الأصحاح الحادي والثلاثون – سفر الخروج – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر الخروج – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الحادي والثلاثون

الأعداد 1-38

الآيات (1 - 38): -

"1 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 2«اُنْظُرْ. قَدْ دَعَوْتُ بَصَلْئِيلَ بْنَ أُورِي بْنَ حُورَ مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا بِاسْمِهِ، 3 وَمَلأْتُهُ مِنْ رُوحِ اللهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ وَالْمَعْرِفَةِ وَكُلِّ صَنْعَةٍ، 4لاخْتِرَاعِ مُخْتَرَعَاتٍ لِيَعْمَلَ فِي الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالنُّحَاسِ، 5 وَنَقْشِ حِجَارَةٍ لِلتَّرْصِيعِ، وَنِجَارَةِ الْخَشَبِ، لِيَعْمَلَ فِي كُلِّ صَنْعَةٍ. 6 وَهَا أَنَا قَدْ جَعَلْتُ مَعَهُ أُهُولِيآبَ بْنَ أَخِيسَامَاكَ مِنْ سِبْطِ دَانَ. وَفِي قَلْبِ كُلِّ حَكِيمِ الْقَلْبِ جَعَلْتُ حِكْمَةً، لِيَصْنَعُوا كُلَّ مَا أَمَرْتُكَ: 7خَيْمَةَ الاجْتِمَاعِ، وَتَابُوتَ الشَّهَادَةِ، وَالْغِطَاءَ الَّذِي عَلَيْهِ، وَكُلَّ آنِيَةِ الْخَيْمَةِ، 8 وَالْمَائِدَةَ وَآنِيَتَهَا، وَالْمَنَارَةَ الطَّاهِرَةَ وَكُلَّ آنِيَتِهَا، وَمَذْبَحَ الْبَخُورِ، 9 وَمَذْبَحَ الْمُحْرَقَةِ وَكُلَّ آنِيَتِهِ، وَالْمِرْحَضَةَ وَقَاعِدَتَهَا، 10 وَالثِّيَابَ الْمَنْسُوجَةَ، وَالثِّيَابَ الْمُقَدَّسَةَ لِهَارُونَ الْكَاهِنِ وَثِيَابَ بَنِيهِ لِلْكَهَانَةِ، 11 وَدُهْنَ الْمَسْحَةِ وَالْبَخُورَ الْعَطِرَ لِلْقُدْسِ. حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ يَصْنَعُونَ».

12 وَكَلَّمَ الرَّبُّ مُوسَى قَائِلاً: 13« وَأَنْتَ تُكَلِّمُ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: سُبُوتِي تَحْفَظُونَهَا، لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فِي أَجْيَالِكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ الَّذِي يُقَدِّسُكُمْ، 14فَتَحْفَظُونَ السَّبْتَ لأَنَّهُ مُقَدَّسٌ لَكُمْ. مَنْ دَنَّسَهُ يُقْتَلُ قَتْلاً. إِنَّ كُلَّ مَنْ صَنَعَ فِيهِ عَمَلاً تُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ بَيْنِ شَعْبِهَا. 15سِتَّةَ أَيَّامٍ يُصْنَعُ عَمَلٌ، وَأَمَّا الْيَوْمُ الْسَّايِعُ فَفِيهِ سَبْتُ عُطْلَةٍ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ. كُلُّ مَنْ صَنَعَ عَمَلاً فِي يَوْمِ السَّبْتِ يُقْتَلُ قَتْلاً. 16فَيَحْفَظُ بَنُو إِسْرَائِيلَ السَّبْتَ لِيَصْنَعُوا السَّبْتَ فِي أَجْيَالِهِمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا. 17هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ». 18ثُمَّ أَعْطَى مُوسَى عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ: لَوْحَيْ حَجَرٍ مَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبعِ اللهِ. ".

أوصى الله موسى بصنع الخيمة وأدواتها. وأراه نموذجاً حياً ليقيم الخيمة على مثاله. وحدد له بصلئيل وملأه من روح الله بالحكمة. وأهوليآب ليسنده في العمل. والله يعطي لكل حكيم القلب حكمة للعمل في خدمته. فكل عطية صالحة هي من فوق (يع17: 1) والله يعطي لكل إنسان حكمة فإذا ما سار في خوف الله يقدس الله بروحه القدوس حكمته هذه ويسنده ويعينه. والله يريد أن يعمل الكل في محبة وروح واحد بصلئيل وأهوليآب وكل حكيم القلب. ومن خلال الوحدة وفي العمل بمحبة يفيض الله من روحه على الجميع. وغالباً فقد إختص بصلئيل بالصناعات والمعادن والنجارة ونقش الأحجار واختص أهوليآب بالتطريز والتوشية وصناعة النسيج. ولاحظ أن الشعب تعلم هذه الفنون في مصر فالله يُعِّدْ أولاده ثم يقدس مواهبهم وعلمهم لخدمته ولنعرف أن الله شريك في العمل. والله أعطاهم حكمة = عقل وتدبير حسن. وفهم = إدراك كامل. ومعرفة = علم وإلمام.

يقول القديس بطرس "ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة" (1بط4: 10). وهذا ما نجده منطبق هنا، فالله أعطى لكل واحد موهبة ليتكامل الجميع، وهذا ما يعمله الروح القدس مع كل منا لتتكامل الكنيسة ويكمل عمل الله. وشبه بولس الرسول الكنيسة بإنسان كل منا هو عضو فى هذا الجسد (عين وأنف وأذن ورجل ويد...) ليتكامل الكل، فكل منا يكمل الآخر.

ثم ينتقل إلى تقديس يوم السبت فلا ينبغي أن ننشغل بالعمل وننسى يوم الرب وهنا يوم الرب أي يوم الراحة فهو يشير للراحة الأبدية والمعنى أن الإنسان يجب أن يعمل ويجد والله يشترك معه في العمل. لكن عليه أن لا ينشغل عن حياته الأبدية فماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. لذلك يشدد هنا على حفظ السبت في نفس الموضع الذي يتكلم فيه عن العمل ومواهب الله لمن يعمل. من دنسه يقتل قتلاً، وذلك ليشرح الله أن من ينشغل بالعالم وينسى أنه غريب فى هذا العالم وأنه ينتمى للسماء يهلك. ومن يحفظ السبت أي ينشغل بحياته الأبدية يكون هذا فرحاً له وفرحاً لله لذلك ينسب الله السبوت له ويقول سبوتي تحفظونها. الله سر راحتنا الحقيقية وفي نفس الوقت يستريح هو فينا إذ يجد له موضعاً في قلوبنا. وكلمة سبوتي أي راحتي. ثم سلّم الله لموسى لوحين مكتوبين بإصبعه أي بالروح القدس الذي أوحى بالكتاب المقدس كله.

مقدس للرب = أى ليس هو لراحة الجسد والنوم والتراخى والملذات، بل هو مقدس للرب أى مخصص للرب فى التسابح والصلوات وبها نذكر أبديتنا.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الثاني والثلاثون - سفر الخروج - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثلاثون - سفر الخروج - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر الخروج الأصحاح 31
تفاسير سفر الخروج الأصحاح 31