الأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ – إنجيل متى – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: انجيل متى – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ

اضطهاد الفريسيين حمل الصليب.

(1) الفريسيون يطلبون آية (ع 1 - 4):

1 - وجاء إليه الفرّيسيّون والصّدّوقيّون ليجربوه، فسألوه أن يريهم آية من السماء. 2 - فأجاب وقال لهم: "إذا كان المساء، قلتم صحو لأن السماء محمرة. 3 - وفى الصباح، اليوم شتاء لأن السماء محمرة بعبوسـة. يا مراؤون، تعرفون أن تميزوا وجـه السماء، وأما علامات الأزمنة فلا تستطيعون. 4 - جيل شرير فاسق يلتمس آية، ولا تُعطَى له آية إلا آية يونان النبى." ثم تركهم ومضى.

العدد 1

ع1:

الفرّيسيّون مختلفون مع الصّدّوقيّين، ولكن خوفهم من المسيح، الذى انجذبت الجموع له وتركتهم، جعلهم يتفقون على تجربته لمحاولة إظهار ضعفه، وإبعاد الجموع عنه. فطلبوا منه أن يصنع لهم معجزة كبيرة، تظهر واضحة فى الجو، أو نازلة من السماء، لتؤكد أنه المسيا المنتظر، مع أنه صنع معجزات كثيرة أمام الجموع. ولكنهم، بكبريائهم وغيرتهم، لم يؤمنوا به، وما زالوا يقاومونه. وظنوا أنه بطلبهم آية كبيرة من السماء، يُظهرون عجزه عن إتمامها، فتبتعد عنه الجموع.

الأعداد 2-3

ع2 - 3:

"المساء": ساعة المغرب.

"السماء محمرة": عند الغروب وبدء اختفاء قرص الشمس، تعطى لونا أحمر فى السماء، وكلما كان واضحا، كلما كان الجو صحوا لعدم وجود غيوم تغطى اللون الأحمر.

"محمرة بعبوسة": اللون الأحمر عند الشروق، إذا كان غير واضح لظهور الغيوم، فمعنى ذلك أن اليوم شتاء، وقد تمطر.

"وجه السماء": أى مظاهر الطقس التى تستنتج منها الأحوال الجوية.

"علامات الأزمنة": وهى النبوات التى تتكلم عن المسيح، ثم ظهور يوحنا المعمدان السابق له، وكذلك معجزاته الكثيرة التى لم تظهر قبلا بهذه القوة فى إسرائيل، فكلها تؤكد أنه المسيا المنتظر.

لم يعطهم المسيح معجزة، لأنه لم يأت ليستعرض قوته أمام الناس، بل ليخلّصهم من الخطية. ورد على مجرّبيه بأن الله وهبهم العقل الذى يستطيعون به تمييز حالة الطقس، بوجود شمس مشرقة أو وجود غيم. فإن كانوا قادرين على تمييز حالة الجو، فلماذا لا يهتمون بالأَوْلَى أن يعرفوا النبوات المكتوبة عنه؟! فهذا هو عملهم الأساسى كقادة دينيين للمجتمع اليهودى، فيؤمنون به، ويقودون الجميع للإيمان.

العدد 4

ع4:

أوضح المسيح سبب عدم فهمهم، وهو شر قلوبهم وغيرتهم منه. وقد تعلقوا بأنانيتهم وتركوا الله، فصاروا - روحيا - زناة وفاسقين، أى عبدوا كبرياءهم دون الله. وبالتالى، دعاهم للتوبة، إذ قال لهم إنهم غير محتاجين أن يروا آية من السماء، بل ليتذكروا قصة يونان النبى وأهل نِينَوَى، فيتوبوا مثلهم، وحينئذ يسهل عليهم الإيمان به. وتركهم حزينا عليهم، حتى لا يضيع وقته فى مناقشات بلا فائدة.

لا تنشغل كثيرا بطلبات مادية من الله، واعلم أن احتياجك الأول هو التوبة فتصير نقيا، وثق أنك إذا اهتممت فقط بالتوبة، فالله سيدبر كل احتياجاتك المادية.

(2) خـمير الفريسيين (ع 5 - 12):

5 - ولما جاء تلاميذه إلى العبر، نَسُوا أن يأخذوا خبزا. 6 - وقال لهم يسوع: "انظروا وتحرزوا من خمير الفرّيسيّين والصّدّوقيّين." 7 - ففكروا فى أنفسهم قائلين: "إننا لم نأخذ خبزا." 8 - فعلم يسوع وقال لهم: "لماذا تفكرون فى أنفسكم يا قليلى الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزا. 9 - أحتى الآن لا تفهمون، ولا تذكرون خمس خبزات الخمسة الآلاف، وكم قفة أخذتم. 10 - ولا سبع خبزات الأربعة الآلاف، وكم سلا أخذتم. 11 - كيف لا تفهمون أنى ليس عن الخبز قلت لكم أن تتحرزوا من خمير الفرّيسيّين والصّدّوقيّين؟" 12 - حينئذ، فهموا أنه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز، بل من تعليم الفرّيسيّين والصّدّوقيّين.

العدد 5

ع5:

عبر التلاميذ بالسفينة من مجدل، على الشاطئ الغربى لبحر الجليل، إلى الشاطئ الشرقى. ومن انهماكهم فى الخدمة، نَسَوْا احتياجاتهم المادية، أى أخذ طعام للطريق.

الخادم أو الإنسان الروحى ينسى بعض احتياجاته المادية أثناء انشغاله بالله، ولكن الله يدبرها له.

الأعداد 6-7

ع6 - 7:

حذر المسيح تلاميذه على انفراد بعيدا عن الجموع، من خمير الفرّيسيّين، ويقصد بذلك رياءهم، إذ يعلّمون تعاليم دينية مدققة، ولكن لأجل إظهار كرامتهم أمام الناس، وليس حبا فى الله.

والخمير يشبه الرياء، لأنه يسرى داخليا فى العجين، دون أن يشعر به أحد، كمكر المرائى الذى يتظاهر بالتقوى، وقلبه بعيدا عن محبة الله.

ولكن التلاميذ ظنوا أنه يتكلم عن خمير الخبز المادى، أى ينبههم لنسيانهم أن يأخذوا طعاما للطريق.

الأعداد 8-11

ع8 - 11:

كشف كلام المسيح خطية فى قلـوب التلاميذ، وهى انشغالهم بالاحتياجات المادية، إذ ارتبكوا لأنهم نسوا الطعام اللازم للطريق. فوبخهم المسيح، مذكرا إياهم بمعجزاته بإشباع الجموع بالخمس خبزات أو السبعة أرغفة، وكيف شبعوا وفاض عنهم اثنتا عشر قفة أو سبع سلال. فكان ينبغى أن يتكلوا عليه، واثقين من قدرته على تدبير احتياجاتهم المادية، ويركزوا فقط فى الخدمة.

العدد 12

ع12:

فهم التلاميـذ حينئذ قصـد المسيح، أنه يحذرهم من تعاليم الفرّيسيّين المملوءة ريـاءً، أى يدعوهم إلى بساطة القلب ومحبة الله والجميع.

لا تفرح بقدرتك على التظاهر بما ليس داخلك حتى تصل إلى أغراضك، فهذا يجعلك تنقسم على نفسك، والناس مع الوقت لا يثقون فيك، ولكن طبّق فى حياتك ما تؤمن به، وإن كان داخلك شر، تُب عنه فتخلص من الرياء.

(3) الإيمان بالمسيح (ع 13 - 20):

13 - ولما جاء يسوع إلى نواحى قيصرية فيلبس، سأل تلاميذه قائلا: "من يقول الناس إنى أنا ابن الإنسان؟" 14 - فقالوا: "قوم يوحنا المعمدان، وآخرون إيليا، وآخرون إرميا أو واحد من الأنبياء." 15 - قال لهم: "وأنتم، من تقولون إنى أنا؟" 16 - فأجاب سِمعان بطرس وقال: "أنت هو المسيح ابن الله الحى." 17 - فأجاب يسوع وقال له: "طوبى لك يا سِمعان بن يونا، إن لحما ودما لم يُعْلِنْ لك، لكن أبى الذى فى السماوات. 18 - وأنا أقول لك أيضا: أنت بطرس، وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها. 19 - وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات، فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا فى السماوات، وكل ما تحلّـه على الأرض يكـون محلولا فى السماوات." 20 - حينئذ، أوصى تلاميذه أن لا يقولوا لأحد إنه يسوع المسيح.

الأعداد 13-14

ع13 - 14:

أراد المسيح أن يوجه تلاميذه إلى معرفته والإيمان بلاهوته، فسألهم ما هو إيمان الناس من جهته؟

رد التلاميذ بأن هناك آراء كثيرة، فالبعض مثل هيرودس يظن أنه يوحنا المعمدان وقد قام من الأموات، والبعض يقول إنه إيليا الذى صعد إلى السماء بجسده قد عاد إلى الأرض، فقد كان اليهود ينتظرون مجىء إيليا قبل مجىء المسيا، استنادا إلى نبوة ملاخى (4: 5 - 6)، وآخرون يظنون أنه إرميا النبى، والبعض قال إنه أحد الأنبياء القدامى وقد قام، وذلك لتشابه بشارته مع بشارة الأنبياء الذين دعوا الناس للتوبة استعدادا للأبدية، ولكنهم لم يستطيعوا أن يفهموا شيئا عن لاهوته.

الأعداد 15-16

ع15 - 16:

ثم انتقل المسيح إلى السؤال المهم، وهو إيمان تلاميذه من نحوه، فرد بطرس نيابة عن التلاميذ، معلنا أنهم يؤمنون به أنه المسيا المنتظر ابن الله، أى الله المتجسد.

العدد 17

ع17:

"لحما ودما": أى إنسان.

"أبى الذى فى السماوات": بروح الله، فهو إعلان من السماء بقوة الله، لأن الإيمان بالمسيح المتجسد يعلو عن العقل والمنطق البشرى.

مدح المسيح إيمان بطرس الذى أعلنه، وواضح أن ذلك بنعمة الله، وليس من منطق بشرى، لأن سر التجسد يفوق العقل؛ فكيف يتنازل الله بحبه واتضاعه ليتحد ببشريتنا؟!

العدد 18

ع18:

أكد المسيح أهمية هـذا الإيمـان المعلَن، إذ عـلى صخـرة الإيمـان تُبْنَى الكنيسـة، فأساس عضوية أى إنسان بالكنيسة، هو إيمانه بأن المسيح هو الله. وأعلن أنه لا سلطان لإبليس والجحيم على الكنيسة، إذ ينتقل أولادها، المؤمنون، بعد هذه الحياة إلى فردوس النعيم وملكوت السماوات.

ولم يقل له أنت صخرة، بل قال: "أنت بطرس"، ليوضح أن الصخرة هى صخرة الإيمان التى تُبْنَى عليها الكنيسة، وليس بطرس.

العدد 19

ع19:

"مفاتيح": شـبّه الكنيسـة بكنز مغلق عليه، وأعـطى المفاتيح للرسـل وخلفائهم من الأسـاقفة والكهنة، ليعطوا من الله حِلا بالغفران لمن يتوب، أو ربطا ومنعا عن الأسرار المقدسـة لمن يرفض التوبة.

"ملكوت السماوات": أى الكنيسة، حيث يملك الله على قلوب أولاده المؤمنين، وتمتد هذه الكنيسة إلى الأبد.

إذ قد تحـدث المسيح عن الكنيسة التى يعمل فيها الروح القدس، أعلن سر الاعتراف الذى فيه يعطى السلطان للرسـل، وهو سـلطان الحل والربط. فكل من يصـر على خطاياه يربطون خطاياه عليه، فلا يستحق التناول من الأسرار المقدسة، وكل من يتوب ويعترف بها، يحلونه منها ويناولونه الأسرار.

أعطى المسيح هذا السلطان لبطرس ممثلا لكهنوت العهد الجديد، أى لكل التلاميذ وخلفائهم من الأساقفة والكهنة، وسيكرر نفس السلطان مرة أخرى فى (ص 18: 18).

وهذا أول إعلان واضح عن تأسيس سر التوبة والاعتراف، أحد أسرار الكنيسة السبعة، وأعلنه مبكرا لأهميته، إذ أن التوبة مدخل للحياة الروحية كلها.

العدد 20

ع20:

بعد إعلانه الواضح عن لاهوته، أوصى تلاميذه ألا يتحدثوا عن هذا الأمر مع الجموع، لئلا يثيروا حسد الفرّيسيّين والرؤساء الدينيين، فيعطلوا إيمان الشعب به. وبعد إتمام الفداء على الصليب، وإعلان قيامته، يثبّت هذا الحديث إيمانهم.

إيمانك بالمسيح يجعلك لا تنزعج من تقلبات العالم، بل تفرح بعشرته، وتستعد للوجود الدائم معه فى ملكوته السماوى، ويدفعك أيضا إلى خدمته لجذب النفوس البعيدة حتى تدخل ملكوته.

(4) ضرورة حمل الصليب (ع 21 - 28):

21 - من ذلك الوقت، ابتدأ يسوع يُظهر لتلاميذه أنه ينبغى أن يذهب إلى أورشليم، ويتألم كثيرا من الشـيوخ ورؤسـاء الكهنة والكتبة، ويُقتـل، وفى اليـوم الثالث يقـوم. 22 - فأخذه بطرس إليه، وابتـدأ ينتهره قائلا: "حاشاك يا رب، لا يكون لك هذا." 23 - فالتفت وقال لبطرس: "اذهب عنى يا شيطان، أنت معثرة لى، لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس." 24 - حينئذ قال يسوع لتلاميذه: "إن أراد أحد أن يأتى ورائى، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعنى. 25 - فإن من أراد أن يخلّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلى يجدها. 26 - لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه؟ 27 - فإن ابن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازى كل واحد حسب عمله. 28 - الحق أقول لكم، إن من القيام ههنا قوما لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتيا فى ملكوته.".

العدد 21

ع21:

"الشيوخ": رؤساء اليهود، أعضاء مجمعهم الأعلى وهو السنهدريم (ص 5: 21 - 22).

"رؤساء الكهنة": رئيس الكهنة الحالى، والرؤساء القدامى، ورؤساء فرق الكهنة.

"الكتبة": ناسخى الناموس ومعلميه.

بعدما أعلن المسيح لاهوته لتلاميذه، وتأسيس كنيسته التى تثبت إلى الأبد، كان ضروريا أن يعلن ثمن إقامة هذه الكنيسة، أى سفك دمه على الصليب. فأوضح لتلاميذه ضرورة الآلام التى يتقبلها من شيوخ الكهنة، والتى تؤدى فى النهاية إلى موته ليفدى البشرية؛ ولكنه يقوم بعد ذلك فى اليوم الثالث. فبعدما عرفوا لاهوته، يمكنهم فهم قيامته، ولا ينزعجوا من آلامه.

الأعداد 22-23

ع22 - 23:

"أخذه": ظن بطرس أن كلمات المسيح عن آلامه، نوع من الانفعال نتيجة كثرة مقاومة اليهود له، فحاول أن يمنع المسيح من التحدث بهذا الكلام، لئلا يؤثر على باقى التلاميذ بالحزن واليأس.

"ينتهره": يحاول منعه من الاستمرار فى هذه الأحاديث.

"حاشاك": كان بطرس مؤمنا بلاهوته، ولم يفهم هو وباقى التلاميذ فكرة الفداء، ورأى أن الآلام تتعارض مع قوته.

"يا شيطان": لأن تفكيره شيطانى، إذ يفكر فى المملكة الأرضية، وليس المُلك السماوى.

"معثرة": تحاول يا بطرس تعطيل فداء البشرية.

"بما للناس": أى المُلك الأرضى، وليس فكر الله وهو فداء البشرية.

تأثر التلاميذ لما سيعانيه المسيح، لأنه هدم فكرة الملكوت الأرضى، التى اعتقدوا بها مع باقى اليهود، واندفع بطرس ليمنع المسيح من تسليم نفسه للكهنة بذهابه إلى أورشليم.

أما المسيح، فانتهر بطرس لأنه يعطل فداء البشرية، وذلك لتمسكه بالمُلك الأرضى، ومكانته فى هذا الملكوت، متناسيا الأهم وهو ملكوت السماوات.

الأعداد 24-25

ع24 - 25:

أعلن المسيح شَرْطَىِّ تبعيته ليصير الإنسان عضوا فى هذه الكنيسة، وهما:

(1) إنكار النفس، أى الاتضاع.

(2) حمل الصليب، أى احتمال الآلام لأجل التمسك بالإيمان ووصايا الله.

وإذ بدا الطريق صعبا، أوضح المسيح أن تخليص النفس من خطايا العالم يلزم إهلاكها، بمعنى رفض وقتل كل شهوة رديّة فى النفس، ومن يُهلك نفسه، أى يحمل الصليب لأجل المسيح، ينقذها من الضياع فى شرور العالم، ويجد لها مكانا فى الملكوت.

العدد 26

ع26:

من الناحية الأخرى، لو استباح الإنسان لنفسه شهوات العالم، ولو تصورنا أنه مَلَكَ كل شهوة فيه، سيخسر أبديته، وبهذا يكون قد أضاع كل شىء، لأن هذه النفس ليس ما يساويها أو يعوضها، فللإنسان نفس واحدة لا يستطيع أن يجد غيرها، وهى أغلى من كل ممتلكات العالم وشهواته، وثمنها هو دم المسيح المسفوك لأجلها، فلا يمكن أن يضيع الإنسان أغلى شىء فى الوجود، وهو نفسه، لأجل أية شهوات مادية مؤقتة.

العدد 27

ع27:

"ابن الإنسان": لا يستحى المسيح أن يدعـو اسـمه فى السماء ابن الإنسـان، فكما شاركنا فى الضعف بالجسد على الأرض، يشركنا معه فى المجد السماوى، ويظل بيننا كبكر بين إخوة كثيرين.

ينبههم المسيح هنا ليوم الدينونة، حين يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته، ويحاسب كل إنسان على إيمانه، ومحبته له، وكل أعماله.

فهو بهذا يُطَمْئن أتباعه أن ما يعانونه على الأرض، سيأخذون مكافأته يوم الدينونة. وعلى العكس، الأشرار الذين تلذذوا بالخطية، سيعاقَبون فى ذلك اليوم.

العدد 28

ع28:

مجىء ابن الإنسان فى ملكوته، قد يُقصَد به تجليه على الجبل أمام تلاميذه الثلاث: بطرس ويعقوب ويوحنا.

وقد يكون المقصود انتشار الإيمان بالمسيح ومُلكه على القلوب فى بلاد العالم المختلفة، وهذا قد عاينه كثير من التلاميذ الذين عاشوا مدة طويلة، مثل يوحنا الحبيب الذى عاش إلىقرب نهاية القرن الأول.

لا تنبهر بشهوات العالم الزائلة، أو تنشغل بهمومه واحتياجات الجسد. ولا تكن مقاييسك مادية مثل باقى الناس، بل اطلب خلاص نفسك بنمو علاقتك مع الله وخدمة الآخـرين، مفضـلا عمل الرحمة عن راحتك، وتقبّل بفرح كل الآلام التى يسمح بها الله لك، مدربا نفسك كل يوم على ضبط شـهواتك واسـتخدام كل شىء بمقدار، حتى تنطلق مشـاعرك بالحب نحو الله، وتُعد نفسك للأبدية.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

تفاسير إنجيل متى - الأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ
تفاسير إنجيل متى - الأَصْحَاحُ السَّادِسُ عَشَرَ