الإصحاح السادس والثلاثون – سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السادس والثلاثون

الأعداد 1-19

الآيات (1 - 19): -

"1 أيها الرب اله الجميع ارحمنا وانظر إلينا وارنا نور مراحمك. 2 والق رعبك على جميع الأمم الذين لم يلتمسوك ليعلموا انه لا اله إلا أنت ويخبروا بعظائمك. 3 ارفع يدك على الأمم الغريبة وليعرفوا عزتك. 4 كما قد ظهرت فينا قداستك أمامهم هكذا فلتظهر عظمتك فيهم أمامنا. 5 وليعرفوك كما عرفنا نحن أن لا اله إلا أنت يا رب. 6 أستأنف الآيات واحدث العجائب. 7 مجد يدك وذراعك اليمنى. 8 اثر غضبك وصب سخطك. 9 دمر المقاوم وأحطم العدو. 10 عجل الزمان واذكر الميثاق وليخبر بعظائمك. 11 لتأكل نار الغضب الناجي وليلق مضايقو شعبك الهلاك. 12 أهشم رؤوس قادة الأعداء القائلين ليس غيرنا. 13 اجمع كل أسباط يعقوب واتخذها ميراثا لك كما كانت في البدء. 14 أيها الرب ارحم الشعب الذي دعي باسمك وإسرائيل الذي أنزلته منزلة بكرك. 15 أشفق على مدينة قدسك أورشليم مدينة راحتك. 16 أملأ صهيون لكي تنادي بأقوالك أملأ شعبك من مجدك. 17 اشهد للذين هم خلقك منذ البدء وأيقظ النبوءات التي باسمك. 18 أعط الذين ينتظرونك الثواب وليتبين صدق أنبيائك استجب أيها الرب لصلاة المتضرعين إليك. 19 على حسب بركة هرون على شعبك فيعلم جميع سكان الأرض انك أنت الرب اله الدهور.".

هي صلاة تضرع لإستمطار مراحم الرب على إسرائيل ليخلصها الله من الملوك الظالمين. هو في الإصحاح السابق آية (23) قال إن الله ينتقم من الأمم والملوك الظالمين. وفي هذه الصلاة يطلب أن ينفذ الرب وعوده وينقذ شعبه، ونحن علينا أن لا نعتمد على وعود الله فقط، بل علينا أن نصلي ونصرخ والله يستجيب. لذلك تصلي الكنيسة "أذكر يا رب كذا وكذا" والشعب يجيب بصراخ "يا رب إرحم". وإذا فهمنا أن إسرائيل كانت تصرخ للخلاص من حكم اليونان في ذلك الوقت، فلقد كان العالم كله كأنه في صراخ طلباً لظهور المسيح المخلص ويكون لفظ الأمم كناية عن الشيطان الذي أذل البشر. إرفع يدك على الأمم وليعرفوا عزتك = سواء اليونانيين أو الشياطين. كما قد ظهرت فينا قداستك أمامهم = قداسة الله تظهر في عدم قبوله الخطية وفي تأديب أولاده، وهذا ظهر في أن الله ترك شعبه في يد اليونانيين ليؤدبوهم، وترك العالم للشيطان يستعبدهم فيتأدبوا. هكذا فلتظهر عظمتك فيهم أمامنا = وهذا ما حدث من رعب الشياطين أمام المسيح (مت29: 8 + لو28: 8) ولاحظ سجود الرجل أو قل الشيطان، فالشيطان هو الذي كان يحرك الرجل في ذلك الوقت (هذه قصة مجنون كورة الجدريين). بل هي طلبة ليعرف الأمم الله (5). وطلبة أن يعيد الله معجزاته القديمة لينقذ شعبه (6 - 9). عجل الزمان = بالتأكيد يا رب أنت ستتدخل وتنقذ شعبك. لكن ليتك تسرع بهذا. هذه تساوي قول إشعياء "ليتك تشق السموات وتنزل" (1: 64) هذه عن تجسد المسيح ونزوله للأرض.

وأذكر الميثاق = هذا كان وعد الله منذ البدء لحواء (تك15: 3) وتكرر الوعد كثيراً بمجيء المسيح المخلص. وربما فهمها يشوع بن سيراخ عن خلاص إسرائيل من اليونان ورجوعها لمجدها.

لتأكل نار الغضب الناجي = نار غضبك فلتأكل من ينجو من أعداء إسرائيل، ونفهمها "إلقي يا رب الشيطان في البحيرة المتقدة بالنار". إجمع كل أسباط يعقوب = إجمع يا رب كل الشتات من أسباط يعقوب كدولة واحدة كما كانت أيام داود وسليمان. ونحن نصلي ليجمع الكنيسة تحت إيمان واحد. إشفق على مدينة قدسك أورشليم (الكنيسة الآن). إملأ صهيون = [1] لليهود تفهم على أن يملأ الرب أورشليم من الأسباط المشتتين أيام ظلم أنطيوخس أبيفانيوس لهم. [2] الكنيسة تفهمها أنها صلاة ليدخل غير المؤمنين للكنيسة ويعود الخطاة غير التائبين بالتوبة للكنيسة ويملأ الكل الكنيسة تسبيح = لكي تنادي بأقوالك.

إملأ شعبك من مجدك = هذه بحسب (زك5: 2) تعني حل وسط شعبك فهذا مجد لشعبك. إشهد للذين هم خلقك منذ البدء = إظهر يا رب للعالم كله أن الكنيسة خليقتك الجديدة (2كو17: 5) أنها مازالت عروسك. وأيقظ النبوات = فلتتحقق ويراها الناس. منذ البدء بالنسبة لليهود تعني من بدء إختيار الآباء. وبالنسبة للكنيسة تعني من بدء الخلاص بدم المسيح.

إعط kأ أنللذين ينتظرونك الثواب = إعط يا رب كل المؤمنين الواثقين بك أن يفرحوا بك وبمجدك وبتحقيق وعودك. وبركة هرون لشعبه تجدها في (عد24: 6 - 27).

الأعداد 20-22

الآيات (20 - 22): -

"20 الجوف يتناول كل طعام لكن من الطعام ما هو أطيب من غيره. 21 الحلق يميز أطعمة الصيد والقلب الفهم يميز الأقوال الكاذبة. 22 القلب الخبيث يورث الغم والرجل الكثير الخبرة يكافئه.".

على كل حكيم أن يميز بين كلام له قيمة وكلام تافه. فالإنسان يأكل أنواع كثيرة ولكن هناك طعام أفضل من طعام، بل هناك طعام لا يؤكل. فعلى الإنسان أن يكون له فضيلة الإفراز فيميز الكلام الذي يسمعه، وبنفس المفهوم علينا أن لا ننطق بكلمة قبل أن نميز هل هي كلمة بطالة أم كلمة جيدة. القلب الخبيث الذي يميل لسماع الكلام البطال الذي يتفق مع الخبث الذي داخله يورث الغم. فمن المستحيل أن تعطي الخطية سلاماً. أما القلب النقي للرجل الكثير الخبرة يكافئ صاحبه، إذ تكون قراراته صائبة لا تسبب له متاعب.

الأعداد 23-28

الآيات (23 - 28): -

"23 المرأة تتزوج أي رجل كان لكن في البنات من تفضل على غيرها. 24 جمال المرأة يبهج الوجه ويفوق جميع منى الإنسان. 25 وان كان في لسانها رحمة ووداعة فليس رجلها كسائر بني البشر. 26 من حاز امرأة فهي له راس الغنى وعون بازائه وعمود يستريح إليه. 27 حيث لا سياج ينتهب الملك وحيث لا امرأة ينوح التائه. 28 من ذا يأمن اللص المشدود الأزر الهائم من مدينة إلى مدينة هكذا حال الرجل الذي لا وكر له فيأوي حيثما أمسى.".

في (23) المرأة تتزوج بمن يفرضه عليها أبواها (لكن كان هذا في الأزمنة القديمة) ولكن الرجل له ميزة في أنه يختار، من في نظره أفضل من الأخرى، في جمالها (24) والأهم إن كان في لسانها رحمة ووداعة. ولو جمعت زوجة بين الجمال والوداعة لكان زوجها ليس كسائر بنى البشر يفتخر بها لفرحه بها تكون له رأس الغنى = سبباً في نجاحه وغناه، وعمودٌ يستريح إليه = أي سند قوي له في تعبه. أمّا من لا إمرأة تسنده أو من له امرأة مشاكسة فينوح كالتائه = فليس من يسنده ويعينه. وهذا لا يأمن أحد جانبه (28) فالزواج الناجح يحمي الرجل من المسالك الشريرة وتكون إمرأته له كسياج بدلاً من الإنحراف والزنى. وخلاصة هذه الآيات أن ينتقي الشاب زوجة يرتاح لشكلها ولا يهتم فقط بالشكل بل بالأخلاق والطباع، ويهتم بالزواج فيحميه الزواج من الإنحراف في طريق الزنى (1كو2: 7).

ملحوظة: لم يكن هناك بتولية فى العهد القديم. بل كانوا يعتبرون البتول رجل غير طبيعى، إذ كيف يحيا رجل بدون زواج؟ وكان ذلك "لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد" (يو39: 7). أما فى العهد الجديد فالروح القدس صار يملأ الكثيرين فرحاً وحباً مشبعاً بالمسيح يكفيهم فلا يطلبوا سواه.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح السابع والثلاثون - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

الإصحاح الخامس والثلاثون - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 36
تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 36