الإصحاح الأربعون – سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الأربعون

الأعداد 1-11

الآيات (1 - 11): -

"1 جهد عظيم خلق لكل إنسان ونير ثقيل وضع على بني آدم من يوم خروجهم من أجواف أمهاتهم إلى يوم دفنهم في الأرض أم الجميع. 2 فان عندهم انزعاج الأفكار وروع القلب وقلق الانتظار ويوم الانقضاء. 3 من الجالس على العرش في المجد إلى المتضع على التراب والرماد. 4 من اللابس السمنجوني والتاج إلى الملتف بالكتان الخشن وزد على ذلك الغضب والغيرة والاضطراب والجزع وخوف الموت والحقد والخصومة. 5 وفي وقت الراحة على الفراش نوم الليل الذي يكدر خاطر الإنسان. 6 فهو في راحة قليلة كلا شيء وبعد ذلك في الأحلام كما في يوم المراقبة. 7 يرتعد من رؤيا قلبه كالمنهزم من وجه الحرب وعند نجاته يهب ويتعجب من زوال خوفه. 8 هذا حال كل ذي جسد من الإنسان إلى البهيمة وللخطاة من ذلك سبعة أضعاف. 9 الموت والدم والخصومة والسيف والنوائب والجوع والسحق والسوط. 10 كل ذلك خلق للاثماء ولأجلهم أتى الطوفان. 11 كل ما هو من الأرض فإلى الأرض يعود وكل ما هو من المياه فإلى البحر ينثني.".

هذه عن شقاء حياتنا كبشر فكلها جهد عظيم = متاعب كثيرة (1) ونهايتها نعود للتراب (11) ولكن علينا أن نعترف أن كل هذا الشقاء والمتاعب هى بسبب الخطية "أنا إختطفت لي قضية الموت" ولكن الله في محبته "حول العقوبة لي خلاصاً". فلما فسدت طبيعتنا صارت هذه الآلام لتنقيتنا فنكمل ويكون لنا الخلاص. ولكن المشاهد للناس أن البشر في ألم. وكان ذلك منذ "أخضعت الخليقة للباطل" (رو20: 8) ولكن كان هذا على رجاء، فهذه الصورة لن تستمر.

هناك إنزعاج الأفكار وروع القلب والخوف من الموت = يوم الإنقضاء. وهذا الخوف للملوك والفقراء (3). اللابس السمنجوني والتاج = أي الملوك (4) هو قلق من أفكاره على فراشه وقلق في أحلامه. فهو ينام قليلاً يأخذ فيها بعض الراحة لكن كأنها لا شئ لأن بعد ذلك أفكار مزعجة وأحلام مزعجة كما في يوم المراقبة = "كما في ضوء النهار" في ترجمة أخرى. أى أنه يرى ويراقب فى أحلامه مشاهد ترعبه كأنه يراها فى ضوء النهار. ويرتعد من رؤيا قلبه كمن يهرب من وجه الحرب. وعندما يستيقظ = يهب = يكون كمن نجا ويتعجب من زوال خوفه الذي خافه في أحلامه. هذا حال كل إنسان وخوف الخاطئ أشد سبعة أضعاف (8) لأن الله يعطي سلاماً لأولاده. وفي (9، 10) بعض نوائب الأثمة. والجسد المأخوذ من تراب سيعود للتراب. والماء الذي فيه يتبخر ويعود للماء (11).

الأعداد 12-17

الآيات (12 - 17): -

"12 كل رشوة ومظلمة تمحى والأمانة تبقى إلى الأبد. 13 أموال الظالمين تجف كالسيل وتدوي كالرعد الشديد عند المطر. 14 يفرح الظالم عند بسط يديه لكن المعتدين يضمحلون في الانقضاء. 15 أعقاب المنافقين لا يأتون بفروع كثيرة ولا الأصول النجسة التي على الصخر الصلب. 16 الخضر الذي على كل ماء وشط نهر يقلع قبل كل عشب. 17 النعمة كجنة بركات والرحمة تستمر إلى الأبد.".

كل رشوة ومظلمة تمحى = بالرشوة والظلم نكسب بعض المال ولكنه مكسب ينتهي حين نموت فلن نأخذ معنا شيئاً. أما الأمانة تبقى إلى الأبد = مكافأة الأمانة أبدية. بل أن ما يحصل عليه الإنسان بالظلم سيختفي سريعاً كما يجف السيل وكما يدوي صوت الرعد وينتهي (13).

يفرح الظالم عند بسط يديه ليتلقى أموال الظلم، غير عالمِ أنها ستتبخر وتضيع معها أبديته = لكن المعتدين يضمحلون في الإنقضاء (14). أعقاب المنافقين = (أولاد الأشرار) لا يأتون بفروع كثيرة = لن يستمروا ويفرحوا أبائهم. ولا الأصول النجسة = أي هؤلاء المنافقين كأنهم زرعوا على صخر صلب فلن يكون لهم فروع ولا ثمار حلوة، بل يعيشوا قليلاً وينتهوا وينتهي ذكرهم. الخضر الذي على كل ماء وشط نهر = يقصد به نبات الحلفاء الذي يحتاج لمياه غزيرة، فعندما يجف النهر يكون هذا الحلفاء أول ما يقتلع قبل كل عشب بعكس الأعشاب التي يكفيها المياه السطحية أو الأمطار لأن لها جذور. أما الأبرار فلهم نعمة وبركات ورحمة تستمر للأبد.

الأعداد 18-28

الآيات (18 - 28): -

"18 حياة العامل القنوع تحلو لكن الذي يجد كنزا هو فوق كليهما. 19 النسل وابتناء مدينة يخلدان الاسم لكن المرأة التي لا عيب فيها تحسب فوق كليهما. 20 الخمر والغناء يسران القلب لكن حب الحكمة فوق كليهما. 21 المزمار والعود يطيبان اللحن لكن اللسان العذب فوق كليهما. 22 البهاء والجمال تشتهيهما عينك لكن خضر المزرعة فوق كليهما. 23 الصديق والصاحب لهما لقاء وفاق لكن المرأة مع رجلها فوق كليهما. 24 الاخوة والعون لساعة الضيق لكن نصرة الرحمة فوق كليهما. 25 الذهب والفضة يثبتان القدم لكن المشورة تفضل على كليهما. 26 الغنى والقوة يعزان القلب لكن مخافة الرب فوق كليهما. 27 ليس في مخافة الرب افتقار ولا يحتاج صاحبها إلى نصرة. 28مخافة الرب كجنة بركة وقد ألبست مجدا يفوق كل مجد.".

حياة العامل القنوع تحلو = في ترجمة أخرى "حياة المكتفي بذاته والعامل" وهذه أدق لأن ما أتى بعدها لكن الذي يجد كنزاً هو فوق كليهما. وبربط هذه الآية بالسابقة نكتشف أن الكنز هو بركة الله إذا كان راضياً عن الإنسان. ما يفرح الإنسان أكثر من النسل وإبتناء مدينة أن تكون له زوجة صالحة. فالزوجة الصالحة تسعد زوجها وتربي أولادها حسناً. هكذا حب الحكمة يعطي سروراً أكثر من الخمر والغناء. فالغناء والخمر يعطيان سروراً وقتياً وإذا توقفا يعود الحزن، أما الحكيم فحكمته سبب سرور دائم له. واللسان العذب له لحن أجمل من المزمار والعود. والمزرعة الخضراء أجمل من المناظر الجميلة = البهاء والجمال فهذه لا تشبع ولا تعطي حياة أمّا المناظر الجميلة فتعطي سروراً وقتياً. نصرة الرحمة = هي عمل رحمة لإنسان في ضيقة. ومن عمل هذه الرحمة لا يطلب مقابلاً لما عمله، أما الإخوة وكل من يعيش سيطلب المقابل. الذهب والفضة لهما فائدة، لكنهما إذا وجدا اليوم لن يوجدا غداً، وقد يضيعا. أما المشورة فهي تهدي وتعوض ما ضاع. والأهم مخافة الرب التي تجعل الله يستر ويحفظ الإنسان بقوة لا نهائية أفضل من غنى وقوة الإنسان المحدودة. بل مخافة الرب كجنة بركة وقد أُلبست مجداً يفوق كل مجد. فهي ليست فقط حماية للإنسان بل مجداً له.

الأعداد 29-32

الآيات (29 - 32): -

"29 يا بني لا تعش عيش الاستعطاء فان الموت خير من التكفف. 30 الرجل الذي يترصد مائدة الغريب عيشه لا يعد عيشا ونفسه تتنجس بأطعمة غريبة. 31 الرجل الأريب المتأدب يتحفظ من ذلك. 32 يحلو الاستعطاء في فم الوقح وفي جوفه تتقد النار.".

هذه فيها رفض من الحكيم من التسول = الإستعطاء فالموت خيرٌ من ذلك التكفف = الإستعطاء. الرجل الذي يترصد مائدة الغريب = هي دعوة لأن لا يتطفل إنسان على مائدة أحد إذا إشتهى الأطعمة التي عليها. هي دعوة لضبط البطن. ويقول الحكيم لهذا الإنسان أن هذه الحياة ليست حياة كريمة = عيشه لا يعد عيشاً. وهو كمن نفسه تتنجس بأطعمة غريبة = فهو يأكل من مائدة شخص لا يريده، وكأنه يغتصب منه. الرجل الأريب = "المثقف" في ترجمة أخرى لا يفعل ذلك = يتحفظ من ذلك ويعيش في تعفف يحلو الإستعطاء في فم الوقح = يقول لمن يستعطي منه كلمات حلوة ليستدر عطفه وفي داخله كراهية شديدة لمن يستعطي منه وفي جوفه تتقد النار ضده. وإن لم يعطه ما يطلبه تظهر تلك النيران في شكل شتائم ودعاء عليه بالشر. التكفف هو سؤال الناس.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح الحادي والأربعون - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

الإصحاح التاسع والثلاثون - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 40
تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 40