الأصحاح التاسع والثلاثون – سفر التكوين – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر التكوين – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

اَلأَصْحَاحُ التَّاسِعُ وَالثَّلاَثُونَ

يوسف وامرأة فوطيفار.

(1) يوسف في بيت فوطيفار (ع1 - 6).

(2) يوسف وامرأة فوطيفار (ع7 - 15).

(3) إلقاء يوسف في السجن (ع16 - 23).

(1) يوسف في بيت فوطيفار (ع1 - 6):

1 وَأَمَّا يُوسُفُ فَأُنْزِلَ إِلَى مِصْرَ وَاشْتَرَاهُ فُوطِيفَارُ خَصِيُّ فِرْعَوْنَ رَئِيسُ الشُّرَطِ رَجُلٌ مِصْرِيٌّ مِنْ يَدِ الإِسْمَاعِيلِيِّينَ الَّذِينَ أَنْزَلُوهُ إِلَى هُنَاكَ. 2 وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يُوسُفَ فَكَانَ رَجُلًا نَاجِحًا. وَكَانَ فِي بَيْتِ سَيِّدِهِ الْمِصْرِيِّ. 3 وَرَأَى سَيِّدُهُ أَنَّ الرَّبَّ مَعَهُ وَأَنَّ كُلَّ مَا يَصْنَعُ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ بِيَدِهِ. 4 فَوَجَدَ يُوسُفُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْهِ وَخَدَمَهُ فَوَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ وَدَفَعَ إِلَى يَدِهِ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ. 5 وَكَانَ مِنْ حِينَ وَكَّلَهُ عَلَى بَيْتِهِ وَعَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ أَنَّ الرَّبَّ بَارَكَ بَيْتَ الْمِصْرِيِّ بِسَبَبِ يُوسُفَ. وَكَانَتْ بَرَكَةُ الرَّبِّ عَلَى كُلِّ مَا كَانَ لَهُ فِي الْبَيْتِ وَفِي الْحَقْلِ 6 فَتَرَكَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ فِي يَدِ يُوسُفَ. وَلَمْ يَكُنْ مَعَهُ يَعْرِفُ شَيْئًا إِلَّا الْخُبْزَ الَّذِي يَأْكُلُ. وَكَانَ يُوسُفُ حَسَنَ الصُّورَةِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ.

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

بعدما اشترى فوطيفار يوسف عبدًا من الإسماعيليين عمل في بيته بأمانة وباركه الله، فظهر نجاحه وتميزه عن باقي العبيد.

† يتجلى عمل الله معك في الضيقة. فعندما كان يعقوب هاربًا من عيسو رأى السلم الواصل إلى السماء، وعندما طارده لابان ظهر له الله، وعندما بيع يوسف عبدًا أعطاه الله نجاحًا أكثر من كل ممن حوله. فلا تنزعج من الضيقات بل أطلب معونة الله فيشعرك بوجوده معك ويفرحك ويحول الضيقة إلى بركة.

الأعداد 3-4

ع3 - 4:

أعطى الله ليوسف نعمة في عينى فوطيفار فأعجب بأمانته وإخلاصه ونجاحه ووثق به حتى أنه رفعه فوق كل العبيد وجعله وكيلًا ليس فقط على بيته بل على كل أملاكه من حقول وأراضي فأدارها بنشاط ونجاح.

العدد 5

ع5:

زادت بركة الله ليوسف فجعله بركة لمن حوله أي لبيت فوطيفار، فزادت أملاكه ونجحت أعماله على يد يوسف مما جعل قلبه يتعلق بيوسف.

العدد 6

ع6:

تميز يوسف إلى جانب نجاحه ونشاطه بحسن منظره أيضًا، ومن ثقة فوطيفار به أنه لم يعد يشرف عليه بل تركه يدير البيت وكل الأملاك بحرية كاملة ولم يطلب منه فوطيفار إلا إحتياجاته الضرورية مثل الطعام.

† قبل يوسف أن يعمل عبدًا بأمانة ولم يتذمر مع أن أباه وأجداده أغنياء ولهم مقام كبير. فاقبل الظروف الصعبة والأعمال الوضيعة من أجل الله واعلم أن العظمة في داخلك وليست في مظهرك، فقوتك نابعة من سكنى الله فيك.

(2) يوسف وامرأة فوطيفار (ع7 - 15):

7 وَحَدَثَ بَعْدَ هَذِهِ الأُمُورِ أَنَّ امْرَأَةَ سَيِّدِهِ رَفَعَتْ عَيْنَيْهَا إِلَى يُوسُفَ وَقَالَتِ: «اضْطَجِعْ مَعِي». 8 فَأَبَى وَقَالَ لِامْرَأَةِ سَيِّدِهِ: «هُوَذَا سَيِّدِي لاَ يَعْرِفُ مَعِي مَا فِي الْبَيْتِ وَكُلُّ مَا لَهُ قَدْ دَفَعَهُ إِلَى يَدِي. 9 لَيْسَ هُوَ فِي هَذَا الْبَيْتِ أَعْظَمَ مِنِّي. وَلَمْ يُمْسِكْ عَنِّي شَيْئًا غَيْرَكِ لأَنَّكِ امْرَأَتُهُ. فَكَيْفَ أَصْنَعُ هَذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟ » 10 وَكَانَ إِذْ كَلَّمَتْ يُوسُفَ يَوْمًا فَيَوْمًا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ لَهَا أَنْ يَضْطَجِعَ بِجَانِبِهَا لِيَكُونَ مَعَهَا. 11 ثُمَّ حَدَثَ نَحْوَ هَذَا الْوَقْتِ أَنَّهُ دَخَلَ الْبَيْتَ لِيَعْمَلَ عَمَلَهُ وَلَمْ يَكُنْ إِنْسَانٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ هُنَاكَ فِي الْبَيْتِ. 12 فَأَمْسَكَتْهُ بِثَوْبِهِ قَائِلَةً: «اضْطَجِعْ مَعِي». فَتَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ. 13 وَكَانَ لَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ فِي يَدِهَا وَهَرَبَ إِلَى خَارِجٍ 14 أَنَّهَا نَادَتْ أَهْلَ بَيْتِهَا وَقَالَتْ: «انْظُرُوا! قَدْ جَاءَ إِلَيْنَا بِرَجُلٍ عِبْرَانِيٍّ لِيُدَاعِبَنَا. دَخَلَ إِلَيَّ لِيَضْطَجِعَ مَعِي فَصَرَخْتُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ. 15 وَكَانَ لَمَّا سَمِعَ أَنِّي رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ بِجَانِبِي وَهَرَبَ وَخَرَجَ إِلَى خَارِجٍ».

العدد 7

ع7:

أعجبت امرأة فوطيفار بحسن منظر يوسف ونشاطه وحكمته وقوة شخصيته الظاهرة في إدارة البيت وكل الأملاك، فاشتهته عاطفيًا وجسديًا. وإن كان زوجها خصيّا بالحقيقة وليس مجرد لقب فيكون هذا دافعًا أكبر لها لاشتهاء يوسف.

الأعداد 8-9

ع8 - 9:

رد يوسف بحزم مع احترام على هذه المرأة التي تشتهى أن تزنى معه وحاول إقناعها بالعدول عن شهوتها بسبب أفضال زوجها عليه، إذ رفعه على كل العبيد وأوكله على كل ممتلكاته إلا زوجته. ثم قدم سببًا آخر لرفضه الزنا وهو أن الله يراه ولا يستطيع أن يغضبه بهذا الفعل الشرير جدًا.

† إن كنت ترى الله دائمًا أمام عينيك فسيمنعك هذا من أي خطية لأنك إن شعرت بوجوده ستخافه وتخضع له، وإن اخطأت بالفعل تسرع لتتوب عند قدميه فيسامحك ويرفعك ويحصنك بقوته.

العدد 10

ع10:

لم تيأس امرأة فوطيفار وحاولت إغراء يوسف كل يوم بأشكال مختلفة لتسقطه في الزنا، أما هو فظل يرفض بكل الطرق ويهرب منها مستندًا على قوة الله فلم تستطع أن تضعفه.

الأعداد 11-12

ع11 - 12:

هذا الوقت: الوقت الذي اعتاد يوسف أن يدخل فيه البيت كل يوم ليعمل أعماله.

دبرت هذه المرأة بمكرها أن ترسل جميع العبيد والجوارى في أعمال حول البيت، فعندما دخل يوسف ليقوم بأعماله اليومية لم يكن في البيت غيرها فتقدمت نحوه لتقنعه بخلو المكان وسهولة الاضطجاع معها، فرفض بإصرار، وهنا حاولت إلزامه باستخدام القوة والسلطان فزاد إصراره على الرفض فاغتاظت لأن كبرياءها قد جرح، فهجمت عليه في محاولة أخيرة لإضعافه بالتصاقها به وأمسكت بثوبه، أما هو فكان أهم أمر عنده هو عدم السقوط في الخطية فترك ثوبه في يدها الذي قد يكون قد تمزق في صراعه معها واضطر للهرب عاريًا من البيت وهو لا يبالى إلا بالحفاظ على طهارته مضحيًا ليس فقط بسمعته بل احتمال القبض عليه وإلقائه في السجن بل حتى إعدامه.

† إهرب لحياتك من الشر مهما كان الثمن فخلاص نفسك أهم من أي خسارة.. لا تكترث بكلام الناس واحفظ نفسك طاهرًا حتى لو كنت متهمًا بأفظع الجرائم وبهذا تحتفظ برضا الله عنك.

الأعداد 13-15

ع13 - 15:

عندما هرب يوسف إغتاظت امرأة فوطيفار لأنه حطم كبرياءها وشهوتها المشتعلة بإصراره على الطهارة، فصرخت بصوت عظيم حتى اجتمع حولها عبيدها وجواريها، وادَّعت أن يوسف حاول أن يداعبها ويعتدى عليها وخلع ثيابه فلما رفضت وصرخت خاف وهرب خارج البيت عاريًا وها هو ثوبه بين يديها أمامهم كدليل اتهام واضح.

←.

St -.

(3) إلقاء يوسف في السجن (ع16 - 23):

16 فَوَضَعَتْ ثَوْبَهُ بِجَانِبِهَا حَتَّى جَاءَ سَيِّدُهُ إِلَى بَيْتِهِ. 17 فَكَلَّمَتْهُ بِمِثْلِ هَذَا الْكَلاَمِ قَائِلَةً: «دَخَلَ إِلَيَّ الْعَبْدُ الْعِبْرَانِيُّ الَّذِي جِئْتَ بِهِ إِلَيْنَا لِيُدَاعِبَنِي. 18 وَكَانَ لَمَّا رَفَعْتُ صَوْتِي وَصَرَخْتُ أَنَّهُ تَرَكَ ثَوْبَهُ بِجَانِبِي وَهَرَبَ إِلَى خَارِجٍ». 19 فَكَانَ لَمَّا سَمِعَ سَيِّدُهُ كَلاَمَ امْرَأَتِهِ الَّذِي كَلَّمَتْهُ بِهِ قَائِلَةً: «بِحَسَبِ هَذَا الْكَلاَمِ صَنَعَ بِي عَبْدُكَ» أَنَّ غَضَبَهُ حَمِيَ. 20 فَأَخَذَ يُوسُفَ وَوَضَعَهُ فِي بَيْتِ السِّجْنِ الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ أَسْرَى الْمَلِكِ مَحْبُوسِينَ فِيهِ. وَكَانَ هُنَاكَ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. 21 وَلَكِنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَ يُوسُفَ وَبَسَطَ إِلَيْهِ لُطْفًا وَجَعَلَ نِعْمَةً لَهُ فِي عَيْنَيْ رَئِيسِ بَيْتِ السِّجْنِ. 22 فَدَفَعَ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ إِلَى يَدِ يُوسُفَ جَمِيعَ الأَسْرَى الَّذِينَ فِي بَيْتِ السِّجْنِ. وَكُلُّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ هُنَاكَ كَانَ هُوَ الْعَامِلَ. 23 وَلَمْ يَكُنْ رَئِيسُ بَيْتِ السِّجْنِ يَنْظُرُ شَيْئًا الْبَتَّةَ مِمَّا فِي يَدِهِ لأَنَّ الرَّبَّ كَانَ مَعَهُ وَمَهْمَا صَنَعَ كَانَ الرَّبُّ يُنْجِحُهُ.

الأعداد 16-18

ع16 - 18:

استمرت امرأة فوطيفار في خداعها، فلما وصل زوجها من عمله اتهمت يوسف زورًا أنه حاول إلاعتداء عليها وخلع ثيابه ولما صرخت اضطر للهرب عاريًا. وبالطبع كانت تمثل أمامه الضعف بالبكاء والإحساس بالقهر لتخفى الشر الذي في داخلها.

الأعداد 19-20

ع19 - 20:

أثارت هذه الشريرة مشاعر زوجها ورجولته ضد يوسف، فغضب جدًا وقرّر في الحال إلقاءه في السجن الصعب جدًا، وهو سجن المجرمين في حق الملك. والذي كان تحت إشراف فوطيفار ورئاسته وغالبًا كان قريبًا من قصره، ويقال أن مكانه كان شمال هرم سقارة ويدعى حتى الآن سجن يوسف.

† لا تحكم على الأمور بتعجل خاصة إن كنت ساقطًا في الغضب، لأن غضبك يفقدك الكثير من حكمتك وفهمك... تريث ولو قليلًا حتى تهدأ واطلب معونة الله فيسندك ويرشدك.

الأعداد 21-23

ع21 - 23:

وأُلقِىَ يوسف في السجن ووُضٍعَ الحديد في رجليه ويديه وعاملوه بقسوة مثل باقي المجرمين المحبوسين كما يعلن المزمور ذلك (مز105: 18)، ولكن أعطاه الله نعمة في عيون السجانين والمسئولين عن السجن إذ لاحظوا وداعته وكلامه وتصرفاته الطيبة فبدأوا يعاملونه بلطف ثم وثقوا به حتى جعلوه يساعدهم في أعمال السجن ورعاية المسجونين، فصار كموظف بالسجن وظهرت أمانته ونشاطه حتى أن الضابط المسئول عن السجن أوكل إليه إدارة السجن وصار يدبر كل ما فيه.

وهذا التغير في المعاملة كان قطعًا بمعرفة فوطيفار المشرف على السجن القريب من بيته وهذا يعنى أنه راجع نفسه وبدأ يستعيد ثقته في يوسف ويوجه الإتهام في قلبه إلى امرأته ولكنه لم يستطع أن يخرج يوسف من السجن وإلا تعرضت كرامته للإهانة بسبب شهوة امرأته الشريرة. وهناك آراء أنه قد تكون هناك صلة قرابة لامرأته مع الملك، فعدل عن اتخاذ أي قرار ضدها أو أنه لو طلَّقها قد تأخذ جزءًا كبيرًا من ممتلكاته فأبقى الحال على ما هو عليه واكتفى بالموافقة على إكرام يوسف داخل السجن.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الأربعون - سفر التكوين - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الثامن والثلاثون - سفر التكوين - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر التكوين الأصحاح 39
تفاسير سفر التكوين الأصحاح 39