الإصحاح السابع – سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السابع

الأعداد 1-3

الآيات (1 - 3): -

"1لا تعمل الشر فلا يلحقك الشر. 2 تباعد عن الأثيم فيميل الأثيم عنك. 3 يا بني لا تزرع في خطوط الإثم لئلا تحصد ما زرعت سبعة أضعاف.".

تتلخص في آية (عوبديا 15) "ما فعلته يفعل بك عملك يرتد على رأسك". فيميل الأثيم عنك لأن الله سيبعده عنك. ولكن من يخطئ ويتوب يرفع الرب غضبه عنه. أما من يزرع في خطوط الإثم = المقصود خطوط الحقل الذي يذهب إليها الإنسان ناوياً زرع حبوب، أي الذي يفعل الشر بإرادة وليس عن ضعف.

الأعداد 4-7

الآيات (4 - 7): -

"4 لا تلتمس من الرب رئاسة ولا من الملك كرسي مجد. 5 لا تدع البر أمام الرب ولا الحكمة لدى الملك. 6 لا تبتغ أن تصير قاضيا لعلك لا تستطيع أن تستأصل الظلم فربما هبت وجه المقتدر فتضع في طريق استقامتك حجر عثار. 7 لا تخطا إلى جماعة المدينة ولا تطرح نفسك بين الجمهور.".

هذا ما قال عنه السيد المسيح أن لا نطلب المتكآت الأولى وقال عنه بولس الرسول "لا ترتئي فوق ما ينبغي أن ترتئي" (رو3: 12) ولا تطلب رئاسة ولا القضاء ظناً منك أنك قادر أن تصلح الكون. بل كن شاعراً بضعفك طالباً مراحم الله وإتضع، أما لو إختارك الله لمنصب فهو سيعطيك إمكانيات النجاح فيه، لكن لا تطلبه أنت. ولا تدع البر = فالله فاحص القلوب والكلى. وقد تظن أنك تفعل هذا أمام الناس، لكن الحكيم يلفت النظر أن ما تفعله يراه الله، هذا إشارة للعبادة الزائفة. ومن يظن أنه قادر أن يحكم بالعدل فربما يهاب وجه العظماء فيحكم لهم خوفاً منهم، وبهذا يخطئ إلى جماعة المدينة ويحط من نفسه بين الجمهور = لا تطرح نفسك بين الجمهور.

الأعداد 8-11

(8 - 11):

- "8 لا تعد إلى الخطيئة ثانية فانك لا تكون مزكى من الأولى. 9 لا تكن صغير النفس في صلاتك. 10 ولا تهمل الصدقة. 11 لا تقل أن الله ينظر إلى كثرة.

تقادمي وإذا قربتها للعلي فهو يقبلها. ".

هنا نرى إنساناً مستهتراً لا يهتم إن عاد للخطية التي قدم عنها توبة من قبل. فبهذا لا تكون مزكى في الأولى = هذا الإستهتار يجعل الله يذكر لك خطيتك الأولى أيضاً. بل وإن كنت تتصور أن كثرة تقدماتك = تقادمك = ستكون سبباً في الغفران، فالحكيم يقول، بل تقدماتك الله لن يقبلها. ثم للتشجيع ولحل المشكلة يقول الحكيم أن الحل الوحيد هو الصلاة بإيمان أن [1] يغفر الله الخطية [2] أن يعطي قوة حتى لا نسقط ثانية. على ألا تكون الصلاة بيأس = لا تكن صغير النفس في صلاتك. وصغر النفس والكبرياء هما وجهان لعملة واحدة. فالكبرياء = أنا الذى عملت وليس الله، فالله كمعين خارج حساباتى، أنا وحدى فى الصورة. وصغر النفس = أنا فاشل ويائس لأن الله خارج تصوراتى وحساباتى، وأنا وحدى فى الصورة. أما إبن الله فهو يعمل واثقا أنه أداة فى يد الله فلن يفشل. وهذا ليس معناه إهمال التقدمات = لا تهمل الصدقة = والمعنى إفعلوا هذا (الصلاة) ولا تتركوا تلك (الصدقة والتقدمات).

الأعداد 12-14

الآيات (12 - 14): -

"12 لا تستهزئ بأحد في مرارة نفسه فانه يوجد من يخفض ويرفع. 13 لا تفتر الكذب على أخيك ولا تختلقه على صديقك. 14 لا تبتغ أن تكذب بشيء فان تعود الكذب ليس للخير.".

وإذا رأيت إنسان خاطئ مر النفس، فلا تستهزئ به ظاناً أنك بار وأفضل منه لكن إعلم أن الله هو الذي ستر عليك فلم تسقط فى نفس خطيته. بل إن من يفعل هذا يتركه الله يسقط في نفس خطية هذا الشخص الذي سخر منه حتى لا يتكبر وحتى يشعر بضيقة من سخر منه فيصلي لأجله بدلاً من أن يسخر منه في كبرياء. فالله يخفض المتكبر ويرفع المتضع الذي إنسحق وتذلل إذ أخطأ. لا تفتر الكذب = فالسيد المسيح قال عن الشيطان "أبو الكذاب" (يو44: 8) فالكذاب جعل نفسه إبناً لإبليس. تعود الكذب ليس للخير = [1] يضعف الشخصية [2] يفقد الكذاب مصداقيته أمام الناس [3] يستسهل الخطية فعنده الحل وهو الكذب [4] يصير الإنسان إبناً لإبليس [5] يبتعد عنه المسيح الذي هو الحق.

العدد 15

آية (15): -

"15 لا تكثر الكلام في جماعة الشيوخ ولا تكرر الألفاظ في صلاتك.".

كيف يتكلم إنسان وسط شيوخ أكثر حكمة منه. فليسكت ليتعلم. ولا تكرر الألفاظ في.

صلاتك. (قارن مع مت7: 6) = لكن الصلاة تكون بتفكير من الذهن وخشوع طالب الرحمة من القلب. ولكن هذا لا يمنع اللجاجة التي طلبها رب المجد منا.

العدد 16

آية (16): -

"16 لا تكره الشغل المتعب ولا الحراثة التي سنها العلي.".

طالما هاجم سليمان في سفر الأمثال الكسل. الحراثة = عمل الفلاحة. وهذه الآية تنطبق على الجهاد الروحي. والحراثة هي التوبة.

الأعداد 17-19

الآيات (17 - 19): -

"17 لا تنظم نفسك في عداد الخاطئين. 18 اذكر أن الغضب لا يبطئ. 19 ضع نفسك جدا لان عقاب المنافق نار ودود.".

إبتعد عن الخطية فغضب الله قادم على الخطاة. ضع نفسك جداً = تذلل أمام الله ليغفر ويسامح فالعقاب نار ودود = وهذا هو تعليم السيد المسيح (مر9: 47، 48).

الأعداد 20-23

الآيات (20 - 23): -

"20 لا تبدل صديقا بشيء زمني ولا أخا خالصا بذهب أوفير. 21 لا تفارق امرأتك إذا كانت حكيمة صالحة فان نعمتها فوق الذهب. 22 لا تعنت عبدا يجد في عمله ولا أجيرا يبذل نفسه. 23 لتحبب نفسك العبد العاقل ولا تمنعه العتق.".

الإنسان لا يساويه شئ، لا ذهب أوفير ولا أي شئ زمني. وينبه لعدم خيانة الزوجة وتركها فأكثر ما يحزن الله أن يتسبب إنسان في أن يجعل إنسان غيره في حالة حزن. بل حتى العبد لا تتعنت معه. بل حاول أن تعتق العبد. الله يقدر النفس البشرية بل مات لأجلها. ذهب أوفير = أنقى أنواع الذهب.

الأعداد 24-28

الآيات (24 - 28): -

"24 إن كانت لك دواب فتعهدها وان كان لك منها نفع فأبقها عندك. 25 أن كان لك بنون فأدبهم واخضع رقابهم من صبائهم. 26 أن كانت لك بنات فصن أجسامهن ولا يكن وجهك إليهن كثير الطلاقة. 27 زوج بنتك تقض أمرا عظيما وسلمها إلى رجل عاقل. 28أن كانت لك امرأة على وفق قلبك فلا ترفضها أما المكروهة فلا تسلم إليها نفسك.".

الكلام عن أهمية تربية الأولاد، ولكنه بدأ بالإهتمام بالحيوانات، والمعنى أنه إذا كنا نهتم بالحيوانات فبالأولى نهتم بأولادنا. لا يكن وجهك إليهن كثير الطلاقة = أي لا تكون بشوشاً معهن طبعاً لو أخطأن ولم يصونوا أجسادهن. وكصيانة للبنت ينصح أبوها بتزويجها ولكن من رجل عاقل وليس مهماً أن يكون غنياً أو ذا مركز. أما المكروهة = التي سيرتها لا ترضي زوجها فعليه أن لا يأتمنها = لا تسلم إليها نفسك.

الأعداد 29-35

الآيات (29 - 35): -

"29 اكرم أباك بكل قلبك ولا تنس مخاض أمك. 30 اذكر انك بهما كونت فماذا تجزيهما مكافأة عما جعلا لك. 31 اخش الرب بكل نفسك واحترم كهنته. 32 أحبب صانعك بكل قوتك ولا تهمل خدامه. 33 اتق الرب واكرم الكاهن. 34 وأعطه حصته بحسب ما أمرت به والباكورة لأجل الخطاء. 35 وعطية الأكتاف وذبيحة التقديس وباكورة الأقداس.".

عن وجوب إكرام الوالدين والكاهن، فلا تنسى تعب والديك معك. إخش الرب وإحترم كهنته = فهم وكلاء الله وخدامه، وإحترامهم إحترام لله الذي يخدمونه. وآية (35) هي النصيب الذي حدده الله للكاهن من الذبائح.

العدد 36

آية (36): -

"36 وابسط يدك للفقير لكي تكمل بركتك.".

الفقراء هم إخوة الرب، من يعطيهم يباركه الرب.

الأعداد 37-40

الآيات (37 - 40): -

"37 كن عارفا للجميل من كل حي ولا تنكر على الميت جميله. 38 لا تتوار عن الباكين ونح مع النائحين. 39 لا تتقاعد عن عيادة المرضى فانك بمثل ذلك تكون محبوبا. 40في جميع أعمالك اذكر أواخرك فلن تخطا إلى الأبد.".

إذا أحسن إليك أحد فعامله بالمثل، وإن مات أحسن إلى أولاده، إشترك مع الحزانى = "بكاءً مع الباكين" (رو15: 12). وإفتقد المرضى (مت35: 25 - 46). هنا الحكيم يتكلم عن أعمال البر لكل محتاج (الفقراء والمرضى والحزانى.. وأهل الموتى). وزيارة المرضى هنا تشمل خدمتهم وخدمة الميت تشمل دفنه. ولا تنكر على الميت جميله = رد جميله لأهله ولأولاده، وهكذا لو كان عليك دين لا بد أن ترده لأولاده.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح الثامن - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

الإصحاح السادس - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 7
تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 7