الأصحاح الحادي عشر – سفر التثنية – مارمرقس مصر الجديدة

العدد 1

ع1:

يؤكد موسى على الشعب أن يحبوا الله ويحفظوا وصاياه، فهذا أساس استقرارهم وطمأنينتهم وكل البركات التي ينالونها. وهذا هو نفس ما قاله المسيح "إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى" (يو14: 15).

العدد 2

ع2:

يعلن موسى لسامعيه أنه يقصد الذين كانوا أطفالًا أقل من عشرين سنة ولكن مدركون للأحداث في مصر، أي الضربات العشر وعبور البحر الأحمر ثم كل ما حدث في برية سيناء، ولم يموتوا في سيناء مع آبائهم الذين رفضوا دخول أرض الميعاد وهم الذين كان عمرهم أكثر من عشرين سنة. وهو لا يخاطب في هذ الكلام الذين ولدوا في برية سيناء أو الذين كانوا رضّع وأطفالًا صغار غير مدركين عند خروجهم من مصر لأنه يتكلم عن أحداث رأوها تظهر جزاء الطاعة أو العصيان.

العدد 3

ع3:

يخاطب موسى مَن رأوا الضربات العشر في مصر والتي تعلن أنه الإله الوحيد الواجب الطاعة.

العدد 4

ع4:

أطاف: طفت وعلت مياه البحر فوق جيش المصريين.

ذكرّهم بعقابه للمصريين الذين خرجوا وراء شعب الله وغرقوا في البحر الأحمر.

الأعداد 5-7

ع5 - 7:

يذكّرهم موسى أيضًا بأعمال الله معهم في برية سيناء، مثل عقابه لداثان وأبيرام اللذين من سبط رأوبين ومن معهما الذين اشتركوا مع قورح في التذمر على موسى وهارون لانفرادهما بالكهنوت (عد16)، فانشقت الأرض وابتلعتهم هم وعائلاتهم وممتلكاتهم.

كل أعمال الله هذه رأوها بعيونهم وبالتالي ينبغى أن يطيعوا وصاياه ولا يعصوه.

† تَذَكُر عقاب الأشرار ونهايتهم ينبهنا للابتعاد عن الخطية التي تبدو جذابة ولكنها شريرة جدًا وتهلك من يفعلها، فيجعلنا هذا نبتعد عن كل ما يؤدى إليها.

(2) خيرات أرض الميعاد (ع8 - 17):

8«فَاحْفَظُوا كُل الوَصَايَا التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ لِتَتَشَدَّدُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا 9 وَلِتُطِيلُوا الأَيَّامَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكُمْ أَنْ يُعْطِيَهَا لهُمْ وَلِنَسْلِهِمْ أَرْضٌ تَفِيضُ لبَنًا وَعَسَلًا. 10 لأَنَّ الأَرْضَ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا ليْسَتْ مِثْل أَرْضِ مِصْرَ التِي خَرَجْتَ مِنْهَا حَيْثُ كُنْتَ تَزْرَعُ زَرْعَكَ وَتَسْقِيهِ بِرِجْلِكَ كَبُسْتَانِ بُقُولٍ. 11 بَل هِيَ أَرْضُ جِبَالٍ وَبِقَاعٍ. مِنْ مَطَرِ السَّمَاءِ تَشْرَبُ مَاءً. 12 أَرْضٌ يَعْتَنِي بِهَا الرَّبُّ إِلهُكَ. عَيْنَا الرَّبِّ إِلهِكَ عَليْهَا دَائِمًا مِنْ أَوَّلِ السَّنَةِ إِلى آخِرِهَا. 13«فَإِذَا سَمِعْتُمْ لِوَصَايَايَ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ لِتُحِبُّوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ وَتَعْبُدُوهُ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ 14 أُعْطِي مَطَرَ أَرْضِكُمْ فِي حِينِهِ: المُبَكِّرَ وَالمُتَأَخِّرَ. فَتَجْمَعُ حِنْطَتَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ. 15 وَأُعْطِي لِبَهَائِمِكَ عُشْبًا فِي حَقْلِكَ فَتَأْكُلُ أَنْتَ وَتَشْبَعُ. 16 فَاحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَنْغَوِيَ قُلُوبُكُمْ فَتَزِيغُوا وَتَعْبُدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُوا لهَا 17 فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَليْكُمْ وَيُغْلِقُ السَّمَاءَ فَلا يَكُونُ مَطَرٌ وَلا تُعْطِي الأَرْضُ غَلتَهَا فَتَبِيدُونَ سَرِيعًا عَنِ الأَرْضِ الجَيِّدَةِ التِي يُعْطِيكُمُ الرَّبُّ.

الأعداد 8-9

ع8 - 9:

كان الشعب على مشارف أرض الميعاد، فينبههم موسى إلى أهمية طاعة كلام الله حتى يتملكوا الأرض الجديدة ويستقروا فيها سنينًا طويلة ويتمتعوا بخيراتها المرموز إليها باللبن والعسل.

الأعداد 10-12

ع10 - 12:

تسقيه برجلك: يزيح برجله الطين فيفتح قنوات الرى داخل الحقل وبعد رى هذه الأحواض يسد القنوات برجله بكمية من الطين لتتحول المياه إلى الأحواض التالية ليرويها.

البقاع: الوديان.

يعلن لهم الله أن طريقة رى الأرض في مصر تعتمد على مياه النيل التي ترويها بسهولة مثل الحقول المزروعة بقولًا. أما في أرض كنعان فتعتمد معظم الزراعة على مياه الأمطار التي يعطيها الله في وقتها مما يجعل الناس يعتمدون على الله واهبها. فعندما يطيعونه تفيض بركاته من السماء عليهم طوال السنة فتمتلئ بالمزروعات والخيرات.

† من أجمل عبارات هذا السفر عبارة "عينا الرب إلهك عليها دائمًا من أول السنة إلى آخرها". فكم يعتنى الرب بنا ويدبر احتياجاتنا ليس في لحظات معينة فقط بل على مدى أيام عمرنا كلها على هذه الأرض، فهو يعلم جميع احتياجاتنا المادية ويوفرها لنا في حين حسن، فليتنا في صلواتنا نطلب ملكوت الله أولًا واثقين من عناية الله بنا فهو يعطينا أكثر مما نطلب أو نفتكر.

الأعداد 13-15

ع13 - 15:

المطر المبكر: في بداية موسم الزراعة الشتوى أي في شهر أكتوبر لتنمو البذار.

المطر المتأخر: قبل الحصاد، أي في شهر مارس، ليكمل نمو النباتات.

عشبًا: نباتات العلف مثل البرسيم.

إذا أطعتم وصايا الله، يعطيكم الأمطار في حينها اللازم لنمو النباتات فتحصل على محاصيل وفيرة من القمح والعنب والزيتون. كما تنمو نباتات العلف اللازمة لطعام الحيوانات فتكبر وتسمن مما يوفر كل الأطعمة اللازمة لشعب الله.

الأعداد 16-17

ع16 - 17:

تنغوى: تنخدع وتشتهى.

يحذرهم من عبادة الأوثان فيظنوا أنها سبب خيرات أرض كنعان كما تقول الشعوب الوثنية الساكنة حولهم، فحينئذ يمنع الله المطر فتجف الأرض ولا تعطى محاصيلها ويجوع الإنسان ويهلك.

←.

(3) تذكر وصايا الله (ع18 - 25):

18«فَضَعُوا كَلِمَاتِي هَذِهِ عَلى قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ وَارْبُطُوهَا عَلامَةً عَلى أَيْدِيكُمْ وَلتَكُنْ عَصَائِبَ بَيْنَ عُيُونِكُمْ 19 وَعَلِّمُوهَا أَوْلادَكُمْ مُتَكَلِّمِينَ بِهَا حِينَ تَجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ وَحِينَ تَمْشُونَ فِي الطَّرِيقِ وَحِينَ تَنَامُونَ وَحِينَ تَقُومُونَ. 20 وَاكْتُبْهَا عَلى قَوَائِمِ أَبْوَابِ بَيْتِكَ وَعَلى أَبْوَابِكَ 21 لِتَكْثُرَ أَيَّامُكَ وَأَيَّامُ أَوْلادِكَ عَلى الأَرْضِ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِكَ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا كَأَيَّامِ السَّمَاءِ عَلى الأَرْضِ. 22 لأَنَّهُ إِذَا حَفِظْتُمْ جَمِيعَ هَذِهِ الوَصَايَا التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا لِتَعْمَلُوهَا لِتُحِبُّوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ وَتَسْلُكُوا فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَتَلتَصِقُوا بِهِ 23 يَطْرُدُ الرَّبُّ جَمِيعَ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ مِنْ أَمَامِكُمْ فَتَرِثُونَ شُعُوبًا أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكُمْ. 24 كُلُّ مَكَانٍ تَدُوسُهُ بُطُونُ أَقْدَامِكُمْ يَكُونُ لكُمْ. مِنَ البَرِّيَّةِ وَلُبْنَانَ. مِنَ نَهْرِ الفُرَاتِ إِلى البَحْرِ الغَرْبِيِّ يَكُونُ تُخُمُكُمْ. 25 لا يَقِفُ إِنْسَانٌ فِي وَجْهِكُمْ. الرَّبُّ إِلهُكُمْ يَجْعَلُ خَشْيَتَكُمْ وَرُعْبَكُمْ عَلى كُلِّ الأَرْضِ التِي تَدُوسُونَهَا كَمَا كَلمَكُمْ.

الأعداد 18-20

ع18 - 20:

يكرر هنا ما ذكره في (تث 6: 6 - 9) وهو أهمية تذكر كلام الله وترديده طوال اليوم.

العدد 21

ع21:

أيام السماء على الأرض: أي إلى الأبد والمقصود العمر الطويل.

يبشره الله أنه إذا أطاع الوصية التي يرددها طوال اليوم، يهبه العمر الطويل في أرض الميعاد وبعد ذلك الحياة في الأرض الجديدة أي ملكوت السموات.

الأعداد 22-23

ع22 - 23:

يعدهم الله إن أحبوه وأطاعوا وصاياه وسلكوا بها، أن يطرد الشعوب الوثنية سكان أرض كنعان من أمامهم ويمتلك أرضهم رغم أنها شعوب قوية وعظيمة.

.

العدد 24

ع24:

كل مكان تدوسه بطون أقدامكم يكون لكم: كناية عن عدم اضطرارهم للتراجع عن أيّة أراضي يستولون عليها.

البحر الغربي: البحر الأبيض المتوسط.

تحفيز وتشجيع لهم من الرب على التقدم للأمام دون خوف من تراجع أو انكسار أمام الأعداء. فما يستولون عليه من أراضي لا يفقدونه، بل يتقدمون باستمرار إلى الأمام من انتصار إلى انتصار.

ويحدد لهم الرب حدود الأرض الموعود بها لهم كالآتي:

من الجنوب الصحراء أي صحراء سيناء.

من الشمال جبال لبنان.

من الشرق نهر الفرات.

من الغرب البحر الأبيض المتوسط.

(ملحوظة: لم تبلغ إسرائيل هذا المدى إلا في عهد سليمان (1 مل4) (خريطة 17←).

العدد 25

ع25:

لن يستطيع أي قائد عسكرى يحاربكم أن يعطل تقدمكم. وتذاع أخبار انتصاراتكم الحاسمة السريعة في المعارك التي تخوضونها مما يجعل الشعوب الموجودة بالمنطقة تخافكم وترتعب من لقائكم.

† طاعة وصايا الله تعطيك مهابة في أعين من حولك فيخشون الإساءة إليك ويحترموا كلامك فتكون لك فرصة أن تعلمهم كلام الله من خلال سلوكك وكلماتك العادية.

(4) البركة واللعنة (ع26 - 32):

26«اُنْظُرْ! أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ اليَوْمَ بَرَكَةً وَلعْنَةً. 27 البَرَكَةُ إِذَا سَمِعْتُمْ لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ. 28 وَاللعْنَةُ إِذَا لمْ تَسْمَعُوا لِوَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمْ وَزُغْتُمْ عَنِ الطَّرِيقِ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا اليَوْمَ لِتَذْهَبُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفُوهَا. 29 وَإِذَا جَاءَ بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا فَاجْعَلِ البَرَكَةَ عَلى جَبَلِ جِرِزِّيمَ وَاللعْنَةَ عَلى جَبَلِ عِيبَال. 30 أَمَا هُمَا فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ وَرَاءَ طَرِيقِ غُرُوبِ الشَّمْسِ فِي أَرْضِ الكَنْعَانِيِّينَ السَّاكِنِينَ فِي العَرَبَةِ مُقَابِل الجِلجَالِ بِجَانِبِ بَلُّوطَاتِ مُورَةَ؟ 31 لأَنَّكُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ لِتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي الرَّبُّ إِلهُكُمْ يُعْطِيكُمْ. تَمْتَلِكُونَهَا وَتَسْكُنُونَهَا. 32 فَاحْفَظُوا جَمِيعَ الفَرَائِضِ وَالأَحْكَامِ التِي أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ اليَوْمَ لِتَعْمَلُوهَا».

العدد 26

ع26:

يضع الرب إسرائيل أمام مفترق طرق للاختيار بين طريقين لا مجال للجمع بينهما، طريق يؤدى إلى التمتع بالبركات الإلهية وطريق يجلب اللعنة.

العدد 27

ع27:

الطريق الأول هو طريق الطاعة للوصايا التي نقلها لهم موسى عن الرب والتي يذكرهم بها دائمًا ويعيد ذكرها لهم اليوم من جديد.

العدد 28

ع28:

الطريق الثاني الذي تصيبهم فيه لعنات كثيرة هو إهمالهم لوصايا الله وتركهم عبادته لعبادة الآلهة الغريبة أي الأوثان.

العدد 29

ع29:

جبل جرزيم وجبل عيبال: جبلان في جنوب وشمال نابلس (شكيم) يفصل بينهما وادي ضيق.

بعد دخولكم وتملككم الأرض التي يقودكم الرب للاستيلاء عليها، قفوا بين جبلى جرزيم وعيبال. فمن هذين الموقعين، الذين يتوسطان أرض الموعد، تعلن البركة واللعنة كأنما يقف الجبلان شاهدين صامتين على تجديد العهد.

وقد ذكرت البركات واللعنات بالتفصيل في (تث 27: 11 - 26).

العدد 30

ع30:

عبر الأردن: الجانب الغربي للأردن.

وصف تفصيلى لموقع الجبلين - جرزيم وعيبال - فهما على الجانب الغربي من نهر الأردن بينما موسى والشعب كانوا يقفون في الجانب الشرقى منه. ومن مكان موسى والشعب يستطيعون أن يروا الشمس وهي تغيب وتختفى وراء الجبلين.

وراء طريق غروب الشمس: أي ناحية الغرب.

في أرض الكنعانيين الساكنين في العربة: العربة هي الوادى المنخفض على ضفتى نهر الأردن شمال البحر الميت (خريطة 18←).

مقابل الجلجال: أرض الجلجال تبعد حوالي 13 كم شمال بيت إيل. والمقصودة هنا هي المنطقة الأخرى.

بلوطات مورة: موقع شجرة البلوط الكبيرة حيث نصب إبراهيم خيمته عندما دخل كنعان (تك12: 6) بالقرب من شكيم.

الأعداد 31-32

ع31 - 32:

لأنكم على وشك عبور الأردن لكي تستولوا على الأرض التي منحها الله لكم. فاستقراركم الدائم في هذه الأرض يتوقف على حرصكم على اتمام الفرائص التي أوصيتكم بها وتطبيقكم للأحكام التي وضعتها لكم.

ومع نهاية الأصحاح الحادي عشر تنتهي العظة الثانية لموسى النبي والتي بدأت في نهاية الأصحاح الرابع من (ع44). وهذه العظة تكلمت في مجملها عن حفظ الوصايا والابتعاد عن معطلاتها.

† الله يريد أن يبارك حياتك إذا سرت معه وحفظت وصاياه، فلا ترفضه من أجل شرور العالم أو مباهجه الزائلة ولا تتمادَ في الخطية باستهانة فتعرض نفسك لعقابه الإلهي، فرغم رحمته الدائمة هو أيضًا كامل في عدله.