الإصحاح السادس – سفر التكوين – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر التكوين – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ السَّادِسُ

فلك نوح.

(1) انتشار الخطية وعقوبة الله (ع1 - 7).

(2) نوح المبارك (ع8 - 10).

(3) فساد الأرض وهلاك الإنسان (ع11 - 13).

(4) بناء الفلك (ع14 - 22).

(1) انتشار الخطية وعقوبة الله (ع1 - 7):

1 وَحَدَثَ لَمَّا ابْتَدَأَ النَّاسُ يَكْثُرُونَ عَلَى الأَرْضِ وَوُلِدَ لَهُمْ بَنَاتٌ 2 أَنَّ أَبْنَاءَ اللهِ رَأُوا بَنَاتِ النَّاسِ أَنَّهُنَّ حَسَنَاتٌ. فَاتَّخَذُوا لأَنْفُسِهِمْ نِسَاءً مِنْ كُلِّ مَا اخْتَارُوا. 3 فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ. لِزَيَغَانِهِ هُوَ بَشَرٌ وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً». 4 كَانَ فِي الأَرْضِ طُغَاةٌ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ أَيْضاً إِذْ دَخَلَ بَنُو اللهِ عَلَى بَنَاتِ النَّاسِ وَوَلَدْنَ لَهُمْ أَوْلاَداً - هَؤُلاَءِ هُمُ الْجَبَابِرَةُ الَّذِينَ مُنْذُ الدَّهْرِ ذَوُو اسْمٍ. 5 وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6 فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7 فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ: الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ. لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ».

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

أولاد الله: أي أبناء شيث وأنوش الذين عاشوا مع الله وحملوا اسمه المبارك (تك 4: 26).

بنات الناس: هم نسل قايين ودُعِين كذلك لأنهم عاشوا منشغلين بالجسد والإهتمامات المادية التى للناس.

توالد الناس وتكاثروا وكان نسل شيث يحيون مع الله منعزلين عن نسل قايين الذين انشغلوا بالكرامة والمقتنيات وتركوا عبادة الله. وأعجب أبناء شيث بالجمال المادى الذي لبنات قايين وتزوجوا بهن، فاختلط الخير مع الشر وساد الشر في كل العالم. وهكذا لم يحتفظ أولاد الله بانعزالهم عن الشر عندما تهاونوا فقدوا طهارتهم وانشغل الكل بشهوات العالم وابتعدوا عن الله.

† ليكن قلبك مصليًا من أجل العالم كله بل وتبحث عن خلال نفوس الكل بجميع الوسائل ولكن احترس من أن تختلط بشر الأشرار في كلامهم ومجالسهم وشهواتهم الشريرة. تمسك بوصايا الله وارفض كل شر مهما كان صغيراً لترضى الله في كل أعمالك.

العدد 3

ع3:

لا يدين: لا يظل روحى يبكث الإنسان الشرير إلى الأبد إذ كان يبكتهم عن طريق الضمير ولكنهم يرفضون صوته.

زيغانه: إبتعاده عن الله وانهماكه في الشهوات الشريرة.

هو بشر: هو إنسان مال إلى الشهوات المادية.

أيامه مئة وعشرين سنة: يعطيه الله فرصة أخيرة للتوبة 120 سنة وهى مدة بناء الفلك.

ضاق الله من شرور الإنسان المتزايدة ورفضه التوبة فقرر إهلاكه لأنه رفضه ولكنه أعطاه بحنانه الأبوى فرصة أخيرة للتوبة وهى فرصة طويلة مدتها 120 سنة سيعلن نوح أثناءها هلاك الأشرار إن لم يتوبوا.

العدد 4

ع4:

طغاة: أبناء قايين الذين بحثوا عن الكرامة والمركز والتسلط.

الجبابرة: الأبناء الذين ولدوا من تزاوج أبناء شيث مع بنات قايين وعاشوا في الشر وطلب المجد والكرامة الأرضية فصار لهم اسم على الأرض ولكنهم مرفوضون من الله.

لم يقتصر الشر والسيطرة على أبناء قايين بل انتشر في العالم كله باختلاط أبناء شيث بأبناء قايين، فصار النسل كله شريرًا وبحثوا جميعاً عن القوة المادية وليس عن الله.

الأعداد 5-6

ع5 - 6:

لاحظ الله انتشار الشر في العالم واستمرار الناس في هذا الشر كل يوم ورفضهم المستمر للتوبة ولهذا يصور لنا الوحى المقدس مدى حزن الله لأن الإنسان لم يحقق قصده وهو الصداقة معه والسلوك في طريق البر.

العدد 7

ع7:

تأسف في قلبه: تعبير بشرى يعنى حرفيًا "الندم".. أما المقصود هنا هو تصوير مدى حزن قلب الله.

قرر الله إهلاك الأشرار لأن الإنسان لن يستفيد من بقائه على الأرض بل يزداد شرًا فتنتظره عقوبة أكبر، فمن رحمه الله وعدله قرَّر إنهاء حياته وفى نفس الوقت أعطاه فرصة أخيرة للتوبة لعله يرجع إليه؛ أيضًا إهلاك البهائم مع إنها لم تخطئ ولكنها تدنست بشر الإنسان الذي خلقت لأجله فلم يشكر الله على هذه الحيوانات بل على العكس استخدمها في شهواته.

† لاحظ أيها الحبيب كم يحزن الشر قلب الله وكم تفرحه توبتك وعودتك، فكن إذًا مصدر لإسعاد قلبه ولا تجعل العدو يستخدمك لإيلامه حتى لا تقع تحت سلطان تأديبه.

الأعداد 8-10

ع8 - 10:

(2) نوح المبارك (ع8 - 10):

8 وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ. 9 هَذِهِ مَوَالِيدُ نُوحٍ: كَانَ نُوحٌ رَجُلاً بَارّاً كَامِلاً فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ اللهِ. 10 وَوَلَدَ نُوحٌ ثَلاَثَةَ بَنِينَ: سَاماً وَحَاماً وَيَافَثَ.

وسط الشر الذي ساد العلم وُجِدَت أسرة واحدة تخاف الله وتتمسك بالإيمان وهى أسرة نوح الذي عاش بالبر هو وزوجته وأولاده الثلاثة وزوجاتهم، بل كان كاملاً قدر ما استطاع مقارنةً بمن حوله ففرح به الله وسنده بنعمته ليحيا حياة القداسة. وكانت هذه هى الأسرة الوحيدة التى تفرح قلب الله فوجدت نعمة في عينيه، وبالطبع لم تهلك مع الأشرار بل خلصها بنعمته وحفظها من الشر.

† نعمة الله تناديك لتحيا معه، فاسلك في طريقه مستندًا على قوته واثقاً أنه ينجيك من كل شر ويشجعك على حياة البر.

←.

(3) فساد الأرض وهلاك الإنسان (ع11 - 13):

11 وَفَسَدَتِ الأَرْضُ أَمَامَ اللهِ وَامْتَلَأَتِ الأَرْضُ ظُلْماً. 12 وَرَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ. 13 فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي لأَنَّ الأَرْضَ امْتَلَأَتْ ظُلْماً مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ.

الأعداد 11-13

ع11 - 13:

يظهر من هذه الآيات ليس فقط انتشار الشر والفساد في العالم، بل أيضًا أن كل إنسان صنع شرًا وبالتالى فهو مسئول عن إفساد نفسه فالله لا يأخذ أحدًا بخطأ غيره. وتظهر أيضاً دالة نوح عند الله إذ يخبره بقرار إهلاك العالم الشرير وذلك لأنه الشخص الوحيد المؤمن بالله هو وأسرته وهو الذي سيحمل بشارة التوبة مدة 120 سنة للعالم كله بصنعه الفلك أمامهم لعلهم يرجعوا إلى الله ويتركوا خطاياهم ويدخلوا الفلك معه.

† لا تستهن بصوت الله الذي يناديك للتوبة والرجوع عن خطاياك سواء في الكتاب المقدس أو الكنيسة أو على لسان المحيطين بل فالله يحبك وينتظر رجوعك. فقدم توبة اليوم وجدد عهدك معه لتستعيد سلامك وتفرح قلبك.

(4) بناء الفلك (ع14 - 22):

14 اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكاً مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ. 15 وَهَكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ وَخَمْسِينَ ذِرَاعاً عَرْضُهُ وَثَلاَثِينَ ذِرَاعاً ارْتِفَاعُهُ. 16 وَتَصْنَعُ كَوّاً لِلْفُلْكِ وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ. وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ. مَسَاكِنَ سُفْلِيَّةً وَمُتَوَسِّطَةً وَعُلْوِيَّةً تَجْعَلُهُ. 17 فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لِأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. 18 وَلَكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 19 وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لِاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَراً وَأُنْثَى. 20 مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنَ الْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَمِنْ كُلِّ دَباَّبَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهِ. اثْنَيْنِ مِنْ كُلٍّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لِاسْتِبْقَائِهَا. 21 وَأَنْتَ فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَاجْمَعْهُ عِنْدَكَ فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَاماً». 22 فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ اللهُ. هَكَذَا فَعَلَ.

العدد 14

ع14:

جفر: هو خشب السرو أو الكافور وهى أشجار خشبها متين لا يسوس وارتفاعها كبير.

مساكن: طوابق فيكون الفلك ثلاثة طوابق سفلى ومتوسط وعلوي.

القار: هو الزفت الذي يتكون من مخلفات المواد البترولية.

أمر الله نوح أن يصنع الفلك وهو عبارة عن سفينة كبيرة مغطاة من أعلاها، ويتكون الفلك من ثلاثة طوابق يصنعها من خشب الجفر المتين الذي لا يسوس ثم لا يطليه من الخارج والداخل بالقار ليمنع نفاذ الماء من خلال الخشب. والقار يرمز لأهمية حماية الإنسان نفسه من دخول أفكار العالم إليه ليتمتع بالطهارة التى تظهر من الخارج في سلوكه ومن الداخل في أفكاره ونيات قلبه.

العدد 15

ع15:

أبعاد الفلك هى 300 ذراع أي 135 متر لأن الذراع هو ذراع إنسان أي 45 سم، والعرض 50 ذراعًا أي 22,5 مترًا أما الارتفاع فثلاثين ذراعًا أي 13,5 مترًا، والطول (300) أي حاصل ضرب (100 × 3) ورقم 100 يرمز إلى شعب الله كما قال في مثل الخروف الضال (مائة خروف) أما الثلاثة فترمز للثالوث القدوس، والمعنى شعب الله المؤمن به.

أما عرض مسين فهو مثل سنة اليوبيل الخمسين التى يُعتَق فيها العبيد والمحكوم عليهم بالموت نتيجة قتلهم الخطأ لأحد، ويوم الخمسين أيضاً هو الذي حلَّ فيه الروح القدس، فرقم (50) يرمز لغفران الله ومحبته، أما الارتفاع فهو (30) مثل إرتفاع يوسف إلى عرش مصر في سن الثلاثين والمعنى الإرتفاع إلى الله أي الرجاء فيه وبالتالى فمعنى الأبعاد هو الإيمان والمحبة والرجاء.

العدد 16

ع16:

أمره أن يصنع للفلك كوًا أي نوافذ تكون في الطابق العلوي لأن الفلك ثلاثة طوابق وتكون على بعد ذراع من سقف الفلك وهى لرؤية السماء والأمطار من خلالها وترمز لنظر الإنسان إلى السماء أي يكون روحانيًا.

أما الباب فيكون في جانب الفلك لدخول الإنسان والحيوان من خلاله، وهو في جانب الفلك فيرمز إلى جنب المسيح المطعون الذي نجد من خلاله خلاصنا وفداءنا.

العدد 17

ع17:

يعلن غرض بناء الفلك وهو حماية الإنسان والحيوان من الفناء بالطوفان الذي يأتي على العالم بسبب شره، وكل من يؤمن بالله يدخل إلى الفلك فينجو من الهلاك. لذلك تبنى الكنائس على شكل فلك لأننا بها نجد خلاصنا ولا خلاص خارج الكنيسة.

العدد 18

ع18:

عهد الله مع نوح أن يحفظه من الهلاك بسبب إيمانه. فالعهد دائماً بين طرفين يوفى كل منهما واجباته، الإنسان واجبه الإيمان والحياة مع الله، والله مسئوليته أن يحفظ الإنسان من الهلاك ويعطيه حياة وسعادة معه.

† ليتك تتمتع بالعهود مع الله فهو مستعد أن يعطيك محبته اللانهائية ويحفظ في كل طرقك إن كنت تظل أمينًا في تنفيذ عهودك وإن قصرت فهو طويل الأناة فارجع إليه سريعًا.

ع19، 20: أمره أيضًا أن يأخذ اثنين من كل حيوان أي ذكرًا وأنثى من جميع الحيوانات بأنواعها المختلفة، سواء الدواب أو الزحافات أو الطيور... إلخ. وذلك ليبقى لها نسلاً.

ع21، 22: اهتم الله أيضًا بطعام نوح والحيوانات فأمره أن يجمع من النباتات ما يكفيه هو وكل من معه، وأطاع نوح كل أوامر الله.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح السابع - سفر التكوين - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الخامس - سفر التكوين - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر التكوين الأصحاح 6
تفاسير سفر التكوين الأصحاح 6