الأصحاح الحادي والعشرون – سفر التثنية – مارمرقس مصر الجديدة

العدد 1

ع1:

القتل من أصعب الخطايا التي نهت عنها الوصايا العشر (خر20: 12) ولها عقوبة شديدة في حالة القتل العمد (تث 19). ولكن إن وجدت جثة القتيل في الحقل ولم يُعرَف من قاتلها، فماذا يفعلون؟ هذا ما سيوضحه في الآيات التالية.

العدد 2

ع2:

تنتخب مجموعة من شيوخ الشعب وقضاته لقياس المسافة من المكان الذي وجدت فيه الجثة إلى المدن المحيطة لتحديد المدينة الأقرب لمكان الحادث حيث الاحتمال الأقرب أن يكون القاتل من تلك المدينة.

العدد 3

ع3:

نير: هي الخشبة التي توضع على عنق الحيوان الذي يجر المحراث أو يدير الساقية.

بعد تحديد المدينة الأقرب يصبح واجب على شيوخها أن يأتوا بعجلة من البقر لم تستخدم بعد في أية أعمال زراعية ولم يوضع عليها نير.

في بقية الطقس سيتم ذبح هذه العجلة وكأنه تنفيذ رمزى لعقوبة الإعدام التي من الواجب تنفيذها في القاتل المجهول؛ لذلك كان شرط عدم استخدامها من قبل يشير إلى شخص القاتل الذي هو غير نافع لمجتمعه وشعبه ولا يأتي منه أي عمل صالح.

العدد 4

ع4:

يأخذون العجلة ويذهبون بها إلى وادي به نبع ماء جارٍ لم يحرث أو يزرع به أحد، ويذبحونها هناك. ويشير أيضًا الوادى الذي لم يحرث أو يزرع به أحد إلى القاتل الذي لا ينتظر منه شيء نافع ونبع الماء الجارى يشير إلى غسل الخطية والمغفرة لأهل المدينة.

العدد 5

ع5:

لابد من حضور الكهنة بنى لاوى للإشراف على الطقس المذكور لأن الرب قد اختارهم كأمناء على الشريعة وتطبيقها، وليباركوا الشعب، وبحسب ما يحكمون به يكون الفصل في أيّة دعوى أو خصومة أو خلاف بين أفراد الشعب أو أي اعتداء يقع من شخص على آخر كالضرب أو القتل.

العدد 6

ع6:

غسل اليد هو عمل يرمز إلى إعلان براءة من يغسل يديه من الذنب في موقف معين. وقد حدث مثل هذا من بيلاطس البنطى عند الحكم بصلب المسيح، ويحدث من الكاهن في القداس الإلهي ليعلن براءته من المسئولية عمن يتقدم للتناول دون استحقاق.

وهذا العمل الرمزى يتم أيضًا في رسم هذا الطقس، إذ على شيوخ المدينة الأقرب بعد ذبحهم العجلة أن يغسلوا أيديهم عليها إشارة إلى براءتهم من دم القتيل.

العدد 7

ع7:

يصاحب عملية غسل الأيدى اقرارهم بصوت عالٍ أنهم لم يتوصلوا إلى معرفة الجانى ولا شاهدوا حادثة القتل أثناء حدوثها.

العدد 8

ع8:

ثم يتجهون بالصلاة إلى الله، طالبين المغفرة، متضرعين ألا يجعل عليهم مسئولية دم من قتل ذاكرين أنهم الشعب الذي اقتناه الرب وخلصه من عبودية فرعون.

عند اتباع هذا الطقس بكامله، يستجيب الرب لصلاة الشيوخ ويغفر لشعبه ولا يُحمَل تهمة سفك دم القتيل على أهل المدينة.

العدد 9

ع9:

الصالح في عينى الرب: تنفيذ الطقس وكذلك وصايا الله.

إذا نفذتم ما أمر به الرب من طقس لهذا الحدث وكان سلوككم حسب وصايا الرب وطبقًا لشريعته، لا تقع عليكم مسئولية سفك هذا الدم.

† إذا رأيت أي شيء خاطئ فلا تتسرع في الحكم وتظن السوء في الآخرين، بل اطلب من الله أن يسامح من أخطأ ويساعده أو يساعد من حدث له ضرر.

(2) زواج المسبية (ع10 - 14):

10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْيًا 11 وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12 فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13 وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْرًا مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14 وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعًا بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.

العدد 10

ع10:

الأعداد من (10: 14) تتحدث عن التصرف مع النساء اللواتى يتم سبيهن في أحد الحروب، وقد أمرهم الرب بمعاملة حسنة للأسرى والمسبيين، وهم من الشعوب التي لم يأمر الله بتحريمها أى قتل كل من فيها مثل الشعوب الكنعانية.

العدد 11

ع11:

إذا رأى أحد المحاربين المنتصرين أو أحد أفراد الشعب امرأة من السبايا وأعجبه جمالها فتعلق قلبه بها وأراد أن يتزوجها، فعليه أن يطبق الشريعة التي يمليها عليه الرب فيما يلي من أعداد.

العدد 12

ع12:

عليه أن يأخذها إلى بيته ويحلق رأسها ويقلم أظافرها. وهاتان العادتان كانتا من مظاهر الحزن والحداد، وهذا معناه إعطاؤها فرصة للحزن على من فارقتهم من الأهل والأقارب والأحباب.

العدد 13

ع13:

يبدل ثيابها، فبدلًا من الثياب التي اعتادت أن تلبس وقد تكون ذات مظهر خاص بعبادة الأوثان، يعطيها ثيابًا تناسب شعب الله، وتظل في بيته تبكى أباها وأمها شهرًا كاملًا وبعد ذلك يتزوجها. وبقاؤها في بيته شهرًا قبل الزواج لما يلي:

فرصة لتهدأ مشاعرها بسبب حرمانها من أهلها وبلادها، فهو نوع من الرفق والإشفاق وتقدير للمشاعر.

فرصة لتتعلم الإيمان بالله وعبادته.

لتنسى عبادة الأوثان وكل ما يتعلق بها من عادات.

ليتأكد الزوج الجديد من مشاعره نحوها، فهي مثل فترة الخطوبة.

العدد 14

ع14:

تسترقها: من الرِّق أي تجعلها جارية.

إذا حدث أنه بعد فترة من الزواج لم يعد الزوج يرغب في الاستمرار في معاشرتها، فقد أورد الرب نصًا في شريعته للمحافظة عليها ولا يسمح بسوء معاملتها أو استغلالها. فعليه أن يطلق سراحها، ولا تسمح له الشريعة ببيعها كأَمَة لأنها كانت زوجة شرعية له بالفعل فلا يصح أن يتخذها أمة. فاطلاقها حرة هو تعويض لها عن عدوله عن رأيه في البقاء معها كزوجة ويكفى أنه قد أحزنها وأذلها بطلاقها.

† ليتك تراعى مشاعر من حولك، خاصة من أسأت إليهم، فيلزم أن تعتذر لهم بل تعوِّضهم عن أى ضرر أصابهم بسببك.

←.

(3) معاملة الأبناء (ع15 - 21):

15«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ امْرَأَتَانِ إِحْدَاهُمَا مَحْبُوبَةٌ وَالأُخْرَى مَكْرُوهَةٌ فَوَلدَتَا لهُ بَنِينَ المَحْبُوبَةُ وَالمَكْرُوهَةُ. فَإِنْ كَانَ الاِبْنُ البِكْرُ لِلمَكْرُوهَةِ 16 فَيَوْمَ يَقْسِمُ لِبَنِيهِ مَا كَانَ لهُ لا يَحِلُّ لهُ أَنْ يُقَدِّمَ ابْنَ المَحْبُوبَةِ بِكْرًا عَلى ابْنِ المَكْرُوهَةِ البِكْرِ 17 بَل يَعْرِفُ ابْنَ المَكْرُوهَةِ بِكْرًا لِيُعْطِيَهُ نَصِيبَ اثْنَيْنِ مِنْ كُلِّ مَا يُوجَدُ عِنْدَهُ لأَنَّهُ هُوَ أَوَّلُ قُدْرَتِهِ. لهُ حَقُّ البَكُورِيَّةِ. 18«إِذَا كَانَ لِرَجُلٍ ابْنٌ مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِ أَبِيهِ وَلا لِقَوْلِ أُمِّهِ وَيُؤَدِّبَانِهِ فَلا يَسْمَعُ لهُمَا. 19 يُمْسِكُهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ وَيَأْتِيَانِ بِهِ إِلى شُيُوخِ مَدِينَتِهِ وَإِلى بَابِ مَكَانِهِ 20 وَيَقُولانِ لِشُيُوخِ مَدِينَتِهِ: ابْنُنَا هَذَا مُعَانِدٌ وَمَارِدٌ لا يَسْمَعُ لِقَوْلِنَا وَهُوَ مُسْرِفٌ وَسِكِّيرٌ. 21 فَيَرْجُمُهُ جَمِيعُ رِجَالِ مَدِينَتِهِ بِحِجَارَةٍ حَتَّى يَمُوتَ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ وَيَسْمَعُ كُلُّ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ.

العدد 15

ع15:

النص التالي هو لحماية حقوق الابن البكر لرجل متزوج من أكثر من زوجة ويعالج مسألة التمييز بين الأولاد. فاذا كان رجل متزوج من امرأتين ويفضل إحداهما على الأخرى وكان له أولاد من كلتيهما ولكن الابن البكر هو من الزوجة التي يحبها أقل من الأخرى.

العدد 16

ع16:

فعندما يقسم أملاكه بينهم أو يكتب وصيته، لا يحل له أن يحرم الابن البكر من الزوجة المكروهة من حق البكورية ويعطيه لابن آخر من أبناء الزوجة المحبوبة. وإن كان يعقوب قد أكرم يوسف وجعله البكر (تك48: 22)، فليس لأنه ابن راحيل المحبوبة ولكن لأمانته وطاعته وخدمته لأبيه وإخوته أكثر من باقي أبنائه، أما رأوبين البكر ففقد بكوريته لأنه اضطجع مع زوجة أبيه (تك35: 22).

العدد 17

ع17:

بل عليه أن يفهم ويقرّ أن ابن الزوجة غير المفضلة لديه هو البكر، وعليه أن يعطيه حق البكورية - نصيب اثنين من أملاكه – لأنه أول ثمرة له، أنجبه في عز قوته.

نصيب اثنين: أي ضعف نصيب أي أحد من إخوته.

العدد 18

ع18:

المارد: المتمرد.

تتحدث الوصية هنا عن الابن العاق الذي لا يسمع لقول أبيه ولا لقول أمه، وهما يحاولان تأديبه وتقويم سلوكه ولكنه يرفض النصح ولا يخضع لهما.

العدد 19

ع19:

باب مكانه: باب المدينة.

على الوالدين حينئذ أن يأخذاه إلى شيوخ المدينة المختصين بفحص الأمور التي تهدد النظام والأسرة، إلى حيث يجتمعون عادة في باب المدينة وهو المكان المخصص لإجراء المحاكمات.

العدد 20

ع20:

يشكو الوالدان ابنهما للقضاة بأنه ابن عاق يعاندهم ولا يطيعهم ولا يستمع إلى نصائحهم، وبالإضافة إلى ذلك فهو مبذر ومدمن خمر، أي يذكرا أفعاله السيئة والتي تعتبر خطرًا على المجتمع والأسرة. وهذا بالطبع لا يحدث من أي والدين إلا حينما يعجزا عن معالجة سلوك ابنهما.

العدد 21

ع21:

كان حكم الشريعة على مثل هذا الابن العاق هو الرجم بالحجارة حتى الموت، وبذلك يُنزَع فاعلو الشر من بين الشعب المقدس ويسمع الآخرون بهذا الحكم فتستقيم الأمور وينصلح الاعوجاج بخشية الأبناء من أن يصل بهم العصيان إلى مثل هذه النهاية.

† إذا كان العناد مع الوالدين يستوجب حكم الموت، فماذا يكون حكم العناد مع الله نفسه؟ كثيرون بيننا يعاندون دعوة الرب لهم ويتلكأون في العودة إلى أحضان الكنيسة أمنا. فلننتبه قبل فوات الأوان ونفقد استحقاقنا كأبناء وورثة للملكوت.

(4) المصلوبين (ع22 - 23):

22« وَإِذَا كَانَ عَلى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا المَوْتُ فَقُتِل وَعَلقْتَهُ عَلى خَشَبَةٍ 23 فَلا تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلى الخَشَبَةِ بَل تَدْفِنُهُ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ لأَنَّ المُعَلقَ مَلعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلا تُنَجِّسْ أَرْضَكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا».

العدد 22

ع22:

في حالة تنفيذ حكم الموت على أي إنسان وقتله وبعد ذلك تعليق جثته على خشبة، فينبغى مراعاة ما يلى في الآية التالية.

ويلاحظ أن القتل عند اليهود لم يكن بالصلب مثل الرومان، ولكن يقتل أولًا بأى طريقة مثل الرجم ثم تعلق جثته على خشبة أي تصلب وذلك تشهيرًا بخطيته حتى يخاف الناس ولا يخطئوا مثله.

العدد 23

ع23:

تحتم الشريعة عدم إبقائه معلقًا على خشبة الصليب لليوم التالي بل يجب انزاله من على الصليب ودفنه في نفس اليوم (وهو ما اتبع في صلب ربنا يسوع المسيح). والحكمة في ذلك هي أن الإنسان مخلوق على صورة الله لذلك لا يجب أن يطول التشهير به، فقد تم التشهير بخطيته بما فيه الكفاية في نفس اليوم. وبقاء الجثة معلقة يعنى استمرار إعلان الجريمة المتعلقة بها والتي جعلت المعلق ملعون من الله أي واقع تحت غضبه لأنه كسر ناموسه وتجرأ على فعلته الشنيعة التي استحق عليها هذا الحكم. كما أن تأكيد الشريعة على ضرورة دفن الجثة في نفس اليوم لأن الله يريد ألا يسيطر خوفنا من خطايانا على تفكيرنا طويلًا - طالما ظلت الجثة معلقة تبكتنا، بل يطلب منا أن نتوب عنها ونشغل فكرنا بالله كغافر للخطايا وليس كديان لنا، بالإضافة أن الجثث التي لا تدفن تنقل الأمراض.

فلا تنجس الأرض التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا: جثث القتلى كانت تعتبر نجاسة تدنس الأرض لذا يجب التعجيل بدفنها.

† كم هي محبة الله لنا بإرسال ابنه الحبيب ليفتدينا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا لأنه مكتوب "ملعون من علق على خشبة" (غلا3: 13). فقد حمل هو نفسه خطايانا في جسده على الخشبة لكي نموت عن الخطية فنحيا للبر. فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة مقدمين توبة حقيقية، واثقين من قبولها، مؤمنين بمن فدانا وفتح لنا طريق الملكوت، متأملين قول بولس الرسول: "كل تعدٍ أو معصية نال مجازاة عادلة فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره" (عب2: 2، 3).