الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ – رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ

الوعظ والألسنة.

(1) موهبة التكلم بألسنة والتنبؤ (ع 1 - 6):

1اِتْبَعُوا الْمَحَبَّةَ، وَلَكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، وَبِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. 2لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ، لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ، لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ، وَلَكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسْرَارٍ. 3 وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ، فَيُكَلِّمُ النَّاسَ بِبُنْيَانٍ وَوَعْظٍ وَتَسْلِيَةٍ. 4مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ يَبْنِى نَفْسَهُ، وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيَبْنِى الْكَنِيسَةَ. 5إِنِّى أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ، وَلَكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. لأَنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ، إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ، حَتَّى تَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَانًا. 6فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّمًا بِأَلْسِنَةٍ، فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ أَوْ بِعِلْمٍ أَوْ بِنُبُوَّةٍ أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟

الأعداد 1-2

ع1 - 2:

اسلكوا بالمحبة ولكن أوصيكم أيضًا أن تسعوا إلى اقتناء المواهب الروحية وخاصة التنبؤ وهو تعليم الآخرين الحقائق الروحية وتفسير كلمة الله بوحى الروح القدس. فهى أفضل بكثير من اشتهاء موهبة الصلاة بالألسنة التى كان يشتهيها الكثيرون من أهل كورنثوس، فهى لم تكن تستخدم فى التعليم بل كانت نوعًا من التعبد الروحى الشخصى فى المخدع، فلا يسمعه أحد وهو يفهم ما يصلى به وبتأثير خضوعه للروح القدس يتكلم بحقائق وأسرار.

ولعل الكثيرين اشتهوا اقتناءها كأنها درجة روحية عالية، مع أن المواهب كما ذكرنا ليست دليلاً على خلاص الإنسان بل تعطى لنفع الكنيسة.

وهذا يعلمنا ألا نشتهى مواهب غيرنا، بل نستثمر ما وهبه الله لنا لخدمة الآخرين.

العدد 3

ع3:

أما ذاك الذى يتنبأ، أى يعلم غيره، إذ أن التنبؤ هو التكلم عن المستقبل ومستقبلنا فى العهد الجديد هو الملكوت وكل التعاليم التى تتحدث عن ملك الله على قلوبنا واستعدادنا للأبدية. وهو يكلم الناس بكلام مفهوم يساعد على البنيان الروحى للسامعين ويشجعهم على السلوك الروحى بالوعظ ويفرحهم بالتعزيات الروحية (تسلية) لمواصلة الجهاد.

العدد 4

ع4:

من يتكلم بلسان فى مخدعه يبنى نفسه نتيجة لشعوره بعمل الروح القدس معه، إلا أن فائدة ذلك لا تتعدى شخصه.

فى المقابل لذلك، فمن يتنبأ يساعد على البنيان الروحى للآخرين فيفيد أعضاء الكنيسة الذين يسمعونه.

العدد 5

ع5:

أنا أتمنى تحقيق رغباتكم فى التكلم بألسنة فى الصلاة، ولكنى أريد لكم بالأحرى أن تجدوا وراء موهبة التنبؤ لأنها أعظم من موهبة التكلم بلسان من حيث نفعها للمؤمنين. إلا إذا كان التكلم بلغة من لغات العالم المعروفة بشرط وجود مترجم حتى يفهم السامعون، لأن هذه اللغة معروفة فى أماكن أخرى من العالم أما السامعون فيحتاجون إلى ترجمة ليفهموا ويستفيدوا روحيًا.

العدد 6

ع6:

الآن يأخذ الرسول نفسه كمثال، فإذا جاء إليهم متحدثًا بلغة غريبة عنهم فلن يستفيدوا شيئا، ولكن إن كلمهم بلغة يفهمونها، فسيعلن الحقائق الإيمانية التى أعلنت له وكذلك كل العلوم الروحية، فينتفعوا كثيرًا.

  • جيد أن تتمتع بالصلاة وتتلذذ بقراء كلمة الله لنفعك. ولكن يلزمك أيضًا أن تهتم بجذب الآخرين لله وتعلمهم بالطريقة المناسبة لهم حتى يرتبطوا بالكنيسة.

اهتم بتوبة من حولك وتناولهم من الأسرار المقدسة.

(2) التكلم بألسنة والترجمة (ع 7 - 13):

7اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ الَّتِى تُعْطِى صَوْتًا: مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ، مَعَ ذَلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقًا لِلنَّغَمَاتِ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ؟ 8فَإِنَّهُ، إِنْ أَعْطَى الْبُوقُ أَيْضًا صَوْتًا غَيْرَ وَاضِحٍ، فَمَنْ يَتَهَيَّأُ لِلْقِتَالِ؟ 9هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، إِنْ لَمْ تُعْطُوا بِاللِّسَانِ كَلاَمًا يُفْهَمُ، فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا تُكُلِّمَ بِهِ؟ فَإِنَّكُمْ تَكُونُونَ تَتَكَلَّمُونَ فِى الْهَوَاءِ! 10رُبَّمَا تَكُونُ أَنْوَاعُ لُغَاتٍ هَذَا عَدَدُهَا فِى الْعَالَمِ، وَلَيْـسَ شَىْءٌ مِنْهَا بِلاَ مَعْنىً. 11فَإِنْ كُنْتُ لاَ أَعْرِفُ قُوَّةَ اللُّغَةِ، أَكُونُ عِنْدَ الْمُتَكَلِّمِ أَعْجَمِيًّا، وَالْمُتَكَلِّمُ أَعْجَمِيًّا عِنْدِى. 12هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، إِذْ إِنَّكُمْ غَيُورُونَ لِلْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، اطْلُبُوا، لأَجْلِ بُنْيَانِ الْكَنِيسَةِ، أَنْ تَزْدَادُوا. 13لِذَلِكَ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ، فَلْيُصَلِّ لِكَىْ يُتَرْجِمَ.

العدد 7

ع7:

يأتى الرسول هنا بمثال بليغ يقرب فكرته لقارئ الرسالة. فيتكلم عن أشياء غير العاقلة أى الجماد وهى الآلات الموسيقية التى تصدر أصواتًا مثل المزمار أو القيثارة، فإن لم تعطِ نفخاتها لحنًا ذا معنى وبتنوع وتأثير، فلن ينصت لها أحد إذ لن تعطى أى نفع للسامعين.

العدد 8

ع8:

كان البوق يستعمل فى الحروب قديمًا كوسيلة للتهيؤ للقتال ونقل تعليمات القائد إلى الجنود عن طريق ما يصدر من أصوات متفق عليها. فإذا أعطى البوق صوتًا مبهمًا غير متفق عليه، فلن يعرف المقاتلون تعليمات القائد ولا يكون لهذا الصوت المبهم أى دور نافع فى القتال.

العدد 9

ع9:

هكذا بالنسبة لكم أيضا، إن لم تكن اللغة التى تتكلمون بها مفهومة لدى السامعين فلن يعرفوا ما تقصدونه، ويكون حديثكم بلا أى نفع لهم أو كأنكم تتكلمون فى الهواء.

الأعداد 10-11

ع10 - 11:

هناك عدد كبير من اللغات فى العالم والكلمات فى كل منها لها معناها، ولكن لن يكون لأى منها فائدة بالنسبة لى ما لم أكن أفهم هذه اللغة، ولن أستفيد شيئًا أن أستمع إلى متكلم لا أعرف اللغة التى يتكلم بها، كذلك هو أيضا لن يفهم شيئًا إذا كلمته بلغة لا يعرفها هو.

العدد 12

ع12:

أنتم أيضا، إذ أنكم تسعون بجد للحصول على مواهب روحية، أطلبوا أن يزاد لكم ما هو نافع وصالح لبنيان الآخرين فى الكنيسة.

العدد 13

ع13:

لأن من يتكلم بلغة غير مفهومة لدى السامعين، لن ينفع الكنيسة بشئ ما لم يترجم ليصبح مفهومًا.

لذلك فمن يحصل على موهبة التكلم بألسنة فليطلب من الله أن يهيئ من يقوم بترجمة ما يقوله لمنفعة السامعين، سواء كان المترجم هو نفس شخص المتكلم أو شخص آخر فهذه موهبة أعطيت لكى يتحدث بها عندما يذهب للتبشير فى مكان لا يفهمون فيه إلا هذه اللغة، أما وسط إخوته الذين لا يفهمون هذه اللغة الغريبة، فيلزم وجود مترجم وإلا فليصمت كما يؤكد ذلك باقى هذا الأصحاح.

  • إهتم أن تتكلم بكلام مناسب لمن يسمعك، ليس فقط مبسطًا للبسطاء والأطفال بل مناسبًا لطبيعة وعمل واهتمامات السامعين، فيقبلون على سماعك باشتياق وتستطيع أن تظهر لهم المسيح من خلال حديثك.

(3) الصلاة والوعظ بفهم (ع 14 - 20):

14لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّى بِلِسَانٍ، فَرُوحِى تُصَلِى، وَأَمَّا ذِهْنِى فَهُوَ بِلاَ ثَمَرٍ. 15فَمَا هُوَ إِذًا؟ أُصَلِّى بِالرُّوحِ وَأُصَلِّى بِالذِّهْنِ أَيْضًا. أُرَتِّلُ بِالرُّوحِ وَأُرَتِّلُ بِالذِّهْنِ أَيْضًا. 16 وَإِلاَّ، فَإِنْ بَارَكْتَ بِالرُّوحِ، فَالَّذِى يُشْغِلُ مَكَانَ الْعَامِّىِّ كَيْفَ يَقُولُ «آمِينَ» عِنْدَ شُكْرِكَ؟ لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَاذَا تَقُولُ! 17فَإِنَّكَ أَنْتَ تَشْكُرُ حَسَنًا! وَلَكِنَّ الآخَرَ لاَ يُبْنَى. 18أَشْكُرُ إِلَهِى أَنِّى أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِكُمْ. 19 وَلَكِنْ فِى كَنِيسَةٍ، أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِى، لِكَىْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضًا أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ. 20أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لاَ تَكُونُوا أَوْلاَدًا فِى أَذْهَانِكُمْ، بَلْ كُونُوا أَوْلاَدًا فِى الشَّرِّ، وَأَمَّا فِى الأَذْهَانِ فَكُونُوا كَامِلِينَ.

العدد 14

ع14:

ليس فقط إن خاطبت الناس بلغة لا يفهمونها لا يفيدهم، بل أيضًا إن كنت أصلى بلغة غير لغتى وغير مفهومة، فإننى أشعر بانتعاش الروح ولكنى لا أفهم بذهنى ما أقول ولا يشترك عقلى فى الصلاة.

العدد 15

ع15:

يتساءل الرسول بولس عما هو الواجب تجاه عطية الروح القدس لى للتكلم بلسان؟ فيجيب قائلا أن عليه أن يترجم ما يقوله بهذه اللغة الغريبة، وإن لم يعرف أن يترجم فليترجم آخر ممن نالوا موهبة الترجمة. كذلك أيضًا عندما يرتل بلغة غريبة عن السامعين لابد أن يكون فاهمًا بعقله ما يرتل به ليتمتع أكثر بالصلاة والترتيل، وإلا فلا داعٍ للصلاة أو الترتيل بلغة غريبة لا يستطيع أن يترجمها لنفسه ولا للآخرين.

العدد 16

ع16:

وإلا فإن العامى أى الذى يجهل اللغة، الذى يسمعنى عندما أصلى بلغة غير مترجمة له، لا يعرف متى يقول آمين عندما أقدم الشكر لله لأنه لا يفهمنى، فلا تكون فى الصلاة مشاركة.

العدد 17

ع17:

أنت تقدم الشكر لله وهذا أمر حسن، ولكن الآخر الذى لا يفهم شيئًا مما تصلى به، فما هى الفائدة له من صلاتك؟ إنه لا ينتفع منها شيئًا.

الأعداد 18-19

ع18 - 19:

أشكر إلهى إنى أتكلم لغات كثيرة أكثر من أى أحد منكم، ولكنى عندما أكون فى الكنيسة أُفَضِل أن أقول خمس كلمات أستطيع أن أوصل فهمها للآخرين فأعلمهم، عن أن أقول كلمات كثيرة بلغة لا يفهمها أحد.

العدد 20

ع20:

لهذا أوصيكم أن تكونوا كالأطفال فى البساطة والبراءة ولكن لا تسلكوا كما لو كنتم أطفالاً فى فكركم، غير قادرين على التفكير الجدى العميق. أى أن الرسول يريد أن يؤكد على أهمية فهم وإدراك الروحيات، وأن تكون القدرة على بناء الكنيسة روحيا هى الهدف الأساسى، وألا يكون التكلم بلغة هو الهدف.

  • حقًا لنميز فى حياتنا بين ما هو أساسى وما هو إضافى.

إن كنت خادمًا ليتك تهتم عندما تقود الآخرين فى الصلاة أو الترتيل أو عند الوعظ أن يكون بطريقة تشجع بها الحاضرين على المشاركة، ولا تنفرد بالصلاة والترتيل وحدك بسرعة لا يواكبك فيها الآخرون أو نغمات لا يجيدها معظم الموجودين معك، فالحياة الكنسية قائمة على الشركة بين المؤمنين.

(4) أفضلية التنبؤ (ع 21 - 25):

21مَكْتُوبٌ فِى النَّامُوسِ: «إِنِّى بِذَوِى أَلْسِنَةٍ أُخْرَى وَبِشِفَاهٍ أُخْرَى سَأُكَلِّمُ هَذَا الشَّعْبَ، وَلاَ هَكَذَا يَسْمَعُونَ لِى يَقُولُ الرَّبُّ. » 22إِذًا؛ الأَلْسِنَةُ آيَةٌ، لاَ لِلْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ. أَمَّا النُّبُوَّةُ، فَلَيْسَتْ لِغَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ لِلْمُؤْمِنِينَ. 23فَإِنِ اجْتَمَعَتِ الْكَنِيسَةُ كُلُّهَا فِى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ الْجَمِيعُ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ، فَدَخَلَ عَامِّيُّونَ أَوْ غَيْرُ مُؤْمِنِينَ، أَفَلاَ يَقُولُونَ إِنَّكُمْ تَهْذُونَ؟ 24 وَلَكِنْ، إِنْ كَانَ الْجَمِيعُ يَتَنَبَّأُونَ، فَدَخَلَ أَحَدٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ أَوْ عَامِّىٌّ، فَإِنَّهُ يُوَبَّخُ مِنَ الْجَمِيعِ، يُحْكَمُ عَلَيْهِ مِنَ الْجَمِيـعِ. 25 وَهَكَذَا تَصِيرُ خَفَايَا قَلْبِهِ ظَاهِرَةً. وَهَكَذَا يَخِرُّ عَلَى وَجْهِهِ وَيَسْجُدُ لِلَّهِ، مُنَادِيًا أَنَّ اللهَ بِالْحَقِيقَةِ فِيكُمْ.

العدد 21

ع21:

اقتبس الرسول القول الذى ورد فى (إش28: 11، 12) حينما قال لشعبه الرافضين سماع صوته، أنه سيعاقبهم بأن يرسل لهم أمة غريبة لا يعرفون لغتها هى الأمة الأشورية والبابلية ورغم ذلك لم يسمعوا. ويقصد الرسول من اقتباسه لهذه الآية بيان أن استعمال اللغات الغريبة لا يجعل ولم يجعل الكفرة مؤمنين ولا العصاه طائعين.

العدد 22

ع22:

الألسنة الغريبة تعطى كآية لخدمة الكرازة بين غير المؤمنين حتى يؤمنوا إذ يرونها معجزة، كما حدث يوم الخمسين.

، فإنهم دهشوا ثم اقتنعوا فآمنوا عندما فهم كل منهم ما قيل بلغته. أما المؤمنون، فالأفضل لهم كلام النبوة التى هى تفسير كلام الله والتعليم الدينى بوحى الروح القدس بلغة السامعين.

العدد 23

ع23:

إن اجتمع المؤمنون فى الكنيسة وكانوا جميعًا يتكلمون بألسنة، ودخل إليهم عاميون أى مؤمنون ممن يجهلون هذه اللغات أو غير مؤمنين، فإنهم سيحكمون عليهم بأنهم يهذون أو أنهم مجانين.

العدد 24

ع24:

لكن إن دخل إلى الكنيسة جاهلوا اللغات أو يهود أو وثنيون لمجرد التفرج على أمور جديدة فوجدوا من يتكلم يعظ ويعلم ويدعوا للتوبة، فسوف تؤثر كلماته هذه عليهم وتنخس قلوبهم إذ يكون الكلام كدينونة لهم، ويثبت لهم أنهم خطاة وعرضة للهلاك الأبدى.

العدد 25

ع25:

هكذا ينكشف أمام ذاته أنه مذنب أمام الله وخالٍ من كل بر، فيسجد لله دليلاً على توبته ويشهد للحق الذى آمن به، وأنكم أولاد الله منقادون بالروح القدس الساكن فيكم.

  • ليتك تنشغل بخلاص نفوس الآخرين وليس إظهار قدراتك الخاصة، ليكون اهتمامك مثل اهتمام سيدك يسوع المسيح، ولا تخشَ إظهار الحق حتى لو نخس بعض القلوب، مع الحرص فى عدم الوقوع فى الإدانة، ويكون الكلام الحازم بلطف ووداعة.

(5) تنظيم استخدام المواهب (ع 26 - 40):

26فَمَا هُوَ إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ؟ مَتَى اجْتَمَعْتُمْ، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ، لَهُ تَعْلِيمٌ، لَهُ لِسَانٌ، لَهُ إِعْلاَنٌ، لَهُ تَرْجَمَةٌ: فَلْيَكُنْ كُلُّ شَىْءٍ لِلْبُنْيَانِ. 27إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ، فَاثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَوْ عَلَى الأَكْثَرِ ثَلاَثَةً ثَلاَثَةً، وَبِتَرْتِيبٍ، وَلْيُتَرْجِمْ وَاحِدٌ. 28 وَلَكِنْ، إِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَرْجِمٌ، فَلْيَصْمُتْ فِى الْكَنِيسَةِ، وَلْيُكَلِّمْ نَفْسَهُ وَاللهَ. 29أَمَّا الأَنْبِيَاءُ، فَلْيَتَكَلَّمِ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ، وَلْيَحْكُمِ الآخَرُونَ. 30 وَلَكِنْ، إِنْ أُعْلِنَ لآخَرَ جَالِسٍ، فَلْيَسْكُتِ الأَوَّلُ. 31لأَنَّكُمْ تَقْدِرُونَ جَمِيعُكُمْ أَنْ تَتَنَبَّأُوا وَاحِدًا وَاحِدًا، لِيتَعَلَّمَ الْجَمِيعُ وَيَتَعَزَّى الْجَمِيعُ. 32 وَأَرْوَاحُ الأَنْبِيَاءِ خَاضِعَةٌ لِلأَنْبِيَاءِ. 33لأَنَّ اللهَ لَيْسَ إِلَهَ تَشْوِيشٍ، بَلْ إِلَهُ سَلاَمٍ، كَمَا فِى جَمِيعِ كَنَائِسِ الْقِدِّيسِينَ. 34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِى الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. 35 وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِى الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِى كَنِيسَةٍ. 36أَمْ مِنْكُمْ خَرَجَتْ كَلِمَةُ اللهِ؟ أَمْ إِلَيْكُمْ وَحْدَكُمُ انْتَهَتْ؟ 37إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْسِبُ نَفْسَهُ نَبِيًّا أَوْ رُوحِيًّا، فَلْيَعْلَمْ مَا أَكْتُبُهُ إِلَيْكُـمْ أَنَّهُ وَصَـايَا الرَّبِّ. 38 وَلَكِنْ، إِنْ يَجْهَلْ أَحَدٌ فَلْيَجْهَلْ! 39إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ، جِدُّوا لِلتَّنَبُّؤِ، وَلاَ تَمْنَعُوا التَّكَلُّـمَ بِأَلْسِنَةٍ. 40 وَلْيَكُنْ كُلُّ شَىْءٍ بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ.

العدد 26

ع26:

فما ينبغى عمله عندما تجتمعون لعبادة الله فى الكنيسة هو الحرص على توجيه مواهبكم لبناء نفوس السامعين.

له مزمور: أى يلهمه الروح القدس لينشد مزمورًا يترنم ويسبح به لمجد الله، وفى هذا إشارة لنشأة صلاة المزامير واستخدام الأجبية.

له تعليم: أى يكون له موهبة تعليم عقيدة من العقائد.

له لسان: أى يهبه الروح القدس التكلم بلغة جديدة للتبشير، وآخر له إعلان من الروح القدس ليتنبأ بالمستقبل أو يكشف سر من الأسرار المكتومة، وآخر له موهبة ترجمة اللغات.

فليكن عملكم كله للبنيان وتوبة النفوس الضالة.

العدد 27

ع27:

إن كان أحد يتكلم بلغة غريبة، فمن المهم النظام فى استخدام هذه الموهبة. فلا يجب أن يزيد عدد المتكلمين بلسان عن اثنين أو ثلاثة على الأكثر ولا يتحدثون فى وقت واحد ولكن كل فى دوره على أن يوجد من يترجم.

العدد 28

ع28:

إذا لم يوجد من يترجم، فلا يتحدث أحد بلغة غريبة داخل الكنيسة ولكنه يمكنه أن يصلى بها إلى الله وحده.

العدد 29

ع29:

إذا وجد أنبياء أى الوعاظ فى الكنيسة، فلا يجب أن يتكلم أكثر من اثنين أو ثلاثة كل واحد فى دوره.

الآخرون: أى الذين لهم موهبة تمييز الوعظ السليم من الخطأ أو غير المفيد، هؤلاء عليهم أن يحكموا ويوجهوا من لهم موهبة التنبؤ أو التعليم.

العدد 30

ع30:

إذا أرشد الروح القدس أحدًا ليضيف أو يعلم تعليمًا روحيًا، على الأول أن يصمت ليتمكن الآخر من إعلان هذا الكلام. وهكذا تسير العبادة فى نظام وترتيب فلا يتكلم إثنان فى وقت واحد.

العدد 31

ع31:

الخلاصة يمكنكم تنظيم الوعظ واحدًا بعد الآخر لينتفع السامعون.

العدد 32

ع32:

هنا يؤكد بولس الرسول قدرة الواعظ أن يتكلم متى شاء ويسكت متى شاء، ليعطى كل منهم الفرصة للآخر دون تزاحم أو تشويش. فالأنبياء الذين يعظون الشعب لهم إرادة تتحكم فى أرواحهم وكلامهم، فيسكتون عندما يريدون أو يتكلمون حسب الإحتياج ولا تسلبهم أرواحهم إرادتهم، فيجدون أنفسهم ينطلقون فى الكلام رغمًا عنهم بل يستطيعون التحكم فى أنفسهم.

العدد 33

ع33:

الله مانح مواهب التنبؤ هو إله نظام ويرفض الفوضى والتشويش. وعلى ذلك يجب أن يسود النظام والسلام جميع الكنائس المسيحية فى كل مكان، ولا يتزاحم كل واحد لإظهار موهبته، فهذا يخفى كبرياءً فى القلب.

الأعداد 34-35

ع34:

يرى الرسول أنه من القبيح بالنسبة للمرأة أن تتكلم فى الكنيسة. والرسول بهذا التحديد لسلطان المرأة، حدد الوظائف التى لا يجوز لغير الرجل أن يمارسها فى الكنيسة. فالكنيسة مثلاً تقصر بعض وظائفها الروحية على الرجال دون النساء، مثل الكهنوت والكاهن معلم.

هذا لا يعنى أفضلية الرجل على المرأة من حيث النوع أو الخلقة، ولكن يجب ألا نتجاهل أن هناك فروقًا طبيعية بين الرجل والمرأة يكون لها تأثير فى تحديد مجال نشاط وعمل كل منهما، كما جاء بسفر التكوين عن خضوع المرأة للرجل (تك3: 16).

ولكن يمكن للمرأة أن تعلم النساء والأطفال. فالكلام السابق عن الكلام والتعليم فى الكنيسة التى تجمع الرجال والنساء سواء فى القداسات أو الاجتماعات العامة.

العدد 36

ع36:

عبارة فيها توبيخ لكنيسة كورنثوس، لأنه يبدو أنهم خرجوا عن نظم العبادة فى الكنيسة فأراد أن ينبههم إلى ضرورة مراعاة نظام الكنيسة الذى وضع طبقًا للمشيئة الإلهية. فيسألهم بنوع من التهكم، هل وضعكم نظم غريبة فى العبادة يرجع إلى ظنكم أنكم أصل الكرازة بالإنجيل، أم أن إليكم وحدكم يرجع الحق فى ترتيب العبادة الكنسية؟!

العدد 37

ع37:

إن كان أحد يحسب نفسه نبيًا أو أنه أخذ مواهب روحية، فليعلم أن ما أوصيكم به هو من الرب. فلبولس، كرسول، سلطان من الله أن يضع نظامًا للعبادة فى الكنيسة، ولا يمكن أن يكون الإنسان مسيحيًا مدعوًا من الله وله مواهب روحية حقيقية ويرفض أن يسمع رسوله ويطيعه.

هذا درس لنا. فإذا ادعى معلم أنه مرسل من الله ويجب أن نطيعه، فعلينا أن نقابل تعليمه بتعليم الكتاب المقدس فإن لم يوافقه، أيقنا أنه ليس من الله.

العدد 38

ع38:

إن أراد أحد أن يتجاهل ما أوصيكم به، فليتحمل مسئولية تجاهله هذا. وهو فى هذا يخلى مسئوليته كرسول أوصاهم بالروح، أما مسئولية القبول والطاعة فتقع على عاتقهم وحدهم، أى من أطاع أطاع ومن لم يطع فهو رافض لتعاليم الله وسوف يدان.

العدد 39

ع39:

كل كلام هذا الإصحاح على الموهبتين المذكورتين وهما التنبؤ أى الوعظ والتكلم بألسنة. فهذا العدد هو الخلاصة، وهى أن الأولى أفضل من الثانية ويجب على المسيحى ان يرغب فيها ويجد فى طلبها، وأنه لا يجوز أن يمنع إستعمال الثانية فى الكنيسة لأنها أيضًا نافعة بشرط وجود من يترجم ليستفيد السامعون.

العدد 40

ع40:

يجب أن تتم كل أمور العبادة بنظام ووفاق فى جميع الكنائس، وأن يكون كل شئ فى حدود اللياقة وبحسب النظام الموضوع للعبادة الجماعية. فلا يصح أن يشذ شخص أو كنيسة محلية عن سائر الأفراد والكنائس.

  • اهتم بطاعة تعاليم الكنيسة وإرشاد أب اعترافك، وإن أردت إضافة أى شئ فى خدمتك فليكن بموافقة المسئولين حتى لا يتعارض مع نظام الكنيسة. وكلما اتضعت، سهل عليك الطاعة والتركيز على خلاص نفسك ومحبة الله.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

تفاسير رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس - الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ
تفاسير رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس - الأَصْحَاحُ الرَّابِعُ عَشَرَ