الأصحاح الثامن عشر – سفر التثنية – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر التثنية – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ عَشَرَ

نصيب الكهنة والابتعاد عن الممارسات الوثنية والأنبياء.

(1) نصيب الكهنة من الذبائح (ع1 - 8).

(2) الممارسات الوثنية (ع9 - 14).

(3) الأنبياء الحقيقيين والكاذبين (ع15 - 22).

(1) نصيب الكهنة من الذبائح (ع1 - 8):

1«لا يَكُونُ لِلكَهَنَةِ اللاوِيِّينَ كُلِّ سِبْطِ لاوِي قِسْمٌ وَلا نَصِيبٌ مَعَ إِسْرَائِيل. يَأْكُلُونَ وَقَائِدَ الرَّبِّ وَنَصِيبَهُ. 2 فَلا يَكُونُ لهُ نَصِيبٌ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. الرَّبُّ هُوَ نَصِيبُهُ كَمَا قَال لهُ. 3« وَهَذَا يَكُونُ حَقُّ الكَهَنَةِ مِنَ الشَّعْبِ مِنَ الذِينَ يَذْبَحُونَ الذَّبَائِحَ بَقَرًا كَانَتْ أَوْ غَنَمًا. يُعْطُونَ الكَاهِنَ السَّاعِدَ وَالفَكَّيْنِ وَالكِرْشَ. 4 وَتُعْطِيهِ أَوَّل حِنْطَتِكَ وَخَمْرِكَ وَزَيْتِكَ وَأَوَّل جَزَازِ غَنَمِكَ. 5 لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ قَدِ اخْتَارَهُ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِكَ لِيَقِفَ وَيَخْدِمَ بِاسْمِ الرَّبِّ هُوَ وَبَنُوهُ كُل الأَيَّامِ. 6« وَإِذَا جَاءَ لاوِيٌّ مِنْ أَحَدِ أَبْوَابِكَ مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيل حَيْثُ هُوَ مُتَغَرِّبٌ وَجَاءَ بِكُلِّ رَغْبَةِ نَفْسِهِ إِلى المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ 7 وَخَدَمَ بِاسْمِ الرَّبِّ إِلهِكَ مِثْل جَمِيعِ إِخْوَتِهِ اللاوِيِّينَ الوَاقِفِينَ هُنَاكَ أَمَامَ الرَّبِّ 8 يَأْكُلُونَ أَقْسَامًا مُتَسَاوِيَةً عَدَا مَا يَبِيعُهُ عَنْ آبَائِهِ.

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

يؤكد الله على أن الكهنة وكل سبط لاوى لا يمتلكون أرضًا في كنعان بل يتفرغون لخدمة الله ويأكلون من نصيب الله أي الذبائح والتقدمات المقدمة لبيت الرب، أي يكون نصيبهم هو نصيب الرب من التقدمات.

العدد 3

ع3:

يذكر هنا نصيب الكهنة من الذبائح التي يقدمها الشعب لله وهي تشمل هذه الأجزاء:

الساعد: وهي الساق الأمامية اليمنى والتي تسمى ساق الرفيعة (خر29: 27، 28، لا7: 30 - 34). وهي ترمز لجهاد الكاهن وسيره في طريق الله ومساعدته ورعايته للشعب.

الفكين: وهما جزء من الرأس، ويلاحظ أنهما لم يذكرا في سفري الخروج واللاويين، ولعل ذلك من أجل قلة قيمتهما وكان معروفًا أنهما من نصيب الكاهن. وهما يرمزان إلى كلام الكاهن وتعليمه.

الكرش: وهو يعنى الأمعاء ولم يذكر أيضًا في سفري الخروج واللاويين لنفس السبب الذي ذكر في الفكين. وهو يرمز لسد احتياجات الكاهن المادية.

صدر الترديد: وقد ذكر في سفري الخروج واللاويين ولم يذكر هنا لعل ذلك بسبب أنه كان من المعروف أنه من نصيب الكاهن، وهو أهم جزء في الذبيحة.

العدد 4

ع4:

بالإضافة إلى نصيب الكاهن من الذبائح فان له نصيبًا أيضًا في المحاصيل الزراعية. فكان له باكورات القمح وعصير العنب والزيت وأيضًا الصوف الذي يقصّ من الغنم.

العدد 5

ع5:

هذه الامتيازات التي تمنح للكاهن سببها كما جاء في (ع1) وهو أنه ليس لديه أرض أو مواشى كبقية الشعب لتوفر له مثل تلك الاحتياجات، كما أن سببها أيضًا ما جاء هنا وهو أنه مكرّس للوقوف للصلاة أمام الرب في بيته المقدس للقيام بالخدمات الطقسية والروحية هو ونسله من بعده فيلزم تدبير احتياجاته المادية.

الأعداد 6-8

ع6 - 8:

قد يحدث أن بعض اللاويين يرغبون رغبة قلبية حقيقية في التفرغ لخدمة بيت الرب - في غير نوبتهم - فيتركون مدن سكناهم التي تعتبر اغتراب بالنسبة لهم، لأنه لم يكن لهم نصيب في الأرض بل كانت مدنهم موهوبة لهم من باقي الأسباط، ويأتون إلى بيت الرب فيخدمون هناك مع باقي إخوتهم اللاويين القائمين بالخدمة؛ ففى هذه الحالة يعطون أيضًا نصيبًا كاملًا من العشور والتقدمات وغيرها بالإضافة إلى حقهم في أي مورد آخر للدخل مما ورثوه عن آبائهم.

† الله يهتم بخدامه المكرّسين فيدبر احتياجاتهم لأنه أب حنون يهتم بأولاده، فاتكل عليه واثقًا من محبته لك ولا تخشَ أي ضيقات في المستقبل لأنه معك يدبر أمورك ويدافع عنك ويحميك من كل شر.

(2) الممارسات الوثنية (ع9 - 14):

9«مَتَى دَخَلتَ الأَرْضَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لا تَتَعَلمْ أَنْ تَفْعَل مِثْل رِجْسِ أُولئِكَ الأُمَمِ. 10 لا يُوجَدْ فِيكَ مَنْ يُجِيزُ ابْنَهُ أَوِ ابْنَتَهُ فِي النَّارِ وَلا مَنْ يَعْرُفُ عِرَافَةً وَلا عَائِفٌ وَلا مُتَفَائِلٌ وَلا سَاحِرٌ 11 وَلا مَنْ يَرْقِي رُقْيَةً وَلا مَنْ يَسْأَلُ جَانًّا أَوْ تَابِعَةً وَلا مَنْ يَسْتَشِيرُ المَوْتَى. 12 لأَنَّ كُل مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مَكْرُوهٌ عِنْدَ الرَّبِّ. وَبِسَبَبِ هَذِهِ الأَرْجَاسِ الرَّبُّ إِلهُكَ طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكَ. 13 تَكُونُ كَامِلًا لدَى الرَّبِّ إِلهِكَ. 14 إِنَّ هَؤُلاءِ الأُمَمَ الذِينَ تَخْلُفُهُمْ يَسْمَعُونَ لِلعَائِفِينَ وَالعَرَّافِينَ. وَأَمَّا أَنْتَ فَلمْ يَسْمَحْ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ هَكَذَا.

العدد 9

ع9:

رجس: قذر وفعل قبيح وعمل الشيطان.

يحذرهم بعد سكنهم في أرض كنعان من أن يتشبهوا بالوثنيين المحيطين بهم في عباداتهم للآلهة الغريبة فهذا تمرد وخيانة لله.

الأعداد 10-11

ع10 - 11:

يذكر هنا أمثلة للممارسات الوثنية المحرمة وهي:

الذبائح البشرية: فيمنعهم من تقديم أبنائهم ليحرقوا بالنار أو يشوونهم على النحاس المحمى بالنار الذي هو تمثال الإله مولك.

العرافة: ادعاء معرفة الغيب سواء بتفسير الأحلام أو النجوم أو الكف...

العيافة: تعنى التفاؤل والتشاؤم.

التفاؤل.

السحر: استخدام قوة الشيطان لتنفيذ منفعة أو صد ضرر أو إيذاء الغير باستخدام التعاويذ والأحجية.

من يرقى رقية: تقديم طلبات للآلهة مع البخور.

يسأل جانًا أو تابعة: وهي أنواع من الشياطين وكانوا يظنون أن هناك أرواح تتبع البشر فيطلبون معونتها.

مَن يستشير الموتى: أي تحضير الأرواح وهو استدعاء للشياطين التي تَدَّعى أنها أرواح الموتى.

العدد 12

ع12:

الرب يريد أن نعتمد عليه وحده، فكل من يمارس هذه الأفعال مكروه عنده لأنها تعنى الاتكال على القوى الشيطانية التي لا تريد الخير لبنى الإنسان وتشده نحو العصيان على الله. لذلك كانت أحد الأسباب التي من أجلها طرد الرب الكنعانيين من الأرض.

العدد 13

ع13:

الله يطلب من أبنائه سواء في العهد القديم أو في العهد الجديد أن يكونوا كاملين. وهذه الأعمال الدنسة تحرم المؤمنين من الكمال الذي أمرهم الرب أن يسعوا إليه كما في (تك17: 1)، (مت5: 48)، فهي تحط من كرامة الإنسان وصورته الإلهية إذ يستعين بعدو الإنسانية، عدو الخير، متجاهلًا الله القدير.

العدد 14

ع14:

تخلفهم: تحل محلهم.

ليس غريبًا أن تلجأ الشعوب الوثنية لمثل تلك الأعمال الدنسة فهي تؤمن بالأباطيل بسبب عجزهم عن إدراك وجود الإله الحقيقي، لذلك يسمح الله لشعبه أن يحل محلهم في الأرض التي يطردهم منها. أما هم فجنس ملوكى أمة مقدسة وشعب مختار، لا يليق بهم ولا يسمح لهم الرب بتلك الأعمال الدنسة السخيفة.

† لا يتعلق قلبك بمعرفة الغيب أو تنبهر بأعمال الشياطين حتى لو استترت بترديد صلوات من الكتاب المقدس، ولكن اطلب الرب إلهك وهو يرشدك وينجيك ويحفظك من هذه الأعمال الشيطانية ويحل مشاكلك فلا تنحط وتتذلل للشيطان عدوك.

←.

(3) الأنبياء الحقيقيين والكاذبين (ع15 - 22):

15«يُقِيمُ لكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِكَ مِنْ إِخْوَتِكَ مِثْلِي. لهُ تَسْمَعُونَ. 16 حَسَبَ كُلِّ مَا طَلبْتَ مِنَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ يَوْمَ الاِجْتِمَاعِ قَائِلًا: لا أَعُودُ أَسْمَعُ صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِي وَلا أَرَى هَذِهِ النَّارَ العَظِيمَةَ أَيْضًا لِئَلا أَمُوتَ 17 قَال لِيَ الرَّبُّ: قَدْ أَحْسَنُوا فِي مَا تَكَلمُوا. 18 أُقِيمُ لهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلكَ وَأَجْعَلُ كَلامِي فِي فَمِهِ فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. 19 وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. 20 وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلامًا لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ. 21 وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22 فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ».

العدد 15

ع15:

بعدما حرّم الرب الالتجاء إلى السحر وعلم الغيب وأدان ممارستهم، وعد شعبه بأنه سيقيم سلسلة من الأنبياء يسألونهم ويستمعون إليهم، ليس أنبياء كذبة بل مرسلين من الرب. وهؤلاء الأنبياء يختارهم الرب من داخل أسباطهم، أي من بنى يعقوب وليسوا غرباء. وسيكونون مثل موسى أي بنفس روح الرعاية التي أظهرها موسى نحو شعبه ويستمرون في عمله.

وقد تحقق هذا الوعد الإلهي فيما بعد بصورة أكمل في شخص الرب يسوع المسيح الذي أخذ وظيفة نبى (هو كاهن وملك ونبى)، إذ كان يكلم الشعب بكلام الحياة الأبدية معلنًا أنه لا يتكلم من نفسه بل بما يعطيه إياه الآب يتكلم.

، فهذه الآية نبوة عن تجسد المسيح، وموسى يرمز للمسيح وهناك تشابه بينهما ولكن في حدود لأن المسيح هو الله (أنظر تفسير عب3 في الجزء الخامس من الموسوعة).

الأعداد 16-17

ع16 - 17:

يذكرهم بما طلبوه عندما كانوا في جبل حوريب (خر20)، حين خافوا من المظاهر الرهيبة التي أحاطت برؤيتهم لمجد الرب حين أعطاهم الوصايا العشر. فقد طلبوا أن يكون موسى وسيطًا بينهم وبين الرب فلا يعودوا يرتعبوا ولئلا يموتوا. وقد استحسن الرب قولهم واستجاب لهم.

العدد 18

ع18:

الله وحده هو الذي يقيم الأنبياء ويجعل كلامه في أفواههم. (وكان كل نبى فيما بعد يقول هكذا قال الرب). ويكرر الرب أن الأنبياء سيكونون من بنى يعقوب وليسوا من الأجانب.

العدد 19

ع19:

الإنسان الذي لا يستمع إلى كلمة الرب من فم أنبيائه ويعمل بها فإن الرب سيحاسبه ويدينه. فالرب يطالبهم بطاعة أقواله الصادرة من فم أنبيائه.

العدد 20

ع20:

تحذير جديد من الأنبياء الكذبة الذين يتجرأون على الرب قائلين أقوالًا لم تصدر منه مدعين أنها وحى إلهى، كذلك الذي يدعو لآلهة كاذبة مدعيًا أنه ينقل عنها جاذبًا الناس إلى عبادتها. مثل هذا الإنسان يقتل قتلًا لأنه يضل الشعب.

الأعداد 21-22

ع21 - 22:

قد يحتار الشعب أمام أقوال الأنبياء ولا يستطيع أن يحكم إن كانوا صادقين أم كاذبين. لذلك أعطى الرب علامة يستطيع بواسطتها التمييز بين النبي الحقيقي والنبى الكاذب وهي: إن حدثت الأمور التي تنبأ بها النبي بالفعل كانت نبوءته صادقة وقد تكلم من قبل الرب، أما إن لم تحدث فهذا معناه أنه نبى كاذب تجاسر على الله وادعى النبوة ونقل عن الرب أقوال لم يقلها، فهو ينطق بأفكار من عنده وليست من وحى الله.

† اهتم بكلام الله الذي يرسله إليك على فم من حولك من الكهنة والمعلمين ليرشدك في طريق حياتك، ولا تنقاد إلى كلام العالم مهما كان مبهرًا، فهو كاذب ويضلّلك وبهذا تحفظ حياتك في طمأنينة وسلام.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح التاسع عشر - سفر التثنية - مارمرقس مصر الجديدة

الأصحاح السابع عشر - سفر التثنية - مارمرقس مصر الجديدة

تفاسير سفر التثنية الأصحاح 18
تفاسير سفر التثنية الأصحاح 18