الأصحاح الأول – سفر إرميا – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر إرميا – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

مقدمة سفر إرميا

أولا: كاتبه.

ثانيًا: لمن كتب.

ثالثًا: زمن كتابته.

رابعًا: مكان كتابته.

خامسًا: أغراضه.

سادسًا: سماته.

سابعًا: أقسامه.

أولا: كاتبه:

أرميا النبي ومعنى اسمه "يهوه يرفع"، أي الله يمجد إذ تنبأ للشعب البعيد عن الله ودعاهم للتوبة ليخلصهم الله ويمجدهم.

زمن ميلاده: ولد إرميا في منتصف القرن السابع ق. م في عهد منسى الملك الشرير، وهو من نسل أبياثار الكاهن الذي استبعده سليمان الملك لتمليكه أدونيا (1 مل2: 26) ولكونه من عائلة كهنوتية عرف الشريعة وأعمال الله مع شعبه. ولأنه عاصر منسى الملك الشرير، ثم ابنه الشرير أيضًا آمون، أحسّ بالشرور التي انحرف فيها الملك والشعب قد دعاه الله بعد ذلك لمقاومتها.

مكان ميلاده: ولد في قرية عناثوث التي تقع شمال شرق أورشليم، على بعد ثلاثة أميال مما سهل له:

أ - حضور الأعياد الدينية في أورشليم.

ب - تمتع بجو القرية الهادئ فأصبحت مشاعره مرهفة.

ج - كانت عناثوث بجوار الصحراء، فشعر أيضًا برعب الصحراء ووحوشها وكذلك جفافها.

دعاه الله للخدمة برؤيا وهو صغير السن، وكانت خدمته توبيخ الملك والقادة وكذلك الكهنة والشعب، فاعتذر لضعفه وعجزه، ولكن الله شجعه وسنده، فقام بكل خدمته.

كان يتميز بالعاطفة الشديدة ورقة المشاعر، ولكنه أطاع الله ليقوم بخدمته الصعبة وهي توبيخ الجميع، ولشدة عواطفه كان يبكى على شر كل من حوله، فسمى "بالنبى الباكى".

رغم رقة مشاعره كان قويًا في إعلان صوت الله وتوبيخ الأشرار.

احتمل آلامًا كثيرة من الكل حتى دعى "بأيوب الأنبياء" فاحتمل:

أ - رفض الشعب ومقاومته واحتقارهم له.

ب - خيانة إخوته.

ج - عذابات، فضرب، وربطوه بالسلاسل، ووضعوه في المقطرة (حيث ربطت يداه ورجلاه).

د - التهديد بالقتل لأنهم اتهموه بالخيانة الوطنية.

هـ - إلقاءه في السجن.

و - إلقاءه في جب فغاص في الطين.

ز - إحراق بعض نبواته.

ح - حمله بالقوة إلى مصر، ثم رجمه.

عاش بتولًا كما أمره الرب وبهذا صار مثلًا لشعبه، إذ ليس له بنون ليدفنوه، كما سيموت الشعب ولن يجدوا من يدفنهم.

كان باروخ النبي تلميذه يسجل له الكثير من نبواته.

ثانيًا: لمن كتب:

لليهود الساكنين في المملكة الجنوبية، أي سبطى يهوذا وبنيامين وعاصمتهما أورشليم، التي فيها هيكل الله. وكانوا منغمسين في شرور كثيرة، ومعظم ملوكهم أشرار، وانتهى بهم الأمر إلى السبي البابلي وتدمير أورشليم والهيكل. وكان الفساد منتشرًا في القيادات والكهنة وكل الشعب، فاحتاجوا إلى توبيخ وإنذار بالدمار والهلاك لعلهم يتوبون ويرجعون إلى الله ويتركوا الاعتماد على مصر، أو أي ذراع بشري.

ثالثًا: زمن كتابته:

(أ) الملوك الذين عاصرهم أرميا هم:

منسى الشرير الذي ملك من 697 - 642 ق. م.

آمون الشرير الذي ملك من 641 - 640 ق. م.

يوشيا الصالح الذي ملك من 639 - 608 ق. م وقتله ملك مصر في معركة مجدو.

يهوآحاز الشرير الذي أخذه ملك مصر إليها وملك 608 ق. م لمدة ثلاثة شهور.

يهوياقيم أخو يهوآحاز الذي كان عدو لإرميا (608 - 597 ق. م).

يهوياكين الذى يدعى أيضًا يكُنيا حملوه إلى بابل بعد أن ملك 3 شهور عام 597 ق. م.

صدقيا: وهو عم يهوياكين وليس ابنه مثل باقي الملوك السابقين الذين هم أبناء للذين قبلهم، وكان صديقًا لإرميا ولكنه ضعيف الشخصية وملك من 597 حتى 587 ق. م والذي ولاه هو نبوخذنصر ملك بابل ولكنه كان منقسمًا بين ولائه لملك بابل وولائه لملك مصر الذي مال إليه الشعب اليهودي، وكانوا يشعرون أن الملك الحقيقي هو يهوياكين الذي أسره ملك بابل هناك. ولما شعر نبوخذنصر بميل صدقيا إلى ملك مصر قبض عليه، وقتل أولاده، وفقأ عينيه، وسباه إلى بابل، وسبى أيضًا الشعب اليهودي.

ملحوظة: نلاحظ أنه يمكن أن يحدث فرق سنة بالزيادة أو النقصان في أرقام السنين نتيجة تعديل التقويمات.

(ب) مدة النبوة:

وقد تنبأ إرميا في السنة الثالثة عشر ليوشيا الملك، أي عام 626 ق. م. أي بعد خمس سنوات من حركة الإصلاح الذي قام بها يوشيا. واستمر إرميا في التنبؤ أكثر من أربعين سنة حتى حمله اليهود بالقوة إلى مصر رغمًا عنه، ولكنه لم يتوقف عن النبوة وتعليمهم حتى يتوبوا ويرجعوا إلى الله، وانتهى بهم الأمر أن قتلوه رجمًا بالحجارة في مصر.

(ج) تتابع الإمبراطوريات في العالم.

الإمبراطورية المصرية ملكت حوالي 1000 عام.

الإمبراطورية الأشورية وعاصمتها نينوى بالعراق، وملكت حوالي 300 عام، وفى نهايتها تنبأ أرميا وتم فيها سبى المملكة الشمالية لليهود.

الإمبراطورية البابلية وعاصمتها بابل بالعراق، وملكت 70 عامًا، وأول ملوكها الذين سيطروا على العالم نبوخذنصر الذي دمر أورشليم والهيكل وسبى اليهود بالمملكة الجنوبية، أما إرميا فحمله اليهود رغمًا عنه إلى مصر حيث أكمل نبوته وخدمته ثم استشهد.

إمبراطورية مادي وفارس وعاصمتها شوشن القصر بإيران، وفى بدايتها عاد اليهود من السبي، وبنوا الهيكل وأسوار أورشليم، واستمرت حتى القرن الثالث قبل الميلاد.

الإمبراطورية اليونانية التي بدأت في القرن الثالث قبل الميلاد، وفى أيامها قامت ثورة المكابيين وجددوا الهيكل.

الإمبراطورية الرومانية وبدأت في القرن الأول قبل الميلاد وفى أيامها ولد المسيح.

(د) كيف تم السبي البابلي؟

بدأت الإمبراطورية الأشورية تضعف واستقل يوشيا الملك في أورشليم عن الأشوريين.

تزايدت قوة بابل وهجمت على نينوى ودمرتها عام 612 ق. م.

هجم "نخو" ملك مصر بجيوشه ليساعد الأشوريين الذين ضعفوا ويحطم المملكة البابلية الجديدة، فخرج إليه يوشيا ملك أورشليم، فقتله ملك مصر في معركة مجدو.

خلع ملك مصر يهوآحاز ابن يوشيا الذي ملك 3 شهور فقط، وأسره في مصر وملَّك مكانه أخاه يهوياقيم.

أرهق يهوياقيم شعبه بالضرائب ليدفعها لملك مصر، ولكن في عام 605 ق. م. انتصر نبوخذنصر ملك بابل على نخو ملك مصر في معركة "كركميش" فحول يهوياقيم ولاءه لبابل، ولكن بقى قسم من اليهود يميل إلى مصر وحذرهم إرميا من ذلك ودعاهم للتوبة وكذلك الخضوع لملك بابل.

هجم نبوخذ نصر على أورشليم عام 597 ق. م. وأسر يهوياكين الملك الذي لم يملك إلا ثلاثة شهور، وسباه إلى بابل وأقام بدلًا منه عمه صدقيا.

هجم نبوخذنصر مرة ثانية على أورشليم وحاصرها عام 588 ق. م ثم استسلمت له عام 587 ق. م. فقتل الكثيرين وسبى عدد كبير إلى بابل.

يرى كثير من الدارسين أن السبي البابلي قد تم على أربعة مراحل:

أ - عام 605 ق. م أيام الملك يهوياقيم وتم فيها سبى دانيال والثلاث فتية.

ب - عام 597 ق. م أيام الملك يهوياكين ويسمى السبي العظيم وتم فيه سبى حزقيال ومردخاى.

ج - عام 587 ق. م الذي حوصرت فيه أورشليم لمدة حوالي عام ولما حاول صدقيا الملك الهروب قبض عليه البابليون وفقأوا عينيه وسبوه إلى بابل.

د - بعد سبى صدقيا جاء نبوزردان رئيس شرط ملك بابل وأحرق الهيكل وبيت الملك وهدم أسوار أورشليم.

هـ - الأنبياء المعاصرون:

عاصر إرميا أنبياء كثيرين هم حزقيال ودانيال وحبقوق وصفنيا وعوبديا وقد يكون عاصر ناحوم أيضًا.

رابعًا: مكان كتابته:

معظم نبواته كتبها في أورشليم واليهودية وجزء قليل كان في مصر حيث استشهد.

خامسًا: أغراضه:

التوبة والرجوع إلى الله ليسامحنا ويرفع عنا الضيقات.

الاعتماد على الله وليس على ذراع بشرى مثل مصر.

عدم السطحية والمظهرية فمظاهر العبادة، أو الوجود بجوار الهيكل لا يكفى لرضى الله بل خضوع القلب له.

الله يؤدب أولاده إن أخطأوا حتى يتوبوا.

الله رحوم فيقبل أولاده التائبين ويؤدب من أساء إليهم.

يعلن مبادئ روحية هامة مثل:

أ - الخطية هي كسر للعهد مع الله.

ب - الخطية في حق أي إنسان هي موجهة لله.

ج - إذا سقط الإنسان في ضيقة، يراجع نفسه ويتوب ويعيد تجديد عهوده مع الله.

يظهر السفر أمانة الخادم فى شخص إرميا النبى الذي مهما قابل من ضيقات، استمر أمينًا حتى الموت؛ لأن شعبه قاومه حتى قتلوه، كما فعلوا مع المسيح.

يظهر الحاجة إلى المسيا المخلص المنتظر لشعبه والذي يرمز إليه إرميا النبي.

سادسًا: سماته:

يأخذ النبي أكثر من دور في السفر كما يلي:

أ - يقترب إلى الله ليتعرف عليه وعلى أسراره.

ب - رسول من الله يعلن توبيخًا للشعب ويدينهم وينذرهم بالعقاب حتى يرجعوا إلى الله.

ج - محامي عن الشعب يشفع فيهم.

نظرًا لسقوط الشعب في عبادة الأوثان وكثرة خطاياهم وقساوة قلوبهم اتسم السفر بالتوبيخ، ولكن في نفس الوقت يعطى رجاءً ويظهر حنان النبي ومحبته الشديدة لشعبه.

يظهر أهمية علاقة كل إنسان مع الله وكذلك علاقة الشعب كله مع الله، فيطلب توبة كل إنسان وتوبة كل الشعب.

تتحقق بعض نبواته فى الوقت القريب، أي بعد إعلان النبوة بفترة قليلة مثل السبي البابلي، والبعض الآخر يتحقق في الوقت البعيد، أي في العهد الجديد مثل هلاك بابل المذكور في سفر الرؤيا.

يوجد تشابه بين إرميا وبولس الرسول، فقد تمتع بولس بحساسية وحنان إرميا نحو شعبه، وكذلك معالجته لبعض الموضوعات، مثل الناموس والنعمة والحرية.

شملت نبوات إرميا موضوعات كثيرة أهمها.

أ - المسيا المخلص.

ب - سبى مملكة يهوذا والعودة من السبي.

ج - نبوات عن شعوب أممية مثل مصر وفلسطين وبابل.

يشمل السفر رموزًا كثيرة مثل:

أ - قضيب لوز (إر 1: 11).

ب - قدر منفوخه وجهها من جهة الشمال (إر 1: 13).

ج - منطقة بالية (إر 13: 7).

د - زق ممتلئ خمرًا (إر 13: 12 - 14).

هـ - قحط (إر 14: 1 - 12).

و - إناء الفخاري (إر 18: 1 - 6).

ز - الإناء المكسور (إر 19: 1 - 12).

ح - سلّتان (إر 24: 1 - 10).

ط - نير (إر 27: 1 - 12).

ى - شراء حقل (إر 32: 1 - 12).

ك - الحجارة المطمورة (إر 43: 9 - 13).

ل - كتاب غارق في نهر الفرات (إر 51: 59 - 64).

يوجد تشابه بين إرميا من ناحية وبين هوشع ونحميا من ناحية أخرى.

كتب إرميا معظم نبواته بالشعر المبسط فهو يحوى بلاغة بلا تكلف ويحمل مشاعر رقيقة ومعانى خشوعية.

سابعًا: أقسامه:

دعوة إرميا ورسالته (إر 1).

نبوات قبل سقوط أورشليم والوعد بالرجوع من السبي (إر 2 - 33).

تاريخ سقوط أورشليم (إر 34 - 45).

نبوات عن الأمم (إر 46 - 51).

الخاتمة مراجعة لأحداث السبي (إر 52).

الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

العدد 1

ع1:

سبق شرح هذه الآية في المقدمة ويظهر فيها:

اسم النبي إرميا بن حلقيا.

كونه كاهنًا.

موطن ميلاده وهو قرية عناثوث التي في سبط بنيامين.

العدد 2

ع2:

بدأ إرميا نبوته في السنة الثالثة عشر من ملك يوشيا الذي هو ابن آمون، وكان ملكًا على مملكة يهوذا التي عاصمتها أورشليم، وتشمل سبطى يهوذا وبنيامين، وتسمى المملكة الجنوبية، كما ذكر في المقدمة.

العدد 3

ع3:

استمرت النبوة أيام يهوياقيم الملك بن يوشيا حتى صدقيا الملك آخر ملوك يهوذا؛ حيث تم السبي في السنة الحادية عشر لملكه. ولم يذكر باقي الملوك الذين ملكوا أثناء فترة النبوة؛ لأنهم ملكوا فترات قليلة؛ وكل ذلك تم شرحه في المقدمة.

4 فَكَانَتْ كَلِمَةُ الرَّبِّ إِلَيَّ قَائِلًا: 5 «قَبْلَمَا صَوَّرْتُكَ فِي الْبَطْنِ عَرَفْتُكَ، وَقَبْلَمَا خَرَجْتَ مِنَ الرَّحِمِ قَدَّسْتُكَ. جَعَلْتُكَ نَبِيًّا لِلشُّعُوبِ». 6 فَقُلْتُ: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أَعْرِفُ أَنْ أَتَكَلَّمَ لأَنِّي وَلَدٌ». 7 فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «لاَ تَقُلْ إِنِّي وَلَدٌ، لأَنَّكَ إِلَى كُلِّ مَنْ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِ تَذْهَبُ وَتَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ. 8 لاَ تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ». 9 وَمَدَّ الرَّبُّ يَدَهُ وَلَمَسَ فَمِي، وَقَالَ الرَّبُّ لِي: «هَا قَدْ جَعَلْتُ كَلاَمِي فِي فَمِكَ. 10 اُنْظُرْ! قَدْ وَكَّلْتُكَ هذَا الْيَوْمَ عَلَى الشُّعُوبِ وَعَلَى الْمَمَالِكِ، لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ».

الأعداد 4-5

ع4 - 5:

:

:

بدأ كلام الله لإرميا فأعلمه أنه مختار للخدمة من قبل أن يتكون في بطن أمه، كما يعلن الكتاب المقدس محبة الله لنا إذ يقول "كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة" (أف1: 4). فالله في محبته عرف وقدس، أي خصص إرميا ليقوم بهذه الخدمة، أي يتنبأ لشعبه. وكان هذا في ذهن الله الأزلي من قبل تكوين العالم.

ويظهر في هذه الآية أن إرميا ليس فقط نبيًا لشعب اليهود الساكن في مملكة يهوذا، بل لشعوب العالم كله؛ إذ يدعوهم للرجوع إلى الله "جعلتك نبيًا للشعوب".

† إن الله أحبك وخصصك لتحيا له وأعلن ذلك عندما خرجت من المعمودية وتقدست بسر الميرون، فلا تنشغل عنه باهتمامات العالم، أو تنحرف عنه بخطايا كثيرة؛ لأنك مقدس له، فترضيه في كل شيء وتخدمه بأمانة.

العدد 6

ع6:

شعر إرميا بضخامة مسئولية الخدمة، وباتضاع أعلن عجزه عن القيام بها، إذ أنه صغير السن فقال إنى ولد. والمقصود بولد أنه أصغر من عمر ثلاثين عامًا، فاليهود يعتبرون الرجل الكامل هو من تجاوز سن ثلاثين، ولذا بدأ المسيح خدمته في هذه السن.

† جيد أن تعرف ضعفك فلا تندفع في أي عمل، بل تحسب حساب النفقة، وتعلن ضعفك أمام الله فيسندك.

الأعداد 7-8

ع7 - 8:

:

:

شجعه الله حتى لا يعتذر بسبب صغر سنه، ووعده أن يكون معه، وينقذه من أيدي الأشرار إن قاوموه حتى يكمل خدمته.

العدد 9

ع9:

لم يكتفِ الله بمساندة إرميا بالوعود بل مد يده ولمس شفتيه، معطيًا إياه قوة التحدث بكلام الله، فلا يعود إرميا يتكلم كلام البشر العادي، بل ينطق بكلام الله القوى العميق. ولا نعرف الصورة التي مد الله يده بها ولمس فم إرميا، هل ظهرت يد ولمسته؟ أم شعر فقط بمن يلمس فمه؟ أم ظهر نور أمامه؟ ولكن على أي الأحوال فقد شعر إرميا بلمسة محسوسة على فمه، بينما كان يسمع هذه الكلمات من الله.

العدد 10

ع10:

أعطى الله لإرميا سلطانًا على الممالك والشعوب التي سيتنبأ عليها، مثل مملكة يهوذا وبابل وفلسطين، ليوبخ شرورهم حتى يتوبوا وبهذا يقتلع الشر منهم ويهدمه وينقضه، وفى نفس الوقت يبنى بكلام الله حياتهم الروحية ويغرس فيهم الإيمان. وهو بهذا يرمز للمسيح المتجسد، الذي يقلع الشر من نفوس من يقبلون كلامه، ويبنى فيهم الإيمان والحياة معه.

† تكلم بسلطان عندما تعلن كلمة الله حتى تدعو الكل للحياة معه، ولا تضطرب من مقاومة الأشرار، أو استهزائهم، وبوداعة المحبة يكون كلامك محددًا وقويًا، واعلم أنهم يضطربون مهما قاوموك؛ لأن الكلام ليس منك بل من الله.

العدد 11

ع11:

قضيب: ساق نبات اللوز.

الرؤيا الأولى التي أعلنها الله لإرميا هي قضيب نبات اللوز. وهذا النبات يزرع في فصل الشتاء ويبدو كأن لا حياة فيه، ولكن قبل بدء الربيع، أي في شهر فبراير، يعطى أزهارًا بيضاء تتحول إلى ثمار اللوز، فالنبات يبدو كأنه بلا ثمر طوال فصل الشتاء، ولكن بعد ذلك يعطى ثمارًا حلوة في الربيع. فيُظهر كيف أن الله يسهر ويعتنى بهذا النبات طوال الشتاء ويعطيه ثمرة حلوة في الربيع. والجدير بالذكر أن الكلمة العبرية المترجمة "لوز" معناها أيضًا "ساهر".

العدد 12

ع12:

أجريها: أنفذها، فكلام الله صادق ولابد أن يتم.

مدح الله إرميا لأنه فهم وميز قضيب اللوز الذي رآه، وفسر له معنى الرؤيا وهو سهر واهتمام الله بتأثير كلامه على الناس، فالله يطيل أناته ولكن في الوقت المناسب ينفذ كل شيء، فيعاقب بني إسرائيل على خطاياهم بالسبي، كما يعاقب من استخدمهم في عقابهم، وهم مملكة بابل، بتخريب مملكتهم على يد مملكة مادي وفارس.

وثمرة اللوز لها غلاف خارجي أخضر يتساقط مع الوقت، ثم غلاف جاف قوى إذا كسر نجد بداخله الثمر الحلو الذي يؤكل، كذلك كلمة الله لا تصل إلى حلاوتها إلا بعد أن نحتمل جهاد مر وآلام شديدة لكسر قوى الشر، ولكن لابد أن نتذوق في النهاية تأثيرها الحلو في حياتنا.

يَّدعى البعيدون عن الله أن العالم يسير دون تدخل الله وبالتالي يهملون وصاياه، ولكن طول أناة الله لا تلغى كلامه الذي لابد أن يتم، فيكافئ الأبرار ويجازى الأشرار؛ لأنه ساهر على كلمته حتى يتممها، والمقصود هنا تنبيه الشعب على يد إرميا بهذه النبوة؛ حتى يطيعوا الله وكلامه الذي سيتحقق، ولا يتمادوا في شرهم وإلا سيعاقبهم بالسبي.

العدد 13

ع13:

قدرًا منفوخة: إناء كبير له فوهة يشبه الكرة، مثل قدر الفول الذي بطنه منتفخ.

وجهها من جهة الشمال: فوهتها متجهة نحو الشمال.

الرؤيا الثانية التي رآها إرميا هي قدرًا منفوخة ترمز لكبرياء اليهود، إذ ظنوا أنه ما دام هيكل الله عندهم فلن يصيبهم أذى، ومادامت لهم مظاهر العبادة الشخصية فهم في أمان، أما فوهة القدرة المتجهة ناحية الشمال فترمز للهجوم البابلي من الشمال على أورشليم واليهودية واحتلالها وتخريبها.

العدد 14

ع14:

من الشمال ستقوم مملكة بابل وتهجم على بلاد العالم المحيطة بها وعلى أورشليم وتخربها.

العدد 15

ع15:

كرسيه في مدخل أبواب أورشليم: تعنى احتلال المدينة والسيطرة على أبوابها.

أسوارها: أي السيطرة على الأسوار وهدمها.

كل مدن يهوذا: أي كل بلاد مملكة يهوذا وهي المملكة الجنوبية لليهود.

يستكمل الله حديثه مع إرميا بأن مملكة بابل ستهجم على أورشليم وتحتلها، وتحتل كذلك كل بلاد مملكة يهوذا، وتسبى من فيها وتسلب غناها، وتدمرها.

العدد 16

ع16:

أقيم دعواي: أعلن عقابي.

يفسر الله تدمير أورشليم واليهودية وسبيها بأنه عقاب لشعبه لأنهم عبدوا الأوثان وساروا في شرور كثيرة.

فالله ينبه بالرؤية الأولى شعبه لكي يتوبوا وإن لم يتوبوا تأتى عليهم النبوة الثانية وهي الدمار.

† ليتك تهتم بكلام الله الذي يرسله إليك ليبعدك عن الشر ويجذبك إلى محبته، فتتمتع بسلام وتخلص من متاعب كثيرة، لأنك إن اهملت كلامه فلا ينتظرك إلا قلق واضطراب في هذه الحياة، ثم عذاب أبدى في الحياة الأخرى.

العدد 17

ع17:

نطق حقويك: البس منطقة، أي حزام عريض على الوسط. ويرمز هذا لشدة العمل والخدمة.

طلب الله من إرميا أن يعلن هذه الرؤى وتفسيرها للشعب، ويستعد لأتعاب هذه الخدمة، ولا يخاف من مقاومة الناس له، أو توبيخهم، أو رفضهم لكلامه، أو تهديدهم له. ويذكره أن الأهم هو مخافة الله وليس خوف الناس.

وحتى لا يتراجع إرميا عن خدمته، حذره أنه إن أهمل خدمته وخاف من الناس فالله سيخيفه ويعاقبه. واضطر الله أن يحذر إرميا هكذا لأنه يعلم بشدة المقاومة التي سيلاقيها من الأشرار، فهذا التحذير ليحميه من التراجع.

† إن مخافة الله تبعدك عن الخطية، وتساعدك على التمسك بوصاياه وأداء خدمته بأمانة؛ فتتمتع برعايته ومحبته.

العدد 18

ع18:

مدينة حصينة: يصير إرميا مساندًا للذين يخافون الله بتشجيعه ورعايته لهم كأنه مدينة حصينة تحميهم داخلها.

عمود حديد: أي أساس قوى يُبنى عليه بيت الله، فيعلن كلامه ويسند أولاده.

أسوار نحاس: النحاس مادة قوية، فالأسوار النحاسية تحمى من في داخلها مثل إرميا الذي سيعطيه الله قوة فلا يهتز بتشكيكات ومعارضة الأشرار له.

عضّد الله إرميا بوعود قوية بأن يجعله مثل المدينة الحصينة والعمود الحديد القوى والأسوار النحاسية لكل من يؤمن ويحيا مع الله، ويكون هو نفسه صامدًا في قوة أمام الأشرار. وقد حدث هذا فعلًا أكثر من 40 عامًا كان يوبخ فيها الكل ويقاومونه، ولم يهتز حتى استشهد في النهاية.

العدد 19

ع19:

استكمل الله حديثه مع إرميا فعرفه أن شعبه سيقاومه وسيحاربه ولكنهم لن يستطيعوا إسكاته بل سيظل قويًا ليكمل رسالته ونبوته، حتى بعد ما أخذوه رغمًا عنه إلى مصر.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثاني - سفر إرميا - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر إرميا الأصحاح 1
تفاسير سفر إرميا الأصحاح 1