الأرواح جـ5 04 05 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو – البابا شنودة الثالث

س 1: ما هو الحل الذى ممكن ان يفعله الكهنة و الشعب مع أسقف يرفض دخول بلدهم وهى تابعة لابراشيته و يقول انه برىء من دم هذا الشعب و يحمل الكهنة مسئولية هذا الشعب، كل هذا بسبب مشكلة رسامة كهنة جدد فى هذا البلد حيث ان الاسقف ضد رشامة الاشخاص الذين رشحهم الشعب و يريد رسامة كهنة عن طريق نيافه لا يعرفهم الشعب على الاطلاق؟

ج: الاسقف فى الرسامة له ان يرفض و لكن ليس له ان يفرض، له ان يرفض اذا كان ضميره لا يساعده فى رسامة شخص و لو أختاره الشعب. لكن ليس له ان يفرض أرادته و يرسم ضد أرادة الشعب. المفروض ان تتفق الاراداتان معا، أذا حدث خلاف يتأجل الموضوع. أفرض ان الشعب رشح أشخاص و هم لا يعلمون حقيقة هولاء الاشخاص بمجرد المظهر الخارجى لهم، فالاسقف من حقه ان يرفض و ليس من الضرورى شرح الاسباب لان ممكن ان تحمل تشهير اذا شرح الاسباب. ليس من حقه ان يفرض عليهم شخص ولا ان يفرضوا عليه شخص. أما كون ان الاسقف لا يزور البلد فليس حل عملى، هو ممكن يزورهم و يجلس معهم فى البيوت و يكسبهم و يضمهم اليه و يصير المعارضين له مناصرين له، عدم زيارة البلد ليس من صالحهم لفقدانهم الرعاية ولا من صالحه ان سوء التفاهم يزداد يوم عن يوم. ممكن الشعب يذهبوا له و يقولون لماذا يا سيدنا لا تزورنا و يتفاهموا معه.

س 2: هل يمكن ان يعمل تراحيم و يذكر أسم المرحوم جهرا بالكنيسة فى الخماسين؟

ج: ممكن، الترحيم بلحن حزينى هو الذى لا يتفق. الممنوع فى الخماسين هو اللحن الحزاينى و لكن ذكرى الناس فى الترحيم ممكن. بدليل اننا نذكر ترحيم عام ” أولئك يا رب، الذين أخذت نفوسهم، نيحهم في فردوس النعيم، في كورة الأحياء إلي الأبد، في أورشليم السمائية، في ذلك الموضع” لكن لا نقول الحان حزاينى، فالمقصود بمنع التراحيم فى الخماسين هو منع اللحن الحزاينى. لدرجة ان الميت عندما يدخل فى أيام الخماسين نستقبله بألحان القيامة الفرايحى و كما نذكر المنتقلين فى أوشية الانجيل بالقداسات ” أيها الرب إلهنا. الذين سبقوا فرقدوا، نيحهم”.

س 3: هل فكر قداستكم فى طبع بعض حاضرات هذا العام مثل موضوع طبيعة المسيح و أنبثاق الروح القدس بدل من النسخ المتداولة بين لطلبة وهى غير دقيقة و بها أخطاء؟

ج: ممكن نعملها لكم، لم أقول لاحد يطبع نسخ بها أخطاء. سأصدر كتاب عن أنبثاق الروح القدس و المطهر لابد ان أصدر له كتاب فى أغسطس او أول سبتمبر لان فى أكتوبر سيكون هناك نقاش مع الكاثوليك حول أنبثاق الروح القدس و المطهر، فأريد أن أصدر كتاب المطهر قبله كجزء من الحوار اللاهوتى بيننا و بينهم. أن هذا هو أيماننا و على هذا الاساس سنتفاهم.

س 4: هل توجد علاقة بين عيد القيامة و عيد شم النسيم؟

ج: هو طبعا عيد القيامة يكون دائما فى الربيع و بأستمرار فى برمودة و أوقات فى المخطوطات يقول “مثل الورد فى برمودة” و شم النسيم يكون فى الربيع.

س 5: سؤال عن حالة كنيسة الاقباط بشيكاغو: فتوجد كنيسة واحدة بعيدة عن المساكن ولا توجد لها مواصلات، اذا لم توجد سيارة ملاكى للاسرة لا تتاح لها الذهاب للكنيسة الى حد ان بعض الاسر تذهب الى كنائس غير أرثوذكس. المهاجرون الى شيكاغو يرجوم من قداستكم اما بناء كنيسة أخرى قريبة من المساكن او تخصيص أتوبيس لخدمة الكنيسة؟

ج: يندر ان يوجد شخص فى المهجر ليس لديه سيارة، أوقات تكون عدد السيارات تكون اكثر من عدد الناس اى يكون للشخص أكثر من سيارة. هذه بلاد كبيرة و حتى تلك الكنيسة تخدم ولاية الينوى أيضا و مثل ما نقول كنيسة كليفلاند تخدم ولاية أوهايو كلها و ليس فقط كليفلاند, الكنائس لدينا تكون مركز لخدمات كثيرة. تصحيحا لصاحب السؤال لدينا فى شيكاغو كنيستان [كنيسة مارمرقس – كنيسة السيدة العذراء]. موضوع الاتوبيس ممكن صاحب السؤال يقدم الاقتراح لمجلس الكنيسة هناك.

س 6: هل ممكن ربنا يوافق على زواجى من أنسان أنا غير موافقة عليه؟ هل أسلم لارادة ربنا رغم رفضى؟

ج: طيب و تلزقيها لربنا ليه؟ أنتى حرة قولى مش عايزاه. لكن تقولى أرادة ربنا و تتزوجيه و تقولى ان ربنا أرغمنى!! أرادة ربنا ان تكونى سعيدة فى حياتك، فلو هذه الزيجة لا تسعدك فلا تقولى أرادة ربنا و أسلم لها.

س 7:  هل الروح الانسانية للرجل تختلف عن الروح الانسانية للمراة؟!

ج: الصفات العامة للروح واحدة، فكون أنها روح خالدة فهم مثل بعض و كذلك أنها على صورة الله و مثاله و انها روح عاقلة و كون ان الروح تشتاق ضد الجسد كلهم متماثلة للاثنين. التباينات فى الروح توجد بين الرجل و الرجل و بين المراة و المراة أختلافات.

س 8: هل للكهنة مرتب شهرى ثابت أم يعتمد دخلهم على تبرعات الشعب فى صناديق الكنيسة فيختلف مرتبهم حسب مستوى الكنيسة و حسب العطاء بها من شهر لشهر؟ من أين يصرف هل من البطريركية ام المطرانية؟

ج: كل كنيسة قائمة بذاتها فى مرتبات الكهنة، فلا يوجد كادر عام للكهنة و أنما يختلف من كنيسة لكنيسة. فى الحقيقة أيراد الكاهن يكون من شيئين أما مرتب او خدمات و تلك تحير البطريركية الى أبعد الحدود. يوجد كاهن لا يدخل فى الخدمات فيزور ولا يأخذ فلوس و أى سر من أسرار الكنيسة ولا يأخذ فلوس سواء [أكليل – خطوبة – جناز – قنديل] و يتلقى مرتب شامل و هذا نوع موجود عندنا و اذا أعطاه الناس فلوس يوصلها للكنيسة بأيصال. يوجد نوع من لازم يأخذ فلوس فى الخدمات و كون اننا نحدد هذا الموضوع بلا فائدة و أوقات يقول مرتبى قليل و امام ضميره يكون مرتاح، يقول الناس قالت هذه لك يا أبونا و ليس للكنيسة و مادمت تأخذ من الخدمات فلا تأخذ مرتب مثل الذى لا يأخذ. فكيف نوفق بين الكاهن الذى لا يأخذ خدمات و نجعل مرتبه مثل الذى يأخذ. الحكاية تريد ان تكون روحيات الكاهن هى التى تديرهو ليس الاوامر التى تصدر من الكنيسة، الكاهن العفيف من جهة المال فالمال يجرى ورائه دون ان يطلبه. المال و الكرامة الذى يجرى ورائهم يجروا منه، الذى يهرب منهم يجروا ورائه.

س 9: فى كلام قداستكم عن رسامة كهنة فى كنائسنا بالخارج وردت عبارة كثيرون يريدون ولا يصلحون و الذين يصلحون لا يريدون، فهذه الصلاحية التى تحدثتم عنها هل هى أستعداد و معرفة و ألمام باللغات أم أستعداد الشخص روحيا لمجابهة تيارات العالم المادى؟ هل من لهم معرفة كنسية بجانب حبهم للغات و الترجمة و قرأة الكتب الروحية بلغات أجنبية تؤهلهم؟

ج: طبعا كل تلك الاشياء لازمة. لابد ان يعرف لغات، لان من يولدوا هناك او من خرج صغير من مصر لا يعرفون عربى فلن يفهموا أرشاد الكاهن لهم فى الاعتراف مثلا. فوجود كاهن يعرف لغات أمر أساسى جدا, كما أيضا كونه شخص روحى أساسى جدا، كذلك يكون أنسان يعرف كيف يتعامل مع الناس فمثلا لا يصلح المتشدد لرأيه لانهم متعودين على Human Rights و ان لهم وجهة نظر ممكن تختلف معه. فيجب كاهن المهجر يكون يعرف  يتفاهم و يقنع و يكسب و يصبر على الناس، يحتمل الجدل و المعارضة و لا يكون مستبد برأيه، كما يكون له المعرفة المشبعة فيقدر ان يشبع شعبه بان يكون معرفة الكاهن يتناسب مع معرفة الشعب و قدرة على فهم الافكار الجديدة.

س 10: فى المحاضرة السابقة، قداستكم قلتم ان الجسد الممجد للسيد المسيح هو نفسه الجسد الذى ولد به من العذراء القديسة مريم, فى نفس الوقت الجسد الممجد ليس له لحم او دم او عظام. فلماذا بقى اذا من الجسد المولود من العذراء؟

ج: لا أنا قلت ان الجسد يأخذ نوع من التجلى، فنفس الجسد يأخذ تجلى, مثل ما قلنا ان جسد الثلاثة فتية كان هو نفس الجسد ولكن أخذ نوع من التجلى لا يجعل النار تحرقه، لكنه نفس الجسد.

س 11: ماذا عن طبيعتنا نحن من بعد القيامة العامة؟

ج: قلنا ان بولس الرسول قال فى ” يزرع في فساد ويقام في عدم فساد. يزرع في هوان ويقام في مجد. يزرع في ضعف ويقام في قوة. يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا” كورنثوس الاولى 15: 42-44 ، فجسدنا فى القيامة سيكون جسد ممجد أيضا. قيل أيضا فى ” الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده” فيلبي 3: 21 فنحن جسد القيامة لنا على صورة جسد مجد المسيح.

س 12: سمعت فى أحدى العظات لاحد الاياء الكهنة ان السيد المسيح قد صعد أثناء كلامه مع المجدلية الى السماء و أخذ الروح القدس, لذلك قال لا تلمسينى لانى لم أصعد بعد و قال أنه تفسير لاحد الاباء القديسين؟

ج: ما معنى أخذ الروح القدس!!! ما هى كانت لمسته قبلها عندما سجدت عند قدميه و أمسكت بقدميه. فليقول من من الاباء القديسين و نرجع له. مريم المجدلية كانت قد لمسته فى ” فيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال: سلام لكما. فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له” متى 28: 9. عن صعوده الى الاب و أخذ الروح القدس، هل لم يكن أخذ الروح القدس؟! الروح القدس فيه و هو فى الروح القدس منذ الازل.

الأرواح ج 5

الكلام عن الارواح دخل فى أفكار عديدة و كثيرة أرجو ان تكونوا جميعا على دراية بمعانيها, سنضعها فى صورة نقاط:

1- قيل ان الروح مخلوقة و ليست مولودة: بأنها نزلت من السماء و أتحدت بالجسد، أن هذه الروح المخلوقة حينما أتحدت بالجسد نسيت معارفها السابقة و أصبحت لا تعرف شيئا و أصبحت تأخذ المعارف من الحواس. نحن عارضنا فى كلمة روح مخلوقة لان الروح لو كانت مخلوقة تكون ليست من جنس أدم و حواء و أنما تكون جنس أخر أضيف لى الطبيعة الادمية، أيضا لو كانت مخلوقة تكون لا ترث الخطية الاصلية. فما الحاجة الى عماد الطفل؟ أيضا كونها مخلوقة و تنسى معارفها معناها ان الله سمح لهذه الروح أن تنحط عن مستواها و تفقد سموها بأتحادها بالجسد. أن كانت تنسى معارفها حقا فهذا الامر أيضا يتعارض مع فكرة عودة التجسد Reincarnation بالنسبة للاطفال النابغين، الذين قالوا ان الاطفال النابغين سبب نبوغهم هو ان روح لها معارف أتحدت بهم فأكتسبوا تلك المعارف. كمثال لو طفل نابغ فى الموسيقى يقولون ان روح موسيقار عظيم أتحدت بجسده، فاذا كانت الروح تنسى معارفها عند أتحادها بالجسد فكيف روح الموسيقار العظيم هذا أعطت الطفل الموسيقى؟؟!

2- قيل فكرة عودة التجسد Reincarnation عن نفس المثال السابق لماذا روح الموسيقار لم تعطيه معرفته الا بالموسيقى و ليس كل معارفه السابقة فى كل المجالات؟

هناك من يقول ان الولادة جسدية: جسد يخرج من جسد. لا فهو ليس  مجرد جسد، لان الولادة يولد أنسان كامل [جسدا – نفسا – روحا], يولد أيضا كأنسان له عقل و روحه عاقلة. فلا نقدر ان نقول ان الانسان عندما يولد، يولد مجرد جسد! هذ غير معقول، حتى نفس الناس الذين يقولون ان الروح مخلوقة يقولون ان الطفل يولد و له أيضا الجسد و النفس و الروح العاقلة و الحية الخالدة. جسد وحده كمادة لا. الانسان خلق من الله و الايات التى وردت عن خلق الروح مثل فى ” جابل روح الإنسان في داخله” زكريا 12: 1 او فى ” فيرجع التراب إلى الأرض كما كان، وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها” الجامعة 12: 7 فالخلق لا يعنى شيئا جديدا، فكلنا خليقة الله مع أننا مولودين و لكن الاصل أدم و حواء مخلوقين. فهل ينكر أحد أننا من مخلوقات الله, فنحن مخلوقين على أعتبار أننا مولودين من مخلوق و لذلك كل الكائنات تعتبر خليقة فيقول الكتاب ” أن كل الخليقة تئن وتتمخض معا إلى الآن” رومية 8: 22 لان الخليقة تعتبر خليقة لان أصلها مخلوق. فأحيانا عندما نتكلم عن الله جابل الروح و خالقها اى الانسان كله مخلوق وفى ” ترسل روحك فتخلق” مزامير 104: 30 فحتى لو ولد يعتبر مولود، لانه مولود من مخلوق.

فى أن الروح مخلوقة، أنا قلت فى معارضتها عدة أشياء: أولا لو كانت مخلوقة لا تكون من نسل أدم بل طبيعة أخرى أضيفت الى طبيعتنا. فيكون بنا طبيعة بشرية من أدم و حواء و طبيعة أخرى التى هى الروح المخلوقة, نكون مركبين من أشياء أدمية و أشياء غير أدمية! هذا لم يقول به أحد. ثانيا ان الروح لو مخلوقة تكون روح بريئة لم ترث الخطية لانها مخلوقة ، فما ذنبها أن تتحد بجسد مولود بالخطية و ترث معه الخطية و ممكن أنها تفقد أبديتها بهذا الشكل. لما نقصد الهلاك، نقصد الهلاك الابدى. صحيح ان الروح كائن حى لا يموت, الموت هو أنفصال الجسد عن الروح و الجسد يموت، هذا صحيح. يوجد موت أبدى و موت أدبى وهو الانفصال عن الله, عندما يقول الله “موتا تموت” و حكم الموت الابدى الذى خلصنا منه المسيح فهو ليس مجرد موت الجسد. بدليل بعد فداء المسيح لنا مازال الجسد يموت. لكن المقصود هو خلاصنا من الموت الابدى. تكون الروح تتعرض للموت الابدى، الموت الابدى هو الهلاك و العذاب و المفروض ان الارواح تتعذب مثل ما الاجساد تتعذب. فما ذنب تلك الروح ان يكون محكوم عليها بالموت الابدى و الهلاك و تحتاج لفداء المسيح و تحتاج لان تغسل بدم المسيح، أفرض انه لم يتاح لها هذا الامر مثل ان روح تولد من شخص غير مؤمن فما ذنبها ان كانت روح مخلوقة طاهرة نقية ان تلتصق و تتحد بجسد فاسد نجس محكوم عليع بالموت و يكون محكوم عليها بالموت الابدى منذ الولادة، الهلاك للانسان كله جسدا و روحا و فى العذاب الابدى يكون للجسد و الروح. كما لماذا نعمد الاطفال اذا هم مولودين بروح جديدة بريئة.

3- هل الروح بعد الموت تبقى ثلاث أيام حول الجسد؟!! قد قمنا بالرد عليها, هكذا صلاة اليوم الثالث.

4- هل الروح تتجول و تخرج؟! الروح الشريرة تخرج و تتجول لتصنع شرا، الروح البارة تخرج و تتجول وتصنع خيرا! اذا كانت أرواح الابرار تكون فى الفردوس فهل تخرج من الفردوس؟ , هل أرواح الاشرار فى الجحيم تخرج من الجحيم؟ لم يقول الكتاب أطلاقا أن الروح تخرج و تجول، لا أرواح الابرار ولا أرواح الاشرار. أما الاية الخاصة ” إذا خرج الروح النجس من الإنسان يجتاز في أماكن ليس فيها ماء، يطلب راحة ولا يجد. ثم يقول: أرجع إلى بيتي الذي خرجت منه. فيأتي ويجده فارغا مكنوسا مزينا. ثم يذهب ويأخذ معه سبعة أرواح أخر أشر منه، فتدخل وتسكن هناك” متى 12: 43-45 فهى تنطبق على أرواح الشياطين و ليس أرواح بنى  أدم، لان روح الانسان عندما تخرج من بيتها الذى هو الجسد الموجودة به فلا يمكن ان ترجع لنفس الجسد لان الجسد يكون تحلل ومات, لو روح أدمى كيف تأخذ سبعة أرواح أخرى من أين تأتى بهم؟!! فواضح انه ينطبق على أرواح الشياطين و ليس أرواح البشر و الا الانسان سيكون له سبعة أرواح!!! لم يقل الكتاب أطلاقا ان روح بشرية تدخل فى جسد بشرى، لا يوجد مثال واحد أطلاقا على أن روح بشرية تدخل فى جسد بشرى بعد موتها. الروح التى ماتت ما مدى حريتها فى الحركة أنها تخرج من مكانها و تتجول فى الارض؟ أن الروح يمشى بالجولان و التمشى فى الارض فهذه قيلت عن الشيطان، لان الشيطان مدته لم تنتهى بعد و سيأتى الوقت الذى وقته ينتهى و ربنا يحاسبه من أول كبريائه الى أخر الدهور، لكن الانسان  فترة أختبارة على الارض انتهت بموته فما  معنى تجواله؟ اذا كان يتجول فى الارض فما معنى انه محبوس فى الجحيم؟ ما معنى الايات التى قيلت عن الارواح التى فى السجن؟ أما ما يقال ان الروح التى بالسجن مثل مربوطة بحبل طويل مثل 200 كيلو و يتجول فى البلاد فهذا لم يرد فى الكتاب أطلاقا ولا يوجد ما يثبته. نحن دائما ما نأخذ معلوماتنا أما من الكتاب المقدس او من التقليد الكنسى المعترف به.

شخص يسأل: أذا كانت الروح لا تتجول فكيف نفسر ظهور القديسين؟ لابد ان تفرق بين أمرين طبيعة وضع الروح و بين نعمة معينة يعطيها لروحا قديسة، يكلفها بماموريات معينة. اى ان ليس ان أرواح القديسين من طبيعتها انها تتجول، لكن بعض القديسين ربنا يعهد اليهم بمهام معينة كأنقاذ شخص او عمل رحمة او غيره مثل السيدة العذراء و مارجرجس و بعض الشهداء و بعض الابرار. هذه تعتبر تكليفا ألهيا و ليست من طبيعة الحياة بعد الموت. بدليل ان الغنى لما قال لابراهيم أرسل لعازر أن يذهب لاهلى، أبراهيم قال له لا عندهم موسى و الانبياء، اذا لعازر من نفسه لا يقدر ان يذهب و انه برجاء و واسطة يريده ان يذهب و مع هذا لم تقبل هذه الوساطة و أبونا أبراهيم قال له لا. فليست من طبيعة الارواح هذا الامر و لكن التكليف الالهى له وضع خاص.

يقال ان الارواح ممكن تدخل فى حيوان او نبات او ماء او جماد! تعطى دائما قصة لاجئون التى دخلت الارواح الشريرة  فى الخنازير، فيقولون مثل ما دخلوا فى الخنازير فأرواح بنى أدم تدخل فى الحيوان. فى الاجابة هنا لابد ان نفرق بين أرواح الشياطين و أرواح البشر فهناك فرق كبير جدا و لا يمكن أطلاقا أن ما ينطبق على الشياطين ينطبق على البشر. الشيطان يدخل فى أنسان و يستعبد روحه، فهل تقدر ان تقول ان روح أنسان تدخل فى أنسان و تستعبد روحه؟ الكتاب لم يقول هذا أبدا. المسيح للتلاميذ قال لهم أخرجوا شياطين و لم يقول أخرجوا أرواح بنى أدمين. قد شرحت فى محاضرة سابقة الفرق بين طبيعة روح الشيطان و طبيعة الروح البشرية. روح الشيطان فى قصة أيوب أستطاعت ان تنزل و تهد بيوت و تشعل نيران و … فهل توجد روح أنسان بعد موته تنزل و تعمل بالمثل؟!! أذا كانت أرواح الشياطين دخلت فى حيوانات فلا يعنى ان روح الانسان تدخل فى حيوانات، ثم ندخل فى مشكلة أخرى أن أرواح البشر تدخل والانسان حى ام ميت؟؟ لان يقولون ان الانسان وهو نائم روحه تخرج و تدخل فى قطة و تدخل البيوت!! لم يقل الكتاب أبدا بهذه الامور.

نقطة أخرى فى قصة لاجئون وهى ان الشياطين قالوا للمسيح “أذن لنا ان ندخل فى الخنازير” و المسيح أذن لهم. فهل فى كل قصة من الارواح التى يقولون عنها تاخذ أذن؟ كلمة أذن لنا تعنى ان هذا الامر ليس فى سلطانهم و هكذا أيضا فى قصة أيوب طلبوا أذن و سماح من الرب. فالامر الذى حدث بطلب و أذن ثم سماح من ربنا، نطبقها كقاعدة عامة على جميع الموتى انهم يخرجون و يدخلون فى حيوانات!!! أين صورة الله و مثاله فى هذه الحالة، أن الروح البشرية التى خلقت على صورة الله و مثاله تدخل فى حيوان؟ أين أذن لنا و أين أذن لهم؟ الطفل النائم ان روحه تخرج و تدخل فى قطة فهل هذا أيضا قال لله أذن لى؟ أذا كنا نقول ان كل أعمال الله بحكمة صنعت فما الحكمة ان روح الطفل تدخل فى حيوان!!!

نقطة مفارقة الروح للانسان أثناء النوم، هل يكون هذا الجسد حى ام ميت؟؟ اذا كان الجسد ميت و قد فارقته الروح فهل يتحلل؟ كيف بعد خروج الروح و عند عودتها تجد الجسد كما هو؟ اذا ضريت القطة يحس النائم، اذا حبست لا يقوم النائم من نومه!! كل هذه قصص خرافات لكن لا تقدم كعقيدة دينية. أين حكمة الله هنا و الهدف الروحى من كل هذه الامور و لماذا القطة تحديدا؟؟ الاهم ما هو تعليم الكتاب فى هذا كله و ما أقوال الاباء فى هذا كله؟

نقطة أخرى عند دخول الروح فى نبات او جماد، ما معنى هذا؟ اذا دخلت روح أنسان فى نبات فهل النبات يعقل و يفكر و يتكلم لانها روح ناطقة عاقلة؟ فالروح عند دخولها هل تدخل بكل صفاتها ام تترك صفاتها و تدخل بدونها؟ اذا دخلت فى الحجر ما تصنع له؟ م الهدف الروحى و اللاهوتى من هذا كله؟ اين قيل فى الكتاب كله ان روح أنسان دخلت فى شجرة او نبات او جماد او مياة؟ هل لو دخلت فى هذا كله يدخله العقل و المنطق و النطق و الحياة؟ كذلك لا يوجد اى دليل عن حرية روح الانسان فى الحركة و التجوال سواء فى الارض او فى السماء، نحن كل تعليمنا نأخذه من الكتاب. أحب أن أقول مبدأ خطيرا جدا لابد ان تمتلىء به عقولكم “لا يصح أطلاقا ان الفكر الخاص يتحول الى عقيدة و ينشر كعقيدة”، فكل أنسان يفكر كما يريد و لكن يقدر هذا الفكر كعقيدة أمر مرفوض 100%ٍ، أنت لك رأى ان الروح تتحرك او تذهب و تعود لكن لا تقول ان هذه عقيدة.

لذلك هناك فارق بين الفلسفة و الدين: الفلسفة فكر أنسانى يتشكل بطريقة ما و يقدم معرفة من نوع ما مقبولة او غير مقبولة و لذلك الفلسفات أحيانا تتعارض مع بعضها، لكن العقيدة هى معرفة ألهية, فليس كل شخص له فكر خاص يحوله الى عقيدة. اذا حوله الى عقيدة و علم بها تقف أمامه الاية التى تقول ” لا تكونوا معلمين كثيرين يا إخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم. لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا” يعقوب 3: 1-2.

فشخص يقول لك غير معقول ان النجوم و الشموس و الاقمار تلك كلها تكون بدون كائنات، فلابد ان بها كائنات! نقول من أين أتيت بذلك الكلام؟ فكرك الخاص, فليكن و لكن لا تحوله الى عقيدة و لا تعلم به. الكتاب لم يقول لنا ان الشموس بها كائنات حية غيرنا، لا نقدر ان نقول للناس ان لسنا وحدنا بالكون و توجد كائنات حية أخرى فى الكون بالكواكب و النجوم و الشموس. فلا حتى العلم قال بهذا ولا الناس الذين صعدوا الى القمر قالوا هذا، حتى لو قال العلم بذلك يبقى علم و لكن ليست تلك العقيدة و الكتاب المقدس لم يقول بذلك. تقول غير معقول اذا لماذا خلقها الله؟ هذا فكرك أنت و لكن لا تقول انها عقيدة. أنت تفكر هكذا ان غير ممكن ان تكون الشمس لمجرد الاضاءة, الكتاب المقدس قال ” فعمل الله النورين العظيمين: النور الأكبر لحكم النهار، والنور الأصغر لحكم الليل، والنجوم” تكوين 1: 16 هذا ما يقوله الكتاب و انت تقول ليست كافية الاضاءة و لازم ان يسكن بها كائنات. هذا فكرك و لكن ليس عقيدة مسيحية، العقيدة و اللاهوت المسيحى لا يقول هذا. فكر كما تريد و لكن ضع كل هذا الفكر تحت فكرى الشخصى ولا تسميه عقيدة او تعلم به كعقيدة.

المسائل تتطور عند الناس الى ما يسمى بعودة التجسد، الكلام الموجود فى كتب علماء الروح عن عودة التجسد هو نفسه الكلام الذى نسمعه من رجال الدين حرفا حرفا و الايات التى يستخدمونها هى هى من عشرات السنوات. فتقرأ كتاب “عودة التجسد” لعبد العزيز جادو، فتجد به نفس الايات التى ينادى بها بعض رجال الدين بالحرف الواحد. تقرأ “عودة التجسد” لرؤوف عبيد فتجد نفس الايات و البراهين و الافكار هى هى. فهل نأخذ ما بكتب علماء الارواح و نحولها الى لاهوت و نحوله الى عقيدة؟!! هل تفسر الايات على حسب علماء الارواح؟!! فليكن علم و موجود فى الجامعات و لكنه ليس لاهوتا ولا عقيدة.

الكتاب المقدس يضع لنا قواعد فيقول ” وضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة” عبرانيين 9: 27 تلك أية، الشخص الذى يدخل جسد و يموت مرة أخرى و روحه تخرج و تدخل فى جسد ثالث و تموت، تجوال الروح تلك أفكار هندية قديمة و فرعونية قديمة أنتشرت عن طريق تنقلات الناس و الرحالة و التجار و دخلت حتى فى بلاد فلسطين و وجدت فلسفات بين الفلسطنيين و اليهود من تلك الافكار القديمة. عندما يقول بولس الرسول عن فلسفة أبيقور ” فلنأكل ونشرب لأننا غدا نموت” كورنثوس الاولى 15: 36، هل أبيقور كان فلسطينى او يهودى؟! لكن من الفلسفات اليونانية القديمة، عندما تكلم عن الرواقيين الذين تجادلوا مع بولس فى ” فقابله قوم من الفلاسفة الأبيكوريين والرواقيين، وقال بعض: ترى ماذا يريد هذا المهذار أن يقول؟ وبعض: إنه يظهر مناديا بآلهة غريبة. لأنه كان يبشرهم بيسوع والقيامة” أعمال 17: 18 فالعالم يختلط و تأتيه أفكار من كل مكان. حتى وصلت الى تلميذ من تلاميذ المسيح يقول ” يا معلم، من أخطأ: هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟” يوحنا 9: 2 فنقول انه أخطا قبل ميلاده فهذا معناه عودة تجسد!! فكر خاطىء و ردده التلاميذ و المسيح قال لهم لا هو ولا أبواه. تقول لماذا لم يشرح المسيح و يرد على عودة التجسد؟ هلا لكتاب المقدس مقصود به فلسفة، يكفى انه قال انه خطأ و لن يعطيهم درسا فلسفيا عن عودة التجسد. السيد المسيح فى أسلوبه كان له الطريقة الايجابية و ليس كل الامور السلبية يرد عليها و يوبخ عليها، المسيح لو وبخ عن كل خطىء لكان وبخ كل شخص و قال عنهم ” جيل شرير وفاسق” متى 12: 39 و فى متى 16: 4 و فى لوقا 11: 29 فهذا الجيل الفاسق الشرير سيظل يوبخه على كل نقطة فى الفساد؟!! فى أمور الارواح لابد ان نتواضع، أى نحن كبشر لا نعرف كل شىء و هناك أمور يقتضى التواضع ان نقول فيها لا نعرف. ممكن شخص يسألك الاكوان الاخرى بها كائنات حية؟ قول له ان الكتابا لمقدس لم يقول و أنا لا أعرف، فتكون أنسان متواضع. لكن تقول بالتأكيد موجود فيها و اذا قلنا لا يوجد نكون ضد حكمة ربنا!! ستدخلها فى عقيدة و من الخطأ ان الفكر الشخصى يتحول لعقيدة، أمور كثيرة جدا لم يذكر عنها الكتاب شىء. الكتاب لم يقول عن الروح بعد خروجها تذهب اين و ما تفعله و ما أتجاهها، أنا كأنسان معلوماتى محدودة أقول لا أعرف. لكن أقول ان الروح عند خروجها من الجسد تكون خائفة ولا تعلم اين تذهب فتحتاج صلاة لتدفعها للامام و انها تكون متلكئة و متمردة!! الكتاب المقدس لم يقول لنا أرواح متلكئة أو متمردة. شخص يخرج من الجسد أمام الله متلكىء او متمرد!! فالروح لو تقدر ان تكون متلكئة او متمردة فتكون متلكئة فى الخروج من الجسد أيضا و هذا أحسن لها و ليس بعد خروجها تتلكىء و تتمرد قبل خروجها و ليس بعده. ما الذى تملكه الروح حتى تتلكىء او تتمرد! لكن هذا كلام علماء الارواح و نحن لابد ان نكون متواضعين لا نعلم الا ما قاله الكتاب. السيد المسيح قال للتلاميذ ” فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به” متى 28: 19-20 فنحن نقول مبارك أسمك يارب، جميع ما أوصيتنا به نعلمه للناس. أنت علمتنا بتجوال الروح او تقمص الروح او عودة التجسد؟ لم تقول شىء منها، فاذا لا نقترب من تلك الامور, لكن كل شخص يفتح مجال فوق مستواه و يتكلم فيه؟ بصراحة الكلام فى علم الارواح فوق مستوانا، مادام الكتابا لمقدس لم يقول عنه شىء يكون فوق مستوانا. فلنبقى فى أختصاصنا ناس تبحث فى اللاهوت و كلية لاهوتية و نتكلم فى الامور التى نعرفها و ما قاله الكتاب المقدس و ما تعرض له الاباء و اثباتاتهم و ما وصل لنا بالتقليد، لكن ان نتجاوز حدودنا هذا أمر ليس لنا ان ندخل فيه.

أسئلة متنوعة جزء 4 17 05 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

أسئلة متنوعة جزء 2 26 04 1988 محاضرات الكلية الإكليريكية فيديو - البابا شنودة الثالث

محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث
محاضرات الإكليريكية - 1987-1988 - البابا شنودة الثالث