الأصحاح الرابع والعشرون – سفر إرميا – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر إرميا – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الرابع والعشرون

الأعداد 1-10

الأيات (1 - 10): -

"1أَرَانِي الرَّبُّ وَإِذَا سَلَّتَا تِينٍ مَوْضُوعَتَانِ أَمَامَ هَيْكَلِ الرَّبِّ بَعْدَ مَا سَبَى نَبُوخَذْرَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ يَكُنْيَا بْنَ يَهُويَاقِيمَ مَلِكَ يَهُوذَا وَرُؤَسَاءَ يَهُوذَا وَالنَّجَّارِينَ وَالْحَدَّادِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ، وَأَتَى بِهِمْ إِلَى بَابِلَ. 2فِي السَّلَّةِ الْوَاحِدَةِ تِينٌ جَيِّدٌ جِدًّا مِثْلُ التِّينِ الْبَاكُورِيِّ، وَفِي السَّلَّةِ الأُخْرَى تِينٌ رَدِيءٌ جِدًّا لاَ يُؤْكَلُ مِنْ رَدَاءَتِهِ. 3فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «مَاذَا أَنْتَ رَاءٍ يَا إِرْمِيَا؟ » فَقُلْتُ: «تِينًا. اَلتِّينُ الْجَيِّدُ جَيِّدٌ جِدًّا، وَالتِّينُ الرَّدِيءُ رَدِيءٌ جِدًّا لاَ يُؤْكَلُ مِنْ رَدَاءَتِهِ».

4ثُمَّ صَارَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَيَّ قَائِلاً: 5«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: كَهذَا التِّينِ الْجَيِّدِ هكَذَا أَنْظُرُ إِلَى سَبْيِ يَهُوذَا الَّذِي أَرْسَلْتُهُ مِنْ هذَا الْمَوْضِعِ إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ لِلْخَيْرِ. 6 وَأَجْعَلُ عَيْنَيَّ عَلَيْهِمْ لِلْخَيْرِ، وَأُرْجِعُهُمْ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ، وَأَبْنِيهِمْ وَلاَ أَهْدِمُهُمْ، وَأَغْرِسُهُمْ وَلاَ أَقْلَعُهُمْ. 7 وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا لِيَعْرِفُونِي أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، فَيَكُونُوا لِي شَعْبًا وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، لأَنَّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيَّ بِكُلِّ قَلْبِهِمْ.

8« وَكَالتِّينِ الرَّدِئِ الَّذِي لاَ يُؤْكَلُ مِنْ رَدَاءَتِهِ، هكَذَا قَالَ الرَّبُّ، هكَذَا أَجْعَلُ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا وَرُؤَسَاءَهُ وَبَقِيَّةَ أُورُشَلِيمَ الْبَاقِيَةَ فِي هذِهِ الأَرْضِ وَالسَّاكِنَةَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. 9 وَأُسَلِّمُهُمْ لِلْقَلَقِ وَالشَّرِّ فِي جَمِيعِ مَمَالِكِ الأَرْضِ عَارًا وَمَثَلاً وَهُزْأَةً وَلَعْنَةً فِي جَمِيعِ الْمَوَاضِعِ الَّتِي أَطْرُدُهُمْ إِلَيْهَا. 10 وَأُرْسِلُ عَلَيْهِمِ السَّيْفَ وَالْجُوعَ وَالْوَبَأَ حَتَّى يَفْنَوْا عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ وَآبَاءَهُمْ إِيَّاهَا». ".

النبوات السابقة بخراب أورشليم جعلت النبى فى حزن. وفى هذه الرؤيا يُظهر الله انه يميز بين الجيد والردىء. فهناك معيار دقيق يقيس به الله ويعاقب. وكان النبى يرثى من ذهب للسبى مع يكنيا. ولكن نجد هنا أن الله يقول بل هذا لصالحهم فأحكام الله التى هى للبعض رائحة موت لموت هى للآخرين رائحة حياة لحياة. فالجميع يشترك فى نفس المأساة. ولكن الحال ليس واحداً للجميع فمنهم من يراها تأديب لهُ وهى للآخرين سيف نقمة. وهذه النبوة جاءت بعد سبى يكنيا وهو نفسه قيل عنه أنه إناء مكسور. لكن كان من ضمن المسبيين معهُ النبى حزقيال. وفى آية (1) ملك بابل أخذ معهُ كل من له قيمة ويجيد حرفة فيُضعِفْ يهوذا وينعش مملكته. ولاحظ أن سلتا التين موضوعتان أمام الهيكل فكأن الشعب معروض أمام الله، أى هو واقف أمامه للقضاء فكان منهُ من هو جيد ومنهُ من هو ردىء. وعموماً فشجرة التين تشير لإسرائيل. وفى (2) لا يؤكل = هذا يشير لإنسان خاطىء لا يعرف لماذا خُلِق وما هو دوره ومظهره ردىء ولا فائدة منهُ مثل الملح الردىء الفاسد. أما التين الجيد فهم الأولاد المحبوبون لله وهؤلاء يؤدبهم بأن يرسِلهم للسبى "من يحبه الرب يؤدِّبه" (عب 6: 12) لذلك أرسلهم للسبى (5) ولكن لأنهم أبنائى فأجعل عينى عليهم = كان المتصور أن من يذهب للسبى سيقتدى بالوثنيين وينتهى أمرهم تماماً لكن يد الله حفظتهم وحمتهم بل نقتهم من وثنيتهم وعاداتهم الشريرة وتواضعوا وتابوا. فالتأديب حقَّق المطلوب وكان دواءً ناجحا فيه الشفاء من وثنيتهم. وهذه هى حماية الرب لمن يقتنيهم حتى فى وادى ظل الموت. والله الذى يعرف فعالية طرقه يعرف ذلك فقال وأرجعهم إلى هذه الأرض فيثمرون. بهذا أخرجهم من فرن التنقية. وبعد ذلك يعدهم للمراحم والعطايا الروحية = وأعطيهم قلباً. ولنلاحظ عجباً أن عناية الله جعلتهم يعرفون عن الله فى بابل أكثر من الذى عرفوه فى أورشليم. والله يعطيهم قلباً أى حب ومشاعر وبهذا يكون الله لهم إلهاً ويكونون لهُ شعباً. ولننظر فعالية التوبة فهى تعيد الإنسان لمرتبته الأولى. أما التين الردىء فهو صدقيا ورجالهُ (8 - 10) الذين يشعرون بالإطمئنان الكاذب وتمادوا فى خطيتهم. فهؤلاء سيتشتتون فى الأرض، ولن يشعروا بفرح وسيحملون للسبى ليس للتنقية بل للسخرية منهم، ولضررهم ويسخر منهم ساكنو الأرض لمصائبهم ولن يروا أرضهم ثانية آية (9). ومن يبقى فى أورشليم فهو للموت والوبأ والمجاعة آية (10).

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الخامس والعشرون - سفر إرميا - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثالث والعشرون - سفر إرميا - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر إرميا الأصحاح 24
تفاسير سفر إرميا الأصحاح 24