الأصحاح الثاني – سفر التكوين – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر التكوين – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الثَّانِي

آدم وحواء في الفردوس.

(1) تقديس اليوم السابع (ع 1 - 3).

(2) آدم في الفردوس (ع4 - 14).

(3) وصية الله لآدم (ع15 - 17).

(4) خلقة حواء (ع18 - 25).

(1) تقديس اليوم السابع (ع 1 - 3):

1 فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. 2 وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. 3 وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا.

العدد 1

ع1:

في نهاية اليوم السادس أكمل الله خلقة العالم بشقّيه، السماء والأرض، وكل جندها أي المخلوقات التي فيها سواء الملائكة في السماء، أو الإنسان والحيوان على الأرض. فالملائكة والبشر وكل المخلوقات هم جنود الله تابعين له في جيشه مطيعين لنواميسه.

العدد 2

ع2:

اليوم السابع: يوم السبت.

استراح الله: استراح براحة خليقته أي رضى وفرح بما عمله من مخلوقات ولكن ليس معنى هذا أنه تعب من الخلقة أو استراح بمعنى عدم العمل لأنه مازال يعمل كما قال "أبى يعمل حتى الآن وأنا أعمل" (يو5: 17).

أكمل الله أعمال الخلقة في الستة أيام وفرح ورضى عما عمله فهذه هي راحته.

العدد 3

ع3:

بارك الله هذا اليوم وقدَّسه أي جعله فرصة للإنسان للراحة الروحية فيخصصه لعبادة الله وخدمته وإكمال مشيئته بحفظ وصاياه. ويلاحظ أن اليوم السابع لم ينتهِ بمساء وصباح لأنه ممتد حتى الآن، فالله يفرح بما عمله وبخضوع أولاده له. وبعد سنوات كثيرة ذكرت الوصايا العشر يوم السبت الذي يقدس لعبادة الله لكنه كان معروفًا من قبل منذ بداية الخليقة. ومازالت الكنيسة حتى الآن تعتبر يوم السبت، فلا يصام فيه إنقطاعيًا ولا تعمل فيه ميطانيات (سجدات)، ولكن مجد الأحد فاق مجد السبت بقيامة المسيح فيه بعد أن مات عن البشرية وفداها.

† اهتم بيوم الرب كل أسبوع وهو يوم الأحد لتقضى أوقات أطول مع الله في عبادته وخدمته فتسعد من حولك ويفرح الله بك ويباركك.

(2) آدم في الفردوس (ع4 - 14):

4 هَذِهِ مَبَادِئُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ حِينَ خُلِقَتْ يَوْمَ عَمِلَ الرَّبُّ الإِلَهُ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ 5 كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ لأَنَّ الرَّبَّ الإِلَهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ. 6 ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ. 7 وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً. 8 وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلَهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ. 9 وَأَنْبَتَ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ شَجَرَةٍ شَهِيَّةٍ لِلنَّظَرِ وَجَيِّدَةٍ لِلأَكْلِ وَشَجَرَةَ الْحَيَاةِ فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ وَشَجَرَةَ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ. 10 وَكَانَ نَهْرٌ يَخْرُجُ مِنْ عَدْنٍ لِيَسْقِيَ الْجَنَّةَ وَمِنْ هُنَاكَ يَنْقَسِمُ فَيَصِيرُ أَرْبَعَةَ رُؤُوسٍ: 11 اِسْمُ الْوَاحِدِ فِيشُونُ وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ الْحَوِيلَةِ حَيْثُ الذَّهَبُ. 12 وَذَهَبُ تِلْكَ الأَرْضِ جَيِّدٌ. هُنَاكَ الْمُقْلُ وَحَجَرُ الْجَزْعِ. 13 وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّانِي جِيحُونُ. وَهُوَ الْمُحِيطُ بِجَمِيعِ أَرْضِ كُوشٍ. 14 وَاسْمُ النَّهْرِ الثَّالِثِ حِدَّاقِلُ. وَهُوَ الْجَارِي شَرْقِيَّ أَشُّورَ. وَالنَّهْرُ الرَّابِعُ الْفُرَاتُ.

الأعداد 4-5

ع4 - 5:

يعيد هنا تفاصيل بعض أحداث الخلق للسماوات والأرض، فيذكر تفاصيل لما خلقه في اليوم الثالث ويبيّن أنه لم يكن هناك أمطار في اليوم الثالث لأنها نشأت من تأثير أشعة الشمس على البحار فتبخرت المياه إلى سحب وصارت أمطارًا بعد ذلك، كل هذا حدث في اليوم الرابع. وكذلك لم يكن هناك إنسان ليهتم برعاية النباتات لأنه خلق في اليوم السادس، ولم تكن النباتات قد خلقت بعد.

العدد 6

ع6:

أخرج الله ضبابًا من الأرض وهو بخار أو سيل ماء وجعله يسقى النباتات التي خلقها في اليوم الثالث، وهذا الضباب إما أن يكون وسيلة جعلها الله لرى النباتات في اليوم الثالث أو ناتج من تأثير أشعة الشمس على البحار فأنتجت السحب والضباب لأن الشمس قد خلقت بعد النباتات مباشرة في اليوم الرابع.

العدد 7

ع7:

يوضح هنا كيفية خلق الإنسان فهو من التراب الأحمر لذلك سمى "آدم" أي أحمر ليتذكر دائمًا أصله أنه من التراب، فمع كونه رأس الخليقة كلها يكون متضعًا أمام الله ومع كل البشر بل يتعلم أيضًا من كل الخليقة.

ويتميز الإنسان بنفخة الله التي فيه فجعلته على صورته ومثاله، فهذه النفخة أعطته ليس فقط أن يتحرك ويتنفس ويعمل أعمال الحيوانات بل يتميز عنها بالروح العاقلة التي لا توجد في أي مخلوق آخر.

العدد 8

ع8:

جنة: حديقة كبيرة مسورة أو فردوس ومصغرها جنينة.

أعد الله لآدم جنة ليحيا فيها وأوجد فيها جميع الحيوانات والنباتات ويوضح أن مكانها في الشرق وحدده أنه في عَدْنْ. وهي ليست مدينة عَدَنْ الحالية وغير معروف مكان جنة عدن بالتحديد ويظن أنه كان في العراق.

العدد 9

ع9:

زرع الله في الجنة أشجار ذات ثمار جميلة المنظر ولذيذة الطعم؛ وزرع أيضًا في وسط الجنة شجرة الحياة التي تعطى قوة ونشاطًا للإنسان بأكله من ثمارها بل تعطيه أيضًا القدرة على عدم الفساد أي الخلود بدليل قوله عنها في (تك 3: 22) أن آدم إن ظل يأكل منها فإنه يحيا إلى الأبد، وهي ترمز للمسيح طعام الحياة والذي يعطينا جسده ودمه على المذبح في العهد الجديد. وهي ترمز أيضًا للصليب الذي أعطانا الفداء والحياة.

وأنبت أيضًا شجرة معرفة الخير والشر التي نهى الإنسان عن الأكل منها وهي شجرة عادية وليس فيها خطية ولكن الخطية في عصيان الله بالأكل منها.

العدد 10

ع10:

يوضح أن هناك نهر كان يسقى الجنة ويتفرع إلى أربعة فروع. وهناك آراء كثيرة حول أماكن هذه الأنهار الآتي ذكرها ولكن لا يستطيع أحد تحديد مكانها بالضبط حتى وإن تشابهت الأسماء لأنه قد تكون هذه الأماكن سُمِيَّت على أسماء الأنهار التي ذكرت في سفر التكوين.

الأعداد 11-12

ع11 - 12:

فيشون: معناه الفائض أو الجارى بعنف.

المقل: نوع من الأشجار الصمغية أو الطبية وظنه البعض نوع من اللؤلؤ.

الجزع: نوع من الأحجار الكريمة.

دعا الفرع الأول من هذا النهر فيشون وهو يحيط بأرض تسمى الحويلة يوجد بها مناجم ذهب من النوع الجيد، ويوجد بهذه الأرض أيضًا المقل والجزع.

العدد 13

ع13:

الفرع الثاني هو نهر جيحون ومعناه المنفجر وهو يحيط بأرض تسمى كوش.

العدد 14

ع14:

حداقل: أي دجلة ومعناه خفة وسرعة أما الفرات فمعناه الطامى أو المقدس.

† الله في محبته أعد لك فردوس كامل وميَّزك عن باقي المخلوقات بالروح الإنسانية، فاشكره في كل حين على عطاياه، بل أنظر إلى كل الخليقة فتحدثك عنه فهو الذي أبدعها. وعندما تتسلط على العالم كله ويمدحك الكثيرون فلا تنسَ أنك خُلِقت من تراب، فأنظر إلى الأرض التي أخذت منها واحتمل إساءات الآخرين ولا تحتقر أحدًا.

←.

(3) وصية الله لآدم (ع15 - 17):

15 وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. 16 وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلًا: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلًا 17 وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».

العدد 15

ع15:

خلق الله آدم من التراب (ع7) ثم أعدَّ له الجنة (ع8) ووضعه فيها وجعله قائدًا ومسئولًا عن العالم كله وطلب منه أن يهتم برعاية النباتات والحيوانات كلها فيعتنى بنمو النباتات والأشجار وثمارها، ويحفظها من الحيوانات حتى لا تتلفها بل تأكل منها فقط، فكان آدم يعمل بفرح لأنه يعمل مع الله ومن أجله ويشعر بوجوده معه. وهذا يوضح أهمية العمل في حياة أولاد الله وأنه بركة وليس ثقلًا ولكن ظهر الضيق من العمل بعد السقوط، ووضح ذلك بقوله "بعرق وجهك تأكل خبزًا" (تك 3: 19) أي بدأ الإحساس بالتعب من العمل بعد السقوط.

† إهتم أن يكون لك أعمال صالحة في كل مكان تذهب إليه واغصب نفسك على العمل ولو بمقدار فتشعر بثقة في نفسك وتفيد الآخرين وتسد الباب أمام حروب الشياطين وتستطيع أن تمارس عبادتك وخدمتك بنشاط وكفاءة وتكون قدوة لمن حولك.

الأعداد 16-17

ع16 - 17:

أعطى الله النباتات وثمار الأشجار طعامًا للإنسان، وعندما يكلم آدم يقصد به آدم وحواء أي الجنس البشرى كله، ولكن الله أعطى الإنسان وصية أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر إظهارًا لاهتمامه بحرية الإنسان واختبارًا لطاعته وبنوته له، فرغم أبوة الله ومحبته التي لا تحد نحو الإنسان أعطاه الحرية أن يبقى معه ويتمتع بكل نعمة أو يرفض كلامه ويأكل من الشجرة التي نهاه عنها. وتنبيهًا لخطورة مخالفة الله والإنفصال عنه قال له أنه إن أكل من الشجرة سيموت.

وكان آدم قد عرف معنى الموت من أجل سقوط الملائكة التي سبق خلقها. فالوصية ليست تقييدًا لحرية الإنسان بل دليلًا على محبته لله وتأكيدًا لتمتعه بالحرية دون سائر المخلوقات، فما المنفعة إن لم توجد وصية لأنه سيكون مجبرًا على عمل الخير كناموس طبيعي له مثل الحيوانات أي غير مُعرَّض للخطأ.

والله بسابق علمه يعلم أن الإنسان سيسقط في الخطية وسيحتاج للفداء وقَبِلَ الله هذا التنازل العظيم لأجل محبته له لأنه لم يرضَ بهلاكه، وهذا يؤكد أمرين:

محبة الله الفائقة للإنسان.

إصرار الله على تمتع الإنسان بالحرية.

(4) خلقة حواء (ع18 - 25):

18 وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». 19 وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. 20 فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِينًا نَظِيرَهُ. 21 فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلَأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. 22 وَبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. 23 فَقَالَ آدَمُ: «هَذِهِ الْآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». 24 لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. 25 وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ.

العدد 18

ع18:

نظر آدم إلى جميع الحيوانات التي تتحرك حوله فوجدها ذكرًا وأنثى وشعر بالتآلف بينها وفرح هو أيضًا برفقتها ولكنها لم ترتقِ إلى مستوى التفاهم معه ولم تشبع احتياجاته. وكان يأخذ كل شيء من الله الذي تمتع بعشرته، ولكنه احتاج أن يعطيه شخصًا مثله يعينه في حياته ويتآلف معه ويعطى كل منهما محبته للآخر، وهنا يظهر الله إحتياج آدم لامرأة لتشاركه حياته فيكمل فرحه.

الأعداد 19-20

ع19 - 20:

أظهر الله قيادة آدم لكل الخلائق التي أولها الحيوانات فطلب منه أن يسمى كل حيوان باسمه وهذا معناه الذكاء والحكمة الفائقة التي تمتع بها آدم حتى إنه استطاع أن يفهم طباع الحيوانات فيفرق بينها ويقسمها إلى أنواع مختلفة ويسمى كل حيوان بالاسم المناسب له، وهذا يشمل جميع الحيوانات الكبيرة والصغيرة التي تدب على الأرض والتي تطير في السماء والتي تسلك في البحار والمياه. ويفهم ضمنيًا أنه دعا كل النباتات أيضًا بأسمائها بعد أن قسمها إلى أقسام مختلفة وهو ما يدرس الآن في الجامعات المختلفة أي علم تصنيف النباتات والحيوانات والحشرات.

ويفهم ضمنيًا أيضًا أنه دعا كل الموجودات على الأرض مثل الجبال والتلال والوديان والأنهار...

فالإنسان هو رأس الخليقة وقائدها في تمجيد الله وتسبيحه وبالطبع لا يصح أن يتعلق بها وينشغل بجمالها عن الله الذي أعطاها له كما حدث في عبادة الأصنام أو كما يحدث الآن في تعلق الإنسان بالماديات.

الأعداد 21-22

ع21 - 22:

لكى يخلق الله أنثى لآدم، لم يرد أن يخلقها من التراب حتى لا تكون نِدَّا له بل جزءًا منه فيشعر كل منهما بالتعاطف نحو الآخر، فهو يحبها لأنها جزء منه وهي تحبه لأنه أصلها وأُخِذَت منه. فجعل الله آدم ينام نومًا ثقيلًا وأخذ ضلعًا من ضلوعه وملأ مكانه لحمًا أو بمعنى آخر لئم الجرح مكانه. وقد أخذ الله ضلعًا حتى تكون حواء من جنبه فتكون مثله وليس من رأسه فتتكبر عليه أو من قدمه فيتكبر عليها.

والمسيح آدم الثاني نام على الصليب وخرجت الكنيسة من جنبه عندما طعن بالحربة فسال دمه ليفديها ويحييها فتبدأ حياتها الجديدة معه.

العدد 23

ع23:

عندما استيقط آدم من نومه ورأى حواء، شعر أنها منه عندما لاحظ آثار الضلع المأخوذ منه، فقال عنها أنها جزء من لحمه وعظامه ودعاها امرأة أي أنثى الإنسان لأنها مأخوذة من إمرءٍ أي الرجل. وهذا أعطاهما مشاعر الوحدانية في الترابط والتكامل بينهما، فهذه الزيجة الأولى تعلن للبشرية أن أي زواج أراد الله أن يكون إتحاد بين الرجل والمرأة فلا يحيا أحدهم بدون الآخر ولا يفصلهما أي اختلافات في الطباع أو السلوك بل يسعيان إلى حياة واحدة يكمل فيها كل منهما الآخر.

العدد 24

ع24:

تنبأ آدم عن الجنس البشرى أن كل رجل يترك أباه وأمه اللذين تربى بينهما ويتحد بالفتاة التي اختارها فيصير الإثنان جسدًا واحدًا أي يتحدا، وهذا ما أكملته المسيحية عندما جعلت الزواج سرًا مقدسًا يحلّ فيه الروح القدس ليعطى الزوجين القدرة على الإتحاد الزيجى.

تنطبق هذه الآية على المسيح الذي ترك أباه بالتجسد ولم ينفصل عنه ولكنه ظهر بصورة الاتضاع، وترك أمه أي مجمع اليهود واتحد بكنيسته من خلال تجسده وفدائه، أي رفع البشرية المؤمنة به إلى مستوى الاتحاد به خلال الكنيسة.

العدد 25

ع25:

كان آدم وحواء في براءة قبل السقوط في الخطية فلم يخجلا من عريهما ولكن بعد السقوط شعرا بخزى الخطية فاحتاجا إلى الملابس، وهنا صنع الله لهما أقمصة جلدية حصل عليها من ذبح الحيوان وهي ترمز إلى الفداء بدم المسيح الذي يكسوهما ويحرّرهما من خزى الخطية.

† لا تنشغل بالملابس والمظاهر الخارجية فقد دخلت إلى العالم لتستر خزى الخطية ولكنك الآن إذ تلبس ثياب البر بالمسيح يكفيك فقط الكسوة وهي مجرد ثياب بسيطة تكسوك لأن البر قد كساك أولًا، فلا تقارن نفسك بمن حولك وتسعى نحو الماديات الزائلة فأنت ابن ملك الملوك والنعمة تغطيك بل أنت أعظم مخلوقاته.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثالث - سفر التكوين - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الأول - سفر التكوين - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر التكوين الأصحاح 2
تفاسير سفر التكوين الأصحاح 2