الأصحاح الثالث عشر – التجسس على كنعان – سفر العدد – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر العدد – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ عَشَرَ

تجسس أرض الميعاد.

(1) أمر الله لموسى بإرسال الجواسيس (ع1 - 20).

(2) التجسس (ع21 - 25).

(3) تقرير الجواسيس لموسى والشعب (ع26 - 33).

(1) أمر الله لموسى بإرسال الجواسيس (ع1 - 20):

1 ثُمَّ كلم الرَّبُّ ِمُوسَى قائلًا: 2«أَرْسِل رِجَالًا لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ التِي أَنَا مُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيل. رَجُلًا وَاحِدًا لِكُلِّ سِبْطٍ مِنْ آبَائِهِ تُرْسِلُونَ. كُلُّ وَاحِدٍ رَئِيسٌ فِيهِمْ». 3 فَأَرْسَلهُمْ مُوسَى مِنْ بَرِّيَّةِ فَارَانَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. كُلُّهُمْ رِجَالٌ هُمْ رُؤَسَاءُ بَنِي إِسْرَائِيل 4 وَهَذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ: مِنْ سِبْطِ رَأُوبَيْنَ شَمُّوعُ بْنُ زَكُّورَ. 5 مِنْ سِبْطِ شَمْعُونَ شَافَاطُ ابْنُ حُورِي. 6 مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا كَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ. 7 مِنْ سِبْطِ يَسَّاكَرَ يَجْآلُ بْنُ يُوسُفَ. 8 مِنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ هُوشَعُ بْنُ نُونَ. 9 مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ فَلطِي بْنُ رَافُو. 10 مِنْ سِبْطِ زَبُولُونَ جَدِّيئِيلُ بْنُ سُودِي. 11 مِنْ سِبْطِ يُوسُفَ: مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى جِدِّي بْنُ سُوسِي. 12 مِنْ سِبْطِ دَانَ عَمِّيئِيلُ بْنُ جَمَلِّي. 13 مِنْ سِبْطِ أَشِيرَ سَتُورُ بْنُ مِيخَائِيل. 14 مِنْ سِبْطِ نَفْتَالِي نَحْبِي بْنُ وَفْسِي. 15 مِنْ سِبْطِ جَادَ جَأُوئِيلُ بْنُ مَاكِي. 16 هَذِهِ أَسْمَاءُ الرِّجَالِ الذِينَ أَرْسَلهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ. وَدَعَا مُوسَى هُوشَعَ بْنَ نُونَ «يَشُوعَ». 17 فَأَرْسَلهُمْ مُوسَى لِيَتَجَسَّسُوا أَرْضَ كَنْعَانَ وَقَال لهُمُ: «اصْعَدُوا مِنْ هُنَا إِلى الجَنُوبِ وَاطْلعُوا إِلى الجَبَلِ 18 وَانْظُرُوا الأَرْضَ مَا هِيَ؟ وَالشَّعْبَ السَّاكِنَ فِيهَا أَقَوِيٌّ هُوَ أَمْ ضَعِيفٌ؟ قَلِيلٌ أَمْ كَثِيرٌ؟ 19 وَكَيْفَ هِيَ الأَرْضُ التِي هُوَ سَاكِنٌ فِيهَا أَجَيِّدَةٌ أَمْ رَدِيئَةٌ؟ وَمَا هِيَ المُدُنُ التِي هُوَ سَاكِنٌ فِيهَا أَمُخَيَّمَاتٌ أَمْ حُصُونٌ؟ 20 وَكَيْفَ هِيَ الأَرْضُ أَسَمِينَةٌ أَمْ هَزِيلةٌ؟ أَفِيهَا شَجَرٌ أَمْ لا؟ وَتَشَدَّدُوا فَخُذُوا مِنْ ثَمَرِ الأَرْضِ». وَأَمَّا الأَيَّامُ فَكَانَتْ أَيَّامَ بَاكُورَاتِ العِنَبِ.

مقدمة: لا يمكن فصل الجزء الآتي عن ما جاء بسفر التثنية (تث1: 21)، إذ كان أمر الله للشعب أن يصعدوا إلى الأرض ويتملكوها، ولكن الشعب طلب من موسى إرسال جواسيس أولًا، فوافقهم موسى، ونتيجة قول الجواسيس وتقريرهم، تذمر الشعب وبعد أن كانوا على حدود كنعان غضب الرب على تذمرهم وكانت عقوبتهم حرمان كل الجيل من دخول الأرض وسمح الله أن يتوهوا ما يقرب من ثمانى وثلاثين سنة في البرية.

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

رئيس: رجل من البارزين والشجعان في سبطه.

أمر الله موسى بتجسس أرض الميعاد وذلك بإرسال واحد من كل سبط أي اثنى عشر رجلًا ويكون هذا الواحد من الرؤساء، وهذا بالطبع غير رئيس السبط السابق ذكره أثناء عد بني إسرائيل (عد 1).

ونفهم من سفر التثنية (تث1: 22) أن الشعب هو الذي طلب من الله تجسس الأرض فسمح لهم بذلك ليعرفوا مدى جودة الأرض وقوة ساكنيها. وقد وافق الله على طلبهم احترامًا لحريتهم مع أن هذا الطلب كان مضرًا لهم، إذ حرموا من الدخول وغضب الله عليهم وأتاههم في البرية نحو 40 عامًا.

العدد 3

ع3:

أرسلهم موسى كما أمر الرب من برية فاران التي تقع شمال برية سيناء، أما مكان المحلة أي وجود الشعب فكان في قادش التي هي جزء من برية فاران. ويؤكد الوحى أنه تم اختيار أكثر الرجال البازرين من الأسباط "هم رؤساء بني إسرائيل" (خريطة 1←).

الأعداد 4-16

ع4 - 16:

في الأعداد التالية (ع4 - 16) تم ذكر الرجل المختار لهذه المهمة العظيمة من كل سبط، باسمه واسم سبطه كسجل لتاريخ بني إسرائيل، ولأن الله أيضًا يذكر ولا ينسى كل من له عملًا، ونلاحظ الآتي: -.

لم يتم اختيار أحد من سبط اللاويين، إذ اقتصر عمله على التكريس للعبادة وحراسة بيت الرب.

لم تذكر هنا الأسباط بالترتيب المعروف ولعل الله أراد أن يشير إلى مساواة الجميع أمامه.

كان أول من ذكر هو "شموع بن زكور من سبط رأوبين".

كالب بن يفنه (ع6): من أشهر الشخصيات، فهو الوحيد مع "يشوع بن نون" الذي شجع الشعب بخلاف العشرة جواسيس الأُخر، وجاء ذكره كثيرًا بعد ذلك في الكتاب المقدس لشجاعته وقوة بأسه، وهو أيضًا الوحيد الذي تبقى من كل الشعب مع يشوع بن نون ليرث في الأرض الجديدة.

هوشع بن نون (ع8): هو "يشوع بن نون" وكان تلميذ موسى الألصق، ومن قاد الشعب بعد موت موسى، وقد غير موسى اسمه (ع16) من هوشع أي الخلاص إلى يشوع أي يهوه خلاص، وكان من سبط إفرايم بن يوسف فمن المعروف أن إفرايم ومنسى حسبا بسبطين مكان يوسف أبيهما. ويشوع هو الذي قاد الحرب ضد عماليق أيام موسى (عد 17: 9).

العدد 17

ع17:

نعود إلى الإرسالية فنجد أن موسى يرشد الجواسيس إلى الطرق التي ينبغى أن يسلكوها حتى يصلوا أرض كنعان فأشار لهم بيديه "اصعدوا من هنا" إلى الجنوب. والجنوب المقصود هو جنوب الأرض الموعودة أي جنوب فلسطين، وكلمة "إطلعوا على الجبل" معناها ألا يسلكوا الطريق المكشوف الذي يسلكه جميع الناس فلا يعرضوا أنفسهم لكشف شخصيتهم بل يتسلقوا ثم يتسللوا. أما هذا الجبل فلم يذكر اسمه ولعله كان أحد الجبال المعروفة للشعب أو هضبة عالية بجنوب فلسطين.

الأعداد 18-20

ع18 - 20:

كانت مهمة التجسس هي معرفة:

أولًا: طبيعة الأرض: والمقصود تضاريسها وطرقها وأوديتها وتلالها.

ثانيًا: نوعية الشعب وعدده: وكان الاهتمام بمدى قوة الشعب جسديًا وعسكريًا.

ثالثًا: مدى جودة الأرض وخصوبتها.

رابعًا: نوع المساكن: هل هي مباني ومدن محصنة بأسوار أم أنها خيام في العراء.

خامسًا: خير الأرض: أي جودة ثمارها.

ويشير (ع20) أنه كان موسم ظهور محصول العنب، وأوصاهم موسى بأن يأتوا للشعب من ثمار الأرض حتى يكون حافزًا لهم أن يروا الخيرات التي أعدها الله لهم. والثلاثة أعداد السابقة تظهر حكمة موسى كقائد ومدبر للشعب وتظهر أيضًا إرشاداته للجواسيس في تحديد مهامهم.

† عندما تقابل أي موقف، أطلب معونة الله ونظم أفكارك وحدد الخطوات المطلوبة للعمل مسترشدًا بذوى الخبرة فتصل إلى أكبر نجاح.

(2) التجسس (ع21 - 25):

21 فَصَعِدُوا وَتَجَسَّسُوا الأَرْضَ مِنْ بَرِّيَّةِ صِينَ إِلى رَحُوبَ فِي مَدْخَلِ حَمَاةَ. 22 صَعِدُوا إِلى الجَنُوبِ وَأَتُوا إِلى حَبْرُونَ. وَكَانَ هُنَاكَ أَخِيمَانُ وَشِيشَايُ وَتَلمَايُ بَنُو عَنَاقٍ. وَأَمَّا حَبْرُونُ فَبُنِيَتْ قَبْل صُوعَنِ مِصْرَ بِسَبْعِ سِنِينَ. 23 وَأَتُوا إِلى وَادِي أَشْكُول وَقَطَفُوا مِنْ هُنَاكَ زَرَجُونَةً بِعُنْقُودٍ وَاحِدٍ مِنَ العِنَبِ وَحَمَلُوهُ بِالدُّقْرَانَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ مَعَ شَيْءٍ مِنَ الرُّمَّانِ وَالتِّينِ. 24 فَدُعِيَ ذَلِكَ المَوْضِعُ « وَادِيَ أَشْكُول» بِسَبَبِ العُنْقُودِ الذِي قَطَعَهُ بَنُو إِسْرَائِيل مِنْ هُنَاكَ. 25 ثُمَّ رَجَعُوا مِنْ تَجَسُّسِ الأَرْضِ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا.

العدد 21

ع21:

استغرقت رحلة التجسس أربعين يومًا (ع25) وفى الغالب أن الجواسيس قسموا أنفسهم إلى مجموعات صغيرة ذهبت كل مجموعة لمكان مختلف واتجاه مغاير حتى يبعدوا الشبهات عن أنفسهم. ويشرح لنا الوحى أنهم بدأوا تجسسهم من برية صين، وهي شمال برية فاران وتعتبر المدخل الجنوبى لأرض فلسطين، واتجهوا شمالًا بطول الأرض حتى بلغوا أقصى حد بالشمال وهي مدينة رحوب التي تقع قبل مدينة حماة وهي مدينة سورية، وتعتبر رحوب أقصى الحدود الشمالية لفلسطين (خريطة 2←).

العدد 22

ع22:

عبر الجواسيس جنوب فلسطين وأتوا إلى حبرون، وهي قرية أربع التي ماتت بها سارة زوجة إبراهيم (تك13: 18، 23: 2، 35: 27)، وكذلك مروا على قبائل أخيمان وشيشاي وتلماي، وكلها قبائل منسوبة لبنى عناق وكان بنو عناق طوال القامة ومن أشد وأشهر رجال كنعان. وكمعلومة تاريخية فإن زمن بناء حبرون سبق المدينة المصرية صوعن بسبع سنوات (مز78: 12، 13).

العدد 23

ع23:

أشكول: كلمة عبرية معناها عنقود.

دقرانة: قضيب من الخشب أو عتلة.

زرجونة: فرع أو غصن عنب يحمل عنقودًا.

تقدم الجواسيس شمالًا بعد حبرون حيث أتوا إلى وادي أشكول شمال قرية حبرون، وهناك إذ رأوا خير الأرض وثمرها، قطفوا من ثمارها غصنًا من كرمة عنب يحمل عنقودًا كبيرًا وكذلك أخذوا بعضًا من أغصان الرمان والتين المثمرة، وحتى لا تنفرط هذه الثمار تم حملها على قضيب خشبى بين رجلين.

العدد 24

ع24:

يذكر هذا العدد سر تسمية وادي أشكول بهذا الاسم، فكلمة أشكول معناها عنقود، ولأن الجواسيس أخذوا العنقود من هذا المكان سمى هكذا.

العدد 25

ع25:

أما زمن التجسس فكان أربعين يومًا من يوم خروجهم من قادش إلى عودتهم مرة ثانية.

† كان الجواسيس أمناء في كل ما كلفهم به موسى فذهبوا إلى أعلى حدود الأرض شمالًا وفحصوا كل شيء وأتوا لموسى بثمر الأرض، فكن أنت أمينًا في كل عمل تكلف به، فأمانة أبناء الله هي شهادة للمسيح ذاته في وسط أجيال لا تسلك بالأمانة.

←.

(3) تقرير الجواسيس لموسى والشعب (ع26 - 33):

26 فَسَارُوا حَتَّى أَتُوا إِلى مُوسَى وَهَارُونَ وَكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيل إِلى بَرِّيَّةِ فَارَانَ إِلى قَادِشَ وَرَدُّوا إِليْهِمَا خَبَرًا وَإِلى كُلِّ الجَمَاعَةِ وَأَرُوهُمْ ثَمَرَ الأَرْضِ 27 وَقَالُوا: «قَدْ ذَهَبْنَا إِلى الأَرْضِ التِي أَرْسَلتَنَا إِليْهَا وَحَقًّا إِنَّهَا تَفِيضُ لبَنًا وَعَسَلًا وَهَذَا ثَمَرُهَا. 28 غَيْرَ أَنَّ الشَّعْبَ السَّاكِنَ فِي الأَرْضِ مُعْتَزٌّ وَالمُدُنُ حَصِينَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا. وَأَيْضًا قَدْ رَأَيْنَا بَنِي عَنَاقَ هُنَاكَ. 29 العَمَالِقَةُ سَاكِنُونَ فِي أَرْضِ الجَنُوبِ وَالحِثِّيُّونَ وَاليَبُوسِيُّونَ وَالأَمُورِيُّونَ سَاكِنُونَ فِي الجَبَلِ وَالكَنْعَانِيُّونَ سَاكِنُونَ عِنْدَ البَحْرِ وَعَلى جَانِبِ الأُرْدُنِّ. 30 لكِنْ كَالِبُ أَنْصَتَ الشَّعْبَ إِلى مُوسَى وَقَال: «إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَليْهَا». 31 وَأَمَّا الرِّجَالُ الذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ فَقَالُوا: «لا نَقْدِرْ أَنْ نَصْعَدَ إِلى الشَّعْبِ لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنَّا». 32 فَأَشَاعُوا مَذَمَّةَ الأَرْضِ التِي تَجَسَّسُوهَا فِي بَنِي إِسْرَائِيل قَائِلِينَ: «الأَرْضُ التِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا هِيَ أَرْضٌ تَأْكُلُ سُكَّانَهَا. وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الذِي رَأَيْنَا فِيهَا أُنَاسٌ طِوَالُ القَامَةِ. 33 وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الجَبَابِرَةَ بَنِي عَنَاقٍ مِنَ الجَبَابِرَةِ. فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالجَرَادِ وَهَكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ».

العدد 26

ع26:

ردوا إليهما خبرًا: قدموا تقريرًا.

قادش: معناها مقدس وهي قادش برنيع ودعيت في سفر التكوين عين مشفاط (تك14: 7) وهي تقع جنوب فلسطين على بعد 50 ميلًا جنوب بئر سبع وتبعد مسيرة أحد عشر يومًا من جبل حوريب. وفيها أقيمت خيمة الاجتماع ثم تنقلوا في سيناء وعادوا إليها في نهاية الأربعين سنة قبل دخول أرض الميعاد.

عاد الجواسيس مرة أخرى إلى قادش ببرية فاران وقدموا لموسى وهارون وكل الشعب تقريرًا، وقد شمل هذا التقرير ما تكلموا به من قصص عن الأمور التي صادفتهم وكذلك عينة من ثمر الأرض تمثلت فيما أتوا به من عنب ورمان وتين.

العدد 27

ع27:

أما التقرير الشفوى فكان الجزء الأول منه مطمئنًا ومحفزًا للشعب، إذ كان أقصر وأبلغ وصف هو أن هذه الأرض تفيض خيرًا وهذا الخير هو:

لبنًا: أي كثرة المراعى ووفرة المواشى فصار اللبن بكميات كثيرة جدًا.

عسلًا: لا يوجد النحل وعسله إلا في الحدائق والكروم المثمرة بالفواكه، فالأرض مليئة بالثمر والفاكهة.

وقد صار هذا التعبير الذي استخدمه الجواسيس "تفيض لبنًا وعسلًا" تعبيرًا مستخدمًا عبر كل الأجيال لوصف أي مكان يزيد وينضح فيه الخير.

الأعداد 28-29

ع28 - 29:

أما الجزء الثاني من التقرير فجاء مرعبًا للشعب الساكن في البرية، إذ وصف الجواسيس المدن بأنها حصينة بأسوارها، وإضافة كلمة "عظيمة جدًا" تعطى إحساسًا بالعجز عن اقتحامها أما الشعوب فهي قوية جدًا "معتز". وركز الجواسيس على ذكر بنى عناق ذوى الهيئة الرهيبة، إذ هم رجال حرب وكلهم طوال القامة. وذكروا بعد ذلك عدد الشعوب الذين يجب الانتصار عليهم إذا أرادوا تملك الأرض كأنهم يخيفوا الشعب بما ذكروه، ففى جنوب فلسطين العماليق من نسل عيسو، أما رجال الجبال، وهم عادة شرسين بسبب الطبيعة الجبلية، فكانت قبائلهم هي:

الحثيون: بنى حث وهو الابن الثاني لكنعان بن حام بن نوح.

اليبوسيون: وهم من نسل كنعان أيضًا وكان مكانهم أورشليم الحالية.

الأموريون: من نسل كنعان وكانوا أقوى قبائل المنطقة حتى صاروا أحيانًا دولة وشعبًا.

الكنعانيون: من نسل كنعان واحتفظوا باسم "جد" كل الأنسال السابقة ولكنهم سكنوا كقطاع عرضى امتد من نهر الأردن شرقًا إلى البحر المتوسط غربًا.

ولأن معظم سكان فلسطين من نسل كنعان سميت قديمًا بأرض كنعان.

العدد 30

ع30:

أنصت الشعب: أي هدَّأ الشعب وجعله ينصت.

إلى موسى: جاءت في ترجمة أخرى "عن موسى" أى هدأ الشعب عوضًا عن موسى.

بدأت معالم "كالب بن يفنة" كشخصية قيادية تتضح، فقام بتهدئة الشعب وأسكتهم أمام موسى وقدّم رأيًا إيجابيًا بأنه على الشعب أن يصعد بأجناده إلى هذه الأرض لأنهم قادرون على ذلك، فهو يثق في قدرة الله فلم يخف من الأرض الجديدة وحصونها وسكانها.

ويلاحظ أنه لم يذكر اسم يشوع هنا مع أنه في (عد 14: 5 - 9) يعلن أن كالب ويشوع حاولا إقناع الشعب بالثقة في الله وطاعته ودخول أرض الميعاد. ولكن ذكر اسم كالب فقط لكونه هو المتقدم في الكلام، وقد يكون يشوع قد انضم له بعد قليل أو لم يبدأ يشوع بالكلام لئلا يقال أنه منحاز لموسى إذ أنه تلميذه وليس لاقتناعه وإيمانه بطاعة الله.

الأعداد 31-32

ع31 - 32:

أرض تأكلها سكانها: أرض تكثر فيها الحرب والأوبئة.

على خلاف الحال كان رأى العشرة الجواسيس الآخرين، لأننا نفهم من (عد 14) أن يشوع بن نون كان مع كالب في رأيه وفى تهدئة الشعب، إذ خافوا من الصعود إلى الأرض الجديدة وشعروا أن الشعوب الموجودة هي أقوى وأشد منهم وبدأوا يتحدثون عن مساوئ الأرض الجديدة "مذمة" بين بني إسرائيل حتى أنهم وصفوها للشعب بأنها "أرض تأكل سكانها"... وكذلك معظم سكانها ورجالها طوال القامة في إشارة إلى أنهم أشداء وأقوياء ولا يستطيعون محاربتهم، فهلاكهم مؤكد.

العدد 33

ع33:

استمر الجواسيس في ترهيب الشعب، فقالوا أنهم رأوا الجبابرة من بنى عناق الذين هم أيضًا من نسل جبابرة، فصغرت نفوسهم جدًا حتى نظروا لأنفسهم كأنهم جراد أمامهم.. وهم أيضًا، أي بنى عناق، نظروا لهم كأنهم جراد ولا شيء.

بمثل هذا الكلام وغيره أخذ الجواسيس يخيفون الشعب.

† إذا نظرنا للشيطان وجيوشه وحروبه، لانهارت قوانا وعزيمتنا الروحية... ليتنا نكون مثل كالب ويشوع اللذين وضعا رجاءهما في الله وقوته وليس العدو وشدته، فمهما كانت قوى العدو فقد غلبهم الأسد الخارج من سبط يهوذا، ربنا يسوع المسيح، بقوة صليبه المحيى.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الرابع عشر – شهوة الرجوع إلى العبودية - سفر العدد - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الثاني عشر – زواج موسى بالكوشية - سفر العدد - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر العدد الأصحاح 13
تفاسير سفر العدد الأصحاح 13