الاصحاح السابع عشر – سفر الخروج – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الخروج – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح السابع عشر

العدد 1

آية (1): -

"1ثُمَّ ارْتَحَلَ كُلُّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَرِّيَّةِ سِينٍ بِحَسَبِ مَرَاحِلِهِمْ عَلَى مُوجِبِ أَمْرِ الرَّبِّ، وَنَزَلُوا فِي رَفِيدِيمَ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ.".

رفيديم = معناها راحات أو متسعات. بحسب مراحلهم = أي بنظام وترتيب فقد تم تقسيمهم إلى مراحل، وربما تعنى بحسب محطاتهم التي توقفوا فيها (راجع عد12: 33) ومن سفر العدد نفهم أنهم قبل رفيديم توقفوا في دفقة ثم ألوش لأن الطريق إلى رفيديم طويل ولا يمكن قطعة مرة واحدة. ولم يكن ماء = إمتحان آخر في مدرسة الإيمان.

العدد 2

آية (2): -

"2فَخَاصَمَ الشَّعْبُ مُوسَى وَقَالُوا: «أَعْطُونَا مَاءً لِنَشْرَبَ. » فَقَالَ لَهُمْ مُوسَى: «لِمَاذَا تُخَاصِمُونَنِي؟ لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ الرَّبَّ؟ »".

هذا التذمر يثبت أن فهمهم أو إيمانهم مازال ضعيفاً وهم مازالوا في حاجة لمزيد من الامتحانات والتجارب حتى يثبت إيمانهم.

العدد 3

آية (3): -

"3 وَعَطِشَ هُنَاكَ الشَّعْبُ إِلَى الْمَاءِ، وَتَذَمَّرَ الشَّعْبُ عَلَى مُوسَى وَقَالُوا: «لِمَاذَا أَصْعَدْتَنَا مِنْ مِصْرَ لِتُمِيتَنَا وَأَوْلاَدَنَا وَمَوَاشِيَنَا بِالْعَطَشِ؟ »".

العدد 4

آية (4): -

"4فَصَرَخَ مُوسَى إِلَى الرَّبِّ قَائِلاً: «مَاذَا أَفْعَلُ بِهذَا الشَّعْبِ؟ بَعْدَ قَلِيل يَرْجُمُونَنِي».".

هذه المرة صرخ موسى بلسانه وليس بقلبه فقط. وهذا درس لكل واحد منا، فحين تقابلنا شدائد وضيقات خلال رحلتنا في برية هذا العالم لنصرخ من قلوبنا لله.

الأعداد 5-6

الآيات (5 - 6): -

"5فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «مُرَّ قُدَّامَ الشَّعْبِ، وَخُذْ مَعَكَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. وَعَصَاكَ الَّتِي ضَرَبْتَ بِهَا النَّهْرَ خُذْهَا فِي يَدِكَ وَاذْهَبْ. 6هَا أَنَا أَقِفُ أَمَامَكَ هُنَاكَ عَلَى الصَّخْرَةِ فِي حُورِيبَ، فَتَضْرِبُ الصَّخْرَةَ فَيَخْرُجُ مِنْهَا مَاءٌ لِيَشْرَبَ الشَّعْبُ». فَفَعَلَ مُوسَى هكَذَا أَمَامَ عُيُونِ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ.".

الصخرة تشير للمسيح (1كو3: 10) كما قال بولس الرسول. وضرب الصخرة يشير للألام التي جاز فيها المسيح والماء الذي تفجر من الصخرة رمز للروح القدس. ويضيف الرسول أن الصخرة تابعتهم، فهل ظلت هذه الصخرة تسير وراءهم 40 سنة. قطعا هذا غير معقول، لكن أينما حلوا كان الله يرشدهم لصخرة ضخمة يضربها موسى ليخرج منها الماء. ويكون معنى تابعتهم أن هناك صخرة فى كل مكان تفيض ماء، وأن الشعب كان فى حماية المسيح = الصخرة تابعتهم طوال الرحلة. وما كنا لنحصل على الروح القدس ما لم يُضْرب المسيح أى يُصلب محتملاً ثمن خطايانا على الصليب. والمسيح صُلب مرة واحدة لذلك ما كان يجب أن تضرب الصخرة سوى مرة واحدة. ونلاحظ أن الكتاب لم يذكر ضرب الصخرة سوى مرة واحدة، وهى هذه المرة لنفهم هذه الحقيقة. أما فى نهاية الرحلة فقد طلب الله من موسى أن يكلم الصخرة فيخرج الماء، رمزا لأن المسيح يصلب مرة واحدة ثم يرسل الروح القدس للكنيسة. والآن من يريد فليطلب "يعطى الروح القدس للذين يسألونه (لو11: 13)، وعلى الصليب طُعِنَ المسيح في جنبه فخرج دم وماء كفارة وتطهيراً لكل من يؤمن به. الدم للتقديس والماء إشارة للروح القدس العامل فى المعمودية. ولهذا غضب الله حين ضرب موسى الصخرة فى نهاية الرحلة. ولأن إسرائيل كله إشترك في صلب المسيح، والمسيح صُلِبَ أمام الشعب أخذ موسى معه من شيوخ إسرائيل. ولاحظ أن الله لم يُنزل مطراً من السماء لئلا يظنه الشعب مطراً عادياً. وهذا الماء لم يكن ماءً عادياً بل أسماه بولس الرسول شراباً روحياً فهو رمز للروح القدس (راجع يو37: 7 - 40). ها أنا أقف أمامك هناك = ربما وقف عمود السحاب عند الصخرة التي سيضربها موسى، والله أرشد موسى لصخرة معينة ليكون حجمها كافياً أن يقف عندها كل الشعب ليشرب. وقد تعني العبارة أن الله سيكون حاضراً هناك بقوته كقادر على كل شئ ليجري المعجزة.

ولاحظ أن الشعب تمتع بهذه الشراب الروحي بعد [1] ذبح خروف الفصح (الفداء بدم المسيح) [2] عبور البحر (المعمودية) [3] ضرب جيش فرعون وغرقه (هزيمة إبليس) [4] المرور بإيليم (قبول كرازة وتعليم الـ12 تلميذ والـ70 رسول).

العدد 7

آية (7): -

"7 وَدَعَا اسْمَ الْمَوْضِعِ «مَسَّةَ وَمَرِيبَةَ» مِنْ أَجْلِ مُخَاصَمَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَمِنْ أَجْلِ تَجْرِبَتِهِمْ لِلرَّبِّ قَائِلِينَ: «أَفِي وَسْطِنَا الرَّبُّ أَمْ لاَ؟ ».".

مسة = مخاصمة، مريبة = تجربة.

العدد 8

آية (8): -

"8 وَأَتَى عَمَالِيقُ وَحَارَبَ إِسْرَائِيلَ فِي رَفِيدِيمَ.".

هذه هي المرة الأولى التي يدخل فيها الشعب في حرب علانية مع شعب آخر، في الحرب مع فرعون قال لهم موسى "قفوا وانظروا خلاص الرب.. الرب يقاتل عنكم وأنتم تصمتون" أما الآن وبعد عبور البحر وأكل المن وشرب الماء من الصخرة إلتزموا أن يحاربوا ليس بقوتهم البشرية إنما خلال عمل الله فيهم. هذه الحرب رمز للحروب الروحية بين ملكوت الله وملكوت إبليس، ويسمح الله لنا بالحروب مع إبليس لنختبر قوة الله التي معنا والتي تنصرنا فننمو في الإيمان. وهذه الحرب مع عماليق درس آخر في مدرسة الإيمان. وعماليق هم نسل عماليق بن أليفاز بن عيسو وكانوا يسكنون جنوبي فلسطين وهم هاجموا مؤخرة الشعب في دناءة وهم مُتعَبون (تث17: 25، 18). ولعل حرب عماليق كانت تأديب على تذمرهم لأجل الماء، أو الأدق أنه إتضح بتذمرهم أنهم مازالوا في حاجة لمزيد من الدروس حتى يثبت إيمانهم. وهنا كان درس جديد، فمن قبل كان الرب يحارب عنهم والآن فالرب يحارب فيهم ويغلب بهم.

وكلا فرعون وعماليق يمثلوا حروب إبليس وقد لاحظنا أن الكتاب لم يذكر أن فرعون غرق في البحر الأحمر بل إنكسرت قوته فقط. وهكذا إبليس بالصليب إنكسرت قوته لكنه مازال يحارب شعب الله. فرعون يمثل إبليس الذي يستغل لذات العالم ليمنع انطلاقنا من عبوديته، وعماليق يمثل حرب الجسد فينا (الإنسان العتيق الذي فينا رو12: 6) بعد أن أصبحنا شعب الله، فعالميق هو إبن أدوم الذي باع بكوريته بأكلة عدس. ولنلاحظ أن الجسد يشتهي ضد الروح والروح يشتهي ضد الجسد فنحن في حرب مستمرة بل حينما نأخذ عطايا جديدة من الروح يهتاج الشياطين ويحاربون ضدنا ولنلاحظ أن المسيح بعد أن حل عليه الروح القدس يوم العماد تعرض لتجربة إبليس مباشرة. وهنا نجد أن الشعب تعرض لحرب عماليق بعد أن شرب الشراب الروحي.

العدد 9

آية (9): -

"9فَقَالَ مُوسَى لِيَشُوعَ: «انْتَخِبْ لَنَا رِجَالاً وَاخْرُجْ حَارِبْ عَمَالِيقَ. وَغَدًا أَقِفُ أَنَا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ وَعَصَا اللهِ فِي يَدِي».".

فقال موسى ليشوع = هذه أول مرة يذكر فيها اسم يشوع وهو من سبط إفرايم وكان إسمه هوشع وتعنى خلاصي فغيره موسى إلى يشوع وتعني الرب خلاصي. (عد8: 13). وهو الذي قاد الشعب بعد موت موسى. ويشوع يرمز للمسيح يسوع. يشوع = يهوشوع = يهوه شع = الرب خلاصي. وكان يشوع يحارب بينما موسى واقف على رأس التلة يصلي وعصا الله في يده = عصا الله أي قوة الله. هذه تشير لقوة شفاعة المسيح بفدائه. هنا نرى موسى واقفاً باسطاً يديه على شكل صليب فشفاعة المسيح كانت بدم صليبه. وقوف موسى بهذا الشكل رمز لغلبة الصليب. ولاحظ أن الشعب تذمر على موسى والآن يرى الشعب أن ذراع موسى المرفوع هو الذي أنقذهم وليست سيوفهم. وكان كلا موسى ويشوع يمثلان وجهين مختلفين لعمل المسيح فموسى يمثل المسيح في شفاعته الآن أمام الآب (موسى فوق التل) ويشوع يمثله وهو يحارب مع شعبه وفي شعبه "فهو خرج غالباً ولكي يغلب" (رؤ2: 6) فالمسيح بدونه لا نستطيع أن نفعل شئ.

العدد 10

آية (10): -

"10فَفَعَلَ يَشُوعُ كَمَا قَالَ لَهُ مُوسَى لِيُحَارِبَ عَمَالِيقَ. وَأَمَّا مُوسَى وَهَارُونُ وَحُورُ فَصَعِدُوا عَلَى رَأْسِ التَّلَّةِ.".

تقول التقاليد اليهودية أن حور هو زوج مريم وهو جد بصلئيل وهو من سبط يهوذا راجع (خر3: 31 + 1أي3: 2 - 20). وبذلك يجتمع فوق التلة موسى وهرون كرئيس كهنة وحور من سبط يهوذا الملك. فالمسيح الذي يشفع فينا هو ملك الملوك ورئيس كهنتنا الأعظم. فصعدوا = لتشير لشفاعة المسيح في السماء.

العدد 11

آية (11): -

"11 وَكَانَ إِذَا رَفَعَ مُوسَى يَدَهُ أَنَّ إِسْرَائِيلَ يَغْلِبُ، وَإِذَا خَفَضَ يَدَهُ أَنَّ عَمَالِيقَ يَغْلِبُ.".

العدد 12

آية (12): -

"12فَلَمَّا صَارَتْ يَدَا مُوسَى ثَقِيلَتَيْنِ، أَخَذَا حَجَرًا وَوَضَعَاهُ تَحْتَهُ فَجَلَسَ عَلَيْهِ. وَدَعَمَ هَارُونُ وَحُورُ يَدَيْهِ، الْوَاحِدُ مِنْ هُنَا وَالآخَرُ مِنْ هُنَاكَ. فَكَانَتْ يَدَاهُ ثَابِتَتَيْنِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ.".

كان هرون وحور يسندان ذراعي موسى فلكل فرد عمله ودَوْرَهُ مهما كان صغيراً وكما ظل موسى رافعاً ذراعيه حتى الغروب هكذا ظل المسيح على الصليب حتى الغروب. ورفع يدي موسى إشارة لأن الصلاة هي سلاح قوى ضد إبليس "قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يع7: 4) وقارن مع (مز2: 140) "لتكن رفع يدي كذبيحة مسائية".

العدد 13

آية (13): -

"13فَهَزَمَ يَشُوعُ عَمَالِيقَ وَقَوْمَهُ بِحَدِّ السَّيْفِ.".

العدد 14

آية (14): -

"14فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اكْتُبْ هذَا تَذْكَارًا فِي الْكِتَابِ، وَضَعْهُ فِي مَسَامِعِ يَشُوعَ. فَإِنِّي سَوْفَ أَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ».".

في الكتاب = يبدو أن موسى كان قد بدأ كتابة التوراة.

العدد 15

آية (15): -

"15فَبَنَى مُوسَى مَذْبَحًا وَدَعَا اسْمَهُ «يَهْوَهْ نِسِّي».".

يهوه نسي = الرب رايتي أو علمي. فالرب هو علمهم الحقيقي وفي سبيله يجاهدون وبقوته يغلبون. وهو رايتنا نرفعه فوق رؤوسنا وننظر إليه ونفتخر به ونعترف به ونسير بأوامره. إذاً يهوه هو الذي حارب عن إسرائيل وتحت حراسته.

العدد 16

آية (16): -

"16 وَقَالَ: «إِنَّ الْيَدَ عَلَى كُرْسِيِّ الرَّبِّ. لِلرَّبِّ حَرْبٌ مَعَ عَمَالِيقَ مِنْ دَوْرٍ إِلَى دَوْرٍ».".

أن اليد على كرسي الرب = أي أن حرب عماليق ضد الشعب كانت كأنها ضد كرسي الرب لذلك سيحاربهم الرب من دور إلى دور أي مادامت أمة عماليق قائمة أو أمة يهوذا قائمة وهذا قد تحقق فقد حاربهم جدعون ثم شاول الملك ثم كسرهم داود. وهذه الآية = "لأنه من يمسكم يمس حدقة عينه" (زك2: 8).

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الاصحاح الثامن عشر - سفر الخروج - القمص أنطونيوس فكري

الاصحاح السادس عشر - سفر الخروج - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر الخروج الأصحاح 17
تفاسير سفر الخروج الأصحاح 17