الأصحاح الثاني والخمسون – سفر إرميا – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر إرميا – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الثانى والخمسون

التاريخ هو أحسن شارح للنبوات هنا نرى أن كل ما تنبأ به إرمياء قد تحقق. وذلك وحتى نفهم نبوات هذا الكتاب وضع هذا الإصحاح التاريخى الذى يحدثنا عن خراب أورشليم ومملكة يهوذا وعن أحداثه المحزنة. وهو مشابه تماماً لـ (2مل25، 24). وهناك حوادث مشابهة لحوادث هذا الإصحاح وضعت بطريقة متفرقة داخل سفر إرمياء ولكنها هنا تم تجميعها لتشرح النبوات السابقة وليعطى مدخلاً ونوراً للمراثى ويكون كمفتاح لها. وقصة رفع مكانة يهوياكين فى سبيه تؤيد رأى من قال إن هذا الإصحاح بقلم كاتب آخر غير إرمياء وقد يكون باروخ أو عزرا.

الأعداد 1-11

الأيات (1 - 11): -

"1كَانَ صِدْقِيَّا ابْنَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ حَمِيطَلُ بِنْتُ إِرْمِيَا مِنْ لِبْنَةَ. 2 وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ يَهُويَاقِيمُ. 3لأَنَّهُ لأَجْلِ غَضَبِ الرَّبِّ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا حَتَى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِ وَجْهِهِ، كَانَ أَنَّ صِدْقِيَّا تَمَرَّدَ عَلَى مَلِكِ بَابِلَ.

4 وَفِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ لِمُلْكِهِ، فِي الشَّهْرِ الْعَاشِرِ، فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ، جَاءَ نَبُوخَذْرَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَنَزَلُوا عَلَيْهَا وَبَنَوْا عَلَيْهَا أَبْرَاجًا حَوَالَيْهَا. 5فَدَخَلَتِ الْمَدِينَةُ فِي الْحِصَارِ إِلَى السَّنَةِ الْحَادِيَةِ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ صِدْقِيَّا. 6فِي الشَّهْرِ الرَّابعِ، فِي تَاسِعِ الشَّهْرِ اشْتَدَّ الْجُوعُ فِي الْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ لِشَعْبِ الأَرْضِ. 7فَثُغِرَتِ الْمَدِينَةُ وَهَرَبَ كُلُّ رِجَالِ الْقِتَالِ، وَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِينَةِ لَيْلاً فِي طَرِيقِ الْبَابِ بَيْنَ السُّورَيْنِ اللَّذَيْنِ عِنْدَ جَنَّةِ الْمَلِكِ، وَالْكَلْدَانِيُّونَ عِنْدَ الْمَدِينَةِ حَوَالَيْهَا، فَذَهَبُوا فِي طَرِيقِ الْبَرِّيَّةِ.

8فَتَبِعَتْ جُيُوشُ الْكَلْدَانِيِّينَ الْمَلِكَ، فَأَدْرَكُوا صِدْقِيَّا فِي بَرِّيَّةِ أَرِيحَا، وَتَفَرَّقَ كُلُّ جَيْشِهِ عَنْهُ. 9فَأَخَذُوا الْمَلِكَ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ، فَكَلَّمَهُ بِالْقَضَاءِ عَلَيْهِ. 10فَقَتَلَ مَلِكُ بَابِلَ بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ، وَقَتَلَ أَيْضًا كُلَّ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا فِي رَبْلَةَ، 11 وَأَعْمَى عَيْنَيْ صِدْقِيَّا، وَقَيَّدَهُ بِسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ، وَجَاءَ بِهِ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ، وَجَعَلَهُ فِي السِّجْنِ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ. ".

كان قبل ذلك قد حدث عدة مرات أن أتى جيش بابل ليسبى من يهوذا ثم عشم الشعب نفسه بأنه لن يحدث سبى آخر. ولكن الله كان مستاء منهم لدرجة أنه قرر أن يطردهم من أمامه كما يطرد أب غاضب إبنه العاق من أمامه. فطردهم الله من هذه الأرض الجيدة كما طرد الكنعانيين قبلهم. وطردهم الله من هيكله المقدس. لذلك كان داود يصلى "لا تطرحنى من أمام وجهك" فهذا هو أشر شىء أن يطردنا الله من أمام وجهه.

وصدقيا هذا لم يكن أسوأ الكل ولكن كان فاعل شر وكان تمرده على ملك بابل خطية وغباء، خطية لأنه كسر حلفه لهُ بإسم الله (حز15: 17) وغباء لظنه أن مصر تسنده. ولأن الله كان غاضباً على يهوذا وأورشليم، فقد تركه لمشوراته الرديئة التى إتضحت خطورتها على المملكة. وحاصر الكلدانيين أورشليم فى السنة التاسعة لملك صدقيا فى الشهر العاشر، وسقطت المدينة فى السنة الحادية عشرة لصدقيا فى الشهر الرابع وكتذكار لهذين الحدثين اللذين تم بهما خراب أورشليم صام الشعب فى سبيهم فى الشهر الرابع والعاشر (زك19: 8) أما صوم الشهر الخامس فكان تذكاراً لحرق الهيكل وصوم الشهر السابع كان تذكاراً لقتل جدليا. ولنا أن نتصور الفزع الذى إجتاح المدينة أثناء الحصار وكانوا منتظرين هلاكهم بينما هم مصممين على الصمود للنهاية حتى لم يصبح خبز للجنود فلم يستطيعوا الوقوف، والأسوار لا تحمى بدون رجال وراءها. وإذا وُجد الرجال والأسوار ولكن بدون الله فلن يفعلوا شيئاً. "فإن لم يحرس الرب المدينة فباطل سهر الحراس" (مز127: 1) وحين هرب الملك وقع فى أيدى أعدائه فلا أحد يمكنه الهروب من يد الله. ولكن يبدو أنهُ كان لهُ بعض الكرامة فى موته (5: 34) ولطالما نبهه إرمياء لما سيحدث لهُ ولكنه لم يستمع.

الأعداد 12-23

الأيات (12 - 23): -

"12 وَفِي الشَّهْرِ الْخَامِسِ، فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ، وَهِيَ السَّنَةُ التَّاسِعَةُ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، جَاءَ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ، الَّذِي كَانَ يَقِفُ أَمَامَ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 13 وَأَحْرَقَ بَيْتَ الرَّبِّ، وَبَيْتَ الْمَلِكِ، وَكُلَّ بُيُوتِ أُورُشَلِيمَ، وَكُلَّ بُيُوتِ الْعُظَمَاءِ، أَحْرَقَهَا بِالنَّارِ. 14 وَكُلَّ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ مُسْتَدِيرًا هَدَمَهَا كُلُّ جَيْشِ الْكَلْدَانِيِّينَ الَّذِي مَعَ رَئِيسِ الشُّرَطِ. 15 وَسَبَى نَبُوزَرَادَانُ، رَئِيسُ الشُّرَطِ، بَعْضًا مِنْ فُقَرَاءِ الشَّعْبِ، وَبَقِيَّةَ الشَّعْبِ الَّذِينَ بَقُوا فِي الْمَدِينَةِ، وَالْهَارِبِينَ الَّذِينَ سَقَطُوا إِلَى مَلِكِ بَابِلَ، وَبَقِيَّةَ الْجُمْهُورِ. 16 وَلكِنَّ نَبُوزَرَادَانَ، رَئِيسَ الشُّرَطِ، أَبْقَى مِنْ مَسَاكِينِ الأَرْضِ كَرَّامِينَ وَفَلاَّحِينَ. 17 وَكَسَّرَ الْكَلْدَانِيُّونَ أَعْمِدَةَ النُّحَاسِ الَّتِي لِبَيْتِ الرَّبِّ، وَالْقَوَاعِدَ وَبَحْرَ النُّحَاسِ الَّذِي فِي بَيْتِ الرَّبِّ، وَحَمَلُوا كُلَّ نُحَاسِهَا إِلَى بَابِلَ. 18 وَأَخَذُوا الْقُدُورَ وَالرُّفُوشَ وَالْمَقَاصَّ وَالْمَنَاضِحَ وَالصُّحُونَ وَكُلَّ آنِيَةِ النُّحَاسِ الَّتِي كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَا. 19 وَأَخَذَ رَئِيسُ الشُّرَطِ الطُّسُوسَ وَالْمَجَامِرَ وَالْمَنَاضِحَ وَالْقُدُورَ وَالْمَنَايِرَ وَالصُّحُونَ وَالأَقْدَاحَ، مَا كَانَ مِنْ ذَهَبٍ فَالذَّهَبَ، وَمَا كَانَ مِنْ فِضَّةٍ فَالْفِضَّةَ. 20 وَالْعَمُودَيْنِ وَالْبَحْرَ الْوَاحِدَ، وَالاثْنَيْ عَشَرَ ثَوْرًا مِنْ نُحَاسٍ الَّتِي تَحْتَ الْقَوَاعِدِ، الَّتِي عَمِلَهَا الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ لِبَيْتِ الرَّبِّ. لَمْ يَكُنْ وَزْنٌ لِنُحَاسِ كُلِّ هذِهِ الأَدَوَاتِ. 21أَمَّا الْعَمُودَانِ فَكَانَ طُولُ الْعَمُودِ الْوَاحِدِ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ ذِرَاعًا، وَخَيْطٌ اثْنَتَا عَشَرَةَ ذِرَاعًا يُحِيطُ بِهِ، وَغِلَظُهُ أَرْبَعُ أَصَابِعَ، وَهُوَ أَجْوَفُ. 22 وَعَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُحَاسٍ، ارْتِفَاعُ التَّاجِ الْوَاحِدِ خَمْسُ أَذْرُعٍ. وَعَلَى التَّاجِ حَوَالَيْهِ شَبَكَةٌ وَرُمَّانَاتُ، الْكُلِّ مِنْ نُحَاسٍ. وَمِثْلُ ذلِكَ لِلْعَمُودِ الثَّانِي، وَالرُّمَّانَاتِ. 23 وَكَانَتِ الرُّمَّانَاتُ سِتًّا وَتِسْعِينَ لِلْجَانِبِ. كُلُّ الرُّمَّانَاتِ مِئَةٌ عَلَى الشَّبَكَةِ حَوَالَيْهَا.".

كل هذا الخراب كان إنتقاماً من ملك بابل لوقوفهم فى وجهه طويلاً. ولاحظ أن كل ما أخذه هذه المرة كان نحاساً فقد سبق وأخذوا الذهب والفضة. ولاحظ أن العمودين أحدهما إسمه بوعز أى فيه القوة والثانى ياكين أى الله يؤسس وفى تحطيمهم معنى أن الله لن يعود مهتماً أن يؤسس هيكله ولا يعود يكون قوتهم فقد فارقهم (راجع قصة مغادرة مجد الرب للهيكل فى (حز8حز11).

الأعداد 24-30

الأيات (24 - 30): -

"24 وَأَخَذَ رَئِيسُ الشُّرَطِ سَرَايَا الْكَاهِنَ الأَوَّلَ، وَصَفَنْيَا الْكَاهِنَ الثَّانِي وَحَارِسِي الْبَابِ الثَّلاَثَةَ. 25 وَأَخَذَ مِنَ الْمَدِينَةِ خَصِيًّا وَاحِدًا كَانَ وَكِيلاً عَلَى رِجَالِ الْحَرْبِ، وَسَبْعَةَ رِجَال مِنَ الَّذِينَ يَنْظُرُونَ وَجْهَ الْمَلِكِ، الَّذِينَ وُجِدُوا فِي الْمَدِينَةِ، وَكَاتِبَ رَئِيسِ الْجُنْدِ الَّذِي كَانَ يَجْمَعُ شَعْبَ الأَرْضِ لِلتَّجَنُّدِ، وَسِتِّينَ رَجُلاً مِنْ شَعْبِ الأَرْضِ، الَّذِينَ وُجِدُوا فِي وَسْطِ الْمَدِينَةِ. 26أَخَذَهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ، وَسَارَ بِهِمْ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ، إِلَى رَبْلَةَ، 27فَضَرَبَهُمْ مَلِكُ بَابِلَ وَقَتَلَهُمْ فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ. فَسُبِيَ يَهُوذَا مِنْ أَرْضِهِ. 28هذَا هُوَ الشَّعْبُ الَّذِي سَبَاهُ نَبُوخَذْرَاصَّرُ فِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ: مِنَ الْيَهُودِ ثَلاَثَةُ آلاَفٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ. 29 وَفِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ عَشَرَةَ لِنَبُوخَذْرَاصَّرَ سُبِيَ مِنْ أُورُشَلِيمَ ثَمَانُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَثَلاَثُونَ نَفْسًا. 30فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ لِنَبُوخَذْرَاصَّرَ، سَبَى نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ مِنَ الْيَهُودِ سَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسًا وَأَرْبَعِينَ نَفْسًا. جُمْلَةُ النُّفُوسِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مِئَةٍ.".

هنا حادثة محزنة عن ذبح عظماء يهوذا. وهناك خلاف فى الأرقام فقد قيل هنا 7 رجال ينظرون وجه الملك أما فى الملوك فقيل خمسة، والحل يبدو أن إثنين من السبعة هما إرمياء وعبد ملك اللذين أطلق سراحهما فلم يموتا. والذين قتلوا هم ممثلين لكل الطوائف فالكل أخطأ. وأول من ذكر هو سرايا الكاهن فهو أخطأ وجعل الشعب يخطىء. وبخصوص المسبيين وأعدادهم ولنرى كيف لفظت الأرض سكانها اليهود كما لفظت سكانها الكنعانيين من قبل بسبب الخطية (27). وكان الله قد سبق وحذرهم أنه سيطردهم من الأرض لو ساروا فى نفس خطايا الكنعانيين (لا28: 18) وهناك خلاف أيضاً بين سفر الملوك فى أعداد المسبيين فأعداد سفر الملوك أكثر كثيراً من هنا، ويبدو أن أعداد سفر الملوك هى أعداد السبايا إلى بابل، وأن الأعداد التى ذُكرت هنا هم الذين أعدمهم نبوخذ نصر كمتمردين ثوار. ونلاحظ أن الزمنين المذكورين فى الملوك وإرمياء مختلفين لذلك فهم غالباً يشيروا لحدثين مختلفين. فيبدو أن ما لفت نظر كاتب هذا الإصحاح الثورات والفتن التى قمعها نبوخذ نصر أما كاتب سفر الملوك فإهتم بأن يضع أعداد من ذهبوا للسبى. وهناك سبى ثالث لم يذكر سوى هنا وهو فى السنة 23 لنبوخذ نصر بعد 4 سنين من خراب أورشليم حيث سبى 745 نفساً وقد يكون هذا قد حدث كإنتقام لمقتل جدليا. ومن المحتمل أيضاً أن يكون هؤلاء الأشخاص قد قتلوا كمساعدين أو مؤيدين لإسمعيل قاتل جدليا والكلدانيين الذين كانوا معهُ.

الأعداد 31-34

الأيات (31 - 34): -

"31 وَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ وَالثَّلاَثِينَ لِسَبْيِ يَهُويَاكِينَ، فِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، فِي الْخَامِسِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ، رَفَعَ أَوِيلُ مَرُودَخُ مَلِكُ بَابِلَ، فِي سَنَةِ تَمَلُّكِهِ، رَأْسَ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا، وَأَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ. 32 وَكَلَّمَهُ بِخَيْرٍ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ كَرَاسِيِّ الْمُلُوكِ الَّذِينَ مَعَهُ فِي بَابِلَ. 33 وَغَيَّرَ ثِيَابَ سِجْنِهِ، وَكَانَ يَأْكُلُ دَائِمًا الْخُبْزَ أَمَامَهُ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. 34 وَوَظِيفَتُهُ وَظِيفَةٌ دَائِمَةٌ تُعْطَى لَهُ مِنْ عِنْدِ مَلِكِ بَابِلَ، أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ، إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ، كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ.".

هناك خلاف بين سفر الملوك وهنا فى إرمياء فى التاريخ، فقد قيل هناك فى اليوم السابع والعشرين وهنا قيل فى اليوم الخامس والعشرين. وقد يرجع السبب أن القرار صدر فى يوم 25 وظهر الملك فى مكانه الرفيع يوم 27. ولنلاحظ تغير حال يهوياكين من الملك للسجن ثم إلى مركز سام لدى ملك بابل. وهكذا العالم، فلنفرح كأننا لا نفرح ونحزن كأننا لا نحزن. وحين يجىء ليل تجربة طويل فعلينا أن نتوقع أن يكون هناك فجر جديد لمراحم الله. ولاحظ أن سجن يهوياكين كان حوالى 37 سنة ولكن مهما طالت الغيمة فلنأمل فى أن تظهر الشمس من ورائها ولنلاحظ أن الله إستخدم أعداء شعبه ليعطوا الخير لشعبه.

* * يهوياكين يمثل الإنسان الذى خلقه الله ليكون ملكاً على شهواته وعلى كل الخليقة ولكنه بسبب خطيته سقط وفقد ملكه، بل صار فى عبودية لنبوخذ نصر ملك بابل (رمز لما قيل أن الخليقة أسلمت للباطل.... ليس طوعاً بل من أجل الذى أخضعها على الرجاء... رو 20: 8). ونلاحظ المدة البسيطة التى ملك فيها يهوياكين وهى 3 شهور رمز للمدة البسيطة التى قضاها آدم بدون خطية، وهذا قبل أن يأكل فيسقط. ثم ذهب يهوياكين للسبى مدة طويلة ولكن فى وسط هذه المدة يرفعه ملك بابل لمركز سام ولكن مع بقائه فى الأسر، وهذا ما عمله المسيح بفدائه أنه حررنا ورفعنا لدرجة البنوة لله ولكن مع بقائنا فى هذا العالم. حقاً لقد أسلمنا لله للعبودية ولكن كان هناك رجاء، فى شخص من نسل المرأة حين يأتى ليسحق رأس الحية. والـ 37 سنة التى قضاها يهوياكين فى السبى هى رمز لحياة الإنسان على الأرض بعد سقوطه. وعودة المسبيين فى نهاية مملكة بابل هى رمز لدخولنا أورشليم السماوية بعد إنقضاء صورة هذا العالم. فالله أسلمنا للعبودية لإبليس لنتأدب وتركنا فى العالم لنستعد لدخولنا السماء، وأرسل المسيح فى وسط الأيام ليتم الفداء وبهذا نعود لملكنا ويرفعنا إلى سمائه، فهو أسلمنا للباطل ولكن على رجاء.

دراسة في سفر إرميا

حقاً السفر ليس مرتب تاريخياً. فمثلاً أحداث الإصحاح (21) كانت في أيام صدقيا الملك. وإصحاح (25) كانت في أيام يهوياقيم. بينما أن يهوياقيم تاريخياً مَلَكَ قبل صدقيا. ولكن ما يجب أن نعرفه أن كُتَّاب الكتاب المقدس ليسوا بمؤرخين، لكنهم يقدمون فكرة معينة. وإرمياء هنا يقدم فكرة خلاص السيد المسيح للبشرية. بل نرى أن الله جعل إرمياء رمزاً للمسيح [راجع المقدمة تحت عنوان (إرمياء والمسيح)].

نرى في هذا السفر أن الخطية هي سبب ألام البشرية بعد أن خلقها الله في جنة. والمسيح الذي أتى ليجددها، ولكن هذا لمن يقبل. ومن يرفض يهلك.

الإصحاح الأول:

قبلما صورتك في البطن عرفتك = "عرف" هي كلمة إنجيلية تعني إتحاد. وقبل أن يتجسد المسيح من العذراء مريم كان متحداً لاهوتياً بالآب.

قدستك = قال السيد المسيح عن نفسه "فالذي قدسه الآب" (يو36: 10). وكلمة تقديس أي تخصيص، فالآب قدَّس إبنه للفداء على الصليب.

جعلت كلامي في فمك = هذا ما قاله الله عن المسيح تماماً (تث18: 18).

لتقلع وتهدم.. وتبني وتغرس = يقلع ويهدم الإنسان العتيق.. ليبني الخليقة الجديدة. وهذا عمله المسيح لنا (2كو17: 5). أولاً بموته وقيامته ثم بالمعمودية.

ولاحظ فالله لم يطهره كما فعل مع إشعياء، فهو كرمز للمسيح، والمسيح بلا خطية.

شجرة اللوز = الرؤيا تشير لسرعة الخراب الآتي على أورشليم. لكن من ناحية أخرى فهي تشير لإشتياق المسيح ليتم لنا الخلاص (إش2: 27 - 5).

القِدر = الرؤيا تشير للخراب الآتي على أورشليم. ومن ناحية أخرى لهدم العتيق. والقدر هى إشارة للألام التى نعانى منها فى هذا العالم للتأديب والتنقية، فنار الفرن الموضوع عليها القدر تشير لبابل التى كانت أداة تأديب ليهوذا. والألام كانت عقوبة على الخطية. ولكن الله كما نقول فى القداس الغريغورى "حوَّلت لى العقوبة خلاصا".

إذاً: إشعياء: تنبأ عن المسيح وخلاصه (ميلاده وآلامه وقيامته وحتى الحياة الأبدية).

إرمياء: كان يرمز للمسيح في أنه أتى لخاصته وخاصته لم تقبله.

حزقيال: تنبأ عن بناء الهيكل الجديد (الكنيسة التي هي جسد المسيح).

دانيال: تنبأ حتى نهاية الأيام ومجئ ضد المسيح. وتنبأ عن ميعاد ميلاد المسيح.

وصلبه.

الإصحاح الثاني:

بعد أن رأينا إشتياق الله للخلاص. نجد هنا عتاب رقيق من الله لشعبه. نجد هنا الله يتلاطف مع شعبه الذي تركه. ربما هو كلام واضح عن إسرائيل التي تركت أرض مصر وأسكنها الله من محبته لها في أرض بساتين فنجسوها. ولكن أليست هي نفس قصة آدم الذي خلقه الله في جنة فأخطأ في حق الله. وصدق الشيطان وكَذَّبَ الله = حولوا نحوي القفا لا الوجه. وعجيب أن الله هو الذي يسعى للصلح مع الإنسان. كما سبق فالله يبحث عن خلاص الإنسان، ولكن كما قال القديس أغسطينوس "الله الذى خلقك بدونك لا يستطيع أن يخلصك بدونك". لذلك نجد الله هنا يسعى وراء الإنسان ليقبل أن يتوب.

الإصحاح الثالث:

هنا نسمع أن الخلاص هو عن طريق تأسيس الكنيسة جسد المسيح من اليهود والأمم ورمز لهذا يهوذا وإسرائيل. الله يُرسل إرمياء لكلا يهوذا وإسرائيل ساعياً للصلح = المسيح أتى من أجل اليهود والأمم. فالبرغم من أن الكل أخطأوا وأعوزهم مجد الله، لكن الله لم يرفض الإنسان، ولم يُطَلِّق أي لم يقطع علاقته بالبشر. بل جعل كنيسته واحداً ويسكن فيها بعد أن يفديها = في ذلك الزمان يسمون أورشليم كرسي الرب ويجتمع إليها كل الأمم.

الإصحاح الرابع:

سمعنا عن تأسيس الكنيسة وهنا نسمع عن شروط أنها تظل نور للعالم، ونجد هنا إنذار للكنيسة بأن تسلك فى حياة التوبة وإلا فالخراب آتٍ بيد الشيطان الأسد الزائر. ونرى فى هذا الإصحاح أيضا صورة لضربة لليهود رافضي المسيح والذين صلبوا المسيح، ومهما تزينوا (30) ستخرب لأنها رفضت خلاص المسيح. ولكن لا تنتهي إسرائيل للأبد، فهناك بقية (27). وهذا الكلام موجه لليهود ولنا.

الإصحاح الخامس:

صورة تطبيقية للآية "الجميع زاغوا وفسدوا". والله يؤدب وهم يرفضون التأديب بعناد. والنتيجة خراب. وهذا ما حدث لليهود حينما رفضوا المسيح وصلبوه. فكان سبب خرابهم رفضهم للمسيح إلههم إذ قالوا ليس هو (12) وذهابهم وراء آخر (19). وأرسل الله عليهم أمة من بعد (الرومان) (15) فخربتهم، ولكن الله يقول لا تفنوها (10) فالله يعلم أن هناك بقية ستؤمن فى نهاية الأيام. وأيضاً هذا موجه لليهود ولنا ولكل من يرفض خلاص المسيح. ولاحظ أن اليهود كانوا يريدون أن يحتموا بمصر. وبالنسبة لنا.. فمن هو الذي نحتمي به (شخص ذو مركز / أموال / قوتي وذكائي..) أم الله.

الإصحاح السادس:

إهربوا يا بني بنيامين من وسط أورشليم = المقصود إهربوا من الشر الموجود في أورشليم. ومن يهرب يصير إبناً لليمين (بنيامين = إبن اليمين) (مت33: 25). ومن لا يهرب من الشر فالخراب قادم. وهذا يذكرنا بالمسيحيين الذين هربوا من أورشليم كما قال لهم رب المجد، حينما رأوا علامات رجسة الخراب التى قال عنها دانيال النبى (مت24: 15). ولكن هذا الإنذار موجه للكنيسة فى كل زمان إهربوا من الشر الذى فى العالم لئلا تهلكوا معه (رؤ18: 4). ومن لا يهرب من الشر يهلك. ملخص هذا الإصحاح "إذكر من أين سقطت وتب وإلاّ فإني آتى وأزحزح منارتك" (رؤ2). وطريق التوبة = نوح وإنسحاق ومسوح ورجوع لسيرة الآباء (16، 26). والبديل = كسر عظيم (1، 4..).

وكان الكهنة والأنبياء الكذبة يخدعون الشعب ويعدوهم بالسلام وذلك لأجل الربح (13، 14). والله قال أن هذا كمن يشفى الجرح على عثم = صديد. فهؤلاء الكهنة لم يرشدوهم للتوبة فكانوا كمن يغلق الجرح وبداخله صديد. فلا سلام بدون توبة.

الإصحاح السابع:

أزحزح منارتك (رؤ2). حدثت مع إسرائيل حينما أخرب الله شيلوه. إذاً التوبة الصحيحة هي في إصلاح الداخل وليس المظهريات. إنتهى الإصحاح السابق بفساد الأنبياء الكذبة إذ يشفون جراح الشعب على عثم، ونجد إرمياء لا يخطئ مثلهم بل يدعو الشعب للتوبة وينذرهم بأنه إن لم يتوبوا فالخراب قادم.

الإصحاح الثامن:

بدون وجود المسيح وسط كنيسته أو لكل إنسان منفصل عن المسيح فالنتيجة مخيفة.

إهانة وموت أدبي (1 - 3 + 10) ولا سلام (11 / الحياة في مرار (14) / ضياع الحكمة (8، 9) / يُنزعون من أرضهم (لليهود) / وبالنسبة لنا يضيع منّا ميراثنا السماوي (13) والأسوأ: فالرعاة والخدام يفقدون كلام الله المعزي (22).

الإصحاح التاسع:

رثاء إرمياء الخادم الأمين ودموعه (1) = بكاء المسيح على أورشيم وعلى قبر لعازر. فالله يرثي حال الإنسان الذي خلقه في مجد ففقده الإنسان وتحول فرحه إلى موت وحزن.

ولكن عمل الله 1) يحاول تنقية البشر (7).

2) وإن رفضوا التنقية يعاقب، فالله قدوس (25). وهو ديان كل الأرض.

الإصحاح العاشر:

الله يطلب من شعبه أن لا يرتعبوا من الأصنام فهي مجرد أخشاب قطعت من.

شجر (1 - 5). ولكن المقصود.. لا تخافوا من الشيطان وأعماله وقوته فهو مجرد أداة تأديب في يدي أؤدب بها أولادي حتى أضمن لهم مكانا في السماء. فالمسيح بصليبه لم يقضي تماماً على الشيطان بل أضعفه جداً وحبسه، وصار أولاد الله لهم سلطان عليه (ورمز الشيطان هنا هو بابل التي أرسلها الله لتؤدب شعبه). وهذا معني "يبكت علي دينونة.... لأن رئيس هذا العالم قد دين" فلو قلنا أن الشيطان أقوى منا وهو يسقطنا، نجد أن الروح يديننا إذ أن المسيح سحقه ووضعه تحت الأقدام.

إذا أعطى قولاً............ تكون كثرة مياه...... صنع بروقاً (آية 13).

إذا أرسل الله ابنه كلمة الله يأتي الروح المعزي وتأتي معه وعود الله ببركات كثيرة.

آيات (17 - 22) قد تبدو طرقنا في العالم أن كلها مشقة.

آيات (23 - 25) لكن الله ضابط الكل يحول كل الأمور للخير.

الإصحاح الحادي عشر:

هنا يبدأ الوحى فى شرح الخلاص الذى بالمسيح.

يوم أخرجتهم من مصر (4) = الإبن حررنا من عبودية إبليس (يو36: 8).

سلكوا كل واحد في عناد قلبه (8) = عاد الذين حررهم الإبن لعبودية إبليس.

زيتونة خضراء.. دعا الرب اسمك (16) = الكنيسة ملأها الله من الروح القدس.

كيف؟

أنا كخروف داجن (19) = الصليب.

والرافض للمسيح يعاقب (21 - 23).

الإصحاح الثاني عشر:

اليهود ينفذوا الصلب = إخوتك وبيت أبيك غدروا بك... لا تأتمنهم (6) وصاروا لله كطيور جارحة. أنت قريب في فمهم بعيد عن كلاهم = حياتهم مظهرية كالقبور المبيضة من خارج. إفرزهم كغنم للذبح = نهايتهم على يد الرومان وتشتتوا بعد أن تركوا أرضهم = أقتلعهم عن أرضهم (آية14). وكان تشتت اليهود نتيجة لصلبهم للمسيح. ورجوع البقية فى نهاية الأيام = إذا تعلموا علما طرق شعبى (المسيحى). ويؤمنوا بالمسيح إلها لهم = يحلفوا بإسمى (16). لأن المصلوب هو إبن الله = أنت يا رب عرفتني (3) = "فليس أحد يعرف الإبن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الإبن..." (مت11: 27).

الإصحاح الثالث عشر:

لماذا الصلب؟ لماذا سيق المسيح كخروف داجن؟

الله خلق آدم وحواء كملوك (18). وسقط تاجهما بسبب خطيتهم (7) = ولصقت الخطية بالإنسان فصار كالكوشي وكالنمر الأرقط (اللون الأسود لون الخطية)، وتغيير اللون مستحيل. بل صار آدم وحواء عرايا (26). ومات المسيح ليرفع عنا كل هذا. فالخلاص كان بأن يموت المسيح ويقوم، وبالمعمودية يجعلنا الروح القدس نموت مع المسيح بحياتنا القديمة ونتخلص منها هذه التى كانت سوداء على شكل الكوشى والنمر. ونقوم متحدين معه فى خليقة جديدة لها حياة أبدية هى حياة المسيح.

الإصحاح الرابع عشر:

كيف صار حال العالم بعد السقوط = مجاعة (1) + نوح (2) + عويل + لا مطر (4) والمطر رمز للروح القدس المعزي (22) + لا ثمار (6) + في (18) صورة مؤلمة للعالم.

الإصحاح الخامس عشر:

لا شفاعة كفارية لفدائنا تُرتجي من إنسان، حتى لو كان موسى أو صموئيل، فهم لهم أخطاءهم. وليس سوى دم المسيح. في هذا الموقف والله غاضب، فالخطية لا تغفر سوى بالموت (تك17: 2). وبالخطية دخل للإنسان روح تمرد وعصيان وفسدت طبيعته. وكان فداء المسيح ليكون لنا طبيعة جديدة بها نخلص (غل6: 16). أما التجارب التى تصيبنا فى هذه الحياة، فإذ تقسى الداخل وصار حديدا، فلكي يكسره الله ليلين يرسل له حديد أشد ليؤدبه (حديد من الشمال = بابل أو إبليس) لتنكسر كبرياء الإنسان ويخلص. وليهدأ غضب الله علينا الآن علينا أن نرجع إليه فيرجع إلينا (19).

الإصحاح السادس عشر:

(1 - 13) صورة مؤلمة لحال البشرية بسبب الخطية، هنا نرى فقدان الفرح والتعزية.

(14، 15) الوعد بالخلاص بواسطة المسيح الذي يحررنا.

(16) ويرسل تلاميذه صيادي السمك (الجزافين) ليصطادوا الناس = إنتشار الكرازة.

(19 - 21) الأمم كلهم يدخلون الإيمان.

الإصحاح السابع عشر:

مشكلة الإنسان مع الخطية، أنه حينما أخطأ وسقط أحب الخطية، وكأنها صارت مغروسة في قلبه (آية1) + بالخطية ولدتني أمي (المزمور الخمسون) + (رو17: 7). وصار القلب خَدَّاع يعد الإنسان بالسعادة في الخطية وهذا خطأ، بل يكون الإنسان كمن يجري وراء سراب أو ماء مالح لا يُروي أو أبار مشققة لا تضبط ماء تاركاً الله ينبوع الماء الحي. والله يعطي هنا مثلاً بالحجلة.

وإرمياء يدعو الكل لمعرفة الحق. فالمجد الحقيقي والفرح الحقيقي هو في وجود الله في وسطنا = كرسي مجد مرتفع.. (12). وينادي لا تتركوا الرب ينبوع المياه الحية (13) ففي هذا الشفاء (14). وكيف نفعل هذا؟ بحفظ يوم السبت (19 - 27) والمعنى أن نحيا في السماويات أي تسبيح الله والصلاة.... الخ "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فأطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس..." (كو1: 3) + (في20: 3).

ومن لا يفعل سيفقد الفرح والعزاء ويظل يشتكي أن الله لا يعطي الفرح الذي وعد به = ها هم يقولون لي أين هي كلمة الرب. لتأتِ.

وإرمياء كرمز للمسيح يقول = أما أنا فلم أعتزل عن أن أكون راعياً.

الإصحاحين الثامن عشر والتاسع عشر:

ماذا يفعل المسيح الذي قدم نفسه ذبيحة على الصليب للبشرية الساقطة.

1. من وجد فيه أمل يعيد خلقته كالفخاري الذي يعيد تشكيل الإناء (إصحاح 18). وهذا عمل الروح القدس الفخارى الأعظم الذى يجدد طبيعتنا (تى3: 5).

2. من لا أمل فيه، ويرفض أن يعود لله، ويتقسى قلبه، فهذا يهلك (إصحاح 19).

3. يسعى وراء كل نفس يعزيها وسط ضيقات هذا العالم ويقنعها بالطريق الصحيح.

الإصحاح العشرون:

من الذي يصلب المسيح؟ الذي أصدر الحكم عليه قيافا رئيس الكهنة. ورمز لهذا فمن أصدر الحكم بالمقطرة (رمز لصليب المسيح) على إرمياء هو فشحور الكاهن بل كانت المقطرة عند بيت الرب على باب بنيامين، كما كان الصليب على أبواب أورشليم بجانب الهيكل.

عقوبة اليهود بسبب صلب المسيح = خراب أورشليم (4 - 6). وهذا حدث لليهود أيام إرمياء.

وكما سخروا من إرمياء وهو في المقطرة سخروا من المسيح وهو على الصليب.

الإصحاح الحادي والعشرون:

خراب أورشليم بسبب صليب المسيح قرار نهائي (3 - 7). ولأنهم حكموا على المسيح صباحاً حكماً ظالماً، يقول لهم الله هنا.. إقضوا في الصباح عدلاً.. لكنهم لا يستجيبوا فقد تقست قلوبهم تماماً (إر19).

الإصحاح الثاني والعشرون والثالث والعشرون:

فى إصحاح 22 نرى سقوط 3 ملوك هم يهوآحاز ويهوياقيم ويكنيا، ذهب إثنان للسبى ولم يعودا، يهوآحاز فى مصر ويكنيا فى بابل أما يهوياقيم فمات ميتة بشعة. ونرى فى هذا الإصحاح كيف كان الإنسان قبل السقوط، فكان سماويا مرتفعا مثمرا كجبل جلعاد، وكان كملك فهو إبن ملك الملوك. ولو لم يخطئ الإنسان لإستمر فى عظمته. وحينما سقط صار برية خربة، وعاش فى غربة مسبيا للشيطان (مصر أو بابل) والنهاية موت. وكانت خطية الإنسان الأساسية هى الكبرياء = هل تملك لأنك أنت تحاذى الأرز.

وبسبب السقوط فسدت طبيعة الإنسان (23: 10 – 40) وملخصها "الجميع زاغوا وفسدوا". والنتيجة أن إنسكب غضب الله على البشر، فالله قدوس لا يحتمل الخطية، فجاء على الإنسان ألام تليها ألام والنهاية موت البشر، كشجرة قطعت فروعها ولكن بقى ساقها. فهل يفشل الله الذى خلق الإنسان ليحيا أبديا فى فرح ومجد؟! قطعا لا، فحتى لو قطعت الأغصان، سيخرج من الشجرة غصنا جديدا، هو غصن بر، هو المسيح إبن الله ليعطى للبشرية حياة جديدة ورجاء جديدا، هو المخلص للكنيسة = فى أيامه يُخلَّص يهوذا (الكنيسة). وهو ملك السلام = ويسكن إسرائيل آمنا (23: 6). ويصير هو الراعى الصالح لشعبه ويردهم ويرعاهم (23: 3، 4).

والحكم الذى صدر ضد اليهود بالخراب النهائى والموت (8: 22)، ومن بقى يذهب للسبي (8: 22) والسبى هو رمز لما حدث للبشرية كلها، ومن خلقهم الله كملوك أبناء ملك فقدوا مكانهم = كنياهو ملك يهوذا كان خاتماً نزعه الله (24: 22) = نزع عائلة داود عن الحكم والملك، ويأتي من نسل داود، زربابل، كخاتم بديلاً عن كنياهو (حج23: 2) رمزاً للمسيح المولود في العالم المستعبد لإبليس (زربابل = مولود في بابل أرض السبي). وصارت عائلة داود كشجرة قطعت، ليخرج منها غصن هو المسيح (5: 23)، وصار غصن بر ليغير طبيعتنا الساقطة الخاطئة (نمر أرقط + كوشي) (إصحاح13) لنصير بر الله فيه (2كو21: 5). ونصير خليقة جديدة (2كو17: 5). بعد أن ماتت الطبيعة القديمة فينا (2كو14: 5). فما كان ممكناً تغيير لون الكوشي سوى بذلك. والمسيح الرب يضرب السُرَّاق واللصوص الذين جاءوا قبله (1: 23) والذين يمثلهم هنا الأنبياء الكذبة.

الإصحاح الرابع والعشرون:

خلق الله العالم لمسرته فيه، كما يحب الإنسان التين لحلاوته. وفسدت البشرية. وجاء المسيح لينقي التين الجيد، أما التين الرديء يرفض (يو2: 15).

فى الإصحاحات 22، 23 رأينا كيف كان الإنسان وكيف صار بعد الخطية. ثم رأينا عمل المسيح وكيف صار غصن بر. ولكن ما زالت فى الإنسان طبيعته المتمردة. فماذا يفعل الله... يجيب القديس إغريغوريوس فى قداسه "حولت لى العقوبة خلاصا".

والسبى إلى بابل كان هو التأديب الذى سمح به الله لتأديب شعبه من الوثنية.

والألام والضيقات التى حلَّت بالبشر نتيجة الخطية كانت هى الدواء لشفاء الإنسان وتأديب الإنسان ليخلص. وسينقسم البشر بعد عمل المسيح لفئتين: -.

  1. من يقبل المسيح يؤدبه ويكمله ليخلص وهذا هو التين الجيد.
  2. ومن يرفض المسيح أو يرفض التأديب يهلك وهذا هو التين الردئ.

الإصحاح الخامس والعشرون:

والعالم بسبب الخطية أسلم للباطل على الرجاء (رو20: 8). أي تُرِك العالم مستعبداً لإبليس والأرض ملعونة، ولكن على رجاء مجئ المسيح، وكانت البشرية ستظل فى هذه العبودية لمدة محددة ورمزها (70سنة)، كما قال الرب في إشعياء "تركتك لحيظة وبمراحم أبدية سأجمعك" (إش54: 7). والعبودية لإبليس أضاعت من العالم الفرح والتعزية والشبع والنور (10). وقبل المسيح لم يترك الله شعبه، بل أرسل لهم أنبياء (4). وكانوا كنور وسط ظلام العالم. وهذه الألام على الكل يهوداً وأمم (15 - 29). وباد السلام عن العالم (37) إلى أن يأتي المسيح ملك السلام.

الإصحاح السادس والعشرون:

الله يقول لإرمياء قف في دار بيت الرب = والمسيح تكلم في الهيكل، بل طهره.

هياج الكهنة عليه (8) لأنه تنبأ عن خراب الهيكل (6) = وهذا ما حدث مع المسيح.

شيوخ يدافعون عن المسيح = وهكذا فعل نيقوديموس.

ودعوة إرمياء هنا لشعب يهوذا هى لنا ولكل مسيحى، الله لايحب العبادات المظهرية، فهؤلاء اليهود إعتمدوا على أن الهيكل موجودا فى وسطهم، فلم يقدموا توبة ولم يهتموا بتنقية الداخل. والله يقول لو إستمر الحال هكذا والفساد عام فى وسطكم سأترك بيتى فيتحول إلى أحجار وأخشاب ومعادن، حينئذ يقدر العدو أن يحطمه كما حدث فى شيلوه من قبل (حز8 – 11) فهو لم يعد بيتا لله. أما إرمياء نقى القلب فهو قد إنفتحت عينيه فعرف الرب كإله قادر أن يحميه فذهب للهيكل ونادى بإنذارات الله، والله حفظه.

الإصحاح السابع والعشرون:

الله يدفع الكل ليد نبوخذ نصَّر ليؤدبهم، والله يطلب الخضوع لنبوخذ نصر. فإذا كان نبوخذ نصر هو رمز للشيطان، فهل يطلب الله منّا أن نخضع للشيطان؟!!

قطعاً لا. بل أن نخضع للتجارب التي تنقي، وهذه يفعلها الشيطان (راجع قصة أيوب). لكن لننظر للأمور على أننا لسنا فى يد الشيطان بل نحن منقوشين على كف الله القوى ضابط الكل. والتجارب هى بسماح منه للتنقية. ولا نتذمر على الله الذي سمح بها. ومن لا يتذمر يكون كآنية للرب سريعاً ما ستعود لأورشليم (16، 17). بعد فترة السبعين سنة.

الإصحاح الثامن والعشرون:

إرمياء المهان من حنانيا رمز للمسيح المهان من كهنة اليهود.

إرمياء كان يشتاق أن لا يتم السبي، ولكنه مجرد إشتياق، لكن المسيح حررنا فعلاً من سبي إبليس.

فهمنا من الإصحاح السابق أنه علينا أن لا نتذمر على التجربة التى نقع فيها فهى بسماح من الله. وهنا نرى مثالين عكس بعضهما كتطبيق عملى: -.

  1. إرمياء يقع فى تجربة إهانة من حنانيا، فيمضى بسكوت والله يعطيه حقه.
  2. حنانيا يرفض النير فيموت ويهلك.

الإصحاح التاسع والعشرون:

فترة السبي ستطول، واليهود سيبقوا في الشتات فترة طويلة بعد صلب المسيح.

وهذا رمز للمدة التي يقضيها البشر في الأرض مضايقين من إبليس رئيس هذا العالم. والله سمح بهذا حتى يكمل عدد المخلصين في العالم (رؤ6: 11). خذوا نساء ولِدوا.. أي عيشوا حياة طبيعية في هذه الفترة (5 - 7). والله في خلال هذه الفترة يجمع أولاده، التين الجيد من كل مكان (14). أما التين الردئ فيهلك، يقطع ويُلقي في النار. أمثلة على ذلك هنا أخاب وصدقيا وشمعيا (20 - 32).

الإصحاحات الثلاثون حتى الثالث والثلاثون:

هي إصحاحات إنجيلية تنتمي للعهد الجديد. وكعادة كل الأنبياء، فهم يتكلمون عن حال الشعب الردئ ثم يتحول الكلام ليشير الي الحل، وهو المسيح الذي سيأتي ليغير شكل الخليقة الفاسدة، ويفك نيرنا وعبوديتنا لإبليس ويحررنا ويعيدنا إلى حضن الآب، وهذا هو الخلاص.

ا.

الإصحاح الثلاثون:

فى هذا الإصحاح نرى وعد الله بتحرير الإنسان من عبودية الشيطان وسيكون ذلك فى اليوم السابع للخليقة، والذى يحررنا هو ملك أسماه هنا داود (فالمسيح هو إبن داود بالجسد). وهذا اليوم السابع سيكون 1) يوم ضيق للإنسان وهذا ناتج عن الخطية والعبودية للشيطان (آية5). 2) هو يوم عظيم لأن إبن الله سيتحد بجسد البشرية ليفديها ويخلصها (آية7) ويشفيها (آية17) ويحررها (آية8) ويعيد للإنسان ميراثه السماوى (آية7). 3) يحول الله العقوبة خلاصا، وهذه الضيقات بعد فداء المسيح يستغلها الله فى خروج خليقة جديدة للإنسان (آية6). 4) هذا الخلاص هو لكل العالم يهودا وأمم (ورمز هذا يقول أنه لإسرائيل ويهوذا، فمملكة إسرائيل الآن وقت هذه النبوة مشتتة فى كل العالم بعد سبى أشور سنة 722 ق. م (آية3). والآن علينا الخضوع لملكنا ومخلصنا إبن داود (آية9). 5) هذا الخلاص كان بعيدا عن فكر أى إنسان (آية10). 6) والله تدخل بفداء إبنه إذ كان الإنسان قد وصل إلى حالة ميئوس منها (آية13) فهو فى ضيق وحزن والنهاية موت (آية12) ولا يوجد من يخلصه (آية14). 7) الشيطان يهلك ويكون للدوس (آية16) أما الإنسان فله رجاء ولكن يجب تأديبه أولا عن طريق الضيق الذى نحيا فيه الآن (آية11). 8) يعود البشر ليصيروا قصرا يسكن فيه الله ملك الملوك (آية18) فيعود الفرح للإنسان (آية19).

ولماذا نملك المسيح علينا؟

لأنه قدَّم نفسه ذبيحة عنا = وأقربه (الكلمة تعني ذبيحة أو قربان).

فيدنو إليّ = ثم يرتفع ويجلس كشفيع كفاري عنّا ليحملنا فيه إلى حضن الآب.

الإصحاح الحادي والثلاثون:

الله يجمع كنيسته من اليهود والأمم (1). وهي كنيسة يملأها الفرح (4). ويُرسل لها رُعاة لإنذار شعبه = نواطير (6). والفرح علامته التسبيح (7). وهذا التسبيح نتيجة إمتلاء الكنيسة من الروح القدس (9). ويضم المسيح لكنيسته حتى الضعفاء والخطاة (الحبالى)، وهذا عمله المسيح إذ قبل العشارين والخطاة (8) فهو قصبة مرضوضة لا يقصف. والمسيح يكون لكنيسته الراعي الصالح (10). الذي فدى كنيسته. ويملأها من الروح القدس = الزيت. ويعطي لكنيسته جسده ودمه = الحنطة والخمر (12). ولكن سيكون هناك شهداء وأولهم أطفال بيت لحم (15). ولكنهم يذهبون للسماء (17). وهي كنيسة تعيش في السماويات = مرتفع صهيون (12). وستعيش الكنيسة في رحلة رجوع دائم للمسيح = إرجعي.. إرجعي (21) (نش13: 6)، أي رحلة توبة دائمة. والتوبة هي عمل مشترك بين الله وبيني = توبني فأتوب (18). فالله يقول للنفس إرجعى، وهذه دعوة أيضا لليهود الذين ما زالوا ضالين ورافضين للمسيح. ومن يستجيب يعود إلى حضن الله في المسيح، لأن الكنيسة تكون كأنثي تحيط برجل (22). إتحادها بعريسها يعود بها لحضن الآب. والعودة الي المسيح تكون بالروح القدس، الذي يقنع ويبكت ويعين حتي نرجع لبيتنا أي جسد المسيح لذلك ظهر الروح علي هيئة حمامة يوم معمودية المسيح، فالحمام دائما يعود الي بيته، ونجد هنا وعد بعودة اليهود للإيمان بالمسيح.

وهذا الإصحاح نجد فيه لأول مرة كلمة عهد جديد (31) فيه يسكب الروح القدس محبة الله في قلوبنا، فنطيع وصايا الله عن حب (يو23: 14 + غل22: 5، 23).

والكنيسة خالدة وأبواب الجحيم لن تقوي عليها (35 - 40). وتكون هي ميراث المسيح خيط القياس (39) يستخدم لتوزيع الميراث.

الإصحاح الثاني والثلاثون:

  1. إرمياء المسجون = نحن الآن مازلنا في الجسد، هكذا الكنيسة الآن.
  2. عقوبات الشعب وألامهم كنتيجة للخطية قد يبدو للناس أنه وضع ميئوس منه.
  3. ثقة إرمياء وشراؤه للأرض = ثقتنا وإيماننا بميراثنا السماوي ومعه تنتهي هذه الألام.
  4. فالكنيسة تحيا الآن في الإيمان (غل20: 2) تنظر إلى ما لا يُرى (2كو18: 4).

الإصحاح الثالث والثلاثون:

الله وعد بالخلاص وهنا يكرر ويشرح أن كل محاولات البشر للخلاص ستفشل لذلك هو يخلص فهو الذى خلق البشر وهو سيعيد خلقتهم خلقة جديدة ويثبتها ويعيد لها أفراحها.

الله يجمع كنيسته من كل من يقبل أن يُشفى (6 - 13). وهذا ما يحدث الآن لنا ونحن على الأرض = نحن في فترة الإعداد لنتزين كعروس لعريسها. هذه هي فائدة الآلام التي نحيا فيها الآن. والكنيسة لا يعود الله يرفضها (25، 26). بعد أن بررها المسيح (15، 16). وملك عليها إبن داود. وترك فيها الكهنوت وذبيحة الشكر الإفخارستية سر حياة، فلا تموت (11) حتى ينقلها إلى السماء. ولكن كل هذا لمن له إيمان إبراهيم وإسحق ويعقوب (26) وهؤلاء المؤمنين أحياء وليسوا أموات (مت32: 22).

الإصحاح الرابع والثلاثون:

خلاص المسيح ليس دعوة للفوضى، بل المرتد سيعود لعبوديته. ورمز هذا إعادة العبيد المحررين لعبوديتهم. ونلاحظ أن إستعباد العبراني 7 سنين ثم يتحرر بحسب الناموس، هذا كان رمزاً لعبوديتنا لإبليس فترة حتى يأتي المسيح، وهذه الفترة يشار لها هنا بالسبعين سنة. ومن تحرر من عبودية إبليس الآن في صباح اليوم السابع يقوم من موت الخطية، وهذا عربون قيامة الأجساد في القيامة العامة في اليوم الثامن.

الإصحاح الخامس والثلاثون:

الله يعجب ويحب بمن يطيع وصاياه مثل الركابيين الذين أطاعوا وصايا أبيهم، ووصاياه كانت أن يعيشوا بروح الغربة بلا أفراح عالمية، وإلتزامهم بوصايا الأباء هي إلتزامنا الآن بتقاليد الكنيسة. سبق فى الإصحاحات السابقة وسمعنا وعود الله بتأسيس كنيسته كخليقة جديدة لها ميراث الفرح. وهنا نرى وصية الله لكنيسته لتحافظ على هذا الميراث الأبدى = لا ينقطع ليوناداب بن ركاب إنسان يقف أمامى كل الأيام (آية19).

الإصحاح السادس والثلاثون:

يهوياقيم يتحجر قلبه ويهزأ بكلام النبوات فيزيد الرب عليه العقوبات: فالتعدي عقوبته أكبر من الخطية، فالتعدي هو الإصرار ببجاحة وبلا خوف على الخطية. هنا صورة معكوسة ليوناداب بن ركاب وبنيه الذين ضمنوا الميراث الأبدى، فمن يتحجر قلبه يهلك.

الإصحاحات السابع والثلاثون والثامن والثلاثون:

فى إصحاح 35 رأينا صورة البركة لمن يطيع الوصية، وفى إصحاح 36 رأينا صورة معكوسة لمن يعاند بإصرار فيهلك، هنا نرى صورة للتردد والتلكؤ فى إتخاذ القرار.

صدقيا هنا يمثل الإنسان الضعيف المتردد بين الخطية والتوبة، مثل فيلكس الوالي الذي إرتعب من كلمات بولس الرسول وأجل توبته (أع25: 24). لكن قد تكون الفرصة الحالية أمامك هى آخر فرصة فى حياتك، وللأسف فهذا هو ما حدث مع صدقيا.

وصدقيا ظهر ضعفه حتى أمام الأشرار الذين أرادوا قتل إرمياء بإلقائه في الجب.

وكان خروج إرمياء من الجب رمزاً لقيامة المسيح بعد إلقائه في القبر.

فالله يعطي لكل واحد فرصاً للتوبة لمدة معينة = أعطيتها زماناً لكي تتوب (رؤ21: 2، 22) فلننتهز الفرصة مادام الوقت يُدعي اليوم (عب13: 3) ولا نسخط الله.

الإصحاحات التاسع والثلاثون حتى الثالث والأربعون:

تحقيق النبوات يشير لصدق وعود ووعيد الله. وما نراه فيما حدث بعد سقوط أورشليم من غدر وخيانة ووثنية يبرر الله فيما فعله بأورشليم، فهؤلاء الأشرار كانوا أحسن الموجودين.

وإسمعيل وما حدث منه يشير لما قال عنه الله التين الردئ.

ورجوع البعض إلى مصر يشير لعودة من أسماهم بالتين الردئ للعبودية.

وإستشهاد إرمياء في مصر يشير لصلب المسيح وموته في العالم الخاضع للعبودية.

وولادة زربابل في بابل رمز لولادة المسيح في العالم أرض العبودية.

الإصحاح التاسع والثلاثون:

وعيد الله يتحقق في الأشرار، فملك إسرائيل صار أعمى وأخذ أسيراً. والله أرسل له صوته لينذره أى إرمياء، فوضعه فى السجن وقاوم صوت الروح القدس، وهذا يماثل قول بولس الرسول "لا تطفئوا الروح" (1تس5: 19). وإذ نطفئ الروح تنغلق حواسنا ولا نعود نرى أو نسمع، وهذه هى نتيجة مقاومة صوت الروح القدس. فالروح القدس هو الذى يفتح حواسنا الداخلية التى تتصل بالسماء.

وهذه عقوبة كل متردد في التوبة، فالله خلق الإنسان ملكاً حراً لا سلطان لأحد عليه. ولخطيته تسيَّد عليه إبليس (بابل) فأعماه وساد عليه (شمشون). أما أنقياء القلب فيعاينون الله (مت5: 8).

ونرى تحقيق وعد الله للأبرار (إرمياء وعبد ملك الكوشي).

والفقراء هنا رمز للمتواضعين البسطاء، هؤلاء لا يؤخذون للسبي.

الإصحاح الأربعون:

  • إرمياء يرفض الذهاب إلى بابل تحت إغراءات ملك بابل = الأبرار يرفضون إغراءات إبليس. ولاحظ أنهم كانوا سيكرمونه فى بابل، لكنه لا يريد شيئا من العالم.
  • أورشليم الخاضعة لملك بابل وما فيها من المتواضعين = تمثل الكنيسة الآن الخاضعة لألام التأديب (ومن فيها من البسطاء).
  • دخول إسمعيل وسط المتواضعين البسطاء = زوان وسط الحنطة.
  • علينا أن ننتبه حتى لا يقتلنا إبليس مثل جدليا = إسهروا وصلوا.

الإصحاح الحادي والأربعون:

إسمعيل رمز لإبليس أو لمن يعمل بمشورة إبليس القَتَّال للناس الغافلين مثل جدليا، ومثل هؤلاء المتشبهين بالوثنيين = أي من ليست عبادتهم نقية.

ولكن رحمة الله تدرك أولاده فيهرب إبليس منهم، كما هرب إسمعيل إلى عمون.

يوحانان الخائف = يهرب من التأديب في أورشليم (الكنيسة)، فيقتل في مصر = أرض العبودية. لذلك قال الأنبا بولا (من يهرب من الضيقة يهرب من الله). لذلك قال السيد المسيح لبطرس رافض الصليب "إبعد عني يا شيطان" (مت21: 16 - 23).

الإصحاحات الثاني والأربعون والثالث والأربعون:

هناك من يطلب مشورة الله، فإذا وجدها بحسب مشيئته نفذها، وإذا لم يجدها كذلك رفضها، كما فعل هؤلاء. لذلك علمنا المسيح أن نصلي لتكن مشيئتك. وهذا ما قاله الرب لإرمياء "لا ترتع من وجوههم لئلا أريعك أمامهم" (17: 1). فلماذا الخوف كما خاف هؤلاء الجبناء، والله معنا، هل الشيطان أقوى من الله؟!!

الإصحاحات الرابع والأربعون حتى الثاني والخمسون:

هي نبوات ضد الأمم، ولنلاحظ فالله ليس ضد الأمم بل:

  1. الله ضد الخطايا التي في وسط الأمم.
  2. الله ضد ما ترمز إليه هذه الأمم بوثنيتها، وهنا نرى رموز هذه الأمم لإبليس.
  3. والله ضد يهوذا شعبه لو أخطأوا مثل هذه الأمم، فالله ليس عنده محاباة. والله قدوس وهو ضد الشر عموماً أينما كان وأياً كان من يفعله.
  4. هناك وعود برجوع بعض هذه الأمم. فالله ليس ضد الأمم كشعوب وبشر.
  5. لا وعود لبابل. بل بابل آخر الهالكين فهي مملكة الشر في العالم عروس الشيطان، عكس الكنيسة عروس المسيح. وهي رمز للوحش ضد المسيح الذي يأتي في آخر الأيام. ولا وعود لبابل، فلا عودة للشيطان الهالك فهو لن يتوب، بل مكانه في البحيرة المتقدة بالنار المعدة له.

* ما يفسر النبوات ضد الأمم، هو الآية التى وردت فى (إش63: 4).

فالله لا ولم ولن ينسى للشيطان ما فعله فى الإنسان، فالله يحب آدم، هو أحبنا فخلقنا، وكانت "لذاته مع بنى آدم" (أم8: 31). والله حزن على ما حدث للبشر، لذلك بكى المسيح عند قبر لعازر، لأن ما رآه أمامه موت ونتانة، وصراخ وعويل وحزن، لكنه كان قد خلق الإنسان ليفرح فى جنة عَدْنْ. فنرى أن كل التهديدات التى وردت هنا ضد الأمم، إنما هى ضد الشيطان على ما فعله فى آدم ونسله.

الإصحاحات الرابع والأربعون حتى السادس والأربعون:

الإصحاحات (44، 46) هي نبوات ضد يهوذا وضد مصر.

الله يعاقب فرعون لكبريائه فهو رمز لإبليس المتكبر. والله يبدأ بعقوبة شعبه يهوذا الذين إرتدوا خائفين فهربوا إلى فرعون، وعبدوا الأوثان هناك. والله حين يبدأ بالعقاب يعاقب أولاده أولاً، الذين عرفوه ثم إرتدوا عنه، لأنهم لم يؤمنوا بقوته ووعوده لهم بحمايتهم.

خداع إبليس:

هو يخدع كل واحد:

  1. يخدع ويَعِدْ الإنسان بملذات العالم الذي هو رئيسه بأن الخطية فيها متعته. لا يستطيع أن يتركها لملذاتها التى إستعبدته. وأن الخطية أقوى منه، وهكذا أوهم اليهود أن يبخروا لملكة السموات، فبسبب ملكة السموات تأتيهم الخيرات. وطبعا لا يوجد ما يسمَّى بملكة السموات، بل هو إختراع شيطانى ليعبد الناس الشيطان نفسه، فالشيطان هو من يقف وراء كل عبادة وثنية أو لذة خاطئة. وبهذا يستعبد البشر "أعطيك كل هذه.... ولكن خر وأسجد لى".
  2. يخدع التائب بأن يثير الدنيا ضده حين يقرر التوبة، ليظن أنه كان في أمان وهو في طريق خطيته، وأنه لو فكر في ترك الخطية، فالشيطان سيؤذيه ويضره بشدة مادياً فينخدع ويظن أن حمايته أنه يظل في خطيته. ولهذا السبب الغبى عبد أناس الشيطان إذ أوهمهم أنه: - 1) هو القادر أن يضرهم فهو القوى ولو عبدوه يتركهم فى سلام 2) هو القادر أن يعطيهم الملذات الحسية التى يشتهونها.
  3. يخدع الخاطئ بأنه قوي، وأن الخطية أقوى منه وهذا فعله فرعون إذ وعد صدقيا الملك بالحماية وهو غير قادر، وظن الشعب أن الخير كله في مصر فإرتدوا إلى مصر.

والله يقول لهؤلاء.. لا تخافوا منه فرعون ملك مصر هالك. ومترجمة في الـ New KJV “ Is But A Noise” أي مجرد صوت مخيف غير قادر على الإيذاء. (أي مسدس صوت). صوت يظهر قليلاً ثم يتلاشى.

  1. يعد بالحماية لمن يتبعه وهو غير قادر.
  2. يخيف من يتركه وهو غير قادر أن يؤذيه.
  3. وهناك من يخشي صوت ابليس المزعج ( وهو ما يثيره الشيطان من مشاكل لمن يقرر التوبة عن طريق الشر) ويصدق إبليس الكذاب (الذي يهمس في أذن التائب المرتعب أنه لو ترك طريق التوبة فسوف تنتهي المشاكل التي يتعرض لها). وينخدع بوعود إبليس الذي يعده بأن اللذة والفرح هما في طريق الخطايا التي تاب عنها، وهذا الخداع ناتج عن تجاوب دعوة إبليس للإرتداد إلى الخطية مع الشهوة الكامنة في القلب. ولكن من يخشي إبليس ويصدقه وينخدع... فيرتد..... فهو يهلك.

وفي إصحاح (44) يبدأ الله بعقوبة شعبه يهوذا المرتد إلى فرعون.

وفي إصحاح (46) نرى عقوبة فرعون رمز إبليس المتكبر المخادع الذي يَعِدْ ولا يوفي ويخيف وهو غير قادر.

والحل: في ص (45) ألا نطلب أموراً عظيمة (كما فعل باروخ). فهذا يَعِدْ به الشيطان رئيس هذا العالم. كل من يبني أمالاً عظيمة من هذا العالم يسقط في فخ إبليس "أعطيك كل هذه ولكن خر وإسجد لي".

فالأرض التي إبليس رئيسها ستفنى بملذاتها وشهواتها فهل نجري وراء سراب. لذلك وُضِع إصحاح (45) بين إصحاحي (44، 46).

والخلاصة: مصر رمز لإبليس 1) بكبريائه.

2) يعد ويخيف وهو غير قادر.

يهوذا هم شعب الله الخائف من الوعيد الشيطاني (بابل) أو الوعود الشيطانية الزائفة (مصر). فيرتد ويسجد لإبليس. كما فعل هؤلاء وعادوا ليحتموا بمصر فرعون.

الإصحاح السابع والأربعون:

نبوة ضد غزة وصور وصيدون.

غزة تشير لمن هو في عداوة مستمرة مع شعب الله. وتشير لمن هو موجود في وسط الكنيسة أرض الله (أرض البركة) ولكنه ليس مؤمناً بالله.

صور وصيدا المتحالفين دائماً مع غزة ويساعدوها. هم رمز لمن يتحالف مع الشر ضد أولاد الله.

الإصحاحات الثامن والأربعون والتاسع والأربعون:

موآب وبني عمون:

هؤلاء نغول لا أبناء (هم أولاد لوط من الزنا مع بناته). إذاً هم ليسوا بأولاد شرعيين ولنرى أعمالهم التي ترمز لما يعمله الشيطان.

موآب:

  1. بالاق ملكهم يعثر إسرائيل شعب الله (أولاد الله الشرعيين) بأن جعلهم يزنوا فيموتوا وهكذا الشيطان، يلقى عثرات أمامنا فإن سقطنا يشمت فينا ويشتكى علينا.
  2. النغول يرفضون تأديب الله لهم (عب8: 12). ويريدون أن يعيشوا في أفراحهم العالمية (11). وهذا بالضبط ما يعمله الشيطان إذ يجعلنا نرفض الصليب ونتذمر عليه، لذلك قال الرب لبطرس حين رفض الصليب "إذهب عنى يا شيطان".
  3. كبرياء موآب (29) وسخريته من أبناء الله (27). إذاً هم يعثرون الشعب ثم يسخرون منه فى ألامه الناشئة عن خطاياه. وهذا عمل إبليس دائماً.
  4. موآب كذاب وكذلك الشيطان (يو44: 8). كاذب باطلاً = هو يعد بكل ما هو باطل + يشتكي شعب الله كما إشتكى موآب شعب الله لدى البابليين. ولذلك فالشيطان يسمى المشتكي. والله سيبطل شكاواه، لذلك يقول عنه باطل.

بني عمون:

  1. كبريائهم يشير لكبرياء الشيطان.
  2. قتلهم لبني إسرائيل شعب الله.
  3. ضيعوا ميراث شعب الله، فلقد أخذوا مدن إسرائيل، والرب سيعيد ميراث شعبه.
  4. يفتخروا بالأودية. وأولاد العالم يفتخرون بماديات تافهة.
  5. بنت مرتدة = هم مرتدون (4).

والله قد خرب موآب (رمز الشيطان) وجعلهم مثاراً لسخرية شعبه (26: 48). وهكذا ضرب المسيح الشيطان بصليبه وفضحه وقيده، بل طلب منا أن نظل في حرب ضده، ومن يتكاسل يلعنه الله (10: 48). فهل مازال فينا من لا يزال يصدق كذب الشيطان وأنه الأقوى.

والعجيب أن الله في محبته يرثى موآب، وهذا ما فعله مع الشيطان (إش12: 14 + حز12: 28). والله حزين عليه إذ خلقه كامل الجمال، فطرحه الله فصار رماداً (حز17: 28، 18). وبنفس المعنى نفهم هنا آية (17: 48).

والمسيح أتى على الشيطان من السماء = كنسر (40) ليربطه بسلسلة (41) وراجع (رؤ1: 20 - 3). وكان الصليب حفرة وفخ لإبليس (43). كما كان صليب مردخاي.

وكان خراب مدن موآب رمزاً لخراب العالم الذي الشيطان رئيسه.

آدوم:

  1. رمز للشيطان القتال للناس (يو44: 8) فآدوم تعني دموي.
  2. عدو تقليدي ليعقوب منذ البطن.
  3. هو قتال ترك أيتام وأرامل عبر التاريخ، والله يعد بأن يرعي هؤلاء الأيتام والأرامل ويخلصهم. وأن يشرب أدوم من نفس كأس الموت والهلاك التي شرب منها قبلاً أولاد الله. ويخرب أبدياً (11: 49 - 13).
  4. أدوم تكبرت لأنها ظنت نفسها في حماية طبيعية، فمساكنهم محاطة بالجبال، لا يمكن لعدو أن يقتحمها. هي محصنة طبيعياً. وأهل تيمان نسل أدوم مشهورين بالحكمة، لكنها حكمة الحية.

وهذا يشير لإبليس الذي أسقط آدم وحواء وماتوا. وكان هلاك إبليس مرتبطاً بخلاص آدم وبنيه من الموت. وظن إبليس أنه لا يمكن أن يهلك في البحيرة المتقدة بالنار، إذ ظن أن مشكلة موت البشر ستظل بلا حل. فإزداد كبرياءه.

لكن المسيح أتى عليه من السماء كنسر (22: 49). وقام من الأموات كأسد (19). وليصعد للسماء ثانية كنسر. وليكون لشعبه الراعي الصالح (19). وملك على شعبه كأسد. وجعل شعبه، صغار الغنم تسحب الأبالسة (20) = لهم سلطان أن يدوسوا إبليس (لو19: 10). فملكهم أسد خارج من سبط يهوذا، ملك على شعبه بقوة صليبه، خلص شعبه ليلقي إبليس في البحيرة المتقدة بالنار.

دمشق: هي أقدم مدن العالم وبذلك تشير للعالم بمغرياته. والله خلق العالم وفرح به. ولذلك يسمى دمشق مدينة فرحي. الله خلق العالم وخلق إبليس ليفرح بالجميع، لذلك خلقه جميلاً (العالم وإبليس والبشر، فالله جميل، وكل ما يخلقه يكون جميلاً. والخطية خربت كل شئ. وصار العالم مضطرباً وهذا بسبب مكيدة إبليس. والله خلق العالم جميلا ليكون أداة ووسيلة يحيا بها الإنسان ويفرح بها، لكن: -.

  1. لعنت الأرض بسبب الخطية وفقدت جمالها.
  2. بدلا من أن يكون العالم أداة ووسيلة يحيا بها الإنسان ناظرا لله ومسبحا وشاكرا له محبته وعمله، تحول العالم إلى هدف، وتحول إتجاه نظر الإنسان إلى العالم بدلا من الله. وكان هذا بسبب خداع الشيطان رئيس هذا العالم.

قيدار وحاصور: هم نسل إسمعيل المولود بحسب الجسد. هؤلاء ليس لهم ميراث مع أولاد الله، أولاد الموعد. هؤلاء لهم أمان كاذب، فالله ليس سور من نار لهم (31: 49). والله الذي خلق كل العالم أعطاهم خيرات، فهو رازق الجميع. والله يتمنى لو آمن الجميع. ولعدم إيمانهم عاد وأخذ منهم الخيرات فهم لا يستحقونها. وهم لأنهم بلا حماية = بلا أسوار، أخذ منهم نبوخذ نصر خيراتهم. وهكذا كل من لا يطلب حماية الله يهاجمه إبليس ليأخذ خيراته وبركاته هذه التي سبق الله وأعطاها له.

العيلاميون: هؤلاء رمز لمن يعتمد على قوته أو مواهبه وليس على قوة الله. وهكذا إبليس.

الإصحاحات الخمسون حتى الثاني والخمسون:

بابل:

رمز لإبليس الذي إستعبد الإنسان (إصحاح 52). هي مملكة الشر في العالم، عروس إبليس، وخرابها نهائي (رؤ18). والشيطان ومن يتبعه خرابهم أبدي (رؤ17). أما الكنيسة عروس المسيح فنجدها في (رؤ12). وهنا نرى بوضوح إرتباط خلاص شعب الرب بهلاك إبليس ورمزه بابل، فكلاهما تم بالصليب. وترك الله شعبه ليُكمل ويضرب إبليس، وفي نفس الوقت ضربات إبليس ضد شعب الرب تُكمِل تأديب شعب الرب ليدخل السماء (بولس / أيوب كأمثلة). والموضوعين متداخلين والآيات متداخلة، فالمشكلتين هلاك إبليس وخلاص البشر كلاهما تم بالصليب.

وحقاً فلقد إستعبد إبليس العالم ولكن على رجاء (رو20: 8)، ورمز لذلك رُفِع يهوياكين في السبي (3: 52) وهذا تم بالمسيح، فمع أننا مازلنا على الأرض، لكن المسيح رفع رأسنا وأعطانا أن نأكل على مائدته الإفخارستية. ولكل منا وظيفته يحددها لنا الله ليكمل العمل الذي يريده الله من كنيسته (34: 52).

الخلاص بالخليقة الجديدة.

فى سفر إرمياء النبى.

إن كان أحد فى المسيح فهو خليقة جديدة (2كو5: 17).

لأنه في المسيح يسوع ليس الختان ينفع شيئا ولا الغرلة بل الخليقة الجديدة. (غل6: 15).

ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري فعاد وعمله وعاء آخر.

كما حسن في عيني الفخاري أن يصنعه. (إر18: 4).

أولا: - ماذا كان حال الإنسان قبل السقوط.

ثانيا: - ماذا صار إليه حال الإنسان بعد السقوط.

ثالثا: - نتائج الخطية.

رابعا: - محبة الله العجيبة لشعبه.

خامسا: - كيفية إصلاح الفساد الناتج عن الخطية.

سادسا: - الشيطان والأمم وتأديب الله لشعبه.

سابعا: - موقف الخطاة من التأديب الإلهى.

ثامنا: - ماذا يطلب الله من شعبه.

تاسعا: - الألام التى واجهها إرمياء النبى.

عاشرا: - إرمياء النبى كخادم.

حادى عشر: - إرمياء النبى كإنسان.

ثانى عشر: - المسيح والكنيسة فى سفر إرمياء النبى.

أولا: - ماذا كان حال الإنسان قبل السقوط.

نفهم أن أسماء إسرائيل وأورشليم وصهيون كلها رمز للكنيسة أو النفس البشرية. فحينما نصلى "لتبنى أسوار أورشليم" (مز51: 18) فنحن نطلب الحماية للكنيسة. وحينما نصلى "سبحى إلهك يا صهيون لأنه قد شدد عوارض أبوابك، بارك أبناءك داخلك" (مز146: 13) فنحن نسبح الله الذى حصَّن حواسنا وقدسها.

فماذا قال إرمياء النبى عنها؟

  • فى سفر المراثى يقول كيف إكدر الذهب (مرا4: 1). والذهب رمز للسماويات فهكذا كانت.
  • غرستك كرمة سورق زرع حق كلها (2: 21) الكرم مصدر الخمر، والخمر رمز الفرح، وكرمة سورق هى أفضل أنواع الكروم. وهذا يعنى فرح الله بها وأنه خلقها فى أجمل صورة.
  • إسرائيل قدسٌ للرب، كل آكليه يأثمون. شر يأتى عليهم يقول الرب (2: 3) هى مخصصة للرب وهو يحميها ويحرسها.
  • زيتونة خضراء ذات ثمر جميل الصورة دعا الرب إسمك (11: 16) ومن الزيتونة يؤخذ الزيت وهذا يشير أنها حية ومثمرة بالروح القدس فالزيت يرمز للروح القدس.
  • فى عتاب الله لها بعد السقوط يقول هل تنسى عذراء زينتها...، أما شعبى فقد نسينى (2: 32) وهذا يعنى أن مجد الله كان ينعكس عليها قبل السقوط (كما حدث مع موسى حينما رأى جزء يسير من مجد الله). وبعد سقوط الإنسان (آدم) كانت بركات الله تغمر شعبه ويراها الآخرين.
  • فى إصحاح 52 يتكلم إرمياء النبى بحزن عن تكسير البابليين لأعمدة الهيكل، وهى كانت ثابتة وللزينة أو ليستند عليها البناء. وهذا يرمز لأهمية أولاد الله عنده (رؤ3: 12).

ثانيا: - ماذا صار إليه حال الإنسان بعد السقوط.

واتيت بكم الى ارض بساتين لتاكلوا ثمرها وخيرها. فاتيتم ونجستم ارضي وجعلتم ميراثي رجسا. الكهنة لم يقولوا اين هو الرب واهل الشريعة لم يعرفوني والرعاة عصوا علي والانبياء تنباوا ببعل وذهبوا وراء ما لا ينفع انتبهوا جدا وانظروا هل صار مثل هذا هل بدلت امة الهة وهي ليست الهة. اما شعبي فقد بدل مجده بما لا ينفع. ابهتي ايتها السموات من هذا واقشعري وتحيري جدا يقول الرب. لان شعبي عمل شرين. تركوني انا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم ابارا ابارا مشققة لا تضبط ماء. اعبد اسرائيل او مولود البيت هو. لماذا صار غنيمة. زمجرت عليه الاشبال اطلقت صوتها وجعلت ارضه خربة. احرقت مدنه فلا ساكن. وبنو نوف وتحفنيس قد شجوا هامتك (2: 7 - 17).

خلق الله الإنسان فى الجنة = أتيت بكم إلى أرض بساتين. وبالخطية تنجست الأرض ولعنت = نجستم أرضى. وتركوا الله وذهبوا وراء آلهة وثنية. فصاروا غنيمة وهجم عليها الأشبال أى عدو الخير.

وكيف بدأ الإنحراف؟

والان ما لك وطريق مصر لشرب مياه شيحور وما لك وطريق اشور لشرب مياه النهر. (2: 18) شيحور هو نهر النيل والكلمة تشير لسواد اللون بسبب الطمى، والنهر يشير لنهر الفرات. والمعنى أنها بدأت تتذوق شهوات العالم، لذلك يقول لها يا اتان الفراء قد تعودت البرية. في شهوة نفسها تستنشق الريح (2: 24). ولكن هذه الشهوات كلها تحمل فى داخلها مرارة، لذلك قال عن مياه النيل شيحور لأن المياه تحمل فى داخلها الطمى (الطين). والنهاية اعلمي وانظري ان تركك الرب الهك شر ومر فالخطية تحمل فى داخلها سم قاتل ومرارة.

والخطوة التالية.

حولوا لى القفا لا الوجه (2: 27) وهذا معنى كلمة الخطية... أن أفعل ما أريده أنا وليس ما يريده الله والنتيجة ضياع البركة والمجد "الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله" (رو3: 23).

ويستمر الإنحدار.

فيعبدوا الأوثان تاركين الله، فعبادة الأوثان تشمل الزنا الجسدى. ولأن عبادة الأوثان خيانة لله يسميها الكتاب زنا (هو زنا روحى) زنت مع الحجر والشجر (3: 9) والحجر والشجر يعملون منهما تماثيل الأصنام. ويستمر الإنحدار بعدد مدنك يا يهوذا صارت آلهتك (2: 28) = كثرت الآلهة التى يعبدونها.

ويستمر الإنحدار فنجد الكل قد فسد بل ويصل الفساد للكهنة.

فالإنحدار إذا بدأ لا يتوقف كمن يتدحرج على منحدر. فلقد صار الفساد جماعى لان الانبياء والكهنة تنجسوا جميعا بل في بيتي وجدت شرهم يقول الرب (23: 11). طوفوا في شوارع اورشليم وانظروا واعرفوا وفتشوا في ساحاتها هل تجدون انسانا او يوجد عامل بالعدل طالب الحق فاصفح عنها. (5: 1).

وصار لا أمل فى إصلاح بل هناك إستحالة كاملة.

هل يغير الكوشي جلده او النمر رقطه. (قطعا لا يستطيع الكوشى تغيير لون جلده الأسود والإنسان كان لا يستطيع أن يتبرر بدون المسيح) فانتم ايضا تقدرون ان تصنعوا خيرا ايها المتعلمون الشر (13: 23) والمعنى أنه... إن كان الكوشى يقدر أن يغير لون جلده فأنتم تقدرون أن تصنعوا الخير. ولذلك قال الرب "بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يو15: 5) + خطية يهوذا مكتوبة بقلم من حديد براس من الماس منقوشة على لوح قلبهم وعلى قرون مذابحكم (17: 1). فانك وان اغتسلت بنطرون واكثرت لنفسك الاشنان فقد نقش اثمك امامي يقول السيد الرب (2: 22).

ولأن الفساد كان جماعى كانت الضربة جماعية فإحترقت أورشليم وخربت. وهذا تفسير قول الله "أفتقد ذنوب الأباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع من مبغضىَّ" (خر20: 5).

ثالثا: - نتائج الخطية.

  • موت: لذلك ها هي ايام تاتي يقول الرب ولا يسمى بعد توفة (فرن محرقة) ولا وادي ابن هنوم بل وادي القتل ويدفنون في توفة حتى لا يكون موضع (7: 32).
  • قحط ولا ماء: كلمة الرب التي صارت الى ارميا من جهة القحط. ناحت يهوذا وابوابها ذبلت حزنت الى الارض وصعد عويل اورشليم. واشرافهم ارسلوا اصاغرهم للماء.... من اجل ان الارض قد تشققت لانه لم يكن مطر على الارض (14: 1 - 4).
  • لا فرح: لا يسمع صوت عريس وعروس (7: 34 + 16: 9).
  • لا بركة ولا طعام: فامتنع الغيث ولم يكن مطر متاخر. وجبهة امراة زانية كانت لك. ابيت ان تخجلي (3: 3) + وابيد منهم صوت الطرب وصوت الفرح صوت العريس وصوت العروس صوت الارحية (25: 10).
  • خراب: نظرت الى الارض واذا هي خربة وخالية والى السموات فلا نور لها. نظرت الى الجبال واذا هي ترتجف وكل الاكام تقلقلت. نظرت واذا لا انسان وكل طيور السماء هربت. نظرت واذا البستان برية وكل مدنها نقضت من وجه الرب من وجه حمو غضبه. لانه هكذا قال الرب. خرابا تكون كل الارض ولكنني لا افنيها. (4: 23 - 27).
  • فساد القلب: القلب أخدع من كل شئ وهو نجيس من يعرفه (17: 9).
  • ضياع الحكمة بل والعاطفة الإنسانية: وبنو مرتفعات توفة التي في وادي ابن هنوم ليحرقوا بنيهم وبناتهم بالنار (7: 31).
  • تتحول الحياة إلى مرارة فيفضلون الموت على الحياة: ويختار الموت على الحياة عند كل البقية الباقية من هذه العشيرة الشريرة الباقية في كل الاماكن التي طردتهم اليها يقول رب الجنود... لان الرب الهنا قد اصمتنا واسقانا ماء العلقم لاننا قد اخطانا الى الرب (8: 3، 14).
  • ينفض من حولها محبيها كما حدث مع الإبن الضال وانت ايتها الخربة ماذا تعملين. اذا لبست قرمزا اذا تزينت بزينة من ذهب اذا كحلت بالاثمد عينيك فباطلا تحسنين ذاتك فقد رذلك العاشقون. يطلبون نفسك (4: 30).

طريقك وأعمالك صنعت بك هذا (4: 18).

ولمحبة الله للإنسان ما كان ممكنا أن يتركه لهذا المصير المؤلم.

بل هو متعجل لحل مشكلة الإنسان أى الخليقة الجديدة رؤيا شجرة اللوز (ص 1).

والخليقة الجديدة ستكون بهدم القديمة وبناء خليقة جديدة (ص 1).

والخطية درجات.

فقال الرب لي قد بررت نفسها العاصية اسرائيل اكثر من الخائنة يهوذا (3: 11) وهذه كما قال الرب... "الحق اقول لكم ستكون لارض سدوم وعمورة يوم الدين حالة اكثر احتمالا مما لتلك المدينة" (مت10: 15).

والعقوبات درجات.

ولنأخذ ثلاث أمثلة لآخر ثلاث ملوك ليهوذا: -.

يهوياكين: - انه هكذا قال الرب عن شلوم (إسم آخر ليهوياكين) بن يوشيا ملك يهوذا المالك عوضا عن يوشيا ابيه الذي خرج من هذا الموضع لا يرجع اليه بعد. بل في الموضع الذي سبوه اليه يموت وهذه الارض لا يراها بعد. (22: 12، 13). بل بعد سنين فى السبى رفعه ملك بابل ليأكل معه. فالله أعطاه الفرصة ليتوب بل كان هذا رمزا لقصة الخلاص كما سنرى فيما بعد.

يهوياقيم: - أسوأ الكل فهو حين قرأوا أمامه نبوات إرميا بالخراب الآتى إن لم يتوبوا مزق النبوات وألقاها فى النار، وطلب القبض على إرمياء ليقتله هو وباروخ ولكن الله خبأهما لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا. لا يندبونه قائلين اه يا اخي او اه يا اخت. لا يندبونه قائلين اه يا سيد او اه يا جلاله. يدفن دفن حمار مسحوبا ومطروحا بعيدا عن ابواب اورشليم (22: 18، 19).

صدقيــــــــا: - كان أفضل من يهوياقيم، فكان يطلب مشورة وإرشاد إرمياء النبى ويطلب أن يسمع منه أقوال الله، لكنه لا يعمل بها خوفا من الناس (38: 17 - 24). وكان يطلب منه أن يصلى لأجله (21: 2 + 37: 3) بل كان ينقذه فى بعض الأحيان من يد رؤساء يهوذا. ورأى الله أنه فتيلة مدخنة فلم يطفئها بل... فقتل ملك بابل بني صدقيا في ربلة امام عينيه وقتل ملك بابل كل اشراف يهوذا. واعمى عيني صدقيا وقيده بسلاسل نحاس لياتى به الى بابل. (39: 6، 7). فهو فى بابل محبوسا فاقدا لنظره سيتأمل نتيجة عناده، وبهذا يعطيه الله فرصة للتوبة. وكانت أكبر خطية لصدقيا أنه أهان إسم الله أمام ملك بابل، فهو قد حلف له أن لا يخونه، ونقض بعهده معه وتمرد عليه.

رابعا: - محبة الله العجيبة لشعبه.

بالرغم من كل أعمال اليهود التى أغاظت الله لنرى ماذا يقول عنهم: -.

  • عتاب برقة ماذا وجد فىَّ أباؤكم من جور حتى إبتعدوا عنى (2: 5). تركونى أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم ابارا ابارا مشققة لا تضبط ماء (2: 13). ولنسمع هذا القول العجيب بالرغم من كل أعمالهم محبة أبدية أحببتك (31: 3). "لأن الذى يحبه الرب يؤدبه" (عب12: 6).
  • الله هو الذى أنقذهم من عبودية مصر ومع هذا يقول لهم إذهب وناد في اذني اورشليم قائلا. هكذا قال الرب. قد ذكرت لك غيرة صباك، محبة خطبتك، ذهابك ورائي في البرية في ارض غير مزروعة (2: 2).
  • ومع كل غضبه عليهم نجد الله يقول... قد تركت بيتي رفضت ميراثي دفعت حبيبة نفسي ليد اعدائها (12: 7). ويقول أيضا.. لانه كما تلتصق المنطقة بحقوي الانسان هكذا الصقت بنفسي كل بيت اسرائيل وكل بيت يهوذا يقول الرب ليكونوا لي شعبا واسما وفخرا ومجدا ولكنهم لم يسمعوا (13: 11).
  • حين قرر الله التأديب وطلب من إرمياء أن لا يصلى لأجلهم... لاحظ كيف يتكلم عن شعبه وانت فلا تصل لاجل هذا الشعب ولا ترفع لاجلهم دعاء ولا صلاة لاني لا اسمع في وقت صراخهم الي من قبل بليتهم. ما لحبيبتي في بيتي. قد عملت فظائع فما زال الله يسميها حبيبته (11: 14، 15). ولا يعنى قول الله لا تصلى أن الله لا يقبل الشفاعة بل أن القرار صار نهائى وليس مجرد إنذار. بل الله اللطيف رقيق المشاعر نجده يلاطف إرمياء ويقول له ثم قال الرب لي وان وقف موسى وصموئيل امامي لا تكون نفسي نحو هذا الشعب. اطرحهم من امامي فيخرجوا. (15: 1) وهذه كما قيل فى سفر الرؤيا "إمتلأ الهيكل دخانا من مجد الله ومن قدرته، ولم يكن أحد يقدر أن يدخل الهيكل حتى كملت سبع ضربات السبع الملائكة" (رؤ15: 8). وهذا ما حدث مع باروخ الذى تصور أنه حين أرسله إرمياء لقصر الملك ومعه نبوات إرمياء أنهم سيكرمونه، فلما طلب يهوياقيم قتله أُحْبِط وحزن. ونجد الله يرسل له رسالة تعزية مع إرمياء ليلاطفه (إصحاح 45).
  • يتكرر فى السفر تعبير الإنذار المبكر، لذلك هناك من يسمونه سفر الإنذار المبكر. فالله فى رحمته ينذر مرات قبل أن يضرب داعيا شعبه للتوبة. ولو قدموا توبة ما أتت الضربات.
  • يقول بولس الرسول "الذى يحبه الرب يؤدبه" (عب12: 6). ونسمع هنا ويوجد رجاء لاخرتك يقول الرب. فيرجع الابناء الى تخمهم (نبوة بعودة الميراث السماوى لأبناء الله بعد التأديب). سمعا سمعت افرايم ينتحب. ادبتني فتادبت كعجل غير مروض. توبني فاتوب لانك انت الرب الهي. لاني بعد رجوعي ندمت وبعد تعلمي صفقت على فخذي (هذه علامة الندم والخزى). خزيت وخجلت لاني قد حملت عار صباي. هل افرايم ابن عزيز لدي او ولد مسر. لاني كلما تكلمت به اذكره بعد ذكرا. من اجل ذلك حنت احشائي اليه. رحمة ارحمه يقول الرب (31: 18 - 20).
  • والله أنذرهم أنه سيرسلهم للسبى فى بابل وتخرب أورشليم والهيكل إن لم يتوبوا لعلهم يسمعون ويرجعون كل واحد عن طريقه الشرير فاندم عن الشر الذي قصدت ان اصنعه بهم من اجل شر اعمالهم. وتقول لهم هكذا قال الرب. ان لم تسمعوا لي لتسلكوا في شريعتي التي جعلتها امامكم، لتسمعوا لكلام عبيدي الانبياء الذين ارسلتهم انا اليكم مبكرا ومرسلا اياهم فلم تسمعوا. اجعل هذا البيت كشيلوه، وهذه المدينة اجعلها لعنة لكل شعوب الارض (26: 3 - 6).
  • كانت الزوجة لو طلقها زوجها وصارت لآخر لا يمكن أن تعود لزوجها الأول، فهذا بحسب الشريعة يعتبر زنى. ولكن الله يقول لشعبه على عدد مدنك صارت الهتك يا يهوذا وهذا ما يسمى زنا روحى (2: 28). لقد صار لهم آلهة كثيرة وتركوا الله. فبحسب الشريعة لا يمكنهم العودة لله. ولكن الله لمحبته لهم يقول لكن ارجعي اليَّ يقول الرب... نجست الارض بزناك وبشرك. فامتنع الغيث ولم يكن مطر متاخر... ابيت ان تخجلي. الست من الان تدعينني يا ابي اليف صباي انت. هل يحقد الى الدهر او يحفظ غضبه الى الابد (3: 1 - 5).
  • وحين صار القرار نهائى، كان الله يرشدهم لأحسن الحلول، وأن يستسلموا للبابليين بلا مقاومة حتى لا يقتلهم البابليون ويحرقوا المدينة. يقول الرب. ان حاربتم الكلدانيين لا تنجحون (32: 5). والله يرشدهم للخضوع لملك بابل فلا تسمعوا انتم لانبيائكم وعرافيكم وحالميكم وعائفيكم وسحرتكم الذين يكلموكم قائلين لا تخدموا ملك بابل، لانهم انما يتنباون لكم بالكذب... والأمة التي تدخل عنقها تحت نير ملك بابل وتخدمه اجعلها تستقر في ارضها يقول الرب وتعملها وتسكن بها (27: 9 - 11). والخضوع لملك بابل كان رمزا لخضوعنا للتأديب الإلهى، ومن يخضع للتأديب يكون إبنا لله ويستعيد الميراث السماوى = أجعلها تستقر فى أرضها.
  • وبالرغم من غضب الله عليهم ما زال يرشدهم عما سيحدث وخرج جيش فرعون من مصر. فلما سمع الكلدانيون المحاصرون اورشليم بخبرهم صعدوا عن اورشليم. فصارت كلمة الرب الى ارميا النبي قائلة. هكذا قال الرب اله اسرائيل هكذا تقولون لملك يهوذا الذي ارسلكم الي لتستشيروني. ها ان جيش فرعون الخارج اليكم لمساعدتكم يرجع الى ارضه الى مصر. ويرجع الكلدانيون ويحاربون هذه المدينة وياخذونها ويحرقونها بالنار. هكذا قال الرب. لا تخدعوا انفسكم قائلين ان الكلدانيين سيذهبون عنا لانهم لا يذهبوا (37: 5 - 10) ويقول لصدقيا إستسلم لكى تحيا فالقرار نهائى. (38: 17).
  • الله "يعطى بسخاء ولا يعير" (يع1: 5). فنجد أن الله بعد أن ذهب الشعب إلى السبى، تبقى فى الأرض الفقراء والمساكين، ونسمع أن الله أعطاهم بركات كثيرة... فرجع كل اليهود من كل المواضع التي طوحوا اليها واتوا الى ارض يهوذا الى جدليا الى المصفاة وجمعوا خمرا وتينا كثيرا جدا (40: 12). فالله يفرح بأن يفيض من بركاته الروحية والمادية على أولاده، ولكن ما كان يمنع البركات وجود الأشرار، وهؤلاء ذهبوا للسبى ليتأدبوا. وهذا كما قال الرب يسوع للتلاميذ أحلى وعود وأرق الكلمات (أناجيل الباراقليط) بعد أن خرج يهوذا (يو13).
  • الله الذى لا ينسى كأس ماء بارد يحفظ إرمياء بل ويجعل ملك بابل يكرمه واوصى نبوخذراصر ملك بابل على ارميا نبوزرادان رئيس الشرط قائلا. خذه وضع عينك عليه ولا تفعل به شيئا رديئا بل كما يكلمك هكذا افعل معه (39: 11، 12). وحفظ الله باروخ. أما عبد ملك الكوشى هذا الذى أنقذ إرمياء من الجب بلطف شديد (إصحاح 38) فيرسل الله له إرمياء برسالة خاصة يطمئنه فيها بأنه لن يلحقه شر، بينما المدينة كلها ستخرب (39: 16 - 18). والله يريد أن يعطى كل خير لأولاده على أن يحفظوا شروط العهد أى وصاياه اسمعوا صوتي واعملوا به حسب كل ما امركم به فتكونوا لي شعبا وانا اكون لكم الها. لاقيم الحلف الذي حلفت لابائكم ان اعطيهم ارضا تفيض لبنا وعسلا كهذا اليوم. فاجبت وقلت امين يا رب (11: 4، 5).
  • الله يتألم إذ يتألم شعبه من التأديب ولاحظ ماذا يقول الجميلة اللطيفة ابنة صهيون اهلكها (6: 2).
  • الله هو الذى أمر بتأديب الشعب فى بابل، ولكننا نجده كأب محب يتألم لما فعله بهم البابليون ويقول هكذا قال رب الجنود ان بني اسرائيل وبني يهوذا معا مظلومون وكل الذين سبوهم امسكوهم. ابوا ان يطلقوهم. وليهم قوى رب الجنود إسمه يقيم دعواهم... (50: 33، 34). حقا "فى كل ضيقهم تضايق وملاك حضرته خلصهم" (إش63: 9).
  • حين قرر الله أن يرسلهم للسبى، والله يعلم أكاذيب وضلالات الشيطان وأنهم يروجون أكاذيب عن هذه الأوثان، وأن شعبه قد يرهب هذه الأصنام. يقول لهم الله لا تخافونها فهى مجرد خشب وحجارة (10: 3 - 10). ويعلمهم كيف يردون على الوثنيين هناك ويعطيهم ما يقولونه بلغة البابليين، وقد جاءت هذه العبارة بالأرامية لغة بابل... هكذا تقولون لهم. الالهة التي لم تصنع السموات والارض تبيد من الارض ومن تحت هذه السموات (10: 11).
  • وحينما تألم إرمياء لما عرفه من عمل البابلييين فى شعبه، نجد الله يشرح له نتائج التنقية وأنه مضطر لذلك ليُخَلِّص من فيه رجاء. فنجد إرمياء يقول عرفت يا رب انه ليس للانسان طريقه. ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته، ادبني يا رب ولكن بالحق لا بغضبك لئلا تفنيني (10: 23، 24).
  • بل نجد محبة الله تشمل الكل حتى الأمم فيقول لأدوم اترك ايتامك انا احييهم واراملك عليَّ ليتوكلن (49: 11).

وبسبب هذه المحبة الإلهية للإنسان.

كان لا بد أن الله يدبر حلا لمشكلة الإنسان حتى لا يهلك.

خامسا: - كيفية إصلاح الفساد الناتج عن الخطية.

  • الفساد الذى حدث للخليقة كان كما رأينا بلا أمل فى الإصلاح فلا أمل فى تغيير لون الكوشى.
  • وكان محكوما على الإنسان بالموت فلا بد أن يموت ليقيم الله خليقة جديدة.
  • لم يكن عمل الأنبياء أن يكشفوا للناس أخطائهم بل أن يتنبأوا بالمسيح الذى به الخلاص.

إرمياء والمسيح.

تنبأ إرمياء النبى عن المسيح بل كان إرمياء نفسه رمزا للمسيح: -.

  1. كان إرمياء يعيش وسط حالة من الإنحطاط الفظيع على كل المستويات. وهكذا كان المسيح. وكما تنبأ إرمياء عن خراب أورشليم هكذا فعل المسيح (مت38: 23).
  2. وكما كان إرمياء نبياً حزينا باكياً، هكذا بكى يسوع عند قبر لعازر وبكى على أورشليم، وحزن المسيح على أورشليم وما سيحدث لها (لو28: 23 - 31).
  3. كان إرمياء نبياً مرفوضاً من الجميع، وهكذا كان المسيح الذى قيل عنه "إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله" (يو11: 1).
  4. تنبأ إرمياء عن المسيح (3: 23 - 6) فأسماه غصناً إشارة لتجسده وولادته من نسل داود. وأن المسيح يساق للذبح كخروف داجن (19: 11) وعن ألام المسيح وأحزانه التى صار إرمياء فيها رمزاً للمسيح (إر9: 23) وأن المسيح هو الذى سيخلص شعبه (16: 33) وهو الذى يبررهم (16: 33).
  5. وفى مثل الخزاف (إر18) نرى عمل المسيح فى إعادة تشكيل الخليقة لتصير فى المسيح خليقة جديدة (2كو17: 5).
  6. حين أرسل الله إرمياء قال له... قد وكلتك هذا اليوم على الشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبني وتغرس (1: 10). وقام إرمياء بهذا العمل بالنبوات فهو تنبأ بخراب أورشليم لفسادها، ثم تنبأ بأنها تقوم جديدة.
  7. أما المسيح فقام بالعمل فعلا، فهو مات (كخروف سيق للذبح) ليقوم ويقيمنا معه مبررين فى خليقة جديدة، ويعيد لنا الميراث السماوى، وهذا عن اليهود والأمم هكذا قال الرب على جميع جيراني الاشرار (الأمم) الذين يلمسون الميراث (هم جيران يهوذا مثل عمون وموآب وآدوم) الذي اورثته لشعبي اسرائيل هانذا اقتلعهم عن ارضهم واقتلع بيت يهوذا من وسطهم. ويكون بعد اقتلاعي اياهم اني ارجع فارحمهم واردهم كل واحد الى ميراثه وكل واحد الى ارضه (12: 14، 15).
  8. الخليقة الجديدة تكون بالقلع والغرس والهدم والبناء... الكلدانيين يملاوها من جيف الناس الذين ضربتهم بغضبي وغيظي، والذين سترت وجهي عن هذه المدينة لاجل كل شرهم. هانذا اضع عليها رفادة وعلاجا واشفيهم واعلن لهم كثرة السلام والامانة. وارد سبي يهوذا وسبي اسرائيل (إسرائيل بوثنيتها وتشتتهم فى كل الأمم على يد أشور صارت ترمز للأمم) وابنيهم كالاول. واطهرهم من كل اثمهم الذي اخطاوا به اليَّ واغفر كل ذنوبهم التي اخطاوا بها اليَّ والتي عصوا بها عليَّ (33: 5 - 8). وهذا يكون بالمعمودية، التى هى موت بالخليقة الأولى مع المسيح وقيامة كخليقة جديدة فيه.
  9. ويعلمنا بولس الرسول أن الخلاص بالخليقة الجديدة (غل6: 15).
  10. ولأن لنا حريتنا بعد المعمودية كان لا بد من التنقية المستمرة لتجديدنا طول العمر هأنا أنقيهم وأمتحنهم. لاني ماذا اعمل من اجل بنت شعبي. (9: 7).
  11. إر 18 نرى فيه تجديد الخليقة لمن هو حتى قصبة مرضوضة أو فتيلة مدخنة، وهذا لا يريد الله أن يقصفها. وهؤلاء يسميهم فى (إر18) التين الجيد.
  12. أما لمن تقسى قلبه تماما فهذا يهلك إر 19. وهذا يسميه التين الردئ (ص 24).

ونرى فى رؤيا شجرة اللوز أن الله متعجل لهذا العمل الخلاصى.

كما يقول فى (إش27: 8) "ليت علىَّ الشوك والحسك فى القتال فأهجم عليها".

هو يوم الصليب الذى إشتهاه الرب ليخلصنا.

لكن كيف يتم التأديب والتنقية.

سادسا: - الشيطان والأمم وتأديب الله لشعبه.

النبوات ضد الأمم الوثنية.

  • الله ليس ضد الأمم بل هناك خلاص لكل من يؤمن بالمسيح. فيقول إرمياء عن مصر ثم بعد ذلك تسكن كالايام القديمة يقول الرب (46: 26) ونفس الشئ عن موآب وعن عمون (48: 47 + 49: 6، 39).
  • الله ضد الوثنية فى هذه الشعوب وضد خطاياهم. والإنذارات ضدهم والوعيد بالخراب ليتوبوا. وتنفيذ الضربات ضدهم ليتأدبوا.
  • الشيطان هو من يحرك هذه العبادة الوثنية. وحقيقة فهذه النبوات بخراب هذه الأمم هى نبوات بخراب مملكة الشياطين. والحديث بإسهاب عن خراب هذه الأمم هو تعبير عن رغبة الله فى الإنتقام من الشيطان الذى تسبب فى موت الإنسان الذى أحبه الله فخلقه، ليمجده.

الله يظهر لنا حيل الشياطين من خلال أعمال هذه الشعوب لتحذيرنا.

فحربنا ليست مع لحم ودم بل مع قوات الشر (الشياطين).

  • مصر: - كبرياء مصر هو كبرياء الشياطين. ومصر تعد يهوذا بالمعونة والحماية، ولكنها لا تفى. والشيطان يعد بلذة فى الخطية وفى مقابله ذل وإستعباد لنا. مصر بقوتها مخيفة ليهوذا شعب الله، والله يطمئن شعبه فرعون هالك (46: 17) وتترجمها الأنجليزية HE IS BUT A NOISE فهو مجرد صوت يعد بالمعونة ولا يفعل (مسدس صوت. إزعاج بلا فعل) وهو بلا قوة. وعند توبة أى إنسان يخيفه الشيطان ليرتد ولو وضع الإنسان فى قلبه الثبات بإيمان، يجد أن كل محاولات الشيطان لتخيفه ستنتهى كبخار. وترمز مصر أيضا للتعلق بالخيرات الزمنية.
  • فلسطين: - ترمز للعداوة المستمرة والحروب المستمرة بين شعب الله والشيطان.
  • آدوم: - يشير بلونه الأحمر لدموية الشيطان (كان قتالا للناس منذ البدء). ويشير للعداوة التقليدية بين أدوم (عيسو) وأخيه التوأم من البطن. وكان أدوم فى حرب مستمرة مع اليهود. وعند هروب اليهود من حرب بابل إلتقط الأدوميون أطفالهم وباعوهم عبيد.
  • دمشق: - تتحالف مع أعداء شعب الله فى الحرب.
  • بنى عمون: - إستولوا على ميراث شعب الله من الأرض، والشيطان حرمنا من ميراثنا السماوى.
  • موآب: - تشير للفساد والكبرياء.

وكما رأينا فإن هناك أمل ورجاء فى الخلاص لكل الأمم مع شعب الله.

بابــــــــــــــل.

  • هى رمز واضح للشيطان ولمملكة الشر فى العالم. ويقال أن هناك عريسين وعروسين فى الكتاب المقدس، المسيح وكنيسته، والشيطان ومملكة الشر فى العالم.
  • نسمع عن رجاء الخلاص لكل العالم ولكل الأمم ولكن لا توجد كلمة رجاء واحدة لبابل، فبابل فى حالة تحدٍ وعناد مع الله من بدء الخليقة إلى النهاية (نمرود فى تك10: 8، 9 إلى رؤ18).
  • الله خلق كل الخليقة لأنه يحبها ويريدها "لأنك تحب جميع الأكوان ولا تمقت شيئا مما صنعت فإنك لو أبغضت شيئا لم تكونه" (حك11: 25). بل خلق الله الكل لمجد إسمه.
  • والله خلق الملائكة فى مجد ومن رفض الله منهم، سيكون له أيضا دور فى مجد إسم الله. ومن رفض الله كانوا الشيطان وأتباعه، والشيطان كان أولا ملاك، كاروبا من طغمة الكاروبيم.
  • والله خلق آدم فى مجد وأسقطه الشيطان، وبالمسيح صار كل من يقبل المسيح يخلص. ولكن صار للإنسان نفس متمردة. وكان دور الشيطان برغبته فى التدمير هو تأديب البشر فيعودوا لله مبتعدين عن الطريق الخطأ فيمجدوا الله ويعكسوا صورة مجده. ومن يرفض التأديب يكون مصيره مع الشيطان وهؤلاء أيضا فى عقوبتهم سيمجدوا الله بإعلان قداسته ورفضه للشر.
  • والشيطان بالألام التى يتلذذ بها حين يلحقها بالبشر، تكون هذه الألام سببا فى تأديبهم ورجوعهم، ولكن سيكون عقاب الشيطان رهيبا على هذه الألام التى ألحقها بنا. فالله لمحبته ورغبته فى خلاصنا لا بد أن يؤدب، ولكن يا ويل من يأتى بسببه التأديب (بابل أو الشيطان).
  • وفكرة التأديب الإلهى للإنسان، تم شرحها فى تأديب يهوذا عن طريق سبى بابل، وخضوعهم لملك بابل 70 سنة خلال فترة سبى بابل. فالله بسبب خطايا وعناد يهوذا يقول هانذا اجلب عليكم امة من بُعْدْ (بابل بعيدة عنهم والشيطان مخلوق مختلف عن البشر) يا بيت اسرائيل يقول الرب. امة قوية امة منذ القديم (الله خلق الملائكة قبل أن يخلق آدم) امة لا تعرف لسانها ولا تفهم ما تتكلم به. جعبتهم كقبر مفتوح (من يخدعه الشيطان وينجذب لخطاياه يموت). كلهم جبابرة. فياكلون حصادك وخبزك الذي ياكله بنوك وبناتك. ياكلون غنمك وبقرك. ياكلون جفنتك وتينتك. يهلكون بالسيف مدنك الحصينة التي انت متكل عليها. وايضا في تلك الايام يقول الرب لا افنيكم (الشيطان يؤدب لكن لا يقتل) (5: 15 - 18) وبابل وما فعلته بشعب الله رمز لما فعله الشيطان بالإنسان.
  • هانذا ارسل فاخذ كل عشائر الشمال (ويسميهم فى الإصحاح الأول النار المحرقة فهى النار المطهرة)... وإلى نبوخذ راصر عبدي ملك بابل واتي بهم على هذه الارض وعلى كل سكانها وعلى كل هذه الشعوب حواليها فاحرمهم واجعلهم دهشا وصفيرا وخربا ابدية (25: 9).
  • وماذا فعل نبوخذ نصر وابيد منهم صوت الطرب وصوت الفرح صوت العريس وصوت العروس (إختفاء الفرح من العالم = الطرد من جنة عَدْنْ وكلمة عَدْنْ كلمة عبرية تعنى فرح) صوت الارحية (لا بركة ولا شبع) ونور السراج. وتصير كل هذه الارض خرابا ودهشا (ملعونة الأرض بسببك) وتخدم هذه الشعوب ملك بابل سبعين سنة. ويكون عند تمام السبعين سنة اني اعاقب ملك بابل (يا ويل من يأتى بواسطته التأديب سواء نبوخذ نصر أو الشيطان) وارض الكلدانيين اجعلها خربا ابدية (بالصليب حررنا المسيح من الشيطان) (25: 10 - 12).
  • وهذه السبعين سنة هى ما كان بولس الرسول يعنيه بقوله "إذ أُخضعت الخليقة للبطل - ليس طوعا، بل من أجل الذى أخضعها على الرجاء" (رو8: 20). فكما كان لليهود فى سبى بابل رجاء للعودة لأرضهم، خضعت البشرية كلها للبطل على رجاء مجئ المسيح المخلص الذى يحررها.
  • قيل عن نبوخذ نصر أنه مطرقة الأرض كلها (50: 23) والشيطان يضرب كل البشر للتأديب.
  • لنرى صور واضحة نفهم منها تأديب الشيطان: - 1) الله ينقى أيوب بضربات الشيطان. ونلاحظ فى ضربات الشيطان لأيوب أن الله بسلطانه يحدد ما هو المسموح وما هو الغير مسموح به من ضربات. ولنفهم أننا فى يد أبونا السماوى ضابط الكل أولا وأخيرا. وهو لا يسمح للشيطان أن يجربنا فوق ما نحتمل ويعطى مع التجربة المنفذ (1كو10: 13). 2) الله يحفظ بولس الرسول من الإستعلاء عن طريق ضربة الشيطان فى جسده (أمراض). 3) بولس الرسول يستخدم نفس الأسلوب ضد زانى كورنثوس "لهلاك الجسد فتخلص الروح فى يوم الرب" (1كو5: 5) وهلاك الجسد أى ألام الأمراض التى أصابته.
  • نلاحظ أن الشيطان يضرب الكل رغبة منه فى أن يؤذى البشر. يضرب محاولا أن يوقع أى إنسان لكى يتصادم مع الله، فيصطاده ليهلكه معه. ولكن بالنسبة لأولاد الله، فالله الذى يعرف إمكانات أولاده لا يسمح للشيطان بتجربتهم أكثر مما يحتملون، وذلك بغرض تأديبهم.
  • الله يقول عمن ذهبوا للسبى أنهم التين الجيد، ومن بقوا فى أورشليم ليحترقوا ويهلكوا بنيران البابليين أنهم التين الردئ الذى لا يؤكل لرداءته (ص 24). والمعنى أن من يجده الله فتيلة مدخنة يؤدبه حتى لا يهلك. والتأديب كان فى بابل. وتأديب البشر يكون بضربات الشيطان. "فالذى يحبه الرب يؤدبه" (عب12: 6). والرب يقول "الغصن الذى لا يأتى بثمر يقطعه والذى يأتى بثمر ينقيه ليأتى بثمر أكثر" (يو15: 3).
  • نتائج التأديب: - الناس الذين ضربتهم بغضبي وغيظي... هانذا اضع عليها رفادة وعلاجا واشفيهم واعلن لهم كثرة السلام والامانة (المسيح ملك السلام). وارد سبي يهوذا وسبي اسرائيل (رمز لدخول الأمم) وابنيهم كالاول. واطهرهم من كل اثمهم الذي اخطاوا به الي واغفر كل ذنوبهم التي اخطاوا بها الي.. فتكون لي اسم فرح للتسبيح وللزينة (الله يفرح بكنيسته عروسه) لدى كل امم الارض الذين يسمعون بكل الخير الذي اصنعه معهم فيخافون ويرتعدون من اجل كل الخير ومن اجل كل السلام الذي اصنعه لها. (هذا خوف الشياطين من مصيرهم إذ عرفوا أن المسيح تمم الخلاص) هكذا قال الرب. سيسمع بعد في هذا الموضع الذي تقولون انه خرب بلا انسان وبلا حيوان، في مدن يهوذا وفي شوارع اورشليم الخربة بلا انسان ولا ساكن ولا بهيمة. صوت الطرب وصوت الفرح صوت العريس وصوت العروس (الفرح يعود بالمسيح) (33: 5 - 13). وهذا تم جزئيا بعد العودة من السبى فلم يعد اليهود للعبادة الوثنية ثانية، لكن هذا رأيناه واضحا فى خلاص المسيح "الآن عندكم حزن، ولكن أراكم فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم" (يو16: 22). ومن ثمار الروح الفرح (غل5: 22).
  • إرتباط عقاب الشيطان بخلاص الإنسان: - رأينا فى النقطة السابقة رعب الشيطان من فداء المسيح وخلاص البشر. لأنه كان يظن أنه تسبب فى هلاك البشر وأنه لا وسيلة لخلاصهم من الموت، وبالتالى لن يعاقبه الله، فعقابه مرتبط بأن يجد الله وسيلة ليخلص البشر، فإزداد كبرياءه متصورا أن الله لن يقدر أن يعاقبه. وهو يعلم أنه لو وجدت وسيلة سيتم عقوبته. لذلك صرخ الشيطان برعب أمام المسيح "آه ما لنا ولك يا يسوع الناصرى؟ أتيت لتهلكنا، أنا أعرفك من أنت: قدوس الله" (مر1: 24). وتم تصوير هذا عن طريق كبرياء أدوم، فأدوم ترمز للشيطان بسبب كبريائها. فهم ظنوا أنه لا يمكن لأى عدو أن يصل إليهم، فهم يسكنون فى الجبال (فى علوها ترمز لكبرياء الشيطان)، ولا يمكن لعدو أن يقتحمها فهم سيكونون أعلى منه ويضربونه ليرجع... فتكبروا. والله يقول لا بل عبدى نبوخذ نصر سيضربكم ويخربكم، وأنقذ أنا شعبى لأنى أريد فلن يمنعنى علو جبالكم. ولنرى التصوير لاني ها قد جعلتك صغيرا بين الشعوب ومحتقرا بين الناس (الشيطان بعد الصليب) قد غرك تخويفك كبرياء قلبك يا ساكن في محاجيء الصخر الماسك مرتفع الاكمة (يصعب لأى عدو أن يقتحمها). وان رفعت كنسر عشك فمن هناك احدرك يقول الرب... هوذا يصعد كاسد (المسيح) من كبرياء الاردن إلى مرعى دائم (المسيح يرعى كنيسته دائما). لذلك اسمعوا مشورة الرب التي قضى بها على ادوم... ان صغار الغنم (المؤمنين المنسحقين) تسحبهم (أعطيتكم سلطان على الحيات والعقارب) هوذا كنسر يرتفع (المسيح السماوى) (49: 15 - 22).
  • لماذا 70 سنة؟ * 10 × 7 (10 = الوصايا، 7 رقم كامل وهذا يشير لأن البشر كسروا كل الوصايا وفشلوا فى الإلتزام بناموس الله تماما. * عدد شعوب العالم المذكورة فى (تك10) 70. * عدد الأنفس النازلة مع يعقوب إلى مصر كانوا سبعين، وأيضا مصر تشير لعبودية شعب الله. والمعنى أنه لأن كل البشر كسروا كل وصايا الله، أخضع الله كل البشر للبطل ولكن على رجاء. والله يشرح أن كل الشعوب ستخضع بأن يذكر أن كل الشعوب المجاورة ليهوذا ستخضع لملك بابل (ص25).
  • والله عند إرساله شعبه إلى بابل يرسلهم على رجاء بالعودة إلى أرضهم انه هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل عن الانية الباقية في بيت الرب وبيت ملك يهوذا وفي اورشليم. يؤتى بها الى بابل وتكون هناك الى يوم افتقادي اياها يقول الرب فاصعدها واردها الى هذا الموضع (27: 21، 22). والآنية المقدسة تشير لشعب الله أيضا. والله يعدهم بيوم يفتقدهم فيه ويعيدهم لأرضهم. ووعد الله بالعودة لانه هكذا قال الرب. اني عند تمام سبعين سنة لبابل اتعهدكم واقيم لكم كلامي الصالح بردكم الى هذا الموضع (29: 10).
  • ولنلاحظ أن رجوع الشعب إلى أرضه هو رمز لإستعادتنا لميراثنا السماوى.
  • حينما عرف إرمياء ما سيحدث لشعبه ولأورشليم وللهيكل بكى وحزن، ولكن حينما عرف نتيجة التأديب من تنقية للشعب قال ويل لي من اجل سحقي. ضربتي عديمة الشفاء. فقلت انما هذه مصيبة فاحتملها. خيمتي خربت.. بني خرجوا عني... عرفت يا رب انه ليس للانسان طريقه. ليس لانسان يمشي ان يهدي خطواته. ادبني يا رب ولكن بالحق لا بغضبك لئلا تفنينى. اسكب غضبك على الامم (الشيطان وجنوده) لانهم اكلوا يعقوب. اكلوه وافنوه واخربوا مسكنه (10: 19 - 25).

سابعا: - موقف الخطاة من التأديب الإلهى.

بعض الخطاة يتوبون ويندمون ولكن البعض يعاند رافضا التوبة.

  1. هناك من لا يصدق أن خطيته ينتج عنها شر يصيبه جحدوا الرب وقالوا ليس هو ولا ياتي علينا شر ولا نرى سيفا ولا جوعا (5: 12). ونرى فى نبوة إرمياء أن الأنبياء الكذبة، وهؤلاء يحركهم الشيطان يشجعون على هذا الفكر. وهذا الفكر مستمر لنهاية الأيام أنه لا نهاية ولا دينونة "عالمين هذا اولا انه سياتي في اخر الايام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم. وقائلين اين هو موعد مجيئه لانه من حين رقد الاباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة" (2بط3: 3، 4). ولكن هؤلاء الأنبياء الكذبة يصيرون ريحا أى يثبت كذب كلامهم (5: 13).
  2. وأيضا ينبه بولس الرسول لهذا قائلا "انه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلّمين مستحكة مسامعهم" أى يذهبون لمن عنده كلام مريح غاش (2تى4: 3).
  3. يقول النبى عن الأنبياء الكذبة أنهم... يشفون كسر بنت شعبي على عثم (كمن يغلق جرح وبداخله صديد) قائلين سلام سلام ولا سلام (6: 14) فهم يخدعون الشعب، بقولهم أن الله راضٍ عنهم وسيعطيهم سلام بالرغم من عدم توبتهم.
  4. صاروا فى عماهم لا يرون خطاياهم... يقولون لك لماذا تكلم الرب علينا بكل هذا الشر العظيم فما هو ذنبنا وما هي خطيتنا التي اخطاناها الى الرب الهنا (16: 10). كمن يقولون الآن "عادى كل الناس بتعمل كدة، إحنا مش بنعمل حاجة غلط".
  5. ويصلون فى إستهتارهم لعدم الخوف.. ها هم يقولون لي اين هي كلمة الرب. لتأت (17: 15).
  6. الشيطان "كذاب وأبو الكذاب" كما قال لنا الرب يسوع، ودائما يخدع أولاد الله، فنجد الأنبياء الكذبة يقولون للشعب لا تخضعوا لملك بابل فهو لن يقوى عليكم. وحين ضربهم نبوخذ نصر وأخذ سبايا وأخذ آنية الهيكل لم يخجلوا من كذبهم، بل قالوا كل ما أُخِذ، سنسترده بعد سنتين بينما إرمياء يقول لا بل بعد 70 سنة 28: 3، 11 + 27: 16، 17). والله يرسل للمسبيين فى بابل أن يعيشوا فى بابل فهم لن يعودوا قبل 70 سنة، لكن يقول لهم الأنبياء الكذبة لا بل ستعودوا بعد سنتين، وهذا يشتتهم وحين لا يعودوا فى الموعد الذى حدده الأنبياء الكذبة يشكون فى وعود الله فهم لا يدركون أنهم أنبياء كذبة وأن كلامهم ونبواتهم ليس من الله (29: 5، 24 - 28).
  7. هناك من يقدم توبة إذا جاءت التجربة ويرتد لخطيته بعد إنتهاء التجربة. فهم حرروا العبيد اليهود من إخوتهم إذ حاصرهم ملك بابل. وعندما إنفك حصار بابل لأورشليم، وكان ذلك لمدة أيام ردوا العبيد مرة أخرى مخالفين وصايا الله (ص 34).
  8. هناك من يعاند ويصر على خطاياه بالرغم من التجربة. فالنبى ينبههم بعد إحتراق أورشليم أن يكفوا عن عبادة الأوثان التى سببت كل هذا الخراب فيصرون عليها (ص 44).
  9. للخطاة عادة أسئلة تافهة... فحينما أملى إرمياء على باروخ بنبواته، ذهب بها إلى الرؤساء فخافوا وسألوه سؤال تافه جدا... سالوا باروخ قائلين اخبرنا كيف كتبت كل هذا الكلام عن فمه. فقال لهم باروخ بفمه كان يقرأ لي كل هذا الكلام وانا كنت اكتب في السفر بالحبر. (36: 17، 18).
  10. هناك من يفعل مثل يهوياقيم الذى مزق نبوات إرمياء وأحرقها وتصور أنه بهذا تخلص منها. وهذا مثل من لا يقرأ الكتاب ولا يدرسه مثلا.

بعد كل هذا نسمع الله يحذرنا وشعبى هكذا أحب.

(لكن) وماذا تفعلون فى آخرتها (5: 31).

فالحياة لها نهاية.

ثامنا: - ماذا يطلب الله من شعبه.

  • الله يدعو الكل للتوبة، ومن يتوب ويرجع يقبله الله اذهب وناد بهذه الكلمات نحو الشمال وقل ارجعي ايتها العاصية اسرائيل يقول الرب. لا اوقع غضبي بكم لاني رؤوف يقول الرب. لا احقد الى الابد (3: 12). ارجعوا ايها البنون العصاة فاشفي عصيانكم. ها قد اتينا اليك لانك انت الرب الهنا (3: 22).
  • أشفى عصيانكم: - تنفتح العينين ويكتشفوا الجوهرة الكثيرة الثمن فيبيعوا ما كانوا يعتبرونه لآلئ = حقا باطلة هي الاكام ثروة الجبال. حقا بالرب الهنا خلاص اسرائيل (3: 23) وهذه كما قال بولس الرسول "حسبت كل الأشياء نفاية" + يكتشفوا ويخزوا من خطاياهم نضطجع في خزينا ويغطينا خجلنا لاننا الى الرب الهنا اخطانا نحن واباؤنا منذ صبانا الى هذا اليوم ولم نسمع لصوت الرب الهنا (3: 25) وهذه كما قال بولس الرسول "الخطاة الذين أولهم أنا".
  • أن يعترف الخاطئ بخطيته، ومن يعترف يقبله الله هانذا احاكمك لانك قلت لم اخطئ (2: 35). فهناك من يخطئ ويتبجح على الله ويقول "الله هو الذى خلقنى هكذا".
  • أإياي لا تخشون يقول الرب او لا ترتعدون من وجهي انا الذي وضعت الرمل تخوما للبحر (5: 22) فالحكيم عليه أن يفكر فى قدرة الله وقداسته ورفضه للشر وعقابه للخاطئ، فيخاف ويتوب.
  • إن رجعت يا اسرائيل يقول الرب ان رجعت الي وان نزعت مكرهاتك من امامي فلا تتيه (4: 1)... اختتنوا للرب وانزعوا غرل قلوبكم يا رجال يهوذا وسكان اورشليم لئلا يخرج كنار غيظي فيحرق... نادوا بصوت عال وقولوا اجتمعوا فلندخل المدن الحصينة... احتموا. لا تقفوا. لاني اتي بشر من الشمال وكسر عظيم (4: 4 - 6). والمعنى إما التوبة والرجوع أو الخراب.
  • الحكيم هو الذى يفهم أن ترك الشريعة يعنى الخراب من هو الانسان الحكيم الذي يفهم هذه والذي كلمه فم الرب فيخبر بها. لماذا بادت الارض واحترقت كبرية بلا عابر. فقال الرب على تركهم شريعتي التي جعلتها امامهم ولم يسمعوا لصوتي ولم يسلكوا بها (9: 12، 13).
  • هكذا قال الرب. قفوا على الطريق وانظروا واسالوا عن السبل القديمة اين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم. ولكنهم قالوا لا نسير فيه. واقمت عليكم رقباء قائلين اصغوا لصوت البوق. فقالوا لا نصغى (6: 16، 17). هنا نجد نصيحتين: - 1) نتعلم طرق الأباء الأولين. 2) نسمع للمشورة، وصوت البوق قد يكون تحذيرات نسمعها من الكتاب المقدس أو من رجال الله أو من الإنذارات الإلهية كالأمراض والوفيات المفاجئة أو خراب الخطاة.
  • هكذا قال الرب. لا تتعلموا طريق الامم (10: 2) فلنا حياتنا السماوية وللعالم طرقه. ولنقتدى بالأباء القديسين وليس بالعالم وانظروا واسالوا عن السبل القديمة (راجع النقطة السابقة).
  • شبعنا هو بالله وحده ولا نعتمد على سواه الالهة التي لم تصنع السموات والارض تبيد من الارض ومن تحت هذه السموات (10: 11). لن نجد شبعنا سوى فى الله. وكيف يعتمد أحد على إنسان يموت. هم ذهبوا لفرعون يحميهم ولنسمع ماذا قال الله هكذا قال الرب. هانذا ادفع فرعون حفرع ملك مصر ليد اعدائه وليد طالبي نفسه كما دفعت صدقيا ملك يهوذا ليد نبوخذ راصر ملك بابل عدوه وطالب نفسه (44: 30). وفعلا مات هذا الفرعون وتم تنفيذ هذه النبوة. كذا قال الرب. ملعون الرجل الذي يتكل على الانسان ويجعل البشر ذراعه وعنى يحيد قلبه... مبارك الرجل الذي يتكل على الرب وكان الرب متكله (17: 5 - 7).
  • الله سيؤدبهم عن طريق بابل (6: 22 - 25). ويرشدهم كيف يتصرفون... الإنسحاق أمام الله (6: 26) كذا قال الرب. هوذا شعب قادم من ارض الشمال وامة عظيمة تقوم من اقاصي الارض تمسك القوس والرمح. هي قاسية لا ترحم.. سمعنا خبرها. ارتخت ايدينا. يا ابنة شعبي تنطقي بمسح وتمرغي في الرماد. نوح وحيد اصنعي لنفسك مناحة مرة لان المخرب ياتي علينا بغتة.
  • الله يطلب الطاعة ولنرى بركات الطاعة وقال ارميا لبيت الركابيين هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل. من اجل انكم سمعتم لوصية يوناداب ابيكم وحفظتم كل وصاياه وعملتم حسب كل ما اوصاكم به. لذلك هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل. لا ينقطع ليوناداب بن ركاب انسان يقف امامي كل الايام (35: 18 - 19).
  • الله يرفض العبادة الشكلية، أى الممارسات بينما القلب يحتفظ بمحبة الخطية داخله رافضا التوبة... لماذا ياتي لي اللبان من شبا وقصب الذريرة من ارض بعيدة. محرقاتكم غير مقبولة وذبائحكم لا تلذ لي (6: 20). هنا الله يرفض صلاتهم وبخورهم، فالله لا يريد البخور مع قلب نجس ومعتمد على البخور. بل الله يهتم بالقلب النقى أولا "يا إبنى إعطنى قلبك". هكذا قال رب الجنود اله اسرائيل. ضموا محرقاتكم الى ذبائحكم وكلوا لحما (7: 21). فالمحرقات لا يأكل منها إنسان بل كلها للمذبح أى لله. أما ذبيحة السلامة فيشترك فيها المذبح مع الكاهن ومقدمها وأصحابه. وطالما أن الله لن يقبل محرقاتهم ولن يغفر لهم، فليأكلوا كل الذبائح فهى مجرد لحم طالما رفضها الله. اصلحوا طرقكم واعمالكم فاسكنكم في هذا الموضع. لا تتكلوا على كلام الكذب قائلين هيكل الرب هيكل الرب هيكل الرب هو (7: 3، 4) + اتسرقون وتقتلون وتزنون وتحلفون كذبا وتبخرون للبعل وتسيرون وراء الهة اخرى لم تعرفوها. ثم تاتون وتقفون امامي في هذا البيت الذي دعي باسمي عليه وتقولون قد انقذنا... هل صار هذا البيت الذي دعي باسمي عليه مغارة لصوص (7: 8 - 11). هم تصوروا أن وجود الهيكل وسطهم فيه الحماية. لذلك سمح الله لبيته أن يهدم فهو رفضه وفارقه فصار كومة من الحجارة (حزقيال 8 - 11). وهكذا قال الله لملاك كنيسة أفسس "تب وإلا فإنى آتى وأزحزح منارتك" (رؤ 2).
  • وكيف تتزحزح المنارة؟ حينما يفارقها الله بسبب غضبه تصبح عرضة لضربات الشياطين، ورمزهم هنا جيش بابل هكذا قال الرب. هوذا شعب قادم من ارض الشمال وامة عظيمة تقوم من اقاصي الارض (6: 22). والحل هو الإنسحاق أمام الله فيسكن المسيح فينا (إش57: 15) وحينئذ لا يقوى الشيطان على أن يقترب.
  • الله يهتم بسماع وصيته فيبارك بل انما اوصيتهم بهذا الامر قائلا اسمعوا صوتي فاكون لكم الها وانتم تكونون لي شعبا، وسيروا في كل الطريق الذي اوصيكم به ليحسن اليكم (7: 23).
  • الله يطلب حفظ السبت وتقديسه هكذا قال الرب. تحفظوا بانفسكم ولا تحملوا حملا يوم السبت... ولا تعملوا شغلا ما بل قدسوا يوم السبت كما امرت اباءكم فلم يسمعوا... ويكون اذا سمعتم لي سمعا يقول الرب ولم تدخلوا حملا في ابواب هذه المدينة يوم السبت بل قدستم يوم السبت ولم تعملوا فيه شغلا ما... يدخل في ابواب هذه المدينة ملوك ورؤساء جالسون على كرسي داود راكبون في مركبات... وياتون من مدن يهوذا ومن حوالي اورشليم ومن ارض بنيامين ومن السهل ومن الجبال ومن الجنوب ياتون بمحرقات وذبائح وتقدمات ولبان ويدخلون بذبائح شكر الى بيت الرب. ولكن ان لم تسمعوا لي لتقدسوا يوم السبت فاني اشعل نارا في ابوابها فتاكل قصور اورشليم ولا تنطفئ (17: 21 - 27). والله مهتم بالدرجة الأولى ليس بأن نمتنع عن العمل فى السبت بل أن نقدس السبت أى يكون يوما مكرسا لله... للصلاة والعبادة فنذكر علاقتنا بالله وأننا غرباء فى هذا العالم.
  • الله يريدنا أن نكون حكماء، وعكس هذا ما عمله جدليا الرجل الطيب والغير حكيم. وهذا ولاه نبوخذ نصر على اليهود بعد سقوط أورشليم. فلقد أتى لجدليا من يحذره من شخص إسمه إسماعيل وأنه ينوى قتله، ولم يهتم ويأخذ حذره فقتله إسماعيل (ص40، 41).
  • حين نصلى ونقول لتكن مشيئتك فلنصليها من القلب، وأن نطلب مشيئة الله ونقبلها فلا نكون مثل اليهود الذين طلبوا من إرمياء أن يسأل الله هل يذهبوا إلى مصر هربا من نبوخذ نصر أم لا... والله قال لا، وكان هذا عكس مشورتهم... فلم يهتموا برأى الله بل أجبروا إرمياء على الذهاب معهم إلى مصر (ص42). والهروب إلى مصر خوفا من الضيقة كان خطأ، ولنتعلم من الأباء أننا فى الضيقة علينا أن نهرب إلى الله ولا نهرب من الله.

تاسعا: - الألام التى واجهها إرمياء النبى.

  • كان إرمياء إنسان رقيق المشاعر، محبا لشعبه ولأورشليم مدينة الله المقدسة وللهيكل. ولما كشف له الله ما سيحدث من خراب ودمار ظل يبكى، ولذلك سُمِّىَ بالنبى الباكى. من مفرج عني الحزن. قلبي في سقيم. هوذا صوت استغاثة بنت شعبي من ارض بعيدة. العل الرب ليس في صهيون او ملكها ليس فيها. لماذا اغاظوني بمنحوتاتهم باباطيل غريبة (8: 18) + يا ليت راسي ماء وعيني ينبوع دموع فابكي نهارا وليلا قتلى بنت شعبي (9: 1). وحينما خربت أورشليم فعلا كتب سفر المراثى.
  • يضاف لهذا حزن النبى القديس على خطايا الشعب لانهم جميعا زناة جماعة خائنين. يمدون السنتهم كقسيهم للكذب (9: 2، 3).
  • حزن النبى على أنه لا يجد رعاة حقيقيون اليس بلسان في جلعاد ام ليس هناك طبيب. فلماذا لم تعصب بنت شعبي (8: 22).
  • تآمر عليه أهله من كهنة عناثوث ليقتلوه لأنه تنبأ ضدهم، وأرادوا منعه ولو بالقتل (11: 18) والله يكشف له المؤامرة.
  • كان إنسان خصام. كرهه الجميع بسبب نبواته، الملك والرؤساء والكهنة والشعب. ويل لي يا امي لانك ولدتني انسان خصام وانسان نزاع لكل الارض. لم اقرض ولا اقرضوني (فالمعاملات المالية تسبب الخصام وهو لم يدخل فى معاملات مالية مع أحد) وكل واحد يلعنني (15: 10).
  • تعرض لمؤامرات وإشاعات كاذبة خبيثة ضده فقالوا هلم فنفكر على ارميا افكارا لان الشريعة لا تبيد عن الكاهن ولا المشورة عن الحكيم ولا الكلمة عن النبي. هلم فنضربه باللسان ولكل كلامه لا نصغ (18: 18).
  • تعرض للضرب كثيرا (37: 15). وضربه الكاهن فشحور ذات مرة ووضعه فى المقطرة يوما كاملا ليراه الناس ويسخروا منه (إر 20).
  • حكم عليه الكهنة والأنبياء الكذبة والشعب بالموت لأنه يتنبأ ضدهم وبأن أورشليم ستخرب بيد بابل إن لم يتوبوا (26: 8) ولكن الله يرسل من ينقذه (26: 16).
  • الملك صدقيا يسجنه (32: 2).
  • فى أثناء حصار البابليين لأورشليم كان يقول لهم أن يستسلموا حتى لا تخرب المدينة، فإتهموه بتهمة سياسية وطنية وأنه يضعف يد الشعب. فيتركه صدقيا الملك فى يد أعداءه فيرمونه فى جب كله وحل، وبدون طعام ولا ماء فيغوص إرمياء فى هذا الوحل. وكانوا يريدون موته ليسكتوا صوت التبكيت. (38: 6). والله يحرك قلب عبد ملك الكوشى فيذهب للملك ليستعطفه طالبا إنقاذه فيسمح له بذلك ويأمر بنقله لسجن عادى بدلا من هذا الجب. ويذهب هذا الكوشى رقيق المشاعر لينقذه بمنتهى الرقة. ويقيم إرمياء فى هذا السجن حتى سقوط أورشليم (38: 28). وهم سجنوه هذه المرة لأنه أراد الهروب من أورشليم عندما فك البابليون الحصار لأيام قليلة حاربوا فيها المصريين ثم عادوا للحصار ثانية. وكان هذا خطأ منه فلماذا الهرب إذا كان الله يحميه. والله يحول هذا الموقف لصالحه... فالله يخرج من الجافى حلاوة... إذ كان وجوده فى السجن وقت سقوط أورشليم سببا لنجاته فلم يقتله نبوخذ نصر بل أكرمه (39: 12).
  • أراد يهوياقيم الملك قتله هو وباروخ بسبب نبواته ولكن الله خبأهما (36: 26).
  • بعد السبى نجد أن اليهود يجبرونه بالقوة على الذهاب معهم إلى مصر.

عاشرا: - إرمياء النبى كخادم.

  • الله يختار خدامه قبلما صورتك في البطن عرفتك وقبلما خرجت من الرحم قدستك. جعلتك نبيا للشعوب (1: 5). وهذا نفس ما قيل لبولس الرسول "ولكن لما سُرَّ الله الذى أفرزنى من بطن أمى ودعانى بنعمته" (غل1: 15). والمسيح صلى ليختار تلاميذه (لو6: 2، 13).
  • ولكل منا خدمته التى خلقنا الله لنتممها "مخلوقين فى المسيح يسوع لأعمال صالحة سبق الله وأعدها لكى نسلك فيها" (أف2: 10).
  • والله يزود خدامه بالمواهب اللازمة ليقوموا بخدمتهم، وهذا ما يسمى بالوزنات "ليكن كل منا بحسب ما أخذ موهبة نخدم بها بعضنا البعض" (1بط4: 10). وهذا ما نراه مع إرمياء النبى ومد الرب يده ولمس فمي وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك (1: 9). لكن لكل واحد موهبة غير الآخر لأن لكل واحد عمل وخدمة غير الآخر "فوضع الله أناسا فى الكنيسة أولا رسل ثانيا أنبياء ثالثا معلمين" (1كو12: 28).
  • الله يحمى خدامه. هانذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة وعمود حديد واسوار نحاس على كل الارض. لملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الارض. فيحاربونك ولا يقدرون عليك لاني انا معك يقول الرب لانقذك (1: 18، 19).
  • ولكن مع كل الألام التى واجهها النبى تشكك فى وعد الله له وإشتكى بل قال لماذا كان وجعي دائما وجرحي عديم الشفاء يابى ان يشفى. اتكون لي مثل كاذب مثل مياه غير دائمة (15: 18).
  • وكان السبب فهم خاطئ عند إرمياء النبى، إذ أنه فهم أن الحماية هى أنه لن يمسه أحد بسوء. ولكن حماية الله هى أنهم لن يستطيعوا قتله إلى أن يتمم رسالته. وهذا ما حدث مع المسيح فلم يستطيعوا قتله ولم يستطع أحد أن يمسه حتى تمم رسالته (لو4: 28 - 30). وهذا ما حدث مع إرمياء فحين أراد يهوياقيم قتله هو وباروخ خبأهم الله (36: 26).
  • خدام الله يتعرضون لمشاكل وألام كثيرة، ولكن هذه الألام هى شركة صليب مع المسيح وشركاء الألم هم شركاء المجد (رو8: 17). وتطبيقا لهذا نجد أن الله يقول لإرمياء عند إرساليته ها قد جعلت كلامى فى فمك (1: 9). وبعد حمل الصليب يرتفع إرمياء درجات فيسمع مثل فمى تكون فهو تذوق ألام صليب المسيح (15: 19).
  • والله يسمح بالتجارب تدريجيا فنجد أن الله يقول لإرمياء حينما بدأت التجارب وبدأ هو فى الألم ان جريت مع المشاة فاتعبوك فكيف تباري الخيل. وان كنت منبطحا في ارض السلام فكيف تعمل في كبرياء الاردن (12: 5). فى البداية كانت ألامه ناتجة عن رفض الناس له، وفى النهاية وقف ضده الملوك والرؤساء ورؤساء الكهنة، وهؤلاء الكبار هم المقصودين بقول الرب كبرياء الأردن.
  • على الخادم أن يتحلى بالإيمان فلو بدا مضطربا لشك الناس فى كلامه. لنا وعد بالحماية فلماذا الإضطراب. الخوف معناه عدم الثقة فى الله الذى يتكلم الخادم بإسمه، وهذا يفسد عمل الخادم. لذلك نجد الله يقول لإرمياء اما انت فنطق حقويك وقم وكلمهم بكل ما امرك به. لا ترتع من وجوههم لئلا اريعك امامهم (1: 17).
  • كتطبيق على هذا نجد الله يخبئ إرمياء وباروخ حين أراد يهوياقيم قتلهما، بينما أن هناك نبيا آخر خاف من يهوياقيم وهرب إلى مصر، فأرسل يهوياقيم رجاله وأتوا به من مصر وقتله (26: 23).
  • خادم الله هو رجل صلاة لأجل شعبه (14: 7، 19، 20). ودارس للكتاب المقدس يجد فيه شبعه وتعزياته وجد كلامك فأكلته فكان لى للفرح (15: 16).

حادى عشر:: - إرمياء النبى كإنسان.

  • بدأ إرمياء كإنسان بالتذمر على الله حينما بدأت الألام تلاحقه فقال ابر انت يا رب من ان اخاصمك. لكن اكلمك من جهة احكامك. لماذا تنجح طريق الاشرار. اطمان كل الغادرين غدرا. غرستهم فاصلوا نموا واثمروا ثمرا. انت قريب في فمهم وبعيد من كلاهم (12: 1، 2).
  • وإزدادت الشكوى وإرتفعت نبرة الغضب والتذمر فقال لله أتكون لى مثل كاذب (15: 18).
  • والله فى أبوته وحنانه وهو يعرف ضعف البشر نجده يلاطفه ويحاوره ويقنعه، وحينما يشعر بتعزيات الروح القدس نجده يقول أقنعتنى يا رب فإقتنعت وألححت علىَّ فغلبت (20: 7).
  • ولكن إرمياء كإنسان يتعرض لحروب عدو الخير، فيذكره بألامه وما حدث له من إهانات فيعود للتذمر والشكوى ويقول ملعون اليوم الذى ولدت فيه (20: 14) ويستمر هذا التردد بين تعزيات الروح القدس وبين ما نسميه فى القداس الباسيلى تذكار الشر الملبس الموت. فيتذمر إرمياء ويقول صرت للضحك كل النهار. كل واحد إستهزأ بى وترتفع النبرة وحدة الشكوى فيقول ملعون اليوم الذى ولدت فيه. وهذا ما كان يحدث مع أيوب تماما، فبعد أن كان يستجيب لتعزيات الروح القدس بل ينطق الروح على فمه بنبوات، نجد عدو الخير يذكره بألامه فيعود للشكوى والتذمر.
  • ونصيحة الله التى كانت لإرمياء وهى أيضا لكل منا إخرج الثمين من المرذول... فمثل فمى تكون (15: 19) والثمين هو صوت الروح القدس المعزى الذى يشهد لنا بمحبة الله وبأننا أبناءه (رو8: 15، 16) والمرذول هو صوت عدو الخير الذى يشككنا فى محبة الله.
  • ولكن ميزة إرمياء أنه لم يكن يشتكى لإنسان بل لله فى مخدعه.
  • إرمياء الخادم رقيق المشاعر، النبى الباكى حينما يسمع بألام شعبه وخراب أورشليم المزمع أن يحدث، كان يبكى (4: 19 + 8: 18). ولكن حين كان شعبه يدبرون قتله قال فيا رب الجنود القاضي العدل فاحص الكلى والقلب دعني ارى انتقامك منهم لاني لك كشفت دعواي (11: 20) وحينما أشاعوا ضده إشاعات رديئة قال لذلك سلم بنيهم للجوع وادفعهم ليد السيف فتصير نساؤهم ثكالى وارامل وتصير رجالهم قتلى الموت وشبانهم مضروبي السيف في الحرب (18: 21). وهذه تعتبر نبوة عما حدث لهم. ولكنه قطعا كإنسان كان يتألم حينما يلحقه الأذى.

ثانى عشر: - المسيح والكنيسة فى سفر إرمياء النبى.

إرمياء كرمز للمسيح.

  • إرمياء كان مرفوضا من كل شعبه... المسيح جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله.
  • إهانات إرمياء ومحاولات قتله........ شتموا المسيح وحاولوا قتله مرارا.
  • وضعوه فى جب ليموت... دفنوه فى قبر.
  • ضربوا إرمياء.... ضربوا المسيح.
  • أهله وأقرباءه من الكهنة حاولوا قتله.... رئيس الكهنة طلب صلبه.
  • إتهموه بالخيانة الوطنية وأنه يضعف يد الشعب.... المسيح سيتسبب أن الرومان يأخذون الأمة.
  • اليهود أبغضوه... أبغضوا المسيح "أبغضونى بلا سبب" (يو15)... الظلمة تبغض النور والتوبيخ.
  • ألام إرمياء المستمرة (23: 9) كانت رمزا لألام المسيح.
  • العار الذى تحمله إرمياء يوم ربط فى المقطرة (20: 2)... يرمز لعار صليب المسيح.

نبوات إرمياء عن المسيح والعهد الجديد.

  • إرمياء هو من أطلق لفظ العهد الجديد (31: 31).
  • أطلق على المسيح إسم غصن البر ويجرى عدلا وبرا أى هو سيولد من نسل داود (33: 15).
  • قال عن المسيح الرب برنا (23: 6) = نصير نحن بر الله فى المسيح (2كو5).
  • إرمياء يسمى المسيح... داود ملكهم الذى يقيمه الرب لهم (30: 9).
  • المسيح يساق للذبح كخروف داجن (11: 19).
  • المسيح يعيد للبشر ميراثهم = فيسكنون فى أرضهم بعد أن طردوا منها (23: 8).
  • فى أيامه يخلص يهوذا (23: 6).
  • الكهنوت المسيحى: لا ينقطع للكهنة واللاويين إنسان من أمامى يصعد محرقة (33: 18).
  • قتل أطفال بيت لحم (31: 15).
  • قصة الخزاف هى شرح لعمل المسيح الخلاصى فى تشكيل الخليقة الجديدة (2كو5: 17).

المسيح الغصن.

بعد سقوط أورشليم إنتهت أسرة داود إلى أن خرج غصن جديد من نسل داود، لا ليملك على إسرائيل فقط بل على قلوب كل المسيحيين فى كل العالم.

نبوات عن الكنيسة.

  • (3: 16 - 18) ويكون اذ تكثرون وتثمرون في الارض في تلك الايام = نمو الكنيسة وإمتدادها لكل العالم... لا يقولون بعد تابوت عهد الرب ولا يخطر على بال (التابوت رمز أما المسيح فهو فى الكنيسة بجسده المتحد بلاهوته). في ذلك الزمان يسمون اورشليم كرسي الرب ويجتمع اليها كل الامم (الكنيسة للجميع يهود وأمم) الى اسم الرب (يسوع).
  • (31: 11) فداء المسيح وتحرير الإنسان لان الرب فدى يعقوب وفكه من يد الذي هو اقوى منه.
  • (33: 7، 8) غفران الخطية بدم المسيح وارد سبي يهوذا وسبي اسرائيل وابنيهم كالاول. واطهرهم من كل اثمهم الذي اخطاوا به اليَّ واغفر كل ذنوبهم التي اخطاوا بها اليَّ.
  • (16: 14 - 16) لذلك ها ايام تاتي يقول الرب ولا يقال بعد حي هو الرب الذي اصعد بني اسرائيل من ارض مصر. بل حي هو الرب الذي اصعد بني اسرائيل من ارض الشمال ومن جميع الاراضي التي طردهم اليها (عظمة خلاص المسيح بالمقارنة بالخروج من مصر). فارجعهم الى ارضهم التي اعطيت اباءهم اياها (ميراث السماء يعود لنا).
  • (16: 16) هانذا ارسل الى جزافين كثيرين (الجزافين هم صيادى السمك وهؤلاء هم تلاميذ المسيح) يقول الرب فيصطادونهم. ثم بعد ذلك ارسل الى كثيرين من القانصين (هم رعاة الكنيسة عبر العصور) فيقتنصونهم. والله يعطى للكنيسة الواحدة رعاة حسب قلبه واعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم (3: 15).
  • (30: 3) لانه ها ايام تاتي يقول الرب وارد سبي شعبي اسرائيل ويهوذا يقول الرب وارجعهم الى الارض التي اعطيت اباءهم اياها فيمتلكونها (عودة الميراث السمائى).
  • (30: 9) الكنيسة تخدم المسيح ملكها يخدمون الرب الههم وداود ملكهم الذي اقيمه لهم.
  • (30: 18) هكذا قال الرب. هانذا ارد سبي خيام يعقوب وارحم مساكنه، وتبنى المدينة على تلها والقصر يسكن على عادته. المسيح يرد المجد لكنيسته ويسكن فيها.
  • نهاية سلطان الشيطان.
  • (31: 12، 13) عودة الفرح بخلاص المسيح فياتون ويرنمون في مرتفع صهيون ويجرون الى جود الرب على الحنطة وعلى الخمر وعلى الزيت وعلى ابناء الغنم والبقر. وتكون نفسهم كجنة ريا ولا يعودون يذوبون بعد. حينئذ تفرح العذراء بالرقص والشبان والشيوخ معا واحول نوحهم الى طرب واعزيهم وافرحهم من حزنهم.
  • (31: 22) رأينا فى (ص18) أن الله كان يحيط نفسه بشعبه إسرائيل كمنطقة ثم إذ فسدت رفضها وهنا نجد الكنيسة تحيط بالمسيح حتى متى تطوفين ايتها البنت المرتدة. لان الرب قد خلق شيئا حديثا في الارض. انثى تحيط برجل.
  • (ص32) فى أثناء الحصار الله يطلب من إرمياء فك (أى شراء) أرض إبن عمه لتحريرها، ويكتب الصك ويضعه فى إناء خزفى فهو سيبقى لفترة طويلة = ضمان عودة الميراث السماوى ولكن بعد مدة. وهكذا إشترى إبراهيم مغارة المكفيلة فبحسب وعد الله فهذه الأرض ستكون له ولنسله. وبنفس الإيمان يوصى يوسف شعبه بأن يأخذوا معهم عظامه وهم عائدين للأرض. والله وعدنا بميراث السماء وسيفعل بالتأكيد.
  • (31: 29) وإذا كان المسيح أعاد لنا كل شئ وأكثر مما كان لآدم وحواء، فلماذا نلوم أبينا آدم وأمنا حواء ونقول هما السبب فيما نحن فيه = في تلك الايام لا يقولون بعد الاباء اكلوا حصرما واسنان الابناء ضرست. بل كل واحد يموت بذنبه كل انسان ياكل الحصرم تضرس اسنانه.
  • (33: 18) إستمرار الكهنوت المسيحى وذبيحة الإفخارستيا لنهاية الأيام ولا ينقطع للكهنة اللاويين انسان من امامي يصعد محرقة ويحرق تقدمة ويهيئ ذبيحة كل الايام.
  • (33: 21) المسيح إبن داود يملك على كنيسته للأبد كملك ورئيس كهنة فان عهدي ايضا مع داود عبدي ينقض فلا يكون له ابن مالكا (المسيح يملك على الكنيسة) على كرسيه ومع اللاويين الكهنة خادمي. (الكهنوت هو كهنوت المسيح والكهنة هم وكلاء له).
  • (31: 33، 34) وصايا العهد الجديد مكتوبة على القلب وليس على ألواح حجرية هذا هو العهد الذي اقطعه مع بيت اسرائيل بعد تلك الايام يقول الرب. اجعل شريعتي في داخلهم واكتبها على قلوبهم واكون لهم الها وهم يكونون لي شعبا. ولا يعلمون بعد كل واحد. وهذا هو عمل الروح القدس فى العهد الجديد.... 1) يسكب محبة الله فى قلوبنا فنطيع الوصية لأننا نحب الله (يو14: 23). 2) الروح القدس يعلمنا كل شئ (يو14: 26).

نرى فيه قصة فقد الإنسان لمجده بسبب الخطية والخلاص بالمسيح.

راجع جدول أنساب السيد المسيح فترى أن يكنيا يختم المجموعة الثانية التى بدأت بسليمان = المعنى أن الله نفذ وعده بتأسيس مملكة قوية غنية فقدها البشر بسبب خطيتهم.

ويبدأ به القديس متى المجموعة الثالثة التى تنتهى بالمسيح الذى يخلص ويعيد لنا ما فقدناه.

يكنيا رفض لخطيته وذهب للسبى = هل هذا الرجل كنياهو وعاء خزف مهان مكسور او اناء ليست فيه مسرة. لماذا طرح هو ونسله والقوا الى ارض لم يعرفوها (بسبب الخطية طرد الإنسان من جنة عدن). يا ارض يا ارض يا ارض اسمعي كلمة الرب. هكذا قال الرب. اكتبوا هذا الرجل عقيما رجلا لا ينجح في ايامه لانه لا ينجح من نسله احد جالسا على كرسي داود وحاكما بعد في يهوذا (لم يجلس على كرسى الملك إبنا ليكنيا بعده) (22: 28 - 30).

إبن يكنيا يبنى الهيكل: ولكن كان هناك إبن ليكنيا إسمه زربابل عاد من السبى كوال على اليهودية ليبنى الهيكل وهو يرمز للمسيح الغصن الخارج من نسل داود ليخلص ويبنى هيكل جسده. كلم زربابل والي يهوذا قائلا. اني ازلزل السموات والارض. واقلب كرسي الممالك وابيد قوة ممالك الامم واقلب المركبات والراكبين فيها وينحط الخيل وراكبوها كل منها بسيف اخيه. في ذلك اليوم يقول رب الجنود اخذك يا زربابل عبدي ابن شالتيئيل يقول الرب واجعلك كخاتم لاني قد اخترتك يقول رب الجنود (حج2: 21 - 23).

وكرمز لخلاص الإنسان وهو ما زال على الأرض رفع ملك بابل يهوياكين وهو فى السبى ليأكل على مائدته وفي السنة السابعة والثلاثين لسبي يهوياكين ملك يهوذا في الشهر الثاني عشر في السابع والعشرين من الشهر رفع اويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه راس يهوياكين ملك يهوذا من السجن. وكلمه بخير وجعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل. وغير ثياب سجنه وكان ياكل دائما الخبز امامه كل ايام حياته. ووظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند الملك امر كل يوم بيومه كل ايام حياته (2مل25: 27 - 31).

سلسلة نسب المسيح بحسب إنجيل القديس متى.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الحادي والخمسون - سفر إرميا - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر إرميا الأصحاح 52
تفاسير سفر إرميا الأصحاح 52