولد بالروح من العذراء فلماذا حل عليه الروح القدس عند المعمودية مرة ثانية؟

ج: المسيح علاقته بالروح القدس علاقات كثيرة: علاقة أزلية من الناحية الاقنومية أنه ثابت فى الروح و الروح ثابت فيه. علاقة فى ميلاده أن الروح القدس كون جسدا للمسيح فى بطن العذراء بدون زرع بشر لذلك قيل انه ولد من الروح القدس. العلاقة الثالثة هى علاقة أنه مسح للخدمة من الناحية البشرية كما ورد فى ” روح السيد الرب علي ، لأن الرب مسحني لأبشر المساكين، أرسلني لأعصب منكسري القلب، لأنادي للمسبيين بالعتق، وللمأسورين بالإطلاق” أشعياء 61: 1 تلك أرسالية وهذه الارسالية قد تمت فى العماد. نقطة أخرى هى أنه أرسل الروح القدس فى يوم العنصرة للتلاميذ. فالذى حدث وقت العماد ليس له علاقة بالذى حدث وقت الميلاد.

س 3: معروف ان السيد المسيح أخذ ناسوتا كاملا و شابهنا فى كل شىء ما عدا الخطية و هذا الجسد الناسوت هو الذى أهلكه السيد المسيح على الصليب نيابة عن أهلاك جسد أدم؟ فكيف يكون الناسوت الذى أخذه السيد المسيح ممثلا تماما لجسد أدم و كيف تتوافر فيه مواصفات هذا الجسد بالتمام و هو فى هذه الحالة بلا خطيئة؟

ج: عبارة أهلكه نيابة عن جسد أدم تعبير غير مقبول حتى ثقيل على الاذن. نحن نقول بذله و ليس أهلكه. كلمة أهلك كلمة سيئة, حكم على أدم بالموت فمات عنا المسيح و بذل ذاته عنا. ” لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” يوحنا 3: 16 فعملية البذل تعبير أليق.

تعبير الناسوت بالجسد خطىء لاهوتيا, لان الناسوت ليس هو مجرد الجسد فهو جسد و روح و لذلك السيد المسيح على الصليب قال ” يا أبتاه، في يديك أستودع روحي. ولما قال هذا أسلم الروح” لوقا 23:  46 اذا ليس مجرد جسد والا لا يكون المسيح مات, فالموت هو مفارقة الروح للجسد. أذا الناسوت كان ناسوت متكامل, هو يشبهنا فى كل شىء ما عدا الخطية فتقول ان مادام ما عدا الخطية يكون لا يشبهنا!! لا يشبهنا لان أدم عندما خلق كان بدون خطية. فطبيعة أدم ليست معجونة بالخطية و لكن طبيعته أصلا بدون خطية و الخطية دخيله على أدم. أدم عندمت خلق كان على صورة الله و مثاله بلا خطية و لما أخطأ دخلته الخطية فجاء المسيح بالصورة الاصلية التى خلق عليها أدم قبل الخطية ليفدينا, لان لو كان له خطية فيموت عن خطاياه و لكن لانه بلا خطية فيموت عن خطايا البشرية.

س 4: رأيت فى كتاب تاريخ مصر للمؤلف حسن كامل أن داود نقل مزاميره من أغانى و أشعار كان يتغنى بها أحد ملوك الفراعنة فهل هذا صحيح؟ أن كان هذا صحيح يعتبر هذا تناسخ أرواح أم ماذا؟ كيف وصل داود لهذه الاشعار و نقلها؟

ج: المسلمون يؤمنون ان المزامير كتاب ألهى و وحى من الله أما الكلام الذى يقال ان به تشابه ربما بعض ألفاظ من التى وردت فى كلام أخناتون يروا ما يشبهها فى المزمور الكبير 119 او 118 و كون وجود توارد خواطر فى بعض النقاط لا تعنى ان واحد ينقل عن أخر لان ممكن شخص فى مصر يقول يارب أرحمنى و أخر فى أمريكا يقول يارب أرحمنى فلا يقول انت أخذتها منى. تشابه الطلبات ليس لها علاقة بتناسخ الارواح او غيرها. حتى لو شخص أخذ من أخر لا أحد يقول انه تناسخ أرواح لان العلم يصل من مكان لاخر بطرق كثيرة و ليس بتناسخ الروح, توجد أفكار تنقل بالتجارة و الاسفار و الصلة و غيرها. لكن هنا لا يوجد شىء أخذ و أن وجد شىء يشبه أخر فهو توارد أفكار فى الصلاة. كثيرا ما ناس كثيرة تصلى صلوات و الكلام متماثل (يارب نجينى – سهل طريقى – نجينى من أعدائى – يارب أحفظنى) كلها كلام يقوله اى أنسان.

س 5: هل كان يوحنا المعمدان يعرف السيد المسيح حينما جاء ليعتمد منه؟

ج: طبعا كان يعرفه و لولا انه كان يعرفه ما كان يقول له ” أنا محتاج أن أعتمد منك، وأنت تأتي إلي” متى 3: 14 و يوحنا قال ” أنا لم أكن أعرفه، لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء، ذاك قال لي: الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه، فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس” يوحنا 1: 33 و كان يعرفه بدليل أنه أول ما رائه قال ” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” يوحنا 1: .29

س 6: هل جاء السيد المسيح ليوحنا المعمدان ليلا ام وسط النهار و بالتالى كان يوجد جمع؟

ج: لا ليلا ولا وسط النهار بل أول مرة رائه كان فى وقت العماد. اللقاء ليلا كان مع نيقوديموس.

س 7: هل يوجد فى روسيا كنيسة أرثوذكسية؟

ج: لا توجد اى كنيسة قبطية أرثوذكسية بروسيا و لكن الكنيسة الاصلية الوطنية بروسيا كنيسة أرثوذكسية و لكنها على المذهب الخلقدونى فلا تقدر ان تتناول منها. لكن ممكن ان تسافروا الى أرمينيا فهى احدى الولايات الروسية و متفقة مع كنيستنا فى الايمان فهم أرمن أرثوذكس.

س 8: الدكتور أميل ماهر يطلب منا عمل بحث عن السبى أو الخلاص أو مصر فى سفر أشعياء بالبحث فى المكتبات لم أيه كتب او مراجع خاصة بسفر أشعياء و كلما طالبنا من دكتور أميل أفادتنا بأسماء الكتب او المراجع يقول لنا أبحثوا أنتم و نحن عجزنا عن العثور على أى مراجع؟

ج: غير معقول هذا الكلام, نفس العثور على مراجع جزء من البحث. جزء من الخبرة فى البحوث أنك تبحث عن المراجع فتلك خبرة. المكتبة مليئة بالكتب و هناك كتب كثيرة جدا عن أشعياء و كتب كثيرة عن مصر فى الكتاب المقدس, يكفى قاموس الكتاب المقدس هتجد عن السبى كلام كثير و مصر كذلك, كتاب جغرافيا الكتاب المقدس ستجد عن مصر كلام كثير. توجد كتب عن أشعياء بالعربى كثيرة جدا.

الأرواح ج 3

نتابع معكم محاضراتنا عن الارواح و سأرد على بعض الافكار التى وردت فى هذا الكتاب “العودة الى التجسد” للدكتور رؤوف عبيد من مشاهير علماء الروح فى مصر و كان وكيل كلية الحقوق فى وقت من الاوقات, طبعا النواحى التى يتكلم بها فى علم الروح سأتركها الان و سأتحدث فى باب “العودة الى التجسد” Reincarnation :

يبدأ فى الاصول الهندية و الاغريقية  للعودة الى التجسد ولا يوجد لدينا مانع عن هذا لكن ما أريد ان أتناوله الفصل الثانى “العودة الى التجسد فى المسيحية” علماء الارواح يقولون أن هناك وجود سابق للروح الذى يسمونه Pre-Existence فهو يريد أن يثبتها من أيات من الكتاب المقدس. فيقول فى صفحة 57 من الكتاب

” من هذه النصوص الدينية ما ورد فى سفر التكوين 25: 23 كلام الرب لرفقة ” فقال لها الرب: في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان: شعب يقوى على شعب، وكبير يستعبد لصغير”. وهذه كانت نبوءة الروح عن ميلاد ولديها.. ويمكن أن يُقال في تفسيرها أن الروح استطاع معرفة مستقبل ولديها، مِن معرفة ماضيهما فيما سبق لهما من تجسدات”!!

بالطبع الكتاب المقدس لم يذكر هذا الكلام نهائيا, لكن كون ان الله يعرف المستقبل فالله فى معرفته للمستقبل لا يحتاج واسطة, معرفته ان يعقوب سيسير مع الله و عيسو ليس مع الله فلا يعنى هذا أطلاقا انه عرف طبيعتهم من تجسدات سابقة. فالكاتب يحمل النص فوق ما يحتمل ولا يمكن لاحد أن يقول ان هذا الكلام نأخذ منه هذه النتيجة. مستحيل فالله يعرف كل شىء و كثيرا ما أختار الله ناس من بطون أمهاتهم فهو عارف و كاشف للمستقبل و لكنها لا تعنى معرفة تجسدات سابقة.

ثم يقول الكاتب ” عن أمثال 8: 22-23 ” الرب قناني أول طريقه، من قبل أعماله، منذ القدم. منذ الأزل مسحت، منذ البدء، منذ أوائل الأرض” فهذه نبوئة عن السيد المسيح و فى رد القديس أثناسيوس على أريوس الرد فى هذه الاية أخذ حوالى 30 صفحة فهى معروفة قديما انها نبوة عن السيد المسيح, لذلك يقول منذ الازل مسحت، منذ البدء فطبعا الازل لا يمكن ان ينطبق الا على الله وحده و الدليل على هذا باقى الايات ” لما ثبت السماوات كنت هناك أنا… كنت عنده صانعا ” أمثال 8: 27-30 لا يمكن بشرى يقول عن نفسه انه صانع السموات و لكن يقولها الذى ” كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان ” يوحنا 1: 3 فلما ثبت السموات كان الابن عنده صانعا، لان الله صنع السموات بفكره و عقله و علمه بأقنوم المعرفة الذى هو الابن. هكذا الاب خلق السموات و الارض بالابن فهذا الذى به صنعت العالمين الى أخر هذه الايات فيقول “أذا أخذنا هذه الاقوال على أنها مجرد أبيات من شعر غامض لفقدت معناها، لكننا لو أخذنا معناها على أنها تمثل روح الانسانية تتحدث عن مصدرها الخاص عن طريق ذاكرتها الغير شعورية” هل أحد يقول أن روح منذ الازل تكون روح أنسانية؟! وكان صانعا للسموات هذه روح أنسانية و يتذكر فى الذاكرة الغير شعورية!! و يكمل و يقول “أن كل سطر فيها يعطينا معنى منطقيا بما فيها تطلعاتها الحارة الى فرحاتها القديمة فى الابدية فى كنف خالقها قبل ان تتجسد على الارض و لهفتها على ان تستعيد مكانتها القديمة” بالطبع الابن لم يكن مخلوقا و موجود منذ الازل و ليس روح أنسانية تعود للتجسد، الكلام للكاتب لا يتفق نع الفكر اللاهوتى أبدا.

ثم تكلم عن سفر أرميا ” قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك” أرميا 1: 5  وقال “وهنا أيضا يمكن ان يقال أن معرفة الوحى لارميا قبل ان يصور فى البطن و يخرج لعالم المادة كانت هى العامل الاول فى أختياره نبيا للشعوب، أى بسبب ماضيه النقى الناصع فى تجسداته السابقة”. بالطبع الله عارف مستقبل كل أنسان قبل أن يوجد و قبل أن يخرج من البطن، معرفة الله للمستقبل لا تبنى على معرفة بتجسدات سابقة، أدم لم يكن له تجسدات سابقة فربنا كان يعلم انه سيخطىء و انه سيخلصه و كل شىء. هذه الايات لا يمكن ان تؤخذ دليلا على شىء.

ثم يأخذ تأمل بولس الرسول فى الاختيار فى رومية 9: 11-14  عن يعقوب و عيسو ” لأنه وهما لم يولدا بعد، ولا فعلا خيرا أو شرا، لكي يثبت قصد الله حسب الاختيار، ليس من الأعمال بل من الذي يدعو. قيل لها: إن الكبير يستعبد للصغير. كما هو مكتوب: أحببت يعقوب وأبغضت عيسو. فماذا نقول؟ ألعل عند الله ظلما؟ حاشا” فيقول “هنا أيضا قد يقال ان الله أحب يعقوب وأبغض عيسو قبل ان يولدا على الارض من جديد لانه يعلم ماضى يعقوب و ماضى عيسو”. لا هو ليس لانه يعلم الماضى بل لانه يعلم المستقبل و هولاء لم يكن لهم ماضى. يكمل و يقول و الا ما معنى الاية ” ألعل عند الله ظلما؟ حاشا”. الله لم يظلم لكنه يعرف ان عيسو فى المستقبل سيكون زانى و مستبيح و سيستهين بالبكورية و كل ما تحمله من معنى بأن من نسله يأتى المسيح و ان البكورية فيها الكهنوت و الى أخره و كما بيعه لبكوريته بأكله عدس!

ثم يقول “نقرأ هذا الاقوال عن أيوب 1: 20-22 ” فقام أيوب ومزق جبته ، وجز شعر رأسه، وخر على الأرض وسجد وقال: عريانا خرجت من بطن أمي، وعريانا أعود إلى هناك. الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مباركا” فيقول لم يكن أيوب يقصد طبعا المعنى الحرفى اى انه سيعود الى نفس أمه القديمة، بل كان يقصد ان سيعود عاريا للحياة عن طريق بطن أم جديدة!! أيوب بالطبع كان يقصد انه عريانا يعود الى القبر و لكن لا يقصد انه يعود لبطن أمه او بطن أم أخرى، غير معقول ان أيوب بحجمه كله يدخل فى بطن أمه! فكان يقصد أيوب انه سيعود عاريا الى القبر كما جاء عاريا.

ثم يتكلم عن قصة نيقوديموس فى يوحنا 3: 4-7 ” قال له نيقوديموس : كيف يمكن الإنسان أن يولد وهو شيخ ؟ ألعله يقدر أن يدخل بطن أمه ثانية ويولد .. لا تتعجب أني قلت لك : ينبغي أن تولدوا من فوق” فيقول هذه الايات فسرت فيما بعد أنها تتحدث عن المعمودية وهذا النفسير لا يتعارض على انها تتحدث ايضا على العودة الى التجسد عن طريق الميلاد من فوق. المفروض ان الميلاد من فوق تعنى الميلاد من الروح وهو نفسه قال انه يولد من الماء و الروح و ليس مسئلة تجسد و هذا الميلاد ميلاد روحيا و ليس عودة الى التجسد. لم ينادى أحد ان المعمودية عودة الى التجسد ، أو ان الميلاد من فوق تعنى عودة التجسد. لانه قال ” المولود من الروح هو روح” يوحنا 3: 6 فهنا لا  يوجد تجسد ثانى. كما كتب عن أيليا و يوحنا المعمدان كتب عنها كثيرا.

يقول عن سبق الوجود للروح عن الجسد و تلك أيضا غير صحيحة لان الانسان يولد جسدا و روحا، سيعتمد فيما بعد على كلام أوريجانوس. فيقول الوجود السبقى فى الاثير او فى الفضاء على نحو ما قبل التجسد على الارض و يكمل على ان اليهود عندما كلموا المسيح و قال لهم ” أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومي فرأى وفرح. فقال له اليهود : ليس لك خمسون سنة بعد ، أفرأيت إبراهيم. قال لهم يسوع : الحق الحق أقول لكم : قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ” يوحنا 8: 56-58 فيكمل أيهما أسبق مجيئا أبراهيم أم يسوع!! طبعا هنا نتكلم عن أزلية المسيح و أنه كان قبل الكزن و ليس فقط قبل أبراهيم، ان العالم به كون و كل شيئا به كان و المسيح بلاهوته كان قبل أبراهيم و ليس لها علاقة بعودة التجسد أطلاقا، لانه كان قبل أبراهيم بدون جسد فكان بأقنومه الالهى و التجسد كان فى ملىء الزمان من مريم العذراء.

حكاية أوريجانوس بصفحة 61 بها أكثر من خطىء لاهوتى و علمى معا، أولا بدأ بقول موقف St. Origen  و قد تعرض St. Origen  و طبعا هو ليس قديس و لا يوجد أحد فى العالم قال عنه انه قديس. فتلك أول غلطة. ثم يقول أهم انتاجاته كتاب Stromata و هو كتاب لاكليمنضس السكندرى و ليس لاوريجانوس. ثم يقول حاول التوفيق بين التعاليم المسيحية و فلسفة أفلاطون و أرسطو و رأى ان تلك من النقط التى لخبطت فكره. يقول و لكن فى أحد كتبه الباقية حتى الان و هو “أزاء السماء”  Contra Celsum!! Contra Celsum تعنى “ضد كلسوس” و ليس أزاء السماء، فكلمة Contra باللاتينى تعنى ضد و تقابلها فى اليونانى Anti و Contra فى اللاتينى يأتى بعدها الاسم فى حالة ال accusative فلو كان الاسم أخره “us” تصبح “um” و لذلك Celsus  تصبح Celsum، Celsus  أسم فيلسوف يونانى بالقرن الثانى الميلادى و ليست سماء كما قال. مثل مرة فى مشكلة أوريجانوس قام جيروم بكتابة كتاب ضد كيرلس رئيس أساقفة أورشليم فسمى الكتاب “Contra Carlom”  لان Carlos  تصبح Carlom، القديس أثناسيوس سمونه “Contra Mundum” يعنى ضد العالم. فكلمة Contra Celsum تعنى ضد كلسوس و ليست أزاء السماء، يقول “أن كل نفس لم تدخل الى الجسد لاسباب غامضة أى اعتباطا بل بحسب ما تستحقه طبقا لاعمالها السابقة – هذا كلام ينسبه لاوريجانوس – النفوس التى أستخدمت أجسادها فى تحقيق أعظم قدر من الخير الممكن للاخرين قد أصبحت ذات حق فى الحصول على أجساد مزودة بصفات أسمى!!”. من واقع الفقرة السابقة كأنه يقول ان أوريجانوس كان يؤمن بنظرية التقمص و الوجود السبقى للروح اى Pre-Existence of Spirit, يقول “أن النفس ترتدى  جسدا  كانت تملك مثله من قبل و لكنه لم يعد ملائم لها فى حالتها المتغيرة و بالتالى تستبدله بجسد ثانى”. معناها ان الذين يقرأون الافكار الافلاطونية الحديثة و الاغريقية و الهندية و المصرى القديم و أوريجانوس يصلوا لنفس النتيجة، و تلك بعض من الاخطاء و التهم التى نسبت الى أوريجانوس و بسببها حرم من الكنيسة.

يقول عن {أوريجانوس فى كتابه “المبادىء De Principiis” قال “ان النفس تجىء الى هذا العلم قد تقوت بالانتصارات التى حازتها فى حياتها السابقة او قد ضعفت بالهزائم فى حياتها السابقة, مكانها فى هذا العالم يتوقف على ما تستحقه من مجد او من خزى نتيجة للتجسدات السابقة. كما أن عملها فى هذا العالم هو الذى يحدد مكانها فى العالم الذى يلى العالم الحالى!!” لذا يقول St. Origen !! أن غفران الخطايا لا يحدث دفعه واحدة بل يحصل عليه الانسان تدريجيا خلال عدة حيوات او عدة تجسدات}. أوريجانوس حرمته الكنيسة بسبب هرطقاته و بدعه، فمثلا أنسان كان قاسى فروحه تنزل فى حمار مثلا و الحمار يضرب العصا و يرهقوه فى العمل فيتعب فتكون تلك تكفير عن خطايا و تنقصها و ثم ممكن هذه الروح تلف و تأتى فى زوجة تتعبها حماتها لتغفر للروح أيضا خطايا و هكذا المغفرة حسب هذا الفكر بالتدريج!! فهو يكشف لنا أخطاء لاوريجانوس. ثم يقول { قد تأثر St. Origen بالفلسفة الاغريقية كما عرفت فى أذهى عهودها و أروع جوانبها، كما تأثر بأساطير المعتقدات الهندية و الاغريقية. فلم ينادى بحسب بأمكان عودة التجسد فى صورة أنسان بل نادى بأحتمال التجسد فى صورة حيوان او طير و هى أساطير لم يقم على صحتها اى دليل}. فخلاصة فكر هؤلاء العلماء انهم يعتقدوا بأعادة تجسد الروح مرة أخرى فى أنسان و لكن لا يقبلوا بها فى صورة حيوان او طير؟

يقول ” أن صراعا قد نشب بين أتعاب St. Origen الذى كان ينادى بالعودة الى التجسد و بين منكرى هذه العودة، كما نشب أكثر من صراع حول طبيعة جسد المسيح عليه السلام!! و كانت الوسيلة لحسم النزاع هى عرضه على المجمع المسكونى الذى عقد فى القسطنطينية سنة 451 م!! – سنة 451 م كان مجمع خلقيدونية التى لا تؤمن به الكنيسة و مجمع القسطنطينية كان سنة 381 م و هذا يدل ان المراجع غير سليمه و كلمه المسيح عليه السلام لا يقولها أنسان مسيحى – يكمل و يقول ” فحاول المجمع سنة 451 م ان يضع حلا وسطا للمشكلة و لكنه فى الواقع كان أكثر ولائا لتعاليم St. Origen!!”.

ندع هولاء الناس يعملوا فى مجالهم العلمى كما يريدون و لكن عند تعرضهم لايات الكتاب و تفسير أيات الكتاب لا يصيبهم التوفيق أبدا، بل ممكن ان يقعو فى بدع لاهوتية و يحملون الايات بغير ما تحتمل و يفسرونها تفسيرات توافق أرائهم.

نأتى لقصة أيليا و يوحنا المعمدان: من أول البشارة بميلاد يوحنا المعمدان و قيل ” يتقدم أمامه بروح إيليا وقوته” لوقا 1: 17، روح أيليا و قوته اى بأسلوب أيليا و ليس روح أيليا, أى ان أيليا كان رجلا ناسكا يسكن الجبال، وهكذا كان يوحنا المعمدان رجلا ناسكا يسكن الجبال. كان أيليا متمنطق بحزام من جلد على حقويه، هكذا كان يوحنا المعمدان. فكانا شكل لبسهم مثل بعض، هو هنا يحاول ان يستخدمها فى عودة التجسد! بينما عودة التجسد فى مفهومهم ليس ان يلبسوا مثل بعض، بل جايز يتجسد فى شىء أخر. أيضا أيليا كان رجلا شجاعا جريئا لا يخاف أحد، يوحنا المعمدان أيضا كان رجل شجاع و لا يخاف أحد. أيليا وبخ ملكا فى عصره: أخاب الملك، هكذا يوحنا المعمدان وبخ ملكا فى عصره: هيرودس الملك. أيليا كان بتولا، يوحنا المعمدان كان بتولا. القوة و الاسلوب فى توبيخ الشعب و الوقوف أمام الملوك و النسك و الذهد و سكنى الجبال هذا الطابع الروحى الذى عاش به أيليا و هو الروح الذى عاش به يوحنا المعمدان. يأتى بروح أيليا أى بأسلوبه و ليس بنفس الروح المتحدة بالجسد. حتى أيليا لم يقول عنه الكتاب أنه مات و خرجت روحه و لكن قال أنه أصعد الى السماء فى مركبة من نار. أذا أخذنا روح أيليا بهذا المعنى نقف أمام مشكلة من جهة أليشع ” فقال أليشع: ليكن نصيب اثنين من روحك علي” ملوك الثانى 2: 9 فأثنين من روحه حسب  فهمه كيف ستكون؟! اذا كانت روح أيليا دخلت فى المعمدان فالروح الاخرى من أين ستأتى؟؟ لكن أثنين من روحك تعنى ان القوة التى عندك تكون لى مثلها مرتين، الروح الذى تعمل به يكون مضاعف عندى, ليس الروح التى هى spirit  المتحدة بالجسد لا بل الاسلوب. تلك هى روح أيليل التى عمل بها المعمدان و التى عمل بها أليشع. بهذا ايضا نستطيع ان نفهم ما ورد فى ” جسد واحد، وروح واحد، كما دعيتم أيضا في رجاء دعوتكم الواحد” أفسس 4: 4 الذى نقوله فى صلاة باكر، فلنا روح واحد و ليس معناه ان كل الكنيسة لها روح واحد فى كل هذه الاجساد! انما تعنى أسلوب واحد. فكان لجميع المؤمنين روح واحد و فكر واحد، لذلك فى غلاطية يكلم المؤمنين فى ” نعمة ربنا يسوع المسيح مع روحكم” غلاطية 6: 18 فيقول مع روحكم و ليس مع أرواحكم. نجد فى ” فأنزل أنا وأتكلم معك هناك، وآخذ من الروح الذي عليك وأضع عليهم، فيحملون معك ثقل الشعب، فلا تحمل أنت وحدك” سفر العدد 11: 17 أنه عندما رأى الله العمل ثقل على موسى قال له أختار سبعين شيخا و أخذ من الروح الذى لك و أضع عليهم، أى يعطيهم نفس روح العمل التى لموسى ليدبروا أمور الشعب بنفس عقلية و وداعة موسى و ليس سيخرج أرواح من روح موسى و يعطيهم. يمكننا ان نرد على هذا كله على الرغم من كل التفاصيل التى قلناها بكلمة بسيطة و نص واضح وهو ” أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه: من أنت. فاعترف ولم ينكر، وأقر: إني لست أنا المسيح. فسألوه: إذا ماذا؟ إيليا أنت؟ فقال: لست أنا. ألنبي أنت؟ فأجاب: لا. فقالوا له: من أنت ، لنعطي جوابا للذين أرسلونا؟ ماذا تقول عن نفسك. قال: أنا صوت صارخ في البرية: قوموا طريق الرب” يوحنا 1: 19-23 فيوحنا المعمدان نفسه قال انه ليس هو أيليا. لماذا سئلوه اذا كان أيليا؟ لان هناك أيات فى العهد القديم تقول ان أيليا سوف يأتى، فظنوه هو أيليا. فحكاية أيليا و يوحنا المعمدان لا تعنى عودة التجسد أطلاقا, أما اذا كان المسيح قد قال لهم ” فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي” متى 11: 14 فيقصد به روح أيليا التى عمل بها، لعل السيد المسيح قد رد على هذه الامور ردا عمليا حينما جعل أيليا يقف معه على الجبل فى التجلى و لم يظهر فى صورة يوحنا المعمدان. يقول الكاتب  تعليق على التجلى ان كثير من الارواح عند ظهورهم يظهروا فى هيئتهم القديمة؟! هذا الكلام لا علاقة له بيوحنا المعمدان.

نقطة أخرى يقولها البعض يروا أيات فى الكتاب، الكتاب يذكر الذى حصل حتى لو هناك أخطاء يذكرها. فلما ظهر المسيح و كان يوحنا قتل، هيرودس ظن انه يوحنا قام من الاموات! أفكار خاطئة موجودة و خصوصا ان يوحنا و المسيح وجدوا معا فى وقت واحد و تقابلوا فى العماد مع بعضهم. فكون أن هيرودس ظن هذا فهو نوع من الاخطاء للافكار السائدة التى كانت موجودة فى الفكر اليهودى فى هذا الحين، خصوصا الذين بالشتات عند قدومهم لاورشليم كانوا يحملون معهم من أفكار الشتات أفكارا شتى، فمثلا ” فلما قرع بطرس باب الدهليز جاءت جارية اسمها رودا لتسمع. فلما عرفت صوت بطرس لم تفتح الباب من الفرح، بل ركضت إلى داخل وأخبرت أن بطرس واقف قدام الباب. فقالوا لها: أنت تهذين. وأما هي فكانت تؤكد أن هكذا هو. فقالوا: إنه ملاكه” أعمال 12:13-15 ما هو ملاكه؟! أفكار موجودة مشتتى و يرددها البعض و ليس معناها ان نقول اهو لقينا أية! لا هذا كلام يقوله الناس. بنفس الوضع لما التلاميذ سئلوا المسيح عن المولود أعمى ” يا معلم، من أخطأ: هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟” يوحنا 9: 2 فيأتى بعض المتأثرين بعلم الارواح يقولون أخطأ هوكيف فهو مولود أعمى؟ فلابد انه أخطأ فى حياة سابقة!! الوحى الالهى لم يقول هذا، التلاميذ لم يكن حل  عليهم الروح القدس بعد و كان لهم بعض أفكار خاطئة و السيد المسيح يصحح أفكارهم بين الحين و الاخر, فعلا صحح فكرهم بأنه قال لهم ” لا هذا أخطأ ولا أبواه، لكن لتظهر أعمال الله فيه” يوحنا 9: 3 فوجدت أفكار خاطئة لا تدل أبدا على شىء، أنما تدل على ان المجتمع اليهودى فى ذلك الحين كانت فيه كثير من الافكار أتت عن طريق الوافدين من الخارج يحملون أفكارا بعضها غير سليم. أيضا تأثر المجتمع فى هذا الحين بالفلسفة اليونانية و بأفلاطون و الافلاطونية الحديثة التى دخلت المجتمع اليهودى لانكم تعرفون ان الاسكندر الاكبر حكم مصر سنة 323 ق.م و حكم الشرق كله فى القرن الرابع قبل الميلاد و بعده أتت دولة البطالمة و التى يسمونها خطأ بالبطالسة، فى عهد بطليموس الثانى “بطليموس فيلادلفوس” ترجمت التوراة لاول مرة بالترجمة المعروفة بالسبعينية. فكان اليونان يحكمون كل بلاد الشرق حتى مجىء الرومان و أستولوا على الحكم قبل المسيح بثلاثين سنة. فالافكار اليونانية والفلسفة اليونانية كانت موجودة، نفس القديس أستفانوس قام ضده ناس من الابيقوريين و ناس م الرواقيين و ذكروا فى الكتاب و كلهم فلسفات و غيرهما فلسفات اخرى ايضا كانت موجودة. فالفكر اليهودى ليس فقط يهود الشتات و الوافدين فى الاعياد على أورشليم و انما أيضا الحكم اليونانى و الرومانى. الخطأ الذى يقع فيه علماء الارواح هو انهم يقولون لماذا السيد المسيح لم يوبخهم على هذا الكلام؟ السيد المسيح ليس أسلوبه التوبيخ، فلو وبخ على كل خطأ كان الناس ستتعب من كم التوبيخ، كان لا يلجىء الى التوبيخ الا نادرا, أمور كثيرة كان يتعامل بوداعته و حلمه و طول أناته و بالايجابيات و ليس السلبيات فمثلا اللص يقول له ” اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك” لوقا 23: 42 و هو يعرف ان الملكوت أمام كثير جدا على مجيئه و هو يستعد لفتح باب الفردوس فلم يقول له “انت أخطأت أيها اللص ولا يوجد ملكوت الان” و لكنه قال له ” الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس” لوقا 23: 43 فبأسلوب لطيف جعل كلمة الفردوس تحل مكان الملكوت بدون توبيخه على خطأ، بل حتى هذا الاسلوب نفسه أستخدمه السيد المسيح مع الشيطان!! فتجد مثلا فى التجربة على الجبل ” إن كنت ابن الله، فأطرح نفسك إلي أسفل. لأنه مكتوب إنه يوصي ملائكته بك. فعلي أيديهم أيديهم يحملونك، لكي لا تصطدم بحجر رجلك” مت 4: 6 و الكلام الذى قاله الشيطان هنا كلام محرف 100% و الكتاب لم يقول هذه الاية على ان الانسان يلقى بنفسه من على جبل و انما ممكن أن تؤخذ على سيرك فى الطريق, فهى تقول ” لا تدنو ضربة من خيمتك. لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. لى الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك” مزمور 91: 10-12 فهة يقول يحفظوك فى كل طرقك و ليس يحموك اذا رميت نفسك من على جبل او غيره!! و لم يوبخ السيد المسيح الشيطان و لم يقول له انت تأتى الاية بطريقة خاطئة و انها لا دخل لها برمى نفسه من فوق و لكن قال له ” مكتوب أيضا: لا تجرب الرب إلهك” متى 4: 7. السيد الميسح لم يكن كثير التوبيخ.

تاريخ الكنيسة جـ4 16 02 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

الأرواح جـ2 02 02 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث
محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث