الأصحاح الثاني – سفر إرميا – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر إرميا – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الثَّانِي

تنبيه أورشليم حتى تتوب.

p.

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

:

:

تبدأ هنا كلمات النبوة التي أمر الله إرميا أن يقولها للشعب في أورشليم، فقد كان الكلام في الأصحاح الأول إما أوامر لإرميا كخادم، أو رؤى يعلنها للشعب. ويظهر في حديث الله مع شعبه هنا ما يلي:

1 - أنه عتاب محبة يهمس به في أذنى عروسه التي أحبها، أذنى أورشليم، إذ يعتبر أورشليم وشعبها كعروس له يحبها جدًا.

† إن لاحظت شيئًا غير سليم على أحد أحبائك، فعاتبه بلطف بينك وبينه، وامدحه أولًا قبل أن تظهر أخطاءه، وشجعه للتغلب عليها، وبين له تمسكك وثقتك به، فتكسب قلبه، لأنه إن لم تكسبه أولًا فلن يسمح لك بنقده.

2 - غيرة صباك:

يمتدح الله أورشليم، أي شعبه بني إسرائيل في غيرتهم المقدسة نحوه عندما تركوا عبادة الأوثان في مصر وعبدوه وحده في برية سيناء. هذه هي غيرة أورشليم في صباها قبل أن تسكن في أرض الميعاد.

3 - محبة خطبتك:

يشبه أورشليم بعروس خطبها لنفسه وكيف أحبته بعبادتها له في خيمة الاجتماع في سيناء. فكانت مخطبوبته في سيناء، ثم أصبحت عروسه باستمرار عبادتها له في كنعان وفى هيكل سليمان.

4 - ذهابك ورائى في البرية:

يقصد ترك بنى إسرائيل مصر بكل خيراتها وخروجهم إلى برية سيناء القاحلة التي لا زرع فيها، وذلك لتعبد الله بعيدًا عن أوثان مصر.

يلاحظ هنا أن الله يمتدح شعبه ويركز على فضائلهم متناسيًا أخطائهم في هذه الفترة، مثل التذمر وعدم الطاعة.

العدد 3

ع3:

يظهر الله محبته لأورشليم ومكانتها عنده بقوله عنها:

قدس للرب: فكل بني إسرائيل هم شعب الله، مثل هارون المكرس بخدمته والذي يضع صفيحة ذهبية على عمامته مكتوب عليها "قدس للرب"، فهم شعبه وهو يرعاهم بمحبته.

أوائل غلته: كانت الشريعة توصى شعب الله بتقديم البكور له، أي أوائل المحاصيل، فبنو إسرائيل هم أول الشعوب التي آمنت وعاشت لله لتكون باكورة للعالم كله حين يؤمن البشر من كل مكان بالمسيح. فهذا امتياز أن تتمتع أورشليم بالالتصاق بالله قبل باقي الشعوب.

كل آكليه يأثمون: إن كان بنو إسرائيل يخطئون ويسمح الله للأمم، مثل مملكة أشور وبابل أن يسبوهم، فهذا تأديب لإسرائيل ولكن في نفس الوقت الله لا يرضى عن شر الأمم الذين يسيئون إلى شعبه، بل يعاقبهم بالدمار، كما حدث لأشور ثم بابل.

.

العدد 4

ع4:

يوجه الله كلامه بالنبوة إلى كل اليهود في:

بيت يعقوب: أي مملكة يهوذا التي عاصمتها أورشليم.

كل عشائر بيت إسرائيل: باقي الأسباط الذين كونوا المملكة الشمالية، ثم سباها أشور وبقى بعضها في مملكة إسرائيل، والبعض الآخر تشتت في العالم بواسطة الأشوريين.

فالكلام موجه لشعب الله في كل مكان وزمان.

العدد 5

ع5:

جور: ظلم.

وراء الباطل: وراء الأوثان الباطلة التي عبدوها.

صاروا باطلًا: سلكوا في شهوات وخطايا لا تجدى شيئًا.

يعاتب الله شعبه لأنه لم يظلمهم، بل رعاهم بمحبته، ومع هذا تركوه وعبدوا الأوثان، وانغمسوا في الشهوات الشريرة.

العدد 6

ع6:

ظل الموت: تعرض الشعب لمخاطر الموت سواء بيد الأعداء، أو الحيوانات المفترسة، ولكن الله حفظهم ودافع عنهم.

تناسى شعب الله قوته التي أنقذتهم من عبودية مصر بالضربات العشر وبشق البحر الأحمر، وكيف رعاهم بالمن والسلوى والماء من الصخرة، وظللهم بالسحابة، وهداهم بعمود النار ليلًا، مع أن برية سيناء لا يستطيع إنسان أن يعيش فيها لأجل جفافها واستحالة الحياة بها، خاصة لشعب كبير تعداده حوالي 2 مليون، وحارب عنهم الأعداء مثل عماليق.

العدد 7

ع7:

رجسًا: نجسًا بعبادة الأوثان التي نجسوا بها أرض الميعاد.

أدخل الله شعبه في أرض كنعان الخصبة المملوءة ببساتين الفاكهة وكل الخيرات، فأكلوا وشبعوا، ولكنهم انحرفوا عن الله بعبادة الأوثان، فنجسوا الأرض التي طهرها لهم الله.

† الله مستعد أن يحفظك في الضيقات مهما كانت صعبة ويعولك فيها كما عال شعبه في برية سيناء القاحلة، ثم يعطيك خيرات روحية كثيرة في الكنيسة؛ لتشبع بها فلا تنجسها بأفكارك الرديئة أو بعبادتك المظهرية أو بكبريائك. لا ترد على محبة الله بالشر، بل أحفظ وصاياه واشكره على عطاياه.

العدد 8

ع8:

يظهر الله هنا زيغان كل فئات الشعب عنه وهم:

الكهنة: تمموا الطقس مظهريًا ولم يربطوا الشعب بمحبة الله والتوبة عن خطاياهم.

أهل الشريعة: وهم المعلمون الروحيون الذين انشغلوا عن عبادة الله، وبالتالي لم يعلموا الشعب، بل علموهم تعاليم منحرفة عن الله.

الرعاة: أي الرؤساء والملوك الذين تكبروا ولم يحفظوا وصايا الله، فأزاغوا الشعب وراءهم في خطايا كثيرة.

الأنبياء: بدلًا من أن يتنبأوا بكلام الله صاروا أنبياء كذبة يتنبأون للآلهة الوثنية مثل "بعل" فكانت نبواتهم خاطئة ومضلة للشعب.

ومن هذا يظهر صعوبة الوضع الروحي؛ إذ انحرفت كل فئات الشعب، ولم يبق إلا إرميا ليعلن صوت الله.

العدد 9

ع9:

يدعو الله شعبه في أورشليم وكل اليهودية للوقوف أمام المحكمة ويكون خصمًا لهم، فيرفع دعواه ضدهم، وليس فقط ضدهم، بل وضد بنيهم لأنهم علموا أولادهم الشر.

الأعداد 10-11

ع10 - 11:

:

:

كتيم: قبرص.

قيدار: قبائل تسكن في شبه جزيرة العرب.

يُشهد الله على شعبه أمم العالم سواء التي تقع في الشمال الغربي مثل جزيرة كريت، أو في الجنوب مثل قبائل قيدار التي تعبد آلهتها الوثنية ولا تغيرها بآلهة غير معروفة، أما شعب الله فقد غيروا إلههم الحقيقي، وعبدوا ما ليست آلهة، وهي الأوثان التي لا تفيدهم شيئًا بل تضرهم وتحرمهم وتفصلهم عن الله.

الأعداد 12-13

ع12 - 13:

:

:

ابهتى: اندهشى.

اقشعرى: ارتعدى.

يشهد الله على شعبه، ليس فقط الأمم الوثنية بل الطبيعة مُمثلة في السماء، فينادى السموات أن تندهش وترتعد وتتحير من تصرفات شعبه الغريبة والغير معقولة بعبادتهم للأوثان، وبهذا سقطوا في خطيتين كبيرتين هما:

تركوا الله مصدر حياتهم الذي لا يمكن أن يعيشوا بدونه، فهو يشبه ينبوع المياه الحية بعمل روحه القدوس فيهم.

بحثوا عن سند آخر يعتمدون عليه في حياتهم، وهو الآلهة الوثنية الغير مفيدة، ويشبهها بآبار مشققة يتسرب منها الماء فتصير جافة، فمهما حفر الإنسان آبارًا من هذا النوع لا يجد ماء يرويه، بل يجد فقط الطين والرمال، فتتسخ حياته بها.

ترمز السموات أيضًا للملائكة الذين يشهدون على شعبه بالانحراف عن إلههم وسعيهم وراء أصنام لا تنفع، فيبذلون جهدهم كل حياتهم بلا جدوى.

† لا تضيع وقتك في مشاهدات، أو مناقشات غير مجدية وتهمل علاقتك بالله، أي صلواتك وقراءاتك وارتباطك بالكنيسة، فتتعب وتخسر محبة الله ورعايته.

العدد 14

ع14:

يتساءل الله سؤال استنكارى عن شعبه فيقول هل هو عبد لمن يذلونه، سواء مصر أو بابل؟ أي هل اشترته مصر، أو بابل عبدًا، أو هو ابن العبد الذي ولد في بيت سيده، وفى الحالتين فهو عبد سواء اشتراه سيده أو ولد في بيته. والدليل الذي يقدمه هو أن شعب الله قد صار غنيمة يتحكم فيها أعداؤه. فهو بهذا يعاتبهم لماذا صاروا عبيدًا للأمم التي تستغلهم؟ والسبب بالطبع هو ابتعادهم عن الله وسقوطهم في خطايا كثيرة، فهي دعوة للتوبة والرجوع لله.

العدد 15

ع15:

زمجرت: صوت الأسود والأشبال.

يشبه هجوم مصر وأشور وبابل على بني إسرائيل بزمجرة الأشبال وتهيؤها للإنقضاض على فريستها ثم هجومها فأخربت أرضهم، وأحرقت مدنهم بالنار.

العدد 16

ع16:

نوف وتحفنيس: مدن مصر يُكنى بها عن مصر كلها.

شجوا هامتك: كسروا رأسك.

يستكمل الله استنكاره لذل شعبه وهجوم أعدائه مثل الأشبال عليه، فيضيف أن مصر قد كسرت رأس شعبه، أي حطمت قوته وأذلته.

العدد 17

ع17:

يعلن الله أن سبب كل هذه المصائب هو تركهم لعبادته أثناء طريق حياتهم، وانشغالهم بالشهوات وعبادة الأوثان، وأن هذا الانحراف كان بإرادة شعبه، ولم يجبرهم عليه أحد، فأتت عليهم كل هذه المتاعب.

العدد 18

ع18:

شيحور: النهر الملوء طميًا، أي نهر النيل في مصر.

النهر: المقصود به نهر الفرات الذي في بابل.

يعاتب الله شعبه لالتجائهم إلى مصر التي يكنى عنها بمياه النيل، أو التجائهم إلى بابل التي يكنى عنها بنهر الفرات، فكان الأجدر بهم في ضيقهم أن يلتجئوا إلى الله وليس إلى البشر. ومصر ترمز للخصب والخيرات، أي الشهوات المادية، أما بابل فترمز للكبرياء لأجل افتخارها بعظمتها.

العدد 19

ع19:

يؤكد الله أن سبب الذل والخراب الذي سيعانيه شعبه هو خطيتهم وعصيانهم لله، وعدم مخافتهم له، وتماديهم في شرورهم، وعبادتهم للآلهة الغريبة. ويعلن الله قوته في قوله أن اسمه رب الجنود فهو الذي سمح بإذلالهم حتى يتوبوا، وهو قادر على إذلالهم وقادر أيضًا على إنقاذهم إن تابوا.

† لا تتهاون مع خطاياك التي تعودتها، أو تقبل خطايا غريبة يعرضها العالم عليك، فتغضب الله وتخرب نفسك. فلا تتناسى مخافته والعذاب الذي ينتظرك إن تماديت في هذا الشر. ارجع سريعًا فهو يحبك ومستعد أن يقبل توبتك، ويرفع عنك كل هذه الأتعاب التي جلبتها على نفسك. إن اللذة المؤقتة تخلف مرارًا في داخلك، فلا تنخدع بها.

العدد 20

ع20:

نيرك: خشبة مستعرضة توضع على رقاب الحيوانات ويخرج منها خشبة في نهايتها الآلة الزراعية، وتربط برقاب الحيوانات بواسطة حبل، فهي تمثل الثقل والتعب الذي تعانيه الحيوانات في جر الآلات الزراعية.

أكمة: تل حيث يقدمون عبادة للأوثان.

يشبه الله شعبه بحيوانات استغلها الناس في أداء أعمالهم، ففك الله قيود عبادتهم، عندما كانوا في مصر، وأعطاهم الحرية ليعبدوه في برية سيناء، ثم في كنعان، ولكنهم عادوا فاستعبدوا أنفسهم للآلهة الوثنية التي عبدوها فوق الآكام، أو تحت ظلال الأشجار. ويسمى عبادة الأوثان زنا؛ لأنه ابتعاد شعبه كعروس عن عريسها والتصاقها بآخر هو الوثن، هذا هو الزنا الروحي. وقد ارتبطت أيضًا عبادة الأوثان في كثير من الأحيان بالزنا الجسدي لإرضاء الآلهة.

العدد 21

ع21:

سورق: أجود أنواع الكروم.

سروغ: فروع.

جفنة: كرمة.

يعاتب الله شعبه ويشبههم بشجرة عنب من أجود الأنواع قد غرسها الله عندما علمهم الحق في برية سيناء بوصاياه وشرائعه، فكيف انحرفوا عنه وأصبحوا كرمة غريبة تعطى ثمارًا ردية؟ أي لماذا تركوا عبادته والسلوك بالحق إلى عبادة الأوثان والسلوك في الشر؟!

العدد 22

ع22:

نطرون: ملح قلوى يوجد في الأرض مختلط بالأتربة، ويستخدم مثل الصابون في التنظيف، ويستخرج من نبات الأشنان.

الأشنان: نبات إذا أحرق يصير رماده صالحًا للتنظيف كصابون جيد.

يوبخ الله أورشليم بأن اهتمامها بمظاهر العبادة، أو مظاهر العظمة والأخلاق لن يفيدها شيئًا، فكل أنواع المنظفات التي من أشهرها النطرون والأشنان لن تزيل عنها خطيتها؛ لأنها منقوشة في الحجر أمام الله، ولا يمكن أن تُمحَى إلا بالتوبة والرجوع إليه.

العدد 23

ع23:

الوادى: وادي هنوم الذي يقدمون فيه ذبائح بشرية للآلهة الوثنية، أي أطفالهم لإرضاء الأوثان.

ناقة: أنثى الجمل ومن طبيعتها أن تتحرك يمينًا ويسارًا بخفة، فترمز للانسياق وراء الآلهة الغريبة.

ضبعة: أنثى الضبع التي تنبش في الأرض لتأكل الجثث المتعفنة فترمز للبحث عن الشهوات الشريرة الدنيئة.

أنكرت أورشليم عبادتها للأوثان وتنجسها بهم، فيرد عليها الله مشهدًا عليها ما فعلته في وادي هنوم بتقديم أطفالها ذبائح للآلهة الوثنية. ويشبهها بناقة تجرى يمينًا ويسارًا وراء الآلهة الوثنية، وكالضبعة في بحثها عن الشهوات الدنسة.

العدد 24

ع24:

أتان: أنثى الحمار.

الفرا: الحمار الوحشي.

تعودت البرية: الانطلاق في كل اتجاه في الصحراء، ويرمز لانطلاق الأنثى وراء كل رجل.

تستنشق الريح: تعبير عن عدم فائدة كل ما تصنعه، فهي لا تستنشق رائحة جميلة، بل الريح الذي بلا رائحة.

عند ضبعها: عند بحثها كالضبعة عن الجثث الميتة وترمز للبحث عن الشهوات الدنيئة.

يعيون: يتعبون.

في شهرها: الشهور المناسبة للتزاوج عند الحيوانات.

يشبه الله أورشليم أيضًا بأنثى الحمار الوحشي التي تعودت الانطلاق في الصحراء، أي أنها تجرى وراء الآلهة الوثنية التي للأمم المحيطة بها، وهي عندما تتمادى في شهوتها لا تشبع أبدًا بل كأنها تشم الريح، وتبحث كالضبعة عن الجثث الميتة، أي تجرى وراء إشباع شهواتها الشريرة، وهي كالزانية التي لا يتعب كل من يطلبها في البحث عنها؛ لأنها تعرض نفسها عليه وهي مستعدة للزنا طوال فترة التزاوج، أي شهور التزاوج. وبهذا يوبخها الله على جريها وراء عبادة الأوثان وطلبها المستمر للشهوات الدنسة.

العدد 25

ع25:

فقلت باطل: رفضت تنبيه الله وتحذيره.

يستكمل تشبيهها بالزانية التي تجرى وهي حافية القدمين وراء كل رجل وأصبحت ظمآنة للشهوة التي لا تشبع منها. فالخطية تفقد الإنسان كرامته، أي لبس الحذاء، وتجعله لا يشبع أبدًا، بل يشعر بالحرمان واشتعال الشهوة المتزايد داخله.

ولكن عندما حذَّر الله أورشليم من الحفا والظمأ رفضت كلامه، وأعلنت ببجاحة محبتها للزنا مع كل إنسان غريب، وهذا ينطبق على عبادة الأوثان المختلفة، وكذلك التمادي في الشهوات والزنا الذي ارتبط بهذه العبادات وانتشر في حياتهم.

العدد 26

ع26:

يشبههم بالسارق الذي يتلذذ بما يسرقه ولكن يكون خزيه عظيمًا عند القبض عليه. هكذا، ليس فقط الشعب في أورشليم، ولكن أيضًا كل فئاته سواء الكهنة، أو الملوك، أو الأنبياء.

العدد 27

ع27:

العود: الأوثان المصنوعة من الخشب، أي سيقان، أو أعواد النباتات.

الحجر: الأصنام المصنوعة من الحجارة.

تمادى شعب الله في خطاياهم، فعبدوا الأوثان المصنوعة من الخشب، أو الحجارة ودعوها آباء وأمهات ورعاة لهم لتحفظهم في حياتهم؛ وبهذا تركوا الله وأعطوه ظهورهم. وعند وقوعهم في تجارب ولا تنجدهم آلهتهم الوثنية، يطلبون من الله أن ينقذهم متناسين أنهم تمردوا وعصوا عليه، فلا يعرفونه إلا لاحتياجهم.

العدد 28

ع28:

يستهزئ الله بهم ويقول لهم ادعوا آلهتكم الوثنية التي أصبحت كثيرة جدًا كعدد مدن مملكة يهوذا، إذ اختارت كل مدينة إلهًا أو أكثر لها من الآلهة الوثنية. فيقول لهم اطلبوها لتنقذكم إن كانت تستطيع، وهي بالطبع لا قوة لها؛ لأنها مجرد تماثيل.

العدد 29

ع29:

يواصل الله توبيخه لهم لأنهم وقفوا خصمًا له وعصوه بعبادتهم للآلهة الوثنية.

العدد 30

ع30:

يعلن الله بأسف أن التأديب غير نافع لهم، فهم لم يرجعوا بالتوبة لله، إذ عندما أرسل إليهم أنبياءه ليوبخوهم على شرورهم، قاموا عليهم وقتلوهم بالسيف، أو بأية طريقة أخرى فكانوا كالأسود المفترسة للأنبياء الصالحين الذين أرسلهم الله لإرجاعهم إليه.

† لا تقاوم إنذارات الله لك وتوبيخاته التي تأتيك على لسان أب اعترافك، أو مرشديك، أو كل من حولك، فهو يريد خلاصك. أطع وصاياه واخضع لكنيسته واتضع أمام الكل فتجد راحتك وخلاصك.

العدد 31

ع31:

يواصل الله توبيخه لشعبه الذين رفضوا كلامه، ويتساءل مستنكرًا عن سبب ابتعادهم عنه قائلًا هل صرت في نظركم برية جافة قاحلة بلا حياة، أو صرت مكانًا مظلمًا ظلامًا شديدًا؟ ولماذا شردتم، أي ابتعدتم عنى ورفضتم الرجوع إلىّ؟ فأنا كنت دائمًا نورًا لكم وحياة كما رعيتكم في برية سيناء وفى كنعان.

العدد 32

ع32:

يعلن الله أنه زينة شعبه وثياب البر التي تكسوهم، ومن المنطقي أن تهتم العروس بزينتها ومناطقها، أي ثيابها وكل ما يتصل بها مما يلبس على الوسط، فلماذا نسيت أورشليم كعروس لله عريسها الذي هو زينتها وبهاءها؟

العدد 33

ع33:

يعاتب أورشليم أنها تسعى وراء عبادة الأوثان كما تسعى العروس نحو من تحبه، أو الزانية وراء من يطلبونها وتحبهم. فأورشليم قد طلبت المحبة الشريرة، أي محبة عبادة الأوثان والشهوات الردية، بل علمت أبناءها وبناتها هذا الشر، ويقصد بالشريرات بناتها.

العدد 34

ع34:

يضيف خطية أخرى وجدت في أورشليم وهي الظلم، الذي يعبر عنه بدم نفوس المساكين الأذكياء. وخطايا أورشليم واضحة لا تحتاج إلى تنقيب، أو بحث، بل ظاهرة في كل بيوتها وشوارعها.

العدد 35

ع35:

زاد شر أورشليم أنها لم تعترف بخطاياها، بل حاولت تبرير نفسها، وادعت أنها بريئة من كل شر لأجل هذا لم يعاقبها الله حتى الآن. لذا يرد عليها الله بأنها أن يحاكمها الله ويعاقبها.

العدد 36

ع36:

يعاتب الله أورشليم أيضًا على جريها للاستعانة بمصر، كما جرت قديمًا للاستعانة بأشور، فهجمت عليها ودمرت مدنها وسبت كل المملكة الشمالية، فلماذا تجرى الآن نحو مصر؟ فيدعوها للتوبة والرجوع إليه بدلًا من الالتجاء للبشر لينقذوها من مصائبها، أو الاحتماء من بابل التي تهددها.

العدد 37

ع37:

يداك على رأسك: عند السبي يخرج الأسرى واضعين أيديهم على رؤوسهم، وقد يحدث هذا أيضًا في حالة الحزن الشديد عند موت الأحباء.

يعلن الله عقابه لأورشليم من أجل عصيانها أنها ستسبى وتخرج من بلادها كما يخرج الأسرى فتكون في حزن وذل شديدين، ولن ينفعها من وثقت بهم مثل مصر وأشور "ثقاتك"، وهذا ما حدث فعلًا بعد سنوات عند هجوم بابل وسبيها لأورشليم واليهودية؛ لأنها لم تسمع لصوت الله على لسان إرميا النبي، ولم تتب عن خطاياها.

† تذكر أن نفسك عروس للمسيح، وفرحها وعظمتها أن تلتصق به، وتتزين بالفضائل التي يهبها لها. فأعطِ وقتًا كافيًا للوجود مع الله، وأزل خطاياك بالتوبة، فتحتفظ بجمالك كعروس مُزَّينة لعريسها.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثالث - سفر إرميا - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح الأول - سفر إرميا - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر إرميا الأصحاح 2
تفاسير سفر إرميا الأصحاح 2