الأصحاح الأربعون – سفر إرميا – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر إرميا – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الأربعون

نجد فى الإصحاحات (40 - 43) قصة اليهود الباقين فى يهوذا بعد سبى إخوتهم وهى قصة محزنة جداً بعد أن كان هناك بعض الأمال فى بداية طيبة لهم لكنهم سريعاً ما ظهر عنادهم فى خطاياهم وأنهم لم يتواضعوا ولم يتوبوا فستكمل باقى العقوبات عليهم المنصوص عليها فى تث 28 الذى ذكر اللعنات والعقوبات التى تنزل عليهم وآخرها "ويردك الرب إلى مصر" (تث68: 28) فبعد أن حررهم الله، عادوا لخطاياهم، لذلك يعيدهم الله للعبودية وهذا ما نبهنا له السيد المسيح بعد أن حررنا "إن حرركم الإبن..." فلا نعود لخطايانا فنستعبد ثانية لابليس.

الأعداد 1-6

الأيات (1 - 6): -

"1اَلْكَلِمَةُ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ، بَعْدَ مَا أَرْسَلَهُ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ مِنَ الرَّامَةِ، إِذْ أَخَذَهُ وَهُوَ مُقَيَّدٌ بِالسَّلاَسِلِ فِي وَسْطِ كُلِّ سَبْيِ أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا الَّذِينَ سُبُوا إِلَى بَابِلَ. 2فَأَخَذَ رَئِيسُ الشُّرَطِ إِرْمِيَا وَقَالَ لَهُ: «إِنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدْ تَكَلَّمَ بِهذَا الشَّرِّ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ. 3فَجَلَبَ الرَّبُّ وَفَعَلَ كَمَا تَكَلَّمَ، لأَنَّكُمْ قَدْ أَخْطَأْتُمْ إِلَى الرَّبِّ وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِهِ، فَحَدَثَ لَكُمْ هذَا الأَمْرُ. 4فَالآنَ هأَنَذَا أَحُلُّكَ الْيَوْمَ مِنَ الْقُيُودِ الَّتِي عَلَى يَدِكَ. فَإِنْ حَسُنَ فِي عَيْنَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ مَعِي إِلَى بَابِلَ فَتَعَالَ، فَأَجْعَلُ عَيْنَيَّ عَلَيْكَ. وَإِنْ قَبُحَ فِي عَيْنَيْكَ أَنْ تَأْتِيَ مَعِي إِلَى بَابِلَ فَامْتَنِعْ. اُنْظُرْ. كُلُّ الأَرْضِ هِيَ أَمَامَكَ، فَحَيْثُمَا حَسُنَ وَكَانَ مُسْتَقِيمًا فِي عَيْنَيْكَ أَنْ تَنْطَلِقَ فَانْطَلِقْ إِلَى هُنَاكَ». 5 وَإِذْ كَانَ لَمْ يَرْجعْ بَعْدُ، قَالَ: «ارْجعْ إِلَى جَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ الَّذِي أَقَامَهُ مَلِكُ بَابِلَ عَلَى مُدُنِ يَهُوذَا، وَأَقِمْ عِنْدَهُ فِي وَسْطِ الشَّعْبِ، وَانْطَلِقْ إِلَى حَيْثُ كَانَ مُسْتَقِيمًا فِي عَيْنَيْكَ أَنْ تَنْطَلِقَ». وَأَعْطَاهُ رَئِيسُ الشُّرَطِ زَادًا وَهَدِيَّةً وَأَطْلَقَهُ. 6فَجَاءَ إِرْمِيَا إِلَى جَدَلْيَا بْنِ أَخِيقَامَ إِلَى الْمِصْفَاةِ وَأَقَامَ عِنْدَهُ فِي وَسْطِ الشَّعْبِ الْبَاقِينَ فِي الأَرْضِ.".

أية (1) هذه الآية تبدو وكأن لا تطبيق لها، فلا نجد فى هذا الإصحاح نبوة مرسلة لأحد ولكنها تشير إلى (7: 42) حيث نجد رسالة من إرمياء إلى رؤساء وقادة الشعب أما الأيات بين 1: 40، 7: 42 ما هى إلا قصة هذه النبوة وذكرها هنا هو مدخل لهذه النبوة ليُفهم مناسبتها. وكان قد سبق إطلاق سراح إرمياء بكرامة عظيمة (11: 39–13) ولكننا نجد إرمياء فى (14: 39) أنه عاش وسط الشعب فحين ألقى جيش بابل القبض على عدد من سكان أورشليم ليأخذوهم للسبى وجدنا إرمياء مرة ثانية أمام رئيس الشرط. فصغار الجنود لم يعرفوا شخصيته وإقتادوه إلى الرامة حيث قيادة الجيش وهناك عرفه قائد أو رئيس الشرط. وآية (2) آية مخجلة جداً لليهود فهذا القائد الوثنى أدرك إرادة الله قبل الشعب المفروض أنهم مؤمنين. وما زالت هذه الآية مخجلة لكثير من المسيحيين. فكم من غير المؤمنين يحبون المسيح أكثر من المسيحييين، لذلك قال غاندى الزعيم الهندى الوثنى "أحب المسيح وأكره المسيحيين". وفى (5) وإذ كان لم يرجع بعد = فى ترجمة أخرى "وإذ لم يلتفت إلى جهة من الجهات" فهو لم يتخذ قراره منتظراً أن يُعلن الرب إرادته. فهو لا يتخذ قراراً دون أن يستشير الرب وغالباً ما كان يصلى لله طالباً أن يُعلن إرادته. وهو لو كان خائناً حقاً ممالئاً لملك بابل لطلب أن يذهب لبابل ليقبض ثمن خيانته مالاً وكرامة ولكنه عالم أنه إنما كان يتكلم بكلام الله وهو أدى ذلك بأمانة لا يطلب مقابلها ثمناً. نضيف لذلك إنه إنما كان عالماً بما سيحل ببابل من خراب فهى مركز للوثنية. وكان إرمياء هنا مثل موسى الذى فضَّل أن يذل مع شعبه، ومثل إبراهيم الذى لم يأخذ أجراً من ملك سدوم. وأقام فى وسط الشعب (6).

الأعداد 7-16

الأيات (7 - 16): -

"7فَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ الَّذِينَ فِي الْحَقْلِ هُمْ وَرِجَالُهُمْ أَنَّ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ أَقَامَ جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ عَلَى الأَرْضِ، وَأَنَّهُ وَكَّلَهُ عَلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ وَعَلَى فُقَرَاءِ الأَرْضِ الَّذِينَ لَمْ يُسْبَوْا إِلَى بَابِلَ، 8أَتَى إِلَى جَدَلْيَا إِلَى الْمِصْفَاةِ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا، وَيُوحَانَانُ وَيُونَاثَانُ ابْنَا قَارِيحَ، وَسَرَايَا بْنُ تَنْحُومَثَ، وَبَنُو عِيفَايَ النَّطُوفَاتِيُّ، وَيَزَنْيَا ابْنُ الْمَعْكِيِّ، هُمْ وَرِجَالُهُمْ. 9فَحَلَفَ لَهُمْ جَدَلْيَا بْنُ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ وَلِرِجَالِهِمْ قَائِلاً: «لاَ تَخَافُوا مِنْ أَنْ تَخْدِمُوا الْكَلْدَانِيِّينَ. اُسْكُنُوا فِي الأَرْضِ، وَاخْدِمُوا مَلِكَ بَابِلَ فَيُحْسَنَ إِلَيْكُمْ. 10أَمَّا أَنَا فَهأَنَذَا سَاكِنٌ فِي الْمِصْفَاةِ لأَقِفَ أَمَامَ الْكَلْدَانِيِّينَ الَّذِينَ يَأْتُونَ إِلَيْنَا. أَمَّا أَنْتُمْ فَاجْمَعُوا خَمْرًا وَتِينًا وَزَيْتًا وَضَعُوا فِي أَوْعِيَتِكُمْ، وَاسْكُنُوا فِي مُدُنِكُمُ الَّتِي أَخَذْتُمُوهَا». 11 وَكَذلِكَ كُلُّ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي مُوآبَ، وَبَيْنَ بَنِي عَمُّونَ، وَفِي أَدُومَ، وَالَّذِينَ فِي كُلِّ الأَرَاضِي، سَمِعُوا أَنَّ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ جَعَلَ بَقِيَّةً لِيَهُوذَا، وَقَدْ أَقَامَ عَلَيْهِمْ جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ، 12فَرَجَعَ كُلُّ الْيَهُودِ مِنْ كُلِّ الْمَوَاضِعِ الَّتِي طُوِّحُوا إِلَيْهَا وَأَتَوْا إِلَى أَرْضِ يَهُوذَا، إِلَى جَدَلْيَا، إِلَى الْمِصْفَاةِ، وَجَمَعُوا خَمْرًا وَتِينًا كَثِيرًا جِدًّا. 13ثُمَّ إِنَّ يُوحَانَانَ بْنَ قَارِيحَ وَكُلَّ رُؤَسَاءِ الْجُيُوشِ الَّذِينَ فِي الْحَقْلِ أَتَوْا إِلَى جَدَلْيَا إِلَى الْمِصْفَاةِ، 14 وَقَالُوا لَهُ: «أَتَعْلَمُ عِلْمًا أَنَّ بَعْلِيسَ مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ قَدْ أَرْسَلَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا لِيَقْتُلَكَ؟ » فَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ جَدَلْيَا بْنُ أَخِيقَامَ. 15فَكَلَّمَ يُوحَانَانُ بْنُ قَارِيحَ جَدَلْيَا سِرًّا فِي الْمِصْفَاةِ قَائِلاً: « دَعْنِي أَنْطَلِقْ وَأَضْرِبْ إِسْمَاعِيلَ بْنَ نَثَنْيَا وَلاَ يَعْلَمُ إِنْسَانٌ. لِمَاذَا يَقْتُلُكَ فَيَتَبَدَّدَ كُلُّ يَهُوذَا الْمُجْتَمِعُ إِلَيْكَ، وَتَهْلِكَ بَقِيَّةُ يَهُوذَا؟ ». 16فَقَالَ جَدَلْيَا بْنُ أَخِيقَامَ لِيُوحَانَانَ بْنِ قَارِيحَ: «لاَ تَفْعَلْ هذَا الأَمْرَ، لأَنَّكَ إِنَّمَا تَتَكَلَّمُ بِالْكَذِبِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ».".

(رؤساء الجيوش الذين فى الحقل = قادة المقاتلين من العصابات (المليشيات) ومنهم يوحانان).

نجد فى هذه الأيات بعض الإزدهار للبقية الباقية من يهوذا بعد سنين من الألام. وكان جدليا إبن أحد الرؤساء (24: 26) وكان أخيقام أبوه محباً ومدافعاً عن إرمياء. ويبدو أن جدليا كان إنساناً حكيماً وقد أقام اليهود فى أيامه فى سلام وجاء إليه اليهود الذين هربوا من وجه الكلدانيين ليعيشوا تحت حمايته. وحلف لهم جدليا (9) أى بدأ معهم عهداً جديداً بما لهُ من سلطة فوضه فيها نبوخذ نصر نفسه. وكان الناموس يمنع اليهود أن يقيموا معاهدة مع الوثنيين ولكننا نجد أن جدليا هنا يقول لهم لا تخافوا.

1 - لأن هذا أمر الله 2 - إن سلكتم بالأمانة مع ملك بابل سيسلك هو أيضاً معكم بالأمانة وأية (10) معناها أنه سيقيم فى المصفاة ليتكلم هو مع الكلدانيين ولا يخافوا هم منهم. تيناً فى أوعيتكم = أى يجففوه مثل قمر الدين. ولكننا نجد مؤامرة جديدة ضد هذه الأمة الوليدة منشأها ملك العمونيين الذى يكره اليهود ويريد خرابهم ولذلك إتفق مع إسمعيل ليندس وسط رعايا جدليا. وكان إسمعيل من النسل الملكى (1: 41) فكان طبيعياً أن يحقد على جدليا الجالس ليحكم. وكان هناك يوحانان الثائر النشيط الذى إستشعر رائحة الخيانة فأخبر جدليا بها. لكن جدليا لم يسمح بقتل إسمعيل لمجرد شك بدون دليل. لذلك كان جدليا مع أنه شخص تقى إلا أنه لا يصلح لقيادة شعب فى هذه الظروف الصعبة، فهو قد أظهر من وداعة الحمام أكثر مما أظهر من حكمة الحيات. فعلى الأقل كان يجب أن يحتاط من إسمعيل.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الحادي والأربعون - سفر إرميا - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح التاسع والثلاثون - سفر إرميا - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر إرميا الأصحاح 40
تفاسير سفر إرميا الأصحاح 40