الأصحاح السابع عشر – سفر إرميا – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر إرميا – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السابع عشر

الأعداد 1-4

الأيات (1 - 4): -

"1« خَطِيَّةُ يَهُوذَا مَكْتُوبَةٌ بِقَلَمٍ مِنْ حَدِيدٍ، بِرَأْسٍ مِنَ الْمَاسِ مَنْقُوشَةٌ عَلَى لَوْحِ قَلْبِهِمْ وَعَلَى قُرُونِ مَذَابِحِكُمْ. 2كَذِكْرِ بَنِيهِمْ مَذَابِحَهُمْ، وَسَوَارِيَهُمْ عِنْدَ أَشْجَارٍ خُضْرٍ عَلَى آكَامٍ مُرْتَفِعَةٍ. 3يَا جَبَلِي فِي الْحَقْلِ، أَجْعَلُ ثَرْوَتَكَ، كُلَّ خَزَائِنِكَ لِلنَّهْبِ، وَمُرْتَفَعَاتِكَ لِلْخَطِيَّةِ فِي كُلِّ تُخُومِكَ. 4 وَتَتَبَرَّأُ وَبِنَفْسِكَ عَنْ مِيرَاثِكَ الَّذِي أَعْطَيْتُكَ إِيَّاهُ، وَأَجْعَلُكَ تَخْدِمُ أَعْدَاءَكَ فِي أَرْضٍ لَمْ تَعْرِفْهَا، لأَنَّكُمْ قَدْ أَضْرَمْتُمْ نَارًا بِغَضَبِي تَتَّقِدُ إِلَى الأَبَدِ؟.".

هم سألوا ما ذنبنا سابقاً والإجابة هنا أن خطيتهم محفورة فى قلوبهم لا يمكن أن تمحى وستكون شاهدة عليهم وشاهد آخر ضدهم هو قرون مذابحهم الوثنية التى رشوا عليها دماء ذبائحهم الوثنية. ومعنى أن خطيتهم محفورة فى قلوبهم بقلم من حديد برأس ماس أى أصلب شىء أنهم متأثرين بها جذرياً، عزيزة عليهم. هكذا نقول للشىء العزيز علينا أنه محفور فى قلوبنا. وفى (2) هم يحبون مذابحهم ويذكرونها كمحبة أبنائهم فكما أن الأم لا تنسى رضيعها هكذا هم لا يستطيعون ان ينسوا مذابحهم الوثنية. وفى (3) يا جبلى فى الحقل أى أورشليم فهى مبنية على تل، وسط أرض منبسطة فهى جبل الله. ولكن الأعداء سينهبون كل ثرواتها فكل ما يخصص للخطيئة يفسد. والخطية تحرمنا من الفرح الذى يعطيه الله لنا. وفى (4) وتتبرأ وبنفسك عن ميراثك = أنا أعطيكم الميراث لكن أنتم المسئولين عن ضياعه منكم بل هم جلبوا على أنفسهم العبودية فى أرض غريبة. والتوبة وحدها تبطل نار غضب الله.

الأعداد 5-8

الأيات (5 - 8): -

"5«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ. 6 وَيَكُونُ مِثْلَ الْعَرْعَرِ فِي الْبَادِيَةِ، وَلاَ يَرَى إِذَا جَاءَ الْخَيْرُ، بَلْ يَسْكُنُ الْحَرَّةَ فِي الْبَرِّيَّةِ، أَرْضًا سَبِخَةً وَغَيْرَ مَسْكُونَةٍ. 7مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ، 8فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ، وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا، وَلاَ تَرَى إِذَا جَاءَ الْحَرُّ، وَيَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ، وَفِي سَنَةِ الْقَحْطِ لاَ تَخَافُ، وَلاَ تَكُفُّ عَنِ الإِثْمَارِ.".

بائس من يعتمد على الإنسان. فأى إنسان مهما كان هو قصبة مكسورة. وهذا يعتبر خطية لماذا؟ لأن الإنسان أداة فى يد الله. والإنسان لا يزيد عن كونه جسد بلا قوة وهو يموت وهو أيضاً خاطىء. فكيف يتكل إنسان على إنسان آخر، قد يجده اليوم ثم يجده غداً ميتاً، ثم كيف يتكل على إنسان قلبه يتغير، يحب اليوم ويكره غداً. إذاً هذه الخطية فيها إنحراف عن الله الذى هو مصدر كل خير وهو القوى وهو الذى لا يتغير وحده. وطبيعى فمن يضع إتكاله على أحد غير الله يحيد عن الله فدائماً العيان أسهل من الإيمان. والكنيسة كانت قوية أيام الإستشهاد لكن بعد أن تحوَّل الملوك للمسيحية وساندوا الكنيسة ضعفت الكنيسة لأنها للأسف إتكلت على حماية الملوك لها. وفى (6) يعطى مثالاً لمن يفعل ذلك بنبات العرعر = وهو نبات صحراوى تافه (يسمى الخلنج) ينبت فى الأرض القاحلة المملحة ويكون ضعيفاً فاقد الحيوية وسريعاً ما يجف ويموت كالقش الجاف. وهذا يشبه الإنسان المنفصل عن الله فهو يشرب من لذات العالم (وهى كالماء المالح، والعالم كالبرية، فهذا الإنسان يكون كميت (جاف روحياً) فلا يشعر بالبركة الروحية). وحينما يأتى الخير لن يشارك فيه. هكذا أيضاً كل من يثق فى بره وليس فى عمل نعمة المسيح. أما من يكون إتكاله على الله فله خيرات وفيرة. وما علينا هو أن نقوم بواجبنا نحو الله وهو يحملنا فى عملنا. ولا نعود نخاف من كل من يحاول أن يخيفنا أو يعوِّق عملنا. ومثل هذا الإنسان يشبه شجرة قوية ثابتة لها جذور متأصلة وهذه تستطيع أن تسحب كميات وفيرة من العصارة (8)، وهذا عكس العرعر الذى بلا عصارة. فمن يتكل على الله يكون لهُ سلام عجيب وفرح. ولو أتى عليها الحر لن يدمرها لأن مصدرها المائى فى جذورها وجذورها عميقة. هذا هو السبب فى أن المسيحية لا يمكن أن نحياها بالشكليات والممارسات الجافة بل بالدخول إلى العمق. هذه الشجرة المغروسة على المياه لا ترى إذا جاء الحر = أى لا تخاف منه فى ترجمة أخرى. ولن تفشل إذا جاءت التجارب = الحر. بل تزداد تعزيتها وتنمو دائماً وهى دائمة الإخضرار. هى فى فرح دائم وشكلها يَسُّر من ينظر إليها. هذا عكس العرعر يسكن فى برية جافة = بادية وحرارتها شديدة = يسكنُ الحرَة (العالم بألمه) والأرض مملحة (العالم بملذاته) = سبخة. ومن يشرب من هذا الماء المملح يعطش. وهى غير مسكونة = فمن إتكل على الناس مهما كانوا كثرة سيشعر بالوحدة فإذا كان الله نبع الماء الحى موجوداً، فلماذا نذهب للأبار المشققة؟.

الأعداد 9-11

الأيات (9 - 11): -

"9«اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟ 10أَنَا الرَّبُّ فَاحِصُ الْقَلْبِ مُخْتَبِرُ الْكُلَى لأُعْطِيَ كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ طُرُقِهِ، حَسَبَ ثَمَرِ أَعْمَالِهِ. 11حَجَلَةٌ تَحْضُنُ مَا لَمْ تَبِضْ مُحَصِّلُ الْغِنَى بِغَيْرِ حَقّ. فِي نِصْفِ أَيَّامِهِ يَتْرُكُهُ وَفِي آخِرَتِهِ يَكُونُ أَحْمَقَ! ».".

فى (9) خطأ وخطير أن نتكل على الإنسان (حتى قلبى أنا)، فقلب الإنسان كله خطية وخدَّاَع. هو يظن نفسه دائماً على حق. بل يظن الشر صلاح والصلاح شر. فهو يخدع صاحبه. وقد يصوِّر القلب للإنسان أن الله غير موجود أو أنه لا يرى أو أن سلامه مستمر حتى لو إستمر فى أخطائه. وماذا يكون مصير الإنسان إذا كان قلبه وهو الشمعة التى فيه لتقوده ظلاماً. فإذا كنت غير قادر على الإعتماد على قلبى فكيف أعتمد على قلوب الآخرين. ولكن الله يعرف القلوب فهو يفحص كل شىء ويحكم على كل شىء. فلنقف فى خوف أمام الله ولا نخدع أنفسنا بأننا صالحين. لا أحد يعرف نجاسة القلب = من يعرفه سوى الله فاحص القلوب (10). وهناك سبب آخر يخدع الإنسان أن تكون لهُ ثروة يعتمد عليها. ولذلك إشتهرت يهوذا بخطية جمع المال بالظلم. لذلك يقول لهم الله أن ما جمعوه سيذهب عنهم فجأة ويذهب للغير، أو هم يذهبون عنه فجأة كما قال الرب للغنى = "يا غبى فى هذه الليلة...."، وثروة نابال لم تنفعه. ومن يضع قلبه على ثروته يشبه الحجلة = (الحجلة تتعب فيما ليس لها ثم تكتشف فى النهاية أنها سلكت بحماقة) والحجلة هى نوع من الطيور إشتهر بأنه يحضن بيضاً ليس بيضه (أى15: 39) ولكنه لا يفقس، وهو إما يُكسر أو يُسرق أو يفسد، وحتى لو فقس فالطير الذى يخرج يهرب من هذه الحجلة فهو لا ينتمى لها. واليهود كانوا يعرفون هذا النوع من الطيور وكان يسكن وسطهم. إذاً نجد فى هذه الآيات نوعان من الخداع القلبى أولهما أن يكون إتكال الإنسان على إنسان آخر (أو حتى ذاته) وثانيهما أن يكون إتكاله على ماله وثروته فيطلب زيادتها بأى وسيلة. أما نحن فليكن إتكالنا على الله وحده.

ملحوظة: -.

خداع القلب: الجنس البشرى خُلق على صورة الله ولكنه تشوه بالخطية. ولو رجع كل واحد لقلبه لإكتشف الفساد الذى فى داخله وأن الغرائز التى فينا تثور ضد إرادة الله. ولقد إستعمل العبرانيون كلمة قلب بمعنى مركز العواطف والتفكير والإرادة. هو القوة المركزية التى تحرك الإنسان وهكذا كل الشرقيون. ونسبوا لهُ كل دافع داخلى فى الإنسان (إش7: 10) فسنحاريب يفتكر بقلبه. وهناك أيضاً صوت الضمير وينسب للقلب أيضاً. والشيطان يضع أفكاره داخل الإنسان أيضاً مستغلا شهوات الإنسان، فيصبح مصدرها القلب. ولنا الآن كمؤمنين صوت الروح القدس، ولكن!! لأن الإنسان بسقوطه أصبح ميالاً للخطية فهو أكثر إنحيازاً لصوت الشيطان المخادع المضلل، إذ تتوافق شهوات الإنسان مع خداعات الشيطان. لذلك يطلب منا القديس بولس الرسول أن نمتلئ بالروح فنسمع صوته (أف5: 18). ونلاحظ أن الروح "يعطى نعمة أعظم" (يع4: 6). أما من لا يجاهد ليمتلئ فهو يحزن الروح ويطفئه فلا يعود يسمع صوته (أف4: 30 + 1تس5: 19). وهكذا يخدع قلب الإنسان صاحبه لذلك يستحق المراقبة الدائمة فهو أشَّر المخادعين. ونتائج مرض القلب هذا هى:

  1. عمى البصيرة: - الذى هو من خصائص الخطية. والبصيرة تجعل الإنسان المريض أى الخاطىء يعرف أنه خاطىء. أما إسرائيل بالرغم من كل خطاياها تسأل ما هى خطيتى حتى يضربنى الله، لأنه من كثرة الخطايا يحدث عمى البصيرة. ونلاحظ أن الروح القدس يفتح الحواس.
  2. حين تتسلل الخطية نتيجة العمى تستعبد الإنسان.
  3. النتيجة التالية هى الموت. والكلمة "نجيس" المستخدمة تعنى فى الأصل مرضاً عضالاً.

علاج القلب: -.

  1. أن نلجأ لله بالصلاة لأنه وحده يعرف خبايا القلب. ونقرأ فى الكتاب المقدس فهو يعطينا أن نسمع الله يتكلم فنعرف حقيقة حالنا. وراجع طريقة الإمتلاء بالروح الذى يفتح الحواس (أف5: 19 – 21).
  2. الله ليس فقط يكشف المرض لكن يعطى العلاج الذى هو بلسان جلعاد. فالروح القدس هو الذى يشفى لذلك يصلى النبى صارخاً إشفنى يا رب فأشفى (14: 17) والبلسان هو دم المسيح ويكون دورى أنا أن أقدم توبة وأمتنع عن فعل الشر فأختبر الشفاء داخلياً.

الأعداد 12-18

الأيات (12 - 18): -

"12كُرْسِيُّ مَجْدٍ مُرْتَفِعٌ مِنَ الابْتِدَاءِ هُوَ مَوْضِعُ مَقْدِسِنَا. 13أَيُّهَا الرَّبُّ رَجَاءُ إِسْرَائِيلَ، كُلُّ الَّذِينَ يَتْرُكُونَكَ يَخْزَوْنَ. «الْحَائِدُونَ عَنِّي فِي التُّرَابِ يُكْتَبُونَ، لأَنَّهُمْ تَرَكُوا الرَّبَّ يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ». 14اِشْفِنِي يَا رَبُّ فَأُشْفَى. خَلِّصْنِي فَأُخَلَّصَ، لأَنَّكَ أَنْتَ تَسْبِيحَتِي. 15هَا هُمْ يَقُولُونَ لِي: «أَيْنَ هِيَ كَلِمَةُ الرَّبِّ؟ لِتَأْتِ! » 16أَمَّا أَنَا فَلَمْ أَعْتَزِلْ عَنْ أَنْ أَكُونَ رَاعِيًا وَرَاءَكَ، وَلاَ اشْتَهَيْتُ يَوْمَ الْبَلِيَّةِ. أَنْتَ عَرَفْتَ. مَا خَرَجَ مِنْ شَفَتَيَّ كَانَ مُقَابِلَ وَجْهِكَ. 17لاَ تَكُنْ لِي رُعْبًا. أَنْتَ مَلْجَإِي فِي يَوْمِ الشَّرِّ. 18لِيَخْزَ طَارِدِيَّ وَلاَ أَخْزَ أَنَا. لِيَرْتَعِبُوا هُمْ وَلاَ أَرْتَعِبْ أَنَا. إِجْلِبْ عَلَيْهِمْ يَوْمَ الشَّرِّ وَاسْحَقْهُمْ سَحْقًا مُضَاعَفًا.".

هنا حوار آخر بين النبى وبين الله وفى مناجاته يمجد الله الذى وضع هيكله ومقدسه فى وسطهم (12)، حيث يتراءى الله لهم وحيث يعبده الشعب. وكما ان الله لهُ عرشه فى السماء فهو لهُ عرش فى الأرض. وهو بهذا يذكر الله بمراحمه للشعب ليرحمهم. ولكن هذا مما يضاعف خطايا اليهود فهم يخطئون بينما كرسى الله فى وسطهم. وفى (13) من يتركون الرب يخزون فهو وحده القادر أن يسندهم متى جاءت هذه المآسى. والحائدون عن الله يكتبون فى التراب أى سريعاً ما يزولون ويتعرضون للإزدراء لأنهم ينتمون للأرض فهم جسدانيون شهوانيون، وضعوا كنوزهم فى الأرض ولم تكتب أسماؤهم فى السماء. وهو هنا يقول الحائدون عنى = لأنه يكلمهم بإسم الرب وحين رأى نهاية هؤلاء قال إشفنى يا رب حتى لا أكون مثلهم. وخلصنى منهم ومن مؤامراتهم (14) وقرِّبنى من مجدك وحين أشفى وأخلص أسبح. وفى (15) بدأ الشعب المعاند فى إغاظة النبى والسخرية منهُ حتى يمتنع عن نبواته التى تضايقهم وقالوا أين هى كلمة الرب لتأتِ. (2بط4: 3) + (حز22: 12) وفى هذا سخرية من النبى وإستهتار بأقوال الله. وفى (16) (آية 16: - لن أعتزل عن أن أكون راعياً = لن أكف عن عملى الذى كلفتنى به يا رب لكن إشعرنى بتعزياتك). ولا إشتهيت يوم البلية = موقف سامى من النبى فمع أن تحقيق هذه النبوات فيه تصديق لنبواته إلا أنه كراعٍ لم يشتهى أن تتحقق هذه النبوات بل أن تنجو رعيته. فالله وخدامه لا يشتهون موت الخاطىء بل أن يرجع ويحيا. وكل ما يطلبه تعزيات الله حتى يتمكن أن يستمر فى خدمته شاعراً بالسلام = لا تكن لى رُعباً. بل إعطنى التشجيع فلو كنت بجانبى يا رب ولست ضدى لن أخاف شراً مهما كان. وهو فى (18) بالرغم من أنه يطلب سلام أورشليم إلا أنه يطلب عقاب الأشرار الذين يدبرون الشر فربما لو عوقب هؤلاء فقط لإمتنع الشر العظيم الآتى.

الأعداد 19-23

الأيات (19 - 23): -

"19هكَذَا قَالَ الرَّبُّ لِي: «اذْهَبْ وَقِفْ فِي بَابِ بَنِي الشَّعْبِ الَّذِي يَدْخُلُ مِنْهُ مُلُوكُ يَهُوذَا وَيَخْرُجُونَ مِنْهُ، وَفِي كُلِّ أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ، 20 وَقُلْ لَهُمُ: اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا مُلُوكَ يَهُوذَا، وَكُلَّ يَهُوذَا، وَكُلَّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ الدَّاخِلِينَ مِنْ هذِهِ الأَبْوَابِ. 21هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: تَحَفَّظُوا بِأَنْفُسِكُمْ وَلاَ تَحْمِلُوا حِمْلاً يَوْمَ السَّبْتِ وَلاَ تُدْخِلُوهُ فِي أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ، 22 وَلاَ تُخْرِجُوا حِمْلاً مِنْ بُيُوتِكُمْ يَوْمَ السَّبْتِ، وَلاَ تَعْمَلُوا شُغْلاً مَّا، بَلْ قَدِّسُوا يَوْمَ السَّبْتِ كَمَا أَمَرْتُ آبَاءَكُمْ. 23فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُمِيلُوا أُذُنَهُمْ، بَلْ قَسَّوْا أَعْنَاقَهُمْ لِئَلاَّ يَسْمَعُوا وَلِئَلاَّ يَقْبَلُوا تَأْدِيبًا.".

الأعداد 24-27

الأيات (24 - 27): -

"24 وَيَكُونُ إِذَا سَمِعْتُمْ لِي سَمْعًا، يَقُولُ الرَّبُّ، وَلَمْ تُدْخِلُوا حِمْلاً فِي أَبْوَابِ هذِهِ الْمَدِينَةِ يَوْمَ السَّبْتِ، بَلْ قَدَّسْتُمْ يَوْمَ السَّبْتِ وَلَمْ تَعْمَلُوا فِيهِ شُغْلاً مَّا، 25أَنَّهُ يَدْخُلُ فِي أَبْوَابِ هذِهِ الْمَدِينَةِ مُلُوكٌ وَرُؤَسَاءُ جَالِسُونَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ، رَاكِبُونَ فِي مَرْكَبَاتٍ وَعَلَى خَيْل، هُمْ وَرُؤَسَاؤُهُمْ رِجَالُ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ، وَتُسْكَنُ هذِهِ الْمَدِينَةُ إِلَى الأَبَدِ. 26 وَيَأْتُونَ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا، وَمِنْ حَوَالَيْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ أَرْضِ بِنْيَامِينَ وَمِنَ السَّهْلِ وَمِنَ الْجِبَالِ وَمِنَ الْجَنُوبِ، يَأْتُونَ بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ وَتَقْدِمَاتٍ وَلُبَانٍ، وَيَدْخُلُونَ بِذَبَائِحِ شُكْرٍ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ. 27 وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي لِتُقَدِّسُوا يَوْمَ السَّبْتِ لِكَيْلاَ تَحْمِلُوا حِمْلاً وَلاَ تُدْخِلُوهُ فِي أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ يَوْمَ السَّبْتِ، فَإِنِّي أُشْعِلُ نَارًا فِي أَبْوَابِهَا فَتَأْكُلُ قُصُورَ أُورُشَلِيمَ وَلاَ تَنْطَفِئُ».".

السبت هو حق الله. هو التذكار الأسبوعى لعلاقة العهد بين إسرائيل والرب، وكان حفظهم لهُ مذكراً دائماً لهم بخلاصهم من عبودية مصر (تث15: 5). وهو يشير للراحة التى أعطاها لهم الله من التسخير لفرعون، لذلك فالسبت يشير للراحة الأبدية (لا3: 23).

قَدِّسُوا يَوْمَ السَّبْتِ كَمَا أَمَرْتُ آبَاءَكُمْ = قدسوا أى خصصوا، فالسبت ليس للملاهى بل هو مخصص لله فى تسبيح وصلوات، وبهذا يمتلئ بالروح فلا يخدعه قلبه بل يختبر معنى الراحة الحقيقية، فلا قلق ولا خوف بل سلام يملأ القلب. وأيضا فالله يطلب من الإنسان أن يعمل ستة أيام، أما السبت فهو لله. وهذا ليذكر الإنسان أنه غريب على الأرض، فلا ينغمس فى الماديات ناسيا يوم إنتقاله.

أما لو إهتم الشعب بالمكسب المادى وعمِلوا يوم السبت وتاجروا وأجروا مسراتهم الخاصة فيه، يكون هذا دليل على إهتماماتهم الأرضية الجسدانية وعلى حالتهم المزرية. أما لو حفظوا هذا اليوم بالتقديس وكان يوم تسبيح، كان لهم هذا بهجة قلب وفرحوا بإمتيازاته، ولبارك الله لهم فى أرزاقهم ومادياتهم. لذلك كان حفظهم للسبت فيه تظهر حالة الشعب هل هو روحى أم جسدانى. ولأن السبت هو يوم الرب فالعمل فيه هو سرقة الرب، نسرق منه يوما مخصص له. ولو أعطوا الله حقه سيكون للملوك كرامتهم، وكرامة الملك فرح للشعب وستزدهر مدينتهم وحياتهم فالله قد قبلهم وباركهم. فكأن تقديس السبت هو تقديس لكل العلاقة مع الله وبدون هذا تذهب كل تقوى وورع ويحل مكانها الدنس والخرافات. وإذا إستمروا فى تدنيس السبت (27) ستشتعل نار الأعداء المحاصرين للمدينة وستحترق قصور الملوك الذين لم يحفظوا السبت. وهكذا معنا، إن أعطينا الله حقه لنالتنا بركات وتعزيات السماء ولكنا ملوكاً وكهنة لله.

تعليق على الإصحاح السابع عشر.

"أجعل شريعتى فى داخلهم وأكتبها على قلوبهم" (إر31: 31 - 34).

"أجعل فى داخلكم روحاً جديداً وأنزع قلب الحجر من لحمهم وأعطيهم قلب لحم" (حز19: 11).

فما معنى قلب الحجر وقلب اللحم؟ خلق الله آدم ووضع فى داخله ضمير يميز به الخطأ والحق، وكانت وصية الله مطبوعة على قلب آدم، وهذا معنى قلب اللحم، ولكن كيف تطبع الوصية على القلب فيصير قلب لحم؟ الإجابة هى المحبة... كان قلب آدم مملوء حباً لله، هذا لأنه مخلوق علي صورة الله، والله محبة. ومن يحب، لا يرضى بأن يخالف وصية من يحبه، ولا يقبل أن يخونه، وهذا هو ما قاله السيد المسيح (يو23، 21: 14). وعندما خالف آدم وصية الله، فترت المحبة فى قلبه إذ إبتعد عن الله وبدأ الإنحدار فى منحدر الخطية، وكلما زادت الخطية قَلَّ الحب، وتحول القلب إلى قلب قاسٍ لا يحب الله، ثم تحول إلى قلب حجر، وهذا إستلزم من الله أن يعطيهم وصاياه مكتوبة على لوحى حجر يتناسب مع قلبهم الحجرى. وكان هذا لأن قلبهم فقد الإحساس بالحق والصواب، والإثم، لذلك أعطاهم الله الناموس عوناً "القداس الغريغورى" بينما فى الأصل كانت الوصية مكتوبة على القلب.

وفى هذا الإصحاح نرى ما هو أصعب، فإن القلب تغيرت فيه المحبة، فبدلاً من أن تكون المحبة موجهة لله، صارت موجهة للعالم، ولملذات العالم، وفقد الإنسان نظرته للأبديات، صار لا يهتم سوى بما يراه من زمنيات، واضعاً كل قلبه فى هذا العالم وملذاته، ولأنه قلب حجرى فاقد الحب لله. قيل هنا أن محبة العالم والخطية حُفِرَتْ على قلب الإنسان كما بقلم من حديد برأس ماس، والماس أصلب شىء، والمعنى أن حب الخطية صار محفوراً فى قلب الإنسان. بل أن الخطية تملكت على قلب الإنسان وبقوة، وصارت قلوب البشر مذابح تقدم عليها ذبائح أموالهم وشهواتهم وصحتهم... بل كل ما يملكون فى سبيل محبتهم للخطية. وكانت الخطية تملك عليهم بقوة لذلك قيل هنا قرون مذابحكم (فالقرن علامة القوة فى مجتمعات الرعاة). إلا أنه قيل فى تفسير هذا القول أنهم نقشوا صورة الأعضاء التناسلية على قرون مذابحهم. وهذا القلب الحجرى حينما إكتشف إرمياء حقيقته صرخ أن القلب أخدع من كل شىء وهو نجيس = وكلمة نجيس تعنى مصاب بمرض خبيث يستحيل شفاؤه وهذه مثل "هل يغير الكوشى جلده" (إر23: 13) أى صار تغيير حال القلب مستحيل. وخداع القلب يتضح فى تعلقه بالأرضيات وملذات العالم، فهذا ما يراه الإنسان بعينيه الجسديتين، إذ فقد الرؤية بالإيمان وفقد الشعور بالله والتعلق بالأبدية، والعيان أسهل من الإيمان، لأن رؤية الإيمان، أى حتى نرى الله والسمائيات فنتعلق بها، يستلزم هذا نقاوة القلب والقداسة "طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله" (مت8: 5) إتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التى بدونها لن يرى أحد الرب (عب14: 12) فالخداع الذى يعمله القلب، هو أن يصور للإنسان، أن ما يراه بعينيه هو كل شىء، فتعلق الإنسان بمحبة كل ما فى العالم "القوة / المال / السلطة / المراكز / الجنس..." لذلك يقول النبى المفتوح العينين كرسى مجدٍ مرتفع من الإبتداء هو موضع مقدسنا (آية 12). والمعنى هل نترك الله بكرسيه المرتفع... هل نترك هذا المجد المعد لنا لننزل إلى الأرضيات ونجرى وراء العالميات. هل إنحدرنا إلى مستوى الحجلة، الطائر الأحمق. والحجلة (آية 11) هى طائر أحمق يحضن بيضاً ليس بيضه. فالمهتم بالماديات مضيعاً عمره وراء الأرضيات، هو يحتضن ما ليس لهُ....

  1. فهو إما يموت تاركاً كل شىء.
  2. أو يضيع منه ما إجتهد أن يملكه كما يذهب الطائر الذى إحتضنته الحجلة للطيور الذين من جنسه، أو تنكسر هذه البيضة التى إحتضنتها الحجلة.

وحينما يضيع ما سعينا وراءه، أو حينما يأتى الإنسان لنهاية حياته ويكتشف أن كل ما سعى وراءه كان باطلاً (أى كالسراب) سيكتشف فى النهاية أنه كان أحمق (آية 11) إذ ترك المجد المعد لهُ وسعى وراء الباطل، الذى ليس لهُ. لذلك أطلق المسيح على المال الذى بين أيدينا "مال الظلم" (لو11: 16). فالله وضع المال / الصحة / الوقت والمواهب... إلخ فى أيدينا لا لنسعى وراء العالم، بل لمجد إسمه، فهل نكنز لنا كنوزاً فى السماء، أم نكون كالحجلة نحتضن ما ليس لنا، علينا أن نردد مع المرنم "من لى فى السماء. ومعك لا أريد شيئاً فى الأرض" (مزمور25: 73).

حينما إكتشف النبى هنا هذا المرض الذى أصاب القلب، والقلب فى الثقافة العبرانية هو مركز الشعور والعواطف والتفكير والإرادة... هو القوة المركزية التى تحرك الإنسان ليتخذ قراراته... قال النبى أن هذا القلب لا يعرفه سوى الله = من يعرفه (آية 9). فهو الذى خلقه. إذاً هو وحده القادر أن يصلح ما فسد فصرخ النبى إشفنى يا رب فأشفى (آية 14). وهذه هى نفس صرخة داود "قلباً نقياً إخلق فىَّ يا الله" (مزمور51).

ومن خداع القلب أنه أصبح لا يرى الله فى قوته وجبروته، فظن أن هناك من نستطيع أن نتكل عليه غير الله، فأصبح الإنسان يضع ثقته في إنسان آخر، وإعتمد أيضا علي الذات والمال والقوة البشرية، وصارت هذه أشياء يستند عليها ويضع فيها ثقته (آية 5) وكانت المشكلة أن القلب فى عماه، إذ ما عاد يرى الله، صار إتكاله على ما صار يراه من مصادر للقوة البشرية.

وحقاً لقد صارت الصورة قاتمة، وكان يلزم أن يتدخل الله للشفاء ولذلك تجسد المسيح وقام بالفداء ليُرسِل الروح القدس، الذى يشفى إرتدادنا (هو4: 14)، ويشفى قلوبنا النجيسة التى كانت بلا أمل فى شفاء. وكيف يشفى الروح القدس قلوبنا؟ لنرجع لما قلناه سابقاً.. أن المشكلة ظهرت مع نقص المحبة لله، ومع إستمرار نقص المحبة تحولت القلوب لقلوب حجرية. لذلك كان عمل الروح القدس الأول، أن يعيد الحب لقلوبنا "لأن محبة الله قد إنسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (رو5: 5) لذلك أعطانا الله الروح القدس أساساً، ليسكب المحبة فى قلوبنا، ويصحح الأوضاع، لذلك نسمع فى (غل23، 22: 5) أن أول ثمار الروح القدس محبة. والثمرة الثانية منطقياً هى الفرح، هذا الذى فقدناه بسبب الخطية. وحينما عاد الحب، حب الله للقلب، صارت طاعة الوصية عن حب لله، صار القلب المحب لا يستطيع خيانة الله، صار القلب قلب لحم (حزقيال19: 11) + (يو23، 21: 14). وهذا هو نفس المعنى الذى قصده فى (إر31: 31 - 34) بكتابة الشريعة فى قلوبنا، هذا هو العهد الجديد الذى تكلم عنه إرمياء (31: 31). ولاحظ أن حزقيال حينما تكلم عن قلب اللحم يقرن هذا بقوله أجعل فى داخلكم روحاً جديداً (19: 11) وبعودة المحبة (وهى بعمل الروح القدس فينا)، عاد الفرح الحقيقى للقلب، وإستعدنا الحالة الفردوسية الأولى فالجنة كان إسمها جنة عَدْنْ، وكلمة عدن = إبتهاج.

بالخطية نفقد كل شىء، مواهبنا وأفراحنا وسلامنا وميراثنا السماوى (آيات 4، 3)، وتكون نهايتنا التراب = كل الذين يتركونك يخزون. الحائدون عنى، فى التراب يكتبون (إر13: 17). ولكن بالعودة لله والرجوع إليه نستعيد حالنا. فما هو دورنا الآن... ماذا نعمل... هذا موضوع الآيات (17 - 19).

تقديس السبت = هو إشارة لتقديس العلاقة مع الله، وهذا يعنى أن هناك يوما نتكرس فيه لله فى صلوات وتسابيح. والسبت فيه راحة الله، وهذه كانت بالفداء، وفيه راحتنا بالثبات فى المسيح لو خصصنا السبت لله، والثبات فى المسيح يأتى بالتوبة عن كل عمل شرير، وبجهادنا الإيجابى (صلاة / صوم / ممارسة أسرار..) فالعمل لهُ وقته (ستة أيام). والله لهُ وقته (السبت). ومن يفعل يُكرمه الله كملك، فنحن ملوك وكهنة، بل سيكون بركة لكثيرين، وسبب جذب لهم = يأتون من مدن يهوذا... آية 26 وتقديم ذبائح يعنى العودة لعبادة الله، بدل جريهم وراء العالم وهذا التكريم للسبت يجعلنا فى حماية الله، فلا يستطيع إبليس أن يهاجمنا بسهامه الحارقة، أما المنفصل عن الله فيسهل لإبليس مهاجمته فتحترق قصوره آية 27. ونحن قصور فالله ملك الملوك يسكن فينا. لذلك يطلب بولس الرسول منا "إن كنتم قد قمتم مع المسيح فإطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الآب" (كو1: 3) والآن بعد ان جعلنا الله خليقة جديدة (2كو17: 5)، وسكب روحه القدوس فينا، وجعلنا ملوكاً وكهنة، مازال أمامنا طريقين، وبحرية علينا أن نختار أحدهما، إما طريق الحياة أو الموت (تث15: 30).

ولنلاحظ أن العالم الذى مازلنا نعيش فيه ملىء بالتجارب والألام، مملوء بغضة وكراهية، ضيقاته كثيرة، موضوع فى الشر وهذا ما أسماه فى هذا الإصحاح الحَرَة فى البرية والمسيح لم يَعِدْنا برفع الضيقات فى هذا العالم، بل قال "إدعنى وقت الضيق..." وماذا يعمل المسيح وقت الضيق ووقت التجربة؟ المسيح لن يرفعها عنا، بل يشاركنا ضيقتنا فنتعزى، وهذا نفس ما عمله مع الثلاث الفتية فى أتون النار... ولكن يا ويل من ليس لهُ علاقة بالمسيح، فمثل هذا ماذا يفعل إذا جاء الحر = أى الضيق والتجربة. هذا سيكون مثل العرعر. والشيطان يعلم هذا تماماً، وعنده سلاحه أى كلما شعرنا بالضيق، يعطينا أن نتذوق من ملذات الخطية، ولكن هذه اللذة هى لذة لحظات يعود بعدها الضيق ثانياً، وملذات العالم هى كالماء المالح، من يشرب منها يعطش = وهذا ما قاله عنه هنا أرضاً سبخة ولاحظ أن العرعر الذى ينمو فى أرض كهذه، ومع كثرة الحر يجف ويكون كالقش أى ميتاً، فإذا جاءت الخيرات أى المجد السماوى لن يشعر به، من عاش فى العالم بملذاته فهو قد إحترق من حر وتجارب العالم، والنهاية لن يجد له نصيب فى الخيرات الأبدية، هو عاش على الأرض ولكنه سريعاً ما يموت ويدفن فى التراب = يكتبون فى التراب، وهذه نهاية كل من وضع قلبه وتعلق بالأرضيات. أما أولاد الله الذين يحبون الله، ويجاهدوا ليكون قلبهم نقياً، فهم يرون الله هنا، ويعيشون متمتعين بتعزيات الروح القدس يستمدونها كما تستمد الشجرة ذات الجذور العميقة المياه من العمق، هذه لن تحرقها التجارب، بل تزيدها إخضراراً. والنهاية لهم حياة أبدية. هؤلاء سمتهم المميزة أنهم يحيون فى فرح يسبحون الله = لأنك أنت تسبيحتى (آية 14).

الله يعين شعبه في الطريق.

1) قبل السقوط أعطي الله شريعته مكتوبة بالحب علي قلب الانسان. فالشريعة هي مقابل للحرية التي أعطاها الله للانسان، لكى تحميه. والانسان خلق حراً لأنه علي صورة الله.

2) بعد السقوط... أعطانا الناموس عونا.. كمؤدب حتي يأتي المسيح (غل 3: 24).

3) كان الله يرسل لشعبه أنبياء معظمهم رعاة، فشعبه كان داخل حظيرة الايمان.

4) جاء المسيح وصنع الفداء وأرسل لنا الروح القدس ليعيننا (رو 8: 26) = عمل النعمة فينا.

5) ارسل المسيح تلاميذه وكانوا صيادين لإصطياد شعبه من بحر هذا العالم. فالبحر بمياهه المالحة لا يعيش فيه الانسان، هو مكان موت للانسان. والمسيح إجتذبنا من الموت الي الحياة.

6) صعد المسيح الي السماء لكنه في كنيسته للأبد يحميها (مت 28: 20).

7) يرسل المسيح لكنيسته عبر العصور رعاة أمناء يعمل فيهم الروح القدس.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثامن عشر - سفر إرميا - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح السادس عشر - سفر إرميا - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر إرميا الأصحاح 17
تفاسير سفر إرميا الأصحاح 17