الأَصْحَاحُ الحَادِى عَشَرَ – رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الحَادِى عَشَرَ

تغطية المرأة رأسها والاستعداد للتناول.

العدد 1

(1) توصيات الرسول بخصوص غطاء رأس المرأة (ع 2 - 16):

2فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِى فِى كُلِّ شَىْءٍ، وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ. 3 وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ، وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ، وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. 4كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِى أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَىْءٌ، يَشِينُ رَأْسَهُ. 5 وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِى أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطًّى، فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَىْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِى أَنْ يُغَطِّىَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِىَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9 وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ. 10لِهَذَا يَنْبَغِى لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ. 11غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِى الرَّبِّ. 12لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِىَ مِنَ الرَّجُلِ، هَكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلَكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِىَ مِنَ اللهِ. 13احْكُمُوا فِى أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّىَ إِلَى اللهِ وَهِىَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟ 14أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ، إِنْ كَانَ يُرْخِى شَعْرَهُ، فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟ 15 وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِى شَعْرَهَا، فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِىَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ. 16 وَلَكِنْ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْخِصَامَ، فَلَيْسَ لَنَا نَحْنُ عَادَةٌ مِثْلُ هَذِهِ، وَلاَ لِكَنَائِسِ اللهِ.

العدد 2

ع2:

يقدم الرسول فى الأعداد التالية حلولاً لبعض المشاكل التى حدثت فى كنيسة كورنثوس. فلكى يقودهم إلى طاعة توصياته يبدأ حديثه بمدحهم كإخوة له يذكرونه دائمًا ويحفظون كل تعاليمه والتقاليد التى سلمها لهم كما تسلمها من الرب.

كلمة التعاليم جاءت فى الأصل اليونانى بما يقابله فى الإنجليزية Traditions ومعناها تقاليد، فلذا يجدر بنا أن نتمسك بما تسلمناه من تقاليد صحيحة من آبائنا الروحيين.

العدد 3

ع3:

رأس: أصل أو مصدر.

رأس الرجل أى مصدره هو المسيح الذى خلقه، ورأس المرأة هو الرجل لأنه أصلها، فقد خلقت من أحد أضلاعه، ولذا تخضع له كقائد للأسرة.

أما عن علاقة الآب والابن أى المسيح، فالآب تعنى الأصل الذى منه ولد الابن، والابن بكونه يحمل البشرية كلها فى جسده يطيع الآب ليُخضع كل البشرية فى طاعة الله.

العدد 4

ع4:

كل رجل يصلى أو يعظ، عليه ألا يضع غطاء على رأسه لأن وضعه غطاء فيه إهانة للمسيح الذى هو رأس الرجل، فكأنه يحاول أن يخفى مجد وبهاء صورة الله بينما يجب عليه أن يظهر هذه الصورة. أما الكاهن عندما يلبس عمامة فهى تشير للوقار، وعندما يصلى القداس يغطى رأسه بغطاء أبيض مزخرف يرمز لبهاء الله ومجده لأنه يمثل المسيح فى القداس.

العدد 5

ع5:

شعر المرأة مجد وزينة لها، ولكن أمام الله ليس لها مجد وتغطيه خضوعًا له. وهنا يقول الرسول فى أسلوب تهكمى، إن المرأة عندما تكشف رأسها فإنها تشبه تلك التى تحلق رأسها وهذا يجعل مظهرها قبيحًا.

العدد 6

ع6:

إذا كانت المرأة لا تغطى رأسها فإنه يمكنها أن تقص شعرها كما يقص الرجل شعره. وإذا كان من القبح أن تقص المرأة شعرها، فعليها أن تغطى رأسها وألا تحاول تقليد الرجل فى كشف الرأس، إذ كان حلق الرأس للمرأة علامة عار فى المجتمعين اليهودى والرومانى، فيريد الرسول هنا أن يقول أنه كما هو عار للمرأة أن تحلق رأسها هو أيضا عار لها ولزوجها ألا تغطى شعرها.

العدد 7

ع7:

يوصى معلمنا بولس الرسول الرجل أن لا يغطى رأسه لأنه يحمل صورة الله ومجده، فهو أصل خليقة الله وهو الذى خلقه الله ليعلن سلطان الله على الخليقة. أما للمرأة فقد أوصى أن تغطى رأسها فى الكنيسة إعلانًا منها عن احترامها للقاعدة التى وضعها الرب، وهى أن الرجل هو رأس المرأة وهى خاضعة له، فهى بهذا "مجد للرجل"، أو سمعة طيبه له.

العدد 8

ع8:

الرجل لم يأتِ من المرأة عند بدء الخليقة بينما المرأة هى التى جاءت من الرجل، لأنها ضلع من أضلاعه، لحم من لحمه وعظم من عظامه.

العدد 9

ع9:

فى (تك2: 18) قال الرب الإله "ليس جيدًا أن يكون آدم وحده. فأصنع له معينًا نظيره". بمعنى أن حواء خلقت من أجل آدم وليس العكس.

العدد 10

ع10:

لهذا يجب على المرأة أن تغطى رأسها كما تغطى الملائكة رؤوسهم ووجوههم بأجنحتهم أمام الله وهم يسبحونه.

العدد 11

ع11:

لا يوجد عند الرب فرق أو تمييز بين الرجل والمرأة إلا فى الشكل الذى يخدم وحدتهما ويزيد ارتباطهما ببعض.

العدد 12

ع12:

كما أن المرأة أُخِذَت من الرجل، هكذا أيضًا الرجل يولد من المرأة. فإن كانت حواء مأخوذة من جسم آدم فقد تم هذا بقوة الله الخالقة، فكل المخلوقات هى من الله.

الأعداد 13-14

ع13 - 14:

طرح الرسول بولس على الكورنثيين هذا التساؤل قائلاً إفحصوا الأمر مع أنفسكم وأجيبوا. هل يليق بالمرأة أن تصلى إلى الله وهى غير مغطاة الرأس؟! لأننا بطبيعتنا كبشر نفهم أنه عيب للرجل أن يرخى شعره كالنساء (مع استثناء المكرسين فى العهد القديم الذين كان ينبغى ألا يقصوا شعرهم، أو ما يفعله بعض النساك فى العهد الجديد كنوع من عدم الإهتمام بالشعر لأن الفكر كله منشغل بالله).

العدد 15

ع15:

العكس بالنسبة للمرأة لأن شعر المرأة زينة وجمال لها وغطاء بهى لرأسها، فهو بمثابة برقع طبيعى لها، ولا يصح أن تتفاخر بهذه الزينة أى شعرها فى بيت الله.

العدد 16

ع16:

إن كان بينكم من لم يقتنع بما سبق من براهين توجب على المرأة أن تغطى رأسها فى الكنيسة، ويريد أن يجادل حول هذا الأمر ويصنع شقاقات وخصام فهذا لم نعتاده لأننا نسلك بقلب واحد وطاعة لإرشادات الكنيسة.

  • ليتنا نشعر بحضرة الله فى الصلاة، فنخضع له باتضاع سواء المرأة بتغطية رأسها أو الرجل بخضوع بقلبه. فنكون فى توبة وتذلل أمامه لننال مراحمه، وفى نفس الوقت نشكره ونفرح بوجودنا بين يديه، سواء كانت الصلاة فى الكنيسة أو فى المخدع داخل بيوتنا.

(2) الإستعداد لسر الإفخارستيا (ع 17 - 34):

17 وَلَكِنَّنِى، إِذْ أُوصِى بِهَذَا، لَسْتُ أَمْدَحُ كَوْنَكُمْ تَجْتَمِعُونَ، لَيْسَ لِلأَفْضَلِ، بَلْ لِلأَرْدَإِ. 18لأَنِّى أَوَّلاً، حِينَ تَجْتَمِعُونَ فِى الْكَنِيسَةِ، أَسْمَعُ أَنَّ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٍ، وَأُصَدِّقُ بَعْضَ التَّصْدِيقِ. 19لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُمْ بِدَعٌ أَيْضًا، لِيكُونَ الْمُزَكَّوْنَ ظَاهِرِينَ بَيْنَكُمْ. 20فَحِينَ تَجْتَمِعُونَ مَعًا، لَيْسَ هُوَ لأَكْلِ عَشَاءِ الرَّبِّ. 21لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِى الأَكْلِ، فَالْوَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ. 22أَفَلَيْسَ لَكُمْ بُيُوتٌ لِتَأْكُلُوا فِيهَا وَتَشْرَبُوا؟ أَمْ تَسْتَهِينُونَ بِكَنِيسَةِ اللهِ، وَتُخْجِلُونَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ؟ مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ! أَأَمْدَحُكُمْ عَلَى هَذَا؟ لَسْتُ أَمْدَحُكُمْ! 23لأَنَّنِى تَسَلَّمْتُ مِنَ الرَّبِّ مَا سَلَّمْتُكُمْ أَيْضًا: إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِى اللَّيْلَةِ الَّتِى أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا 24 وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَالَ: «خُذُوا، كُلُوا، هَذَا هُوَ جَسَدِى الْمَكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هَذَا لِذِكْرِى. » 25كَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ مَا تَعَشَّوْا، قَائِلاً: «هَذِهِ الْكَأْسُ هِىَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِى. اصْنَعُوا هَذَا كُلَّمَا شَرِبْتُمْ لِذِكْرِى. » 26فَإِنَّكُمْ، كُلَّمَا أَكَلْتُمْ هَذَا الْخُبْزَ وَشَرِبْتُمْ هَذِهِ الْكَأْسَ، تُخْبِرُونَ بِمَوْتِ الرَّبِّ إِلَى أَنْ يَجِىءَ. 27إِذًا؛ أَىُّ مَنْ أَكَلَ هَذَا الْخُبْزَ أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ، يَكُونُ مُجْرِمًا فِى جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. 28 وَلَكِنْ، لِيمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ، وَهَكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. 29لأَنَّ الَّذِى يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ، يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ، غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. 30مِنْ أَجْلِ هَذَا، فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى، وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ. 31لأَنَّنَا، لَوْ كُنَّا حَكَمْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا، لَمَا حُكِمَ عَلَيْنَا. 32 وَلَكِنْ، إِذْ قَدْ حُكِمَ عَلَيْنَا، نُؤَدَّبُ مِنَ الرَّبِّ، لِكَىْ لاَ نُدَانَ مَعَ الْعَالَمِ. 33إِذًا يَا إِخْوَتِى، حِينَ تَجْتَمِعُونَ لِلأَكْلِ، انْتَظِرُوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. 34إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجُوعُ فَلْيَأْكُلْ فِى الْبَيْتِ، كَىْ لاَ تَجْتَمِعُوا لِلدَّيْنُونَةِ. وَأَمَّا الأُمُورُ الْبَاقِيَةُ، فَعِنْدَمَا أَجِىءُ أُرَتِّبُهَا.

العدد 17

ع17:

وصيتى لكم الآن ليست فى الواقع من أجل مدحكم، فمن المؤلم أنكم عندما تجتمعون معًا فى الكنيسة لا تجتمعون من أجل الصالح، أى من أجل أن ينفع الواحد الآخر ويعمل على بنائه الروحى، بل لكى يعير الواحد فيكم الآخر ويؤذيه روحيًا.

العدد 18

ع18:

أنا أسمع أنكم حين تجتمعون فى الكنيسة يكون بينكم إنشقاقات وإنقسامات، وأنا أصدق بعضًا مما سمعت من هذه الإنشقاقات. مثل ميل البعض للتحزب والاختلاف على مواضيع مثل أكل ما ذبح للأوثان أو الزواج والبتولية...

العدد 19

ع19:

لأنه لابد أن يحاربكم إبليس، وأنتم كبشر معرضون للسقوط فى الإنقسامات. ولقد سمح الله بظهور مثل هذه الإنحرافات الفكرية من أجل أن يظهر بينكم هؤلاء الذين لهم المحبة المزكاة الذين لا تصدر عنهم مثل هذه الضعفات، فرداءة البعض تظهر فضائل الآخرين وقداستهم.

العدد 20

ع20:

عندما تجتمعون فى الكنيسة لصلاة القداس وتناول الأسرار وأنتم على هذا الحال من الإنقسام، تظهر أنانيتكم وضعف محبتكم نحو بعضكم، فيفقد اجتماعكم غرضه وهو المحبة.

العدد 21

ع21:

كان يرتبط بصلاة القداس مائدة يأكلون فيها معًا كاشتراك محبة فى أكل الطعام مع بعضهم، ولكن يبدو أن البعض من الأغنياء كان يأكل وحده ما قد أتى به بدلاً من اشتراك الفقراء معه، وبذلك يجوع الفقير ويسكر الغنى من كثرة الأكل والشرب، لأنه والوضع كذلك لم يكن نصيب الفقير سوى القليل الذى أتى به.

العدد 22

ع22:

لذلك وبخهم الرسول بقوله أنه أفضل لهم أن يأكلوا فى بيوتهم ما شاءوا ولا يخجلوا الفقراء، لأنهم بهذا يستهينون بفكرة المحبة الأخوية وبذلك يحتاجون للتوبيخ لا المدح.

العدد 23

ع23:

سلم المسيح لبولس، عندما قضى معه ثلاث سنوات فى البرية (غل2: 17، 18)، ما أتمه يوم خميس العهد عندما أسس سر التناول، الذى سلمه لهم لممارسته كوصية المسيح طوال الأجيال. فأخذ خبزًا، وكلمة خبز فى اليونانية هى (آرطوس artos)، وهذه الكلمة تطلق على الخبز المختمر لا الفطير.

العدد 24

ع24:

بعد أن قدم صلاة الشكر كسر الخبز إلى قطع، ثم قال كلوا هذا هو جسدى الذى يقدم قربانًا من أجلكم على الصليب. وهذا الذى أفعله الآن، عليكم أن تفعلوه على الدوام لكى تتذكروا ذبيحة الصليب التى أقدمها من أجل خلاصكم.

وكون ذلك قد تم قبل الصليب الفعلى، فكما قال القديس غريغوريوس الثيئولوغوس: لأن المسيح صلب نفسه للعالم قبل أن يصلبه العالم. أى قد ذبح نفسه بالنية، لذلك هو يعطى جسده المكسور بالنية والذى سوف يذبح على الصلب فى الغد.

وكلمة لذكرى كما جاءت فى اليونانية Anamnesis، وهى لا تعنى مجرد الذكرى لأمر غائب، وإنما تعنى حضور ما نصنع له الذكرى. أى أن الخبز يتحول إلى جسد حقيقى للمسيح وليس مجرد تذكار لحادثة تاريخية.

العدد 25

ع25:

على هذا النحو أخذ المسيح الكأس بعد أن انتهى من العشاء، وقال إن هذه الكأس تحتوى دمى الذى هو العهد الجديد، لأن العهد كتب وختم بدمى، وعليكم أن تفعلوا ذلك على الدوام لكى تتذكرونى وتتذكروا ذبيحتى المقدسة عنكم.

العدد 26

ع26:

عليكم كلما أكلتم من جسدى وشربتم من دمى أن تبشروا بفدائى وخلاصى للبشرية كلها إلى أن آتى فى مجيئى الثانى.

والاشتراك فى التناول يحمل المؤمنين مسئولية التبشير والكرازة باسم المسيح الإلهى فى لحن يذكرنا بمسئوليتنا جميعًا وهو لحن "آمين آمين بموتك يا رب نبشر".

العدد 27

ع27:

مما يؤكد أن الخبز يتحول فعلاً إلى جسد المسيح والخمر إلى دمه، هذا التحذير الذى يشير إليه الرسول بولس لمن يأكل من الخبز أو يشرب من الخمر بدون استحقاق. فلو أن الأمر كان مجرد رمزًا لما ارتبط بالتحذير والإنذار على هذا النحو.

وكلمة استحقاق تعنى توبة واعتراف على يد الكاهن لكل من يتقدم إلى هذا السر.

إذاً فبالنسبة لما حدث من أهل كورنثوس، وهو أن من يتقدم للتناول منهم، وهو يميز نفسه عن الآخرين فى أكل طعام فاخر، إنما يتقدم فى غير استحقاق ويكون كمجرم فى جسد الرب ودمه، لأنه لا يحب أو يهتم بمن حوله، فلا يستحق التناول من ذبيحة الحب الإلهى أى جسد المسيح ودمه.

العدد 28

ع28:

ليفحص الإنسان أعماقه ويقدم توبة عن كل ما يراه من ضعف أو خطيئة ويعترف فى الكنيسة، حينئذ يتقدم ليأكل من الخبز المقدس الذى هو جسد المسيح، ويشرب من الكأس المقدسة التى تحتوى دم المسيح.

العدد 29

ع29:

أما ذلك الإنسان الذى يأكل ويشرب دون أن يتوب، يعرض نفسه للعقوبة من قبل الرب لما يبديه من الإستخفاف بالخبز والخمر، كما لو كان لا يميز بين الخبز الذى يتحول إلى جسد الرب وبين الخبز العادى، ولا يميز بين الخمر الذى يتحول إلى دم الرب وبين الخمر العادى. كل هذا يؤكد أن الخبز والخمر فى سر الشكر ليسا خبزًا وخمرًا عاديين بل يتحولان إلى جسد الرب ودمه.

العدد 30

ع30:

لأن الكثيرين منكم يتقدمون للاشتراك فى مائدة الرب دون توبة، فإنهم يعرضون أنفسهم للعقوبات من قبل الرب. فمنهم من يتعرض للضعف ومنهم من يتعرض للمرض ومنهم من يعاقب بالموت.

العدد 31

ع31:

لأننا لو فحصنا أنفسنا فى خوف الله، ووقفنا مع أنفسنا موقف القاضى لنحكم هل نستحق التقدم للإشتراك فى مائدة الرب، ثم أصلحنا سيرتنا بالتوبة واستعدنا المحبة فى قلوبنا للجميع، لما تعرضنا للعقوبة.

العدد 32

ع32:

يهدف الرب من عقوبة غير المستحقين، لعدم استعدادهم الواجب قبل التقدم لمائدة الرب، تأديبهم للتوبة حتى لا يدانوا فى الأبدية مع أهل العالم.

ع33، 34: يوصى فى النهاية أن ينتظر المؤمنون بعضهم بعضًا ليأكلوا معًا، ولا يسبق أحد بأكله طعامه قبل أن يأتى الآخرون، وإن كان جائعا فليأكل فى بيته، لأن هذه المائدة معناها شركة الحب بين المؤمنين وليس مجرد إشباعًا لشهوة الطعام.

الأمور الباقية: تفاصيل فى العبادة والسلوك المسيحى علمها الرسول لهم عندما زارهم، وهى ضمن التقليد المقدس أى التعاليم الشفاهية التى وصلت إلينا ونحياها فى عبادتنا وسلوكنا.

  • إهتم بمحاسبة نفسك والتوبة والإقرار بخطاياك أمام الكاهن قبل التناول، لتصير نقيًا مستحقًا للأسرار المقدسة. بل إن حاربك أى فكر ردئ أثناء القداس، تب عنه أمام الله إلى أن تقابل أب اعترافك.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

تفاسير رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس - الأَصْحَاحُ الحَادِى عَشَرَ
تفاسير رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس - الأَصْحَاحُ الحَادِى عَشَرَ