الأَصْحَاحُ العَاشِرُ – رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس – مارمرقس مصر الجديدة

هذا الفصل هو جزء من كتاب: رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس – كهنة و خدام كنيسة مارمرقس مصر الجديدة.

إضغط للذهاب لصفحة التحميل

الأَصْحَاحُ العَاشِرُ

الحرص وأكل ما ذبح للأوثان.

(1) تمرد أولاد الله وعقابهم (ع 1 - 10):

1فَإِنِّى لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا أَنَّ آبَاءَنَا جَمِيعَهُمْ كَانُوا تَحْتَ السَّحَابَةِ، وَجَمِيعَهُمُ اجْتَازُوا فِى الْبَحْرِ، 2 وَجَمِيعَهُمُ اعْتَمَدُوا لِمُوسَى فِى السَّحَابَةِ وَفِى الْبَحْرِ، 3 وَجَمِيعَهُمْ أَكَلُوا طَعَامًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، 4 وَجَمِيعَهُمْ شَرِبُوا شَرَابًا وَاحِدًا رُوحِيًّا، لأَنَّهُمْ كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْ صَخْرَةٍ رُوحِيَّةٍ تَابِعَتِهِمْ، وَالصَّخْرَةُ كَانَتِ الْمَسِيحَ. 5لَكِنْ، بِأَكْثَرِهِمْ لَمْ يُسَرَّ اللهُ، لأَنَّهُمْ طُرِحُوا فِى الْقَفْرِ. 6 وَهَذِهِ الأُمُورُ حَدَثَتْ مِثَالاً لَنَا، حَتَّى لاَ نَكُونَ نَحْنُ مُشْتَهِينَ شُرُورًا كَمَا اشْتَهَى أُولَئِكَ. 7فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «جَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ، ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِـبِ. » 8 وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَسَقَطَ فِى يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا. 9 وَلاَ نُجَرِّبِ الْمَسِيحَ كَمَا جَرَّبَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَتْهُمُ الْحَيَّاتُ. 10 وَلاَ تَتَذَمَّرُوا كَمَا تَذَمَّرَ أَيْضًا أُنَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَهْلَكَهُمُ الْمُهْلِكُ.

العدد 1

ع1:

يقصد بولس الرسول بالآباء الإسرائيليين الذين خرجوا مع موسى من أرض مصر. والسحابة هى التى كانت تغطيهم وترشدهم فى تحركهم ببرية سيناء، والبحر هو البحر الأحمر الذى انشق إلى نصفين وعبروا فى وسطه.

العدد 2

ع2:

اعتبر الوحى نزولهم إلى أعماق البحر وتغطية السحابة لهم أنهم غطسوا تحت الماء أى اعتمدوا، ولأن موسى كان قائدهم فى هذا العبور فقد نسبت إليه هذه المعمودية.

العدد 3

ع3:

اشترك بنو إسرائيل جميعًا فى الأكل من المن، رمز التناول، الذى قدمه لهم الرب بطريقة معجزية من السماء، لذلك سُمى طعامًا روحيًا.

العدد 4

ع4:

كذلك اشترك الجميع فى الشرب من مياه الصخرة التى فجرها موسى فى البرية، ولأن هذا حدث أيضًا بطريقة معجزية سميت أيضًا شرابًا روحيًا.

أما أن الصخرة تابعتهم، فيوجد تقليد يهودى يقول أن الصخرة كانت تتدحرج وراءهم أينما اتجهوا والماء يخرج منها، أو خرج منها مجرى ماء وتابعهم فى رحلة البرية.

والصخرة ترمز للمسيح لأنه كان سندًا لهم، فروى ظمأهم واعتنى بهم.

العدد 5

ع5:

بالرغم من هبات الله الكثيرة التى خصهم بها، فإن كل البالغين منهم عدا يشوع وكالب أغضبوا الرب بسوء تصرفهم وعصيانهم وعبادتهم الأوثان، فأماتهم فى القفر ولم يدخلوا أرض الميعاد.

العدد 6

ع6:

هذه الأحداث قصد الله أن تكون تعليمًا وإنذارًا لنا علاوة على كونها عقابًا للإسرائيليين على خطاياهم. فهنا يحذر الرسول بولس مؤمنى كورنثوس من ارتكاب خطايا كالتى منعت الإسرائيليين من دخول أرض الميعاد لكى لا يحرموا من دخول السماء.

الأعداد 7-8

ع7 - 8:

يشير معلمنا بولس الرسول هنا إلى الحادثة التى جاء ذكرها فى سفر العدد (25: 1 - 9) حينما دعت بنات موآب الشعب إلى ذبائح آلهتهن فأكل الشعب وسجد للأوثان، ثم زنا الشعب مع بنات موآب، فأماتهم الرب بوبأ حصد 23000 منهم (ذكر فى سفر العدد أن الذين ماتوا كانوا 24000، ولا يوجد فى هذا تعارض ففى سفر العدد سجل إجمالى لعدد الذين ماتوا بينما فى الرسالة إلى كورنثوس سجل لعدد الذين ماتوا فى يوم واحد بينما استمر الوبأ أكثر من يوم).

العدد 9

ع9:

يشير الرسول هنا إلى ما حدث للشعب فى القديم وقد أهلكتهم الحيات حينما تذمروا على المن (عد21: 5، 6)، فأرسل الرب على الشعب الحيات فلدغتهم ومات كثيرون منهم. فهو يحذر مؤمنى كورنثوس من أن يجربوا المسيح مثلهم بتذمرهم وعصيانهم وطلب الملذات العالمية، ولا يعرضوا أنفسهم للشر ليروا هل سينقذهم المسيح أم لا.

العدد 10

ع10:

يشير هنا إلى عصيان قورح ورفقائه على موسى ورفضهم سلطانه عليهم (عدد16)، فانشقت الأرض وابتلعتهم وبادوا بين الجماعة. فهذا تحذير للكورنثيين أنهم إذا طمعوا فى حلم الله وصبره وتعدوا وصاياه جلبوا على أنفسهم الهلاك الروحى.

  • إن أعطاك الله خيرات فالطبيعى أن تشكره عليها. لتكن لك النظرة البسيطة لتتمتع بهبات الله بدلاً من ضيقك مما ينقصك فتتذمر عليه، بل اعلم أنه بسماح من الله لفائدتك. يمكنك أن تطلب منه رفع الضيقة ومعونته ومساندته.

(2) التنبيه لتجنب السقوط (ع 11 - 14):

11فَهَذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً، وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ. 12إِذًا؛ مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ. 13لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلَكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِى لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا. 14لِذَلِكَ يَا أَحِبَّائِى، اهْرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ.

العدد 11

ع11:

هنا تنبيه لمؤمنى كورنثوس الا يفرطوا فى الثقة بأنفسهم. فوجودهم فى وسط وثنى يعرضهم للسقوط فى خطايا الأمم مثلما حدث للشعب القديم، الذى بالرغم من أن الرب خصهم برعاية خاصة، إلا أنهم تمردوا وعصوا فسقطوا فى عبادة الأوثان والزنا وجربوا الرب وتذمروا عليه فتعرضوا للغضب الإلهى.

العدد 12

ع12:

هذه هى القاعدة التى كان على الكورنثيين أن يتعلموها من تاريخ الإسرائيليين وهى أن الإنسان ما دام على الأرض فهو عرضة للسقوط. فمن يظن أنه ثابت فى الإيمان والتقوى فليحرص على ألا يسقط فى خطية، فالذى يتكل على قوته، يكون أكثر من غيره عرضة للسقوط.

العدد 13

ع13:

كلمة تجربة فى اليونانية معناها اختبار أو فحص، فالمقصود إذا من التجربة أنها وسيلة لفحص واختبار ثبات قلب الإنسان نحو الله.

والمقصود من عبارة "إلا بشرية" أن هذه التجارب فى وسع ومقدرة البشر الذين يجتازوها بنجاح إذا استندوا على النعمة الإلهية، فالله صادق فى وعوده ولا يسمح أبدًا أن نتعرض لتجربة يكون تحملها فوق استطاعتنا، بل يعطينا قوة وقدرة لاجتيازها.

والمنفذ هو وسيلة الخروج من التجربة والإحساس بالله واستعادة السلام الداخلى مثل إرسال الله حل للمشكلة أو مساندة إنسان أو الاستفادة الروحية من التجربة فيخفف تعبها...

العدد 14

ع14:

خاطب بولس الكورنثيين بكلمة يا أحبائى لكى يتحققوا أن نصيحته لهم صادرة عن حب لهم واهتمام بخلاصهم. فهو هنا يطلب منهم أن يبتعدوا عن عبادة الأوثان أو الدخول إلى هيكل وثن ومن الأكل فى ولائمهم بل ومن أى اشتراك مع الوثنيين فى طقوسهم، وإلا حرموا أنفسهم من معونة الرب، الأمر الذى يعرضهم للسقوط.

  • اطمئن أن كل التجارب هى بسماح من الله ما دمت تحبه وتسلك فى طريقه، ومهما كان ضعفك سيسندك لتجتاز التجربة بنجاح وتستفيد منها، ومهما بدت صعبة فقوته الإلهية ستفتح لك طاقة للنجاة منها بشكل يفوق عقلك. فاشكر الله كل حين على أعماله العجيبة معك.

(3) شركة الرب وشركة الشيطان (ع 15 - 22):

15أَقُولُ كَمَا لِلْحُكَمَاءِ: احْكُمُوا أَنْتُمْ فِى مَا أَقُولُ. 16كَأْسُ الْبَرَكَةِ الَّتِى نُبَارِكُهَا، أَلَيْسَتْ هِىَ شَرِكَةَ دَمِ الْمَسِيحِ؟ الْخُبْزُ الَّذِى نَكْسِرُهُ، أَلَيْسَ هُوَ شَرِكَةَ جَسَدِ الْمَسِيحِ؟ 17فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ، خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ، لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِى الْخُبْزِ الْوَاحِدِ. 18انْظُرُوا إِسْرَائِيلَ حَسَبَ الْجَسَدِ. أَلَيْسَ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الذَّبَائِحَ هُمْ شُرَكَاءَ الْمَذْبَحِ؟ 19فَمَاذَا أَقُولُ؟ أَإِنَّ الْوَثَنَ شَىْءٌ، أَوْ إِنَّ مَا ذُبِحَ لِلْوَثَنِ شَىْءٌ؟ 20بَلْ إِنَّ مَا يَذْبَحُهُ الأُمَمُ، فَإِنَّمَا يَذْبَحُونَهُ لِلشَّيَاطِينِ لاَ لِلَّهِ. فَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ شُرَكَاءَ الشَّيَاطِينِ. 21لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ الرَّبِّ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ. لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْتَرِكُوا فِى مَائِدَةِ الرَّبِّ وَفِى مَائِدَةِ شَيَاطِينَ. 22أَمْ نُغِيرُ الرَّبَّ؟ أَلَعَلَّنَا أَقْوَى مِنْهُ؟

العدد 15

ع15:

اعتبرهم الرسول حكماء قادرين أن يروا أن قوله يتوافق مع المنطق السليم، وأن نهيهم عن الأكل فى هيكل الوثن ليس مجرد رغبة فى بسط سلطانه الرسولى عليهم، لكن هناك أسباب منطقية يسهل أن يفهموها إذا فكروا بعمق.

العدد 16

ع16:

كلمة شركة فى اليونانية تعنى اتحاد. وقد سميت كأس البركة لأنها تحوى دم المسيح الذى سفك على عود الصليب. وبالأكل من الخبز الذى هو جسد المسيح نتحد به، إذًا فبتناولنا من الجسد والدم نصير أعضاء فى جسد المسيح.

العدد 17

ع17:

تناولنا من الخبز والكأس تعنى اتحادًا فعليًا بالمسيح، فالجسد الواحد وإن كان فيه أعضاء كثيرة يبقى واحدًا.

وهنا تأكيد لحقيقة وعقيدة تحول الخبز والخمر إلى جسد ودم الرب، وإلا ما كانا يصنعان شركة واتحادًا بين ما يتناولون منهما. فلنحذر من العقائد المخالفة التى تجعل التحول رهنًا بإيمان المتناولين فقط أو تنكر هذا التحول أساسًا.

العدد 18

ع18:

هنا برهان، بما فى العبادة اليهودية فى الهيكل، على ما سبق وأثبته بولس الرسول بالنسبة للتناول من جسد المسيح ودمه. فالإسرائيليون عندما كانوا يقدمون ذبائح للموت نيابة عنهم كأمر الشريعة، كانوا يؤمنون أنهم واحد مع هذه الذبائح. بهذا المعنى إذًا هم شركاء المذبح. كذلك كان اليهود يقسمون الذبيحة، ويأكلونها فيما بينهم ولا يمكن لأحد أن يدخل الهيكل ويشارك الحاضرين فى أكل الذبيحة ما لم يعترف بأنه يهودى متحد بهم عابد معهم الإله الواحد.

الأعداد 19-20

ع19 - 20:

من يشترك فى تقديم ذبيحة للأوثان، أو يأكل منها بإيمان أنها مقدمة للوثن فإنه يعلن إيمانه وشركته فى عبادة هذا الوثن. وعبادة الأوثان تفرح الشيطان لأنها تبعد البشر عن الإله الحقيقى، لذلك فإن الذى يقدم للوثن ذبائح، يتحد ويشترك مع الشياطين. وأنا لا أريد لكم هذا المصير الذى يبعدكم عن الله.

العدد 21

ع21:

لا يمكن للإنسان أن يكون شريكًا فى الشئ وضده، كاستحالة اتحاد النور بالظلمة. فلا تقدرون أن تتناولوا من العشاء الربانى بطريق تسر الله وتنفع أرواحكم وأنتم تذهبون إلى هيكل الوثن الذى هو الشيطان وتشتركون فى ولائمه. فالأكل مما يقدم للشيطان سوف يقف حاجزًا بينكم وبين الاتحاد بالرب، أما من يأكل مما ذبح للأوثان ليس إرضاءً لهم بل على أنه عطية من الله فليس خطأ، لأنه لا يؤمن بالأوثان بل بالله فقط مع مراعاة عدم إعثار أحد من الذين يفهمون أن أكل اللحم هو إكرام للوثن وعبادة له (ص8: 4).

العدد 22

ع22:

الغيرة هى من طبيعة الرجل لو خانته امراته وأحبت شخصًا غيره. وقد تحدثت أسفار العهد القديم عن انحراف الشعب القديم إلى عبادة الأوثان باعتبارها زنا روحى وباعتبار إسرائيل عروس الرب. وقد عبر الله عن سخطه بالغيرة كما جاء فى (تث32: 21 ومز78: 58). والاستفهام هنا للتعجب من حماقة المسيحيين الذين يهيجون غضب الله بحضورهم الولائم الوثنية.

وتساؤل بولس الثانى "ألعنا أقوى منه" هو استفهام استنكارى، فلسنا أقوى من الرب بأى حال. فلا يجوز للمسيحيين الذين هم عروس المسيح (أف5: 25 - 31) أن يهيجوا غيرة الرب باشتراكهم فى مائدة الشياطين.

  • ما دمنا نتناول من الأسرار المقدسة، فلا يصح أن نحضر الحفلات التى ترضى الشيطان لما فيها من رقص وشرب خمر وأغانى وإثارة للشهوات، مثل الحفلات التى تُعمل بعد إتمام سر الزيجة فى الكنيسة. فكيف نتحد بالله والشيطان فى آن واحد.

(4) الحرية وإعثار الآخرين (ع 23 - 33، ص11: 1):

23كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِى، لَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تُوافِقُ. كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِى، وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِى. 24لاَ يَطْلُبْ أَحَدٌ مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ مَا هُوَ لِلآخَرِ. 25كُلُّ مَا يُبَاعُ فِى الْمَلْحَمَةِ كُلُوهُ، غَيْرَ فَاحِصِينَ عَنْ شَىْءٍ مِنْ أَجْلِ الضَّمِيرِ، 26لأَنَّ لِلرَّبِّ الأَرْضَ وَمِلأَهَا. 27 وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُوكُمْ وَتُرِيدُونَ أَنْ تَذْهَبُوا، فَكُلُّ مَا يُقَدَّمُ لَكُمْ كُلُوا مِنْهُ، غَيْرَ فَاحِصِينَ مِنْ أَجْلِ الضَّمِيرِ. 28 وَلَكِنْ، إِنْ قَالَ لَكُمْ أَحَدٌ: «هَذَا مَذْبُوحٌ لِوَثَنٍ» فَلاَ تَأْكُلُوا، مِنْ أَجْلِ ذَاكَ الَّذِى أَعْلَمَكُمْ وَالضَّمِيرِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ الأَرْضَ وَمِلأَهَا. 29أَقُولُ الضَّمِيرُ، لَيْسَ ضَمِيرَكَ أَنْتَ، بَلْ ضَمِيرُ الآخَرِ. لأَنَّهُ، لِمَاذَا يُحْكَمُ فِى حُرِّيَّتِى مِنْ ضَمِيرِ آخَرَ؟ 30فَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَتَنَاوَلُ بِشُكْرٍ، فَلِمَاذَا يُفْتَرَى عَلَىَّ لأَجْلِ مَا أَشْكُرُ عَلَيْهِ؟ 31فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَافْعَلُوا كُلَّ شَىْءٍ لِمَجْدِ اللهِ. 32كُونُوا بِلاَ عَثْرَةٍ لِلْيَهُودِ وَلِلْيُونَانِيِّينَ وَلِكَنِيسَةِ اللهِ. 33كَمَا أَنَا أَيْضًا، أُرْضِى الْجَمِيعَ فِى كُلِّ شَىْءٍ غَيْرَ، طَالِبٍ مَا يُوافِقُ نَفْسِى، بَلِ الْكَثِيرِينَ لِكَىْ يَخْلُصُوا.

ص11: 1كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِى كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ.

العدد 23

ع23:

هذا تكرار لما سبق أن شرح فى (ص6: 12)، من أن الحرية المسيحية ليست مطلقة. فعندما اتحدنا بالمسيح صار هدفنا هو إرضاؤه والابتعاد عن الشر وما يعثر الآخرين وكل شئ غير مفيد أو غير بناء، مثل الإفراط فى الأكل والشرب أو الوجود فى أماكن لا تليق بأولاد الله أو ارتداء ملابس ملفتة للنظر، كذلك أى كلام غير مفيد أو تضييع للوقت فى انشغالات غير مجدية.

العدد 24

ع24:

يجب على الإنسان المؤمن أن يفضل نفع الغير على لذته الشخصية، حتى لو كان ما يعمله سليمًا ونقيا ولكن معثر للضعفاء، فينسى راحته ومزاجه ويطلب راحة الآخرين.

العدد 25

ع25:

كل ما يباع فى أسواق اللحوم كلوا منه بدون أن تسألوا عما إذا كان قد ذبح لوثن أم لا، لأنكم بسؤالكم هذا تعرضوا ضمائركم للعثرة والتشكك.

العدد 26

ع26:

لأن الرب الإله هو خالق الأرض وكل ما فيها من أثمار وبهائم، فكلها لله وقد جعلها طعامًا للإنسان ولا داعٍ للشكوك والمحاورة فى أكلها من عدمه.

العدد 27

ع27:

إذا أردتم تلبية دعوة من غير المؤمنين للأكل معهم وكنتم راغبين فى قبول دعوتهم، فلا مانع من أن تأكلوا مما يقدم لكم، بشرط ألا تسألوا عما إذا كان من ذبائح الأوثان أم لا حتى لا تتعبوا ضمائركم.

العدد 28

ع28:

لكن إن قال لكم أحد من المدعوين معكم من الإخوة الضعفاء الإيمان، أن هذا مذبوح لوثن لتوهمه أنه محرم، فإن أكلت تجرح ضميره. فلا تأكل منه لتراعى ضميره الضعيف، حتى إن كنت مقتنعًا أنه طاهر لأنه من يد الله ولم يوبخك ضميرك على أكله، لأنه لا يوجد سبب للامتناع عن الطعام إلا لتفادى عثرة الأخ المؤمن.

العدد 29

ع29:

أقول هذا ليس من أجل ضميرك أنت، فضميرك لا يوبخك ولا يدينك إذا أكلت مما ذبح لوثن، فأنت غير مجبر بحكم ضميرك أن تمتنع عن الأكل منه بل من أجل ضمير الآخر الذى توهم أن الأكل منه حرام. فلماذا أعرض نفسى للوم أخى كأنى مذنب بتصرفى بمقتضى حريتى وأجعله يضعف إيمانيًا ويعثر، فمن حقه علىَّ أن أمتنع عن إعثار ضميره مثلما أمتنع عما يعثر ضميرى الشخصى.

العدد 30

ع30:

إن الله أنعم على بحق التناول من هذا الطعام فيحق لى أن آكل وأشكره، ولكن هذا ليس بسبب كافٍ لأن أعثر أخى بأكلى ما توهم هو أن أكله لا يحل لى، أى إنه يعتبر ذلك عبادة وشركة مع الأوثان.

العدد 31

ع31:

هذا قانون يجب على كل مؤمن مراعاته فى كل أقواله وأفعاله، فيكون الغاية منها كلها مجد الله لا مجده الشخصى، فهذه هى غاية الإنسان العظمى.

العدد 32

ع32:

لا تعثروا اليهود بشئ من معاملتكم للأوثان، ولا تعثروا الوثنيين بأن تشجعوهم على شئ يرتبط بالعبادة الوثنية، بل افعلوا كل ما يحثهم على ترك تلك العبادة. كذلك بالنسبة للمؤمنين ضعفاء الإيمان، لا تكونوا سببًا فى عثرتهم بأفعالكم حتى ولو كانت تلك الأفعال جائزة.

العدد 33

ع33:

قبل أن يطالبهم بولس الرسول بشئ، يذكرهم بأنه هو نفسه يتصرف هكذا فيكون قوله أكثر إقناعًا وقبولاً. فهو لم يسعَ أبدًا لإرضاء نفسه بل كان يفعل كل ما لا يتعارض مع إيمانه، ولكنه فى نفس الوقت يرضى غيره وذلك ليربحهم للمسيح حتى يخلصوا.

ص11: 1: فكونوا متمثلين بى فى إنكار الذات وفى تجنب أسباب المعاثر وفى طلب خلاص النفوس بكل وسيلة ممكنة، فأنا أيضًا أتمثل بالمسيح فى سلوكه وتعاليمه، وبهذا يكون بولس الرسول مرشدًا أمينًا لغيره.

  • ليتك تراعى من حولك، فلا تتكلم أو تفعل شيئًا يعثر أو يشغل ذهن الآخرين عن الله. واهتمى يا أختى بما ترتدين من ملابس لإظهار جمالك وأناقتك دون أن تتعبى من حولك. ولنتذكر جميعًا قيمة هذه النفوس المحيطة بنا، فهى أغلى من أى شئ إذ ثمنها دم المسيح المسفوك من أجلهم.

فهرس الكتاب

إضغط على إسم الفصل للذهاب لصفحة الفصل.

No items found

تفاسير رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس - الأَصْحَاحُ العَاشِرُ
تفاسير رسالة بولس الرسول الأولى إلى كورنثوس - الأَصْحَاحُ العَاشِرُ