الإصحاح الخامس والثلاثون – سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر حكمة يشوع بن سيراخ – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الخامس والثلاثون

الأعداد 1-13

الآيات (1 - 13): -

"1 من حفظ الشريعة فقد قدم ذبائح كثيرة. 2 من رعى الوصايا فقد ذبح ذبيحة الخلاص. 3 ومن اقلع عن الإثم فقد ذبح ذبيحة الخطيئة وكفر ذنوبه. 4 من قدم السميذ فقد وفى بالشكر ومن تصدق فقد ذبح ذبيحة الحمد. 5 مرضاة الرب الاقتلاع عن الشر وتكفير الذنوب الرجوع عن الإثم. 6 لا تحضر أمام الرب فارغا. 7 فان هذه كلها تجرى طاعة للوصية. 8 تقدمة الصديق تدسم المذبح ورائحتها طيبة أمام العلي. 9 ذبيحة الرجل الصديق مرضية وذكرها لا ينسى. 10 مجد الرب عن قرة عين ولا تنقص من بواكير يديك. 11 كن متهلل الوجه في كل عطية وقدس العشور بفرح. 12 أعط العلي على حسب عطيته وقدم كسب يدك عن قرة عين. 13 فان الرب مكافئ فيكافئك سبعة أضعاف.".

(آيات1– 4) حفظ الشريعة وتنفيذ الوصية والتوبة والصدقة للمحتاج يساوى تقديم ذبيحة،.

من حفظ الشريعة فقد قدم ذبائح كثيرة / من رعى الوصايا فقد ذبح ذبيحة الخلاص. هي ذبيحة السلامة (راجع سفر اللاويين) / من اقلع عن الإثم فقد ذبح ذبيحة الخطيئة وكفر ذنوبه من قدم توبة فكأنه ذبح ذبيحة خطية / من قدم السميذ فقد وفى بالشكر /.

من تصدق فقد ذبح ذبيحة الحمد.

فالمقبول عند الله القلب أكثر من الذبائح التي يصاحبها قلب أثيم، أما التقي الصديق فذبيحته مرضية أمام الله (9). فربما فقير ليس لديه ليقدم ذبيحة، هذا تكون تقواه كأنها ذبيحة.

ولكن ليس معنى هذا أنه لا أهمية للعطايا. فالحكيم يقول لا تحضر أمام الرب فارغاً (6) فالعطايا للكنيسة وللفقراء تُجرى طاعة للوصية (7). وإذا أعطيت الله فبسرور = عن قرة عين، وعطاياك لا تجعلك تنقص من بواكير يديك = العطايا هى عطايا إختيارية، فإذا أعطيت فليس معنى هذا أن تمتنع عن إعطاء الله حقه فى البكور، لأن البكور والعشور والنذور هى إلزام بحسب الشريعة. فالله أعطاك. فإعط العلي على حسب عطيته. وثق فالله سيكافئك فالله لا يبقي مديوناً لأحد. في (8) تدسم المذبح = تجعل العطايا أو الذبائح دسمة والمقصود أن الله يفرح بها، فالله يفرح حقيقة بقداسة الناس. ويفرح بأن يقدموا لله عن فرح وليس بتغصب. على أن من يبدأ بالتغصب ويرى بركة الله سيعطى بعد ذلك بفرح.

عموماً فالتقدمات والعشور والبكور، كل هذا تحتاجه الكنيسة في نفقاتها ومرتبات خدامها لذلك هو شئ مطلوب بجانب التوبة والقداسة.

الأعداد 14-26

الآيات (14 - 26): -

"14 لا تقدم هدايا بها عيب فان الرب لا يقبلها. 15 ولا تعتمد على ذبيحة أثيمة فان الرب ديان ولا يلتفت إلى كرامة الوجوه. 16 لا يحابي الوجوه في حكم الفقير بل يستجيب صلاة المظلوم. 17 لا يهمل اليتيم المتضرع إليه ولا الأرملة إذا سكبت شكواها. 18أليست دموع الأرملة تسيل على خديها أما هي صراخ على الذي أسالها. 19 أنها من خديها تصعد إلى السماء والرب المستجيب لا يتلذذ بها. 20 أن المتعبد يقبل بمرضاة وصلاته تبلغ إلى الغيوم. 21 صلاة المتواضع تنفذ الغيوم ولا تستقر حتى تصل ولا تنصرف حتى يفتقد العلي ويحكم بعدل ويجري القضاء. 22 فالرب لا يبطئ ولا يطيل أناته عليهم حتى يحطم صلب الذين لا رحمة فيهم. 23 وينتقم من الأمم حتى يمحو قوم المتجبرين ويحطم صوالجة الظالمين. 24 حتى يكافئ الإنسان على حسب أفعاله ويجزي البشر بأعمالهم على حسب نياتهم. 25 حتى يجري الحكم لشعبه ويفرج عنهم برحمته. 26 الرحمة تجمل في أوان الضيق كسحاب المطر في أوان القحط.".

لا يليق أن نقدم هدية بها عيب لإنسان في العالم، فكم وكم حين نقدم لله (ملا8: 1) وفي (15) يقول الحكيم لا تعتمد على ذبيحة أثيمة = [1] مصدرها ظلم [2] مصدرها خطية. فالله لن يقبل الظالم مهما كان مركزه، فالله رفض ملكاً (آخاب) لظلمه رجلاً فقيراً (نابوت اليزرعيلي) ويستجيب الله صلاة المظلوم واليتيم والأرملة. بل يعتبر أن الدموع التي تسيل على خد الأرملة صراخٌ يصعد إليه في السماء. والله لا يتلذذ بهذه الدموع، أي لا يحتملها بل هي تغيظه، فينتقم لهذه المظلومة. وليس كل من يتعبد يقبله الله، بل إن المتعبد يُقبل بمرضاة أي لو كانت تصرفاته ترضي الله، في هذه الحالة فإن صلاته تبلغ إلى الغيوم = تصل للسماء وصلاة المتواضع لها درجة أعلى فهي تنفذ الغيوم بل لا تستقر حتى تصل بل لا تنصرف حتى يفتقد العلي ويحكم بعدل ويجري القضاء للمظلوم. والرب لا يبطئ.. وينتقم.. ويحطم صوالجة جمع صولجان، أي حتى الملوك الظالمين ينتقم منهم الله. فالله يحب أن يستجيب للمسكين ولكن للمسكين المنسحق وليس المسكين ذو القلب المتعجرف المتذمر على الله، وهذا معنى صلاة المتواضع (21). وكونه يذكر الصوالجة = فهذا إشارة لأن الله ينتقم ليس من الأفراد فقط بل من الملوك الظالمين لشعبه. ويشبه رحمة الله بسحاب المطر في أوان القحط.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الإصحاح السادس والثلاثون - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

الإصحاح الرابع والثلاثون - سفر حكمة يشوع بن سيراخ - القس أنطونيوس فكري

تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 35
تفاسير حكمة يشوع بن سيراخ الأصحاح 35