الأصحاح الرابع – تفسير سفر أعمال الرسل – القمص أنطونيوس فكري

هذا الفصل هو جزء من كتاب: سفر أعمال الرسل – القس أنطونيوس فكري.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الإصحاح الرابع

الأعداد 1-2

الآيات (1 - 2): -

"1 وَبَيْنَمَا هُمَا يُخَاطِبَانِ الشَّعْبَ، أَقْبَلَ عَلَيْهِمَا الْكَهَنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وَالصَّدُّوقِيُّونَ، 2مُتَضَجِّرِينَ مِنْ تَعْلِيمِهِمَا الشَّعْبَ، وَنِدَائِهِمَا فِي يَسُوعَ بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ.".

ما ضايق رؤساء اليهود هو تبشير التلاميذ بقيامة المسيح الذى صلبوه وهذا يعنى أنهم قتلة. وهذا التبشير حرك بعثة كبيرة للقبض على التلاميذ، من الْكَهَنَةُ وَقَائِدُ جُنْدِ الْهَيْكَلِ وهو المسئول عن أمن ونظام الهيكل فى الداخل والخارج، وكان كاهناً يلى رئيس الكهنة ولم يكن ضابطاً عسكرياً. وَالصَّدُّوقِيُّونَ = ومنهم رؤساء الكهنة ولهم علاقات حسنة مع السلطة الرومانية وكانوا يساعدون الرومان فى إخماد الثورات. ولأنهم لا يعتقدون فى القيامة من الأموات أهاجهم بشارة التلاميذ بأن المسيح قد قام. ضف إلى ذلك خوفهم على شعبيتهم ومصادر أموالهم.

العدد 3

آية (3): -

"3فَأَلْقَوْا عَلَيْهِمَا الأَيَادِيَ وَوَضَعُوهُمَا فِي حَبْسٍ إِلَى الْغَدِ، لأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَارَ الْمَسَاءُ.".

هذه أول مرة يقضى فيها تلميذ للمسيح ليلته فى السجن. وبهذا بدأ الإضطهاد الرسمى للمسيحية وبدأت سلسلة الألام. ولاحظ أنهم وضعوهم فى الحبس إذ لا يجوز المحاكمة فى المساء، هنا إحترموا هذا القانون اليهودى أمّا مع المسيح فظلت المحاكمة طوال الليل.

العدد 4

آية (4): -

"4 وَكَثِيرُونَ مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا الْكَلِمَةَ آمَنُوا، وَصَارَ عَدَدُ الرِّجَالِ نَحْوَ خَمْسَةِ آلاَفٍ.".

فى مقابل الألام نجد أن الكنيسة تنمو. فالألام لا تمنع نمو الكنيسة بل تساعد على نموها.

الأعداد 5-7

الآيات (5 - 7): -

"5 وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ رُؤَسَاءَهُمْ وَشُيُوخَهُمْ وَكَتَبَتَهُمُ اجْتَمَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ 6مَعَ حَنَّانَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ وَقَيَافَا وَيُوحَنَّا وَالإِسْكَنْدَرِ، وَجَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ عَشِيرَةِ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. 7 وَلَمَّا أَقَامُوهُمَا فِي الْوَسْطِ، جَعَلُوا يَسْأَلُونَهُمَا: «بِأَيَّةِ قُوَّةٍ وَبِأَيِّ اسْمٍ صَنَعْتُمَا أَنْتُمَا هذَا؟ ».".

هؤلاء المجتمعون هم هيئة السنهدريم أى مجلس المشورة أو إدارة وهى كلمة أرامية. والسنهدريم هو أعلى محكمة فى إسرائيل وهم (70 شيخ + رئيس الكهنة فيصبح العدد الإجمالى 71. وكان تقسيمهم كالتالى 24 كاهناً + 24 شيخاً + 22 كاتباً) ومنهم فريسيين وصدوقيين. وكانوا 70 على غرار نظام السبعين شيخاً أيام موسى. والسنهدريم عقد أول إجتماع له سنة 200 ق. م. وإستمرت سلطاته حتى الحرب مع الرومان سنة 70م. وأيام الرومان كان لهم أن يحكموا بالإعدام على أن يوافق الوالى. ونلاحظ هنا أن الله رتب لرسله أن يشهدوا له داخل السنهدريم.

بِأَيَّةِ قُوَّةٍ صَنَعْتُمَا هذَا = إذاً فقد أقروا بالمعجزة فالكل رآها. وهم ربما ظنوا أنها قوة سحرية أو بقوة بعلزبول كما قالوا عن المسيح سابقاً. وَبِأَيِّ اسْمٍ = ربما تصوروا أنه بإسم أحد الأنبياء. بِأَيَّةِ قُوَّةٍ صَنَعْتُمَا = السؤال فيه صيغة السخرية.

الأعداد 8-10

الآيات (8 - 10): -

"8حِينَئِذٍ امْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَقَالَ لَهُمْ: «يَا رُؤَسَاءَ الشَّعْبِ وَشُيُوخَ إِسْرَائِيلَ، 9إِنْ كُنَّا نُفْحَصُ الْيَوْمَ عَنْ إِحْسَانٍ إِلَى إِنْسَانٍ سَقِيمٍ، بِمَاذَا شُفِيَ هذَا، 10فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا عِنْدَ جَمِيعِكُمْ وَجَمِيعِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ، أَنَّهُ بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ، الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ أَنْتُمُ، الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِذَاكَ وَقَفَ هذَا أَمَامَكُمْ صَحِيحًا.".

حِينَئِذٍ امْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ = هذا هو وعد المسيح (مت 19: 10 + لو 14: 21) أن لا نهتم إذا وقفنا أمام ملوك وولاة فالروح القدس يعطينا فى ذلك الوقت ما نتكلم به، فعلينا أن لا نخاف أو لا نهتم. وهذا ما حدث لبطرس، بل هو وجه إتهاماً لشيوخ السنهدريم بأنهم صلبوا من أتى ليشفيهم ويشفى كل الشعب. الَّذِي صَلَبْتُمُوهُ = كان هذا حكم السنهدريم على المسيح الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ = وهذا هو حكم الله على المسيح. وواضح بهذا أن بطرس يريد أن يقول لقد كان حكمكم باطل، فلقد أبطله الله بأن أقام المسيح، وهو يوجه لهم إتهاماً بأنهم وقفوا ضد الله. ونلاحظ أن رؤساء الكهنة ومجمع السنهدريم حينما قال بطرس أن الله أقام المسيح، لم يجسروا أن يقولوا له وللتلاميذ أنكم سرقتموه والحراس نيام فهم يعلمون أنهم دفعوا رشوة للحراس ليقولوا ذلك.

امْتَلأَ بُطْرُسُ مِنَ الرُّوحِ = هو سبق وإمتلأ يوم الخمسين، ولكن هذه تعنى قوة جديدة أعطاها له الروح القدس وحكمة وفهم وقوة للرد على السنهدريم. من أجل إِحْسَانٍ = هذه سخرية من المجمع وتعنى أننى أحاكم من أجل إحسان عملته.

العدد 11

آية (11): -

"11هذَا هُوَ: الْحَجَرُ الَّذِي احْتَقَرْتُمُوهُ أَيُّهَا الْبَنَّاؤُونَ، الَّذِي صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ.".

الإقتباس من (مز 22: 118). وقد إستخدم المسيح نفسه هذه الآية عن نفسه (مر 7: 12 - 11 + مت 42: 21 - 44 + أش 14: 8 - 16 + 16: 28 + رو 32: 9، 33 + 1بط 3: 2 - 5 + أف 20: 2 - 23). فالمسيح حجر ربط بين عهدين قديم وجديد وبين يهود وأمم وبين السماء والأرض.

العدد 12

آية (12): -

"12 وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ».".

هم سألوا عن الإسم الذى إستخدمه الرسل لشفاء الأعرج. وبطرس يرد أنه لا يوجد سوى إسم المسيح الذى به لا نشفى من أمراضنا الجسدية فقط، بل به نخلص أى نشفى روحياً. ما قاله بطرس هنا هو دعوة للسنهدريم ليؤمنوا فيشفوا.

العدد 13

آية (13): -

"13فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا، وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ، تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ.".

مُجَاهَرَةَ = تشير لكلام بطرس بثقة وعدم إضطراب وجسارة والكلمة الأصلية تشير للحديث بحرية وإنطلاق.

عَدِيمَا الْعِلْمِ = أى لم يتعلما فى مدارس الربيين. وما أدهشهم إستخدام بطرس للنبوات، وهم يظنون أن لا أحد يفهمها سوى الربيين (رابى = معلم) (يو 15: 7) ولكن الله يفتح الذهن ليفهم العامى كلام الكتاب (لو 45: 24). أليس هذا هو عمل الروح القدس، أن يعلمنا كل شئ.

كَانَا مَعَ يَسُوعَ = المسيح يحيا فى رُسِلهِ. المحكمة بدأ يسيطر عليها الشعور بوجود يسوع فتلاميذه لهم نفس صفاته (الجرأة والعلم والمعجزات).

العدد 14

آية (14): -

"14 وَلكِنْ إِذْ نَظَرُوا الإِنْسَانَ الَّذِي شُفِيَ وَاقِفًا مَعَهُمَا، لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شَيْءٌ يُنَاقِضُونَ بِهِ.".

ما أغلق المناقشة أن الأعرج الذى شُفِىَ هو خير شاهد لبراءتهما. وكان الأعرج الذى شفى جريئاً فهو لم يتركهما ويهرب.

الأعداد 15-16

الآيات (15 - 16): -

"15فَأَمَرُوهُمَا أَنْ يَخْرُجَا إِلَى خَارِجِ الْمَجْمَعِ، وَتَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ 16قَائِلِينَ: «مَاذَا نَفْعَلُ بِهذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ؟ لأَنَّهُ ظَاهِرٌ لِجَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ أَنَّ آيَةً مَعْلُومَةً قَدْ جَرَتْ بِأَيْدِيهِمَا، وَلاَ نَقْدِرُ أَنْ نُنْكِرَ.".

الْمَجْمَعِ = هو السنهدريم أى المحكمة العليا.. وهناك سؤال.. من الذى أخبر التلاميذ بما دار سراً فى جلسة المداولة؟ غالباً هو بولس تلميذ غمالائيل.

الأعداد 17-18

الآيات (17 - 18): -

"17 وَلكِنْ لِئَلاَّ تَشِيعَ أَكْثَرَ فِي الشَّعْبِ، لِنُهَدِّدْهُمَا تَهْدِيدًا أَنْ لاَ يُكَلِّمَا أَحَدًا مِنَ النَّاسِ فِيمَا بَعْدُ بِهذَا الاسْمِ». 18فَدَعَوْهُمَا وَأَوْصَوْهُمَا أَنْ لاَ يَنْطِقَا الْبَتَّةَ، وَلاَ يُعَلِّمَا بِاسْمِ يَسُوعَ.".

هنا نرى خوفهم ورعبهم من إسم يسوع الذى صلبوه. ولكن كيف ينكرون الحق؟ لابد أن الشيطان الذى حركهم ليصلبوا المسيح مازال مسيطراً عليهم. بِهذَا الاسْمِ = نلاحظ أنهم تحاشوا ذكر إسم يسوع رُعباً منه. فهم رفضوا الخلاص لأنهم طلبوا مجد الناس.

الأعداد 19-20

الآيات (19 - 20): -

"19فَأَجَابَهُمْ بُطْرُسُ وَيُوحَنَّا وَقَالاَ: «إِنْ كَانَ حَقًّا أَمَامَ اللهِ أَنْ نَسْمَعَ لَكُمْ أَكْثَرَ مِنَ اللهِ، فَاحْكُمُوا. 20لأَنَّنَا نَحْنُ لاَ يُمْكِنُنَا أَنْ لاَ نَتَكَلَّمَ بِمَا رَأَيْنَا وَسَمِعْنَا».".

الروح القدس أعطى التلاميذ جرأة ليعلنوا إصرارهم على الشهادة بإسم يسوع الذى أحبوه وشاهدوا قيامته بعد صلبه.

الأعداد 21-22

الآيات (21 - 22): -

"21 وَبَعْدَمَا هَدَّدُوهُمَا أَيْضًا أَطْلَقُوهُمَا، إِذْ لَمْ يَجِدُوا الْبَتَّةَ كَيْفَ يُعَاقِبُونَهُمَا بِسَبَبِ الشَّعْبِ، لأَنَّ الْجَمِيعَ كَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ عَلَى مَا جَرَى، 22لأَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي صَارَتْ فِيهِ آيَةُ الشِّفَاءِ هذِهِ، كَانَ لَهُ أَكْثَرُ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً.".

واضح هنا تخبط المحكمة. وربما هم أطلقوهما حتى يستميلوهما فلا يتكلما بإسم المسيح. وربما خوفاً من الجماهير الذين إنبهروا بالمعجزة.

الأعداد 23-24

الآيات (23 - 24): -

"23 وَلَمَّا أُطْلِقَا أَتَيَا إِلَى رُفَقَائِهِمَا وَأَخْبَرَاهُمْ بِكُلِّ مَا قَالَهُ لَهُمَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ. 24فَلَمَّا سَمِعُوا، رَفَعُوا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ صَوْتًا إِلَى اللهِ وَقَالُوا: «أَيُّهَا السَّيِّدُ، أَنْتَ هُوَ الإِلهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا،".

هم يصلون لرفع القضية لله، الإِلهُ الصَّانِعُ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ = أى أنت ضابط الكل ولك السلطان المطلق على كل الخليقة بما فيها السلطات الكائنة مثل مجمع السنهدريم والرومان. مَا قَالَهُ لَهُمَا رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ = أى لا يُعلِّما بإسم يسوع.

الأعداد 25-28

الآيات (25 - 28): -

"25الْقَائِلُ بِفَمِ دَاوُدَ فَتَاكَ: لِمَاذَا ارْتَجَّتِ الأُمَمُ وَتَفَكَّرَ الشُّعُوبُ بِالْبَاطِلِ؟ 26قَامَتْ مُلُوكُ الأَرْضِ، وَاجْتَمَعَ الرُّؤَسَاءُ مَعًا عَلَى الرَّبِّ وَعَلَى مَسِيحِهِ. 27لأَنَّهُ بِالْحَقِيقَةِ اجْتَمَعَ عَلَى فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ، الَّذِي مَسَحْتَهُ، هِيرُودُسُ وَبِيلاَطُسُ الْبُنْطِيُّ مَعَ أُمَمٍ وَشُعُوبِ إِسْرَائِيلَ، 28لِيَفْعَلُوا كُلَّ مَا سَبَقَتْ فَعَيَّنَتْ يَدُكَ وَمَشُورَتُكَ أَنْ يَكُونَ.".

الإقتباس من مز2. فَتَاكَ = تترجم عبد أو فتى إشارة لجسد المسيح الذى أخذه من العذراء. مَسَحْتَهُ = حل عليه الروح القدس وتخصص ككاهن وكذبيحة إثم عن الناس. ومعنى صلاتهم أن العالم هائج على المسيح ومن يتبع المسيح. وكما إنتصر المسيح ستنتصر كنيسته.

الأعداد 29-30

الآيات (29 - 30): -

"29 وَالآنَ يَارَبُّ، انْظُرْ إِلَى تَهْدِيدَاتِهِمْ، وَامْنَحْ عَبِيدَكَ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِكَلاَمِكَ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، 30بِمَدِّ يَدِكَ لِلشِّفَاءِ، وَلْتُجْرَ آيَاتٌ وَعَجَائِبُ بِاسْمِ فَتَاكَ الْقُدُّوسِ يَسُوعَ».".

هنا يرفعوا أمام الله قضيتهم إذ بدأ الإضطهاد ضدهم وهم يطلبون قوة ومعونة ليكملوا شهادتهم عن المسيح. ولاحظ أنهم لم يطلبوا توقف الإضطهاد ضدهم.

العدد 31

آية (31): -

"31 وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ.".

تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ = إعلان عن حضور الروح القدس الذى هو فوق الطبيعة الزائلة. فطبيعة المادة أنها من عدم وستزول. وأمام عمل الله الحقيقى يتزعزع الباطل. هم طلبوا قوة الله وكانت زعزعة المكان إستجابة من الله أنه حاضر بقوته وأن العالم كله يتزعزع أمامه. المكان يتزعزع أما التلاميذ فيمتلئون بالروح.

امْتَلأَ الْجَمِيعُ = الإنسان المؤمن صار مسكناً لله فلا يتزعزع بل الله من محبته يملأه من روحه. ونحن فى حاجة إلى الإمتلاء المستمر بالصلاة بلجاجة، مثل المصباح المحتاج دائماً لملئه بالزيت. ونحن نسمع هنا أنهم إمتلئوا وسمعنا سابقاً أنهم إمتلئوا (4: 2). إذاً الإمتلاء عملية مستمرة نحصل بها على نعمة فوق نعمة (يو 16: 1) وعلى مزيد من القوة، هنا نرى الكنيسة تحول ألامها ومشقاتها إلى صلاة تعطيها مزيداً من الملء.

العدد 32

آية (32): -

"32 وَكَانَ لِجُمْهُورِ الَّذِينَ آمَنُوا قَلْبٌ وَاحِدٌ وَنَفْسٌ وَاحِدَةٌ، وَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّ شَيْئًا مِنْ أَمْوَالِهِ لَهُ، بَلْ كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا.".

لما ظهرت جسامة الخدمة ما عاد الرسل يهتمون بأملاكهم بل باعوا كل شئ ليتفرغوا للخدمة (مت 29: 19 + مر 29: 10، 30) هنا نجد أقوال السيد المسيح التى حركتهم لترك كل شئ، فمن وجد اللؤلؤة كثيرة الثمن يبيع كل اللآلئ ليشتريها. هم ذاقوا طعم الإمتلاء من الروح القدس فحسبوا كل شئ نفاية وتجردوا عن ممتلكاتهم. وتجردهم عن ممتلكاتهم سَهَّل الكرازة لهم فى كل العالم إذ لم يعودوا مرتبطين بأورشليم فهم لا يمتلكون فيها شيئاً. وعموماً حينما تصل الكنيسة لمستوى الوحدة كجسد واحد وروح واحد تختفى الذاتية والفردية والإحساس بالملكية والأنانية. وكان هذا طلب المسيح فى (يو 17) أن يصير الكل واحداً.

والنمط الذى طلبه المسيح للوحدة فى الكنيسة هو نفس النمط الذى عليه الوحدة داخل الثالوث (يو 21: 17، 22). وهذه قال عنها المسيح "كل ما هو لى فهو لك" (يو 10: 17). والمعنى أن كل ما هو لى يكون للآخر وما هو للآخر يكون لى. وهناك مفهوم آخر. فالإبن أتى ليستعلن مجد الآب ويشهد للآب ويمجد الآب (يو 4: 17 + 34: 4). والآب يمجد الإبن ويشهد له (يو 5: 17 + مت 17: 3 + مت 5: 17 + يو 28: 12 - 30) والروح القدس يشهد للمسيح ويمجده (يو 26: 15 + يو 14: 16، 15). فكل أقنوم يشهد ويمجد الآخر، هذه هى المحبة التى يطلبها الله فينا. وهذه هى الوحدة التى يطلبها فينا.

العدد 33

آية (33): -

"33 وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ كَانَتْ عَلَى جَمِيعِهِمْ،".

بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ = هذا نتيجة طبيعية لإمتلائهم بالروح الذى كان ثمرة طبيعية لصلواتهم التى إستجابها الله. والروح القدس هو روح القوة (2تى 1: 7).

الأعداد 34-35

الآيات (34 - 35): -

"34إِذْ لَمْ يَكُنْ فِيهِمْ أَحَدٌ مُحْتَاجًا، لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ كَانُوا أَصْحَابَ حُقُول أَوْ بُيُوتٍ كَانُوا يَبِيعُونَهَا، وَيَأْتُونَ بِأَثْمَانِ الْمَبِيعَاتِ، 35 وَيَضَعُونَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ، فَكَانَ يُوزَّعُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ كَمَا يَكُونُ لَهُ احْتِيَاجٌ.".

الأغنياء وفروا إحتياجات الفقراء، لقد صارت الكنيسة سماء على الأرض.

الأعداد 36-37

الآيات (36 - 37): -

"36 وَيُوسُفُ الَّذِي دُعِيَ مِنَ الرُّسُلِ بَرْنَابَا، الَّذِي يُتَرْجَمُ ابْنَ الْوَعْظِ، وَهُوَ لاَوِيٌّ قُبْرُسِيُّ الْجِنْسِ، 37إِذْ كَانَ لَهُ حَقْلٌ بَاعَهُ، وَأَتَى بِالدَّرَاهِمِ وَوَضَعَهَا عِنْدَ أَرْجُلِ الرُّسُلِ.".

هنا نتعرف على برنابا الذى سيرافق بولس الرسول، وأنه باع ما يمتلكه هو أيضاً وربما كانت ممتلكاته فى قبرص. فاللاوى لا حق له أن يمتلك أرضاً فى إسرائيل. وغالباً كانت أملاك برنابا ضخمة تستحق الإشارة لأنه ترك كل هذا.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

الأصحاح الخامس - تفسير سفر أعمال الرسل - القمص أنطونيوس فكري

الأصحاح الثالث - تفسير سفر أعمال الرسل - القمص أنطونيوس فكري

تفاسير سفر أعمال الرسل الأصحاح 4
تفاسير سفر أعمال الرسل الأصحاح 4