الإصحاح الثلاثون – سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الثلاثون

الأعداد 1-13

الآيات (1 - 13): -

"1 من احب ابنه اكثر من ضربه لكي يسر في أخرته. 2 من أدب ابنه يجتني ثمر تأديبه ويفتخر به بين الوجهاء. 3 من علم ابنه يغير عدوه ويبتهج به أمام أصدقائه. 4 إذا توفى أبوه فكأنه لم يمت لأنه خلف من هو نظيره. 5 في حياته رأى وفرح وعند وفاته لم يحزن. 6 خلف منتقما من الأعداء ومكافئا للأصدقاء بالجميل. 7 من دلل ابنه فسيضمد جراحه وعند كل صراخ تضطرب أحشاءه. 8 الفرس الذي لم يرض يصير جموحا والابن الذي لم يضبط يصير سفيها. 9 أن دللت ابنك روعك وان لاعبته حزنك. 10 لا تضاحكه لئلا يغمك وفي أواخرك يأخذك صريف الأسنان. 11 لا تجعل له سلطانا في صبائه ولا تهمل جهالاته. 12 احن رقبته في صبائه وأرضض أضلاعه ما دام صغيرا لئلا يتصلب فيعصيك فيأخذك وجع القلب. 13 أدب ابنك واجتهد في تهذيبه لئلا يسقط فيما يخجلك.".

هذه عن تأديب الأبناء، والإهتمام بهذا حتى لو ضرب الأبناء (1) ومن يؤدب أبناءه سيجني ثمرة حلوة. وتأديب الأبناء ليس بالعصا فقط بل بالحزم والتوجيه. لذلك يقول بولس الرسول "لا تغيظوا أولادكم" (أف4: 6). من عَلَّمَ إبنه يغير عدوه = العدو يريد أن يشمت في الأب، فإن أدب إبنه وكان ناجحاً لن يعطي فرصة لعدوه ليشمت فيه. إذا مات الأب ترك رجلاً مكانه (4). خلف منتقماً من الأعداء = هذه كانت تصلح أيام الحروب ضد أعداء الوطن ومازالت إن وُجِد أعداء للوطن، فأعدائنا الآن هم إبليس والخطية والجسد بشهواته الخاطئة. وهذا الإبن الصالح يرد الجميل لأصدقاء الأب. وفي آية (7) قد يكون المعنى أن الحكيم يرسم صورة للأب الذي يؤدب إبنه بعصا فيجرحه ثم يدلل إبنه بتضميد جروحه. وعندما يصرخ تضطرب أحشاء الأب والمعنى التأديب برفق وبمحبة وليس كإنتقام حتى لا يفشل الولد (كو21: 3). أو أن من يدلل إبنه سيتسبب فى فساده وهذا سيعرضه لمشاكل كثيرة وجروح كثيرة، مما يستدعى أن الأب تضطرب أحشاؤه على ألام إبنه، بل سيضطر الأب مع كل جرح لإبنه المدلل أن الأب يظل يضمد جرحه، وهذا التفسير هو الذى يتفق مع الباقى. والإبن الذي لا يؤدب يكون سفيهاً كحصان جامح لم يروض = الفرس الذي لم يرض يصير جموحا. والإبن المدلل يروع ويحزن أبيه. لا تضاحكه = المقصود لا تضحك له حينما يخطئ فيزداد في أخطائه. صريف الأسنان = أي جز الأسنان من الغيظ. وفي (11، 12) أهمية تأديب الولد في الصغر فيشب على الأدب الصحيح، فالتعليم في الصغر كالنقش على الحجر، أما التعليم في الكبر فكالنقش على الماء أي بلا فائدة، لن يترك أثر ". والغصن الرخص الطرى يمكن إستعداله، أما اليابس فيستحيل إستعداله.

الأعداد 14-21

الآيات (14 - 21): -

"14 فقير ذو عافية وصحيح البنية خير من غني منهوك بالأسقام. 15 العافية وصحة البنية خير من كل الذهب وقوة الجسم افضل من نشب لا يحصى. 16 لا غنى خير من عافية الجسم ولا سرور يفوق فرح القلب. 17 الموت افضل من الحياة المرة أو السقم الملازم. 18 الخيرات المسكوبة على فم مغلق كالأطعمة الموضوعة على قبر. 19 أي منفعة للصنم بالقربان فانه لا يأكل ولا يشم. 20 هكذا من يرهقه الرب ويجازيه على آثامه. 21 يرى بعينيه ويتنهد كالخصي الذي يعانق عذراء ثم يتنهد.".

أهمية الصحة الجسدية. وهنا تقال كلمة. فالصحة هي وزنة علينا أن لا نهملها، لكن إذا سمح الله بتجربة في الجسد فلنسلم الأمر لله، فإن من تألم في الجسد كُفَّ عن الخطية (1بط1: 4) فالصحة أفضل من الغنى. ومن نَشبٍ لا يحصي = أي ثروة لا تقدر. وفي (18، 19) الجسم العليل الذي لا يأكل ولا يشرب لمرضه كالصنم الذي وضعنا بجانبه مأكولات لا يأكلها. فلنشكر الله أننا مازلنا نأكل ونشرب، ولنشكر الله إذا سمح بمرض فإن هذا يؤول لخلاص أنفسنا، لكن على ألا يكون هذا نتيجة إستهتار بصحتنا كمن يدخن أو يدمن الخمر. الموت أفضل من الحياة المرة ومع أن هذا حقيقي فالحياة في السماء أفضل من الآلام على الأرض، لكن الله لا ينهي حياتنا إلاّ بعد أن يتم إعدادنا للسماء ببعض التجارب والأمراض التي يسمح بها لتنقيتنا. إذاً علينا ألاّ نطلب الموت في مرضنا، فهذا خطأ، هذا يدل على اليأس وعدم الفهم، فالله لا يأخذ نفوس أولاده إلاّ بعد أن ينهوا اعمالهم التى خلقهم الله ليعملوها (اف 2: 10)، وايضا بعد ان يتم إعدادهم للسماء. الأطعمة الموضوعة على قبر = عادة يهودية، هم يضعون الأطعمة على قبور موتاهم ترحماً على الموتي، فيأكلها الفقراء، لكن الميت نفسه لا يستفيد منها. (20) هكذا من يرهقه الرب ويجازيه على أثامه = هذا فكر العهد القديم أن المرض عقوبة على الخطايا. أما فكر العهد الجديد فهو لتنقية المريض من أثار الخطية ومحبته لها. ويحسن أن نقول بدلاً من يرهقه، يجربه، وبدلاً من يجازيه يُكَمِّله بسبب آثامه. وفي (21) يرى بعينيه (المريض يرى الطعام) ويتنهد (إذ هو غير قادر على الأكل) كالخصي الذي يعانق عذراء ثم يتنهد.. فكلاهما يشتهي لكنه غير قادر.

الأعداد 22-27

الآيات (22 - 27): -

"22 لا تغم نفسك ولا تضيق صدرك بأفكارك. 23 سرور القلب حياة الإنسان وابتهاج الرجل طول الأيام. 24 أحبب نفسك وفرج عن قلبك وانف الحزن عنك بعيدا. 25 فان الحزن قتل كثيرين وليس فيه ثمرة. 26 الغيرة والغضب يقللان الأيام والغمة تأتى بالشيخوخة قبل الأوان. 27 القلب البهج الصالح لا يزال في الولائم ومآدبه معدة باهتمام.".

هذه تساوي "إفرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضاً إفرحوا" (في4: 4) أما من يحزن فليحزن على خطيته والرب يحول حزنه فرح (يو22: 16)، أما من يحزن على خسارة مادية فهو سيعيش في هم ينهي حياته ويقصر أيامه. (2كو10: 7).

القلب البهج الصالح لا يزال في الولائم = "القلب المسرور الطيب يساعد على الشهية ويهتم بمآكله" في ترجمة أخرى. لا تغم نفسك = هناك أشياء كثيرة تأتي بالهم، لكن كلها عبارة عن خسائر مادية. لكن إبتهاج الرجل طول الأيام = أي من يحيا في فرح تطول أيامه، إذ الحزن يقلل الأيام. أحبب نفسك = "روح عن نفسك" في ترجمة أخرى. نفهم هذه فى العهد الجديد، وبعد أن سكن فينا الروح القدس أن هذا يكون بأن نصلي ونسبح فنمتلئ بالروح القدس الذي من ثماره الفرح (غل22: 5).

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح الحادي والثلاثون - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

الإصحاح التاسع والعشرون - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 30
تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 30