مخطوط من القرن 14 – تفسير بشارة متى – للراهب سمعان بن كليل بن مقاره من القرن12م

هذا الفصل هو جزء من كتاب: عقيدة وراثة خطية آدم فى المخطوطات – المهندس مكرم زكي شنوده.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

++ص25:- وأن التجسد كان من الروح القدس ومن مريم ، بلا إفتراق ولا إنفصال ، من الحين الذى بشرها جبرييل الملاك فيه ، ليطهِّر جنس البشر من اللعنة التى حلَّت به من أجل حواء ، ليكون الشرف لمريم على جميع الأقطار والبشر ظاهراً … وكما كان السبب فى الشر من إمرأة فكذلك كان السبب فى ظهور النعمة والخير من إمرأة

++ص31:- لأن الخطية الأولى دخلت على يدى بتول (حواء) … يكون إنقضاؤها على يدى بتول (مريم العذراء)

++ص46:- ويُقال هل معمودية يوحنا كانت تغفر الخطايا ، يوحنا فم الذهب يقول أن الدليل على أنها لم تغفر الخطايا أن المسيح لم يُصلب ، وقبل موت المسيح لم تموت الخطية … فكانوا يعتمدون منه على رجاء الغفران ، أى أنهم الآن مفارقون أعمالهم السيئة ويصيرون مستعدون لقبول النعمة المسيحية بالغفران … معنى كلام يوحنا إننى أعمدكم بالماء عماد التوبة فإذا تطهرتم صرتم مستعدين لقبول الروح القدس التى هى معمودية المسيح .. فكانت معموديته طريقاً لغفران الخطية

++ص54:- لأنه لم يكن محتاجا إلى معمودية البتة ، لا معمودية التطهير ولا معمودية التوبة ولا معمودية الغفران .. وذلك لأنه مطهر الأنجاس وقابل التوبات وغافر الخطايا وهو الذى لم يزل إبن الله بالحقيقة ، فإتضع حتى إعتمد من عبده ، من أجلنا ، ليؤكد الرجاء لجميع الناس بالمعمودية ، وهو أن ننزع عنا الشر العتيق البالى ونلبس الجديد الذى لا يبلى ونحرز به أمور السماء … الناموس والأنبياء لم يعنوا (يفيدوا) شيئاً فى إبعاد طبيعتنا من الموت الذى دخل عليها من قبل المعصية ، فجعل (الرب) المعمودية سبباً لبطلان الموت ورجاء البعث الذى به تورث حياة الأبد … غاص فى الماء وإندفن فيه ، علامة على أن المؤمنين به يولدوا ثانياً بالروح القدس ، وإشارة على دفن خطايا العالم الذى مات بسبب المعصية ، وصعد من الماء أى أنه يصعدهم من الجحيم إلى النعيم ، … وإنفتحت السماء إشارة إلى عدة معانى ، أولها أن سماء الملكوت التى إنطبقت بخطية آدم وغُلقت عنه وعن الذين بعده ، كما غُلقت الفردوس ، فكان الجنس البشرى ممنوعاً من الدخول فيها ، فإنفتحت  ، ولنعلم أن معمودية مخلص الكل قد أنقضت (أبطلت) الخطية وبطل سلطانها وعاد بها الجنس البشرى إلى حالته الأولى

++ص55:- الروح القدس الذى فاض على آدم وفارقه من أجل الخطية ، عاد إلى جنسه بواسطة تأنس الكلمة

++ص56:- آدم كان فى الفردوس فى النعيم والدعة العظيمة ، ولما مال إلى الشر مكر به الشيطان حتى أخرجه وإستعبده ، وبخطيته إستعبد الذى أتى من نسله بعده

++ص57:- آدم الأول لما خُلق وتنسم روح الحياة فى الفردوس ، جاهده الشيطان وقهره وأخرجه من نعيمه ، هكذا سيد الكل آدم الثانى … جاهد الشيطان وقهره وخلَّص آدم الأول منه ، وللسائل أن يقول .. لماذا مكَّنه من التجاسر عليه … حتى يكسر عاديته وقوته التى إستفادها من قهره لآدم الأول ، فإنه لقهره لآدم الأول ومن أتى بعده ، ظن بسوء الرأى أن الجنس البشرى لا قدره له على مقاومته ، فمكنه سيدنا من الجسارة عليه وقاومه بجسده (أى بناسوته ، مع حجبه قوة لاهوته عنه ، الذى لا يفارقه قط ، لأنه لم يحاربه بقوة لاهوته المتحد بناسوته ، بل فقط بقوة الناسوت الطبيعية مثلما كان يأكل ويشرب ويجوع ويعطش ، مخفياً لاهوته ، مع أنه لا يفارق ناسوته أبداً) وقهره ، وأفادنا طريق الظفر … من أجل أن الشيطان طغا آدم بالحيلة الخبيثة إلى أن قهره وإستعبده ، فأظهر الله قدرته من (خلال) الجنس البشرى المقهور أولاً ، ليقهر الشيطان به لا بغيره … حتى يقهره به ويخلص الأسارى على حكم العدل … ويخلص الجنس البشرى من أسره

++ص57ش:- فى خروج السيد إلى البرية … كان قد إعتزم على الصيام من أجل التجربة … إن آدم الأول لما فوِّض إليه الأمر فى جميع أشجار الفردوس ونعيمه … سوى شجرة واحدة ، فخدعه الشيطان وقهره بشهوة تلك الشجرة ، حتى أنه لم يقدر على الصبر عليها … وهذا آدم الثانى ، لما أراد مجاهدة الشيطان عمل ضد ما فعله آدم الأول

++ص58:- لما أراد سيدنا تجديد الذين مزقتهم الشياطين بخطية آدم ، جعل هذا الصيام تطهيراً وتجديداً لهم من تمزيق الشياطين … الشيطان قهر جنس البشر بمحبة الأكل من شجرة واحدة نُهىَّ عنها آدم الأول ، فكان قهر الشيطان من آدم الثانى بضد القضية ، وهو الإمساك عن جميع المآكل

++ص96:- (للقديس كيرلس عن شفاء الأبرص:) الإنسان الأبرص هو يشبه لشعوب الأمم الذين كانوا برص فى أول الزمان بالخطية (أى الخطية الأولى) وهم أنجاس ببرص الشيطان ، لأنهم لا يعرفون الله حق معرفته ، فلما مسَّهم الرب تطهروا من البرص ، لأن الرب يقبل أهل التوبة ، إذا ولدوا بالميلاد الثانى بالمعمودية ، فيتطهرون من برص الخطية

++ص99:-  الإنسان الأول من أجل الخلاف (المخالفة) لوصية الله ملك عليه الشيطان ، فصار برياً (غريباً) من الله من أجل المعصية ، وصار كل من أتى بعده من نسله يجرى على هذا النظام

++ص99ش:- (ذهبى الفم) فى آخر الأيام أتى إلينا الرب وأبرأ عللنا وأوجاعنا ، لأن طبيعة الناس كانت عمياء قد إنطمست عيون قلوبهم لأن يعرفوا الله ، وصُمَّت آذانهم فلا يسمعون كلام الأنبياء وإنخرسوا وبكموا ، مثل التى كانت نازفة الدم منحلَّة موجعة من كل الجهات كانت طبيعة البشرمعتلة بأصناف العلل ليس فى الجسم وحده ولكن فى النفس ، وفى آخر الزمان تحنن علينا وعلى جنسنا المقهور ، الله الكلمة ، وأتى إلى العالم بجسد وصار إنساناً وعافىَ الطبيعة المنحلة المعتراة من الأرواح النجسة

++ص105:- لم يصم لحاجة منه للصيام ، لأنه لا يمكن لقابل الأصوام أن يحتاج إلى صيام ، بل إنه لما خرج ليُجرَّب من إبليس ، أراد أن يعجزه ويقهره بتواضع وبما يلائم جسده المقدس لا بقوة لاهوته (المتحد بالناسوت ولكنه أخفاه عن الشيطان واليهود) ، فجاهده بضد القضية التى قهر بها جنس البشر ، لأنه لم يقهر جنس البشر إلاَّ بمحبة الأكل من شجرة واحدة نهىَ الله عنها آدم ، فكان قهره للشيطان فى الحرب بالإمساك عن جميع المآكل ، وكى يفيدنا أن نتبع طرقه المقدسة

++ص107:- (ذهبى الفم) ذاك الأركون (الرئيس) يشبه آدم الذى جعله الله رئيساً على جميع الخليقة ، الذى مال إلى موت المعصية ، فلما أتى المخلص أحلَّ عثرة آدم وردَّ حزنه إلى فرح

++ص107ش:- يوحنا فم الذهب يفسر قال كذاك المرأة النازفة الدم معناها كمعنى آدم ، لأن دم الخطية كان ينزف منه من وقت كانت مخالفته ، وهذا أيضاً أيها الحبيب خاصية الكلمة المتجسد ، لما لامست الطبيعة طرف ثوبه الذى هو إلتصاقها به بالمعمودية المقدسة

++ص129:- (القديس كيرلس) إنى أريد رحمة لا ذبيحة ، لأنى جئت لأرحم آدم الذى ضلَّ بمخالفته وإعيده إلى رتبته الأولى ، هذا الذى أريده وليس ضحاياكم ولا قرابينكم ، ورب السبت هو إبن الإنسان ، المعنى أنا إبن الإنسان الذى أتيت ورددت الإنسان إلى صورته الأولى وجعلته رب السبت من أجل الروح القدس الذى صار فيه بسعة

++ص135:- (ذهبى الفم) نفسه إنطلقت إلى الهاوية وأخرجت النفوس المحبوسة فيها وحملت نفوس الأبرار إلى الفردوس وفيه أسكنتها إلى يوم القيامة

++ص137:- (القديس كيرلس) بإرادته هبط إلى الجحيم لخلاصنا

++ص161:- (القديس ساويرس) الدرهمين .. خمسة أوزان .. مثل الخمس حواس التى ضيعها آدم بمخالفته  ..  الدراهم التى للوزنتين اللتان هما النفس والجسد الذين أسلمهما الرب فداءً عن جميع جنس آدم حتى رد الخمس حواس إلى طبعهما الأول

++ص163:- قد رضى أن يتشبه بعبيده فى الشكل ، وليس له داعى سوى خلاص البشر الذين هلكوا بالخطية وإستعبدتهم الضلالة للشياطين

++ص181ى:-  وفى السنة الثانية من مُلكه (إسباسيانوس) جرَّد عسكراً عظيماً مع طيطوس ولده ، الذى صار بعده ملكاً ، وأرسله إلى يروشليم … حاصرها من كل جانب وهدم أسوارها وقاتلها قتالاً شديداً … وحرق الهيكل .. وأحرق جميع المصاحف (أى الكتب ويقصد أسفار الكتاب المقدس ص188) … أحرق الهيكل والكتب

++ص214:-  (للقديس إغريغوريوس عن مثل الوزنات:) والعشر حاسيات التى ضيعها أبونا آدم بمخالفته

++ص217:- وكما كان ذبح الخروف الحسى خلاصاً لبنى إسرائيل من عبودية فرعون الحسى ملك مصر وجنوده ، كذلك كان خلاص آدم وذريته من عبودية فرعون العقلى وجنوده ، الذى هو إبليس وشياطينه ، بإهراق دم الخروف العقلى الذى هو المسيح

++ص221:- (خروف الفصح) إشارة إلى السيد المسيح ، الخروف الذى ليس فيه عيب ، الذى رضى أن يهرق دمه بإرادته من أجل خلاص آدم وذريته من عبودية إبليس وشياطينه ، وعتقنا نحن أيضاً من تعبدنا للخطايا (يذكر هنا الصنفان من الخطايا اللذين عتقنا منهما فداء الرب ، الأولى نسبها إلى آدم وذريته ، وبالطبع نحن من ذريته ، ولكن الثانية نسبها لنا نحن فقط دون آدم ، فالأولى هى الموروثة من آدم والثانية الفعلية التى فعلناها نحن ولا علاقة لها بآدم)

++ص224:- (للقديس غريغوريوس:) من جهة آدم وذريته نزل إلى أسفل الجحيم ليخلصهم من أسر الشيطان

++ص225:-  بدم صليبه صار الخلاص ، طريقاً مسلوكة لبنى البشر ، لأنه بذاك الدم أفتك (أعتق) آدم وذريته الذين كانوا جميعهم فى أسر إبليس وجنوده ، وبه إشترانا نحن من تعبدنا للخطايا مع إنهماكنا فى المعاصى والأمور العالمية (هكذا يذكر الصنفين من الخطايا: التى ورثناها من آدم ، ثم التى فعلناها نحن بأنفسنا)، كما شهد يوحنا المعمدانى وقال هذا هو حمل الله الذى يرفع خطايا العالم

++ص226:-  كما قد صرخ زكريا فى نبوته وقال: وأنت بدم ميثاقك أطلقت الأسرى من الجب الذى لا ماء فيه ، فآدم ونسله الذين قبض إبليس على نفوسهم هم هؤلاء الذين قال عنهم النبى ، أن بدم ميثاقه خلصوا من الأسر وإنطلقوا من الجُب الذى لا ماء فيه

++ص226:- بركته (على سر التناول المقدس) رفعت اللعنة التى حلَّت منذ أول الدهر ، وجعلت فيه قوة بها تغفر الخطايا

++ص227:- كان الخروف إشارة عن السيد المسيح ، ورش دمه على الإسكفات (عوارض الباب) إشارة عن القربان الذى يتناوله المؤمنون بشفاههم (وليس بأيديهم مثلما يقول المخالفون الآن) ، وعتق بنى إسرائيل من عبودية فرعون والمصريين إشارة عن عتق آدم وذريته من أسر إبليس وشياطينه والتعبد للخطايا (لاحظ ذكره دائماً للصنفين من الخطايا إشارة إلى الخطية الموروثة من آدم ، والتى نفعلها نحن بأنفسنا) وأرض الميعاد .. إشارة عن ملكوت السموات .. فصحنا نحن هو المسيح الذى به نجونا من الشياطين وننجو من الموت وأهلنا للقيامة

++ص231:- لما كان آدم مستحقاً أن يموت مصلوباً مهتوكاً لأجل خلاف (مخالفة) الوصية وخروجه عن أمر باريه ودخوله تحت طاعة إبليس ورئاسته ، وصار قاتولاً لأنه بمشيئته الذى أعد الموت لنفسه وللذرية جميعاً ، فرضى السيد أن يفدى آدم وذريته ويحتمل عنهم ما كان واجباً على أبيهم آدم  حتى يقضى ما كان واجباً على آدم … الأزلى من أزلى على غير إبتداء ، قبل جميع الألام بجسده الذى إتحد به من عنصر آدم ، حتى خلَّص صنعة يديه التى أخرجها من العدم إلى الوجود ، من أسر وعبودية إبليس ، وعندما وصل إلى النهاية وأراد أن يسلِّم الروح ، قصد إبليس أن يقبض على نفسه كما كان يفعل فى نفوس الناس ، من آدم إلى ذلك الوقت ، وذلك أنه كان عند خروج كل نفس من جسدها يأتى عليها ويثبت ما له فيها من الخطايا التى أطاعته فيها وحينئذ يهبط بها إلى الجحيم ، والسيد بتأنسه أخفى سر لاهوته عن إبليس .. وظن أنه إنسان ساذج ، فلما حضر ليقبض على نفسه كعادته مع البشر لم يجد فيه خطية يحتج بها عليه ، ولهذا يقول (فى بشارة يوحنا) إن أركون هذا العالم يأتى وليس له فىَّ شيئ  … فكشف الرب عنه الغطاء ليريه قدرته وعظمته .. فتحقق أنه إبن الله .. فرد الرب الحكم عليه وقبض عليه بقوة لاهوته وطالبه بدية موته … ويقوم عن الدية بجميع ما يملكه من الناس الذين قد صارت نفوسهم فى أسره ، .. فأخذ منه جميع النفوس المأسورين معه وتحت سلطانه

++ص232:- جعل فى ناسوته كل ضعف بشرى بالحقيقة ، ليقضى ما قد أوجب على آدم من أجل خطيته ، وقَبِلَ ذلك الضعف جميعه بجسده الذى ليس له خطية ، حتى أنه نزع عن آدم وذريته جميع خطاياهم … من أجل خطايانا نحن البشر لأنه لا خطية له ، ودليل ذلك قول النبى أنه يحمل أثقالنا وأوجاعنا ، وقول الرسول أنه أشبهنا فى كل شيئ ما خلا الخطية … ولذلك كان الحبل به من غير زرع بشر

++ص233:- كان عرقه سائلاً من جسمه بسرعة كسيلان الدم من المذبوح .. وكان نازلاً على الأرض ، فكان ذلك من جملة ما يجب على آدم ، لأن الله قال له بعد خروجه من الفردوس أنه بعرق جبينك تأكل الخبز ، أى من أجل خلافك الوصية … وهكذا كان عتقه من مرض الخطية بعرق آدم الثانى الذى هو السيد ، الذى شاء أن يقضى بجسده الذى أخذه من عنصر آدم الأول

++ص235:- القديس كيرلس البطريرك يفسر : وكان جزعه من الموت بالتدبير ، ليعلم كل أحد أنه صار مثلنا فى كل شيئ ما خلا الخطية وحدها

++ص235:- ومعلمنا أثناسيوس يفسر: لأنه قَبِلَ كل شيئ يليق بالناسوت سوى الخطية فقط

++ص242:- فلما أكل من الشجرة وخالف بارئه ، إستحق الموت وحُسب قاتولاً لنفسه ولذريته ، لكونه بخلاف (بمخالفة) الوصية جلب الموت على نفسه وعلى جميع نسله ، وصيَّر نفسه عبداً للشيطان ، وبعبوديته صار أولاده جميعهم عبيداً للشيطان من أجل عبوديته ، ولما أراد الله إبطال حكمة (خداع) الشيطان التى بها أطغى آدم حتى خالف الوصية ، تحنن على هذه العبودية المرة التى سلطناها على أنفسنا وإشترانا بدم إبنه الذى ليس له خطية وفدانا حتى عتقنا من سجن الهاوية (لاحظ أنه ينسب إلينا نحن السبب فى السقوط تحت عبودية إبليس ، وذلك لأننا جزء من آدم )

++ص242ش:- أجابت اليهود بيلاطس بقولهم له دمه علينا وعلى أولادنا ، فكان هذا القول منهم حتى يُظهر الله قدرته فيهم بإستحقاق ، ولم يقنعوا بهلاك أنفسهم حتى أهلكوا أولادهم ونسلهم ، من ذلك الحين وإلى آخر وقت ، لأن غضب الله نزل عليهم على الإستمرار والدوام ، فإن طيطس إبن إسباسيانوس فى مثل ذلك اليوم الذى قالوا فيه هذا القول (أى فى عيد الفصح) ملك القدس منهم بعد أن حاصرهم … وأهلك أكثرهم بالسيف والجوع والذى فُضُلَ من السيف والموت أسرهم وإستعبدهم ، ولقد إنتقم منهم هذا الدم (أى دم المسيح الذى تجرأوا بالقول أنه عليهم وعلى أولادهم) فى مثل هذا اليوم الذى قالوا فيه دمه علينا وعلى أولادنا ، لأن يوسف إبن كريون (أى يوسيفوس ، وهو الفيلسوف اليهودى الشهير المعاصر لهذه الأحداث وصاحب كتب تاريخ اليهود) يقول فى كتابه أن المنازلة نزلت بهم فى عيد الفصح ، فقتلوا وسبوا وأحرق هيكلهم

++ص243:-  فخلعهم ثيابه .. علامة لخلع الجنس البشرى للُباس البهاء الذى جلله به الله قديماً ، وضفرهم إكليل الشوك علامة لإحتماله الخطايا بأسرها التى تشبه الشوك ، ودليلاً على إرتفاع اللعنة القديمة

++ص244:-  المكان الذى يُسمى الجلجلة وتفسيره الجمجمة هو المكان الذى كانت رأس آدم (مدفونة) فيه … لكى يُصلب عليها السيد تذكرة لخلاصه ، لأن طرف الصليب كان على فم آدم ، الذى منه نشأت الخطية

++ص245:-  بصليبه المقدس صعدت الطبيعة البشرية من الأرض إلى السماء … الموت دخل على العالم بالشجرة التى فى وسط الفردوس ، كذلك بالخشبة التى صُلب عليها تجددت الحياة الدائمة وزال الموت

++ص247:-  اليوم تكون معى فى الفردوس ، هذا القول الذى قاله الرب للص ، دلالة على أنه يوم الجمعة وهو على الصليب (بالطبع بعد تسليمه الروح) أخرج جميع النفوس المحصورة فى الجحيم تحت سلطان إبليس ، وأجاز نفوس الأبرار إلى الفردوس ، كما أجاز نفس هذا اللص المؤمن ، وبقيت نفوس الخطاة خارجاً .. ومن ذلك الوقت فتح الله باب الفردوس لنفوس الأبرار (هنا توكيد على أنه حتى الأبرار كانوا فى الجحيم قبل فداء الرب ، وأنهم كانوا محتاجين لفدائه ، مع أنهم أبرار بلا خطية فعلية ، وذلك بسبب الخطية الموروثة من آدم . ولكن أعداء فداء المسيح يرفضون ذلك بدافع من الأفكار التى يبثها فيهم الشيطان من خلال اليهود) .

++ص249:- أراد بقوله إلهى إلهى لماذا تركتنى لعدة أنواع ، الأول منها .. من حيث أن آدم صار عبداً للشيطان (بطاعته له ومخالفة بارئه بإرادته) ، إستعبد الشيطان أولاده جميعهم لأنهم أولاد عبده .. أراد الله أن يصيده بتلك المصيدة التى كان قد إستطاد بها الإنسان قديماً (وهى إخفاء نفسه فى الحية) لكى يخلص الإنسان من سبيه المهلك بغير تعسف ولا قهر .. فإستتر فى إنسان حتى أخفى عن إبليس سر لاهوته ..فى المصيدة التى عملها أوقع الإله الشيطان فيها وتم فيه قول الكتاب: يقع فى الحفرة التى عملها ، يعود شره على رأسه … فيظهر له الرب عجز أو ضعف بشرى لكى تطمع نفسه فيه فيظن أنه إنسان ساذج ، فكان القصد بذلك (أى من قوله ألهى لماذا تركتنى) أنه عندما يريد أن يسلِّم نفسه يحضر الشيطان للقبض عليها كفعله بنفوس البشر ، فحينئذ يكشف الرب الغطاء ويريه مجده ويقبض عليه بقوة لاهوته ويطالبه بالدية لكى يخلِّص منه بديته جميع النفوس المحصورة تحت سلطانه… فلما سمع الشيطان منه هذا القول كثرت طمعته فيه وعدىَ إليه مسرعاً ، والسبب الثانى أنه أراد أن يتمم قول النبى فى مزمور واحد وعشرين

++ص253:- (القديس كيرلس) قَبِلَ الجلد من أجلنا لكى يبعد عنا ضربات الشيطان ، إن الرب الذى أخرج آدم من بعد مخالفته … إحتمل أن يُعرىَ من ثيابه لكى يعريه من الشر القديم ومن كل أعمال الخطية (الشر القديم هو مخالفة آدم ، وكل أعمال الخطية هى الخطايا الفعلية) ويلبسه اللُباس الجديد أى المعمودية .. وجعل إكليل الشوك على رأسه ليزيل اللعنة التى لعن الله بها الأرض من أجل آدم … إحتمل اللطم والتفل والهزؤ لكيما يخلص آدم وذريته من أسر الشيطان الذى تسلَّط عليه

++ص254:- هتف يسوع بصوت عالى وقال إلوى إلوى ليما صافختانى الذى تفسيره إلهى إلهى لِمَ تركتنى ، كيرلس يفسر: من أجلنا نحن الذين تركنا الله وبعدنا عنه بمخالفة آدم ، قال هذا الصوت ، لأنه لبس الجسد الذى هو مساوى لنا وصار بشر مثلنا ، فلذلك قال هذا الصوت عن جميع جنس الناس ، مثل سائل يتضرع إلى الآب من أجلنا ، لأن من أجل مخالفة آدم الإنسان الأول رفضت جنس الناس وأبعدتهم عنك ، فمن أجلى أنا إبنك الذى صرت آدم الثانى بالتدبير ، فتمحو خطايا البشر وتتجاوز عن مخالفة آدم الإنسان الأول من أجلى أنا الذى أطعتك إلى الموت (هنا يذكر الخطايا الفعلية والموروثة معاً)، موت الصليب

++ص254:- أثناسيوس يفسر أيضاً يقول أنه قال هذا الصوت لكيما إذا سمع الشيطان يظن أنه إنسان ضعيف يخاف الموت ، لما سمعه يقول إلهى إلهى لِمَ تركتنى ظن أن الله تركه ، فعند ذلك ظن أنه إنسان ساذج وأنه يقدر عليه عند موته فيملكه عنده فى الجحيم ، إلاَّ أن الرب هو الذى ملكه وقهره .. وأظهره أنه هو الشيطان المغلوب … مذاقة الخل من أجل مذاقة الثمرة التى أكل منها آدم ، وعوضا عن مذاقة الخل أعطانا جسده ودمه الكريمين نحن المؤمنين ، كقول داوود ذوقوا وإنظروا طيب الرب

++ص256:- السر فى كون القبر فى بستان ، ليفيدنا ذلك أن آدم الأول فى بستان أخطأ الخطية التى أنتجت الموت له ولجميع جنسه ، وآدم الثانى من البستان كانت قيامته التى أنتجت لآدم الأول الحياة الأبدية ولجميع الأبرار من ذريته

 

 

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found