الفصل الثانى عشر الخليقة الجديدة – سياحة القلب – القمص أشعياء ميخائيل

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سياحة القلب – القمص أشعياء ميخائيل.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الفصل الثانى عشر الخليقة الجديدة

«إن كان أحد فى المسيح فهو خليقه جديده. الأشياء العتيقه قد مضت. هوذا الكل قد صار جديداً. ولكن الكل من الله الذى صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة. أى أن الله كان فى المسيح مصالحاً. إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا. نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله».

2كو 5: 17 - 20.

أولاً: العمل:

لو أن الصلاة سبقت العمل فإن الخطيه لن تدخل إلى النفس. لأنه حين يثبت خوف الله فى القلب فإن رذائل الشيطان تصير عقيمه ويبقى النزاع مع الشيطان إلى يوم الدينونه. إن الصلاة تمنع الفلاح من إرتكاب الخطيه لان ثماره سوف تزيد حتى لو كانت قطعة الأرض المزروعة صغيرة ولن تدخل الخطيه مع الرغبة فى الثمار. وهكذا أيضاً مع المسافر الذى يستعد للزواج أو الدراسه. فكل ما ينوى الانسان أن يفعله لو أنه فعله مع الصلاة فإن العمل سوف يزدهر وسوف يحفظ من الخطيه لأنه لن يضايقه أى شئ ولن يقوده أى أمر للشهوات. وعلى عكس ذلك لو أن الانسان ترك الله وإنتبه إلى أعماله فسيصير عدواً لله لأنه سوف ينفصل عنه. لأن الانسان الذى لا يتحد مع الله خلال الصلاة فهو منفصل عنه.

القديس اغريغوريوس أسقف نيصص.

هكذا فإن الانسان المسيحى يوجه كل عمل سواء كان صغيراً أم كبيراً وفقاً لمشيئة الله. ويؤدى كل أعماله بعنايه تامه ويحفظ فكره فى الله الذى أعطاه العمل لكى يعمل وفى ذلك يكمل القول الالهى «جعلت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى فلا أتزعزع» مز 16: 8 وهو أيضاً يطيع الوصيه «فإذا كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون شيئاً فافعلوا كل شئ لمجد الله» 1كو 10: 21 فيجب أن نمارس كل عمل كما لو كان أمام عين الرب. ونفكر كل فكر كما لو كان مكشوفاً من الرب. مكملين قول الرب: لتكن لا مشيئتى بل مشيئتك.

القديس باسيليوس الكبير.

كان يوجد أحد الأباء يمارس حياة الوحدة والصلاة الدائمة التى بلا توقف وفى المساء كان يجد طعاماً أمامه فكان يأكله. ثم ابتدأ هذا الأب يعمل بيديه فى الصباح ثم يرجع إلى قلايته فى المساء فكان يرغب أن يجد الطعام الذى سبق أن كان يراه ولكنه لم يجد شيئاً فرقد فى حزن ثم ظهر له صوت يقول له: حينما كنت مشغولاً بالحديث معى كنت أنا أطعمك. ولكن حين بدأت فى العمل فيجب أن تأخذ طعامك من عمل يديك.

عن كتاب حكمة أباء البريه.

أى عمل يعمله الانسان وأى كميه ينتجها يجب عليه أن يشعر أنه لم يكمل أى شئ. وحين يصوم يجب أن يقول أنا لم أصم بعد. وحين يصلى يفكر ويقول: أنا لم أصلى كما يجب. وحين يثابر فى الصلاة يقول أنا لم أثابر قط ولكنى بدأت فى ممارسة النسك والعمل. وحتى لو كان الانسان باراً أمام الله يجب عليه أن يقول أنا لم أعمل بعد ما يجب علىّ ولكننى أبداً كل يوم.

القديس مكاريوس.

قال أحد الأباء[87]:

إن الايمان بدون أعمال والاعمال بدون الايمان كلاهما يستحق الدينونه. لان الذى عنده ايمان يجب أن يقدم لله الاعمال التى يعلن بها عن ايمانه. أبونا ابراهيم لم يحسب باراً بسبب ايمانه. ألم يقدم ثمار هذا الايمان إبنه الوحيد [يع 2: 21، رو 4: 3].

إعتاد أحد الأباء حين كان فى العالم قبل الرهبنه أن يساعد المحتاجين فإذا رأى إنساناً غير قادر على زراعه حقله كان يذهب ليلاً ويأخذ بذاراً معه ويزرع حقل ذلك الانسان الفقير. وحين جاء هذا الأب إلى البريه وعاش فى الدير كان يصنع نفس هذا العمل فكان يذهب على طول الطريق يحمل الخبز والماء ويطعم المحتاجين ويساعد غير القادرين ويحمل معهم الأعباء ويطعمهم ويسقيهم لدرجة أنه لو وجد إنساناً عرياناً كان يعطيه رداءه وإذا مات إنسان كان يقوم باجراءات دفنه بعد الصلاة عليه. وهكذا كان هذا الانسان يتعب يوماً بعد يوم وكان الرب يعزيه ويعطيه نعمه.

القديس يوحنا الدمشقى.

قال أحد الأباء[88]:

إنه لا يوجد إحتياج لكى تسأل أى أحد عن كيفية تمجيد الله بالكلام أو الكتابه أو الاعمال الصالحه لأن ذلك مطلوباً وفقاص لامكانياتنا وقدراتنا. فيجب أن نستخدم كل قدراتنا. فإذا فكرت مثلاً أن تعمل عملاً بسيطاً فإن الشيطان يقترح عليك بالاكتفاء بالعمل الداخلى فقط [الصلاة] وأنه لا داعى للعمل إلا حين ترغبه. ولكن العمل واجب حتى حين لا نرغبه خصوصاً إذا كان هذا العمل خاصاً بخلاص نفسك فى الصلاة وقراءة كلمة الله والكتب الروحيه وحضور القداسات الالهيه وعمل الأعمال الصالحه. لذلك لا تستسلم للكسل والخديعه والأعمال الجسديه الشريره لأن الجسد سوف يستريح للأبد حتى لو تعب فى العمل هنا ولكنه سوف يطرح فى العذاب الأبدى إذا إستراح هنا مؤقتاً وتلذذ. وهكذا قال الرب المخلص أن ملكوت الله يغصب والغاصبون يغتصبونه لذلك إنتبهوا لأنفسكم ولشهواتكم وخصوصاً فى حياتكم اليوميه فى البيت وخارج البيت. تكلموا وإفعلوا كل شئ بصواب وبلا تشكك وبثبات وداله. تجنبوا الشك والجبن والاسترخاء والتردد «لأن الله لم يعطينا روح الفشل بل روح القوة والمحبة والنصح» 2 تيمو 1: 7 وربنا هو إله القوة.

ثانياً – الزواج:

قال الب يولكانينوف الروسى Yelchaninov.

1 - إن المدينة والاستقلاليه أوجدت بعض الصعوبات فى الحياة الزوجيه. ولكى يتم التغلب على تلك الصعوبات يجب أن يبذل كلا الزوجين. ولكى يتم التغلب على تلك الصعوبات يجب أن يبذل كلا الزوجين جهداً مركزاً. لذلك يجب أن يبنى الزواج على مبدأ ذوبان كل طرف فى الآخر فى كل المشاكل. وهناك امر آخر مهم يجب أن يدركه كلا الزوجين وهو أن يحتفظ كل طرف فى الحياة الزوجيه بمكانه المناسب. فالزوجه تكون راضيه بالمكانه الثانيه من أجل إتضاعها والزوج يتحمل المسئوليه ويحمل اعباء كونه رأساً. ولو ثبت كل طرف فى ذلك وكانت رغبته حاضره فإن الله سوف يساعد الزوجين أن يجتازا طريق الصعاب وطريق الاستشهاد ولكن هو أيضاً طريق الحياة الذى يثمر ويقود للفرح الشديد. إن الزواج هو سر معلن حيث نرى فيه التحول الكامل للرجل وامتداداً لشخصيته فى الرؤيه الواضحه والحياة الجديدة التى خلالها يتم ولادة الكمال الجديد.

2 - إن إحتفال الفرح بالاكليل الذى يتم فى يوم الزواج يجب أن يمتد إلى كل أيام الحياة. كل يوم يجب أن يكون إحتفالاً. كل يوم يظهر الزوج والزوجه وجوداص فائقاً جديداً. والسبيل الوحيد لنوال ذلك هو أن كلا منهما يصير أعمق روحياً ويقدم جهداً مضاعفاً فى نمو ذاته وتحسينها. فى الزواج فقط يستطيع الانسان أن يعرف الطرف الآخر ويحس ويلمس كيان ذلك الآخر. وهذا العجب والتناسق مطابق لسر المعرفه الالهيه. ولهذا السبب فإنه قبل الزواج فإن الانسان يحلق فوق الحياة ولكن فى الزواج يغوص داخلها ويدخل فيها خلال شخصية الطرف الآخر. وهذا الفرح الذى للمعرفة الحقيقية والحياة الحقيقية يعطينا الشعور فى الوصول إلى هذا الكمال والرضا فى ذلك الغنى والحكمه.

3 - ليس لأى من الرجل أو المرأة أن يمتلك القوه على الطرف الآخر ولا يسيطر أى منهما على الآخر. ولا حتى باسم الحب يصنع هكذا وإلا كنا نقتل الحب ذاته. ولكن هنا يأتى السؤال: هل يجب على أحد الطرفين ان يخضع لذلك الاذعان حين يأتى من الطرف الآخر؟ إن الزيجات غير السعيده تأتى من هنا وهى أن يحاول كل طرف أن يستعبد الطرف الآخر وعندئذ تأتى صعوبات الزواج. ولكن يجب أن تعرف أن التعبير عن الحكمه العاليه لسر الزواج هو فى تشبيهه بالزواج السمائى بين المسيح والكنيسة حيث توجد الحرية الكاملة.

إن الكتاب المقدس يربط سر الزيجه ولا يسمح بأى كسر للاتحاد الزيجى ولا يوافق على الطلاق إلا لعلة الزنا ويعتبر أن الزواج بمطلقه هو نوع من الزنا. وهكذا فإن من يطلق امرأته فإنه يزنى أى أن من طلق امرأته لغير علة الزنا فكأنه يدفعها لترتكب الزنا. وليست هى فقط التى تزنى بل وزوجها الذى كان سبباً فى إعطائها تلك الفرصه للخطيه. وهكذا إذا لم يسمح للزوجه [المطلقه] أن تتزوج فإنها سوف ترجع إلى زوجها.

القديس إكليمنضس الاسكندرى.

ثالثاً – تحول العالم:

قال أحد الأباء[89]:

حينئذ يصنع الانسان أرضاً واحده بالأتحاد مع الفردوس خلال الصلاة والحديث مع الله المملوء تقوى وعندئذ تتحد السماء مع الأرض خلال الفضيله ويصير الانسان شبيه الملائكه ويصعد إلى حضرة الله غير المنظور. فالإنسان قادر أن يصل إلى كل ما هو أسمى حيث الله ثم يرجع ثانيه إلى الخليقه المنظوره. وعندئذ يقوم الانسان بتوحيد الاشياء التى يعرفها بعقله مع الاشياء التى يعرفها بحواسه عن طريق المعرفه المشابهه لتلك التى للملائكه التى ترى كل الخليقه ولا تفصلها إلى ما هو معروف وما هو غير معروف. ولكن يصير الانسان مثل الملائكه قادراً على معرفة الحكمه العاليه الحقيقيه ويقترب. فقط لتلك المعرفه الغير معبر عنها [وهى معرفة الله] وعندئذ يتم اتحاد الطبيعة المنظورة مع غير المنظوره. وعندئذ ينظر الانسان إلى كل شئ كأنه واحد خلال قوة النعمة. فهو يرى كل الأشياء فى الله أولاً كأنها تنبع من الله إلى حيز الوجود وثانياً ترجع الاشياء مرة أخرى وترتفع إلى الله الذى هو نهاية كل تحرك المخلوقات التى هى نهاية كل قاعدة وقاموس ونهاية كل فكر وكل كلمة وكل طبيعة والغرض الأبدى غير المحدود لكل الأشياء.

قال الأب يولكانينوف الروسى:

إن علاقاتنا مع البشر تظهر فيما يلى: إن الانسان يحب أن نمجده ونمدحه ونجعله مثلاً لنا ولا نرى أى شئ ردئ فيه. وقد يكون الانسان صورته حسنه أمامنا ولكن حين يسقط فى أى عثره مثل الكذب أو التفاخرأو الجبن أو الخيانه فإذ نعيد تقييم هذا الأخ فنمحو عنه كل ما رأيناه من فضيله ثم ندفعه خارج قلوبنا. ولكننى قد فهمت أن هذه علاقة مزيفه وخاطئه بين البشر. لأنه توجد فكرتان فى علاقاتنا مع البشر كثيراً مالا ندركهما. الفكرة الأولى هى أننا فوق الخطيه والفكره الثانيه هى أن الانسان الذى أحبه هو بلا خطيه أيضاً. ولذلك لماذا نندهش ونتعجب حين نرى إنساناً تقياً وديعاً يرتكب خطيه؟ وهذا هو إستخلاص من إنطباعى الردئ بملاحظة قلوبنا ودينونتنا للآخرين رغم جواز سقوطنا نحن فى كل أنواع الخطايا. ولذلك يجب أن يكون سلوكنا تجاه الآخرين هو الغفران الذى بلا حدود لأننا نحن أنفسنا فى إحتياج دائم للغفران. وما هو ضرورى ليس أن ننسى أن الصلاح الذى قيمناه فى الآخرين يبقى رغم الخطيه لأن الخطيه دائماً موجوده رغم أننا لم نلاحظها.

إن ربنا يسوع المسيح قد جاء من السماء وتجسد. وسوف يأتى فى مجده فى نهاية العالم فى اليوم الأخير وسيكون عندئذ نهاية هذا العالم. وهذا العالم المخلوق سوف يتحول إلى شئ جديد. واثبات ذلك من الكتاب المقدس هو قول أشعياء النبى « ويفنى كل جند السموات وتلتف السموات كدرج وكل جندها ينتثر كانتثار الورق من الكرمه والسقاط من التينه» أش 34: 4 هكذا الرب أيضاً «من الآن لا أشرب من نتاج الكرمه هذا إلى ذلك اليوم حينما أشربه معكم جديداً فى ملكوت أبى» مت 26: 29 وهكذا فإنه فى نهاية الأيام لن يحطم الرب السماء بل سيحولها إلى أكثر جمالاً والاشياء المرئيه سوف تفنى وستأتى الأشياء التى ننتظرها وهى أشياء أجمل من تلك الموجوده الآن. أما بالنسبه للوقت فلا يقلق أحد لأنه «ليس لكم أن تعرفوا الأزمنه والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه» أع 1: 7 لأنه «لا تعلمون فى أيه ساعة يأتى ربكم... لذلك كونوا أنتم أيضاً مستعدين لأنه فى ساعة لا تظنون يأتى ابن الانسان» مت 24: 42 و44 ولذلك انظروا لكى لا يضلكم أحد فقط نبهنا الرب لكى ننتبه إلى ما سمعناه لان ما سمعناه ليس تاريخاً للأشياء ولكنه نبوءه عن الاشياء المقبله التى بالتأكيد سوف تتم. ولسنا نحن الذين نتنبأ لأننا غير مستحقين لذلك. ولكن الأشياء المكتوبه هى الموضوعه أمامكم. والعلامات أوضحت وعليكم أن تلاحظوا ما تم وما هو حتى تخلصوا.

القديس كيرلس الأورشليمى.

رابعاً – الاسكاتولوجى [العالم الآخر]:

1 - الملائكه:

ما هى الملائكة ورؤساء الملائكه والرئاسات والقوات والعروش والسلطات والكائنات من نفس الدرجة مثل العروض التى وصفها الكتاب المقدس والتى هى بالقرب من الله دائماً مثل الشاروبيم والسيرافيم؟ هذه الموجودات التى تفوقنا هى غير فاسده ورئاستها روحيه وسمائيه. ونحن نلاحظ أن رئاستنا البشريه تناسب طبيعتنا وامكانياتنا ووحدتنا مع الطبيعة الالهية والفضيله الالهيه. ولكن لأن هذه الملائكه هى ارواح روحانيه لذلك فإنهم يعرفون المعرفه التى تناسبهم. ولكن لكى نتحدث بالحق فإنه يوجد واحد هو الله الذى وفقاً لأرادته يعطى كل أحد حسب إستحقاقه.

القديس ديونسيوس الأريوباغى.

قال أحد الأباء[90]:

إن رؤساء وقادة الجيش السمائى ليسوا مثلنا غير مستحقين. لذلك نحن نطلب منهم بدون توقف أن يحيطونا بشفاعتهم وأن يغطونا بحمايتهم بمجد أجنحتهم السمائيه. نحن نركع ونصرخ للقوات السمائيه بمثابرة لكى يخلصونا من الخطر.

طلب أحد الأباء[91] فى صلاته قائلاً:

يا أفراد قادة جيش الله خدام المجد الالهى الذين ينظمون البشر ويأمرون الملائكه. أطلبوا كل ما هو صالح لنا وأطلبوا لنا الرحمة الغزيرة يا رؤساء الملائكه.

2 - السماء:

نحن نستطيع أن ندرك عدم محدودية الطبيعة الأبديه. وهذه اللامحدوديه لا يمكن أن تكون هى طبيعة مفهومه. وهكذا كل رغبه لهذا الجمال تقودنا إلى الصعود وتتقوى عن طريق تقدم النفس. وهذا هو المعنى الحقيقى لرؤية الله وهو عدم الاكتفاء بالرغبة ولكى تثبت عيوننا نحو هذه الأشياء التى تساعدنا على الرؤيه يجب أن نحتفظ فى أنفسنا بالرغبة أن نرى أكثر فأكثر. ولا يوجد أى حدود تقف أمامنا فى تقدمنا نحو الله أولاً لأنه لا يمكن أن توضع حدود للجمال الالهى وثانياً بسبب رغبتنا التى لا تتوقف لهذا الجمال.

القديس اغريغوريوس أسقف نيصص.

بعد القيامة حين تتحد نفوسنا مع أجسادنا سوف نصير غير فاسدين. والشهوات الجسديه التى تزعجنا الآن لن توجد فى تلك الأجساد. وسوف ننعم بالسلام حيث لا يوجد حرب من الجسد ضد النفس وسوف لا توجد تلك الحرب الداخليه حيث تحارب الشهوات الجسديه ضد ناموس العقل وتهزم النفس وتجعلها أسيره للخطيه. إن طبيعتنا سوف تتطهر عندئذ من كل تلك الرغبات وروح واحده ستكون فى كل من الجسد والروح وكل عمل جسدى سوف يتبدد من طبيعتنا.

القديس اغريغوريوس أسقف نيصص.

ولسوف يشترك فى مجد المسيح كل من يثبت فى المسيح أثناء وجوده وأخذ تجديداً بالروح وإستحق أن يبقى ثابتاً فى شركة الطبيعة الالهيه غير الموصوفه.

ولن يصير أى أحد مع المسيح فى الأبديه إلا إذا أخذ النعمه هنا وتحول فى عقله بتجديد ذهنه «تغيروا عن شكلكم بتجديد ذهنكم لتختبروا ما هى إرادة الله» رو 12: 2.

القديس اغريغوريوس السينائى.

إن ملكوت السموات يشبه خيمة الاجتماع لأنه فى العالم الآخر يوجد مكانان [القدس وقدس الاقداس] مثل خيمة الاجتماع التى صنعها موسى. كل الذين إستنيروا بالنعمه سيدخلون إلى ما وراء الحجاب الأول ولكن الكاملين فقط سيدخلون إلى المكان الثانى.

القديس اغريغوريوس السينائى.

نحن لا نبشر فقط بمجئ المسيح الأول بل أيضاً بالمجئ الثانى المملوء مجداً أكثر من الأول. لأن المجئ الأول أعطانا فكرة عن طول الأناة أما الثانى فهو يحمل اكليل الملكوت الالهى. لأن كل الأشياء هى نوعان بالنسبه للرب يسوع المسيح. يوجد ميلادان واحد الهى قبل الأجيال والثانى هو الميلاد من العذراء فى ملء الزمان. ومجيئه الأول لم يلاحظه أحد مثل سقوط الندى على جزة الصوف على عسك مجيئه الثانى المزمع أن يصير.

القديس كيرلس الأورشليمى.

دعنا ننتظر مجئ الرب على السحاب والسماء. وعندئذ سوف يبوق الملائكه والاموات فى المسيح سيقومون [1تس 4: 16] والمؤمنون الأتقياء سوف يخطفون معه على السحاب وسيأخذون أجرة تعبهم أكثر من المكافأة البشرية لأنهم جاهدوا أكثر من البشر كما كتب بولس الرسول قائلاً «لأن الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء والاموات فى المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء» 1تس 4: 16 - 17.

القديس كيرلس اسقف أورشليم.

3 - الدينونه:

مخيفه هى الدينونه التى هى الحق الصحيح ومخيفه هى الأشياء المعلنه. إن ملكوت السموات موضوع أمامنا والنار الأبديه قد أعدت. وكيف سيقول الواحد كيف أهرب من تلك النار؟ وكيف أدخل الملكوت؟ إعلم الطريق لأن لا يوجد أى رمز بل أكمل المكتوب «لأنى جعت فأطعمتمونى. عطشت فسقيتمونى. كنت غريباً فآويتمونى. عرياناً فكسوتمونى. مريضاً فزرتمونى. محبوساً فأتيتم الىّ» مت 25: 35 - 36.

القديس كيرلس الأورشليمى.

إن الرب يسوع المخلص قد أعلن عن منازل كثيرة فى العالم الآخر ورغم أن الملكوت واحد إلا أنه توجد درجات متعدده وفقاً لتنوع المعرفه والفضيله لأولئك الداخلين وفقاً لدرجات تقواهم «مجد الشمس شئ ومجد القمر آخر ومجد النجوم آخر. لأن نجماً يمتاز عن نجم فى المجد» 1كو 15: 41 ولكن الكل سوف يلمع فى السماء.

القديس اغريغوريوس السينائى.

فى السماء سوف يتحدث القديسون مع بعضهم بعضاً والروح القدس سوف يتحدث فيهم.

القديس اغريغوريوس السينائى.

قيل عن الملائكه والقديسين فى الحياه الأبديه أنهم لن يكفوا عن تقدم مواهبهم وجهادهم نحو البركه العظيمة لن يحدث تغير أو رجوع من الفضيلة إلى الخطيه كما فى تلك الحياه.

القديس اغريغوريوس السينائى.

فى الأبديه سيكون للانسان القدره على مشاركة الطبيعة الالهية وفقاً للكمال الذى عاشه هنا فى درجته الروحيه.

القديس اغريغوريوس السينائى.

4 - الجحيم:

وأيضاً وفقاً للعقوبه فإن كل البشر ليسوا سواسيه. فالذى فعل شراً عظيماً سوف يعذب عذاباً شديداً. والذى فعل خطيه بسيطه سيعذب بسيطاً. البعض سيذهب إلى الظلمه الخارجيه حيث البكاء وصرير الاسنان [مت 6: 12] والبعض سيلقى فى النار كاستحقاقه. والبعض سيلقى فى مكان آخر حيث الدود الذى لا يموت والنار التى لا تطفأ وسيكونوا عبره لكل جسد [أش 66: 24] وسوف يغلق الباب فى وجه البعض ويقول لهم الديان انى لا أعرفكم [مت 25: 12] وكما أن مكافأة الأعمال الصالحة ليست واحده لكل البشر هكذا بالنسبه للأعمال الشريره لأن الكل لن يدانوا فى شكل واحد ولكن كل أحد حسب أعماله سوف يأخذ عقابه لأن الديان عادل ولا يبالى بالشر.

إن النار والظلمه والدود والجحيم هى عقاب كل من عاش فى الشهوات بكل أنواعها وكلهم سيحيون فى ظلمة الجهل والظمأ غير المروى للمسرات الحسيه. والرائحه الكريهه التى للخطيه هى انذار عن عذاب الجحيم. ولسوف يعذب الأشرار الذين عاشوا هنا فى العادات الشريره لمدد طويله.

القديس اغريغوريوس السينائى.


[87] - الأب ديداخوس.

[88] - الأب يوحنا من كرونستات.

[89] - الأب مكسيموس المعترف.

[90] - الأب تروباريون Troparion.

[91] - الأب كونتاكيون.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

فهرس المحتويات
فهرس المحتويات

جدول المحتويات