الأجبية 03 11 1987 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

الاجبية كخلاف بيننا و بين البروتستانت,الاجبية فى مرة هوجمت و ألف ضدها كتاب و تم عمل مؤتمر لاجلها و سوف ألخص لكم الكلام بتركيز شديد.

أجبية: من كلمة أجب بمعنى ساعة, فأجبية هى صلوات الساعات. صلوات الساعات هى: باكر, ثالثة, سادسة, تاسعة, الغروب, النوم, نصف الليل. يضيف اليه الرهبان صلاة أخرى هى صلاة الستار, صلاة نصف الليل ثلاث هاجعات.

صلوات الساعات ليست موجودة فقط فى الكنيسة القبطية بل موجودة فى كل الكنائس الارثوذكسية فى العالم خلقدونية و غير خلقدونية و موجودة فى كل الكنائس الكاثوليكية فى العالم, البروتستانت فقط هم من يحتجون عليها و يقولون ان الانسان يصلى فى أى وقت يريد و ليس من حق  الكنيسة ان تحدد أوقات او تفرض مواعيد على ضمير الانسان بل يزعمون و يخطئون حيث يزعمون أن الرسل لم يصلوا تلك الصلوات, ثم انهم يقولون كذلك ان الصلوات تكون من القلب ولا تكون هناك صلوات محفوظة تتلى او تقرأ. عن هذا الامر نود ان نفحص الموضوع من كل نواحية و نثبت ان تلك الصلوات هى ترتيب ألهى و أنها تتفق مع الحق الكتابى الذى دائما ينادون به ولا تتعارض معه و أنها كانت تستخدم قديما و تستخدم حديثا أيضا, أى مستمرة من العهد القديم للعهد الجديد أيضا و نبحث معه مبدأ الصلوات المحفوظة و مبدأ تحديد الاوقات و مسئلة الحرية الى أخره.

أول شىء أحب ان أقوله هو ان العبادة عبارة عن ترتيب ألهى, فالله هو الذى رتب أمور العبادة فنسير فيها حسبما وضع هو و ليس بمزاج خاص. الله كمعلم للبشرية علمهم كيف يصلون, و حتى تلاحظون أول عبادة جمهورية عامة عندما عرفهم الله خيمة الاجتماع و ما فيها من أدوات و أقسام كان كل شىء “حسبما أمر الله” تلك العبارة تجدوها كثير, فهى فى ” وأما خيمة الشهادة فكانت مع آبائنا في البرية، كما أمر الذي كلم موسى أن يعملها على المثال الذي كان قد رآه” أعمال 7 :44 وفى ” كما أوحي إلى موسى وهو مزمع أن يصنع المسكن. لأنه قال: انظر أن تصنع كل شيء حسب المثال الذي أظهر لك في الجبل” عبرانيين 8: 5 وفى “فيصنعون لي مقدسا لأسكن في وسطهم. بحسب جميع ما أنا أريك من مثال المسكن، ومثال جميع آنيته هكذا تصنعون” خروج 25: 8-9 ولذلك نجد فى سفر الخروج من أول خيمة الاجتماع تتكرر عبارة “حسب كل ما أمر به الرب موسى” العدد 2: 34 وفى العدد 29: 40 وفى حتى الذبائح نجد عبارة “كلم الرب موسى قائلا كلم بنى اسرائيل” ان يفعلوا فى اللاويين 1: 2 وفى اللاويين 7: 29 وغيرهم كثيرا. فكلها كانت بترتيب ألهى تحت القيادة المباشرة لله. الهدف من العبادة بقى كما هو و التفاصيل تغيرت و كذلك الاعياد أيضا أمر بها الله و قال لهم ” كلم بني اسرائيل وقل لهم. مواسم الرب التي فيها تنادون محافل مقدسة هذه هي مواسمي” لاويين 23: 2 هو الذى عينها و هو الذى حدد لها أوقاتا, التفاصيل تغيرت لكن بقى الامر كما هو. أول من حدد أوقاتا هو ربنا فحدد يوم الرب يكون مقدسا و مخصصا لله فقال ” اذكر يوم السبت لتقدسه” خروج 20: 8 صحيح الحياة كلها مقدسة لله, لكن على الرغم من هذا حدد يوما, أولا لان الجميع لا يستطيعون ان يتفرغوا كل الحياة لله و ثانيا لكى يعبد الجميع فى وقت واحد عبادة واحدة و كما حدد يوم السبت حدد مواعيد و أيام كما قلت فى لاويين 23 مواسم الرب. نحن نقول فى صلاة الشكر “هذا اليوم المقدس الذى لك” فكل يوم مقدس و لكن هذا لا يعنى ان هناك يوم محدد, على الاقل يكون هو الحد الادنى, أعطيكم مثالا أخر كان فى العهد القديم يقول أحفظ وصاية العشور فجاء فى العهد الجديد و قال ” اذهب بع كل ما لك وأعط الفقراء” مرقس 10: 21 فهل بع كل ما لك و أعطه للفقراء يلغى العشور؟! لا يلغيها تبقى العشور بأعتبارها الحد الادنى و انت تدفع اكثر من هذا حسب ما تريد و حسب ما يطلب منك, لكن يبقى الحد الادنى كما هو. تحديد ساعات للاجبية: تلك الساعات هى الحد الادنى. البروتستانت يقولون ما الكتاب يقول ” ينبغي أن يصلى كل حين ولا يمل” لوقا 18: 1 وفى “صلوا بلا انقطاع” تسالونيكى الاولى 5: 17 ونحن لا نمنع فالساعات موجودة على أعتبار أنها الحد الادنى و انت بالاضافة اليه تصلى كل حين و تصلى بلا انقطاع و تصلى كما تريد ولا يمنعك أحد. تقول أصلى من قلبى نقول ان الكنيسة لا تمنعك ان تصلى من قلبك, صلى تلك الصلوات ثم فوقها ما تريد من قلبك. تلك أول نقطة.

ثانى نقطة هى ان هناك فرق كبير بين العبادة الخاصة و العبادة العامة. فى العبادة الخاصة أنت تدخل الى مخدعك و تغلق بابك و تصلى كيفما تشاء, لكن فى العبادة العامة الجميع يصلون معا و يصلون بنفسا واحدة كما ورد فى ” فلما سمعوا، رفعوا بنفس واحدة صوتا إلى الله” أعمال 4: 24 و فى ” هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة” أعمال 1: 14 فكان يجتمع الجميع و يصلوا بنفس واحدة فكان لابد من مكان محدد و من وقت محدد و من صلوات محددة والا لا يمكن ان يصلوا بنفس واحدة. لذلك جميل فى مزمور من أخر مزامير الساعة السادسة يقول “رفعت الأنهار يا رب، رفعت الأنهار صوتها ترفع الأنهار صوتها، من صوت مياه كثيرة” مزمور 92 وجيد انه قال صوتها و ليس أصواتها لان كل هذه الانهار و كل تلك النفوس المقدسة ترفع صوتا واحدا لله, تلك ما تسمى العبادة العامة. فتجد ناس تصلى فى كل بلاد مصر و فى كل بلاد الشرق الاوسط فى ساعة واحدة و الكلام الذى يقوله هذا هو ما يقوله هذا و الكل بنفس واحدة و بقلب واحد و بفكر واحد يتوجهون الى الله بصلاة واحدة. تجد “كيرياليسون” يارب أرحم تصليها 106 كنيسة فى  القاهرة و 37 كنيسة فى الاسكندرية و كنائس فى الابروشيات و كنائس فى السودان و كنائس فى القدس و كل بلاد الشرق الاوسط هى هى و تلك هى العبادة العامة الواحدة.

المشكلة هنا عند البروتستانت هى انهم يفرضون الوضع الفردى ولا يهتمون بالكنيسة كلها كجسم واحد له رأس واحد هو المسيح. فعندما الكل يكون يصلى فيكون الجسد كله يصلى صلاة واحدة, ليس كل عضو يسير كجزيرة  منفصلة فى المحيط لا تربطها بأى أرض أخرى اى رابطة. فيكون من ضمن الاشياء التى نرد بها على موضوع الاجبية هو العبادة العامة او العبادة الجمهورية. العبادة الخاصة بالكنيسة جملة و ليس الفرد لوحده. هذا يفعله ايضا البروتستانت فهم عندما يجتموعا معا هل لا يقولون ترتيلة واحدة مع بعض و الكل فى نفس واحد؟؟ نقول لماذا يفرض على الشعب ترتيلة؟؟؟ و كل شخص يقول ما يريده!!

الكنيسة لا تفرض شيئا معينا على ضمير المؤمن و انما ليس الامر فرضا و أنما هو أرشاد و تعليم. أرشاد و تعليم تعنى ان مثلا ان التلاميذ جاءوا الى المسيح و قالوا ” يا رب، علمنا أن نصلي” لوقا 11: 1 فوضع لهم الصلاة الربانية ” أبانا الذى …” فهل نقول له يارب لماذا تفرض كلاما معينا على ضمير المؤمنين؟ , لماذا لا تترك كل شخص يصلى كما يشاء؟ هنا نقول ان أول من وضع مبدأ الصلوات المحفوظة فى العهد الجديد هو “السيد المسيح”, الله أيضا وضع مبدأ الصلوات المحفوظة فى العهد القديم فى “المزامير”. فأصبحت المزامير من الصلوات المحفوظة فى العهد القديم و أبانا الذى من الصلوات المحفوظة فى العهد الجديد و تضاف اليها القداسات و الليتورجيات عموما من الصلوات المحفوظة فى العهد الجديد. فنفس القداس الذى يقال فى كنيسة يقال فى الكنيسة الاخرى, فالجميع فى القداس يصلون صلاة واحدة, يصلون فى الاجبية  بالمزامير و “أبانا الذى” صلاة واحدة. لذلك أيضا البروتستانت لا يصلون “أبانا الذى” الا مجبورين عندما نكون فى أجتماع و نبدأ اة نختم ب “أبانا الذى” يقولون معنا و لكن لا يلتزمون بالصلاة بها فى أجتماعتهم على أعتبار انها جزء من الصلوات المحفوظة. السيد المسيح قال ” فقال لهم: متى صليتم” لوقا 11: 2 فهنا قال لهم متى صليتم اى Whenever اى فى أى وقت تصلوا قولوا “أبانا الذى” فهى صلاة محفوظة فى كل وقت تصلوا فيه تقولون فيه “أبانا الذى” فهذه صلاة محفوظة. لا نقول شىء يفرض على المؤمنين و لكن نقول تعليم و أرشاد للمؤمنين, الكنيسة المتضعة التى تقول علمنا ان نصلى تأخذ تعليما كيف تصلى. لكن لو كل شخص قال انا سأصلى حسب مزاجى, هل فى أجتماعات البروتستانت هل كل شخص يصلى حسب مزاجه؟! على الاقل شخص يقود الصلاة و الباقيين يقولون أمين. فهل تقولوا لماذا تفرضون شخص واحد يصلى و الباقى يتبعونه؟؟

المزامير كانت تستخدم فى العهد القديم و تستخدم أيضا فى العهد الجديد, فى العهد القديم على الاقل تقرأوا عن “مزامير المصاعد” كانوا يصلونها و هم صاعدون الى الهيكل فى أورشليم غالبيتها موجودة فى صلاة الغروب. كلهم يصلون صلاة واحدة و هم صعود الى الهيكل. السيد المسيح تكلم كثيرا عن المزامير و أقتبس منها أيضا فى مناسبات عديدة, وعندما قال مزمور “قال الرب لربى” قال “قال داود بالروح” فى مرقس 12: 36, و أصبحت المزامير صلوات عامة فى الكنيسة المقدسة و كانت فى العهد القديم و ما تزال موجودة فى العهد الجديد. فمثلا فى ” فما هو إذا أيها الإخوة؟ متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور” كورنثوس الاولى 14: 26 و ” مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية  مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” أفسس 5: 19 و ” منذرون بعضكم بعضا، بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب” كولوسى 3: 16 هذا كلام ربنا فى الانجيل للناس الذى يقولون “الحق الانجيلى” و اذا أستخدام المزامير فى الصلاة تعليم كتابى و كان موجود فى العهد القديم و موجود فى العهد الجديد. المزامير أيضا لها حكمة جميلة جدا وهى اننا فى المزامير نجد حياة المسيح كلها فيها, أكثر سفرين فى العهد القديم يتحدثان عن السيد المسيح هم: سفر أشعياء و سفر المزامير. نجد كله من ميلاد المسيح “من البطن قبل كوكب الصبح ولدتك” مزمور 110: 3 حسب الترجمة السبعينية هنا يتكلم عن ميلاد المسيح الأزلي من الآب “نور من نور”, تجد صلب المسيح, قيامة المسيح, موت المسيح, ذهاب المسيح الى الجحيم و تجد صعوده و كل شىء. الصعود نجده فى “قال الرب لربي: اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئا لقدميك” مزمور 110: 1 و مجيئه الثانى الى أخره. حتى الاضطهادات التى وقعت على المسيح فى “لماذا ارتجت الأمم، وتفكر الشعوب في الباطل؟ قام ملوك الأرض، وتآمر الرؤساء معا على الرب وعلى مسيحه قائلين: لنقطع قيودهما، ولنطرح عنا ربطهما” مزمور 2: 1-3 و عن القيامة “انا اضطجعت ونمت ثم استيقظت” مزمور 3: 5 و عن خيانة يهوذا “الذي وثقت به، آكل خبزي، رفع علي عقبه” مزامير 41: 9 و حتى كلمات المسيح على الصليب فى بعض منها من المزامير مثل “إلهي، إلهي، لماذا تركتني” مزامير 22: 1 و من جهة موته و قيامته “لأنك لن تترك نفسي في الجحيم. لن تدع قدوسك يرى فسادا” مزامير 16: 10 كلام كثير جدا عن السيد المسيح و “الرب قال لي: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك” مزامير 2: 7 فعندما تكون المزامير تحدثت عن السيد المسيح كثيرا فنكون نذكر السيد المسيح بأستمرار فى صلواتنا.

أكثر كنيسة فى العالم تذكر السيد المسيح فى كل شىء هى الكنيسة القبطية و الكنائس التى تسير على نفس النسق فى صلوات الساعات. فتصور مثلا انت فى صلاة باكر تأخذ فصلا من الانجيل عن ميلاد المسيح الازلى و عن خلقه للعالم و عن تجسده “في البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان” يوحنا 1: 1-3 و عن تجسده “والكلمة صار جسدا وحل بيننا، ورأينا مجده، مجدا كما لوحيد من الآب، مملوءا نعمة وحقا” يوحنا 1: 14 و يقول أيضا “الله لم يره أحد قط . الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر” يوحنا 1: 18 كلام كثير عن المسيح فى ميلاده و تأخذ فكرة عن السيد المسيح فى صلبه. الفداء الذى يتغنى به المسيحيون نحن نذكره كل يوم بلا أستثناء فى صلاة الساعة السادسة ” يا من في اليوم السادس وفي وقت الساعة السادسة سمرت على الصليب. من أجل الخطية التي تجرأ عليها أبونا آدم في الفردوس” فهل توجد كنيسة تذكر صلب المسيح يوميا بلا أستثناء و تذكره فى صلواتها و تذكر الفداء العظيم و الخلاص العظيم؟ حتى تبدأ بمزمور عن الخلاص “اللهم باسمك خلصني، وبقوتك احكم لي” مزمور 53 –أول مزمور بصلاة الساعة السادسة – نذكر موت المسيح فى كل يوم فى صلاة الساعة التاسعة و نذكر مجيئه الثانى كل يوم فى صلاة نصف الليل, فبهذا الشكل تكون حياة المسيح كائنه فينا, موضوعة أمام أعيننا فى صلوات الاجبية. لا يمكن أنسان يفكر من فكره سيذكر موت المسيح و مجيئه و قيامته و مجيئه الثانى كل يوم. بل نحن أيضا نذكر مناسبات مقدسة كل يوم مثل “حلول الروح القدس” فى الساعة الثالثة و مثل “الدينونة” فى صلاة النوم و صلاة نصف الليل و نذكر الموت و الاستعداد للموت فى صلاة الاجبية كل يوم لكى نكون مستعدين و نقرأ الفصل الذى يقول “لئلا يأتي بغتة فيجدكم نياما” مرقس 13: 36 و “اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة” مرقس 14: 38 .

فى كل يوم نذكر التوبة و الدينونة فنقول ” لكن توبي يا نفسي مادمتِ في الأرض ساكنة، لأن التراب في القبر لا يسبح. وليس في الموتى من يذكر، ولا في الجحيم من يشكر. بل انهضي من رقاد الكسل وتضرعي إلى المخلص بالتوبة”و ” لو كان العمر ثابتا وهذا العالم مؤبدا، لكان لك يا نفسي حجة واضحة، لكن إذا انكشفت أفعالك الرديئة وشرورك القبيحة أمام الديان العادل، فأيَّ جواب تجيبين وأنت على سرير الخطايا منطرحة، وفى إخضاع الجسد متهاونة” من قطع صلاة النوم. نذكر الدينونة و الموت كل يوم كشىء من روحانية الكنيسة انها تذكر الدينونة و الموت كل يوم لكى تستعد للدينونة كل يوم و تذكر نفسها بمجىء المسيح, اذا لم يجىء المسيح للعالم كله  فيجوز ان يأتى لهذا الانسان مخصوص. كل هذا جزء من روحانية الكنيسة فى الصلاة اى أنسان بيذكر كل هذه الامور صلاته كل يوم؟؟

نحن أيضا نصلى بالاجبية لانها ترتيب ألهى كتابى, موجود بالكتاب المقدس ” سبع مرات في النهار سبحتك على أحكام عدلك” مزامير 119: 164 فممكن نقول هذه الاية و لا نقول شىء أخر, لكن نحن من أجل تثبيت المؤمنين نتكلم كلام كثير. فسبع مرات فى النهار سبحتك على أحكام عدلك و ماذا أيضا و تفاصيل هذه الساعات كلها, فقديما السبع ساعات تلك يقسموها الى ثلاث أوقات رئيسية هى(بدء النهار- نهايته – وسطه)  و هذا تعليم كتابى قال فيه داود “عشية وباكر ووقت الظهر” و هذه الثلاث مرات تذكرها دانيال عندما هددوه بالقائه فى جب الاسود فصعد الى عليته و فتح الابواب التى تطل على أورشليم و سجد لله ثلاث مرات فى النهار و بالتفصيل موجودة:

صباحا فى باكر “يا الله، إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي” مزمور 63: 1 و نفس الله يقول “الذين يبكرون إلي يجدونني” أمثال 8: 17 اذا تعليم كتابى و أيضا مبدأ روحى أن أبدا اليوم بالصلاة فيكون الله أول من أكلمه فى هذا اليوم, لذلك نحن نقول “أذا ما دخل إلينا وقت الصباح أيها المسيح إلهنا النور الحقيقي، فلتشرق فينا الحواس المضيئة والأفكار النورانية. ولا تغطينا ظلمة الآلام” – من قطع باكر – فأول ما نرى النور المادى نتذكر النور الروحانى لكى تكون لنا الافكار النورانية. أظن لا يوجد أحد يناقش فى صلاة باكر. فلماذا قال داود “يا الله، إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي” مزمور 63: 1 .

صلاة الليل تعليم كتابى فنجد “في الليالي ارفعوا أيديكم أيها القديسون، وباركوا الرب” مزمور 134: 1-2 و فى “كنت أذكرك علي فراشي، وفي أوقات الأسحار كنت أرتل لك” مزمور 63: 6 هذا هو النوم و الاستيقاظ.

صلاة نصف الليل موجودة “في نصف الليل نهضت لأشكرك على أحكام عدلك” مزمور 119: 62 و يقول “في نصف الليل صار صراخ: هوذا العريس مقبل، فاخرجن للقائه” متى 25: 6 و يقول “وفى أوقات الأسحار كنت أرتل لك” مزمور 63: 6 الاسحار بمعنى الفجر.

صلاة السادسة و التاسعة تعليم كتابى و تعليم أنجيلى و كله و كان يصليها الرسل فنجد فى “وصعد بطرس ويوحنا معا إلى الهيكل في ساعة الصلاة التاسعة” أعمال 3: 1 فهنا الصلاة السادسة يصلون فيها, فتقول انها ليست تعليم كتابى؟؟ فها هى موجودة بالانجيل. طبعا مادام صلاها بطرس و يوحنا اذا كانت موجودة قبل هذا. بطرس فى قصة كرنيليوس  “ثم في الغد فيما هم يسافرون ويقتربون إلى المدينة، صعد بطرس على السطح ليصلي نحو الساعة السادسة” أعمال 10: 9 و ها هى صلوات الساعة السادسة و التاسعة من الانجيل, فهل نقول لا يصلوا فيها؟

صلاة الساعة الثالثة و هى ساعة حلول الروح القدس من أقدس الساعات و أليقها للصلاة و نحن كما نذكر الابن فى مناسبات متعددة أثناء النهار, نذكر الروح القدس أيضا. فكيف لا يوجد بالصلوات تعليم كتابى؟؟؟ هذا تحديد أوقات نحن لا نقول بالثانية و الدقيقة تقف لا لكن فى حدود هذا الوقت.

من روحانية الكنيسة فى هذه الصلوات أيضا انه لا يمضى على الانسان أكثر من 3 ساعات الا و يكون صلى: فباكر الساعة 6 صباحا, الثالثة 9 صباحا, السادسة 12 ظهرا, التاسعة 3 ظهرا, الغروب 5 مساءا, النوم 6 مساءا) فلا يمر 3 ساعات الا و تكون رافع قلبك لله. فهكذا تكون تصلى كل حين. هل تعتقد لو تركت كل أنسان لحريته سيصلى كل تلك الصلوات؟ هكذا أيضا البروتستانت يقولون لماذا تفرضون صياما, أتركوا كل شخص على حريته فكانت النتيجة انه لم يصوم أحد نهائيا و أنتهى الصوم ثم جائ دور الصلاة لتنتهى هى أيضا. على الاقل عندما توجد صلوات ساعات يوجد شىء من الالتزام ان الانسان يصلى و على الاقل يتذكر انه يجب ان يصلى بدلا من ان تبتلعه مشاغل النهار. اما “صلوا كل حين” لوقا 18: 1 و “صلوا بلا أنقطاع” تسالونيكي 5: 17 عمليا لا يوجد احد يصلى بلا انقطاع او يصلى كل حين, فلابد من ان تضع له وضع حد أدنى ثم تتركه يكمل بعدها كما يريد. فهل نحن نمنع الصلوات الخاصة؟ لا نمنعها. هل نمنع الصلوات التى تضاف للاجبية؟ لا نمنعها. هل نمنع الصلاة كل حين؟ لا نمنعها. لكن هذا هو الحد الادنى, فمن جهة حد أدنى و من جهة أخرى الصلاة العامة التى يشترك فيها جميع المؤمنين معا بنفس واحدة.

المزامير: قلنا فى كورنثوس الاولى 14: 26 و أفسس 5: 19 و كولوسى 3: 16 فكانت المزامير يحفظها الناس. من فوائد صلوات الاجبية هى حفظ الكتاب المقدس من حفظ للمزامير و حفظ للاناجيل. تصوروا أنسان روحى يصلى بالاجبية فيحفظ 10 فصول من الانجيل كل يوم, لانه يضاف اليها صلوات نصف الليل. فمن يحفظ 10 فصول من الانجيل من البروتستانت؟ فهذا على الاقل يحفظهم, ففى صلاة الساعة التاسعة يقول الموعظة على الجبل, و فى باكر يقول الجزء الاول من يوحنا 1 و هكذا تعطينا الاجبية فرصة لحفظ كمية كبيرة من الكتاب المقدس سواء بالمزامير او الانجيل. كثيرا ما كتبت للناس فى الاجبية الخاصة بهم “أحفظوا المزامير, تحفظكم المزامير” و “أحفظوا الانجيل, تحفظكم الانجيل”. أيضا فى الصلاة بالاجبية نكون متأكدين تماما حسب مشيئة الله لان هناك ناس يصلون و صلواتهم غير مقبولة فيقول “تطلبون ولستم تأخذون، لأنكم تطلبون رديا” يعقوب 4: 3 لكن فى الاجبية انت تضمن تماما ان صلواتك حسب مشيئة الله. أما تقول المزامير و هذا كلام الله موحى به و أما تقول الاناجيل وهو كلام الهى موحى به و أما تقول قطع وضعها الاباء القديسون المملوئين من الروح و كلها أيضا توافق الانجيل.

فى الصلوات بالاجبية توجد نقطة هامة جدا و هى أطالة فترة الوجود فى حضرة الله. يجوز أنسان يصلى صلاة من قلبه دقيقتين او ثلاثة و هذا اذا أكمل هذا الوقت و لكن بالاجبية يجد فترة طويلة يقضيها أمام الله و يضاف اليها صلواته الخاصة فتطيل فترة الوقوف فى حضرة الله. أيضا الاجبية تعلم الناس الصلاة: تتعلم منها أسلوب التخاطب مع الله و أدب الحديث مع الله و تتعلم منها الصلاة التى فيها الخشوع و فيها التأمل و فيها الحب و فيها الشوق الى الله و فيها التسليم الى الارادة الالهية و فيها الاستماع الى صوت الله و فيها طلب الاسترشاد و فيها العتاب مع الله أيضا و فيها الطلبات الروحية التى لا خطىء فيها. فأنت تتعلم الصلاة و دائما الانسان الذى يرفض تعليم الكنيسة يكون فى كبرياء فى قلبه خفية كانت او ظاهرة لسنا نعلم. فلتقول مثلما قال الرسل “يا رب، علمنا أن نصلي” لوقا 11: 1 و الكنيسة المسئولة عن التعليم تعلم أولادها كيف يصلون و أستلمت تلك الاشياء من المسيح نفسه وهو نفسه قال لهم “وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به” متى 28: 20 فاذا تقول الكنيسة تفرض؟ لا الكنيسة تعلم الانسان كيف يصلى. انت لا تريد ان تتعلم من الكنيسة أنت حر, لكن التلاميذ المتضعين يقولون “علمنا أن نصلى”. اذا كان تلاميذ المسيح يقولون “علمنا أن نصلى” فيكون أنت لا تتعلم ان تصلى؟!

الاجبية أيضا تذكر مناسبات هامة, أيضا تعطى فرصة انك تصلى من أجل الاخرين. فتصلى من أجل المرضى و تصلى من أجل الذين رقدوا و نصلى أيضا من أجل العالم كله. لا يوجد شخص يصلى من أجل العالم كله سوى فى الاجبية حين تقول “فلتعترف لك الشعوب يا الله ، فلتعترف لك الشعوب كلها” – مزمور 66 من صلاة الساعة السادسة – تصلى من أجل العالم كله, ليس فقط أن تصلى و لكن تطلب من الناس كلها أن تصلى فى ” سبحوا الرب ايها الفتيان ، سبحوا اسم الرب. ليكن اسم الرب مباركا من الآن وإلى الأبد . من مشارق الشمس إلى مغاربها باركوا اسم الرب” – مزمور 112 من صلاة باكر و الساعة التاسعة – شخص يصلى من أجل ملكوت الله فى العالم كله. من يعمل هذا لو صلى وحده, يجوز مرة يقول لكن الذى يصلى من أجل العالم كل يوم هو من يصلى من الاجبية و عدة مرات فى اليوم. أعطينى شخص بروتستانتى او بلاموسى يصلى كل يوم و يقول “فلتعترف لك الشعوب يا الله ، فلتعترف لك الشعوب كلها” أو يقول “من مشارق الشمس إلى مغاربها باركوا اسم الرب”؟ فمن الذى يصلى من أجل الاخرين؟؟

الصلاة بالاجبية فيها عنصر الكنيسة الواحدة يندر ان شخص يصلى من أجل نفسه, لكن تجد غالبيتها بالجمع و حتى فى الشكر ” لأنه سترنا وأعاننا، وحفظنا، وقبلنا إليه وأشفق علينا وعضدنا” – صلاة الشكر – كلها بالجمع. فبها الجسد الواحد كله يصلى و ليس الانفرادية فى الصلاة او الانانية فى الطلبات, لا بل طلب لاجل الكل. الطلبات الفردية البسيطة تكون فى أسلوب الاتضاع مثل ” عرفنى يا رب طرقك، وفهمني سبلك” – مزمور 24 من صلاة باكر – اى ان الناس الاخرين قديسين لكن انا ضعيف فعرفنى طرقك فتكون بها شىء من الاتضاع فتقال بصيغة فردية. من يصلى وحده و يقول “عرفنى يارب طرقك”؟؟ هل الشخص الذى لا يريد ان يعرف منه طريقة الصلاة بالاجبية سيقول له “عرفنى يارب طرقك”؟؟ لا سيقول انا عارف كل شىء و لا يوجد زيادة عن ذلك. الكبرياء يجعلك لا تقول “عرفنى يارب طرقك، وفهمني سبلك” او “عرفني يا رب الطريق التي أسلك فيها” – مزمور 124 من صلاة باكر – من يقول هذا وحده؟

الصلاة التى فيها روح الاتضاع و روح الانسحاق هى الصلاة بالاجبية. الصلاة التى بها الكتاب المقدس هى الصلاة بالاجبية. فى الصلاة بالاجبية يوجد عنصر وعظى او عنصر أيحائى اى توعظ نفسك من خلال الاجبية او الكنيسة توعظك من خلال الاجبية او المزامير توعظك من خلال الاجبية او تضع أمام نفسك جزء من العظة على الجبل فى الاجبية كيف؟ مثلا صلاة باكر الكنيسة تضع لك عظة فى الاول لترى الطريق التى تسلك فيها فتقول ( من رسالة معلمنا بولس الرسول الى أهل أفسس بركاته علينا أمين: أسألكم أنا الأسير في الرب أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم إليها، فيقول لك ان تسلك بكل تواضع القلب فتسأل كيف؟ فيرد عليك بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة، محتملين بعضكم بعضا بالمحبة، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط الصلح.) فهذه عظة, صدقونى الذى يكون متخاصم مع الناس و كل يوم يقول هذا الجزء يتبكت فى داخله و هى جزء من الصلاة و لكن عنصر وعظى, ثم يبدأ فى المزمور الاول ” طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة المنافقين. وفى طريق الخطاة لم يقف، وفى مجلس المستهزئين لم يجلس” فتبعد عن كل تلك الاشياء فتجد السلبيات و الايجابيات فتجد ” لكن في ناموس الرب إرادته، وفى ناموسه يلهج نهارا وليلا. فيكون كالشجرة المغروسة على مجارى المياه التي تعطى ثمرها في حينه. وورقها لا ينتثر، وكل ما يصنع ينجح فيه” كعنصر وعظى فأنت لا تطلب طلب لكن عنصر وعظى بالصلاة, و العنصر الوعظى هذا علمنا السيد المسيح اياه فى الصلاة الربانية فى ” أغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا” فيجوز انت لا تغفر فأول ما تسمع تلك الكلمة تتبكت لانها عنصر وعظى. كذلك ما يشبهاها من أيات “فى كل ليلة أعوم سريرى ، وبدموعي أبل فراشي” – مزمور 6 من صلاة باكر – فيجوز ليس عندك هذا لكن أسلوب وعظى فى الصلاة. تقول ” يا رب من يسكن في مسكنك، ومن يصعد جبل قدسك؟” – مزمور 14 من صلاة باكر – فتجد الاجابة “السالك بلا عيب والفاعل البر، والمتكلم بالحق في قلبه، الذي لا يغش بلسانه، ولا يصنع بقريبه سوءا، ولا يقبل عارا على جيرانه” فأفرض انك تتكلم على قريبك بالسوء و تقول عارا على جيرانك فتبدأ ان تتبكت فى الصلاة لان فى عنصر وعظى يبكتك على نقائص موجودة داخلك و أيضا هذه غير موجودة أبدا فى الصلوات الخاصة.

أنجيل صلاة الساعة السادسة أيضا أنجيل وعظى و هذا الوضع موجود فى الاجبية فى مواضع مختلفة فأيضا نجد مثلا فى مزمور 23 بصلاة الساعة الثالثة ” من يصعد إلى جبل الرب، أو من يقوم في موضع قدسه؟” فنجد الاجابة بعدها “الطاهر اليدين، النقي القلب. الذي لم يحمل نفسه إلى الباطل ولم يحلف بالغش” هذا عنصر وعظى. مزمور 44 بصلاة الساعة الثالثة “كل مجد ابنة الملك من داخل” و مزمور 33 بصلاة الساعة الثالثة ” أبارك الرب في كل وقت، وفى كل حين تسبحته في فمي” و جايز انت لا تبارك الرب فى كل وقت لكن هذه تنخسك, فى نفس المزمور نجد ” هلم أيها البنون استمعوا لي، فأعلمكم مخافة الرب. من هو الإنسان الذي يهوى الحياة، ويحب أن يرى أياما صالحة؟” و نجد الاجابة بعدها ” صن لسانك عن الشر، وشفتيك عن النطق بالغش. حد عن الشر واصنع الخير، اطلب السلامة واتبعها. فإن عيني الرب على الصديقين، وأذنيه مصغيتان إلى طلبتهم. وجْه الرب ضد صانعي الشر، ليمحو من الأرض ذكرهم. الصديقون صرخوا والرب استجاب لهم، ومن جميع شدائدهم نجاهم” كل هذا عنصر وعظى.

فى صلاة الساعة التاسعة مزمور 100 ” لقد كنت أسلك بدعة قلبي في وسط بيتي. لم أضع أمام عيني أمرا يخالف الناموسَ. صانعي المعصية أبغضتُ. لم يلصق بي قلب معوج، وعند ميلان الشرير عنى لم أكن أعلم، والذي يغتاب قريبه سرا كنت أطارده” و هذا هنصر وعظ و يجوز انك لا تعمل هذا لكنك تتبكت على خطاياك بصلاتك بها و الذى لا يصلى بها لا يتبكت فلا يوجد ما يبكته على الخطية.

نصلى بالاجبية لان بها كل عناصر الصلاة: بها الطلب, بها الشكر ليس فقط بصلاة الشكر لكن فى كل صلاة تقريبا توجد مزامير بها شكر, بها أنسحاق القلب, بها الاعتراف بالخطايا, بها التسبيح و التمجيد, بها التأمل فى صفات الله الجميلة فمن يصلى صلاة خاصة و يتأمل فى صفات الله الجميلة؟ لكن يتأملها شخص عندما يقف و يقول “قدوس، قدوس، قدوس، رب الصباؤوت. السماء والأرض مملوءتان من مجدك وكرامتك” هذه ليست طلب و لا شكر ولا أعتراف بخطية ولا أنسحاق فهى تمجيد و تأمل فى صفات الله الجميلة و كذلك فى أخر كل صلاة “المسيح إلهنا الصالح، الطويل الروح، الكثير الرحمة، الجزيل التحنن، الذي يحب الصديقين ويرحم الخطاة الذين أولهم أنا. الذي لا يشاء موت الخاطئ مثل ما يرجع ويحيا. الداعي الكل إلى الخلاص لأجل الموعد بالخيرات المنتظرة.” كلها تأمل فى صفات الله الجميلة, غيرها كثير جدا مثل ” سبحوا الرب أيها الفتيان” و “سبحوا الرب تسبيحا جديدا” صلوات التسبيح تجدها كثيرة و الكنيسة تحب التسبيح لدرجة وضعت تسبحة نتلوها كل يوم لكى نسبح الرب. من يفعل هذا بأخذ عنصر التسبيح و التمجيد؟ فى الاجبية تجد ” أبارك الرب في كل حين. دائما تسبيحه في فمي” مزمور 33 بصلاة الساعة الثالثة و تقول له ” انت ابرع جمالا وقد انسكبت النعمة على شفتيك” مزمور 44 بصلاة الساعة الثالثة و فى نفس المزمور نجد ” تقلد سيفك على فخدك أيها القوى جلالك وجمالك . استله وانجح واملك من أجل الحق والدعة والعدل” هنا انت لا تطلب شىء و لكن تتأمل فى صفات الله و تسبحه و تمجده. تجد فى مزمور 85 بصلاة الساعة السادسة ” ليس لك شبيه فى الالهة يارب, يارب من مثلك” فتسبح مع الملائكة كما يسبحون الله و فى نفس المزمور تجد ” أنت أيها الرب الإله أنت رؤوف ورحيم. أنت طويل الروح، وكثير الرحمة وصادق” و تسبح الله و تقول بمزمور 92 بصلاة الساعة السادسة ” الرب قد ملك، ولبس الجلال. لبس الرب القوة، وتمنطق بها. لأنه ثبت المسكونة فلن تتزعزع ” فهى ليست طلب ولا شكر و لا أنسحاق ولا أعتراف بخطايا و لكن تسبيح تتأمل فى صفات الله الجميلة.

فمن عندما يصلى يأخذ نقطة التسبيح و يتأمل فيه؟ الانسحاق موجود بكثرة و الاعتراف بالخطايا موجود فى المزمور الخمسين و بمزمور 112 بصلاة الساعة التاسعة فى ” المقيم المسكين من التراب، الرافع البائس من المزبلة ، لكي يُجلسه مع رؤساء شعبه” و فيها ” أعوم كل ليلة سريري، وبدموعي أبل فراشي” مزمور 6 بصلاة باكر و فيها أيضا ” إليك رفعت عينيّ يا ساكن السماء. فها هما مثل عيون العبيد إلى أيدي مواليهم، ومثل عيني الأمة إلى يدي سيدتها. كذلك أعيننا نحو الرب إلهنا حتى يتراءف علينا” بمزمور 122 بصلاة الغروب و فى ” لصقت بالتراب نفسي فأحيني ككلمتك” بمزمور 118 بصلاة نصف الليل فهنا لا يقول لصقت بالتراب رأسى فى المطانية لكنه يقول ان نفسى لصقت بالتراب من الانسحاق. هذا كلام لمن يريد أن يصلى.

فى الصلاة بالاجبية تضمن جميع أنواع الصلاة تقولها كلها, يجوز أنسان فى صلاته الخاصة يجعلها كلها طلبات فقط. فى صلوات الاجبية تفاصيل عديدة هذه التفاصيل من الصعب أنسان يقولها وحده فمثلا فى أخر كل صلاة تقول ” قدس أرواحنا. طهر أجسامنا. قوم أفكارنا. نق نياتنا. اشف أمراضنا واغفر خطايانا” من يقول كل تلك التفاصيل, فى خطاياك تقول فى الثلاثة تقديسات ” التي فعلناها بمعرفة والتي فعلناها بغير معرفة، الخفية والظاهرة. يا رب اغفرها لنا” من يدخل فى كل تلك التفاصيل وحده؟

حتى فى الشكر تقول فى صلاة الشكر تقول ” لأنه سترنا وأعاننا، وحفظنا، وقبلنا إليه وأشفق علينا وعضدنا، وأتى بنا إلى هذه الساعة” فمن يشكر الله لانه أتى به الى هذه الساعة؟

عندما تقول الاشياء التى يستر الله عليك فيها تقول فى صلاة الشكر “كل حسد، وكل تجربة وكل فعل الشيطان ومؤامرة الناس الأشرار، وقيام الأعداء الخفيين والظاهريين، انزعها عنا وعن سائر شعبك، وعن موضعك المقدس هذا” كل تلك التفاصيل العجيبة جدا لا يمكن أن الانسان يقولها وحده لكنها موجودة فى صلاة الاجبية. لان صلاة الاجبية هى التى تعلمنا الصلاة و لذلك الانسان الذى يتعلم الصلاة بالاجبية يجد لسانه منطلق فى الحديث مع الله و بدأ يعرف ما يجب ان يقوله فيقول “علمنى كيف أصلى” فيجد ربنا يقول له خذ هذا و تعلم.

الصلاة بالاجبية حينما تعرف الناس المزامير و الصلوات المحفوظة عن طريق الحفظ تكون تدرب الانسان على الصلاة فى كل وقت و فى كل مكان و هو يسير فى الطريق و هو يسير مع الناس يكون يلهج مهارا و ليلا فى الكلام الذى يحفظه. ليس مثل أنسان يقول كلام قليل ولا يعرف كلام أخر يقوله.

فى الصلاة بالاجبية أيضا مشاعر يدخل فيها الانسان مثل مشاعر المحبة نحو الله فمن يقول ” كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه، هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله.” مزمور 42 او” يا الله إلهي، إليك أبكر.عطشت نفسي إليك… التحقت نفسي وراءك ” مزمور 62 بصلاة الساعة السادسة فهذا كلام عاطفى لا يقدر ان يقوله اى شخص. مزمور 118 بصلاة نصف الليل “محبوب هو اسمك يا رب، فهو طولَ النهار تلاوتي” من يقول هذا؟؟ لا  يقولها الا من يصلى بالاجبية, مشاعر كبيرة جدا. ” شفتاي تسبحانك. لذلك أباركك في حياتي، وباسمك أرفع يدي . فتشبع نفسي كما من شحم ودسم ” مزمور 62 بصلاة الساعة السادسة تلك مشاعر عميقة و تجد بالاجبية كل أنواع العواطف فتجد بها الحب و الايمان و الرجاء و الانسحاق و الخشوع و نحتاج وقت لأتكلم عن كل منهم بالتفاصيل  و لكن كلها موجودة.

هل شخص يصلى وحده سيقول ” انتظرت نفسي الرب من محرس الصبح إلى الليل” مزمور 129 من صلاة النوم؟؟

فى الاجبية فائدة أخرى و هى أن الاجبية تشمل كل القواعد الايمانية و كل الحقائق اللاهوتية التى يذكرها الانسان يوميا فيثبت فى الايمان السليم. يكفى ان فى الاجبية كل يوم نقول قانون الايمان و نقول مقدمته و كل ما فيها من حقائق أيمانية, عقيدة الثالوث القدوس موجودة فى الاجبية فنقول ” نسجد للثالوث القدوس بلاهوت واحد وطبيعة واحدة” بعد البولس فى بداية صلاة باكر. نأخذ صفات الاب فى “الله الاب ضابط الكل” فى الثلاثة تقديسات و فى ” الله الآب، ضابط الكل، خالق السماء والأرض” فى قانون الايمان. نأخذ ” قدوس قدوس قدوس” صفة أخرى من صفات الله. توجد ” نبشر بالثالوث القدوس، لاهوت واحد، نسجد له ونمجده” مقدمة قانون الايمان. كل أقنوم على حدى تصلى له صلوات فتوجد صلوات موجهة الى الله الاب و صلوات موجهة الى الله الابن و صلوات موجهة الى الله الروح القدس: فتجد الاب فى “الله الاب ضابط الكل” و الابن فى قطع الساعة السادسة ” يا من في اليوم السادس وفى الساعة السادسة سمرت على الصليب” و الروح القدس مثل صلوات الساعة الثالثة “أيها الملك السمائي المعزى، روح الحق، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل” و صلوات موجهة الى الثالوث القدوس معا فى الثلاثة تقديسات ” أيها الثالوث القدوس ارحمنا” فمن يعمل هذا وحده فى صلاته؟؟ و صفات السيد المسيح بصلاة الشكر” ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح” فمن يقول كل تلك الصفات؟

يأتى البروتستانت يقول يا يسوع .. فهل لا يوجد غير يسوع؟ لكن الادب الذى فى التخاطب عند الاقباط الارثوذكس يقولون ” ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح” و فى مقدمة الانجيل نقول “ربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا كلنا يسوع المسيح, الذى له المجد الدائم الى الابد أمين” فنكون مؤدبين فى الصلاة, ليس تعال يا يسوع و روح يا يسوع؟

على فكرة أسم يسوع هو أسمه بالجسد الذى نرتفع بالايمان بالمسيح لكى نعرف انه أبن الله الوحيد, فمثلا فى أخر أنجيل يوحنا يقول بعد أيات كثيرة أختارها وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه” يوحنا 20: 30-31 فعندما تقف عند يسوع ولا تصل لكى تؤمنوا ان يسوع هو المسيح فتكون لم تقطع الطريق الايمانى و لسه بدرى عليك.

فى قانون الايمان تقول ” ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا. وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي. أمين” بكل القواعد الايمانية الاساسية.

التناول تجده موجود فى الاجبية “هيائت قدامى مائدة تجاه مضايقي.. وكأسك روتني بقوة” مزمور 22 بصلاة الساعة الثالثة

سر الميرون بنفس المزمور فى ” مسحت بالزيت رأسي”. الذبيحة المقدسة فى “قدموا للرب يا أبناء الله, قدموا للرب أبناء الكباش ” مزمور 28 بصلاة الساعة الثالثة.

لاهوت المسيح ” كرسيك يا الله إلى دهر الدهر، قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك” مزمور 44 بصلاة الساعة الثالثة.

لاهوتيات عن الروح القدس موجودة فى صلاة الساعة الثالثة.

تجد عقائد أخرى مثل عندما تقول ” طهرنا من كل دنس الجسد والروح” تحليل صلاة الساعة الثالثة, فيوجد دنس للجسد و دنس للروح.

تجد كلام كثير عن الخلاص و كلام كثير عن المجىء الثانى و تقريبا كل الحقائق الايمانية و الحقائق الاساسية موجودة فى صلوات الاجبية.

فمن وهو يصلى صلواته الخاصة يتذكر كل تلك الحقائق الايمانية؟

فمن وهو يصلى صلواته الخاصة يتذكر أيضا العذراء و الملائكة و القديسين؟ ففى نهاية كل صلاة تجد ” أحطنا بملائكتك القديسين، لكي نكون بمعسكرهم محفوظين ومرشدين”.

عقائد الفداء و الخلاص موجودة فى الاجبية, الكلام عن الخلاص كثير جدا. فى صلاة الساعة التاسعة ” الرب قد ملك على خشبة” مزمور 95 و ” الرحمة والحق تلاقيا” مزمور 84 من صلاة الساعة السادسة. كل هذه مجرد أشارات فيوجد غيره كثير جدا.

أهمية الكتاب المقدس فى الاجبية يوجد كلام كثير جدا و خصوصا فى مزمور 119 او 118 ” ناموسك هو درسي” و ” ناموسك هو تلاوتي” و ” أنا لهجت بناموسك” و ” لو لم تكن شريعتك تلاوتي لهلكتُ حينئذ في مذلتي” و يقول لك ان البروتستانت هم بتوع الكتاب المقدس؟ لا يوجد أحد يهتم بالكتاب المقدس مثلنا. عندما نقرأ الكتاب المقدس فى الكنيسة نشعل له شمعتين و نقول له أوشية خاصة و نرفع له بخور و يقف الشعب كله أحتراما للكتاب المقدس و رئيس الكهنة يخلع تاجه و يقف فى خشوع لسماع الكتاب و نصلى و نقول ” واجعلنا مستحقين لسماع انجيلك المقدس”فمجرد الاستماع يحتاج لاستحقاق و صلاة و رفع بخور و أوشية هذا أحترام الكتاب و ليس شخص يقرأ الكتاب وهو جالس فلا يوجد أحترام لكلمة الله كما ينبغى. لكن الاجبية تعلمنا أحترام كلمة الله.

صلوات محفوظة ما المانع المفروض ان نحفظ كلام الله و نرتل بهذا الكلام المحفوظ. لاحظوا ان الصلاة بالمزامير كانت كلها تسابيح بالالحان, فكانوا يرتلونها بحسب مزمور 97 بصلاة الساعة التاسعة ” سبحوا الرب تسبيحا جديدا” و مازال حتى اليوم المزامير 146-148 موجودة فى التسبحة اليومية و نقولها بألحان, فتوجد مزامير تقال فى التسبحة فى الابصلمودية بلحن. طبعا المزامير التى تقال فى القداس قبل الانجيل تقال أيضا بلحن. فكان كل مزمور له لحنه,  قديما داود كان لديه القيثارة و المزمار و الصنوج و الابواق و كانت فرقة موسيقية تصاحبه و هو يقول المزمور.

فى الصلاة بالاجبية توجد الشركة المقدسة بيننا و بين بعض فكلنا نشترك بروح واحد فى صلاة واحدة فى طلبة واحدة جزء من حياة الشركة و توحد القلوب فى طلبات مشتركة و توحد القلوب فى مشاعر مشتركة مقدسة يشترك فيها الكل أثناء الصلاة.

تاريخ الكنيسة جـ1 10 11 1987 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

إنبثاق الروح القدس 27 10 1987 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث
محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث