الأصحاح الثاني عشر – زواج موسى بالكوشية – سفر العدد – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر العدد – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ

برص مريم.

(1) حديث مريم مع هارون (ع1 - 3).

(2) تدخل الله (ع4 - 10).

(3) شفاعة موسى من أجل مريم (ع11 - 16).

(1) حديث مريم مع هارون (ع1 - 3):

1 وَتَكَلمَتْ مَرْيَمُ وَهَارُونُ عَلى مُوسَى بِسَبَبِ المَرْأَةِ الكُوشِيَّةِ التِي اتَّخَذَهَا لأَنَّهُ كَانَ قَدِ اتَّخَذَ امْرَأَةً كُوشِيَّةً 2 فَقَالا: «هَل كَلمَ الرَّبُّ مُوسَى وَحْدَهُ؟ أَلمْ يُكَلِّمْنَا نَحْنُ أَيْضًا؟ » فَسَمِعَ الرَّبُّ. 3 وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الذِينَ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ.

العدد 1

ع1:

المرأة الكوشية: كوش هو الابن البكر لحام وقد تفرعت منه قبائل كثيرة أشهرها سكن في أثيوبيا التي كان يطلق اسم كوش عليها.

صارت نميمة بين مريم أخت موسى وأخيها هارون، وكان موضوع النميمة هو شخص النبي موسى وحادثة زواجه من امرأة كوشية وفيما يبدو أنهما أداناه على زواجه من امرأة بعد صفورة زوجته الأولى. وكان سبب الإدانة أولًا أنها من جنس غريب عن الشعب، وربما لأنها سمراء اللون مثل نسل كوش المائل من السمرة إلى السواد؛ وقد تكون هذه المرأة من اللفيف الذي خرج من مصر مع الشعب أو من القبائل التي قابلت الشعب في أرض سيناء.. ومن سياق الآية نجد أن مريم، وهي مدفوعة بغيرة النساء، قد بدأت الكلام مع هارون.

وهكذا تعرض موسى لتذمر الشعب عليه مرات كثيرة وحتى أقرب الناس، وهم إخوته، تذمروا أيضًا، أما هو فاحتمل في صبر وهدوء كما احتمل المسيح وجرح في بيت أحبائه إذ تخلى عنه أقرب الناس إليه وخانه تلميذه.

العدد 2

ع2:

يوضح لنا الوحي في هذا العدد أن شعور مريم وهارون لم يكن نقيًا، بل الغيرة البشرية كانت ورائه، فادعيا بكبرياء مساوتهما لموسى في المكانة إذ تكلم الرب مع هارون قبلًا داعيًا إياه لملاقاة موسى في سيناء ونسيا أن موسى هو صاحب الدعوة... وأنه من استلم الشريعة وحده.. وأنه لم يسبك عجلًا ذهبيًا كما صنع هارون خوفًا من الشعب.

فسمع الرب: الله يسمع كل شيء ويراقب كل أعمالنا الخفية والظاهرة وتعبير سمع الرب هنا هو تمهيد لما سوف يقوم به الرب من عقاب لاحق.

العدد 3

ع3:

حليمًا: هادئًا ومتواضعًا وطويل الأناة.

نستنتج من هذا العدد أن الكلام تناقل وانتشر ووصل لكثير من آذان الشعب، حتى أنه وصل لموسى نفسه الذي يصفه الله بأنه كان حليمًا وهادئًا أكثر من أي إنسان آخر على وجه الأرض.. والمعنى أن موسى لم ينزعج ولم يغضب من كلام أخويه عليه بل في اتساع صدر لم يعاقب أحدًا منهما على ما قالاه.

† إحذر الإدانة أو حتى الاستماع إليها، فهي شر وكبرياء قلب يوقعك في المساءلة أمام الله فيدينك على كل أخطاءك ولا يرحمك... استر على عيوب الآخرين والتمس لهم الأعذار واشفق عليهم فيشفق الله عليك.

(2) تدخل الله (ع4 - 10):

4 فَقَال الرَّبُّ حَالًا لِمُوسَى وَهَارُونَ وَمَرْيَمَ: «اخْرُجُوا أَنْتُمُ الثَّلاثَةُ إِلى خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ». فَخَرَجُوا هُمُ الثَّلاثَةُ. 5 فَنَزَل الرَّبُّ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَوَقَفَ فِي بَابِ الخَيْمَةِ وَدَعَا هَارُونَ وَمَرْيَمَ فَخَرَجَا كِلاهُمَا. 6 فَقَال: «اسْمَعَا كَلامِي. إِنْ كَانَ مِنْكُمْ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَبِالرُّؤْيَا أَسْتَعْلِنُ لهُ. فِي الحُلمِ أُكَلِّمُهُ. 7 وَأَمَّا عَبْدِي مُوسَى فَليْسَ هَكَذَا بَل هُوَ أَمِينٌ فِي كُلِّ بَيْتِي. 8 فَمًا إِلى فَمٍ وَعَيَانًا أَتَكَلمُ مَعَهُ لا بِالأَلغَازِ. وَشِبْهَ الرَّبِّ يُعَايِنُ. فَلِمَاذَا لا تَخْشَيَانِ أَنْ تَتَكَلمَا عَلى عَبْدِي مُوسَى؟ ». 9 فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَليْهِمَا وَمَضَى. 10 فَلمَّا ارْتَفَعَتِ السَّحَابَةُ عَنِ الخَيْمَةِ إِذَا مَرْيَمُ بَرْصَاءُ كَالثَّلجِ. فَالتَفَتَ هَارُونُ إِلى مَرْيَمَ وَإِذَا هِيَ بَرْصَاءُ.

الأعداد 4-5

ع4 - 5:

أمام سكوت موسى واتضاعه وحلمه وعدم رده للإساءة، تدخل الله فأمر بأن يحضر الثلاثة إلى خيمة الاجتماع، وعند حضورهم حل مجد الله في صورة عمود سحاب أمام باب الخيمة ونادى الرب على هارون ومريم فتقدما أمامه.

ونلاحظ تدخل الله السريع للدفاع عن أولاده، فإن كان موسى قد صمت واحتمل ولكن الله قد أسرع لإعلان حقه وتوبيخ إخوته حتى يشعرا بخطيتهما فيسرعا للتوبة.

الأعداد 6-8

ع6 - 8:

بدأ الرب حديثه مع هارون ومريم بالرد على الحديث الذي دار بينهما بأنهما مساويان لموسى في الكلام مع الله..!! مثبتًا لهما بأن هناك فرق كبير بين أي إنسان آخر وبين موسى المؤتمن بالكامل على شعب الله وبيته.. وهذا الفرق أوضحه الله بالآتي:

أن أي نبى سواء من الشعب أو منهما عندما يتحدث إليه أو يريد أن يبلغه شيئًا فالرؤى أو الأحلام هي مصدر التعامل معه.

أما موسى فعندما يتحدث معه فله مقام أرفع من أي أحد آخر، فيتكلم معه فما لفم كما حدث في العليقة والجبل أيامًا عديدة والآن أيضًا من قدس الأقداس من فوق التابوت فيسمع صوته كصوت إنسان يتحدث مع صديقه، بل أنه يراه أيضًا "عيانًا". والمقصود رؤية الظواهر المصاحبة لتجلى الرب وحديثه معه. راجع (خر33: 10). ولا يخفى الله عنه شيئًا "ألغاز" ورأى أمورًا مثل النار والنور "شبه الرب يعاين".

وكأن الله يريد أن يقول لهما انتبها أين أنتما من كل هذا... وبعد هذا تتجرآن وتتكلمان على عبدى موسى وأنتما تعلمان كم هو عزيز عندى...؟!

الأعداد 9-10

ع9 - 10:

مضى: تعبير معناه نهاية الحديث وارتفاع السحابة.

انتهى حديث الله معهما في هذه المقابلة نهاية مؤسفة، إذ كانت لهجة الكلام توبيخية وكانت الصدمة الأكبر هي أنه بعد ارتفاع السحابة ونهاية الحديث، وجدت مريم نفسها برصاء كالثلج وذهب لون جلدها، واندهش هارون عندما وجدها هكذا.. وربما لم يعاقب الله هارون بنفس العقوبة لأنه لم يكن البادئ بالحديث بل سمع نميمة أخته فقط وربما لكي يستطيع مواصلة خدمته الكهنوتية.

† إطمئن عندما يقف الكثيرون ضدك ويسيئون إليك لأن إلهك ينظر إلى احتمالك ومحبتك لهم فيدافع عنك ويظهر برك، وحينئذ تكون صورة حقيقية لله فيباركك ويكافئك ولو بعد حين.

←.

(3) شفاعة موسى من أجل مريم (ع11 - 16):

11 فَقَال هَارُونُ لِمُوسَى: «أَسْأَلُكَ يَا سَيِّدِي لا تَجْعَل عَليْنَا الخَطِيَّةَ التِي حَمِقْنَا وَأَخْطَأْنَا بِهَا. 12 فَلا تَكُنْ كَالمَيِّتِ الذِي يَكُونُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنْ رَحِمِ أُمِّهِ قَدْ أُكِل نِصْفُ لحْمِهِ». 13 فَصَرَخَ مُوسَى إِلى الرَّبِّ: «اللهُمَّ اشْفِهَا». 14 فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: « وَلوْ بَصَقَ أَبُوهَا بَصْقًا فِي وَجْهِهَا أَمَا كَانَتْ تَخْجَلُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ؟ تُحْجَزُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ خَارِجَ المَحَلةِ وَبَعْدَ ذَلِكَ تُرْجَعُ». 15 فَحُجِزَتْ مَرْيَمُ خَارِجَ المَحَلةِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَلمْ يَرْتَحِلِ الشَّعْبُ حَتَّى أُرْجِعَتْ مَرْيَمُ. 16 وَبَعْدَ ذَلِكَ ارْتَحَل الشَّعْبُ مِنْ حَضَيْرُوتَ وَنَزَلُوا فِي بَرِّيَّةِ فَارَانَ.

العدد 11

ع11:

ظهر الارتباك والخوف على هارون، فتضرع إلى موسى بانسحاق مخاطبًا إياه "يا سيدى" وتوسل إليه أن يغفر لهما خطأهما فهو جهل وغباء ويسامحهما ليرفع الله غضبه عنهما.

العدد 12

ع12:

شبَّه هارون أخته مريم بالميت، ليس فقط لتغير لون جسدها واحتمال فقدان أجزاء منه، ولكن لأنها أصبحت نجسة وستعزل خارج المحلة ولا يمسها أحد مثل الموتى الذين لا يلمسهم أحد، وشبَّهها أيضًا بجنين قد مات في بطن أمه وفقد بعض أعضائه فيخرج ميتًا وناقصًا.

وهذه التشبيهات توضح لنا أمرين:

انزعاج هارون وخوفه من الموقف.

سوء حالة مريم بجسدها الأبرص.

العدد 13

ع13:

لم يحتمل قلب موسى المحب والشفيع شكل أخته وشفاعة هارون، وبمشاعر حب وأبوة فياضة وقف أمام الله طالبًا منه العفو والشفاء. وجاء تعبير "صرخ" يوضح شدة صلاته ولجاجتها.

العدد 14

ع14:

ردَّ الرب على موسى في الحال في استجابة سريعة لصلاته ولكنه أراد أن يُفهم موسى تدبيره الإلهي الأبوى في تهذيب وتعليم أبنائه فشرح له مثلًا..

أن أي ابن يخجل خجلًا كبيرًا إذا عاقبه أبوه بالبصق في وجهه فلا يريد أن يخرج ويراه الناس من كثرة خجله.

فأنا الله القدوس إذا عاقبتها، ألا ينبغى أن تعزل عن الشعب لمدة سبعة أيام ثم ترجع لحياتها الطبيعية؟

† إن الله في أبوته الكاملة يهتم أيضًا بتهذيب وتأديب أولاده "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه" (أم3: 12). والله لا يعاقب أبناءه على كل خطاياهم بل أقل القليل منها والذي إذا تركه الله ربما يصير مرضًا مزمنًا فيهم، فاقبل تأديب الله إذا شعرت به واعتبره علامة حب ورعاية وتب عن خطيتك.

الأعداد 15-16

ع15 - 16:

بعد انتهاء العقوبة، وهي عزلها سبعة أيام خارج المحلة، رجعت مريم إلى مكانها وسط الشعب وتم شفاؤها وإعلان غفران الله لها، وبعد ذلك رحل الشعب وترك حضيروت وذهب إلى برية فاران بحسب أمر الرب كما كان معتادًا وسبق شرحه بتحرُك عمود السحاب ثم نزوله في المكان الجديد.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثالث عشر – التجسس على كنعان - سفر العدد - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الحادي عشر – تذمر الشعب - سفر العدد - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر العدد الأصحاح 12
تفاسير سفر العدد الأصحاح 12